واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

الإسناد» (١) أقرأ القرآن بالمسجد الجامع بواسط وأملى الحديث (٢) حدث بواسط وبغداد (٣) وكان «كثير المشيخة ، حسن المعرفة بالحديث والفقه والفرائض وطرق القراءات والحساب» (٤) ثم ابنه الثاني أبو البركات فضل الله (كان حيا سنة ٥٠٠ ه‍ / ١١٠٦ م) سمع الحديث بواسط وبغداد وحدث بواسط وتولّى القضاء بها (٥) ، سمع منه السلفي وقرأ عليه بواسط وروى عنه ووصفه بالصلاح والديانة (٦).

أما ابنه الثالث فهو الشيخ أبو الكرم نصر الله (ت ٥٣٦ ه‍ / ١١٤١ م) سمع أباه وآخرين وحدث عنهم بواسط (٧) وكان «ثقة صالحا» (٨) ، «عالي الإسناد» (٩) سمع منه السلفي بواسط وروى عنه (١٠). ويبدو أنه كان يتمتع بمنزلة علمية رفيعة وشهرة واسعة ، فقد قصده أبو سعد السمعاني من بغداد وكتب عنه سبعة أجزاء من الأحاديث ذات الإسناد العالي (١١).

__________________

(١) ن. م ، ٣ / ٣٠١.

(٢) سؤالات السلفي ، ٥٧ ، ٦٦. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٢٦.

(٣) السلفي ، معجم السفر ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ورقة ٤٣ أ ، ب ، ١٤٦ ب ، ٢٠٩ أ. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١١ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٤٦. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٦٦.

(٤) سؤالات السلفي ، ٦٦.

(٥) السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٦٥ ب.

(٦) السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٦٥ ب. سؤالات السلفي ، ٤٥.

(٧) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣٠٢. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٢٠٤ ب. سؤالات السلفي ، ٤٥ ، ٤٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٢٥ ب. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ١٢٨ (نسخة مكتبة الدراسات العليا). المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٧. وقد أوجز ابن الجوزي ترجمته وتصحف فيها إلى «نصر بن أحمد». المنتظم ، ١٠ / ١٠١.

(٨) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٠١.

(٩) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٣٢٢.

(١٠) معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٢٠٤ ب. سؤالات السلفي ، ١٠٩.

(١١) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣٠٢.

٣٦١

وبرز من أبناء بيت الأزدي الشيخ أبو العباس هبة الله بن نصر الله بن محمد بن الجلخت (ت ٥٧٧ ه‍ / ١١٨١ م) كان أحد المعدّلين بواسط (١) ، سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين ورحل في طلبه إلى بغداد ، والتقى بشيوخ الحديث فيها ، حدث بالكثير بواسط وبغداد (٢) وقد قرأ عليه ابن الدبيثي ببغداد. وقال عنه : وكان «ثقة صحيح السماع» (٣) وابنه أبو الفضل محمد بن هبة الله الذي كان أحد المعدّلين بواسط (٤).

سمع الحديث من جده أبي الكرم نصر الله وآخرين ثم قدم بغداد وسمع بها الحديث وحدث بواسط وبغداد ، سمع منه ابن الدبيثي بواسط وأثنى عليه (٥).

وأبو المكارم علي بن عبد الله بن فضل الله الأزدي (ت ٦١١ ه‍ / ١٢١٤ م) سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين وروى عنهم وكتب عنه ابن الدبيثي بواسط ، وشهد عند القضاة سنين كثيرة ثم تولى القضاء بواسط.

قدم بغداد مرات عديدة وحدث بها وسمع منه عدد من شيوخها (٦).

ثم بيت ابن نغوبا الذي كان «بيت الرواية والحديث» (٧) كان جدهم

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٤٠.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢٠٣ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٩٣ ، ورقة ١٠٨ ، ١٦٠ (كيمبرج). ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٢٥ ب.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٩٧.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٨. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٥٦. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٤٠.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٤٠.

(٦) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٤٢ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٣٤ ، ١٣٥. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٢٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٢٥ ب.

(٧) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٩٨ ، ورقة ١٦١ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٣ / ١١٩ ، ٤ / ١٢٧ ، قال السمعاني سألت أبا السعادات عن النغوبي فقال : «كان «الجدي بواسط ضيعة اسمها نغوبا وكان يحبها ويكثر التردد إليها حتى عرف بذلك

٣٦٢

أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي المعروف بابن نغوبا (ت ٥٣٨ ه‍ / أو ٥٣٩ ه‍ / ١١٤٣ أو ١١٤٤ م) «شيخ متميز يحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار» (١) قدم بغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين ثم عاد إلى واسط وحدث بها (٢) ، كتب عنه أبو سعد السمعاني بواسط وروى عنه وأثنى عليه (٣).

