واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

١ ـ التطور العمراني

أنشئت مدينة واسط سنة ٨١ ه‍ / ٧٠٠ م في الجانب الغربي من دجلة (١). وكانت في الجانب الشرقي من هذا النهر مقابل موقع واسط مدينة ساسانية قديمة تدعى «كسكر» (٢) وفي العصر الأموي كان الاتصال بين هاتين المدينتين قليلا (٣). أما في العصر العباسي فقد ازداد الاتصال بينهما ، واتحدا شيئا فشيئا حتى أصبحا مدينة واحدة اطلق البلدانيون عليها اسم واسط (٤) فأصبح الجانب الشرقي من واسط يعرف بالمدينة الشرقية ، والجانب الغربي منها يعرف بالمدينة الغربية (٥).

ونظرا لأهمية واسط الاقتصادية والعسكرية والإدارية والعلمية في هذا

__________________

(١) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ٧٥.

(٢) اليعقوبي ، البلدان ، ٣٢٢. وقد اخطأstreck عندما ذكر أن مدينة كسكر كانت تقع في الجانب الغربي من النهر. انظر :

f. i. i, vol. ٢, p. ٠٠٨, ١٠٨.

(٣) عبد القادر المعاضيدي ، خطط مدينة واسط في العصر العباسي ، مجلة سومر ، م ٣٤ ، ج ١ ، ج ٢ ، ١٩٧٨ ، ص ١٨١.

(٤) انظر : اليعقوبي ، البلدان ، ٣٢٢. ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. ابن حوقل ، صورة الأرض ، ٢١٤. المقدسي ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١١٨.

e. i. i, vol. ٤, p. ٩٢١١.

(٥) انظر : معجم البلدان ، ٣ / ٣٣٧. وتذكر المصادر أنه كان يربط الجانبان جسر من السفن طوله (٦٨٠) ذراعا. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٨. الدمشقي ، نخبة الدهر ، ١٨٦.

١٠١

العصر فقد قصدها الناس من مدن العراق المختلفة واتخذوها مسكنا لهم (١) ، فزاد عدد سكانها واتسعت على جانبي دجلة اتساعا كبيرا (٢) ، وسوف نرى من خلال البحث أن هذه المدينة في فترة دراستنا كانت قد زخرت بالمساجد الجامعة ، والمساجد والمدارس والربط والمشاهد والأسواق.

ويبدو أن هذه المدينة ظلت محتفظة بازدهارها العمراني طيلة العصر العباسي ، فالبلدانيون الذين زاروها في فترات مختلفة أو الذين كتبوا عنها قد لاحظوا هذه الظاهرة وأشاروا إليها (٣) ، كما أن امتداد آثارها إلى مسافات كبيرة على جانبي عقيق الدجيلة في الوقت الحاضر يدل على مدى اتساع المدينة عندما كانت قائمة آنذاك (٤).

٢ ـ تخطيط المدينة :

أ ـ المحلات : كانت مدينة واسط تتألف من محلات ، وقد وصلت إلينا أسماء بعض هذه المحلات وهي :

١ ـ محلات الجانب الغربي : محلة باب الزاب (٥) وكانت تقع في الجهة الشمالية من المدينة (٦) ، ومحلة الورّاقين (٧) ، ومحلة الرزّازين. وكان

__________________

(١) انظر : الفصل الرابع.

(٢) عبد القادر المعاضيدي ، خطط مدينة واسط في العصر العباسي ، مجلة سومر ، م ٣٤ ، ج ١ ، ج ٢ ، ١٩٧٨ ، ص ١٨٢.

(٣) انظر : الاصطخري ، المسالك والممالك ، ٥٨. ابن حوقل ، صورة الأرض ، ٢١٤. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٨. ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠. القزويني ، آثار البلاد وأخبار العباد ، ٤٧٨. ابن الوردي ، خريدة العجائب ، ٥٥.

(٤) انظر : سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، شكل رقم (٢).

(٥) سؤالات السلفي ، ٣٨. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٦ ، ٦٢ (كيمبرج).

(٦) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٢٢.

(٧) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٦. المنذري ، التكملة ، ٥ / ١٦٩. القرشي ، الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ، ٢ / ١٥٥.

١٠٢

موضعها في الجهة السفلى من المدينة (١) ، ومحلة الخزاعيين (٢) ، ومحلة بني دالان (٣). ومن المرجح أن كل من محلة الكتبيين (٤) ، ومحلة القراطيسين (٥) ، كانت تقع في الجانب الغربي قريبا من محلة الوراقين.

٢ ـ محلات الجانب الشرقي : محلة برجونية ، وقد شاهدها ياقوت في أثناء زيارته لواسط ووصفها بأنها «كانت نزهة ذات أشجار ونخل كثيرة» وأضاف هذا المصدر بأن فيها قبرا يزعمون أنه قبر سعيد بن جبير ، وكان فيها دير للنصارى يسمى (عمر واسط) (٦) ، ومحلة الحزّامين ، ويبدو أنها كانت من كبريات محلات واسط فقد قال عنها ياقوت : إنها كانت واسعة كبيرة ، وكان فيها مشهد عليه قبة عالية يزعمون أنه قبر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن أبي طالب ، وكان فيها قبر آخر يزعمون أنه قبر عزرة ابن هارون بن عمران (٧). ومحلة الحوز (حوز برقة) وكانت تقع مقابل المدينة الغربية ، وهي متصلة بمحلة الحزّامين (٨) ، ومحلة سويقة أبي

__________________

(١) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٤٠ ، ١٨٢. سؤالات السلفي ، ٩٠. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٢ / ٢٥٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ، ورقة ١٣٢. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٩ / ٥٢. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٧. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٢ / ٢٣٦. ويذكرها ابن الدبيثي باسم «محلة الرزاز» ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢.

