من باب عطف العام على الخاص ، مثل قوله تعالى : (وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) ـ ٨٣ آل عمران. والمحيا والممات هنا كناية عن الثبات والاستمرار ، والمعنى ان عبادة محمد (ص) وجميع ما هو عليه في حياته عقيدة ونية وعملا يتجه به إلى الله وحده ، ولا يحيد عنه حتى الممات.
(لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ). هذه الآية توضيح وتأكيد لما تضمنته الآية السابقة من التوحيد والإخلاص .. ومحمد (ص) أول المسلمين من أمته بطبيعة الحال ، لأنه صاحب الدعوة.
(قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا). ومن طلب هذا الرب فأين يجده؟! : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) ومن توهم وجها غير وجهه الكريم صدق عليه قول الشاعر :
سوف ترى إذا انجلى الغبار |
|
أفرس تحتك أو حمار |
(وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ). ورب كل شيء واحد لا ضد له ولا ند.
(وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها). كل ما يفعله الإنسان من خير أو شر فهو وليد غرائزه وظروفه وأوضاعه ، ومن نسب فعل الإنسان إلى غيره فهو تماما كمن ينسب الولد إلى غير أمه ، والثمرة إلى غير شجرتها (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) المراد بالوزر هنا الذنب ، قال تعالى : (أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) أي ما يفعلونه من الذنوب والآثام ، وهذه الجملة توضيح وتأكيد للجملة قبلها ، ومعناها ان كل نفس (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) دون ما كسب أو اكتسب غيرها ، وهذا أصل ديني وعقلي لا يمكن نسخه ولا تعديله ، وقد فرع عليه علماء الكلام والفقهاء كثيرا من المسائل والأحكام.
وتسأل : ان هذه الآية تومئ إلى ان الإنسان مسؤول عن نفسه وكفى ، اذن ، أين وجوب الجهاد ، وبذل النصح ، والتعاون على البر والتقوى؟.
الجواب : ان موضوع الآية خاص بالمؤاخذة فقط ، وان الإنسان لا يؤخذ