واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

ويذكر صاحب كتاب الحوادث الجامعة أنه في سنة ٦٤٢ ه‍ / ١٢٤٤ م أنشأ أبو حفص عمر بن إسحاق الدورقي رباطا في الجانب الشرقي من المدينة وأسكن فيه جماعة من الفقراء ورتب فيه مقرئا للقرآن الكريم ومحدثا وإماما وأجرى عليهم الجرايات اليومية والشهرية ، ثم أنشأ رباطا آخر قرب المدرسة الشرابية (١).

وكانت بعض الربط مسكنا لأهل الشعر والأدب ، فقد ذكر الأصبهاني أن الشاعر أبا الفرج العلاء بن علي بن محمد بن السوادي الواسطي كان يسكن في رباط قراجة ، وكان الأصبهاني يلتقي به بواسط فأشار إلى فضله على الأدب هناك (٢).

ويتضح من النصوص التاريخية أن الربط في هذه المدينة كانت أهلية ينشئها الزهاد والمتصوفة وليس لدينا ما يشير إلى أن الدولة قد أنشأت رباطا فيها ، ويكون للرباط عادة شيخ وخادم (٣) ونجد إشارة إلى رتبة شيخ الشيوخ (٤) الذي كان يتولى ـ على ما يبدو ـ تعيين الشيوخ في الربط العائدة له والأشراف عليهم وكان يوصي بتعيين من يخلفه بعد وفاته (٥).

أما عن المشاهد فيبدو أنها أسهمت هي الأخرى في حركة التعليم والتأليف والإجازة في هذه المدينة ، فقد وجد بخط أحمد بن محمد بن أحمد ثبت قراءته وسماع آخرين معه على الشيخ الإمام أبي العباس أحمد

__________________

(١) المؤلف مجهول ، ٢٥٤. انظر : ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٢٦٧ ، ٢٦٨.

(٢) خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٩٠.

(٣) انظر : الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٩٣. ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣.

(٤) ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣.

(٥) ن. م ، ١١٣.

٢٤١

ابن سالم بن ملكتويه (١) البرجوني (ت ٥٨٧ ه‍ / ١١٩١ م) لكتاب «تاريخ واسط» لأسلم بن سهل الرزاز الواسطي في ١١ ربيع الآخر سنة ٥٨٧ ه‍ بمشهد سعيد بن جبير (٢).

ه ـ الدور :

لقد أسهمت دور العلماء بواسط بنشر الثقافة في هذه المدينة ، حيث اتخذ بعضهم داره الخاصة مكانا للتعليم ، وسوف نرى من خلال البحث أن هذا النوع من التعليم ظهر بواسط قبل ظهور المدارس فيها ، وأنه استمر حتى بعد إنشاء المدارس وانتشارها فيها. وقد وردت في المصادر أخبار غير قليلة عن دورها الثقافي منها : يذكر القفطي أنه عندما جاء أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي اللغوي (ت ٣٧٢ ه‍ / ٩٨٢ م) إلى واسط نزل في دار الشريف أبي علي الجواني نقيب العلويين بواسط ، قصده العلماء فأملى عليهم دروسا سماها «الواسطية» (٣).

وأن الشيخ أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد العطار الواسطي المقرىء ، قرأ القرآن الكريم عليه جماعة في منزله سنة ٤٠٤ ه‍ / ١٠١٣ م (٤).

ولما استوطن الوزير أبو العلاء محمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي (٥) (ت ٥٠٠ ه‍ / ١١٠٦ م) واسط ، انقطع في منزله فقصده الناس

__________________

(١) جاء مصحفا ، والصحيح ما أثبتناه هنا. انظر : ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٧ ، ورقة ١٦٦ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٨٢ ، ٦ / ١٤٣.

(٢) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٦.

(٣) إنباه الرواة على إنباه النحاة ، ٢ / ٣٤٠.

(٤) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ١٠٣.

(٥) أصله شيرازي ، تولى الوزارة في الأحواز مدة ثم قدم بغداد بعد سنة ٤٤٠ ه‍ وسمع الحديث بها وحدث. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣٣.

٢٤٢

للقراءة والسماع عليه إلى حين وفاته (١).

وكان بيت أبي علي أحمد بن محمد بن جعفر بن مختار الواسطي النحوي المحدث (ت ٥٠١ ه‍ / ١١٠٧ م) مألفا لأهل العلم كما يقول ياقوت (٢).

وكان أبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي المقرىء (ت ٥٢١ ه‍ / ١١٢٧ م) يقرىء الناس القرآن الكريم في داره ويمنحهم الإجازات (٣).

وأن الشيخ أبا طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني (ت ٥٧٩ ه‍ / ١١٨٣ م) أملى ودرّس الحديث بداره (٤).

٢ ـ العلوم الدينية :

أ ـ علم القراءات :

لقد أصبحت واسط في هذه الفترة ـ موضوع البحث ـ من المراكز الثقافية المهمة في العالم الإسلامي لتدريس القرآن الكريم وعلومه المختلفة ، وكانت لا تقل أهمية ونشاطا عن بغداد في هذا الجانب العلمي ، فقد برز فيها عدد من القراء الكبار كانوا على جانب كبير من المعرفة بقراءة القرآن الكريم وعلومه.

ويظهر مما جاء في المصادر أن القراءات السبع هي التي كانت معتمدة في قراءة القرآن الكريم بواسط ، وخاصة قراءة عاصم (٥) وذلك لأن

__________________

(١) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣٣.

(٢) معجم الأدباء ، ٥ / ٥٩ ـ ٦٠. انظر : القفطي ، إنباه الرواة ، ١ / ١٣٣. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ١٩٦. السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٣٦٤.

(٣) القزويني ، آثار البلاد وأخبار العباد ، ٤٧٩.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٥ ، ٩٦.

(٥) عاصم بن أبي النجود (ت ١٢٧ ه‍) كان أحد القراء السبعة انتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة. قرأ القرآن الكريم بالكوفة على أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذ ـ ـ القراءة عن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٤٥ ـ ٤٩ ، ٧٣ ـ ٧٧. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٤٧ ، ٤١٣.

