واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

الفصل الثالث

إدارة واسط

١ ـ تحديد ولاية واسط.

٢ ـ التقسيم الإداري لولاية واسط.

٣ ـ علاقة واسط بالسلطة المركزية ببغداد.

٤ ـ الوظائف الإدارية بواسط :

الوالي ، الشرطة ، الشحنة ، الناظر ، المشرف ، القضاء ، الحسبة ، نقابة العباسيين ، نقابة الطالبيين.

١٢١
١٢٢

١ ـ تحديد ولاية واسط

إن المعلومات التي توفرت لدينا لا تعطينا صورة واضحة عن حدود ولاية واسط في العصر العباسي ، ويرجع ذلك إلى التطورات التي حدثت في التقسيم الإداري للعراق بصورة عامة ، والتقسيم الإداري في منطقة واسط بصورة خاصة (١) ، وإلى عدم استقرار الأوضاع السياسية في هذه المنطقة وذلك لاتصالها المباشر بإمارة البطيحة (٢) ، والإمارة المزيدية (٣) ،

__________________

(١) انظر : التقسيم الإداري.

(٢) أعلن عمران بن شاهين أمير البطيحة استقلاله عن الخلافة سنة ٣٣٨ ه‍ ، فأرسل معز الدولة بن بويه جيشا لمحاربته إلا أنه فشل في القضاء عليه ، فاضطر إلى عقد الصلح معه سنة ٣٣٩ ه‍ وقلده البطائح فدخلت نواح كثيرة من منطقة واسط تحت الإدارة الجديدة ، وظلت هذه الإمارة تشكل وحدة إدارية قائمة بذاتها حتى سنة ٦١٦ ه‍. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١٢٠ ، ١٣٠ ، ١٤٣. الهمداني ، تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ١٦٢ ، ١٦٤. ابن حمدون ، التذكرة الحمدونية (مخطوطة) ج ١٢ ، ورقة ١٦٨. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٥٢٥ ـ ٥٨٥. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٤٨١ ، ٤٨٩ ، ٤٩٠. زمباور ، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ، ٢ / ٢٠٨ ، ٢٠٩.

(٣) تأسست الإمارة المزيدية سنة ٣٨٧ ه‍ واتخذت مدينة النيل مركزا لإدارتها في البداية ثم أنشأت مدينة الحلة بعد ذلك ، واستمرت في حكمها حتى سنة ٥٥٨ ه‍ وكان بعض أمرائها في فترات ضعف السلطة المركزية ببغداد يسيطرون على بعض نواحي واسط الغربية لقربها منهم. واستطاع أحد أمرائها وهو صدقة بن مزيد أن يسيطر على واسط سنة ٤٩٧ ه‍. انظر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٣٧٧ ، ٤٤٣ ، ٦٠٠. ابن حمدون ، التذكرة الحمدونية (مخطوطة) ج ١٢ ، ورقة

١٢٣

وبغداد والبصرة والأحواز (١). مما أدى إلى أن تمر حدودها بفترات من التقلص والتوسع وذلك تبعا للتبدلات الإدارية التي حدثت في المنطقة ، ويمكن ملاحظة ذلك من المعلومات المتباينة التي قدمها البلدانيون عن مدن هذه المنطقة ، فالإصطخري (ت ٣٤٦ ه‍ / ٩٥٧ م) يعد الطيب وقرقوب ونهر تيري من أعمال الأحواز (٢). أما المقدسي (ت ٣٧٥ ه‍ / ٩٨٥ م) فقد عدها من مدن واسط (٣). وجعل كل من ابن رستة (كان حيا سنة ٢٩٠ ه‍ / ٩٠٢ م) وقدامة (ت ٣٣٧ ه‍ / ٩٤٨ م) وياقوت (ت ٦٢٦ ه‍ / ١٢٢٨ م) نهر تيرى من أعمال الأحواز (٤). ويعد ابن رستة مدينة «قطر» من مدن واسط (٥) ، ولكن يفهم من كلام ياقوت أنها كانت في أيامه من مدن البطائح (٦).

أما ياقوت فإن منطقة واسط عنده كانت تمتد إلى جهة غربية أكثر ، فهو يقول (٧) : «وأول أعمال واسط من شرقي دجلة فم الصلح ، ومن الجانب الغربي زرفامية وآخر أعمالها من ناحية الجنوب البطائح ، وعرضها الخيثمية المتصلة بأعمال باروسما (٨) ، وعرضها من ناحية الجانب الشرقي عند أعمال الطيب».

__________________

١٧٥. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢١ ، ٤٢٢. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ١٦٣. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ٢٠ ورقة ٨٠٨. ولمعلومات أوسع عن هذه الإمارة انظر : عبد الجبار ناجي ، الإمارة المزيدية. زامباور ، معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ، ٢٠٧ ، ٢٠٨.

(١) انظر : ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. الإصطخري ، المسالك والممالك ، ٦٢ ، ٦٥.

(٢) المسالك والممالك ، ٦٢ ، ٦٤.

(٣) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ٥٣ ، ١١٤ ، ١١٩.

(٤) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. الخراج وصنعة الكتابة ، ٢٢٥. معجم البلدان ، ٥ / ٣١٩.

(٥) الأعلاق النفيسة ، ١٨٤ ، ١٨٥.

(٦) معجم البلدان ، ٤ / ٣٧٢.

(٧) معجم البلدان ، ٥ / ٣٤٨.

(٨) باروسما : ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما العليا وباروسما السفلى من كورة الأستان الأوسط. معجم البلدان ، ١ / ٣٢٠.

١٢٤

وقال في مكان آخر إن زرفامية قرية كبيرة من نواحي قوسان وهي نواحي الزاب الأعلى الذي بين واسط وبغداد وهي الآن خراب ليس إلا آثارها (١).

