قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التّفسير الكاشف [ ج ٣ ]

التّفسير الكاشف [ ج ٣ ]

159/526
*

وهما من النبات ولحم الحيوان المتولد من النبات ، والنبات من الطين (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ). للقضاء معان ، منها الحكم والأمر : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) أي أمر .. ومنها الإخبار والإنهاء : (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) أي انهينا. ومنها الحتم الذي لا مفر منه : (وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وهذا المعنى هو المراد هنا.

والله سبحانه قضى لكل فرد من عباده أجلين : أحدهما ينتهي بموته ، وبعده يعرف كم عاش. وثانيهما لإعادته وبعثه بعد الموت ، وعلم هذا عند الله وحده ، ولا يطلع عليه أحدا من خلقه ، كما دلت على ذلك كلمة عنده. (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ). أي تشكّون ، والمعنى : أبعد ان قامت الدلالة على قدرة الله في الخلق الكبير ، وهو الكون ، وفي الخلق الصغير ، وهو خلق الإنسان وموته وبعثه ، أبعد هذا تشكون في وجود الله ووحدانيته وعظمته! .. وخير تفسير لهذه الجملة قول علي أمير المؤمنين (ع) : عجبت لمن شك في الله ، وهو يرى خلق الله ، وعجبت لمن نسي الموت ، وهو يرى الموت ، وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى ، وهو يرى النشأة الأولى.

(وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ). ذكر سبحانه في الآية الأولى انه خالق السموات والأرض ، والنتيجة الحتمية لهذا انه موجود في السموات والأرض ، ومعنى وجوده فيهما وجود آثاره ، وذكر في الآية الثانية انه خالق الإنسان ومميته ومعيده ، واللازم القهري لذلك انه يحيط علما بسره وجهره ، وما يكسبه من إيمان وكفر ، وإخلاص ونفاق ، وأقوال وأفعال تعود عليه بالخير أو الشر.

الجحود بآيات الله الآة ٤ ـ ٦ :

(وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٤) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْباءُ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٥)