٢٤٣

أوائل القراء في هذه المدينة كانوا قد قرأوا القرآن الكريم على تلامذته في الكوفة وعلى أبي بكر بن مجاهد (١) ببغداد (٢). هذا وسوف نرى من خلال البحث أن القراءات العشر كانت معتمدة في قراءة القرآن الكريم أيضا.

وقد برز بواسط عدد من شيوخ القراء منهم : أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله الحضيني (ت ٣٦٧ ه‍ / ٩٧٧ م) الذي كان شيخ الإقراء بواسط (٣) قرأ القرآن الكريم على أبي بكر بن مجاهد (٤) ، ومحمد بن جعفر بن خليل وأحمد بن سعيد الواسطي (٥) ، وأبي أحمد العباس بن الفضل بن جعفر الواسطي وآخرين (٦) ثم تصدّر لإقراء القرآن الكريم بجامع واسط ـ كما أشرنا سابقا ـ وقرأ عليه عدد من شيوخ القراء بواسط وبغداد منهم أبو إسحاق الرفاعي الواسطي ، وأبو بكر أحمد ابن المبارك الواسطي ، ومحمد بن الحسين الكازريني وغيرهم (٧) وقرأ أبو

__________________

(١) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (ت ٣٢٤ ه‍) كان شيخ القراء ببغداد. صنف كتاب «السبعة في القراءات» ابن النديم ، الفهرست ، ٣١. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ٢٨٢. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ١٣٩.

(٢) انظر : الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٢ / ٣٩٧. سؤالات السلفي ، ٢٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ١٦٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٢ ، ٢١٩ ، ٣١٣ ، ٣١٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ١٥٨ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٥٠٦ ، ٢ / ١١٧ ، ٤٠٤ ، ٤٠٥.

(٣) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٩٧.

(٤) سؤالات السلفي ، ٢٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٩٧.

(٥) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٥٧ ، ٣٥٤ ، ٣٩٧.

(٦) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٥٤.

(٧) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٩٨.

٢٤٤

علي المعروف بغلام الهراس الواسطي على أبي إسحاق الرفاعي على قراءته عليه (١). ألف كتابا في القراءات (٢).

وأبو علي حسن بن القاسم بن علي الواسطي المعروف بغلام الهرّاس (ت ٤٦٨ ه‍ / ١٠٧٥ م) الذي وصف بأنه «شيخ القراء ومسند العراق» (٣) و «إمام الحرمين» (٤) و «طبقة العصر» (٥) قرأ القرآن الكريم بواسط على أبي إسحاق الرفاعي (٦) ، وأبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله العلوي (٧) ثم رحل في طلبه إلى بغداد والكوفة والبصرة ومكة وحران ودمشق ومصر (٨).

وتشير المصادر إلى أنه تصدر للإقراء بجامع دمشق مدة مع شيوخه الذين درس عليهم (٩) ، وأنه أقام بمصر «فرحل الناس إليه من كل ناحية» (١٠) ولما عاد إلى واسط تصدر للإقراء في المسجد الجامع وتتلمذ عليه عدد من

__________________

(١) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠.

(٢) ن. م ، ١ / ٢٧٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٣٩٨.

(٣) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٤. انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٨.

(٤) السمعاني ، الأنساب ، ٤١٣ ب. سؤالات السلفي ، ٦٢. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٥. العبر ، ٣ / ٢٦٦. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ١٢ / ٢٠٤.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ٤١٣ ب. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٦. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ١٢ / ٢٠٤.

(٦) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠.

(٧) سؤالات السلفي ، ٦٠. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٨.

(٨) سؤالات السلفي ، ٦٠. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٤ ، ٣٤٥. العبر ، ٣ / ٢٦٦. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٨ ، ٢٢٩. انظر : السمعاني ، الأنساب ، ٤١٣ ب. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٢٢ ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(٩) سؤالات السلفي ، ٦١. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٤ ، ٣٤٥.

(١٠) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٩.

٢٤٥

شيوخ القراء في هذه المدينة منهم أبو العز القلانسي ، وأبو المجد محمد ابن محمد بن جهور ، وأبو القاسم علي بن علي بن شيران (١) «ورحل إليه الناس من الآفاق وقرأوا عليه» (٢).

أقرأ كتاب «الكفاية في القراءات العشر» لأبي العز القلانسي (٣) ، وأسند قراءة أبي عمرو (٤) عن أبي قرة عن أبي بكر بن مجاهد «ولم يكن في عصره من يشاركه في ذلك» كما يقول السمعاني (٥).

ومن كبار القراء في هذه المدينة الشيخ أبو العز محمد بن الحسين بن بندار الواسطي المعروف بالقلانسي (ت ٥٢١ ه‍ / ١١٢٧ م) الذي كان «بصيرا بالقراءات وعللها وغوامضها عارفا بطرقها عالي الإسناد» (٦) و «أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن» (٧) و «مقرىء العراق» (٨).

قرأ القرآن الكريم بواسط على أبي علي غلام الهرّاس وآخرين (٩) ثم

__________________

(١) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٦.

(٢) سؤالات السلفي ، ٦٢. انظر : السمعاني ، الأنساب ، ٤١٣ ب. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٤٣ أ ، ب. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٦. العبر ، ٣ / ٢٦٧. الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ١٢ / ٢٠٤.

(٣) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٤٥. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٩. ويذكر الذهبي أنه صنف في القراءات. العبر ، ٣ / ٢٦٧.

(٤) هو : أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي البصري ، أحد القراء السبعة كان أعلم الناس بالقرآن الكريم والعربية والشعر ، توفي سنة ١٥٤ ه‍ وقيل ١٥٦ ه‍ وقيل ١٥٩ ه‍. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٦٦ ـ ٤٦٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٨٣.

(٥) الأنساب ، ٤١٣ ب.

(٦) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤. العبر ، ٤ / ٥٠.

(٧) سؤالات السلفي ، ٥١. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٥. انظر : الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٣٢٠.