يتبين من هذين النصين أن هناك تناقضا في كلام ياقوت ، فمرة يجعل زرفامية من أعمال واسط ، ومرة يجعلها من أعمال قوسان. فمن المحتمل جدا أن المعلومات التي جاءت في النص الأول هي ناقصة ، وأن النص الكامل هو «عند زرفامية» لأنه لا توجد أية إشارة أو دليل على أن أعمال واسط شملت هذه المنطقة. ثم إن كلامه عن البطائح والطيب غير واضح ، فهل أن البطائح والطيب من واسط أم لا؟ كما أننا لم نجد عنده ما يوضح موقع الخيثمية مما يدل على أنها كانت مندثرة في زمنه ، ويرجع سبب هذا التناقض وعدم الوضوح في كلامه ـ على ما نظن ـ إلى أنه اعتمد في معلوماته هذه على جغرافيين سابقين له كانوا غير دقيقين في وصفهم لهذه المنطقة.

يتضح مما تقدم أن حدود منطقة واسط في فترة دراستنا لم تكن ثابتة ، بل تبدلت مرات عديدة ، وأن كلام هؤلاء البلدانيين عنها كان ينطبق على أحوال الزمن الذي عاشوا فيه ، وأن ما جاء عند المقدسي وياقوت يبين أوسع ما وصلت إليه حدود ولاية واسط خلال هذه الفترة.

وسنحاول إعطاء صورة لحدود ولاية واسط معتمدين على ما جاء في النصوص التي تقدم ذكرها وعلى النصوص التي وردت في التقسيم الإداري لمنطقة الولاية متبعين في ذلك مواضع المدن التي تشكل الحدود الخارجية للمنطقة ، فالولاية يحدها خط يبدأ من مدينة نهر سابس ثم يسير شمالا إلى ماذرايا ثم يسير شرقا إلى الطيب ثم إلى قرقوب ثم يتجه وجهة جنوبية إلى نهر تيرى ، وبعد ذلك يسير غربا ـ بعد أن يدور حول بطائح واسط (٢) ـ إلى

__________________

(١) معجم البلدان ، ٣ / ١٣٧.

(٢) وهي البطائح التي تقع بين واسط والبصرة. انظر الخارطة المرفقة في نهاية الفصل.

١٢٥

القطر ثم البطائح (١) ثم يتجه وجهة شمالية إلى نهر سابس (٢).

٢ ـ التقسيم الإداري لولاية واسط :

إن جباية الأموال كانت تتطلب تقسيم العراق إلى وحدات إدارية ، فعندما فتح العرب العراق اتبعوا في إدارتهم المالية له التقسيمات الإدارية القديمة التي كانت في عهد الساسانيين ، فكان العراق مقسما إلى عدة إستانات (٣) يتكون كل منها من عدة طساسيج (٤) ، وكانت كورة (٥) كسكر التي تشمل منطقة واسط (٦) تسمى كورة إستان شاذ سابور (٧) ، وتتكون من أربعة طساسيج هي : طسوج الزندورد ، وطسوج الثرثور (٨) ، وطسوج الإستان ، وطسوج الجوازر (٩).

ويبدو أن العرب كانوا قد أدخلوا تعديلات مهمة على هذه الكورة ، فقد ذكر ياقوت أن «كسكر كورة واسعة ... وقصبتها اليوم واسط ، القصبة

__________________

(١) وهي البطائح التي تقع بين واسط والكوفة. انظر الخارطة.

(٢) انظر الخارطة.

(٣) «الإستان والكورة واحد ... وينقسم الإستان إلى الرساتيق ، وينقسم الرستاق إلى الطساسيج ، وينقسم كل طسوج إلى عدة قرى» (معجم البلدان ١ / ٣٧).

(٤) الطسوج : لفظة فارسية أصلها تسو ، عربت بقلب التاء طاء وزيادة الجيم في آخرها وأكثر ما تستعمل هذه اللفظة في سواد العراق ، وطسوج أقل من كورة ، وبذلك يكون الطسوج جزءا من أجزاء الكورة. انظر : (معجم البلدان ١ / ٣٨).

(٥) الكورة : هي الصقع ويطلق على المدينة والجمع كور. (المصباح المنير : ٧٤٦). وفي (معجم البلدان ١ / ٣٦ ، ٣٧): «كل صقع يشتمل على عدة قرى ولا بد لتلك القرى من قصبة أو مدينة أو نهر يجمع اسمها ذلك اسم الكورة».

(٦) إن المعلومات التي ذكرتها المصادر عن كورة كسكر تنطبق على واسط. صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٧ ، ١٩٧١ ، ص ١٥٤.

(٧) وردت في قدامة «خسرة سابور» (كتاب الخراج ٢٣٥).

(٨) وردت في قدامة «طسوج البزبون» (كتاب الخراج ٢٣٥).

(٩) ابن خرداذبه ، المسالك والممالك ، ٧. انظر : قدامة ، الخراج ، ٢٣٥. معجم البلدان ، ٣ / ٣٠٤. المسعودي ، التنبيه والأشراف ، ٤٨. (.e.i.٢ , (wasit))

١٢٦

التي بين الكوفة والبصرة ، وكانت قصبتها قبل أن يمصر الحجاج واسطا خسروسابور ، ويقال إن حد كورة كسكر من الجانب الشرقي في آخر سقي النهروان إلى أن تصب دجلة في البحر كله من كسكر ، فتدخل فيه على هذا البصرة ونواحيها. ومن مشهور نواحيها المبارك ، وعبدسي ، والمذار ، ونغيا ، وميسان ، ودست ميسان ، وآجام البريد ، فلما مصرت العرب الأمصار فرقتها» (١).

وربما جرى هذا التفريق عند بناء مدينة واسط التي كان لها منذ إنشائها أهمية إدارية وسياسية واقتصادية كبيرة. وهذا يقتضي أنها كانت مركزا للإشراف على إدارة المنطقة التي كانت حولها ، وأن العرب اتبعوا في تحديد المنطقة التابعة لها الأحوال التي أملتها الظروف الإدارية ، ولذلك لم يكن ينتظر منهم أن يطبقوا حرفيا التقسيمات الساسانية القديمة (٢).