أما أولاده فقد برز منهم أبو الحسن علي بن المبارك بن الحسين بن نغوبا الواسطي (ت ٥٦٨ ه‍ / ١١٧٢ م) الذي كان أحد المعدّلين بواسط (٤) ، سمع الحديث من كبار المحدثين بواسط ثم رحل في طلبه إلى بغداد وسمع من شيوخها وحدث وأقرأ بها ثم عاد إلى واسط و «حدث بها بالكثير» كما يقول ابن الدبيثي الذي روى عنه مع آخرين (٥).

وأبو الفرج أحمد بن المبارك بن نغوبا الواسطي (ت ٥٨٧ ه‍ / ١١٩١ م) سمع الحديث بواسط وحدّث (٦) ، سمع منه الحديث جماعة من أهل بغداد بواسط عندما قدموا إليها ورووا عنه ببغداد (٧). وأبو نصر الحسين بن

__________________

وقيل له ابن نغوبا» الأنساب ، ٥٦٥ ب. انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٢٩٥. المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٨١.

(١) السمعاني ، الأنساب ، ٥٦٥ ب. انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٢٩٥.

(٢) السمعاني ، الأنساب ، ٥٦٥ ب. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٥ / ٢٩٥. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٥ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٣٨. المنذري ، التكملة ، ٣ / ١١٨.

(٣) الأنساب ، ٥٦٥ أ. انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٢٩٥.

(٤) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٦١ (كيمبرج) ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٩٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٢٧.

(٥) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٦١ (كيمبرج). انظر : ابن نقطة ، التقييد ، (مخطوطة) ورقة ١١٩ أ ، ١٤٣ أ. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٢٧.

(٦) المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٨٠.

(٧) ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩٠ ب. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٠٨ ، ورقة ١٢٢ ، ١٧٥ (كيمبرج).

٣٦٣

المبارك بن نغوبا (ت؟) الذي كان أحد المحدثين بواسط (١).

واشتهر من أبناء الشيخ أبي الحسن علي بن المبارك بن نغوبا ـ الذي تقدم ذكره ـ الشيخ أبو بكر عبد الله (ت ٦٠٢ ه‍ / ١٢٠٥ م) الذي كان أحد المعدّلين بواسط ، سمع الحديث من جده أبي السعادات ومن كبار المحدثين فيها ثم قدم بغداد سنة ٥٤٤ ه‍ / ١١٤٩ م وسمع الحديث من شيوخها ، وحدث ثم عاد إلى واسط وحدث بها ، سمع منه بواسط الإمام الحافظ ابن الدبيثي وروى عنه (٢). ثم الشيخ أبو المظفر علي بن علي بن نغوبا (ت ٦١١ ه‍ / ١٢١٤ م) الذي تولى القضاء بواسط (٣) سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين ، ثم قدم بغداد مع والده وسمع بها الحديث من مشاهير المحدثين فيها ثم عاد إلى واسط حدث بها عنهم ، ثم قدم بغداد وحدث بها عن شيوخه الواسطيين سمع منه الحديث الإمام الحافظ ابن الدبيثي بواسط (٤). ثم الشيخ أبو المعالي عبيد الله بن علي بن نغوبا (ت ٦٢٢ ه‍ / ١٢٢٥ م) الذي تولى القضاء بواسط (٥) ، سمع الحديث بواسط وحدّث ، ثم قدم بغداد مرات عديدة والتقى بكبار المحدثين فيها ، وحدّث بها. سمع منه الحديث الإمام الحافظ ابن الدبيثي بواسط وبغداد (٦). وكتب عنه المؤرخ ابن النجار ببغداد وروى

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ورقة ٤٤ (كيمبرج) ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧.

(٢) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦٧ أ. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٩٨ ، ورقة ٧ ، ١٤٩ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد ، (مخطوطة) ورقة ١٢١ ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا). المنذري ، التكملة ، ٣ / ١١٨ ، ٥ / ١١٢ ، ٦ / ١٨٥. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ١٠٤ ، ١٠٥ (المطبوع).

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥.

(٤) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٤٩ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٢٧. المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٣١.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥.

(٦) ذيل (مخطوطة) ورقة ٢٨ (كيمبرج) ، ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٠. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ٩٨ ب. المنذري ، التكملة ، ٥ / ٢٢١. المختصر المحتاج إليه ، ٢ / ١٨٩.

٣٦٤

عنه وأثنى عليه (١) وكتب بالإجازة للإمام الحافظ أبي محمد بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري غير مرة (٢).

