تفسير من وحي القرآن - ج ١٧

السيد محمد حسين فضل الله

تفسير من وحي القرآن - ج ١٧

المؤلف:

السيد محمد حسين فضل الله


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الملاك
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٠

الآيات

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٧٩) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (٨٠) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) (٨٢)

* * *

معاني المفردات

(حَظٍّ) : الحظ : هو النصيب من السعادة والبخت.

(وَيْلَكُمْ) : الويل : الهلاك ، ويستعمل للدعاء بالهلاك ، وزجرا عما لا يرتضى ، وهو في المقام زجر عن التمني.

٣٤١

(يُلَقَّاها) : التلقية : التفهيم ، والتلقي : التفهم والأخذ.

(وَيَقْدِرُ) : بسكون القاف ، يضيق.

* * *

قارون يستعرض زينته فيسقط ضعفاء الإيمان

(فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) في حركة استعراضية ، يحاول من خلالها أن يبهر عيون الناس بقوته المالية ، مما يمنحه ذلك قدرة على إظهار مظاهر الأبّهة والزينة والجمال ، من الثياب التي يلبسها ، والخيول التي يركبها ويستعرضها ، والخدم الذين يحيطون به ويخدمونه ، وما إلى ذلك ممّا يملكه أصحاب الأموال الكبيرة ، ليخضع الناس لهم كهؤلاء الذين يخضعون للثراء ولزخارف الحياة وبهارجها ، لأن الحياة الدنيا عندهم هي كل شيء ، فهي القيمة والهدف في وجودهم.

(قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) الذين بهرتهم زينة قارون ، ورأوا فيها عظمة القوّة وكانت هي كل غايتهم في الحياة ، في ما يسعون إليه ويطلبونه ، فلا يرون وراءها غاية مما ينتظر الإنسان في الدار الآخرة عند الله. وبهذا انطلقت تمنياتهم في تنهّدة طويلة : (يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فقد بلغ هذا الرجل غايته ، فيا ليتنا نبلغ مثل هذه الغاية التي هي منتهى السعادة! ولكن المسألة مسألة حظّ ونصيب ، وقد حصل قارون على الحظ العظيم دوننا ، فيا لسعادته الكبرى.

(وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) من الناس الذين نفذوا إلى حقائق الأمور بعلمهم ، وعرفوا نهاياتها بإيمانهم ، واستطاعوا الوصول إلى النتيجة الحاسمة التي تؤكد للإنسان أن الدنيا بكل قوتها وزينتها عرض زائل ، لا يملك معه

٣٤٢

الإنسان ثباتا وعمقا وامتدادا ، وكان قولهم لهؤلاء البسطاء الذين يريدون الحياة الدنيا وحدها ، في غفلة عن الآخرة : (وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) فهو الضمانة الوحيدة للخلاص ، لأنه هو الذي يتعهد الإنسان في حياته في ما يتعهده من النعم والرعاية والخير الكبير ، وهو الذي ينتظره في الآخرة ليدخله جنته ، وليمنحه رحمته ورضوانه ، ليعيش النعيم الخالد الذي لا فناء فيه ، (وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ) الذين يصبرون على نوازع أنفسهم وشهواتها وعلى تحديات الآخرين واستعراضاتهم ، وعلى انتظار الغاية الباقية في أجواء الأوضاع الفانية ، وعلى مرارة الآلام التي تصيبهم من خلال مواقفهم ، وعلى قسوة الحياة الصعبة في مواقع رضى الله ، وعلى مواجهة المسؤوليات الكبيرة من عمق الإرادة الإيمانية وصلابة العقيدة ، لأن التحرك في مواجهة التيار القويّ المندفع ، يحتاج إلى قوّة التحمّل لتلقّي ضربات التيار ، والصابرون وحدهم هم الذين يواجهون تيارات الكفر والضلال والطغيان والمندفعة إلى حياتهم لإبعادهم عن طريق الله.

