المعنى :
ذكر سبحانه في الآية السابقة انه ابتلى آل فرعون بخمسة أنواع من العذاب ، وكانوا كلما نزل بهم نوع منه يتوسلون بموسى في الكشف عنهم لكرامته عند الله ، ويقطعون العهود على أنفسهم انه إذا فعل استجابوا لدعوة الحق ، وكان سبحانه يكشف العذاب عنهم إلى أجل معلوم ليمهد لهم سبيل التوبة ، ويقيم عليهم الحجة ، ولكنهم كانوا ينكثون العهد ولا يفون بما يقولون ، فينزل الله العذاب الثاني ، فيعودون إلى التضرع والتوسل ، ويعود سبحانه الى الكشف عنهم ، وهكذا الى العذاب الخامس ، أو التجربة الخامسة ، ولا شيء بعدها إلا الأخذ الحاسم ، فانتقم الله منهم ، وألقاهم في أعماق البحر.
وبعد أمد طويل من إغراق فرعون ، ووفاة موسى وهرون خرج من بني إسرائيل داود وسليمان (ع) ، وأوجدا دولة لها حدودها شرقا وغربا .. ولكن سرعان ما ذهبت ، وحكم رقاب الإسرائيليين بخت نصر ، ثم الفرس ، ثم خلفاء الإسكندر ، ثم الرومان.
(وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قالَ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٤٠) وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١))