(٨) الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤ ، انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ١٢٨.

(٩) سؤالات السلفي ، ٥١. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ١٢٨.

٢٤٦

رحل في طلبه سنة ٤٦١ ه‍ / ١٠٦٨ م إلى بغداد (١) ثم إلى «أوانا» وقرأ بها على أبي الفوارس محمد بن العباس الصريفيني ، وأسند عنه في قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي من رواية أبي بكر بن عياش عنه (٢) ، ولما عاد إلى واسط تصدر للإقراء ، وتتلمذ عليه عدد من شيوخ القراء في هذه المدينة منهم أبو الفتح المبارك بن زريق الحداد ، وهبة الله بن قسام ، وأبو بكر عبد الله بن منصور الباقلاني (٣) «ورحل الناس إليه من الأقطار» (٤) وأشارت المصادر إلى أنه أقرأ القرآن الكريم ببغداد (٥). ومما يدل على سعة علم القلانسي ومعرفته بعلم القراءات أنه ألف كتبا في ذلك منها : كتاب «الإرشاد في قراءة العشرة» (٦) وكتاب «الكفاية» (٧) وقد أشار ابن الجزري

__________________

(١) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ٨. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٦ / ٩٨. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ١٢٩.

(٢) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٠٥. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٣٨ ، ٣٨٤.

(٣) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٣. ابن نقطة ، إكمال الإكمال ، (مخطوطة) ورقة ١٧٠ ب. التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ١٢٩.

(٤) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢. انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١٠ / ٨. القزويني ، آثار البلاد ، ٤٧٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٣٨٤. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٦ / ٩٧ ، ٩٨. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ١٢٩.

(٥) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٥٠ ، ٩٤ ، ورقة ١٣٩ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ٧٠ أ. الصفدي ، نكت الهميان ، ١٤٥ ، ٢١٤. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ٢ ، ورقة ٤٤٣.

(٦) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٩ ، ٢ / ١٢٨. وأضاف «وهو مختصر كان عند العراقيين كالتيسير عندنا». وكتاب «التيسير في القراءات السبع» هو للإمام ابن عمرو الداني ، المتوفى سنة ٤٤٤ ه‍. كشف الظنون ، ١ / ٥٢٠.

(٧) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٩ ، ٢ / ١٢٨ وذكر أنه كان أكبر من كتاب الإرشاد ، وجاء اسمه في خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ حاشية (١) «الكفاية في القراءات».

٢٤٧

إلى أنه قرأ هذين الكتابين ودرّسهما وحصلت له رواية «الإرشاد في العشر» (١) وجاء في المصادر أنه ألف كتبا أخرى هي : «إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في علم القراءات» (٢) ولهذا الكتاب نسخ خطية في مكتبات العالم (٣). وكتاب «التبصرة» (٤) وكتاب «اختلاف القراء» (٥).

ومما يشير إلى منزلة القلانسي العلمية وشهرته في بلدان العالم الإسلامي ما ذكره ابن الدبيثي ، أنه وردت إلى أبي العز القلانسي رقعة فيها سؤال عن بيتين من الشعر من بلاد الغرب ، وكان قد وقف قراءهم عليهما فلم يستطع أحد منهم الإجابة فلما قرأها القلانسي كتب الجواب كاملا (٦).

ومن القراء الكبار أيضا أبو الفتح نصر الله بن علي بن منصور المعروف بابن الكيّال الواسطي (ت ٥٨٦ ه‍ / ١١٩٠ م) الذي وصف بأنه كان

__________________

(١) غاية النهاية ، ٢ / ١٢٨.

(٢) البغدادي ، هدية العارفين ، ٢ / ٨٥. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ حاشية (١).

(٣) منها نسخة خطية في «المكتبة الظاهرية بدمشق برقم علوم قرآن» ١٣٥ و ١٦. ونسخة في دار الكتب الوطنية ببرلين. خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، حاشية (١).

(٤) الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١٠٣ حاشية (٢). الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ حاشية (١).

(٥) البغدادي ، هدية العارفين ، ٢ / ٨٥. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ حاشية (١). ومنه نسخة خطية في «المكتبة الظاهرية بدمشق برقم ٧٥ ـ ١٢٤» خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، حاشية (١).

(٦) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٤ ، ورقة ٦٠ (كيمبرج) والبيتان هما :

سألتكم يا مقرىء الناس كلهم

سؤالا وما للحبر من علمه بدّ

عن اسمين ذا مدوا وما المد أصله

وذا لم يمدوه ومن أصله المدّ

فكتب : «أما الاسم الذي مدوه وما أصله المد» فمدائن «وأما الذي لم يمدوه ومن أصله المد فمعايش» انظر : ن. م ، ورقة ١٤٤ ، ورقة ٦٠ (كيمبرج).

٢٤٨

«شيخ الإقراء بواسط» (١) قرأ القرآن الكريم بالروايات العشر بواسط على أبي القاسم علي بن علي بن شيران وآخرين (٢) ، ثم قدم إلى بغداد في سنة ٥٢٣ ه‍ / ١١٢٨ م وقرأ القرآن الكريم على أبي عبد الله الحسين بن محمد البارع ، ودرس الفقه الحنفي ، وسمع الحديث (٣) ثم عاد إلى واسط وأقرأ القرآن الكريم بالقراءات العشر ، قرأ عليه كل من مرجا بن شقيرة ، وأبي طالب عبد الرحمن بن عبد السميع ، وعمر بن عبد الواحد وعلي بن مسعود ابن هياب (٤) وابن الدبيثي (٥).

وقصده الطلبة من بغداد للقراءة عليه (٦) ويذكر الذهبي أنه أقرأ القرآن ببغداد (٧) ألف كتاب «المفيدة في القراءات العشر» (٨).

وأبو بكر عبد الله بن منصور بن عمران الواسطي المعروف بابن الباقلاني (ت ٥٩٣ ه‍ / ١١٩٦ م) الذي كان «مسند القراء بالعراق» (٩) و «شيخ أهل واسط في القراءة ومعرفة التلاوة والقرآن» (١٠) قرأ القرآن الكريم

__________________

(١) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٤٦. انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٣٩.