* * *

خسف الأرض بقارون

(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) بعد أن بلغ بالتمرد غايته وتحدّى الله بغوايته ، فلم يبق منه شيء في الدنيا ، فدفن في الأرض قبل أن يموت ، (فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) من هؤلاء الذين كانوا يخضعون له ويتزلفون إليه ويعاونونه على مواجهة أعدائه ، وعلى تحقيق رغباته ، لأن المسألة الآن هي مسألة قوّة الله في عقاب عدوّه ، فما ذا يملكون من قوّة أمام الله؟ (وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ) لأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، فكيف يمكن أن ينتصر لنفسه من الله؟!

٣٤٣

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) فقد شاهدوه وهو ينزل بجسده إلى الأرض ويستغيث ولا مغيث له ، ورأوا بعقولهم ، أن المال لا يغني عن صاحبه شيئا أمام إرادة الله ، لأن الله هو الذي يملك الأمر كله في العطاء والأخذ ، والموت والحياة. وهكذا بدأوا الرجوع إلى الحقيقة التي فرضت نفسها عليهم ، وهي أن الله وحده ، هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ، وأن الناس لا يملكون من أمرهم شيئا إلا في ما ملكهم الله إيّاه.

وكلمة (وي) مفصولة عن كلمة (كأن) وهي كلمة تنبّه على الخطأ والتندّم ، ومعناها أن القوم قد تنبهوا إلى خطأهم في تمنيهم. أمّا التعبير عن الفكرة الصحيحة بكأن ، فربما يكون خاضعا للإعلان عن الصدمة التي تلقّوها في مسألة مصير قارون التي هزّت قناعاتهم ، فبدأوا يتراجعون تدريجيا ، مما يجعل التعبير على سبيل التشبيه الذي يوحي بالاحتمال القريب جدا. وهو تعبير متعارف في ابتداء انكشاف الحقيقة ، التي كان يرى خلافها ، للإنسان ، فيقول بعض الناس في ما كانوا ينكرونه ، كأن المسألة كانت على غير ما نعتقد ، والله العالم.

ويقول صاحب الكشاف ، إن هذا المعنى في كلمة (وي) هو مذهب الخليل وسيبويه ، واستشهد عليه بقول الشاعر :

وي كأن من لم يكن له نشب

يحب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ

وبما نقله الفراء ، أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك؟ فقال : وي كأنه وراء البيت.

٣٤٤

وعند الكوفيين ، أن ويك بمعنى ويلك (١) .. ويكون المعنى ألم تعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر.

(لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا) فلم يجعلنا مثل قارون في موقعه وفي ذهنيته وسلوكه (لَخَسَفَ بِنا) كما خسف به (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) كيف فكرنا بهذه الطريقة ، وكيف قلنا ما قلناه مما لا مصلحة لنا فيه ، كأن المسألة التي تقارب الصواب ، هي أن الكافرين لا يفلحون في الدنيا والآخرة ، لأنهم انفصلوا عن الله الذي بيده ـ وحده ـ النجاح والفلاح.

* * *

__________________

(١) تفسير الكشاف ، ج ٣ ، ص : ١٩٢ ـ ١٩٣.

٣٤٥

الآية

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٨٣)

* * *

جزاء المتقين

(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) إنه المقياس الدقيق في مسألة الذين ينالهم الله برحمته ، ويدخلهم في جنته ، بعيدا عن كل الشكليات السطحية في سلوكهم ، فلا بد لهم من أن يعيشوا الحياة الإنسانية في موقع التوازن الذي يعرف فيه الإنسان قدر نفسه بشكل دقيق ، كما يعرف قدر غيره ، ليتواضع في نفسه عند ما يعرف نقاط ضعفها ونقاط قوتها ، وليتواضع لغيره عند ما يقارن بين نقاط قوة الآخرين ، ونقاط ضعفه ، وبذلك يعرف لكل إنسان حقه وقدره ، فيدفعه ذلك إلى الامتناع عن نزعة التكبر والاستعلاء وإرادة العلو في الأرض على الناس.

