أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٣

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٧

أبوطالب الجعفري

قال ابو طالب محمد بن عبدالله الجعفري من شعراء القرن الثالث :

لي نفس تحب في الله ـ والله ـ حسينا ولا تحب يزيدا

يا بن اكالة الكبود لقد أنضجت من لا بسي الكئيب الكبودا

أيّ هول ركبت عذبك الرحمن في ناره عذاباً شديداً

لهف نفسي على يزيد واشياع يزيد ضلوا ضلالاً بعيداً

يا أبا عبدالله يا بن رسول الله يا أكرم البرية عودا

ليتني كنت يوم كنت فأمسي فيك في كربلا قتيلاً شهيدا

__________________

١ ـ عن الحدائق الوردية في مناقب ائمة الزيدية للإمام حميد الشهيد ص ١٣٧ والكتاب مخطوط في مكتبة كاشف الغطاء العامة ٧١٣.

٢٦١

محمد بن عبدالله بن الحسين بن عبدالله بن اسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب عليه‌السلام كان هو وابوه وحده كل منهم شاعر كما في معجم شعراء الطالبية ، وفي معجم الشعراء للمرزباني. ابو طالب الجعفري شاعر مقل يسكن الكوفة. فلما جرى بين الطالبيين والعباسيين بالكوفة ما جرى وطلب الطالبيون قال ابو طالب : (١)

بني عمنا لا تذممونا سفاهة

فينهض في عصيانكم من تأخرا

وان ترفعوا عنايد الظلم تجتنوا

لطاعتكم منا نصيبا موفرا

وان تركبونا بالمذلة تبعثوا

ليوثاً ترى ورد المنية أعذرا

وله :

قد ساسنا الاهل عسفا

وسامنا الدهر خسفا

وصار عدل أناس

جوراً علينا وحيفا

__________________

١ ـ اقول وجاء في عمدة الطالب في انساب الى ابي طالب اسم محمد هذا وعمود نسبه وقال : له ولد اسمه محمد. هذا ما رأيته في طبعه بمبى اما الطبعة الجديدة في النجف فتقول : له ولد اسمه الحسين.

٢ ـ عن اعيان الشيعة ج ٤٥ ص ٢٨٦.

٢٦٢

والله لولا انتظاري

برأ لدائي أشفى

ورقبتي وعدُ وقتٍ

تكون بالنجح أوفى

لسقت جيشاً اليهم

ألفا وألفا وألفا

حتى تدور عليهم

رحى البلية عطفا

وجاء في معجم شعراء الطالبية ان اباه عبدالله ـ كان ببغداد ـ وقد امتنع من لبس السواد وخرقة لما طولب بلبسه ، فحبس بسر من رأى فمات في حبسه أيام المعتصم.

اقول ويظهر من ذلك انه من شعراء القرن الثالث

٢٦٣

داعي الدعاة

لقد زرتُ مثوى الطهر في أرض كربلا

فدتْ نفسيَ المقتول عطشان صاديا

ففى عشر ما نال الحسين ابن فاطم

لمثلي مسلاة لئن كنت ساليا

البيتان من قصيدة نذكر بعضها في الصفحة الآتية :