(٢) المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٤٦. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٠٩. معرفة القراء ، ٢ / ٤٤٦. القرشي ، الجواهر المضيئة ، ٢ / ١٩٨.

(٣) المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٤٨. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢٠٩. معرفة القراء ، ٢ / ٤٤٦. القرشي ، الجواهر المضيئة ، ٢ / ١٩٨. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ٣٣٨.

(٤) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٥. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٤٦ ، ٥٠٢. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٤٠.

(٥) الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ٢١٠.

(٦) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٥.

(٧) معرفة القراء ، ٢ / ٥٠٢.

(٨) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٤٦ ، ٥٠٢. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٤٠.

(٩) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠. العبر ، ٤ / ٢٨١. انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦١.

(١٠) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩.

٢٤٩

بالقراءات بواسط على أبي القاسم علي بن علي بن شيران ، وأبي العز القلانسي (١) وانفرد برواية القراءات العشر تلاوة عن القلانسي (٢). ثم سمع الحديث من كبار المحدثين (٣) ، وقدم بغداد وقرأ القرآن الكريم على عدد من المقرئين وسمع الحديث ، ثم عاد إلى واسط وتصدر للإقراء بالمسجد الجامع أكثر من أربعين سنة (٤) «وانتهى إليه علوّ الإسناد ورحل إليه الطلبة وطار ذكره وبعد صيته» (٥).

قرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات بواسط كل من أبي الفرج بن الجوزي ، وابنه يوسف وأبي عبد الله ابن الدبيثي وعلي بن باسويه الواسطي والحسن بن أبي الحسن الطيبي ، والمرجا بن شقيرة ، والشريف أبي البدر محمد بن عمر بن الداعي الرشيدي الواسطي وهو آخر من روى القراءات عنه ، وغير هؤلاء (٦).

__________________

(١) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ٤٥٤. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٦. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦٠.

(٢) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩. سبط ابن الجوزي ، مرآة الزمان ، ج ٨ ، ق ٢ ، ٤٥٤. المنذري ، التكملة ٢ / ٧٧. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون (مخطوط) ، ورقة ٢٩.

(٣) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٧. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦٠.

(٤) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٧. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠ ، ٤٥٢. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦٠.

(٥) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠. انظر : ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٨ ، ١٥٢ ، ١٨٥. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٤ ، ورقة ١٩٠ ب. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٣١٦ ، ٥ / ٣٤٦ ، ٦ / ١٤٤. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦١.

(٦) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٠. الداودي ، طبقات المفسرين ، ١ / ٢٧٤ ، ٢ / ٣٨٠.

٢٥٠

ويذكر الذهبي نقلا عن ابن عساكر قوله إن ابن الباقلاني «قدم دمشق وأقرأ بها على كتاب الغاية لابن مهران وتفسير الوسيط للواحدي» (١).

واهتم ابن الباقلاني بالحديث فقد أشارت المصادر إلى أنه حدث بواسط وبغداد بسنن أبي داود (٢).

ويتضح مما تقدم أن ابن الباقلاني اعتمد في تدريسه للقرآن الكريم على مؤلفات أستاذه أبي العز القلانسي وآخرين ، فعلى الرغم من منزلته العلمية ونشاطه لم نسمع أنه ألف كتابا في علوم القرآن الكريم (٣).

والشيخ أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد بن زريق الحداد الواسطي (ت ٥٩٦ ه‍ / ١١٩٩ م) إمام المسجد الجامع بواسط (٤) الذي كان «رأسا في معرفة الفن» (٥) قرأ القرآن الكريم بواسط على والده وآخرين وسمع الحديث ، ثم قدم بغداد وقرأ القرآن الكريم على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي سبط الشيخ أبي منصور الخياط ، وسمع الحديث (٦) ثم عاد إلى واسط وأقرأ القرآن الكريم بالقراءات ، وقرأ عليه كل من أبي عبد الله ابن الدبيثي (٧) والشريف أبي البدر ابن الداعي الرشيدي الواسطي

__________________

(١) معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٢. انظر : ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤٦١.

(٢) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٢ نقلا عن ابن نقطة. انظر : ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩ ، ورقة ١٦ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ٢ / ٧٨ ، ٦ / ٣١٣. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٨٧٩.

(٣) يذكر ابن نقطة أن أبا الفرج بن الجوزي قرأ كتاب «الإرشاد في قراءة العشرة» على ابن الباقلاني بواسط. التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ.

(٤) المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٣٠. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٣٣. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٧. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٩٧ (كتاب الميم). ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٥) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٢.

(٦) المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٢٩. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٧. معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٢. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٩٧ ، (كتاب الميم). ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٧) الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٨. معرفة القراء ، ٢ / ٤٥٢ ، ٤٥٣.

٢٥١

وآخرين (١). ألف كتاب «الخيرة في القراءات العشر» (٢).

ويبدو أن أبا جعفر كان قد اهتم أيضا بالحديث فقد أشارت المصادر إلى أنه حدث بواسط وبغداد والموصل (٣).

والشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي المكارم الواسطي المعروف بابن دولة (ت ٦٥٣ ه‍ / ١٢٥٥ م) قرأ القرآن بواسط على أبي العز عبد السميع بن عبد العزيز بن غلاب الواسطي ، وأبي الحسن علي بن مسعود بن هياب الواسطي عن قراءتهم على هبة الله بن قسام عن أبي العز القلانسي ، روى عنه القراءة حسن بن صالح القوساني وعلي بن عبد العزيز بن محمد الأربلي. ألف كتاب «المبهرة في القراءات العشرة» وكتاب «المغنية في العشر» نظما (٤).

وبالإضافة إلى ما تقدم فقد ظهر في هذه المدينة عدد آخر من القراء (٥).

__________________

(١) الذهبي ، معرفة القراء ، ٤٥٣. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٢) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٤١.

(٣) المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٢٩. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ٣ / ١٧٨.