وإذا كانت الآية تتحدث عن الإرادة كحالة داخلية في شخصية الإنسان ، فليس المقصود بها الجانب الداخلي في ذاته ، كما لو كان معنى في النفس أو

٣٤٦

شعورا في الوجدان ، بل المقصود بها ـ والله العالم ـ الانعكاس الخارجي للحالة ، باعتبار أن كل ما في الداخل ، يظهر في الخارج ، وأن المشروع العمليّ يبدأ فكرة ، ثم يتحول إلى واقع ، من خلال الرغبة في وصوله إلى درجة الفعل ، وهكذا يكون التعبير بذلك عن المتكبرين الذين يتحركون في حكمهم وعلاقاتهم من موقع الحالة الاستكبارية التي تحتقر الناس ويسخّرون الحياة كلها ، في ما تملكه من مقدراتها ، لخدمة أهدافهم الشخصية.

(وَلا فَساداً) مما يتصل بالحياة العامة والخاصة للناس ، في ما يخططون ويتكلمون ويعملون. والمراد بالفساد ، الحركة التي توجب الخلل في توازن الفرد والجماعة في دائرة القيم الروحية والإنسانية ، وذلك بالعمل على ظلم الناس وتوجيه حياتهم في خط الباطل ، وإبعاد القيادة العادلة عن مراكز الحكم والنفوذ وإقرار الشريعة التي ترتكز على أساس التمايز في المواقع لخدمة الانحراف بعيدا عن دائرة المساواة في خط الاستقامة ، في المجال الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري ، فإن الله يرفض ذلك كله ، ويرفض أهله ، ويريد للناس الذين يتقبلهم في جنته ، ويقبلهم في رضوانه ، أن يعملوا على إصلاح البلاد والعباد في جميع الأمور.

وقد وردت الأحاديث المتنوعة في تطبيق الآية على الواقع ، كما في مجمع البيان عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أنه كان يمشي في الأسواق وحده وهو دالّ يرشد الضالّ ويعين الضعيف ، ويمر بالبيّاع والبقال ، فيفتح عليه القرآن ويقرأ : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل والمواضع من الولاة ، وأهل القدرة من سائر الناس» (١).

وفي الدر المنثور روي عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «التجبر في

__________________

(١) مجمع البيان ، م : ٤ ، ص : ٣٤٧.

٣٤٧

الأرض والأخذ بغير الحق» (١).

(وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فهم الذين يحبهم الله ويرضى عنهم ، لأن التقوى التي عاشوها في أنفسهم ، وحركوها في سلوكهم وعلاقاتهم ، تمثل إرادة الله في الحياة ، وتجعل الآخرة في متناول أيديهم ، لأنهم استحقوها بجهدهم وجهادهم في سبيله. وهؤلاء المتقون ، هم الذين يريدهم الله أن يحكموا الحياة في شؤون أنفسهم وفي شؤون الناس ، لأنهم هم الأمناء على العدل كله وعلى الحق كله.

* * *

__________________

(١) الدر المنثور ، ج : ٦ ، ص ٤٤٣.

٣٤٨

الآية

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٨٤)

* * *

ميزان العدل

ويبقى العدل والفضل والإحسان هو الميزان الذي يعامل الله به عباده في ما يعطيهم من ثوابه وما يعاقبهم به.

(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) فقد يعطي الله للمحسن عشرا أمثالها ، وقد يضاعف العدد إلى أكثر من ذلك ، تبعا لطبيعة العمل ونتائجه في حياة الناس ، لأن الله يريد أن يشجع العاملين بالخير على الامتداد فيه من خلال الإيحاء إليهم بالرضى والرحمة والألطاف الكبيرة ، (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ) لأن مسألة العقوبة لا بد من أن تخضع للعدل الذي يوازن بين حجم العمل في طبيعته وتأثيره ، وبين حجم الجزاء ، فلا يمكن زيادة العقوبة على ما يقتضيه حجم العمل ، لأن ذلك ظلم ، يتنزه الله عنه ، بينما تكون الزيادة في الثواب حالة إحسان وتفضل ، فلذلك اختلفت النتائج في الموضعين.