والشيخ أبو القاسم نصر بن علي بن عبد الله بن نغوبا (ت ٦٣٩ ه‍ / ١٢٤١ م) ، الذي كان أحد المحدثين بواسط (٣).

ثم بيت المندائي «بيت معروف بالقضاء والعدالة والعلم والرواية» (٤) وأول من اشتهر من أبناء هذا البيت هو أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن محمد المعروف بابن المندائي الواسطي (ت ٥٥٢ ه‍ / ١١٥٧ م) الذي تولى القضاء بواسط والكوفة (٥) ، ثم تولى الإعادة بالمدرسة النظامية ببغداد (٦). كان عالما بالفقه الشافعي ، وله معرفة جيدة بالأدب ، واللغة ، وكتب السجلات والقضاء (٧). حدث ببغداد وواسط (٨) ، ووصف بأنه كان «ثقة صدوقا» (٩) ،

__________________

(١) التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ٩٨ ب.

(٢) المنذري ، التكملة ، ٥ / ٢٢١.

(٣) ن. م ، ٨ / ١٦٨٣.

(٤) ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٧٧.

(٥) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٥٧ ، ١٧٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ٢٢٨. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ١ ، ورقة ٧ أ ، ٢٢ أ. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨٤ ، ٨ / ١٧٤٦. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٤٣٦. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٦ / ١٤. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٢٣٦. السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٩٧.

(٦) السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٩٧.

(٧) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ٢٢٨. المنتظم ، ١٠ / ١٧٨. البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ١٥ ب. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٢ / ٢٣١. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨٤ ، ٨ / ١٧٤٦. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٦ / ١٤. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٤٣٦. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٢٣٦. السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٩٧.

(٨) المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٣٤. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٤٣٦.

(٩) البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ١٥ ب (نقلا عن السمعاني). ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٧٨. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٣٦ أ ، ب. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٢٣٦.

٣٦٥

وقرأ عليه أبو سعد السمعاني مقامات الحريري. وكتب عنه (١).

وعلى الرغم من شهرته بالعلوم المتقدمة فقد ذكرت المصادر أنه ألف كتاب «تاريخ الحكام بمدينة السلام» وكتاب «تاريخ البطائح» وقد مر ذكرها (٢).

أما أخوه أبو السعادات علي بن بختيار ابن المندائي الواسطي (كان حيّا سنة ٥١٢ ه‍ / ١١١٨ م) الذي تولى القضاء بواسط (٣) ، فقد كان «شاعرا ، كاتبا ، له معرفة بالأدب ، رقيق الطبع ، حسن النظم» (٤). ذكر ابن النجار أنه قدم بغداد سنة ٥٠٨ ه‍ / ١١١٤ م وسنة ٥١٢ ه‍ / ١١١٨ م وروى بها عن جماعة من شعراء واسط وأدبائها ، كما روى بها شيئا من شعره ، وسمع منه جماعة من أهل بغداد وكتبوا عنه (٥). ويظهر أنه كان له ديوان شعر مدون ، فقد قال الأصبهاني : «قرأت في كتابه أنه قدم بغداد سنة ثمان وخمس مئة» (٦).

وكان أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار بن المندائي الواسطي (ت ٦٠٥ ه‍ / ١٢٠٨ م) الذي تقدم ذكره (٧) من أشهر أبناء هذا البيت.

واشتهر من أبناء أبي الفتح هذا أبو حامد محمد بن محمد المندائي الفقيه (ت ٦٠٢ ه‍ / ١٢٠٥ م) قدم بغداد ودرس الفقه الشافعي ، وسمع الحديث من كبار المحدثين فيها ، وقرأ مقامات الحريري (٨) ، ثم عاد إلى

__________________

(١) البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ١٥ ب (نقلا عن السمعاني).

(٢) انظر ، العلوم التاريخية.

(٣) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٤.

(٤) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٤ (وقد دون له مقطوعات شعرية رواها له جماعة من أهل واسط) انظر : ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩١ ب ، ١٩٢ أ.

(٥) التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩١ ب ، ١٩٢ أ.

(٦) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٤.

(٧) انظر : علم الحديث.

(٨) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٩. المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٣٤. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١١٩.

٣٦٦

واسط وتولى القضاء بها (١). وكان «يفتي ويشتغل بالعلم إلى أن توفي» (٢).

وكتب عنه جماعة (٣). ثم أبو جعفر علي بن المندائي (ت ٦٣٠ ه‍ / ١٢٣٢ م) سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين ، وحدث ثم قدم بغداد مرات عديدة وسمع بها الحديث من مشاهير المحدثين وحدث بها عن شيوخه الواسطيين (٤). ثم أبو العباس أحمد بن محمد بن المندائي (ت ٦٤٢ ه‍ / ١٢٤٤ م) الذي كان من رجال الحديث أيضا ، سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين وحدّث بها (٥).