(٤) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ١٣١ ، ٣٨٧.

(٥) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٢ / ٣٩٧. انظر عنهم مثلا : السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٤٣ أ ، ب ، ٢٠٨ ب. سؤالات السلفي ، ٥ ، ١٦ ، ١٩ ، ٢٧ ، ٣٨ ، ٤٢ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٧ ، ٦٤ ، ٧٥ ، ٩٧ ، ١٠٥. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢ ، ١٨ ، ٣٨ ، ٧٩ ، ١٨٨ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٧ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢٧٦ ، ٢٨٢ ، ج ٣ ، ق ١ ، ورقة ٤٦ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١١ ، ٣٣ ، ١١١ ، ١٢٧ ، ١٤٤ ، ١٩٣ ، ٢١٠ ، ٢١٤ ، ورقة ١٨ ، ٤٤ ، ٦٠ ، ٧٦ ، ١٠٨ ، ١٢٨ ، ١٦٦ (كيمبرج) ، ١ / ١١٥ ، ١٤٢ ، ٢٢٢ (المطبوع). ابن النجار ، تاريخ المجدد ، (مخطوطة) ورقة ٤٣ ب ، ٨٢ أ ، ١٢١ ب (نسخة مكتبة الدراسات العليا) ج ١٠ ، م ٢ ، ورقة ٥٧ أ ، ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٢٨ أ. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٧ أ ، ٨٢ أ ، ١٤٤ ب ، ١٤٥ أ ، ١٧٠ ب. المنذري ، التكملة ، ١ / ١٧٥ ، ٢ / ٤٦ ، ٤٧ ، ٧٦ ، ٨٦ ، ١٨٦ ، ٢٢٨ ، ٣ / ٢٨٠ ، ٣٤٨ ، ٤ / ١٢ ، ٨٢ ، ٥ / ١٢ ، ٨٣ ، ٣٢٨ ، ٦ / ١٤٣ ، ١٤٤. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٣٣ ، ١٩٩.

٢٥٢

من الأمثلة القليلة التي ذكرناها والتي هي نماذج فقط لسواها مما حفلت به المصادر نرى أنه ظهر بواسط عدد من كبار القراء الذين قرأوا القرآن الكريم في هذه المدينة ثم رحلوا في طلبه إلى بلاد كثيرة ، وتصدر بعضهم لإقرائه هناك وتتلمذ عليهم عدد من القراء في تلك البلدان ثم عادوا إلى واسط ، وتصدروا لإقراء القرآن الكريم ، وقد اعتمد هؤلاء القراء القراءات السبع ، والقراءات العشر في قراءاتهم. وقد نال هؤلاء القراء منزلة علمية وشهرة واسعة فشدّ الرحال إليهم عدد من طلبة العلم من شتى أنحاء العالم الإسلامي للقراءة عليهم والحصول على إجازاتهم العلمية.

وقد بلغ البعض منهم من سعة العلم والمعرفة بعلم القراءات أنهم ألفوا كتبا في ذلك اعتمدها القراء في تدريسهم بواسط ومدن أخرى ، ولا يزال للبعض منها نسخ خطية في مكتبات العالم ، ويدل هذا على أن علماء هذه المدينة كانوا قد أسهموا في هذا العلم إلى جانب العلماء المسلمين الذين اهتموا فيه.

ب ـ علم الحديث :

كان اهتمام بالحديث أهم ما يميز الحركة الفكرية بواسط ، فقد قدم إلى هذه المدينة عدد من الصحابة والتابعين واستوطنوها منذ تأسيسها وحدثوا فيها ، وقد سمع الحديث عليهم عدد من أهل واسط ورووا عنهم (١) ، ثم تناقلته الأجيال في هذه المدينة مما أدى إلى ظهور مجموعة كبيرة من العلماء الذين تخصصوا بالحديث ، وقد أوردت المصادر أسماء

__________________

ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ١٦٩ (كتاب الكاف) ٥ / ٤٥٨ (كتاب الميم). الذهبي ، معرفة القراء ، ١ / ٢٧٠ ، ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٢ / ٤٥٢ ، ٤٥٦ ، ٥٠٠ ، ٥٠١. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٧٦ ، ١٠١ ، ١٦٠ ، ١٩٩ ، ٢٢٨ ، ٢٤٠ ، ٤١٧ ، ٤١٨ ، ٥٩٤ ، ٢ / ٤١ ، ٣٥٢. السيوطي ، بغية الوعاة ، ٢ / ٣٢٦.

(١) انظر : بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٧ ـ ٤٨.

٢٥٣

عدد من هؤلاء المحدّثين (١).

وقد رحل إلى واسط عدد من العلماء وطلاب الحديث من شتى أنحاء العالم الإسلامي لسماع الحديث من مشايخها والقراءة عليهم (٢) ، كما