ويبدو أن العباسيين كانوا قد أدخلوا تعديلات على الإدارة في العراق ، وأن واسط فقدت أهميتها الإدارية في العصر العباسي الأول ، فقد تردد في المصادر ذكر لولاة وموظفين كانوا بكسكر في القرن الثاني والثالث الهجري (٣). وتردد كذلك ذكر كورة كسكر في قوائم جباية أموال الدولة العباسية في هذه الفترة (٤).

__________________

(١) معجم البلدان ، ٤ / ٤٦١.

(٢) انظر : صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٦ ، ١٩٧٠ ، ص ٢٤٢ ، ٢٤٣.

(٣) انظر : الأصفهاني ، الأغاني ، ١٣ / ٧٩. ابن قتيبة ، عيون الأخبار ، ٣ / ٢٥٠. الجاحظ ، الحيوان ، ٥ / ١٩٦. الطبري ، ٨ / ١٥٣. الجهشياري ، الوزراء والكتاب ، ١١٢ ، ٢٥٤.

(٤) انظر : الجهشياري ، الوزراء والكتّاب ، ٢٨١ ، ٢٨٢. وقائمته تمثل الخراج في عهد هارون الرشيد.

el ـ ali, saleh, anew version of ibn ـ mutarrif\'s list of revenues in the early times of harun al ـ rashid jesho, vol. xiv, part, ١١١, ١٧٩١, p. ٦٠٣ ـ ٠١٣.

قدامة ، كتاب الخراج وصنعة الكتابة ، ٢٤٠ ، ٢٥١ وهذه القائمة تعتمد على عبرة

١٢٧

والظاهر أن العباسيين كانوا قد أدخلوا تعديلات على الإدارة المالية في منطقة واسط ، فإننا نجد إشارات إلى ضمان واسط وكسكر تتردد في المصادر منذ الربع الأخير من القرن الثالث الهجري (١).

وجاء في قائمة علي بن عيسى وزير المقتدر الذي أعدها سنة ٣٠٦ ه‍ / ٩١٨ م لضبط ميزانية الدولة باب لجباية الصلح والمبارك ، وباب لضمان واسط ، ولم يرد ذكر لكسكر (٢).

يفهم مما تقدم أن العباسيين اتبعوا في إدارتهم لمنطقة واسط تقسيمات إدارية متعددة ، وأن هذه التقسيمات ظلت متبعة في هذه المنطقة خلال الثلاثة القرون الأولى. إلا أن هذه التقسيمات كانت قد ألغيت وحلّ محلها تقسيمات إدارية جديدة في زمن لا نستطيع تحديده بدقة ، غير أنها كانت مطبقة في زمن المقدسي (ت ٣٧٥ ه‍ / ٩٨٥ م) الذي يقول بهذا الصدد عن العراق (٣) : «وقد جعلناه ست كور وناحية وكانت الكور في القديم غير هذه إلا حلوان (٤) ، ولكننا أبدا نجري الأمر على ما عليه الناس ، وأدخلنا الكور القديمة والقصبات في الأجناد ، واسم هذه الكورة والقصبات واحد : فأولها من قبل ديار العرب الكوفة ثم البصرة ثم واسط ثم بغداد ثم حلوان ثم سامراء».

ومما لا شك فيه أن التطورات الكبيرة التي حدثت في أحوال الريف

__________________

سنة ٢٠٥ ه‍. ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ١٢. انظر أيضا : الطبري ، ٨ / ١٢٥ ، ٥٨١ ، ٩ / ٨ ، ٥٦٩.

(١) الصابي ، الوزراء ، ١٥ ، ٩٥ ، ٩٦.

(٢) صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٦ ، ١٩٧٠ ، ص ٢٤٢ ، نقلا عن (التذكرة الحمدونية ـ مخطوطتي سليمانية وراغب باشا) لم يذكر رقم الورقة.

(٣) أحسن التقاسيم ، ١١٤.

(٤) حلوان : مدينة كانت تقع في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد ، وكانت مدينة كبيرة وعامرة. (معجم البلدان ، ٢ / ٢٩٠).

١٢٨

العراقي في العصور الإسلامية كانت تستلزم إعادة النظر في التقسيمات القديمة لكي تلائم هذه التطورات. وأن التقسيمات الجديدة كانت قد أخذت بنظر الاعتبار المراكز الحضارية الإسلامية الجديدة التي أخذت تلعب دورا مهما في الحياة آنذاك (١).

يظهر مما جاء في المصادر أن ولاية واسط في فترة دراستنا كانت مقسمة إلى خمسة مناطق إدارية يقال لها : «أعمال» (٢) ، وتضم كل منطقة منها مجموعة من المدن والقرى (٣). وهذه الأعمال هي : أعمال الصلح ، وأعمال واسط ، وأعمال الصينية ، وأعمال الغراف ، وأعمال الشرطة.

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن هذه التقسيمات على الأرجح لم تكن ثابتة طيلة هذه الفترة ، وإنما جرت عليها تغييرات ، إما بسبب التغييرات التي جرت على نظام الأراضي وجباية الضرائب في هذه المنطقة (٤) ، أو بسبب تعرض مراكز الاستيطان إلى تبدلات كثيرة ، فالأرض مستوية ورخوة وخالية

__________________

(١) صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٦ ، ١٩٧٠ ، ص ٢٤١ ، ٢٤٢.

(٢) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٢١. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٢٢١ أ. ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ٤٩ ، ٥ / ٣٤. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ١ / ٥٩٢. ويسميها ياقوت «كورة». معجم البلدان ، ٣ / ٤٢١ ، ٤ / ١٩٠.