(٢) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٢٠.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ٩٨. ابن القيسراني ، الأنساب المتفقة ، ٥٣.

(٤) التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ٢ / ١١١. ابن الجوزي ، أخبار الأذكياء ، ١٦٩ ، ١٩٥.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٨٢.

(٦) معجم البلدان ، ١ / ٣٧٤ ، ٣ / ٣٣٧. انظر : المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٨٢. ويذكرها ابن الدبيثي ، باسم «برجوني» ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٣٣ ، ١٢٧.

(٧) معجم البلدان ، ٢ / ٢٥٢ ، ٣١٨. ويقول ياقوت «كأنها منسوبة إلى الذين يحزمون الأمتعة ، أي يشدونها» معجم البلدان ، ٢ / ٢٥٢.

(٨) ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٣١٨.

١٠٣

عيينة (١) ، ومحلة دوبنايا (٢) ، ومحلة بابسير (٣) ، ويظهر أن هاتين المحلتين كانتا قد احتفظتا باسمهما القديم.

وبالإضافة إلى ما تقدم فقد جاءت إشارات إلى محلات أخرى في هذه المدينة إلا أننا لم نجد ما يشير إلى مواضعها من المدينة وهي : محلة الطحانين (٤) ، ومحلة البرجلانية (٥) ، ومحلة الزيدية (٦) ، ومحلة قصر الرصاص (٧) ، ومحلة الأنباريين (٨) ، ومحلة الحادرة (٩).

ب ـ الشوارع والدروب والسكك : كانت بواسط عند تأسيسها أربعة شوارع رئيسة ، تتفرع من أبواب دار الإمارة ، كان عرض كل منها ثمانين ذراعا (٤٠) مترا (١٠). وأغلب الظن أن هذه الشوارع كانت تؤدي إلى أبواب المدينة المختلفة. وكانت تتشعب من هذه الشوارع دروب وصلت إلينا أسماء البعض منها وهي : درب الخرّازين الذي كان ـ على ما يبدو ـ شارعا عظيما يبتدىء بالقرب من المسجد الجامع ودار الإمارة ، ويمتد جنوبا إلى المغرب من الأسواق ثم ينعطف شرقا جنوب الأسواق إلى أن يقترب من

__________________

(١) ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ٢٨٨. المشترك ، ٢٦٢. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٢ / ١٩٧. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١١٩. ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ، ٢ / ٧٥٩.

(٢) سؤالات السلفي ، ٧٣.

(٣) ن. م ، ٩٥.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٦ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٤.

(٥) ياقوت ، معجم البلدان ، ١ / ٣٧٤.

(٦) سؤالات السلفي ، ٨٤. ياقوت ، معجم الأدباء ، ١ / ١٥٤. القفطي ، إنباه الرواة على أنباه النحاة ، ١ / ١٦٨.

(٧) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٣٧. المنذري ، التكملة ، ٣ / ٥ ويسميها وكيع «دار الرصاص». أخبار القضاة ، ٣ / ٣١٢.

(٨) بحشل ، تاريخ واسط ، المقدمة ، ٢٥.

(٩) ن. م ، ٧٦.

(١٠) ن. م ، ٤٤.

١٠٤

نهر دجلة (١) ودرب الحوض (٢) ، ودرب الخطيب الذي كان يقع بمحلة الطحّانين (٣) ، ودرب الديوان (٤) ، ودرب الشعراني (٥) ، وكان يقع بمحلة الطحّانين ، ودرب الصاغة ، ويظهر أنه كان قريبا من الأسواق بواسط (٦).

ودرب منتاب الأعلى (٧) ، ودرب الواسطيين (٨) وشارع البصريين (٩).

وقد وصلت إلينا أسماء بعض السكك في هذه المدينة منها : سكة الأعراب (١٠) ، وسكة محمد بن خالد الذارع (١١) ، وسكة البريد (١٢) ، وسكة أهل بخارى (١٣).

وكان في المدينة ساحة لسباق الخيل (١٤) لا نعلم موقعها من المدينة.

ج ـ الأسواق : خطت الأسواق بواسط على مقربة من المسجد

__________________

(١) ن. م ، ٤٤.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٤ ، ورقة ٦٠ (كيمبرج).

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٦٠ ، ٢١٠.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٩ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٩ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢٠٧ ، ١ / ١٤٥ (المطبوع). المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٣٤. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ٤٣٩.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٤.

(٦) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٢ / ٣١٧.

(٧) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٧٩.

(٨) سؤالات السلفي ، ٩٧.

(٩) ن. م ، ٨٩.

(١٠) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٥ ، ٢٧٥ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٣ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٦. القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ١٧٨.

(١١) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٣٧.

(١٢) وكيع ، أخبار القضاة ، ٣ / ١٦٥.

(١٣) الأصفهاني ، الأغاني ، ٢٢ / ٤٥٢.

(١٤) ابن الفقيه ، البلدان (مخطوطة) ، ورقة ٧ ب. ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠. البنداري ، زبدة النصرة ونخبة العصرة ، ٢٥٩.