__________________

(١) انظر : بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٧ ـ ٢٩٢. ابن سعد ، الطبقات ، ج ٧ ، ق ٢ ، ٥٩ ـ ٦٣. خليفة بن خياط ، الطبقات ، ٢ / ٣٢٦. ابن حبان ، مشاهير علماء الأمصار ، ١٧٦ ـ ١٧٨. الطوسي ، رجال الطوسي ، ١١٩ ، ٢٠٠ ، ٢١١ ، ٢١٨. الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٧٣ ، ٧٧ ، ١٣٠ ، ٢٣٠ ، ٣٠٥ ، ٣٠٧ ، ٤ / ١٣٨ ، ١٣٩ ، ٢١١ ، ٢٣٦ ، ٤٠٢ ، ٥ / ١٨١ ، ١٨٢ ، ٢٣١ ، ٣٤٧ ، ٣٥٥ ، ٦ / ٥ ، ١١٤ ، ١٢٠ ، ٣١٩ ، ٧ / ٨٤ ، ١٢٩ ، ١٧٩ ، ٢٣٨ ، ٢٦٥ ، ٣٠٥ ، ٨ / ٦ ، ١٦٠ ، ٢٢١ ، ٢٩٤ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٩ / ٥٠ ، ٣٤٣ ، ١١ / ٦٨ ، ١٠٤ ، ١٣٠ ، ٣١٤ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٤٢٢ ، ١٢ / ٤٧ ، ٢٤٠ ، ٢٤٧ ، ١٣ / ٩٤ ، ٩٥ ، ٢٢٤ ، ٢٦٤ ، ٤٢٤ ، ٤٥٧ ، ٤٦٠ ، ٤٦٥ ، ١٤ / ٨٥ ـ ٩٤ ، ٢٨٨ ، ٣١٤ ، ٣١٩ ، ٣٣٧ ـ ٣٤٧. الرحلة في طلب الحديث ، ١٥٥. ابن ماكولا ، الإكمال ، ١ / ٣٢٣ ، ٣٥١ ، ٣٥٣ ، ٢ / ١٥٠ ، ٣١٥ ، ٣١٦ ، ٤٤٢ ، ٥٠١ ، ٥٥١ ، ٥٥٢ ، ٣ / ١٠٤ ، ٢٠٢ ، ٤ / ١٢٥ ، ١٦٥ ، ١٧٩ ، ٤٤٩ ، ٦ / ٢٣٣ ، ٣٩٣. السمعاني ، الأنساب ، ٢٨٥ أ ، ٣٦٨ أ ، ٣٨١ ب ، ٣٦٤ أ ، ٤٢٦ أ ، ٤٥٤ ب ، ٤٩٢ أ ، ٥٠٥ ب ، ٥٣١ أ ، ٦ / ٢٢٦ ، (المطبوع). سؤالات السلفي ، ٨٩ ، ٩٠ ، ٩٢ ـ ٩٥. ابن الجوزي ، صفة الصفوة ، ٣ / ١١ ـ ٢٠. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٩٨ ب ، ١٩٩ أ. التقييد (مخطوطة) ورقة ٤٤ أ ، ٥١ أ ، ٥٨ أ ، ١١٤ أ ، ذيل (مخطوطة) ورقة ٣ ، ١٦٢ ، ١٧٦ (كيمبرج). ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ١ ، ورقة ٤ ب ، ٣٤ أ ، ورقة ٣٣ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا). الذهبي ، تاريخ الإسلام ، ٤ / ٢٥٨ ، ٥ / ٥٤ ، ٨٥ ، ١١٤ ، ١٢٢ ، ١٩٤ ، ١٩٦. دول الإسلام ، ٧٣ ، ١٣١ ، الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ٩ / ٢٨٠. الحنبلي ، شذرات الذهب ، ١ / ١٦٠.

(٢) انظر : الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٣ / ١٣٠. الرحلة في طلب الحديث ، ٢٠١. السمعاني ، الأنساب ، ٣٦٤ أ ، ٣٧٦ ب ، ٦ / ١ ، ٢ (المطبوع). ابن الجوزي ، المنتظم ، ٥ / ١٥٥ ، ١٥٦ ، ٦ / ١٨٤. ابن نقطة ، إكمال الإكمال ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٦ ب ، ٤٤ أ ، ٨ أ ، ٨٦ أ ، ١١٤ أ. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٢١٣ ، ٣ / ١١٠. وقد قصد علي بن الجندي الحراني أبو خالد يزيد بن هارون السلمي الواسطي (ت ٢٠٢ ه‍ / ٨١٧ م) ومدحه بقصيدة طويلة منها :

يلقى إليه رفاق الناس عامدة

على المحامل والأقتاب والسفن

من الجزيرة أرسالا متابعة

ومن خراسان أهل الريف والمدن

٢٥٤

حدث عدد من المحدثين الواسطيين ببغداد وغيرها من مدن العراق (١).

ولعل سبب اهتمام أهل واسط في هذا النوع من الدراسات الدينية في تلك الفترة يرجع إلى كون الحديث يعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي من جهة ، أما من الجهة الأخرى فإن سكان هذه المدينة كانوا قد فقدوا امتيازاتهم السياسية والاقتصادية في ظل الدولة العباسية ، فقد أصبحت مدينتهم إحدى مدن هذه الدولة بعد أن كانت في أيام الدولة الأموية مركزا لإدارة العراق والمشرق الإسلامي. وكان يرد إليها مبالغ كبيرة من الأموال سواء ما يجبى من العراق أو من بقية المقاطعات التابعة لإدارتها ، أو من غنائم الحروب التي كانت توزع على مقاتليها (٢). كما أنهم أبعدوا من تولي المناصب التي استأثر بها رجال الدولة العباسية ، فانصرف سكانها إلى الدراسات الدينية التي وجدوا فيها وسيلة لمعارضة العباسيين (٣).

وفي فترة دراستنا اهتم أكثر علماء واسط بالحديث ، وقد وردت أخبار

__________________

ومن حجاز هناك العير قاصدة

ومن عراق ومن شام ومن يمن

يأتون عنه غزير العلم محتسبا

ترى الحديث لديه غير مختزن

إليك أصبحت من حران مغتديا

شوقا إليك لعل الله يرحمني

الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٤ / ٣٤٤ ، ٣٤٥.

(١) انظر : الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٧٣ ، ٧٧ ، ١٣٠ ، ٢٣٠ ، ٣٠٥ ، ٣٠٧ ، ٥ / ١٨١ ، ١٨٢ ، ٢٣١ ، ٣٤٧ ، ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، ٣٦٠ ، ٦ / ٥ ، ١١٤ ، ١٢٠ ، ٣١٩ ، ٧ / ٨٤ ، ١٢٩ ، ١٧٩ ، ٢٣٨ ، ٢٦٥ ، ٣٠٥ ، ٨ / ٦ ، ١٦٠ ، ٢٢١ ، ٢٩٤ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٩ / ٥٠ ، ٣٤٣ ، ١١ / ٦٨ ، ١٠٤ ، ١٣٠ ، ٣١٤ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٤٢٢ ، ١٢ / ٤٧ ، ٢٤٧ ، ١٣ / ٩٤ ، ٩٥ ، ٢٢٤ ، ٢٦٤ ، ٤٢٤ ، ٤٥٧ ، ٤٦٠ ـ ٤٦٥ ، ١٤ / ٨٥ ـ ٩٤ ، ٢٨٨ ، ٣١٤ ، ٣١٩ ، ٣٣٧. السمعاني ، الأنساب ، ٤٥٥ أ ، ٤٧٩ أ ، ٥٦٠ أ ، ٦ / ٣٠٠ (المطبوع) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٩٨ ب ، ١٩٩ أ ، التقييد ، (مخطوطة) ورقة ١٠٨ ب.