(٣) إن التقسيمات الإدارية التي أطلقها البلدانيون على منطقة واسط في فترة دراستنا لم تكن واضحة تماما وإن ما جاء عند المقدسي هو أقدم ما وصلنا عنها ، فقد أشار هذا المصدر أن منطقة واسط كورة قصبتها واسط ، وهذه الكورة مقسمة إلى نواح ، في كل ناحية عدد من المدن ، وكل مدينة من هذه المدن يرتبط بها عدد من القرى. أحسن التقاسيم ، ٤٧ ، ٤٨ ، ١١٤ ، ١١٨. أما ياقوت فيفهم من كلامه عن هذه المنطقة أنها كانت مقسمة إلى كور (أعمال) وكل كورة تضم عددا من النواحي ، أما مدن المنطقة وقراها فقد أطلق عليها الاصطلاحات التالية : قصبة ، مدينة ، بلدة ، بليدة ، قرية. معجم البلدان ١ / ٢٣٢ ، ٣١٨ ، ٣ / ٤٠٤ ، ٤٢١ ، ٤٤٠ ، ٤ / ١٩٠ ، ٣٤١ ، ٥ / ٣٤. وسبب هذا الاختلاف يرجع بلا شك إلى التبدلات الإدارية التي حدثت في هذه المنطقة.

(٤) انظر : الوالي في هذا الفصل.

١٢٩

من الصخور مما يؤدي إلى تبدل مجاري الأنهار باستمرار ، أما مشاريع الري فإنها كانت بدائية ، كما قضت على معظمها الحروب والاضطرابات التي قامت في هذه المنطقة ، مما أدى إلى انغمار الأراضي بمياه الفيضانات (١) ، وتكوين الأهوار والمستنقعات. ثم إن كثرة الأملاح في تربتها وقلة وجود مبازل لأنهارها ، أدى إلى إضعاف إنتاجيتها ، فيقدم المزارعون على ترك أراضيهم مدفوعين بكل العوامل السابقة أو بعضها فتندثر الأنهار وتخرب القرى (٢). لذا فسوف أتكلم هنا عن المراكز الإدارية والأقسام التابعة لها التي تردد ذكرها في المصادر في فترة دراستنا ، مما يدل على وجودها في هذه الفترة.

أما عن أخبار عمال هذه المراكز الإدارية والموظفين الآخرين فيها والعلاقة بينهم وبين ولاة واسط وكبار الوظفين فيها ، والعلاقة بينهم وبين موظفي المدن والنواحي والقرى التابعة لهم ، فإنها غامضة لأننا لم نجد ما يشير إليها ، عدا أسماء بعضهم أشارت إليهم بعض المصادر كما سنرى من خلال البحث ، ولا بدّ أن سلطات هؤلاء كانت محدودة ، وأنهم كانوا يرتبطون بوالي واسط وكبار الموظفين فيها ويكونون مسؤولين أمامهم. أما الأعمال والمدن والقرى التي كانت تابعة لها فهي ابتداء من الشمال إلى الجنوب كما يأتي :

أعمال الصلح :

مركزها مدينة «الصلح» التي كانت تقع إلى الشمال من مدينة واسط

__________________

(١) يذكر الهمداني أنه انبثق بواسط سبعة عشر بثقا أكبرها ألف ذراع وأصغرها مائتا ذراع ، فغرق ألفان وثلاثمائة قرية. تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ٣١. بينما ذكر ابن الجوزي أنه غرق ألف وثلاثمائة قرية. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ١٦٧ ، ١٦٨. انظر : ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١١ / ١٤٥.

(٢) صالح أحمد العلي ، منطقة واسط ، مجلة سومر ، م ٢٦ ، ١٩٧٠ ، ص ٢٣٧ ، ٢٣٨.

١٣٠

على بعد سبعة فراسخ منها (١) على نهر «فم الصلح» في الجانب الشرقي من دجلة (٢) ، وقد وصف ابن رستة هذه المدينة فقال (٣) : «إنها مدينة على شرقي دجلة وبها مسجد جامع وأسواق». ويبدو أن أهميتها ازدادت في العصر العباسي فقد أشارت المصادر إلى أسماء بعض ولاتها في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي (٤). كما أصبح لها كورة تسمى باسمها (٥).

أما القرى التي كانت ترتبط بها إداريا ، والتي كانت تقع بالقرب منها فهي : ماذرايا (٦) ، وفامية (٧) ، ودوران (٨) ، ودرينيا (٩). ويبدو أن هناك مدنا ونواحي وقرى كثيرة كانت ترتبط بهذه المدينة إداريا ، إلا أن المصادر أمسكت عن ذكرها فقد ذكر الأصبهاني أن «الصلح نهر كبير ... عليه نواح كثيرة وقد علا النهر فآلت تلك المعاملات إلى الخراب» (١٠) غير أن المصادر لا تبين متى حدث ذلك الاندثار.

__________________

(١) قدامة ، الخراج ، ١٩٣ ، ١٩٤. ويذكر السمعاني أنها كانت على بعد خمسة فراسخ. الأنساب. ٣٥٤ أ.

(٢) معجم البلدان ، ٣ / ٤٢١. ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ، ٢ / ٨٤٩.

(٣) الأعلاق النفيسة ، ١٨٧. انظر : ابن حوقل ، صورة الأرض ، ٢٣٢.

(٤) الصابي ، الوزراء ، ٤٠ ، ٢٩٥ ، ٣٦٤. مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٢١ ، ٢٢ ، ١٦٨.

(٥ و ٦) ياقوت ، معجم البلدان ٣ / ٤٢١ ، ٥ / ٣٤.

(٧) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١١ / ٢٥٤. ابن القيسراني ، الأنساب المتفقة ، ١١٦. معجم البلدان ، ٤ / ٢٣٣. ويسميها السمعاني «فامة» الأنساب ، ٤١٥ ب.