٢٦٤

نسيم الصبا ألمم بفارس غاديا

وأبلغ سلامي أهل ودي الازاكيا

وقل كيف أنتم بعد عهدي فانني

بُليت بأهوال تشيب النواصيا

سيبكي عليَّ الفضل والعلم إن رمت

بمثلي يد الدهر العسوف المراميا

وعُطَّل مني مسجد أسَّه التقى

لآل رسول الله بي كان حاليا

أإخواننا صبراً جميلا فانني

غدوت بهذا في رضى الله راضيا

وفي آل طه إن نفيت فإنني

لاعدائهم ما زلت والله نافيا

فما كنت بدعاً في الاولى فيهم نفوا

ألافخر أن أغدو ( لجندب ) (١) ثانيا

لئن مسَّنى بالنفي قرحٌ فانني

بلغت به في بعض همي الامانيا

فقد زُرت في كوفان للمجد قبّة

هي الدين والدنيا بحقٍ كما هيا

هي القبة البيضاء قبة حيدر

وصي الذي قد أرسل الله هاديا

وصيَّ النبي المصطفى وابن عمه

ومن قام مولى في الغدير وواليا

ومن قال قومٌ فيه قولاً مناسباً

لقول النصارى في المسيح مضاهيا

فوا حبذا التطواف حول ضريحه

أصلي عليه في خشوع تواليا

وواحبذا تعفير خديَّ فوقه

ويا طيب إكبابي عليه مناجيا

أناجي وأشكو ظالمي بتحرَّق

يثير دموعاً فوق خدي جواريا

الشاعر هبة الله بن موسى السلماني نسبة الى سلمان الفارسي فمن المؤرخين

__________________

١ ـ يريد جندب بن جنادة اباذر الغفاري الصحابي الجليل الذي نفي الى الربذة وبقي فيها يعاني ألم الوحدة وكبر السن الى أن مات في منفاه.

٢٦٥

من يقول أن المؤيد في الدين هو من نسل سلمان من ذلك ما قاله صاحب عيون المعارف : هبة الله بن موسى من ولد سلمان الفارسي وجاء في شعر المؤيد قوله موضحاً أن رتبته هي رتبة سلمان وانه قائم بما قام به إذ يقول :

لو كنت عاصرت النبي محمداً

ما كنت أقصر عن مدى سلمانه

ولقال أنت من أهل بيتي معلناً (١)

قولاً يكشّف عن وضوح بيانه

كان مولده بشيراز ونشأ بها ، ويرجّح شارح ديوانه أن يكون مولده سنة تسعين وثلثمائة من الهجرة ، يتضح من شعره انه مرّت عليه أيام بؤس وشقاء قاسى فيها ألوان الذلّة والمسكنة ، واضطر أن يسافر مراراً كما حدثنا بشعره انه كان مضطهداً اكثر ايام حياته بسبب مذهبه الذي كان يخالف مذهب أهل بلدته ، وتقرأ ذلك في قصيدته السابقة المنشورة في ديوانه المطبوع بالقاهرة :

قال صاحب عيون المعارف : وكان للمؤيد تصانيف جمة في الحجج والسير والاخبار ، وله أدعية ومناجات في الاوراد مشهورة.

وقال الاستاذ ايفانوف ما ترجمته : كان المؤيد مؤلفاً بارعاً ، كتب بالعربية والفارسية ولا تزال كتبه من أمهات كتب الاسماعيلية ، ثم سرد مؤلفات المؤيد. ومنها :

المجالس المؤيدية.

المجالس المستنصرية.

__________________

١ ـ يشير المؤيد الى الحديث النبوي ـ سلمان منا أهل البيت ـ ونظمه غيره فقال :

أيا سلمان يا من حاز فخراً

وعمّ الناس إحساناً ومنّا

ونال بخدمة المختار طه

وعترته الاكارم ما تمنىّ

لقد فقت الورى شرفاً وفخراً

بقول المصطفى سلمان منّا

٢٦٦

ديوان المؤيد.

شرح المعاد.

الايضاح والتبصير في فضل يوم الغدير.

الابتداء والانتهاء.

وللمؤيد آثار علمية وتراث ضخم ومجالس للمناظرة دلت على سعة اطلاعه على حقائق الدين ، من ذلك مناظراته مع أبي العلاء المعري في رسائله التي دارت بينهما حول أكل لحم الحيوان ، ومع علماء شيراز ، وحسبك ما كتبه الاستاذ محمد كامل حسين المصري استاذ كلية الآداب في مقدمة ديوان المؤيد.

وإنما سمي بالداعي لما كان يتحلى به من صفات العلم والتقوى والسياسة ونشر الدعوة وبث المعارف ، وعمل داعي الدعاة هو الاشراف على كل شيء يختص بالدعوة وعقد مجالسها بالقصر أو دار العلم.

٢٦٧

ابو عبدالله الطوبي

ابو عبدالله محمد بن الحسن الطوبي ، من شعراء القرن الخامس ، قال في فص أسود غروي :

أنا غرويُّ شديد السواد

وقد كنت ابيض مثل اللجين

وما كنت أسود لكنني

صبغت سواداً لقتل الحسين

وقال في فص أحمر :

حمرتي من دم قلبي

أين من يندب ، أينا؟

أنا من احجار ارض

قتلوا فيها الحسينا

قال العماد الأصفهاني :

وهو من قول الشاعر في فص أخضر :

لا تعجبوا من خضرتي

فإنها مرارتي

تقطَّرت لما رأت

ما صنعوا بسادتي

__________________

ذكرها العماد الاصفهاني في خريدة القصر. قسم شعراء صقلية ص ٦٠ ـ ٦١.

