واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

أبي محمد عبد الرحمن بن الحسين الدجاجي ، ومن أبي الحسن علي بن المبارك بن نغوبا وغيرهما ، ودرس علوم العربية والوعظ (١) ، أقرأ القرآن الكريم بواسط ودرّس النحو (٢) وتكلم في الوعظ (٣) ثم رحل إلى بغداد سنة ٥٥٣ ه‍ / ١١٥٨ م وأكثر في طلب الحديث وسماعه وكتابته ، حدث ببغداد ووعظ ، وبني له رباط بقراح القاضي وسكنه إلى حين وفاته (٤).

وأبو الغنائم حبشي بن محمد بن شعيب الشيباني (ت ٥٦٥ ه‍ / ١١٦٩ م) قرأ القرآن الكريم والنحو بواسط ثم قدم بغداد وأقام فيها إلى حين وفاته ، قرأ النحو واللغة فيها ودرسهما ، وحدّث. وقد أشار ياقوت إلى نشاطه العلمي ببغداد فقال : «كان عارفا بالنحو واللغة العربية ، تخرج به جماعة من أهل الأدب كمصدق بن شبيب الواسطي وكان يحسن الثناء عليه» (٥).

والمقرىء أبو بكر محمد بن علي بن هبة الله الواسطي (ت ٥٧٢ ه‍ / ١١٧٦ م) قرأ القرآن الكريم بواسط على كبار المقرئين ثم رحل إلى بغداد وقرأ بها القرآن الكريم على جماعة وأقام بها إلى حين وفاته. تقلد الإمامة بمسجد بالخاتونية وكان يقرىء فيه ، قال عنه ابن الدبيثي الذي كان معاصرا له : «كان صالحا منقطعا مشتغلا بالتوريق حسن الخط والمعرفة بوجوه القراءات» (٦) صنف كتابا في القراءات (٧).

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٨١.

(٢) المنذري ، التكملة ، ٣ / ٢٤٠.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٨١.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٨١. ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٢٠٤.

(٥) معجم الأدباء ، ٧ / ٢١٤. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٢٤٠. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣١٤. الصفدي ، نكت الهميان ، ١٣٣ ، ١٣٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٢٠٠. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ٢٤١.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٣.

(٧) ن. م ، ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٣.

٣٤١

وأبو الحسن علي بن الأنجب العلوي ، حفظ القرآن بواسط وقرأه بالقراءات العشر على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني وسمع الحديث منه ومن القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن المندائي وغيرهما ثم قدم بغداد ودرس الفقه لشافعي بالمدرسة النظامية وسمع الحديث. ثم تولى الإمامة بمسجد بسوق السلطان وحدث فيه ، وقد أجازه الخليفة الناصر لدين الله (٥٧٥ ـ ٦٢٢ ه‍ / ١١٧٩ ـ ١٢٢٥ م) (١).

وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الطيبي ، درس الفقه الشافعي بواسط على مجير الدين أبي القاسم محمود بن المبارك البغدادي ثم قدم بغداد ودرس الفقه بالمدرسة النظامية ، ثم عين معيدا لمدرسها القاضي أبي علي بن الربيع الواسطي ولمن بعده. أجاز له الخليفة الناصر لدين الله وروى عنه (٢).

وأبو الخير مصدق بن شبيب بن الحسين الواسطي (ت ٦٠٥ ه‍ / ١٢٠٨ م) قرأ القرآن الكريم والنحو بواسط على أبي الحسن صدقة بن الحسين الواسطي (٣) ، وسمع الحديث ودرّس النحو بواسط وحدّث (٤) ثم قدم بغداد وقرأ الأدب والنحو على جماعة وسمع الحديث (٥).

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٩. ويذكر ابن النجار أنه تفقه بالمدرسة الجهتية بالجانب الغربي ثم رتب إماما بالمسجد الجديد عند سوق العميد. التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩٠ ب.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٨.

(٣) المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٠٤. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٢٤٠. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٧٣. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢١٤ (المطبوع). ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ٢٩٤. السيوطي ، بغية الوعاة ، ٢ / ٢٨٧.

(٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥ ، ٢٩٩. ياقوت ، معجم الأدباء ، ١٦ / ٢٩٦. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٢٤٠. الكتبي ، فوات الوفيات ، ٣ / ١٩٢. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ٢٩٤.

(٥) المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٠٤. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٢٤٠. ابن الساعي ،

٣٤٢

أقرأ الناس الأدب والنحو مدة وتخرّج به جماعة (١) وكان عالما بالفرائض وقسمة التركات واللغة ، وصار يشار إليه في النحو كما يقول ابن الساعي (٢).

ومن كبار العلماء الواسطيين الذين قدموا بغداد ونشروا العلم فيها مجد الدين أبو علي يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز الواسطي الفقيه الشافعي (ت ٦٠٦ ه‍ / ١٢٠٩ م) قرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر بواسط على جده سليمان ثم على الرئيس أبي يعلى محمد بن سعيد بن تركان المقرىء ، وسمع الحديث من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجاني وأبي عبد الله محمد ابن علي بن المغازلي ، وأبي محمد أحمد بن عبيد الله بن الآمدي والقاضي أبي العباس أحمد بن بختيار بن المندائي وآخرين (٣) ، ودرس الخلاف بواسط على القاضي أبي يعلى محمد بن محمد بن محمد بن الفراء (٤) ،

__________________

الجامع المختصر ، ٩ / ٢٧٣. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ف ١ ، ٢١٤. السيوطي ، بغية الوعاة ، ٢ / ٢٨٧.