(٨) ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٤٨١. القفطي ، إنباه الرواة ، ٣ / ٢٧٤. ابن قاضي شهبة ، طبقات اللغويين والنحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ٤٩٤.

(٩) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٨٢.

(١٠) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٧٤. انظر : معجم البلدان ، ٤ / ٢٧٦. وفيات الأعيان ، ١ / ٢٦١.

١٣١

أعمال واسط :

وكان لمدينة واسط بعض القرى المرتبطة بها إداريا وتقع بالقرب منها مثل : الأفشولية (١) ، والأرحاء (٢) ، وساسي (٣) ، ونغوبا (٤) ، وكراجك (٥) ، وأبو قريش (٦) ، والزبيدية (٧) ، صريفين (قرية عبد الله) (٨) ، وميمون (٩).

__________________

(١) ياقوت ، معجم البلدان ، ١ / ٢٣٢. ويذكر أنها كانت تقع غرب واسط على بعد ثلاثة فراسخ. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٢٠٩. ويذكر القفطي أنها كانت تقع غرب واسط على بعد فرسخ منها. إنباه الرواة ، ١ / ٣٣٧.

(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٥ ، ورقة ١٢٩ (كيمبرج). ياقوت ، معجم ، ١ / ١٤٤. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٢٦ ، ٢٧. المؤلف مجهول ، الحوادث الجامعة ٤٤٠.

(٣) ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ١٧١. ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ، ٦٨٣. ويسميها ابن نقطة «شاسي» إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٨٤ ب.

(٤) معجم البلدان ، ٥ / ٢٩٥.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ٤٧٧ أ ، معجم البلدان ، ٤ / ٤٤٣.

(٦) ياقوت ، معجم البلدان ، ٤ / ٣٣٧. ويذكر أنها تقع جنوب واسط على بعد فرسخ منها. ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ، ١٠٨٦.

(٧) ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ١٣٢. ويذكر أنها كانت على بعد فرسخين أو ثلاثة من واسط. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٣٣٠. والظاهر أنها كانت في زمن المقدسي (ت ٣٧٥ ه‍) إحدى مدن إمارة البطيحة. أحسن التقاسيم ، ٥٣.

(٨) السمعاني ، الأنساب ، ٣٥٤ ب ، ٣٨٠ ب. ابن القيسراني ، الأنساب المتفقة ٨٦. السلفي ، سؤالات ، ١٠٦. معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٨٧ ب ، ١٥٣ ب ، ١٧٧ أ. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٧٨. معجم البلدان ، ٣ / ٤٠٤ ، ٤ / ٣٤١. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٦٠. وقد أشارت معظم هذه المصادر إلى أنها كانت تقع جنوب واسط على بعد فرسخين منها. وتنسب إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي ، كان المأمون كثير الاعتماد عليه ، ولاه الرقة ثم جمع له الشام بعد موت أبيه عنها ثم أصبح واليا على مصر سنة ٢١١ ه‍ وعزل عنها سنة ٢١٣ ه‍ ، توفي بمرو سنة ٢٣٠ ه‍. وفيات الأعيان ، ٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٥. انظر : الأصفهاني ، الأغاني ، ١٢ / ٩٢ ـ ١٠٣.

(٩) سؤالات السلفي ، ١ ، ٢ ويذكر أنها كانت تقع على بعد نصف فرسخ من واسط.

١٣٢

أعمال الصينية :

ويبدو أن مدينة الصينية التي كانت تقع جنوب مدينة واسط ، شرق دجلة (١) كانت مركزا إداريا في هذه الفترة ، فقد ذكر السلفي أن أبا المفضل هبة الله بن عبد الله بن محمد بن علي بن شلمة كان قاضيا للصينية وأعمالها (٢) ، وأشارت المصادر إلى قضاة آخرين كانوا قد تقلدوا القضاء في هذه المدينة (٣) ، ويذكر ياقوت أنه كان بها مسجد جامع (٤) ، وقد جاء في المصادر ذكر لبعض المدن والقرى التي كانت تقع بالقرب من الصينية منها : الهرث (٥) ، والفاروث (٦) ، وأبو النجم (٧) ، والعاصمية (برحدا) (٨). ولا بد أن هذه المدن والقرى كانت مرتبطة بها إداريا.

أعمال الغراف :

مركزها مدينة الغراف التي كانت تقع على نهر الغراف جنوب واسط في الجانب الغربي من دجلة (٩). وقد تردد ذكر هذا النهر في حوادث القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي مما يدل على أنه حفر في هذا القرن أو قبله (١٠) ، وقد أشارت المصادر إلى ولاة

__________________

(١) انظر : ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٤. ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ٤٤٠. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢١.

(٢) معجم السفر (مخطوطة) ورقة ، ٢٢١ أ.

(٣) القيسراني ، الأنساب المتفقة ، ٩٢. السمعاني ، الأنساب ، ٣٥٩ ب. ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ٤٤٠ ، ٤٤٨. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ٥ / ٩٠.

(٤) معجم البلدان ، ٣ / ٤٤٠.

(٥) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٣١.

(٦) ن. م ، ٤٢١.

(٧) ن. م ، ٤٢١.

(٨) ن. م ، ٤٢٢.

(٩) انظر الخارطة.

(١٠) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٦٨ ، ١٨٩ ، ٢٥٣. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ٢١٧ ، ٤٢٤. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٥٢٩ ، ٥٣٠ ، ٥٤٨.

١٣٣

(أمراء) (١) وقضاة (٢) ، حكموا في الغراف مما يدل على أنها كانت مركزا إداريا في هذه الفترة.

لم يصلنا من أسماء الأماكن التي كانت مرتبطة بالغراف إداريا سوى قرية «برزة» (٣) ، غير أن ياقوت يذكر أنه كان على هذا النهر قرى كثيرة (٤).

أعمال الشّرطة :

يذكر ياقوت أن الشّرطة كورة كبيرة من أعمال واسط تقع بين واسط والبصرة من قراها «عقر السدن» (٥).