* * *

٣٤٩

الآيات

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٨٨)

* * *

معاني المفردات

(فَرَضَ) : أوجب.

(ظَهِيراً) : معينا.

* * *

٣٥٠

معاد الله

(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) فكرا تركّز عليه قواعد التفكير للناس ، وشريعة تنظم حياتهم ، ومنهجا يحدد لهم خط السير ، ومنطلقا للتحدي ضدّ الذين يفرضون الشرك على فكر الحياة وحركتها ، ممّا يؤدي إلى أكثر من مشكلة على مستوى الأوضاع العامة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وللمسلمين ، من تشريدهم وتهجيرهم ، وتعذيب الكثيرين من المسلمين والمستضعفين ، الأمر الذي قد يوحي للداعية بالقلق والحزن العميق ، (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) يؤكد لك وللمسلمين معك الطمأنينة والاستقرار والقوّة ، لأنه لم يفرض عليك القرآن ليجعلك في دائرة الضياع والاهتزاز ، ولكن لينطلق بك في تجربة الدعوة إلى ساحات الصراع التي تصنع للحياة تجربتها المريرة القاسية التي تثبّت مواقع الدعوة من حركة المعاناة الصعبة التي تختزن الآلام في عمق العاملين لتتحول ـ بعد ذلك ـ إلى مواقف إنسانية على أساس الإسلام. فإن الرسالة لا تفرض نفسها على الواقع ، إلا إذا خلقت في داخله ، وفي آفاقه ، اهتزازا وصراعا ومشاكل فكرية وعملية ، ليكون هناك مؤيدون لها يعملون في سبيل تأييدها والدفاع عنها ، ومعارضون لها ، يعملون في سبيل تهديمها والهجوم عليها ، وتتصاعد الأزمات وتشتد ، وتعصف الرياح وتثور ، ثم تكون الكلمة العليا لله ، وتعود الرسالة إلى قاعدتها لتصنع القوّة ، وتبني قواعد المستقبل.

واختلف المفسرون في هذا المعاد ما هو؟ «فقيل : هو مكة ، فالآية وعد له أن الله سيردّه بعد هجرته إلى مكة ثانيا ، وقيل : هو الموت ، وقيل : هو القيامة ، وقيل : هو المحشر ، وقيل : هو المقام المحمود وهو موقف الشفاعة الكبرى ، وقيل : هو الجنة ، وقيل : هو بيت المقدس ، وهو في الحقيقة وعد بمعراج ثان يعود فيه إلى بيت المقدس بعد ما كان دخله في المعراج الأول ،

٣٥١

وقيل : هو الأمر المحبوب فيقبل الانطباق على جلّ الأقوال السابقة أو كلها» (١). ويطرح صاحب تفسير الميزان ـ بعد عرضه هذه الأقوال ـ رأيا خاصا يستوحيه من مجمل الآيات السورة ، ليضع الآية في موقعها الحركي في السورة فيقول : «والذي يعطيه التدبر في سياق آيات السورة هو أن تكون الآية تصريحا بما كانت القصة المسرودة في أوّل السورة تلوّح إليه ، ثم الآيات التالية لها تؤيّده.

فإنه تعالى ، أورد قصة بني إسرائيل وموسى عليه‌السلام في أوّل السورة ، ففصل القول في أنه كيف منّ عليهم بالأمن والسلام والعزّة والتمكن بعد ما كانوا أذلّاء مستضعفين بأيدي آل فرعون يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وقد كانت القصة تدل بالالتزام ومطلع السورة يؤيّده ، على وعد جميل للمؤمنين أن الله سبحانه سينجيهم مما هم عليه من الفتنة والشدّة والعسرة ، ويظهر دينهم على الدين كله ، ويمكنهم في الأرض بعد ما كانوا ، لا سماء تظلّهم ولا أرض تقلّهم.