(١) المختصر المحتاج إليه ، ٢ / ٢٤١ ، ٣ / ٢٠٤. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٢٤٠. الجامع المختصر ، ٩ / ٢٧٣. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢١٤ ، (المطبوع). ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ١٥٢ ، ٢٩٥. السيوطي ، بغية الوعاة ، ٢ / ٢٨٧.

(٢) الجامع المختصر ، ٩ / ٢٧٣. انظر : المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٠٤. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢١٤ (المطبوع). ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ٢٩٥.

(٣) التكملة ، ٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٣٢ أ (ذكر وفاته سنة ٦٠٠ ه‍). الذهبي : تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ٢٥٦١ (المطبوع) العبر ، ٥ / ٢٠. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٨. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٧٠. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون (مخطوطة) ورقة ١٥٤. الحنبلي ، شذرات الذهب ، ٥ / ٢٣.

(٤) المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٠٦.

٣٤٣

ودرس الفقه على والده وعلى أبي جعفر هبة الله بن البوقي (١). درّس الفقه بواسط (٢) وحدث (٣) وأصبح أحد الشهود المعدّلين (٤).

قدم بغداد ودرس الفقه بالمدرسة النظامية ، ثم تولى الإعادة للإمام أبي القاسم بن فضلان مع أنه كان «أبرع من ابن فضلان وأقوم بالمذهب وعلم القرآن» كما يقول الذهبي (٥). حدث ببغداد وتقلد القضاء ثم تولى التدريس بالمدرسة النظامية والنظر في أوقافها سنة ٥٩٨ ه‍ / ١٢٠١ م (٦).

وصف بأنه كان عالما بمذهب الإمام الشافعي والأصول والخلاف والتفسير والقراءات والحديث والفرائض والحساب وقسمة التركات.

«جامعا لفنون لم تجتمع لغيره» (٧) صنف تفسيرا للقرآن الكريم في أربعة مجلدات كان يدرس ، واختصر «تاريخ بغداد مدينة السلام» والذيل عليه

__________________

(١) الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢٥٦ (المطبوع). الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٨. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون (مخطوطة) ورقة ١٥٤.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٦ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ورقة ٤٤ (كيمبرج).

(٣) التكملة ، ٣ / ٣٠٧.

(٤) التكملة ، ٣ / ٣٠٦.

(٥) تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢٥٧ (المطبوع). انظر : ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٦٥ أ. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٠٦. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٩٧. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٨. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٧٠.

(٦) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٣٢ أ ، ب. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٠٧. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٩٧. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢٥٧ (المطبوع). ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٢٧١ (حرف الميم). ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٣ / ٥٣ ، ٥٤.

(٧) انظر : المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٠٧. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٩٧. الذهبي ، العبر ، ٥ / ٢٠ ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٢٥٧ ، (المطبوع). الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٨. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون (مخطوطة) ورقة ١٥٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٧٠.

٣٤٤

لأبي سعد السمعاني (١).

ومن الواسطيين الذين قدموا بغداد أبو حفص عمر بن محمد بن هارون المقرىء (ت ٦١٠ ه‍ / ١٢١٣ م) حفظ القرآن الكريم بواسط وقرأه على كبار المقرئين ، وسمع الحديث وحدّث (٢). ثم قدم بغداد سنة ٥٥٣ ه‍ / ١١٥٨ م وسمع الحدّيث من مشاهير المحدثين وحدث ، وتولى الإمامة بمسجد ابن الشاشي الكبير بمحلة الطيوريين أقرأ القرآن الكريم (٣) ، كتب عنه ابن الدبيثي ، وابن النجار وأثنيا عليه (٤).

ومن كبار النحويين الذين قدموا بغداد أبو بكر المبارك بن المبارك بن سعيد بن الدهان الواسطي النحوي المعروف بالوجيه (ت ٦١٢ ه‍ / ١٢١٥ م) حفظ القرآن الكريم بواسط وقرأه بالقراءات (٥) وسمع الحديث من أبي سعيد نصر بن سالم الأديب ، وأبي الفرج العلاء بن علي المعروف بابن السوادي وغيرهما (٦) واشتغل ...

__________________

(١) ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٩٧. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٦٥ أ. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٨. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٣ / ٥٤.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٢. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٨٢.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٢. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ١٢١ ب ، ١٢٢ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا). المنذري ، التكملة ، ٤ / ٨٢. تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٧٠.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٢. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ١٢١ ب ، ١٢٢ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(٥) المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. ياقوت ، معجم الأدباء ، ١٧ / ٥٨. إنباه الرواة ، ٣ / ٢٥٤. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٧٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ١٥٢. الصفدي ، نكت الهميان ، ٢٣٣. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٦) المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. القفطي ، إنباه الرواة ، ٣ / ٢٥٥. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٨٠ (وقد جاءت كلمة ابن السوادي في كل من وفيات الأعيان) ، ٤ / ١٥٢ ، ونكت الهميان ، ٢٣٣ مصحفة إلى كلمة (ابن البغدادي).