ومن المراكز الإدارية الأخرى في منطقة واسط هي «نهر سابس» ، التي كانت قصبة نهر الزاب الأسفل قرب واسط (٦). وكانت قرية «تلهوار» قصبة نهر الفضل (٧) ، وكانت «الرصافة» (٨) قصبة نهر الميمون (٩). وقد

__________________

(١) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٥٣٠ ، ٥٤٨. ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ٢١ ، ٢٢ ، ١١٣ ، ١١٤.

(٢) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٥٦١ ، ٥٧٨ ، ٥٨٥ ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٣٠. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٧٦. التكملة ، ١ / ٢٩٤ ، ٢ / ١٤٥ ، ١٤٦ ، ٤ / ٢٢٩.

(٣) ياقوت ، معجم البلدان ، ١ / ٣٨٣ ويذكر أنها كانت تقع في بداية نهر الغراف. الذهبي ، المشتبه ، ٦٢.

(٤) معجم البلدان ، ٤ / ١٩٠.

(٥) معجم البلدان ، ٣ / ٣٣٤ ، ٤ / ١٣٧.

(٦) ياقوت ، معجم البلدان ، ٣ / ١٢٤. السمعاني ، الأنساب ، ٦ / ٢٢٥.

(٧) التنوخي ، نشوار المحاضرة ، ٨ / ١٧١. انظر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٥٥٧ ، ٥٥٨.

(٨) كانت تقع جنوب مدينة واسط على بعد عشرة فراسخ منها. قدامة ، الخراج ، ١٩٤. ويذكر المنذري أنها كانت تقع على بعد ستة فراسخ من واسط. التكملة ١ / ٤٤٥.

(٩) ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٢٤٥. نهر الميمون : يقول البلاذري : «أول من حفره وكيل لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور يقال له سعيد بن زيد ، وكانت فوهته عند قرية تدعى قرية ميمون ، فحولت في أيام الواثق بالله ... وسمي الميمون لئلا يسقط عنه ذكر اليمن ، فتوح البلدان ، ٣٥٧. انظر : ياقوت ، معجم البلدان ، ٥ / ٢٤٥.

١٣٤

أشارت المصادر إلى عدد من القرى التي كانت تقع بالقرب من الرصافة منها : الرمل (١) ، والهنايس (٢) ، قس هثا (٣) ، جيذا (٤) ، والشديدية (٥).

ويذكر المقدسي أن من مدن واسط : «فم الصلح ، نهر سابس ، درمكان ، قراقبة ، سيادة ، باذبين (٦) ، السكر (٧) ، الطيب ، قرقوب ، قرية الرمل (٨) ، نهر تيرى ، لهبان ، البسامية (٩) ، أودسه (١٠)» ويقول (١١) ، في أثناء كلامه عن محطات الطريق بين بغداد وواسط : «... ثم إلى نهر سابس مرحلة ثم إلى مطاره بريدين ، ثم إلى الحارلة مثلها ، ثم إلى الإسحاقية مرحلة ثم إلى المحراقة بريدين ، ثم إلى الحدادية (١٢) مثلها ، ثم إلى ترمانة مرحلة ، ثم إلى واسط مرحلة ، وإن شئت فخذ من الحدادية إلى الزبيدية (١٣) مرحلة ، ثم إلى واسط بريدين».

لقد اقتصر المقدسي على تعداد هذه الأماكن دون الإشارة إلى أصنافها الإدارية ، والراجح أن الأماكن التي جاء ذكرها في النص الثاني

__________________

(١) الطبري ، ٩ / ٥٦٠ ، ٥٦١. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٤.

(٢) ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، م ١ ، ٢٠ حاشية (٤).

(٣) الطبري ، ٩ / ٥٦٠.

(٤) التنوخي ، نشوار المحاضرة ، ٨ / ١٧٠.

(٥) الطبري ، ٩ / ٥٣٩ ، ٥٤٠. سهراب ، ١١٨.

(٦) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٣٨. ياقوت ، معجم البلدان ، ١ / ٣١٨. ويذكر أنها كانت قرية كبيرة كالبلدة على دجلة.

(٧) انظر : ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٨.

(٨) انظر : الطبري ، ٩ / ٥٦٠ ، ٥٦١.

(٩) لعلها بسامي التي ذكرها الطبري في أثناء كلامه عن حوادث الزنج. تاريخ الرسل والملوك ، ٩ / ٥٦٥.

(١٠) أحسن التقاسيم ، ٥٣ ، ١١٤.

(١١) ن. م ، ١٣٤.

(١٢) يقول ياقوت : «قرية كبيرة بالبطيحة من أعمال واسط» معجم البلدان ٢ / ٢٢٧. انظر : الحوادث الجامعة ، ١٦ ، ١٧. الإسنوي ، طبقات الشافعية ١ / ١٢٤.

(١٣) انظر : ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٣٣٠.

١٣٥

كانت قرى ، لأنه لم يذكرها عندما عدد مدن واسط في النص الأول ، وأنها كانت مرتبطة بالمراكز الإدارية التي تكلمنا عنها من قبل. أما المدن التي جاء ذكرها في النص الأول ، فإنها كانت مراكز ، إدارية ترتبط بها القرى والنواحي التي كانت تقع بالقرب منها.

وكانت «الهمامية» من أعمال واسط (١) فيها «رئيس» (٢) ، وقاض (٣) وعمال (٤) ، وكان في قرية الهرث (٥) قاض (٦) ، ومقطع ، وعمال (٧). مما يدل على أن كلّا من الهمامية والهرث كان مركزا إداريا.

وكان في كل من قرية عبد الله (٨) ، والجازرة (٩) ، وساقية سليمان (١٠) ، قاض ، ومن المحتمل أن هذه الأماكن كانت مراكز إدارية فيها موظفون آخرون إلى جانب القضاة ، غير أن المصادر لا تذكرهم ، لأن المصادر تهتمّ

__________________

(١) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٥٠. ياقوت ، معجم ، ٥ / ٤١٠.