ثم بيت الآمدي كان معروفا «بالصلاح والرواية والعدالة» (٦) ، وأول من اشتهر من أبناء هذا البيت أبو محمد أحمد بن عبيد الله بن الحسين الآمدي المعروف بسبط ابن الأغلاقي (٧) (كان حيّا سنة ٥٣٧ ه‍ / ١١٤٢ م) الذي كان أحد المعدّلين بواسط (٨) وصف بأنه «شيخ فاضل عالم ... من

__________________

(١) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٢ / ٢٤٢.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٩. انظر : المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٣٤. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١٩١.

(٣) المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٣٤.

(٤) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٦٠ (كيمبرج). ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٣٦ ب. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨٣ ، ٨٤ ، ٨ / ١٧٤٦.

(٥) المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨٤ ، ٨ / ١٧٤٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٣٦ ب.

(٦) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٧٤ (كيمبرج). ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٣٩٧. انظر : المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٧٧٨. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٩.

(٧) جاءت كنيته في كتاب الأنساب للسمعاني ١ / ٣٢١ «أبو الحسين» ولقبه «ابن الأغلاقي» والصحيح ما أثبتناه أعلاه. انظر : السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢١٣ (المطبوع) سؤالات السلفي ، ٤٩. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٨. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ٩٨ ب. قال السمعاني : «هذه النسبة إلى الغلق وعمله ، ولعل بعض أجداد المنتسب يعمله» الأنساب ، ١ / ٣٢١.

(٨) السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢١٣ (المطبوع) سؤالات السلفي ، ٤٩.

٣٦٧

أهل العلم والقرآن» (١) و «متحقق بالسنة» (٢) ، سمع الحديث بواسط على كبار المحدثين وقرأ القرآن الكريم ثم قدم بغداد وقرأ القرآن ، وسمع الحديث ، وحدّث (٣) ، ثم عاد إلى واسط وأقرأ القرآن بها وحدّث (٤) ، سمع منه أبو سعد السمعاني ببغداد وواسط وأثنى عليه (٥). أما أخوه أبو الرضا المبارك ابن عبد الله الذي وصف «بالصلاح والاشتغال بالعلم» (٦) فقد قدم بغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين ثم عاد إلى واسط وحدّث ، كتب عنه أبو سعد السمعاني بواسط وأثنى عليه (٧).

واشتهر من أبناء أحمد الشيخ أبو المفضل محمد الآمدي (ت ٥٧٨ ه‍ / ١١٨٢ م) الذي وصف بأنه كان من «أهل القرآن والتصوف والحديث» (٨) سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين ، ثم قدم بغداد مع والده سنة ٥٣٣ ه‍ / ١١٣٨ م ، وسمع الحديث (٩) وحدّث (١٠) ، ثم عاد إلى واسط وحدّث ، قال ابن الدبيثي : «سمعنا منه بواسط كثيرا وكتبنا عنه» وأثنى

__________________

(١) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٣٢١. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨. انظر : المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٥.

(٢) السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢١٣ (المطبوع). سؤالات السلفي ، ٤٩.

(٣) السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢١٢ ، ٢١٣ (المطبوع) سؤالات السلفي ، ٤٩. الأنساب ، ١ / ٣٢١ ، ٣٢٢. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٨٢ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٩٨. المنذري ، التكملة ، ٢ / ١٨٦ ، ٤ / ١١٤ ، ١١٥.

(٤) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٣٢٢.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٣٢٢.

(٦) ن. م ، ١ / ٣٢٢.

(٧) ن. م ، ١ / ٣٢٢. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٥.

(٨) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٠ (وقد جاء لقبه في هذين المصدرين خطأ «سبط ابن الأغلاقي» وفي اعتقادنا أن ذلك من خطأ النساخ. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٥.

(٩) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٠. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٥.

(١٠) ذيل (مخطوطة) ورقة ٢٨ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٥.

٣٦٨

عليه (١). ثم ابنه أبو الفضل الحسين بن محمد الآمدي (ت ٦١١ ه‍ / ١٢١٤ م) الذي كان أحد المعدّلين بواسط (٢) ، سمع الحديث بواسط من كبار المحدثين ثم غادرها إلى بغداد والموصل وبلاد الشام طلبا للحديث ، ثم عاد إلى واسط وكان يتنقل بين بغداد وواسط ، حدث بواسط ، وبغداد ، والموصل ، وقرأ عليه الحديث الإمام الحافظ ابن الدبيثي في جامع القصر ببغداد ، وروى عنه (٣). وكان «عالما عارفا بالشروط» (٤).