١٠٥

الجامع ودار الإمارة (١) ، وكانت تمتد من دار الإمارة التي كانت تقع في وسط المدينة إلى شاطىء دجلة شرقا ، وإلى درب الخرّازين جنوبا (٢).

وقد اهتم الحجاج بتنظيم هذه الأسواق فجعلها أسواق متخصصة ، فقد تجمع أصحاب كل حرفة أو مهنة في سوق واحدة ، فكانت أسواق أصحاب الطعام والبزازين والصيارفة والعطارين تقع عن يمين السوق وتمتد إلى درب الخرازين (٣) ، وكانت أسواق البقالين ، وأصحاب السقط ، وأصحاب الفاكهة تقع في قبلة السوق ، وتمتد إلى درب الخرازين (٤). أما أسواق الخرازين ، والروزجاريين والصناع فقد كانت تقع عن يسار السوق ، وتمتد من درب الخرازين وعن يسار السوق إلى دجلة (٥).

وكان للجزارين سوق خاصة بهم ، وكذلك للحدادين ، ويفهم من كلام ابن الفقيه أن هذين السوقين كانا بعيدين عن الأسواق (٦).

ويرى الدكتور عبد العزيز الدوري أن هذا التخصص هو أول تنظيم

__________________

(١) انظر : المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٨. مديرية الآثار العامة ، رقم الإضبارة ، ٣ / ١٨ أ. رقم التقرير ، ٣٢٠.

(٢) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. وكيع ، أخبار القضاة ، ١ / ٣٥٧. الخرز : فصوص من جيد الجوهر ورديئه من الحجارة ونحوه ، والخرز بالتحريك الذي ينظم ، الواحدة خرزة ، والخراز صانع ذلك. لسان العرب : مادة (خرز).

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. ويذكر ابن الجوزي أن هذه الأسواق كانت تقع عن يمين السور. المنتظم (مخطوطة) ج ٦ ، ورقة ٨٦ أ. وهذا خطأ من الناسخ.

(٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. ويذكر ابن الجوزي أن هذه الأسواق كانت تقع في قبلة السور. المنتظم (مخطوطة) ج ٦ ، ورقة ٨٦ أ.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. ابن الجوزي ، المنتظم (مخطوطة) ج ٦ ، ورقة ٨٦ أ. الروزجاري : لفظ فارسي يتألف من كلمتين ، روز : نهار ، وجار كار وعمل ، فيكون معناها عمل اليوم. والمراد به العامل الذي يعمل بأجرة يومية. محمد التونجي ، المعجم الذهبي ، ٣٠١ ، ٤٤٩. انظر : اللباب ، في تهذيب الأنساب ، ٢ / ٤٣.

(٦) البلدان (مخطوطة) ورقة ٧ ب. ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠.

١٠٦

واضح للأسواق (١) وكانت هذه الأسواق قائمة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي (٢).

أما أسواق الجانب الشرقي من واسط فقد وصل إلينا منها اسم سوقين هما : سوق أبي عيينة (٣) ، وسوق الخشب (٤).

وهناك إشارات إلى أسواق أخرى كانت بواسط ، إلا أننا لا نعلم موقعها من المدينة ، منها : سوق الأنماطيين (٥) ، وسوق الصيدلة (٦) ، وسوق الغنم (٧).

د ـ المقابر والمشاهد : لقد تعددت المقابر بواسط في هذا العصر (٨).

والظاهر أنه كان لكل محلة مقبرة خاصة بها ، وقد وصلت إلينا أسماء بعض هذه المقابر وهي : مقبرة مسجد زنبور (٩) ، ومقبرة مسجد قصبة (١٠) ، ومقبرة

__________________

(١) الدوري ، نشوء الأصناف والحرف في الإسلام ، مجلة كلية الآداب ، عدد ١ ، ١٩٥٩ ، ص ١٣٥.

(٢) المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٨.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٢٦.

(٤) ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١١٨.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩١. الأنماط : ضرب من البسط ، لسان العرب : ٧ / ٤١٨.

(٦) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ٢٧.

(٧) جرجي زيدان ، تاريخ التمدن الإسلامي ، ٢ / ١١١.

(٨) في العصر الأموي كانت هناك مقبرة واحدة بواسط في الجهة الشرقية منها. انظر : عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٤٧.

(٩) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٥ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢٤ ، ٣٦ ، ١٥٣ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٣ ، ١٤٦ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٩٠ ، ورقة ٦٢ ، ٧٤ (كيمبرج) ١ / ١٦٦ (المطبوع). المنذري ، التكملة ، ١ / ٣٩١ ، ٢ / ٢٧٢ ، ٦ / ٧٠. الدمياطي ، المستفاد من تاريخ تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٣ ، ورقة ٣١ ب. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ٥١٢. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٣٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ج ٤ ، ق ١ ، ٧٥. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٢ / ٢٥٠.

(١٠) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٨٢ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٤ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٧٠.

١٠٧

مسجد رحمة (١) ، ومقبرة المصلى (٢) ، ومقبرة سكة الأعراب (٣) ، ومقبرة رأس درب الحوض (٤) ، ومقبرة داوردان (٥). كما وصلت إلينا أسماء بعض الترب منها : تربة محلة الرزازين ، التي كانت مجاورة لمسجد أسلم بن سهل الرزاز المعروف ببحشل (٦) ، وتربة الدورقي ، وكانت تقع في الجانب الشرقي من المدينة على دجلة قريبا من المدرسة الشرابية (٧) ، وتربة المصلى (٨) ، وتربة رأس قبة الماء (٩) ، وتربة أبي تغلب محمد بن محمد بن عيسى بن جهور (١٠).