٣٤٥

بالعلم (١). ثم قدم بغداد والتقى برجال الحديث ودرس الفقه والنحو ثم تولى تدريس النحو بالمدرسة النظامية وأقرأ القرآن (٢) وتخرج عليه جماعة كثيرة (٣) منهم ياقوت الحموي الذي قال عنه : «وهو شيخي الذي به تخرجت وعليه قرأت» (٤) وله تصانيف في النحو (٥). وأشارت المصادر إلى أنه حدّث وأن له شعرا (٦). ومن كبار الفقهاء أبو العباس أحمد ابن محمود ابن أحمد الواسطي الفقيه الشافعي (ت ٦١٦ ه‍ / ١٢١٩ م) درس الفقه بواسط على عمه أبي علي الحسن بن أحمد ، والقاضي أبي علي يحيى ابن الربيع الواسطي وسمع الحديث من أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي ، وأبي العباس هبة الله بن نصر بن مخلد الأزدي ، وأبي العباس أحمد بن علي الحوزي ، وأبي طالب سليمان بن محمد العكبري ، وأبي طالب محمد بن علي بن الكتاني وآخرين (٧). وقرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي بكر بن الباقلاني (٨) ، ثم ذهب إلى بغداد والتقى بكبار رجال الحديث ، ودرس الفقه

__________________

(١) المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٧٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ١٥٣.

(٢) ياقوت ، معجم الأدباء ، ١٧ / ٥٨. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. القفطي ، إنباه الرواة ، ٣ / ٢٥٦. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ١٥٣. الصفدي ، نكت الهميان ، ٢٣٣. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٣) معجم الأدباء ، ١٧ / ٥٨. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٨٠. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة واللغويين (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ١٨٦.

(٤) ياقوت ، معجم الأدباء ، ١٧ / ٥٨. انظر : الصفدي ، نكت الهميان ، ٢٣٣ نقلا عن ياقوت.

(٥) إنباه الرواة ، ٣ / ٢٥٦. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ١٥٣.

(٦) المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٨٠. الصفدي ، نكت الهميان ، ٢٣٤ (وقد أورد له بعض الأبيات من الشعر).

(٧) انظر : بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥ ، ٢٩٩. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٦. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٣٨١ ، ٣٨٢. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٥١ (نقلا عن ابن النجار). ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ١٨ ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٦٧٨.

(٨) الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٥١ (نقلا عن ابن النجار).

٣٤٦

«وحصل له معرفة المذاهب والخلاف ويعلم في المسائل» (١) أفتى ببغداد وحدّث ثم عيّن معيدا في المدرسة الفخرية (٢) ، وتولى القضاء بالجانب الغربي من بغداد (٣). صنف في الفتاوى وكتب بخطه كثيرا في الفقه والحديث وغير ذلك (٤).

وأبو محمد عبد القادر بن داود بن محمد الفقيه الشافعي (ت ٦١٩ ه‍ / ١٢٢٢ م) درس الفقه بواسط على الفقيه أبي القاسم مجير الدين محمود بن المبارك البغدادي ، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب بن الكتاني وآخرين ، وقرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي بكر بن الباقلاني ، وحدث ثم قدم بغداد أقرأ وأفتى بالمدرسة النظامية (٥).

وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن بدر الواسطي الفقيه الشافعي (ت ٦٢٨ ه‍ / ١٢٣٠ م) درس الفقه بواسط على الفقيه أبي علي يحيى بن الربيع الواسطي وسمع الحديث من أبي طالب بن الكتاني ، وأحمد بن سالم البرجوني وآخرين (٦) ثم قدم بغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين ثم درس الفقه على الشيخ أبي القاسم بن فضلان ثم على أبي الحسن علي بن علي الفارقي ، وأعاد له درسه بمدرسة «زمرد خاتون» والدة الخليفة الناصر

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٦. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٣٨١ ، ٣٨٢. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٥١.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٦. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٣٨٢. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٦٧٨ نقلا عن ابن الساعي.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٦. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٣٨٢. الإسنوي ، ٢ / ٥٥١. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ١٨ ، ١٩ ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٦٧٨.

(٤) الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٥١. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٦٧٩.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٦. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٨. المنذري ، التكملة ، ٥ / ١٠٩. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٣ / ٩٨.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ١٢٨. المنذري ، التكملة ، ٥ / ٤٤٣ ، ٤٤٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ١٩٠ (حرف الكاف).

٣٤٧

لدين الله (٥٧٥ ـ ٦٢٢ ه‍ / ١١٧٩ ـ ١٢٢٥ م) ثم تولى التدريس بها بعد وفاة أستاذه سنة ٦٠٤ ه‍ / ١٢٠٧ م ، أجاز له الخليفة الناصر لدين الله وحدّث عنه (١) ، وعن شيوخه البغداديين والواسطيين (٢).

وأبو الحسن علي بن الخطاب بن مقلد الواسطي الفقيه الشافعي (ت ٦٢٩ ه‍ / ١٢٣١ م) قرأ القرآن الكريم بالقراءات بواسط على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني ، وسمع الحديث منه ومن القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني وآخرين ثم قدم بغداد ودرس الفقه الشافعي وسمع الحديث من كبار المحدثين ، وحدث وأفتى وعيّن معيدا بالمدرسة الفخرية ، وكان فاضلا في المذهب والخلاف (٣).

وأبو العباس أحمد بن علي بن ثبات الواسطي (ت ٦٣١ ه‍ / ١٢٣٣ م) الذي تقدم ذكره (٤).

وأشهر من قدم بغداد من الواسطيين هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد الواسطي المعروف بابن الدبيثي (ت ٦٣٧ ه‍ / ١٢٣٩ م) وقد تقدم ذكره (٥).