ثم ذكر بعد الفراغ من القصة ، أنّ من الواجب في الحكمة أن ينزل كتابا يهدي الناس إلى الحق تذكرة وإتماما للحجة ليتقوا بذلك من عذاب الله ، كما نزّله على موسى بعد ما أهلك القرون الأولى ، وكما نزّل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإن كذبوا به عنادا للحق ، وإيثارا للدنيا على الآخرة.

وهذا السياق يرجّي السامع أنه ـ تعالى ـ يستعرض صريحا لما أشار إليه في سرد القصة تلويحا ، فإذا سمع قوله (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) لم يلبث دون أن يفهم أنه هو الوعد الجميل الذي كان يترقبه ، وخاصة مع الابتداء بقوله : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) وقد قدّم تنظير التوراة بالقرآن ، وقد كان ما قصه في إنجاء بني إسرائيل مقدّمة

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج : ١٦ ، ص : ٨٨.

٣٥٢

لنزول التوراة حتى يكونوا بالأخذ بها والعمل بها أئمة ويكونوا هم الوارثين.

فمعنى الآية : إن الذي فرض عليك القرآن لتقرأه على الناس وتبلّغه وتعملوا به سيردّك ويصيّرك إلى محل تكون هذه الصيرورة منك إليه عودا ، ويكون هو معادا لك كما فرض التوراة على موسى ورفع به قدره وقدر قومه ، ومن المعلوم أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان بمكة على ما فيها من الشدّة والفتنة ثم هاجر منها ثم عاد إليها فاتحا مظفرا وثبتت قواعد دينه واستحكمت أركان ملّته وكسرت الأصنام وانهدم بنيان الشرك ، والمؤمنون هم الوارثون للأرض بعد أن كانوا أذلّاء معذبين (١).

* * *

ملاحظات على «الميزان»

وقد نلاحظ على ما تقدم في عرض الأقوال بعض الملاحظات :

أولا : إن أكثر هؤلاء المفسرين قد تعاملوا مع كلمة (مَعادٍ) بالمطلق ، في ما يمكن أن تنطبق عليه ، ولم يلاحظوا خصوصية الجوّ الذي نزلت فيه الآية ، أو السياق الذي وضعت في داخله كما نلاحظ ذلك في تفسيرها بالموت ، أو بالقيامة أو بيت المقدس ، مع أنه لا ربط بين فرض القرآن في حركة الدعوة في الواقع ، وبين هذه الأمور.

ثانيا : إن ربط الآية بالجو العام في السورة من خلال استيحاء المعنى من قصة موسى في إيحاءاتها ، يتوقف على نزول هذه الآية في جوّ نزول الآيات السابقة ، بينما نجد أن هناك روايات تدل على نزول هذه الآية في حركة النبي

__________________

(١) (م. س) ، ج : ١٦ ، ص : ٨٨ ـ ٨٩.

٣٥٣

في الهجرة إلى المدينة.

ثالثا : إن التفسير الذي ذكره الميزان لا يظهر من اللفظ بمثل هذه التفاصيل ، مع ملاحظة أنه طريف في نفسه ، فإن الآية تتحرك في جوّ مستقلّ في معالجته للظروف الموضوعية الصعبة التي كان يعيشها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في داخل حالته النفسية ، وفي نطاق التحديات الكافرة.