(٢) ن. م ، ٤٥٢. ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ١١٥.

(٣) الحوادث الجامعة ، ٦٢.

(٤) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٨ ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٣٢ ، ٤٥١ ، ٤٥٣ ، ٥٦١.

(٥) يقول الأصبهاني ، الهرث : قرية على نهر الصينية من أعمال واسط. خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٣١. أما ابن الدبيثي ، فقد ذكر أنها من أعمال نهر جعفر ، وكانت تقع على بعد عشرة فراسخ من واسط. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٨ ، ورقة ١٦٨ (كيمبرج). انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٣٩٧. أبو شامة ، الذيل على الروضتين ، ٩.

(٦) ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ٩٨.

(٧) ن. م ، ورقة ٩٨.

(٨) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٢٢٩. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٦ ، ١٣٩. المنذري ، التكملة ، ٢ / ١٢٧ ، ١٢٨. ابن رجب ، الذين على طبقات الحنابلة ، ١ / ٣٠٥.

(٩) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢٩. وجاءت عند ابن النجار باسم «الحادرة» التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٣٩ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(١٠) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٢٢٠. المنذري ، التكملة ، ٢ / ١٤٦. يقول ياقوت : قرية مشهورة من نواحي واسط. معجم البلدان ٣ / ١٧٢.

١٣٦

عادة بالمراكز الإدارية الرئيسية.

وإضافة إلى ما تقدم فقد جاء في المصادر ذكر لعدد من المدن والقرى كانت في منطقة واسط في هذه الفترة ، إلا أننا لم نجد ما يشير إلى أصنافها الإدارية ، أو أنها كانت مرتبطة بمراكز إدارية وهي : هاروت (١) ، جابان (٢) ، والفاخرانية (٣) ، والمحدث (٤) ، ودندنة (٥) ، والشيخ (٦) ، وجاذر (٧) ، وخسروسابور (٨) ، وفم الديل (٩) ، وأم عبيدة (١٠) ، والإسكندرية (١١) ،

__________________

(١) معجم البلدان ، ٥ / ٣٨٨. وذكر أنها كانت تقع إلى الجنوب من واسط. ويسميها السمعاني «هارون» الأنساب ، ٥٨٧ ب.

(٢) معجم البلدان ، ٢ / ٩ ويذكر أنها كانت تقع على نهر جعفر قرب الهرث. ابن عبد الحق ، مراصد الاطلاع ، ٣٠٤.

(٣) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٧٢ (كيمبرج). ويقول ابن النجار إنها كانت قرية من أعمال واسط. التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٦٩ ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(٤) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٤٠ (كيمبرج) وذكر أنها قرية كانت تقع بالقرب من شافيا. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٣٠.

(٥) ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٤٧٨.

(٦) الحوادث الجامعة ، ٤٤٠.

(٧) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ١٦٤. ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٩٢.

(٨) ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٣٧١. ويسميها ياقوت أيضا «خسراوية» و «خسابور» معجم ، ٣ / ٣٧٠ ، ٣٧١ ويذكر أنها كانت تقع على بعد خمسة فراسخ من واسط. ويسميها ابن الدبيثي «خسر سابور» ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٣٢ ، ٢٤٢ ، ويسميها أيضا «خسابور» ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٨١.

(٩) القزويني ، آثار البلاد ، ٤٣١ وذكر أنها قرية من قرى واسط تقع على شاطىء شعبة من دجلة.

(١٠) ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٢ ، ١١٧.

(١١) السمعاني ، الأنساب ، ١ / ٢٣٧. معجم البلدان ، ١ / ١٨٣. وذكر المصدران أنها كانت تقع على دجلة مقابل الجامدة على بعد خمسة عشر فرسخا عن واسط. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢٧ وقد ذكر أنها على دجلة مقابل الجامدة ، وأنها من أعمال واسط.

١٣٧

وكاكس (١) ، وفريث (٢) ، وشلمغان (٣) ، والفراتية (٤) ، وبلدة نهر دقلي (٥) ، وماهنوس (٦) ، ودبيثا (٧) ، وشافيا (٨) ، ودير العمال (٩) ، ونهر أبان (١٠) ، بسما جورجس (١١) وبستان (١٢) ، والحوانيت (١٣).

٣ ـ علاقة واسط بالسلطة المركزية ببغداد :

لقد أصبحت مدينة واسط منذ إنشائها سنة ٨١ ه‍ / ٧٠٠ م مركزا للإشراف على إدارة العراق والمشرق ، وقد احتفظت بأهميتها الإدارية هذه حتى سقوط الدولة الأموية سنة ١٣٢ ه‍ / ٧٤٩ م (١٤).

__________________

(١) ياقوت ، معجم البلدان ، ٤ / ٤٣٢.

(٢) ن. م ، ٤ / ٢٥٩.

(٣) ن. م ، ٣ / ٣٥٩.

(٤) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢٥.

(٥) ن. م ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٥. ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣.

(٦) الصفدي ، نكت الهميان ، ٩٩.

(٧) ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٤٣٧. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٠ أ.

(٨) معجم البلدان ، ٣ / ٣١٠. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٣ ، ورقة ١٤٠ ، ١٦٦ (كيمبرج). ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ١ ، ٧٥. ويسميها كل من ياقوت والسلفي «شيفيا». معجم البلدان ، ٣ / ٣٨٥. معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٦٢ ب. وقد ذكرت هذه المصادر أنها من قرى واسط من ناحية نهر جعفر وتقع على بعد سبعة فراسخ شرق واسط.

(٩) ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ٥٩. سهراب ، ١١٨.