__________________

(١) ن. م ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٦٢ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٩٠ ، ١٧٩. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٢٨. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٥٥٦.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٠٩. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٦. ويسميها ابن أبي عذبة «مقبرة المعلى» وهذا تحريف. إنسان العيون ، (مخطوطة) ورقة ٦٩ ، ٧٠. وتذكرها مصادر أخرى باسم قبة المصلى أو قبلة المصلى. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٩ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩ ، ورقة ١٦ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١١٢ ب.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٥ ، ٢٧٥ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٣ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٦. القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ٢٣٧ ، ٢ / ١٧٨.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١١ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٤٦ ، ١٦٥ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٤.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٧٩ ، ٩٦ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٨ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١١ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٢١٠. ابن النجار ، التاريخ المجدد لمدينة السلام (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩٨ ب ، ورقة ٤ ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا). ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٦ أ.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١١٢.

(٧) المؤلف مجهول ، الحوادث الجامعة ، ٢٥٤. الدورقي ، فخر الدين أبو حفص عمر ابن إسحاق ، كان يتولى أشغال أمراء البيات وينوب عنهم ، ثم ولاه الشرابي أمور جنده لكفايته وحظي عنده. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٦٧.

(٨) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣ ، ١ / ٨٦ (المطبوع).

(٩) ن. م ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢١١.

(١٠) ن. م ، ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢.

١٠٨

وإلى جانب ما تقدم فقد أشارت المصادر إلى وجود مشاهد بواسط منها : مشهد العلويين ، الذي كان يقع في أعلى المدينة (١). ومن المؤكد أن هذا المشهد هو الذي شاهده ياقوت في أثناء زيارته لواسط ، وأشار إليه بقوله «وبالحزّامين مشهد عليه قبة عالية يزعمون أن بها قبر محمد بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب» (٢). ومشهد داوردان (٣) ، ومشهد سعيد بن جبير ، وكان يقع بمحلة الحزّامين (٤).

ه ـ السور : بما أن الهدف الرئيس من بناء مدينة واسط كان عسكريا ، لذلك فإننا نجد أن الحجاج عندما أنشأ هذه المدينة أمر بأن يحفر لها خندق وأن يبنى لها سور (٥). إلا أنه ليست لدينا أية معلومات عن عرض هذا السور وارتفاعه (٦). أما أبوابه فقد وصلت إلينا أسماء ستة منها هي : باب المضمار ، باب الزاب ، باب القورج ، وباب الخلالين ، وباب البصرة ، وباب الفيل (٧). ومن المرجح أن أبواب السور لم تكن تزيد عن هذا العدد.

لقد أشارت المصادر إلى وجود سور للجانب الغربي من المدينة في فترات مختلفة من العصر العباسي (٨) ، مما يدل على أن السور ظل قائما في

__________________

(١) ن. م ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٣٢ ، ٣٣ ، ٢٩٥ ، ١ / ٢٠٢ (المطبوع).

(٢) معجم البلدان ، ٢ / ٢٥٢.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٨ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٥٤.

(٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٦. ياقوت ، معجم البلدان ، ١ / ٣٣٧ ، ٣٧٤. سعيد بن جبير بن هشام الأسدي بالولاء ، من أهل الكوفة ، كان أحد أعلام التابعين قتل سنة ٩٤ ه‍ وقيل سنة ٩٥ ه‍ بواسط. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٤.

(٥) انظر : عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١١٦ ، ١١٧.

(٦) ن. م ، ١١٨.

(٧) ن. م ، ١١٩ ، ١٢٠.

(٨) انظر : الطبري ، تاريخ ، ٨ / ٥٦١ ، ٩ / ٥٣٩ ، ٥٤٠. الأصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ٢٤٠. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٣٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣١٧ ، ٣١٨ ، ٦٢٤ ، ٦٢٥. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ٧ ، ١١ (طبعة أنقرة). الهمداني ، جامع التواريخ ، م ٢ ، ج ١ ص ٢٩٦. انظر : عبد القادر المعاضيدي ، خطط مدينة واسط في العصر العباسي ، مجلة سومر ، م ٣٤ ، ج ١ ، ج ٢ ، ١٩٧٨ ، ص ١٨٩ ، ١٩٠.

١٠٩

هذا العصر ، إلا أنه من المحتمل جدا أن هذا السور كان قد خرب وهدم مرات عديدة إما بسبب التوسع العمراني الذي شهدته المدينة في هذا العصر ، أو من جراء المشاركة الفعالة لهذه المدينة في معظم الأحداث السياسية الهامة التي شهدها العراق في هذا العصر والتي أشرنا إليها سابقا ، مما أدى إلى ترميمه وتجديده عدة مرات (١).

أما الجانب الشرقي من المدينة فإننا لم نجد ما يشير إلى إنشاء سور حوله.

٣ ـ المنشآت :

أ ـ المساجد الجامعة :

١ ـ جامع الحجاج : وهو أول جامع شيد بواسط ، شيده الحجاج بن يوسف الثقفي عند بداية بناء المدينة سنة ٨١ ه‍ / ٧٠٠ م ، وكان يقع في وسط المدينة (٢).