(٢) عن أهمية واسط الإدارية والمالية في العصر الأموي انظر : عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٦١ ، ٣١١.

(٣) عن معارضة سكان واسط للعباسيين انظر مثلا : الأصبهاني ، مقاتل الطالبيين ، ٢٣٩ ـ ٢٤٢ ، ٣٥٥. الطبري ، ٧ / ٦٣٧. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١٢٦.

٢٥٥

كثيرة عن المحدّثين ورواياتهم وسماعاتهم وقراءاتهم وإملائهم وإجازاتهم ، والرحلة في طلبه إلى هذه المدينة ، غير أن ما ورد عن التأليف في علم الحديث كان قليلا ولا يتناسب مع عدد المحدّثين ومكانتهم العلمية ، ويرجع سبب ذلك ـ في الغالب ـ إلى اعتماد هذا العلم على السماع والرواية والحفظ أكثر من اعتماده على التدوين والكتابة ، كما أن الحديث كان قد دون بكتب الصحاح والمسانيد وغيرها (١) ، فاهتم العلماء بدراسة هذه الكتب وحفظها ورواية الأحاديث التي وردت فيها سماعا وقراءة وكتابة كما سنرى من خلال البحث.

وسوف نتكلم عن أشهر المحدثين الذين ظهروا بواسط في فترة دراستنا لنبين الدور الذي لعبته هذه المدينة في مجال علم الحديث وهم : أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله المزني الواسطي المعروف بابن السقاء (ت ٣٧٣ ه‍ / ٩٨٣ م) الذي وصفته المصادر بأنه كان «محدث واسط» (٢) ومن «الحفاظ الثقات» (٣) سمع الحديث من كبار المحدثين بواسط منهم زكريا بن يحيى الساجي ومحمود بن محمد وجعفر بن أحمد

__________________

(١) جاء في المصادر إشارات إلى محدّثين من أهل واسط صنفوا كتبا قبل فترة دراستنا انظر : ابن النديم ، الفهرست ، ٢٢٠ ، ٢٢٨. الطوسي ، رجال الطوسي ، ٢٠٠. الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٣ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، ١٤ / ٣٣٩. ابن ماكولا ، الإكمال ، ٢ / ٣١٥ ، ٤ / ٤٤٩. ابن نقطة التقييد (مخطوطة) ورقة ٥١ أ. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٨. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ١ / ٢٣٦ ، ٢٣٧. السبكي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٦٠٥.

(٢) انظر : السمعاني ، الأنساب ، ٢٩٩ ب. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٨ ب. السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٣٨٥.

(٣) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٨ ب. انظر : الخطيب ، تاريخ بغداد ١٠ / ١٣٠. سؤالات السلفي ، ٨٧. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٠٨ ب. السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٣٨٥.

٢٥٦

ابن سنان وسهل بن أحمد بن عثمان ، وخلق كثير من الغرباء (١) ثم رحل في طلبه إلى بغداد والموصل والكوفة ومكة والبصرة وتستر ، ولقي كبار أئمة الحديث وسمع منهم ، ثم عاد إلى واسط (٢) وحدث بواسط (٣) وبغداد (٤) روى عنه أبو الحسن الدار قطني ويوسف بن عمر القواس والقاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ (٥).

وأبو نعيم محمد بن إبراهيم بن محمد الجماري (ت في حدود ٥٠٠ ه‍ / ١١٠٦ م) حدث بواسط بمسند مسدد بن مسرهد عن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الواسطي (٦) عن أبي محمد بن السقاء (٧) ، حدث عنه بواسط أبو الحسن علي بن المبارك بن نغوبا الواسطي ، وأبو جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي الواسطي ، وأبو طالب محمد بن علي بن الكتاني الواسطي ، وهبة الله بن نصر المخلدي (٨).

والإمام الحافظ أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الحوزي (ت ٥١٠ ه‍ / ١١١٦ م) الذي أجمع المؤرخون الذين ترجموا له على حفظه

__________________

(١) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٠ / ١٣٠. السمعاني ، الأنساب ، ٢٩٩ ب. انظر : ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٨ ب ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٠٨ ب. السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٣٨٥.

(٢) سؤالات السلفي ، ٨٧ ، ٨٨.

(٣) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٣ / ٩٥ ، ١٠ / ١٣١. السمعاني ، الأنساب ، ٢٩٩ ب. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ١٢٣. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٨ ب ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٥٣ أ ، ٦٦ ب ، ٩٢ أ.

(٤) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١٠ / ١٣٠. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٧ / ١٢٣.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ٢٩٩ ب. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٧٨ ب ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١٠٨ ب.

(٦) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣١٥. سؤالات السلفي ، ٣٠ ، ٦٣. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٥٨. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦ أ ، ١٦٢ ب.

(٧) سؤالات السلفي ، ٦٣. ابن نقطة ، لتقييد (مخطوطة) ورقة ٦ أ.

(٨) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٣١٥. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦ أ.

٢٥٧

للحديث وإتقانه وتحقيقه فيه ومعرفته برجاله (١).

سمع الحديث من كبار أئمة عصره بواسط وبغداد ، منهم علي بن محمد النديم ، وأبي القاسم بن البسري البندار ، وأبي نصر الزينبي ، وهبة الله بن الجلخت وآخرين (٢). وحدث بواسط وبغداد ومدن أخرى (٣). سمع منه كل من الحافظ أبي طاهر السلفي ، والشيخ أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم وأحمد بن سالم البرجوني وعبد الوهاب بن الحسن وأبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني وأبي الفرج أحمد بن مبارك بن نغوبا الواسطيين وغيرهم ورووا عنه (٤). وقد سأله أبو طاهر السلفي عن جماعة من العلماء بواسط فأجابه وقد جمع السلفي ذلك في كتاب (٥).