وقد تردد في المصادر ذكر عدد آخر من العلماء الواسطيين الذين

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ١٢٨. المنذري ، التكملة ، ٥ / ٤٤٣ ، ٤٤٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ١٩١ (حرف الكاف) (نقلا عن ابن الساعي).

(٢) ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ١٩١. المنذري ، التكملة ، ٥ / ٤٤٤.

(٣) المنذري ، التكملة ، ٦ / ٣٠ ، ٣١. الصفدي ، نكت الهميان ، ٢١١ ، ٢١٢. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٥٢. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٨٧٢ ، ٨٧٣ (حرف الميم). ويذكر السبكي أن وفاته كانت سنة ٦٢٦ ه‍ وأنه كان قد جالس الخليفة المستنصر بالله وأقام عنده ليعلم بعض الجواري القرآن الكريم. طبقات الشافعية ، ٥ / ١٢٥.

(٤) انظر : العلوم العقلية.

(٥) انظر : العلوم التاريخية.

٣٤٨

تلقوا علمهم بواسط ثم ذهبوا إلى بغداد وأقاموا فيها وساهموا في نشر العلم والمعرفة هناك (١).

وإلى جانب ما تقدم نجد أن هناك جماعة من أهل بغداد كانوا قد قصدوا واسط لقراءة القرآن الكريم وسماع الحديث من شيوخها ثم عادوا إلى بغداد ، منهم : علي بن محمد بن جعفر القلانسي البغدادي المقرىء (ت ٣٥٦ ه‍ / ٩٦٦ م) قرأ القرآن الكريم بواسط على يوسف بن يعقوب الواسطي المقرىء (٢).

وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه الحنبلي (ت ٤٦٩ ه‍ / ١٠٧٦ م) قرأ القرآن الكريم بالقراءات ببغداد ، ودرس الفقه وسمع الحديث ثم ذهب إلى واسط وسمع الحديث بها (٣).

وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد المعروف بابن الطيوري (ت ٥٠١ ه‍ / ١١٠٧ م) الذي كان محدث بغداد ومسندها (٤) سمع الحديث ببغداد من كبار المحدثين ثم ذهب إلى واسط وسمع الحديث من

__________________

(١) انظر عنهم : السمعاني ، الأنساب ، ٤٧٦ ، ٥٤٣. سؤالات السلفي ، ١٣. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢٠ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٢ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٦٢. التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ١١ أ ، ب ، ٤٣ ب. (نسخة مكتبة الدراسات العليا). التكملة ، ٣ / ٤٣ ، ٤ / ٢٢ ، ٥ / ١٥ ، ١٦ ، ١١٩ ، ١٢٠ ، ٣٢٨ ، ٦ / ١٤١ ، ١٨٥ ، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣٥٠. الصفدي ، نكت الهميان ، ٢٢٥. الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٥ ، ورقة ٥٢ أ ، ب. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٨٦٤ ، ٥ / ٨٧٤ (حرف الميم). ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون (مخطوطة) ورقة ٢٦٢. السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٠٦. الداودي ، طبقات المفسرين ، ٢ / ٢٥.

(٢) الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ١ / ٢٥٣.

(٣) ابن الفراء ، طبقات الحنابلة ، ٢ / ٢٣٥. ابن النجار ، التاريخ المجدد ، (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ١٠٤ ب. ابن رجب ، الذيل على طبقات الحنابلة ، ١ / ١٢ ، ١٣.

(٤) الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٧ ، ورقة ٦٨ أ. انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٥٤.

٣٤٩

القاضي أبي جعفر محمد بن إسماعيل العلوي وآخرين ثم عاد إلى بغداد وحدث عنهم (١).

وأبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد العسال المقرىء الأديب (ت ٥١٠ ه‍ / ١١١٦ م) كان شيخ الإقراء ببغداد (٢) ، قرأ القرآن الكريم ببغداد وسمع الحديث ثم ذهب إلى واسط وقرأ القرآن الكريم على الشيخ أبي علي الواسطي المعروف بغلام الهراس (٣).

وأبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد التميمي المعروف «بحيص بيص» الشاعر (ت ٥٧٤ ه‍ / ١١٧٨ م) الذي كان عالما فاضلا وله معرفة جيدة باللغة العربية وأشعار العرب ، سمع الحديث بواسط من أبي المجد محمد ابن محمد بن جهور الواسطي وآخرين (٤).

والشيخ أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد الشيباني (ت ٥٩٧ ه‍ / ١٢٠٠ م) سمع الحديث ببغداد ثم قدم واسط وسمع الحديث بها من أبي طالب الكتّاني وآخرين (٥).

ومن كبار العلماء الذين ذهبوا إلى واسط وقرأوا القرآن الكريم وسمعوا الحديث الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت ٥٩٧ ه‍ / ١٢٠٠ م) قرأ القرآن بالقراءات العشر على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني (٦) وسمع الحديث على كبار المحدثين وحدث عنهم ببغداد (٧).

__________________

(١) الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٧ ، ورقة ٦٨ أ.

(٢) الكتبي ، عيون التواريخ ، ١٢ / ٧١. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٩٠ ويذكر الذهبي أن وفاته كانت سنة ٥٠٩ ه‍. العبر ، ٤ / ٢١.

(٣) الكتبي ، عيون التواريخ ، ١٢ / ٧١. الذهبي ، العبر ، ٤ / ٢١.

(٤) ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة اللغويين (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ٢٨٩.