واشتهر من أبناء هذا البيت أيضا أبو الفضائل علي بن يوسف بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الآمدي الفقيه (ت ٦٠٨ ه‍ / ١٢١١ م) الذي تولى القضاء بواسط والإشراف على أعمالها ، سمع الحديث بواسط ثم قدم إلى بغداد وسمع الحديث من كبار المحدثين ودرس الفقه الشافعي بالمدرسة الثقيتة ثم عين معيدا فيها ، وظل معيدا بهذه المدرسة إلى أن تولى القضاء بواسط سنة ٦٠٤ ه‍ / ١٢٠٧ م. ولم يزل على ولايته إلى حين وفاته (٥).

وإلى جانب شهرته بالفقه فقد أشارت المصادر إلى أنه كان حسن الكلام في المناظرة وله شعر ومعرفة بالحساب (٦).

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٠.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٩٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٤. المختصر المحتاج إليه ، ٢ / ٤٤.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٩٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١١٤. المختصر المحتاج إليه ، ٢ / ٤٤.

(٤) ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٧٧٨.

(٥) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٧٤ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٦٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٢ / ٢٩٨. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٢ / ٣٩٧. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٣٢٣ (المطبوع). ويذكر الإسنوي أنه أضيف إليه نقابة الأشراف بواسط. طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٩ وأغلب الظن أن ذلك من خطأ النساخ.

(٦) انظر : ذيل (مخطوطة) ورقة ١٧٤ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٣ / ٣٦٠. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٣٩٧.

٣٦٩

وإلى جانب هذه البيوتات التي اشتهرت في الحديث ، والفقه ، وقراءة القرآن الكريم كان هناك بيت آخر له شهرة واسعة في مجال الأدب والشعر هو بيت دوّاس القنا الذي قال عنه الإمام الحافظ ابن الدبيثي : «بيت أهل فضل وأدب وشعر مشهورين بذلك» (١).

وأول من اشتهر من أبناء هذا البيت أبو الحسن علي بن محمد بن علي التميمي العنبري المعروف والده بدوّاس القنا (ت ٥٢٢ ه‍ / ١١١٨ م) قال عنه ابن النجار : «أديبا فاضلا تام المعرفة وشاعرا مجودا» وذكر له بعض المقطوعات الشعرية (٢) ، ووضعه الأصبهاني في مقدمة شعراء واسط في عصره وقال عنه (٣) : «له شعر كثير متين ، لم يكن بواسط من يجري مجراه في نظم الشعر» قدم بغداد بعد سنة ٤٩٠ ه‍ / ١٠٩٦ م وقرأ الأدب على ابن زكريا التبريزي ، وروى شيئا من شعره ، وكتب عنه جماعة ومدح بعض كبار الموظفين ثم عاد إلى واسط (٤). وقد ذكر الأصبهاني له بعض المقطوعات الشعرية رواها له نختار منها هذه الأبيات التي نظمها في الغزل وهي من قصيدة مشهورة له كان يغنى بها بواسط :

هل أنت منجزة بالوصل ميعادي؟

أم أنت مشمتة بالهجر حسادي؟

سألت طيفك إلماما فضنّ به

ولو ألمّ ، لأروى غلّة الصادي

يا ظبية الحيّ ، ما جيدي بمنعطف

إلى سواك ولا حبلي بمنقاد

لولا هواك ، لما استلمعت بارقة

ولا سألت حمام الدوح إسعادي

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٢. انظر : ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة واللغويين ، ٤٦ (المطبوع).

(٢) التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٤ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(٣) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦١.

(٤) التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٤ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا). الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٦ ، ورقة ٥٨ ب.

٣٧٠

ولا وقفت على الوادي أسائله

بالدمع ، إلا رثى لي ذلك الوادي (١)

وكان ابنه أبو العباس أحمد (كان حيّا سنة ٥٥٩ ه‍ / ١١٦٣ م) أحد الشعراء بواسط ، يقول الأصبهاني : «له شعر صالح حسن» (٢) ويبدو أن شعر المدح كان قد غلب على سائر الفنون الشعرية الأخرى عنده ، فقد قال الأصبهاني : «سمعته كثيرا ينشد قصائد في الأكابر» (٣).