ويبدو أنه كان قد صنف في الحديث وعلومه فقد ذكر ابن النجار أنه كان عنده كتاب يدون فيه من حفظه (٦) ، وذكر الذهبي أنه «كتب وجمع وجرح وعدل» (٧).

وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلّابي المعروف بابن

__________________

(١) السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢٣٢ (المطبوع). الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٦٩ ـ ٤٧١. ياقوت ، معجم البلدان ، ٢ / ٣١٨. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٢٦٢. العبر ، ٤ / ٢٠ ، السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٥٦١ ، طبقات الحفاظ ، ٤٥٨.

(٢) الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٢٦٢. العبر ، ٤ / ٢٠ ، السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٤٥٨.

(٣) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٧١. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٧٩ ، ورقة ١٦١ (كيمبرج). المنذري ، التكملة ، ١ / ٢٨١. السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٤٥٨.

(٤) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٣ أ. الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٢٦٢. السيوطي ، طبقات الحفاظ ، ٤٥٨.

(٥) السلفي ، معجم السفر ، ١ / ٢٣٢ (المطبوع) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦٤ ب. وقد طبع الكتاب بتحقيق مطاع الطرابيشي بدمشق سنة ١٣٩٦ ه‍ / ١٩٧٦ م بعنوان «سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط».

(٦) التاريخ المجدد (مخطوطة) ورقة ٤ أ (نسخة مكتبة الدراسات العليا).

(٧) تذكرة الحفاظ ، ٤ / ١٢٦٢.

٢٥٨

المغازلي (ت ٥٤٢ ه‍ / ١١٤٧ م) الذي تولى القضاء بواسط (١). كان «شيخا فاضلا عالما» كما يقول السمعاني (٢) ، سمع الحديث بواسط من والده ، وأبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي ، وأبي علي إسماعيل بن أحمد بن كماري (٣) ، وأبي محمد الحسن بن أحمد الغندجاني وغيرهم (٤) ثم رحل إلى بغداد وسمع بها الحديث ثم عاد إلى واسط (٥) ثم قدم بغداد سنة ٥٢٠ ه‍ / ١١٢٦ م وحدث بها (٦).

والظاهر أن ابن المغازلي كان يتمتع بشهرة علمية واسعة فقد قصده السمعاني سنة ٥٣٣ ه‍ / ١١٣٨ م وسمع عليه مسند أحمد بن سنان القطان الواسطي وقرأ عليه «تاريخ واسط» لبحشل (٧) ، وقال : «سمعت منه الكثير بواسط في النوبتين جميعا وكنت ألازمه مدة مقامي بواسط ، وقرأت عليه الكثير» وأثنى عليه (٨). حدث بواسط بمسند أحمد بن سنان القطان الواسطي (٩).

وأبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن أبي زنبقة

__________________

(١) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٤٤٦. البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٣١ ب. الذهبي ، العبر ، ٤ / ١١٥.

(٢) الأنساب ، ٣ / ٤٤٦. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٥ أ.

(٣) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٤٤٦. البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٣١. الذهبي ، العبر ، ٤ / ١١٥.

(٤) البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٣١ ب.

(٥) السمعاني ، الأنساب ، ٣ / ٤٤٦.

(٦) البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٣١.

(٧) ن. م ، ج ١ ، ورقة ٣١ نقلا عن السمعاني.

(٨) الأنساب ، ٣ / ٤٤٦. البنداري ، تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٣١ ، نقلا عن السمعاني. انظر : ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٥ أ. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٤٥ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٦٤.

(٩) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٢٦٥ ، ٢٦٦.

٢٥٩

(ت ٥٥٥ ه‍ / ١١٦٠ م) سمع الحديث بواسط من والده ، ومن أبي المفضل محمد بن محمد بن السوادي ، وأبي غالب محمد بن أحمد بن حمد وآخرين (١) ثم ذهب إلى بغداد طلبا للحديث في سنة ٥٠٨ ه‍ / ١١١٤ م وسمع بها «صحيح البخاري» من نور الهدى أبي طالب الحسن بن محمد الزينبي ، ولما عاد إلى واسط حدث به ، وسمع منه كبار العلماء بواسط منهم ابنه أبو عبد الله الحسن ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن الدباس والشريف أبو طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي ، وأبو يعلى محمد بن علي بن القارىء وغيرهم (٢).

ومن كبار المحدثين بواسط الشيخ أبو طالب محمد بن علي بن أحمد ابن الكتاني (ت ٥٧٩ ه‍ / ١١٨٣ م) كان يتولى القضاء والحسبة بواسط (٣) سمع الحديث من شيوخ واسط منهم أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي ، وأبو الحسن علي بن محمد ، وأبو نعيم محمد بن إبراهيم بن الجماري ، وأبو نعيم محمد بن علي بن زبزب ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن العكبري ، وأبو الحسن علي بن عبد الغفار الواسطيين (٤) ، قدم بغداد مرات عديدة ولقي رجال الحديث وسمع منهم ، وحصل على إجازات من كبار المحدثين ، انفرد بها (٥) ، وحدث ببغداد (٦).

__________________

(١) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٥ ، ١١٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٣٤ أ. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١١٢ ، ١١٣.

(٢) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٥ ، ١١٦. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٣٤ أ. الذهبي ، المختصر المحتاج إليه ، ١ / ١١٣.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٤. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٥. الذهبي ، العبر ، ٤ / ٢٣٨.

(٤) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ورقة ٩٥. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ١٨٧ ب. الذهبي ، العبر ، ٤ / ٢٣٨.

(٥) ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٩٥. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٦ أ. الذهبي ، العبر ، ٤ / ٢٣٨.

(٦) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٣٦ أ. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٤٥ ، ٥٧.

٢٦٠