(٥) المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٩٦ ، ٢٩٧.

(٦) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ. الداودي ، طبقات المفسرين ، ١ / ٢٧٤ (نقلا عن ابن نقطة).

(٧) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٦٣ (كيمبرج).

٣٥٠

وذكر الرحالة أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (ت ٦٢٦ ه‍ / ١٢٢٨ م) أنه ذهب إلى واسط مرات عديدة (١) إلا أنه لم يذكر أنه مارس نشاطا علميا في هذه المدينة ، ولكن من المرجح أن ياقوت كان قد اتصل بعلماء واسط وأدبائها واستفاد منهم في تصنيفه لكتبه ، فقد جاء بمصنفاته معلومات عن أدباء وشعراء ومدن واسط لم نجدها عند مؤلفين آخرين سابقين له (٢) ، وقد اعتمدت المؤلفات المتأخرة كليا على مصنفاته فنقلت كل أو بعض ما أورده عنهم (٣).

ومن كبار العلماء الذين قدموا واسط وتلقوا العلم بها الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي المعروف بابن نقطة (ت ٦٢٩ ه‍ / ١٢٣١ م) سمع الحديث ببغداد ثم قدم واسط سنة ٦٠٥ ه‍ / ١٢٠٨ م وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن بختيار بن المندائي ، وأبي طالب الهاشمي الواسطي وروى عنهما وقرأ القرآن الكريم على أبي الحسن علي بن مسعود بن هياب الواسطي المقرىء (٤). ثم رحل في طلب الحديث إلى بلاد كثيرة وحدّث (٥).

وأبو الحسن علي بن الأنجب بن ما شاء الله الجصاص الفقيه الحنبلي

__________________

(١) معجم البلدان ، ٥ / ٣٥١.

(٢) انظر : معجم الأدباء ، ١ / ١٥٤ ، ١٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ١٤ / ٢٤٦ ، ١٦ / ٢٩٦ ، ١٧ / ٢١٥.

(٣) انظر : نكت الهميان ، ٨٨ ، ٨٩. تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٢٤٠ (حرف الكاف). السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٦ ، ٢٧.

(٤) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٦١ ب ، ١٢٨ أ ، ٢٣٦ أ ، ب ، ٢٥٨. التقييد (مخطوطة) ورقة ٢١ ب ، ١١٧ أ ، ١٦٢ ب. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨ ، ٩. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٣٦٢. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ١٨٢. وهو مؤلف كتاب «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد» وكتاب «إكمال الإكمال» الذي ذيل به على كتاب ابن ماكولا. ويذكر ابن نقطة أنه ذهب إلى واسط مرتين ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٧ أ.

(٥) المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨ ، ٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ٣٩٢ ، ٣٩٣. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٤.

٣٥١

(ت ٦٤٢ ه‍ / ١٢٤٤ م) حفظ القرآن الكريم وقرأه ببغداد وسمع الحديث ودرس الفقه والأدب والخلاف ثم رحل إلى واسط وقرأ القرآن الكريم على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني ، وسمع الحديث من أبي الفرج أحمد بن المبارك بن نغوبا وآخرين ثم عاد إلى بغداد وحدث عنهم. روى عنه ابن النجار وأثنى عليه (١).

ومؤرخ بغداد محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن النجار (ت ٦٤٣ ه‍ / ١٢٤٥ م) (٢).

وأبو عبد الله محمد بن مقبل بن فتيان المعروف بابن المنى الفقيه (ت ٦٤٩ ه‍ / ١٢٥١ م) سمع الحديث ببغداد ودرس الفقه وأجازه الخليفة الناصر لدين الله ، قصد أبا بكر بن الباقلاني بواسط وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر (٣).

ومحيي الدين يوسف بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت ٦٥٦ ه‍ / ١٢٥٨ م) الذي كان قد تولى التدريس بالمدرسة البشيرية ببغداد وأستاذ دار الخلافة ، قرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر بواسط على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني (٤). وغير هؤلاء كثير (٥).

__________________

(١) التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩٠ ب.

(٢) التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ١ ، ورقة ٤٦ ب.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٢. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ٢٤٨.

(٤) الذهبي ، العبر ، ٥ / ٢٣٧. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ٢٥٩. الداودي ، طبقات المفسرين ، ٢ / ٣٨٠.

(٥) انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٨٣. البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٤٨ أ ، ٤٩ ب. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٤٤ أ. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٤٧ ، ١٠١ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٨ ، ١٨٥ ، ١٩٥ ، ورقة ١٥٣ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ١ ، ورقة ٤٦ ب ، ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٣٣ أ. الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٨ ، ورقة ٧٧. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٥٣. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٥٢٧. ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٤٩. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٣ / ٤٦٣. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٨١.

٣٥٢

أما طلاب العلم الذين قدموا واسط من مدن العراق الأخرى وتلقوا العلم فيها فهم : أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله ... بن أبي عصرون التميمي الشافعي (ت ٥٨٥ ه‍ / ١١٨٩ م) الذي قدم من «الموصل» قرأ القرآن الكريم وسمع الحديث ودرس الفقه بالموصل وبغداد ثم قدم واسط وأقام بها مدة ، درس الفقه وسمع الحديث على القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي وتخرّج به (١). وقرأ القرآن الكريم على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني (٢). درّس الفقه بالموصل وحلب ودمشق وحدث ثم تولى قضاء قضاة الشام وكانت له تصانيف كثيرة (٣).