واشتهر من أبناء أبي العباس هذا أبو الحسن علي بن أحمد بن دواس القنا (ت ٦١٢ ه‍ / ١٢١٥ م) كان «شاعرا حسن الشعر أديبا فاضلا» (٤) قدم بغداد مرات عديدة وقرأ بها الأدب ، وسمع منه جماعة شيئا من شعره وكتبوا عنه ، منهم الإمام الحافظ ابن الدبيثي ، ولكنه لم يذكر شيئا من شعره (٥) ، وقد أجاز هذا الشاعر لابن النجار جميع ما نظمه أو سمعه وذكر له في كتابه «التاريخ المجدد لمدينة السلام بغداد» بعض أبيات في الهجاء منها :

إني أعالج أقواما إذا اختبروا

كانوا ثياب جمال تحتها صور

مقدّمين فلا أصل ولا حسب

ولا نسيم ولا طلّ ولا ثمر

هم الصدور ولكن لا قلوب لها

يا ليت قد نظروا ما كان لي نضر

من كل صدر ما لاقاه مادحه

كانت مواهبه التقطيب والضجر (٦)

__________________

(١) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٢.

(٢) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٤.

(٣) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٤.

(٤) ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٧١ أ ، ب. انظر : ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٦ ، ورقة ١٣٠ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٦٠.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٦ ، ورقة ١٣٠ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ، ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٧١ أ ، ب. المنذري ، التكملة ، ٤ / ١٦٠.

(٦) التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٧١ أ ، ب.

٣٧١

ويبدو أن أبا الحسن نظم هذه الأبيات بعد أن مدح بعض كبار الموظفين ، إلا أنه لم ينل منهم شيئا ، فقد ذكر ابن الدبيثي أن هذا الشاعر كان يقول الشعر ويمدح به الناس (١). ولم يكن أبو الحسن شاعرا وأديبا فحسب ، بل كانت له معرفة جيدة في علم النجوم أيضا (٢).

ثم أبو شجاع محمد بن أحمد بن دواس القنا (ت ٦١٦ ه‍ / ١٢١٩ م) ، كان شاعرا وأديبا فاضلا وله معرفة جيدة بالنحو واللغة ، قدم بغداد مرات عديدة وقرأ الأدب على كبار الأدباء فيها ، وقرأ ، اللغة ثم لازم الشيخ مصدق ابن شبيب الواسطي وقرأ عليه كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر (٣).

ويبدو أن أبا شجاع كان أحد الشعراء البارزين في عصره وأنه برز في شعر المدح كشعراء بيته. فقد ذكر الصفدي أنه مدح الخليفة الناصر لدين الله وكبار رجال دولته (٤). ويذكر ابن الدبيثي أنه أثبت مدة من جملة شعراء الديوان ببغداد وكان يورد المدائح من شعره في المواسم مع الشعراء ، وكان حسن الشعر في المديح (٥). روى ببغداد الكثير من شعره وسع كل من ابن الدبيثي وابن النجار وآخرين الكثير من شعره بواسط وبغداد وأثنوا عليه (٦).

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٦ ، ورقة ١٣٠ (كيمبرج).

(٢) انظر : العلوم العقلية.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٢. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٤٠٧. ابن الشعار ، عقود الجمان (مخطوطة) ج ٥ ، ورقة ٢٣ ، ٢٤. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٢ / ١١٩ نقلا عن ابن النجار. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة ، ٤٦ (المطبوع).

(٤) الوافي بالوفيات ، ٢ / ١١٩ (نقلا عن ابن النجار).

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٢. انظر : الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٢ / ١١٩ (نقلا عن ابن النجار). ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة ، ٤٦ ، (المطبوع).

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٢. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٤٠٧. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة ، ٤٦ (المطبوع).

٣٧٢

وهناك بيوتات علمية أخرى اشتهرت بواسط منها : بيت الشيخ أبي طالب محمد بن علي بن أحمد الكتّاني (ت ٥٧٩ ه‍ / ١١٨٣ م) الذي كان من «بيت العدالة والرواية» (١) وكان أبو جعفر إقبال بن المبارك بن محمد بن الحسن بن العكبري الواسطي (ت ٥٨٧ ه‍ / ١١٩١ م) من «أهل بيت صالحين وقراء ومحدّثين» (٢).

ووصف بيت القاضي أبو تغلب محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الواسطي (ت ٥٠٣ ه‍ / ١١٠٩ م) بأنه «بيت معروف بالعدالة والقضاء والفضل والرئاسة» (٣).

وكان الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن أبي زنبقة الواسطي (ت ٦٠١ ه‍ / ١٢٠٤ م) من «بيت الحديث» (٤) والفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن الربيع بن سليمان العدوي الواسطي (ت ٦٠٢ ه‍ / ١٢٠٥ م) من «بيت العلم والعدالة والقضاء» (٥). والشيخ أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي (ت ٦٢١ ه‍ / ١٢٢٤ م) من «بيت صالحين ومقرئين ورواة مشهورين» (٦).

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٠ ، ورقة ١٢٣ (كيمبرج).

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٤ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٧٠.