رابعا : إن الأقرب هو إرادة مكة من الكلمة باعتبار أنها الأقرب إلى معنى العود ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعيش هاجس العودة إلى مكة ، كما يظهر ، بينما لا تتضمن المعاني الأخرى مثل هذه المناسبة ، بالإضافة إلى الجوّ العام. ولعل ما يؤيد هذا ما رواه في تفسير الكشاف من أن الآية «نزلت عليه ـ أي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ حين بلغ الجحفة في مهاجره ، وقد اشتاق إلى مولده ومولد آبائه وحرم إبراهيم فنزل جبريل ، فقال له : أتشتاق إلى مكة؟ قال : نعم ، فأوحاها إليه» (١) أمّا استيحاء الأجواء العامة التي ذكرناها في مقدمة تفسير الآية ، فينطلق من طبيعة العودة التي تفرض الانتصار على القوى التي شرّدته منذ البداية ، ومن علاقة حركته بحركة القرآن في صراعه مع الآخرين ، والله العالم.

* * *

الله أعلم بالمهتدين والضالين

(قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فهذا هو القول الحاسم أمام كل الكلمات الجدلية التي يثيرها هؤلاء المشركون لإضاعة الوقت وتمييع

__________________

(١) تفسير الكشاف ، ج : ٣ ، ص : ١٩٤.

٣٥٤

القضية ، فلا تدخل معهم في التفاصيل ، بل تقدّم في دعوتك ، واترك الأمر لله الذي يعلم من جاء بالهدى وهو رسوله ، ومن هو في ضلال مبين وهم المشركون. وسينكشف الأمر غدا عند ما ترجع إلى مكة منصورا لتبيّن الحق لهم من موقع قوّة ، كما عاد موسى إلى بلده من موقع الرسالة القويّ الذي انتصر به على فرعون وأظهر به أمر الله ، فإن الله سيرعاك في كل مسيرتك لأنها مسيرة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

(وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ) فلم يكن ذلك من الأمور العادية في حياتك ، أو في حياة الآخرين ، لتفكّر فيه ، أو لتحلم به ، أو لتترقبه في حركة الواقع من حولك ، (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) لكن الله أنزله عليك ليكون رحمة منه عليك وعلى الناس كلهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، وليجعلك الرسول الذي يحمل شعلة الهداية بيده ، ويحقق الانتصار للدين ليكون كله لله.

* * *

لا تكونن ظهيرا للكافرين

(فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ) لأنهم لن يحقّقوا للحياة إلا الضلال والسقوط ، في ما يفكرون به ، ويتحركون في دائرته ، من كفر وفساد وانحراف وابتعاد عن خط الله الذي أراد للناس أن يسيروا عليه ، مما يجعل الانتصار لهم أساسا لانتصار القيم الفاسدة والاتجاهات المنحرفة.

من هنا فإن من مهمة الأنبياء والمصلحين أن يبتعدوا عن الانتصار لأي موقف كفر ، في أيّ موقع كان ، وتحت تأثير أيّ عنوان من العناوين العامة والخاصة ، لأن نتيجة ذلك هو إضعاف الإسلام في مواقعه وانطلاقاته في حركة

٣٥٥

الإنسان في الواقع.

وهذا ما ينبغي للعالمين في سبيل الله أن ينتبهوا إليه ، ليتعاملوا مع الواقع الذي يضغط عليهم للتعاون مع الكافرين ، بحذر ودقّة .. حتى لا يكون التعاون انتصارا للكفر والكافرين ، بل يكون مقتصرا على ما يحقق المصلحة الإسلامية العليا ، بمقدار محدّد مدروس في نطاق الخطة العامة ، لأن طبيعة الظروف والحاجات الضاغطة قد تضغط على المسلمين ، في بعض الحالات ، ليقدّموا التنازلات السياسية والفكرية والاقتصادية التي تكون نصرا للكفر ومخططاته على أكثر من صعيد.

(وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ) لأن الرسول الذي يحمل مهمّة تغيير العالم من خلال مفاهيم الرسالة وتشريعاتها لا يخضع للضغوط الداخلية والخارجية التي تعمل على إضعاف موقفه ، وإرباك خطواته ، لأن دراسته للساحة بكل قواها المضادة ، توحي إليه بصعوبة المهمّة الموكولة إليه ، وتفرض عليه الاستعداد الطبيعي لمواجهة ذلك كله ، وتحمّل كل النتائج السلبية في سبيل ذلك من أجل النجاح في أداء الرسالة ، ولذلك فلا يمكن أن يصدّه أحد عن آيات الله ، بعد أن أنزلها الله لتتحرك في عقول الناس ومشاعرهم وحياتهم فكرا وعاطفة ومنهجا للسلوك.

(وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) وحده ، واطلب رضاه ، واجمع الناس حول عبادته ورسالته (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) في ما يريد الآخرون أن يثيروه في نفسك من الخوف والقلق ، ليربطوك بالأمر الواقع الذي يلتقي حوله الناس ، في عمليّة إيحائية خفيّة بأن الانسجام مع الجو العام أقرب إلى الطمأنينة والأمن والاستقرار في ما يحصل عليه من رضى الناس وتأييدهم.

(وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) من هذه الأصنام التي صنعوها بأيديهم ، أو من البشر الذين يتألّهون في ما يزعمونه لأنفسهم من منزلة الألوهية ، أو ما

٣٥٦

يعتقده الناس فيهم من ذلك.

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فهو ـ وحده ـ الذي يستحق الطاعة في إحساس الإنسان بعبوديته له ، (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) الظاهر منها أن المراد من الوجه بحسب الآيات القرآنية المماثلة هو الذات ، كما في قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن : ٢٦ ـ ٢٧] ، أو قوله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) [البقرة : ١١٥] فيكون المعنى أن كل شيء فان إلا الله.

ولكن هناك تفسيرات أخرى وردت في بعض الأحاديث ، فقد جاء في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، في حديث طويل ، وأما قوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) فالمراد كل شيء هالك إلا دينه ، لأن من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه. هو أجلّ وأعظم من ذلك ، وإنّما يهلك من ليس منه ، ألا ترى أنه قال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن : ٢٦ ـ ٢٧] ففصل بين خلقه ووجهه (١)؟

وهذا حديث ضعيف الإسناد ، لا يمكن الاعتماد عليه في التفسير ، لا سيما أن مضمونه لا ينسجم مع طبيعة المعنى البلاغي للتعبير وهو استعارة كلمة الوجه للذات ، إذ لم يقل أحد بأن المستثنى هو الوجه كعضو مستقل في الجسد ، دون بقية الأعضاء ، ليكون هناك حاجة للرد عليه ، ولهذا فإننا نتحفظ في صحة نسبته للإمام علي عليه‌السلام ويردّ علمه إلى أهله.

ويلحق بهذا الحديث ، ما جاء في الكافي بإسناده عن سيف عمّن ذكره عن الحارث بن المغيرة النصري قال : سئل أبو عبد الله «جعفر الصادق» عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) فقال : ما يقولون فيه؟ قلت : يقولون : يهلك كل شيء إلا وجه الله ، فقال : سبحان الله لقد قالوا

__________________

(١) تفسير الميزان ، ج : ١٦ ، ص : ٩٧.

٣٥٧

عظيما إنما عنى به وجه الله الذي يؤتى منه (١).

وقد نلاحظ أن هذه الرواية واردة في نفي عقيدة التجسيم لله ، مما قد يذهب إليه البعض من تفسير الألفاظ القرآنية التي تنسب لله التجسيم من خلال اليد والوجه ونحوهما ، وربما كان التفسير من باب الاستيحاء من أجواء المعنى ، فإذا كان الله لا يفنى ، فإن دينه يملك إمكانات الثبات والبقاء ببقائه ، والله العالم. هذا مع التنبيه على أن الرواية غير صافية السند ، فلا يمكن الاعتماد عليها ، فلا بدّ من اتباع الظهور الذاتي للكلمة الواردة على نحو الاستعارة ، والملحوظ في ظهور معنى الهلاك في الفناء ، وفي سياق الكلام الذي يتحدث عن صفات الله في ذاته ، باعتبار أنه الواحد الباقي الذي يتميز عن الخلق كلهم بدوامه.