وقدم إليها من «الموصل» أيضا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم بن جلدك الموصلي الشافعي (ت ٥٩٢ ه‍ / ١١٩٥ م) سمع الحديث بالموصل وبغداد ثم قدم واسط وسمع الحديث من القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد بن المندائي ، وأبي الفرج أحمد بن المبارك بن نغوبا وكتب عنهما (٤). ثم رحل إلى بلاد كثيرة طلبا للحديث وحدث (٥).

والحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله بن عبد الرحمن الرهاوي

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٢. المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٤. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٥٣. الإسنوي ، طبقات الفقهاء (مخطوطة) ورقة ٨٨ ، ويقول الذهبي بهذا الصدد «دخل واسطا فتفقه بها ورجع إلى الموصل بعلوم جمة» العبر ، ٤ / ٢٥٦.

(٢) المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٠٤.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٢. المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٠٥. ابن الصلاح الشهرزوري ، طبقات الشافعية (مخطوطة) ورقة ٥٤ أ. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٥٣ ، ٥٤. الإسنوي ، طبقات الفقهاء (مخطوطة) ورقة ٨٨. الذهبي ، العبر ، ٤ / ٢٥٦.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٦٥.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٦٦ ، ٦٧.

٣٥٣

(ت ٦١٢ ه‍ / ١٢١٥ م) من أهل الموصل ، رحل إلى بلاد كثيرة طلبا للحديث (١) ثم قدم واسط وسمع الحديث من أبي العباس هبة الله بن مخلد الأزدي ، وأبي طالب محمد بن علي بن الكتاني وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن حبانش ، وأبي الفتح محمد بن عبد السميع الهاشمي ، وأبي الفتح محمد بن أحمد بن المندائي (٢) ، ثم عاد إلى الموصل وحدث بدار الحديث المظفرية ثم ذهب إلى حران واستقر بها إلى حين وفاته (٣).

أما من «البصرة» فقد قدم إليها أبو إسحاق إبراهيم البصري الشطي (ت ٣٩١ ه‍ / ١٠٠٠ م) وسمع الحديث بها من أبي الحسن علي بن حميد البزار ، وأبي عبد الله بن محمد الحامدي (٤).

وقدم إليها من «البصرة» كذلك أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق بن محمد البازكلي (ت؟) الذي كان من بيت مشهور بالرواية والحديث ، سمع الحديث بواسط من أبي الحسن علي بن محمد بن الجلّابي المغازلي ثم غادرها إلى بغداد وأقام بها مدة يدرس الفقه بالمدرسة النظامية (٥).

وأبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن النهاوندي (ت ٥٧٥ ه‍ / ١١٧٩ م) سمع الحديث بالبصرة على كبار المحدثين ثم قدم واسط وسمع الحديث من أبي طالب محمد بن علي بن الكتاني وآخرين ثم غادرها إلى بغداد وقرأ القرآن الكريم ، وسمع الحديث ثم عاد إلى واسط وسمع بها الحديث ، ولما غادرها إلى البصرة مات في الطريق ،

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٦٠ ـ ١٦٤. ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ١٠٦. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٣٨٧ ، ١٣٨٨.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٦٣. معجم البلدان ، ٣ / ١٠٦. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٣٨٧ ، ١٣٨٨.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٦٣. معجم البلدان ، ٣ / ١٠٦. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٣٨٨.

(٤) السمعاني ، الأنساب ، ٣٣٤ أ.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٧٨.

٣٥٤

وقد أثنى عليه ابن الدبيثي وقال : سمعت معه الحديث بواسط في المرة الثانية (١).

والشريف أبو القاسم علي بن أفضل بن أشرف الهاشمي (ت ٦٢٥ ه‍ / ١٢٢٧ م) قدم واسط وقرأ القرآن الكريم على الشيخ أبي بكر بن الباقلاني وآخرين ثم غادرها إلى بغداد سمع الحديث من كبار المحدثين وحدّث (٢).

وأبو السعود محمد بن محمد بن جعفر البصري الفقيه (ت ٦٢٩ ه‍ / ١٢٣١ م) سمع الحديث بالبصرة وقدم بغداد مرات عديدة ودرس فيها الفقه الشافعي وسمع الحديث ، ثم قدم واسط وسمع الحديث من أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي ، وأبي طالب محمد بن علي الكتاني ، درّس الفقه بالبصرة وتولى القضاء وحدّث (٣).

ورحل إليها من «تكريت» أبو عبد الله محمد بن الحسين بن القاسم التكريتي (ت ٥٧٠ ه‍ / ١١٧٤ م) قدم بغداد سنة ٥١٦ ه‍ / ١١٢٢ م والتقى برجال الحديث ثم قدم واسط وسمع الحديث بها من أبي الكرم نصر الله ابن محمد بن مخلد الأزدي ، والقاضي أبي عبد الله محمد بن علي الجلابي وآخرين ، ثم رحل في طلبه إلى بلاد كثيرة وحدّث (٤).

ومن «أربيل» قدم إليها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم (ت ٦٣٣ ه‍ / ١٢٣٥ م) قدم بغداد والتقى برجال الحديث ثم قدم واسط أكثر من مرة وقرأ على القاضي أبي طالب محمد بن علي بن الكتاني (٥).

أما من «المدائن» فقد قدم إليها أبو عمارة حمزة بن حيدرة بن علي العلوي (ت بعد ٥٨٠ ه‍ / ١١٨٤ م) وسمع الحديث من أبي العباس هبة الله

__________________

(١) ن. م ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٥.