أما شكل الجامع فإنه كان مربعا تقريبا ، وذلك لأن بين أضلاعه الأربع فروقا يسيرة (٣). وكان الجامع ينحرف عن زاوية القبلة بمقدار (٣٤) درجة (٤).

__________________

(١) انظر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٦٢٤ ، ٦٢٥. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ٧ ، ١١ (طبعة أنقرة).

(٢) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٢٧.

(٣) كان طول كل من الضلع القبلية وجدار المؤخرة المقابلة لهذا الضلع ٣٠ ، ١٠٤ مترا أما ضلعا المجنبتين فيبلغ طول كل منهما ٥٠ ، ١٠٣ مترا. فؤاد سفر ، واسط الموسم السادس للتنقيب ، ٢٥ ، ٢٧. ويذكر ابن الفقيه ، أن ذرع الجامع كان مئتان ذراع في مئتي. البلدان ، ورقة ٧ ب. انظر : ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠.

(٤) بشير فرنسيس ، المظاهر الفنية ، مجلة سومر ، م ٤ ، ج ١ ، ١٩٤٨ ، ص ١٠٨. سفر ، واسط الموسم السادس للتنقيب ، ٣٠.

١١٠

وكانت في الجامع مقصورة (١) ، كما كان فيه منبر (٢) ، ومحراب (٣) ، ومنارة (٤) ، وكان في صحن الجامع ميضأة (٥).

إلا أننا لم نجد أية معلومات عن وصف هذه الأقسام المهمة من الجامع. والظاهر أن هذا الجامع ظل قائما عدة أجيال ، فقد جاء ذكره عند ابن رسته (٦) (كان حيا سنة ٢٩٠ ه‍ / ٩٠٢ م) كما ذكره ابن حوقل الذي زار واسط سنة ٣٥٨ ه‍ / ٩٦٨ م (٧). ولما زار المقدسي واسط في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي شاهده وقال عنه أنه كان «عامر بالقرآن» (٨) مما يدل على أن الجامع ظل قائما بعد هذا التاريخ (٩).

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن البنائين بواسط كانوا قد قلدوا زيادة هذا الجامع مدى عشرة قرون في بناء الجوامع الأخرى التي شادوها فوقه (١٠).

__________________

(١) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. البلاذري ، أنساب الأشراف (مخطوطة) ج ١١ ورقة ٣٩ أ. ابن الفقيه ، البلدان (مخطوطة) ورقة ٧ أ. ابن الجوزي ، المنتظم ، (مخطوطة) ج ٦ ، ورقة ٨٦ أ. سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٢٦.

(٢) البلاذري ، أنساب الأشراف (مخطوطة) ج ١١ ، ورقة ٣٩ أ. تهذيب تاريخ ، ابن عساكر ، ٤ / ٦٩. ابن نباتة ، سرح العيون ، ٢٩٦ ، ٢٩٧. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ٩ / ١٢٩.

(٣) الدينوري ، الأخبار الطوال ، ٣٧٤.

(٤) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٣٧. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٦٣. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٣ ، ج ٢٠ ، ورقة ٥٧١. وتذكر هذه المصادر أن بناء المنارة تم في سنة ٣٠٤ ه‍.

(٥) سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ١٨ ، ٢٧.

(٦) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧.

(٧) صورة الأرض ، ٢١٤.

(٨) أحسن التقاسيم ، ١١٨.

(٩) يرى فؤاد سفر استنادا إلى التنقيبات وإلى آراء المؤرخين أن هذا الجامع ظل قائما حتى سنة ٤٠٠ ه‍ تقريبا. واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣٣.

(١٠) مديرية الآثار العامة ، أضبارة رقم ٣ / ١٨ م. رقم التقرير ، ٦٩٥. سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣٠ ـ ٣٤.

١١١

إن الحفائر الأثرية التي أجريت بواسط دلت على أن هذا الجامع كان قد تهدم في سنة ٤٠٠ ه‍ / ١٠٠٩ م على الأرجح ، وقد شيد على أنقاضه وبقاياه القليلة جامع جديد في نفس هذه السنة (١). وكان هذا الجامع لا يختلف عن الجامع القديم في تخطيطه وبلاطاته وأروقته ، إلا أن قبلته كانت قد حورت نحو الجنوب بزاوية مقدارها ٣٤ درجة عن قبلة الجامع القديم (٢) وإن مساحته كانت تصغر قليلا عن مساحة الجامع القديم (٣).

ويبدو أن هذا الجامع كان قد تهدم قبل سنة ٥٥٠ ه‍ / ١١٥٥ م فقد ظهر في أثناء التنقيبات الأثرية أنه في هذه السنة تقريبا كان قد شيد جامع جديد على بقايا جدران هذا الجامع (٤) ، وهو لا يختلف عن الجامع الثاني في شكله ومساحته وتخطيطه وبلاطاته وأروقته (٥).

وهذا هو أول جامع عرف المنقبون عن ريازته الشيء الكثير ، كما أن بقاياه ساعدتهم على معرفة شكل المساجد الجامعة التي شيدت قبله (٦).

٢ ـ جامع موسى بن بغا : ينسب هذا الجامع إلى الأمير موسى بن بغا

__________________

(١) سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣٠ ، ٣٤. بشير فرنسيس ، المظاهر الفنية ، مجلة سومر ، م ٤ ، ج ١ ، ١٩٤٨ ، ص ١٠٧.

(٢) سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣٠.