٢٦٨

ابو عبدالله محمد بن الحسن بن الطوبي (١). قال العماد في الخريدة قسم شعراء صقلية : ذكر أنه كان صاحب ديوان الرسائل والإنشاء ومن ذوي الفضائل البلغاء ، طبيباً مترسلاً شاعراً ، وأورد من نظمه كل مليح الحوك صحيح السبك ، فمن ذلك قوله في الغزل :

يا قاسي القلب ألا رحمة

تنالني من قلبك القاسي

جسمك من ماء فمالي أرى

قلبك جلموداً على الناس؟

أخاف من لين ومن نعمة

عليك من ترديد أنفاسي

سبحان من صاغك دون الورى

بدراً على غصن من الآس

وقوله :

أيُّ ورد يلوح من وجنتيه

طار مني الفؤاد شوقاً إليه

فإذا رمت اجتنيه ثناني

عنه وقع السيوف من مقلتيه

وقوله في العذار :

انظر الى ( حسن ) وحُسن عذاره

لترى محاسن تسحر الأبصارا

فاذا رأيت عذاره في خده

ابصرت ذا ليلاً وذاك نهارا

وقوله في العذار ايضاً :

قام عذري بعذاريـ

ـه فما أعظم كربي

__________________

١ ـ نسبة الى قصر الطوب وهو موضع بافريقية.

٢٦٩

قلت لما ان تبدّى

نبتُه سبحان ربي

احرقت فضة خديك

لكي تحرق قلبي!

وقوله في غلام ناوله حصر ما :

اتعبت قلبي بالصدود

ولست أيأس من وصالك

فخذ الدليل فقد زجر

ت لما أؤمل من نوالك

ناولتني من حصرمٍ

فرجوت نقلك عن فعالك

إذ كان يحمض أولا

وتراه حلواً بعد ذلك

وقوله :

يا سميّ وحبيبي

نحن في أمر عجيب

اتفاق في الأسامى

واختلاف في القلوب

وقوله :

قُسِّمَ الحسن على الخلـ

ـق ولكن ما أقله

فهو في الأمة تفصيـ

ـل وفي وجهك جمله

وقوله :

بخدك آس وتفاحة

وعينك نرجسة ذابله

وريقك من طببه قهوةٌ

فوجهك لي دعوة كامله

٢٧٠

وقوله في ذم مغن :

ومغن لو تغنىِّ

لك صوتين لمتا

سمج الخلقة غثٌ

ينحت الآذان نحتا

ويغني ما اشتهاه

لا يغني ما اردتا

كلما قال اقترح قلـ

ـت اقتراحي لو سكتا

وقوله في مثله :

غنّى كمن قد صاح في خابيه

لا وهب الله له العافيه

ما أحدٌ يسمعه مرة

فيشتهي يسمعه ثانيه

وقوله في مثله :

ومغن قد لقينا

منه كرباً وبلاء

هو من برد غناء

يجعل الصيف شتاء

وقوله في مثله :

يغني فنهوى انسداد الصماخ

ونبصره فنحبُّ العمى

دعاه رجال الى عرسهم

فصيّر عرسهم مأتما

وقوله في اعتزاله عن الناس :

يا لائمي في انتزاحى

عن الورى وانقطاعي

لا أستطيع على أن

أكون بين الافاعي

٢٧١

وقوله في الخضاب :

يا خاضب الشيب دعه

فليس يخفى المشيب

حصلت منه على أن

يُقال شيخ خضيب

وفي انباه الرواة للقفطي ج ٣ ص ١٠٧ ما يلي : محمد بن الحسن الطوبي الصقلي مقيم بصقلية يتولى الانشاء نحوي اربى في النحو على نفطويه. وفي الطب على [ ابن ] ماسويه. جامع للفضائل. عالم بالرسائل ، وكلامه في نهاية الفصاحة وشعره في غاية الملاحة. وله « مقامات » تزرى « بمقامات البديع » وإخوانيات كأنها زهر الربيع مع خط كالطرز المعلمة ، والبرود المئمنة. وكان الشعر طوع عنانه ، وخديم جنانه. ومدحه ابن القطاع الصقلي بقوله :