(٢) المنذري ، التكملة ، ٥ / ٣٤٦.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٣٥. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٢٢ ، ٢٣.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٤٠.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٥.

٣٥٥

ابن نصر الله المعروف بابن الجلخت (١).

وإضافة إلى ما تقدم فقد جذبت واسط عددا من طلاب العلم من المدن التي تقدم الكلام عنها ، ومن مدن أخرى من العراق (٢).

ولا بد من الإشارة إلى أن هناك عددا من طلاب العلم من أهل واسط كانوا قد رحلوا إلى مدن العراق الأخرى وسمعوا الحديث على محدثيها وقرأوا القرآن الكريم وحدث البعض منهم في تلك المدن (٣).

مما تقدم يمكننا أن نستنتج ما يلي :

١ ـ نظرا لمكانة بغداد العلمية فإن العلماء الواسطيين الذين قصدوا بغداد لتلقي العلم فيها هم أكثر من علماء بغداد الذين قصدوا واسط لطلب العلم.

٢ ـ إن عددا من العلماء والقراء والمحدثين والفقهاء والنحويين

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢٠٣.

(٢) انظر عنهم : السمعاني ، الأنساب ، ٣٣٤ أ ، ٥٠٤ ، أ ، ب. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٤٧ ، ١٤٨. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٧ / ٢١٤. معجم البلدان ، ١ / ٢٥٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٤٨ ب. التقييد (مخطوطة) ورقة ٥٤ ب ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٦٣ ، ٢٨٢ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٨١ ، ورقة ١٥ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٥٩ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا). المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٢٨ ـ ٢٣٠ ، ٣ / ٣٦ ، ٦ / ٢٩٥. الصفدي ، نكت الهميان ، ١١٤ ، ١٢٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٧٥. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ١٧٨. الحنبلي ، شذرات الذهب ، ٥ / ٢٣. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٥٤٧ ، ٢ / ٣١١. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون ، (مخطوطة) ورقة ٢٦٢. السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٠٦.

(٣) انظر عنهم : سؤالات السلفي ، ١٠ ، ٣٩ ، ٥٨ ، ٧١ ، ٨٧ ، ٨٨. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٢ ب. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٩٨ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٩٠ ، ورقة ١٠٥ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ١١ أ ، ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا) الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٣٤٤ (المطبوع). معرفة القراء ، ١ / ٣٤٤. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٣.

٣٥٦

الواسطيين درسوا بمدارس بغداد ومساجدها ، وبذلك أسهموا في الحركة العلمية في هذه المدينة.

٣ ـ إن عددا من القراء والمحدثين والفقهاء الواسطيين كانوا قد نالوا شهرة واسعة فقصدهم طلاب العلم من بغداد ومدن العراق الأخرى للدراسة عليهم.

٤ ـ إن عدد طلاب العلم الواسطيين الذين غادروا واسط إلى مدن العراق المختلفة ـ عدا بغداد ـ كان قليلا إذا ما قارناه بعدد الذين وفدوا إليها من هذه المدن لطلب العلم فيها ، ويدل هذا على أن هذه المدينة كانت تأتي بعد بغداد من حيث الأهمية العلمية آنذاك وأنها كانت قد ورثت المركز الثقافي الذي كانت تتمتع به كل من الكوفة والبصرة في العصور العباسية الأولى (١).

٥ ـ إن العلوم الدينية وعلوم العربية هي التي جذبت طلاب العلم الواسطيين إلى بغداد وطلاب العلم من بغداد ومدن العراق الأخرى إلى واسط ، وذلك لأن هذه العلوم هي التي نالت اهتمام العلماء في هذه الفترة ـ كما ذكرنا سابقا ـ.

٧ ـ أشهر البيوتات العلمية بواسط :

إن تقدم الحركة العلمية بواسط أدى إلى ظهور عدد من البيوتات العلمية ، برز أبناؤها بمختلف العلوم وكان لهم دور كبير في نشر العلم في هذه المدينة ومدن أخرى من هذه البيوتات «بيت السّوادي» الذي كان «مشهور بالكتابة والتناية والتميز» (٢). وأول من برز من أبناء هذا البيت أبو

__________________

(١) عن الحياة الفكرية في الكوفة والبصرة في هذه الفترة انظر : محمد مفيد آل ياسين الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري ، ٢١٢ ، ٢١٧.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٥. انظر : الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٨١. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٩ (حرف الكاف).

٣٥٧

طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الأزهر المعروف بابن السّوادي (ت ٤٤٥ ه‍ / ١٠٥٣ م) سمع الحديث بواسط وبغداد وحدث ، كتب عنه أبو بكر الخطيب صاحب كتاب «تاريخ بغداد مدينة السلام» وروى عنه وأثنى عليه (١).

وبرز من أبناء هذا البيت أيضا أبو الحسين المبارك بن محمد بن عبيد الله بن السوادي الفقيه الشافعي (ت ٤٩٢ ه‍ / ١٠٩٨ م) الذي تقدم ذكره ، وصف بأنه كان «إماما كبيرا فاضلا» (٢) و «من أركان الفقهاء الحافظين للمذهب والخلاف ... له يد قوية في النظر» (٣) سمع الحديث بواسط ودرس الفقه الشافعي ، ثم قدم بغداد وسمع الحديث ودرس الفقه ورحل في طلب الحديث إلى البصرة ومصر وسمع بهما ، ثم ذهب إلى أصبهان وحدّث بها (٤). وأخيرا أقام بنيسابور وتولى التدريس بالمدرسة المشطبية فيها (٥).