(٣) كان الجامع مربع الشكل طول كل ضلع من أضلاعه ٨ ، ١٠٢ متر. سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣١. ولمعلومات أوسع عن هذا الجامع انظر : عبد القادر المعاضيدي ، خطط مدينة واسط في العصر العباسي ، مجلة سومر ، م ٣٤ ، ج ١ ، ج ٢ ، ١٩٧٨ ، ص ١٨٣ ، ١٨٤.

(٤) سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣١ ، ٣٤.

(٥) انظر : بشير فرنسيس ، المظاهر الفنية ، مجلة سومر ، م ٤ ، ج ١ ، ١٩٤٨ ، ص ١٠٧ ، ١٠٨. سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣١. عبد القادر المعاضيدي ، خطط مدينة واسط في العصر العباسي ، محلة سومر ، م ٣٤ ، ج ١ ، ج ٢ ، ١٩٧٨ ، ص ١٨٤.

(٦) سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٣١.

١١٢

التركي (١) ، كان يقع في الجانب الشرقي من المدينة (٢). إن أقدم ما وصلنا عن هذا الجامع ما قدمه ابن رسته (كان حيا سنة ٢٩٠ ه‍ / ٩٠٢ م) فقد ذكر أن واسط «مدينة على شاطئ دجلة وبالجانبين مسجدان جامعان يعرف أحدهما بمسجد الحجاج وبجانبه قصره ، وهو من الجانب الغربي ... والمسجد الجامع في شرقي دجلة ويعرف بمسجد موسى بن بغا» (٣).

ومن المحتمل جدا أن هذا الجامع هو الذي شاهده ابن حوقل في أثناء زيارته لمدينة واسط سنة ٣٥٨ ه‍ / ٩٦٨ م (٤) والمقدسي في أثناء زيارته للمدينة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي (٥).

ويذكر السلفي أن الجامع كان قائما بواسط في بداية القرن السادس الهجري (٦) وأنه كان قد ساهم في الحركة العلمية في هذه المدينة (٧) ، مما يدل على أنه ظل قائما بعد هذا التاريخ. ومن المرجح أن هذا الجامع هو أول جامع شيد في الجانب الشرقي من المدينة لأننا لم نجد ما يشير إلى بناء جامع قبله.

__________________

(١) موسى بن بغا الكبير : قائد تركي أسندت له قيادة الجيش العباسي ، ثم تولى أعمال المشرق ، وعزل سنة ٢٦١ ه‍ ، توفي سنة ٢٦٤ ه‍. الطبري ، تاريخ ، ٩ / ٤٧٣ ، ٥١٣ ، ٥١٧ ، ٥٢٦ ، ٥٣٣. الذهبي ، العبر ، ٢ / ١٨ ، ٢٧. وقد أقام بواسط مرتين ، الأولى عندما تولى إدارة المشرق سنة ٢٤٨ ه‍ ، فاتخذ واسط مركزا لإدارته ، والثانية عندما أسندت إليه قيادة الجيش العباسي سنة ٢٥٩ ه‍ لمحاربة الزنج ، فاتخذ واسط مركزا لإدارة العمليات العسكرية ضدهم. الطبري ، تاريخ ، ٩ / ٢٥٨ ، ٣٧٣ ، ٥١٣. غير أننا نرجح أنه أمر ببنائه في أثناء إقامته الأولى ، وذلك نظرا لهدوء الحالة آنذاك.

(٢) ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. سؤالات السلفي ، ٨٢.

(٣) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧.

(٤) صورة الأرض ، ٢١٤.

(٥) أحسن التقاسيم ، ١١٨.

(٦) سؤالات السلفي ، ٤١ ، ٨٢.

(٧) ن. م ، ٤١ ، ٨٢.

١١٣

٣ ـ جامع ابن رقاقا : كان يقع في الجانب الشرقي من واسط على دجلة (١) ، لم نجد أية معلومات عن ابن رقاقا هذا الذي نسب إليه الجامع ، كما أننا لم نجد ما يشير إلى سنة بناء هذا الجامع ، إلا أن صاحب كتاب الحوادث الجامعة ذكر أن هذا الجامع كان قد دثر فأمر بتجديده شرف الدين إقبال الشرابي سنة ٦٣٢ ه‍ / ١٢٣٤ م (٢) وقد تولى عمارته أبو حفص عمر بن أبي بكر بن إسحاق الدورقي (٣).

٤ ـ جامع المصلى : لم نجد أبة معلومات عن سنة بناء الجامع ، إلا أن ابن الدبيثي ذكر في تاريخه أن أبا الفضل بن العجمي توفي بواسط سنة ٥١١ ه‍ / ١١١٧ م ، ودفن بتربة المصلى (٤) ، مما يدل على أن بناء الجامع كان قد تم قبل هذا التاريخ.

أما موقعه من المدينة فإننا لم نجد أية إشارة لذلك ، غير أننا نرجح أنه كان يقع في الجانب الغربي من المدينة ، فقد جاء في ترجمة أبي بكر عبد الله الباقلاني أنه عندما توفي سنة ٥٩٣ ه‍ / ١١٩٦ م صلي عليه في المسجد الجامع بواسط ثم بمصلى العيد ، ودفن بمقبرة المصلى (٥).

والمؤرخون كانوا يطلقون اسم «المسجد الجامع» على الجامع الذي كان يقع في الجانب الغربي من المدينة فقط باعتبار أنه أول جامع شيد في هذه المدينة كما أشرنا سابقا (٦).

