ثم بالجانب الأيمن من الجسم ، ثم الأيسر ، فلو أخل ، وقدّم المؤخر ، أو أخر المقدم يبطل الغسل. أما الارتماس فهو غمس تمام البدن تحت الماء دفعة واحدة ، فلو خرج جزء منه عن الماء لم يكف.
(وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً). تقدم تفسيره في سورة النساء الآية ٤٣.
(ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). الحرج الضيق والمشقة ، والضرر حرج وزيادة ، ومنه الأذى والمرض وذهاب المال .. والإسلام لم يشرع حكما يستدعي أي نحو من الضيق والمشقة ، فضلا عن الضرر ، فما أمر بشيء الا وفيه خير وصلاح ، وما نهى عن شيء الا وفيه شر وفساد ، وإذا كان في الشيء الواحد جانبان : نفع وضرر ، ينظر : فان كان النفع أكبر فهو مطلوب ، وان كان الضرر أكبر فهو منهي عنه ، فالعبرة دائما بالأكثر ، ومع التساوي فالخيار في الفعل والترك ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) ـ ٢٤ الأنفال». وقال : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) ـ ١٨٥ البقرة».
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ). كل من دخل في دين أو حزب فقد قطع عهدا على نفسه أن يستجيب لمبادئه وتعاليمه ، ويعمل بها عن رضى وطيب نفس .. وهذا هو الميثاق الذي واثقنا الله به نحن المسلمين حين ارتضينا الإسلام دينا ، ومن قام بهذا الميثاق وأداه كما أمر الله فقد وفي مع الله ، ومن عصى فقد خان الله ، ومن أظهر معاني الوفاء لله سبحانه الإخلاص لعباده. والصدق في معاملتهم ، ولا أعرف علامة على الصدق في الدين حقا وواقعا غير الوفاء .. وأنصح كل انسان ان لا يأتمن أحدا لعلمه أو عبادته ، أو لمنصبه وشهرته ، بل يأتمنه ويثق به بعد اليقين بصدقه ووفائه.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