أيها الاستاذ في الـ

ـطب وإعراب الكلام

لك في النحو قياس

لا يساميه مسام

ثم في الطب علاج

دافع الداء العقام

أنت في النثر البديهـ

ـي وفي النظم السلامي

فاضل الآباء والنفـ

ـس عظامي عصامي

ومن شعر محمد بن الحسن قوله :

أخشى عليك الحسن يا من به

أصبح كل الناس في كرب

ألا ترى يوسف لما انتهى

في حسنة ألقي في الجبّ

وقال في صبي نصراني من نصارى الفرنج واسمه نسطاس :

اقول وقد مر نسطاس بي

وقلبي فيه عذاب اليم

٢٧٢

وقد ماس كالبان فوق الكثيب

وأقبل يرنو بالحاظ ريم

لئن كان في النار هذا غداً

فاني أحب دخول الجحيم

كان هذا الفاضل موجودا في سنة خمسين واربعمائة بصقلية ، واظنه عاش بعد ذلك مدة ، انتهى.

وفي الخريدة في حاشية ص ٥٦ قال : وأورد له السلفي البيتين الآتيين :

يا ولداً حلَّ داخل الكبد

خالفت أمري فزدت في كمدي

والله يا قوم ما عققت أبي

فليت شعري لم عقَّني ولدي

٢٧٣

عبدالله بن ابي طالب الفتى

بلغ أمير المؤمنين تحيتي

واذكر له حبي وصدق توددي

وزر الحسين بكربلاء وقل له

يا بن الوصي ويا سلالة أحمد

صاموك وانتهكوا حريمك عنوة

ورموك بالامر الفظيع الانكد

ولو أنني شاهدت نصرك أولاً

روّيت منهم ذابلي ومهندي

مني السلام عليك يا بن المصطفى

أبداً يروح مع الزمان ويغتدي (١)

__________________

١ ـ دمية القصر للباخرزي ص ٣٨٥.

٢٧٤

قال الباخرزي في ( دمية القصر ) أنشدني ابنه الاديب سلمان له قال : وانما قاله على لسان الامير حسام الدولة فارس بن عنَّان وكان ينقش في فص خاتمه : أعدَّ للبعث أبوطالب حبَّ علي بن ابي طالب.

بمحمد وبحب آل محمد

علقت وسائل فارس بن محمد

يا آل أحمد يا مصابيح الدجى

ومنار منهاج السبيل الأقصد

لكم الحطيم وزمزم ولكم منى

وبكم الى سبل الهداية نهتدي

اني بكم متوسل وبحبكم

متمسك لا تنثني عنه يدي

وعليكم نزل الكتاب مفصلاً

من ذي المعارج بالمنير المرشد

إن ابن عنان بكم كبت العدى

وعلا بحبكم رقاب الحُسّد

ولئن تأخر جسمه لضرورة

فالقلب منه مخيم بالمشهد

يا زائراً أرض الغرى مسدداً

سلم سلمت على الامام السيد

وزر الحسين بكربلاء وقل له

يا ابن الوصي ويا سلالة أحمد

بلغ أميرالمؤمنين تحيتي

واذكر له حبي وصدق توددي

صاموك وانتهكوا حريمك عنوة

ورموك بالأمر الفظيع الأنكد

ولو انني شاهدت نصرك أولا

رويت منهم ذابلي ومهندي

مني السلام عليك يا ابن المصطفى

أبداً يروح مع الزمان ويغتدى

وعلى أبيك وجدك المختار والثـ

ـاوين منهم في بقيع الغرقد

وبأرض بغداد على موسى وفي

طوس على ذاك الرضى المتفرد

وبسر من را فالسلام على الهدى

وعلى التقى وعلى الندى والسؤدد

بالعسكريين اعتصامي من لظى

وبقائم بالحق يصدع في غد

يجلو الظلام بنوره ويعيدها

علوية فينا بأمر مرصد

اني سعدت بحبكم أبداً ومن

يحببكم يا آل أحمد يسعد

مستبصراً والله عون بصيرتي

ما ذاك إلا من طهارة مولدي

٢٧٥

وانشدني الشيخ ابو محمد الحمداني له : (١).