__________________

(١) الحوادث الجامعة ، ٢٥٤.

(٢) المؤلف مجهول ، ٢٥٤.

(٣) ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ص ٢٦٧ ، ٢٦٨. الحوادث الجامعة ، ٢٥٤.

(٤) ذيل ، ١ / ٨٦ (المطبوع).

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩ ، ورقة ١٦ (كيمبرج).

(٦) انظر مثلا : السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٥٠ أ. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٩ ، ٢١٠ ، ٢١٥ ، ورقة ١٢٨ ، ١٤٦ (كيمبرج) ، ١ / ١١٥ (المطبوع). القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ٢٣٧.

١١٤

ويظهر أن صلاة العيد كانت تقام في هذا الجامع أيضا (١).

ب ـ دار الإمارة :

شيدها الحجاج بن يوسف الثقفي عند بداية بناء المدينة سنة ٨١ ه‍ / ٧٠٠ م ، وكانت تقع بجانب المسجد الجامع ، في الجهة الجنوبية الغربية (الجهة القبلية) (٢) وقد اتخذها أمراء واسط في العصر الأموي سكنا لهم (٣).

ومع أننا لم نجد ما يشير إلى سكن ولاة واسط في العصر العباسي فيها ، إلا أنه يمكن القول إن هؤلاء الولاة كانوا قد اتخذوها سكنا لهم على الأرجح وذلك لملاءمتها من جهة ، كما أننا لم نسمع عن بناء دار أخرى للولاة في هذه المدينة من جهة أخرى.

ويظهر أن دار الإمارة كانت قد انهدمت مع انهدام جامع الحجاج ، فقد أشار إليها كل من ابن رسته (كان حيا سنة ٢٩٠ ه‍ / ٩٠٢ م) (٤) والمسعودي (ت ٣٤٦ ه‍ / ٩٥٧ م) (٥) والمقدسي (ت ٣٧٥ ه‍ / ٩٨٥ م) (٦) إلا أننا لم نجد أية إشارة إليها بعد هذا التاريخ. كما أننا لا نعلم هل أنها جددت بعد هدمها أم لا؟

ج ـ المساجد :

وإلى جانب المساجد الجامعة ، كانت هناك مساجد اختطتها الأفراد في محلات المدينة لإقامة الصلاة فيها في الأوقات المختلفة ، عدا صلاة الجمعة التي تقام عادة في المساجد الجامعة ، ومن هذه المساجد : مسجد

__________________

(١) انظر : ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩.

(٢) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٣٤.

(٣) الإمامة والسياسة ، ٢ / ١٣٠ ، ١٣١.

(٤) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧.

(٥) مروج الذهب ، ٣ / ٢٨٧.

(٦) أحسن التقاسيم ، ١١٨.

١١٥

بدر بن عبد الله (١) ، ومسجد ابن أبي صالح (٢) ، ومسجد ابن السقاء (٣) ، ومسجد رحمة (٤) ، ومسجد أسلم بن سهل الرزاز الواسطي المعروف ببحشل ، وكان موضعه بمحلة الرزازين في الجانب الغربي في الجهة السفلى من المدينة (٥) ، ومسجد زنبور (٦) ، ومسجد قصبة (٧) ، ومسجد أبي الحسين عبد الله بن أحمد بن شبح (٨) ، ومسجد درب الواسطيين (٩).

__________________

(١) سؤالات السلفي ، ٤١ ، ٤٢ ، وبدر بن عبد الله كان أحد المقرئين بواسط. ن. م ، ٤١ ، ٤٢.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣٨ ، ١ / ٢٢٢ (المطبوع). سؤالات السلفي ، ٣١. بناه أبو غالب محمد بن الحسين بن أحمد بن حمدون ، المقرىء المحدث ، الشاهد.

(٣) ينسب إلى أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المزني الواسطي المحدث المعروف بابن السقاء. سؤالات السلفي ، ٨٩.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٦٢ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٩٠ ، ١٥٣ ، ١٧٩ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢ ، المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٢٨. ابن الفوطي تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥٥٦. ولعله كان ينسب إلى أبي معاوية رحمة بن مصعب الذي كان أحد فقهاء واسط ، وكان يعرف برحمة الفقيه (ت سنة ١٨٠ ه‍ / ٧٩٦ م). بحشل ، تاريخ واسط ، ١٧٠.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٦٨. سؤالات السلفي ، ٩٠. ياقوت ، معجم الأدباء ٢ / ٢٥٦. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٩ / ٥٢. الأسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٧. ويذكر هذا المصدر أن المسجد كان قائما سنة ٦٠١ ه‍.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٥ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٣ ، ١٤٦ ، ١٥٩ ، ١٩٠ ، ورقة ٦٢ (كمبرج) ، ١ / ١٦٦ (المطبوع). المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٤٠ ، ٢٧٢ ، ٣ / ٤٠ ، ٦ / ٧٠. القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ٢٧٦. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ٥١٢. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٣٤. الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٣ ، ورقة ٣١ ب. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٧٥ ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥٥٦.

(٧) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٤ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٧٠.

(٨ و ٩) سؤالات السلفي ، ٧٣ ، ٩٧.

١١٦

د ـ المدارس :

أنشئت بواسط في فترة دراستنا عدد من المدارس وسوف نتكلم في الفصل الخامس عن الدور التعليمي لتلك المدارس ، أما في هذا الفصل فسوف نقصر كلامنا على موقع هذه المدارس من المدينة.