(لَهُ الْحُكْمُ) من خلال أنه المالك للكون كله وما فيه من مخلوقات ، فمن الطبيعيّ أن يكون له الحكم في كل شيء ، (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فانظروا كيف تواجهون الموقف عند ما تقفون أمامه ليحاسبكم على أعمالكم ، لتواجهوا هناك قضية المصير من خلال مواقعكم في الدنيا في ما أخلصتم ، وما انحرفتم فيه من تهاويل الشيطان ونزغاته.

__________________

(١) (م. س) ، ج : ١٦ ، ص : ٩٧.

٣٥٨

الفهرس

تفسير سورة الفرقان [١ ـ ٧٧]

الآيات‌ [١ ـ ٣].................................................................. ٧

معاني‌ المفردات‌.............................................................. ٧

القرآن‌ مصدر الخير الإلهي‌.................................................... ٨

لله‌ ملك‌ السموات‌ و‌الإرض‌................................................... ٩

السنن‌ الكونية خاضعة لتدبير ‌الله‌............................................ ١١

الآيات‌ [٤ ـ ٩]................................................................ ١٣

معاني‌ المفردات‌............................................................ ١٣

كيفية مواجهة المجتمع‌ المكّي‌ لمنطق‌ الرسالة والرسول‌............................. ١٤

افتراءات‌ الكافرين‌......................................................... ١٤

قالوا : القرآن‌ .. أساطير الأولين‌............................................ ١٥

القرآن‌ ‌من‌ ‌الله‌............................................................. ١٦

استنكار الكفار لبشرية الرسول‌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم....................................... ١٧

الآيات‌ [١٠ ـ ٢٠]............................................................. ٢٠

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٢١

مناسبة النزول‌............................................................. ٢١

٣٥٩

عدم‌ مصداقية الكفار ‌في‌ اتهام‌ الرسول‌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم................................. ٢٣

تبارك‌ ‌الله‌................................................................. ٢٤

مصير المكذبين‌ بالرسالة.................................................... ٢٤

مصير المصدقين‌ بالرسالة................................................... ٢٦

الآيات‌ [٢١ ـ ٢٦]............................................................. ٣٠

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٣٠

نموذج‌ لمنطق‌ المشركين‌ الهروبي‌ ‌من‌ الحقيقة...................................... ٣١

الآيات‌ [٢٧ ـ ٢٩]............................................................. ٣٥

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٣٥

‌عن‌ الظالم‌ ‌علي‌ يديه‌ ندما.................................................. ٣٦

ليتني‌ اتخذت‌ ‌مع‌ الرسول‌ سبيلا.............................................. ٣٦

ليتني‌ ‌لم‌ أتخذ فلانا خليلا................................................... ٣٧

الآيتان‌ [٣٠ ـ ٣١]............................................................. ٣٩

لكل‌ نبي‌ عدو ‌من‌ المجرمين‌.................................................. ٣٩

إِن‌َّ قَومِي‌ اتَّخَذُوا هذَا القُرآن‌َ مَهجُوراً.......................................... ٤٠

إيحاءات‌ ‌الآية‌ ‌في‌ الدعوة.................................................... ٤١

الآيات‌ [٣٢ ـ ٤٠]............................................................. ٤٢

معاني‌ المفردات‌............................................................ ٤٢

المشركون‌ يثيرون‌ شبهة نزول‌ القران‌ تدريجيا.................................... ٤٣

القرآن‌ يجيب‌ ‌عن‌ الشبهة................................................... ٤٥

سير النبي‌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ‌في‌ خط التكامل‌........................................... ٤٦

الاستفادة ‌من‌ ‌الآية‌ ‌في‌ حركة الدعوة المعاصرة................................... ٤٧

تعهّد القرآن‌ بمواجهة التحديات‌.............................................. ٤٧

منهج‌ القرآن‌ ‌في‌ التحدي‌ المضاد............................................. ٤٨

٣٦٠