ما شك في فضل آل فاطمة

إلا امرء ما لأمِّة بعل

نغل اذا الحر طاب مولده

وكيف يهوى ذوي الهدى نغل

خدي لاقدام آل فاطمة

إذا تخطوا على الثرى نعل (٢)

__________________

١ ـ الابيات في تلخيص مجمع الاداب الجزء الرابع ، القسم الثالث ص ٤٧ ولما كان الباخرزي صاحب الدمية قد سمع من ابن الشاعر فهو والشاعر من عصر واحد فحق لنا ان نعده من شعراء القرن الخامس.

٢ ـ الدمية ص ١٥٥.

٢٧٦

ابو الحسن الباخرزي

صنو الرسول وزوج فاطمة التي

ملئت ملاءتها من العلياء

وابو الذين تجردوا ما بين مسمو

م ومذبوح ـ عن الحوباء

وأراك تنقص يا يزيد ، اذا علت

يوم القيامة رنة الزهراء

تغشى التظلّم من مريق دم ابنها

سحّابة للخرقة الحمراء

ما بال اولاد النبي تركتهم

نهباً لقتل شايع وسباء

لو كنت ترعى جانب الأب لم تكن

لتضيَّع الحرمات في الابناء

ظمئوا وما أوردتهم ، ودماؤهم

عمّت ظماء السمر بالارواء

وأخس من سؤر الاناء عصابة

حجروا على الظمأن سؤر إناء

بمجنّحات شُرّد يسلكن من

لهواتهم طرقاً الى الاقفاء

والله املاهم ليزدادوا به

إثماً فقل في حكمة الاملاء

خجلا لهم من قوم صالح الاولى

لم يفتكوا إلا بذات رغاء

فتعاودتها رجفة جثمت بها

فكأنها لم تغن في الاحياء

* * *

وأرى المسيحيين بعد مسيحهم

ما قصروا في طاعة ووفاء

٢٧٧

ظفروا بأرض حماره فاستبشروا

فكأنهم ظفروا بنجم سماء

وقتال سبط الهاشمي وقاحة

لم تند قط صفاتها بحياء

أرداه مصرع كربلا فكأنها

مشتقة من كربة وبلاء

لا عشت إن لم أرثه بقصائد

يطوي الرواة بهن ذكر ( الطائي )

مدحي لاصحاب النبي ومذهبي

للشافعي وكلهم شفعائي

واذا جزى الممدوح بالاموال شا

عره فمغفرة الآله جزائي (١)

__________________

١ ـ عن مخطوط الرائق الجزء الثاني ص ١٤١ والقصيدة مطلعها

حتى م أنشر في الغرام لوائي

وأعير بعض الغانيات ولائي

٢٧٨

علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي

ترجم له في طبقات الشافعية ج ٣ ص ٢٩٨ فقال :

هو أبو الحسن الباخرزي الاديب ، مصنف دمية القصر ، وباخرز ناحية من نواحي نيسابور ، والدمية ذيل على يتيمة الثعالبي. تفقه على الشيخ أبي محمد الجويني ، ثم أخذ في الادب وتنقلت به الاحوال الى ان قتل بباخرز في ذي القعدة سنة سبع وستين واربعمائة.

وقال ياقوت في معجم الادباء : كان واحد دهره في فنه وساحر زمانه في قريحته وذهنه ، صاحب الشعر البديع والمعنى الرفيع. وأثنى عليه. وورد الى بغداد مع الوزير الكندي. واقام بالبصرة برهة ثم شرع في الكتابة معه مدة ، واختلف الى ديوان الرسائل وتنقلت به الاحوال في المراتب والمنازل ، وله ديوان كبير فمن شعره :

يا فالق الصبح في لألاء غرته

وجاعل الليل من أصداغه سكنا

لاغرو إن أحرقت نار الهوى كبدي

فالنار حقٌ على من يعبد الوثنا

وقال أيضاً :

عجبت من دمعتي وعيني

من قبل بينٍ وبعد بين

قد كان عيني بغير دمع

فصار دمعي بغير عين

٢٧٩

وقال أيضاً :

أصبحت عبداً لشمس

ولست من عبد شمس

اني لأعشق شيء

وحق من شق خمسي

يريد اني لأعشق انسان.

اقول وذكر ياقوت له شعراً كثيراً في الجزء ١٣ ص ٣٣.

٢٨٠