(٣) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢ ، ورقة ١٥٢ (كيمبرج). سؤالات السلفي ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٦. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١١٠.

(٤) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٣٤ أ ، ب. التكملة ، ٣ / ١١٠. انظر : ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٥ ، ١١٦. المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١١٢ ، ١١٣.

(٥) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٣٠ ، ورقة ٤٧ ، ١٤٠ (كيمبرج). انظر : ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١٨٧. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٠٩.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ورقة ٤٤ (كيمبرج). انظر : المنذري ، التكملة ، ٥ / ١٦٩ ، ١٧٠.

٣٧٣

وكان «بيت البوقي» مشهورا «بالفقه والرئاسة» (١).

يتبين مما تقدم :

١ ـ تقدم الحركة العلمية بواسط في هذه الفترة.

٢ ـ مع أن أبناء هذه البيوتات برزوا في مختلف العلوم والمعرفة ، إلا أننا نلاحظ أنه كان هناك نوع من التخصص في العلوم فبرزت بعض البيوتات في قراءة القرآن الكريم ، وبعضها في رواية الحديث ، وبعضها بالفقه ، وبعضها في الأدب والشعر.

٣ ـ إن هذه البيوتات أسهمت في نشر العلم بواسط ومدن العالم الإسلامي الأخرى.

٤ ـ إن الدور أسهمت هي الأخرى في نشر الثقافة إلى جانب المؤسسات العلمية الأخرى فمن المرجح أن دور هؤلاء العلماء كانت ملتقى رجال العلم في هذه المدينة. ومن الوافدين إليها من رجال العلم.

٥ ـ تأييد ما أشرنا إليه سابقا من أن العلوم الدينية وعلوم العربية هي التي نالت اهتمام علماء هذه المدينة في هذه الفترة.

٦ ـ إن أبناء هذه البيوتات كانوا قد درسوا على آبائهم وأقاربهم ، ثم للاستزادة من العلم درسوا على علماء واسط ومدن أخرى ، مما يدل على الروح العلمية التي يتمتع بها علماء هذه المدينة.

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٧٩. وقد تكلمنا عن بعض أبناء هذا البيت في أثناء كلامنا عن الفقه في هذا الفصل.

٣٧٤

خلاصة البحث

هذه الرسالة محاولة لدراسة التنظيمات الإدارية والحياة الاجتماعية والفكرية بواسط منذ سنة ٣٢٤ ـ ٦٥٦ ه‍ / ٩٣٥ ـ ١٢٥٨ م. وقد قسمنا البحث إلى خمسة فصول ، الفصل الأول يتعلق بالحياة السياسية بواسط وقد تبين لنا أن هذه المدينة ظلت تشارك مشاركة فعالة في معظم الأحداث السياسية المهمة التي وقعت في العراق طيلة العصور العباسية المتأخرة. وأن ولاة هذه المدينة كانوا قد لعبوا دورا بارزا في تلك الأحداث. ونظرا لأهمية واسط العسكرية والاقتصادية ، ففي أثناء النزاع الذي كان قائما بين أبناء البيت البويهي على السلطة ، أقام فيها عدد من أبناء هذا البيت واتخذوها قاعدة لإدارة العمليات العسكرية ضد بغداد أو المشرق ، كما أقام بها بعض أبناء البيت السلجوقي في أثناء النزاع بينهم ، وفي أثناء نزاعهم مع الخلفاء. ولما حاول أمراء الحلة المزيدية ، ولاة البصرة ، والأحواز مد نفوذهم إلى ولاية واسط فقد تصدى لهم أهل هذه المدينة واشتبكوا معهم في معارك انتهت معظمها بانتصار الواسطيين. وفي الوقت الذي استسلمت فيه مدن العراق الأخرى نجد أن هذه المدينة وقفت في سنة ٦٥٦ ه‍ / ١٢٥٨ م مع بغداد للدفاع عن الخلافة ضد اعتداء التتر مما أدى إلى قتل عدد كبير من سكانها.

أما الفصل الثاني فقد كرس لدراسة تخطيط مدينة واسط وتطورها العمراني وقد ظهر لنا أن واسط في هذه الفترة اتحدت بمدينة كسكر

٣٧٥

وأصبحتا مدينة واحدة أطلق عليها اسم واسط ، وأنها اتسعت على جانبي دجلة اتساعا كبيرا ، وأن هذه المدينة ظلت محتفظة بازدهارها العمراني طيلة فترة البحث. وقد وجدنا أن هذه المدينة كانت تتألف من محلات وأنها كانت محاطة بسور ، وقد زخرت بالمساجد الجامعة ، والمساجد ، والمدارس والربط والأسواق. ومن خلال تتبعنا للنصوص التي وردت في المصادر استطعنا أن نحدد مواقع بعض هذه المنشآت في المدينة وتاريخ إنشائها ، ومعرفة الأشخاص الذين قاموا بانشائها.