وبرز منهم كذلك أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عبيد الله ابن السوادي الكاتب (ت ٤٩٩ ه‍ / ١١٠٥ م) قرأ القرآن الكريم وسمع الحديث ، بواسط وحدث ثم غادر واسط إلى بغداد والموصل وحدّث وكتب عنه الناس هناك (٦) وكان «فيه فضل وتميز له شعر حسن» كما يقول ابن الدبيثي (٧).

وأخوه أبو الفضل محمد بن محمد بن علي بن السوادي (القرن

__________________

(١) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١ / ٣١٩. انظر : السمعاني ، الأنساب ، ١ / ١٩٠. سؤالات السلفي ، ٦.

(٢) الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٣.

(٣) السبكي ، طبقات الشافعية ، ٥ / ٣١١ ، ٣١٢ (نقلا عن ابن السمعاني).

(٤) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٢ ب.

(٥) الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٣.

(٦) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٥٢ (كيمبرج).

(٧) ن. م ، ورقة ١٥٢ (كيمبرج).

٣٥٨

الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي) الذي كان أحد الشهود المعدّلين بواسط ، سمع الحديث بواسط من أبي علي بن علان ، وأبي غالب بن أبي صالح ، وأبي تمام بن أبي خازم وحدّث (١) ، وكان «كثير الدرس للقرآن كثير المجاهدة» (٢) سمع منه الحديث بواسط كل من أبي العباس هبة الله بن نصر الله بن محمد الأزدي الواسطي المعدّل ، وأبي المفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن زنبقة الواسطي المعدل (٣). وبرز كذلك أخوه أبو عبد الله الذي حدث بواسط (٤) ، كما كان أحد الشهود المعدّلين فيها (٥).

واشتهر من أبناء أبي الحسن علي بن محمد بن السوادي ، أبو محمد الحسن بن السوادي (ت ٥٦٦ ه‍ / ١١٧٠ م) الذي كان يلقب بالكامل ، كانت له معرفة جيدة بالحساب والجبر والمقابلة والضرب والمساحة والفرائض وقسمة التركات ، وقد درس عليه هذه العلوم بواسط جماعة وتخرّجوا به وأثنوا عليه ـ كما تقدم (٦) ـ وإلى جانب معرفته الجيدة بالعلوم العقلية فقد ذكر ابن الدبيثي أنه سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين وحدث ثم قدم بغداد وسمع بها الحديث أيضا. وحدث وروى عنه الناس وكان ثقة (٧).

وكان ابنه الآخر الرئيس أبو الفرج العلاء بن السوادي (ت ٥٥٦ ه‍ / ١١٦٠ م)

__________________

(١) سؤالات السلفي ، ٤٠.

(٢) ن. م ، ٤٠.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٥. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١١٢ ، ١١٣ ، ٣ / ٢٢٨. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٢ ب.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٥. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤.

(٥) سؤالات السلفي ، ٤٠.

(٦) انظر : العلوم العقلية.

(٧) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٥ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ورقة ٤٤ (كيمبرج). ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٢ ب. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٨٦ ، ٦ / ٨٤. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ٢٨٣ ، ٢٨٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٣٠٤ ، ٣٠٥. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ١٢ / ١٦٤.

٣٥٩

«شاعرا ظريفا خليعا مطبوعا» (١) طرق كل أغراض الشعر التي كانت سائدة في عصره وأبدع ـ كما يقول الأصبهاني (٢) ـ والظاهر أنه كان قد سمع الحديث بواسط وربما سمعه ببغداد أيضا لأنه كان يتردد إليها ويمدح كبار الموظفين فيها ، فقد أشارت المصادر إلى أنه حدث بواسط وسمع منه جماعة (٣).

ثم بيت الأزدي كان «معروف بالصلاح والعدالة والرواية» (٤) وأول من اشتهر من أبناء هذا البيت أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد الأزدي المعروف بابن الجلخت (ت ٤٦٨ ه‍ / ١٠٧٥ م) الذي كان من «مشاهير المحدثين» (٥) حدّث بمسند أحمد بن سنان القطّان الواسطي (٦) بواسط ، وروى عنه الناس الحديث (٧). وروى كتاب «تاريخ واسط» لبحشل عن أبي الحسن علي بن الحسين بن علي الصلحي (٨).

أما أولاده فأكبرهم هو الشيخ أبو الفضل هبة الله المقرىء (ت ٤٨١ ه‍ / ١٠٨٨ م) الذي وصف بأنه كان «ثقة مكثر» (٩) و «عالي

__________________

(١) ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٨١.

(٢) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٩ ـ ٣٩٩.

(٣) انظر : المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٩. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٢٢. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٣٤٤ (المطبوع).

(٤) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٤٢ (كيمبرج). انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٠١. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٤٠ ، ٤ / ١٣٤.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣٠١. سؤالات السلفي ، ٢٦. والجلخت : هو اسم لبعض أجداده. انظر : السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣٠١.

(٦) البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ورقة ٣١ ب.

(٧) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣٠١ ، ٣٠٢. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٤٣ أ ، ١٩٣ أ ، ب ، ٢٠٤ ب.

(٨) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٨.

(٩) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٣٢٢.

٣٦٠