(١٠) الطبري ، ٩ / ٥٢٢. ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ٥٩. سهراب ، ١١٨. الهمداني ، تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ١٣٣ ، ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٣٣٩. ويسميها ابن رسته «نهر بين» الأعلاق النفيسة ، ١٨٤.

(١١) ذيل (مخطوطة) ورقة ١٦٨ (كيمبرج) وذكر أنها تقع بالقرب من الهرث.

(١٢) البكري ، معجم ما استعجم ، ١ / ٢٤٩. ويذكر أنها قرية كانت تقع إلى الجنوب من واسط.

(١٣) ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٢. الطبري. ٩ / ٥٢١ ـ ٥٢٣ ، ٥٢٥. ابن خرداذبة ، المسالك والممالك ، ٥٩. سهراب ، ١١٨.

(١٤) عن أهمية واسط الإدارية انظر : عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ٩٩.

١٣٨

وعندما أنشئت عاصمة الخلافة بغداد سنة ١٤٩ ه‍ / ٧٦٦ م أصبحت مدينة واسط تابعة لبغداد من الناحية الإدارية ، وقد ظلت واسط تتبع بغداد إداريا طيلة العصر العباسي خلا بعض الفترات (١) ، علما بأن هناك مدنا في العراق والجزيرة قد استقلت عن بغداد مثل الموصل (٢) ، وتكريت (٣) ، وأربيل (٤) ، وحديثة (٥) ، والحلة (٦) ، والأحواز (٧).

ومما لا شك فيه أن أهمية واسط الاقتصادية والعسكرية هي التي أدت إلى اهتمام العباسيين ، ومن ثم البويهيين ، والسلاجقة بها ، كما أن سلطات الولاة المالية والعسكرية في هذه المدينة كانت محدودة لا تساعدهم على الاستقلال عن بغداد.

٤ ـ الوظائف الإدارية بواسط :

الوالي : لقد أشارت المصادر إلى ولاة واسط في الفترة (١٣٢ ـ ٣٢٤ ه‍ / ٧٤٩ ـ ٩٣٥ م) (٨) إلا أن هذه المصادر لم تزودنا بأية معلومات عن كيفية اختيار هؤلاء الولاة وتعيينهم. أما عمل هؤلاء الولاة فكان يقتصر على قيادة جيش الولاية وحفظ الأمن والنظام فيها (٩).

__________________

(١) انظر : الفصل الأول.

(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٦٦. أبو شجاع ، ذيل تجارب الأمم ، ١٧٩. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٧٥.

(٣) الغساني ، العسجد المسبوك ، ٢٠٧ (المطبوع).

(٤) سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ٦٨٠.

(٥) ن. م ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ٤٠١. الغساني ، العسجد المسبوك ، ٢١٠ (المطبوع).

(٦) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ١٣٢.

(٧) سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ص ٦٨٠.

(٨) انظر : بحشل ، تاريخ واسط ، ١١٢. ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ٢ / ١٣١. وكيع ، أخبار القضاة ، ٣ / ٣١٢. طبقات ابن سعد ، ج ٧ ، ق ٢ ، ٦٣. الطبري ، ٧ / ٦٣٦ ، ٨ / ٥٣٠ ، ٩ / ٣٦٣ ، ٥٣٤ ، ٥٣٩ ، ١٠ / ٧٧. الصابي ، الوزراء ، ٤٩ ، : ١٤٩. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٥ / ٥٦٤ ، ٧ / ٣١٥. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ٢٤ ، ١٨٢.

(٩) الطبري ، ٨ / ٥٣٠ ، ٩ / ٥٣٤.

١٣٩

أما في عصر إمرة الأمراء (٣٢٤ ـ ٣٣٤ ه‍ / ٩٣٥ ـ ٩٤٥ م) فقد كان أمير الأمراء هو الذي يعين ولاة واسط (١).

ولما استولى البويهيون على بغداد سنة ٣٣٤ ه‍ / ٩٤٥ م أصبح أمراء بني بويه هم الذين يعينون ولاة واسط (٢) ، وكان الوالي في هذا العصر يتولى الحرب والخراج (٣).

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المعلومات عن ولاة واسط في هذا العصر قليلة وغير مستمرة (٤). وسبب ذلك ـ على ما نظن ـ يرجع إلى اضطراب الحياة السياسية في العراق من جراء النزاع القائم بين أمراء البيت البويهي ، فقد أشارت المصادر إلى أن مدينة واسط كانت قد تعرضت للاحتلال مرات عديدة من قبل الأمراء المتنازعين (٥) ، فتعرض عدد من ولاة هذه المدينة إلى العزل من قبل هؤلاء الأمراء وذلك من جراء مشاركتهم في الصراع القائم بين الأمراء ، ثم إن بعض الأمراء البويهيين أقاموا بواسط واتخذوها مركزا لإدارتهم للعراق (٦).

__________________

(١) الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ٢٠٥.

(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٦٠ ، ٢٨٧ ، ٣٤٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣٧٦. ويذكر مسكويه أن الوزير محمد بن بقيّة قلد الحسن بن بشر الراعي في سنة ٣٦٤ ه‍ واليا على واسط ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٥٨.

(٣) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٦٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٥١٧. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٤٥١ (حرف الميم).

(٤) انظر : الملحق.

(٥) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٢٩ ، ٣٣٢. أبو شجاع ، ذيل تجارب الأمم ، ١٢٦ ، ١٢٨. الهمداني ، تكملة تاريخ الطبري ، ١ / ٢١٥. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ٣٠١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٦٤٣ ، ٦٤٤ ، ٩ / ٤٨ ، ٣١٨ ، ٣٤٦ ، ٣٧٤ ، ٣٧٦ ، ٤٥٣.

(٦) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٩٢. ابن حمدون ، التذكرة الحمدونية (مخطوطة) ج ١٢ ، ورقة ١٦٠. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٦٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٤٥ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ١٠٤ ، ١١٥ ، ١٤١ ، ١٩٦.

١٤٠