وفي دراستنا للإدارة في الفصل الثالث توصلنا إلى تحديد ولاية واسط ، رغم أن المصادر أوردت روايات عديدة ومتباينة عن هذه الحدود ، وقد وجدنا أن قسما مهمّا من الأحواز كان يقع ضمن حدود هذه الولاية ، ومن بين الحقائق التي توصلنا إليها من خلال هذا الفصل هو أن العرب لم يطبقوا التقسيمات الإدارية الساسانية القديمة للمنطقة ، وإنما ألغوا هذه التقسيمات وأحلّوا محلها تقسيمات إدارية جديدة أعارت أهمية كبيرة للمراكز الحضارية العربية الإسلامية التي أخذت تلعب دورا مهمّا في ذلك الوقت ، فأصبحت واسط بموجبها مركزا لإدارة منطقة واسعة ، وقد احتفظت واسط بأهميتها الإدارية هذه طيلة العصور العباسية المتأخرة. وقد وجدنا أيضا أن الولاة كانوا على رأس الجهاز الإداري في هذه المدينة ، وكانت هناك دوائر إدارية عديدة تساعدهم في الإدارة ، وكان على رأس كل دائرة إدارية موظف يتم اختياره وتعيينه من بغداد ، وأن الغالبية العظمى من الولاة وكبار الموظفين كانوا من الأجانب فهم إما بويهيون أو سلاجقة أو أمراء مماليك.

أما في دراسة الحياة الاجتماعية في الفصل الرابع فقد ظهر لنا أنه سكن بواسط إلى جانب العرب ـ سكان المدينة الأصليين ـ عناصر أخرى ، فضعف شأن العرب في هذه الفترة لاختلاطهم بهذه العناصر من جهة ولتسلط الأجانب من بويهيين وسلاجقة واستئثارهم بالسلطة من جهة

٣٧٦

أخرى. كما سكن في هذه المدينة إلى جانب المسلمين عدد من الطوائف الدينية كانت علاقتهم بالمسلمين علاقة حسنة ، إلا أن الأجانب لعبوا دورا مهمّا لقيام الفتن المذهبية بواسط. وقد تبين لنا أن الثروة أصبحت هي الأساس الذي يحدد مركز الشخص الاجتماعي ، وأن عدم توزيع الثروة توزيعا عادلا في هذه المدينة أدى إلى انقسام المجتمع إلى ثلاث طبقات هي : طبقة الخاصة ، والطبقة المتوسطة ، وطبقة العامة ، وأن كل طبقة من هذه الطبقات تضم في صفوفها عدة فئات.

ومن الأمور المهمة التي توصلنا إليها في الفصل الخامس هو تقدم الحياة الفكرية في هذه المدينة ، فقد كانت أحد المراكز الثقافية المهمة في العالم الإسلامي آنذاك. إذ كثرت فيها المؤسسات التعليمية وتنوعت ، وشهدت نشاطا علميا واسعا. وظهر فيها عدد من كبار القراء والمحدّثين والفقهاء ، والنحويين والأدباء ، كانوا قد نالوا منزلة علمية كبيرة وشهرة واسعة ، فشد الرحال إليهم عدد من طلبة العلم من شتى أنحاء العالم الإسلامي للدراسة عليهم والحصول على إجازاتهم العلمية. كما ظهر فيها عدد من العلماء اختصوا في العلوم التاريخية ، والجغرافية ، والطب ، والصيدلة ، والفلك ، والرياضيات وعلوم أخرى ، وقد وصلتنا بعض مؤلفاتهم في هذه العلوم. وقد تبين لنا أن البيئة العلمية بواسط لم تكن في عزلة عن البيئات العلمية في العالم الإسلامي آنذاك ، فقد وفد إليها عدد من طلاب العلم لتلقي العلم فيها ، كما غادرها عدد من أبنائها إلى مختلف المراكز الثقافية في العالم الإسلامي طلبا للعلم. وأن تقدم الحياة الفكرية بواسط أدى إلى ظهور عدد من البيوتات العلمية في هذه المدينة ، برز أبناؤها بمختلف العلوم المعروفة آنذاك. ومن خلال تتبعنا للحياة الفكرية في العراق في هذه الفترة وجدنا أن واسط قد ورثت الكوفة والبصرة لأن كلتا المدينتين قد فقدت مركزها الثقافي الذي كانت تتمتع به في العصور العباسية الأولى.

٣٧٧
٣٧٨

الملاحق

٣٧٩
٣٨٠