إن أول مدرسة أشارت المصادر إلى إنشائها بواسط هي مدرسة القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم بن علي الفارقي (ت ٥٢٨ ه‍ / ١١٣٣ م) (١). وقبل سنة ٥٣٩ ه‍ / ١١٤٤ م أنشأ الشيخ أبو الفضل علي الواسطي المعروف بابن القارىء (٢) مدرسة وفي النصف الأول من القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي انشأ الفقيه أبو الفتح نصر الله بن علي بن منصور الواسطي المعروف بابن الكيال مدرسة أيضا (٣).

أما مواقع هذه المدارس من المدينة فإننا لم نقف على نص يذكر لنا ذلك. ومن مدارس واسط ، مدرسة خطلبرس والي واسط وقد أمر بإنشائها في أثناء إقامته في هذه المدينة (٥٥٠ ـ ٥٦١ ه‍ / ١١٥٥ ـ ١١٦٥ م) (٤) وكانت تقع في الجانب الشرقي من المدينة في الجهة العليا على مقربة من دجلة (٥). ومدرسة الفقيه أبي الفضل محمود بن أحمد بن عبد الرحمن الغزنوي (ت ٥٦٣ ه‍ / ١١٦٧ م) التي كانت تقع بمحلة الوراقين (٦) في الجانب الغربي من المدينة (٧). ثم مدرسة شرف الدولة محمد بن ورام التي كانت

__________________

(١) ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٢ / ٧٧. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ (نقلا عن السمعاني وابن خلكان). طبقات الفقهاء (مخطوطة) ورقة ٩٤.

(٢) ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٦١. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٨٠. القرشي ، الجواهر المضية ، ٢ / ١٩٨.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٩٧.

(٥) ن. م ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٩٧.

(٦) القرشي ، الجواهر المضية ، ٢ / ١٥٤.

(٧) ن. م ، ٢ / ١٥٤ ، ١٥٥.

١١٧

قائمة قبل سنة ٥٧٣ ه‍ / ١١٧٧ م (١). والمدرسة الشرابية التي تنسب إلى شرف الدين أبي الفضائل إقبال بن عبد الله الشرابي (ت ٦٥٣ ه‍ / ١٢٥٥ م) وقد افتتحت سنة ٦٣٢ ه‍ / ١٢٣٤ م (٢) وكانت تقع في الجانب الشرقي من المدينة على دجلة (٣).

ه ـ الربط (٤) :

وإلى جانب ما تقدم فقد انشئ بواسط عدد من الربط ، وصلت إلينا أسماء البعض منها وهي : ربط ابن القارىء التي أسسها الشيخ أبو الفضل علي الواسطي المعروف بابن القارىء القرشي (ت ٥٣٩ ه‍ / ١١٤٤ م) (٥) وربط الأنصاري التي كانت تنسب إلى مؤسسها الشيخ الزاهد منصور الأنصاري المعروف بالرباني البطائحي (ت سنة ٥٤٠ ه‍ / ١١٤٥ م) (٦) ويبدو أنها كانت متعددة كالتي سبقتها. هذا وقد أنشأ عمر بن إسحاق الدورقي في سنة ٦٤٢ ه‍ / ١٢٤٤ م رباطين في الجانب الشرقي من واسط ، كان أحدهما يقع بجانب جامع ابن رقاقا ، أما الآخر فقد كان على دجلة قريبا من المدرسة الشرابية (٧).

__________________

(١) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥. السبكي ، طبقات الشافعية الكبرى ، ٤ / ٢٠٩. ويرى الدكتور مصطفى جواد أن هذه المدرسة هي المدرسة البرانية بواسط ، وإنها كانت عامرة ، وظل التدريس فيها قائما حتى سنة ٧٣٨ ه‍. مصطفى جواد ، معجم مواضع واسط ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، م ٨ ، ١٩٦١ ، ص ١٥٩. إلا أننا لم نجد نصا يؤيد ما ذهب إليه الباحث الفاضل.

(٢) الحوادث الجامعة ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٢٥٤ ، ٣٠٨. الشرابي : كان قائد الفرسان في أيام الخليفة المستنصر بالله ، ومقدم الجيش العباسي في أيام الخليفة المستعصم بالله. نفس المصدر ، ١٦٧ ، ١٦٨ ، ٣٠٨.

(٣) ن. م ، ٧٦.

(٤) عن تخطيط الربط انظر : e.i.i.,art (ribat).

(٥) ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣.

(٦) ن. م ، ١١٣.

(٧) الحوادث الجامعة ، ٢٥٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٦٧ ، ٢٦٨.

١١٨

ومن الربط الأخرى بواسط رباط قراجة وكان يقع على دجلة (١) ، ورباط ابن الأغلاقي (الآمدي) الذي ينسب إلى مؤسسه الشيخ أبي المفضل محمد بن أحمد بن عبيد الله الآمدي الواسطي المعروف بابن الأغلاقي (ت ٥٧٨ ه‍ / ١١٨٢ م) (٢). ورباط النوى (٣) ، ورباط القربتي (٤).

__________________

(١) الأصبهاني ، خريدة القصر وجريدة العصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٩٠.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ١٢ ، ١ / ١١٦ (المطبوع).

(٣) ن. م ، ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٣ ، ٢٤ ، ١ / ١٦٢ (المطبوع).

(٤) ن. م ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٣٦. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٥٧.

١١٩
١٢٠