واسط في العصر العباسي

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي

واسط في العصر العباسي

المؤلف:

د. عبد القادر سلمان المعاضيدي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٥٦

أ ـ الطبقة الخاصة :

١ ـ الولاة وكبار الموظفين : وكان معظم هؤلاء منذ النصف الأول من القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي من الأجانب ، فهم إما من البويهيين أو من السلاجقة أو من الأمراء المماليك (١) ، وقد كان هؤلاء على رأس الطبقة الخاصة في هذه المدينة فإضافة إلى رواتبهم التي لا بدّ أنها كانت ضخمة ، أشارت المصادر إلى أن بعض هؤلاء كانوا قد استغلوا مناصبهم لجمع الأموال والإثراء على حساب سكان هذه المدينة (٢).

وفي العصر السلجوقي أصبح الإقطاع نوعا من التولية الإدارية بولاية واسط (٣) ، ومع أن ولاة واسط كانوا يرسلون وارد الإقطاع إلى الخزانة ببغداد بعد أخذ نصيبهم منه ، إلا أنهم لكي يحصلوا على أكثر مما اتفقوا عليه مع السلطة ببغداد ، نجدهم قد استغلوا نفوذهم لجمع الأموال والإثراء على حساب المزارعين والفلاحين ، فمارسوا الظلم والاستغلال ضدهم واستولى البعض منهم على أملاكهم. مما اضطر بعض المزارعين إلى إلجاء أراضيهم إلى هؤلاء المقطعين طلبا للحماية (٤). وقد حاولت الدولة أن تحمي المزارعين والفلاحين من التجاوز والظلم بإصدار تعليمات مشددة إلا أن ذلك لم يجد نفعا يذكر (٥). وقد ظلت هذه الحالة قائمة بولاية واسط

__________________

(١) انظر : الفصل الثالث.

(٢) التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ١ / ٥٧. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢٦٠ ، ٢٨٧. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٤٣٥. ابن الشعار ، عقود الجمان (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٨٢.

(٣) انظر : الفصل الثالث.

(٤) التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ١ / ٥٧. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٩٧ ، ٢٦٠. ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ١٢. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٢١٢. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١٢٩.

(٥) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٩٦.

٢٠١

حتى سقوط الدولة العباسية (١).

وأشارت المصادر إلى أن بعض كبار الموظفين بواسط كانت لهم أملاك واسعة بمنطقة واسط (٢). وهكذا نجد أن الامتيازات والثروات كانت قد تركزت بيد الولاة وكبار الموظفين في هذه المدينة إلا أننا لم نجد معلومات واضحة عن مقدار ثرواتهم التي لا بدّ أنها كانت كبيرة. أما الحياة الخاصة لهؤلاء فإننا لم نجد ما يشير إليها.

٢ ـ قادة الجند : ذكرنا سابقا أن معز الدولة البويهي أعطى أراضي للجند الديلم والأتراك في منطقة واسط ليأخذوا عطاءهم من واردها ، وقد استأثر هؤلاء بالوارد ، وأقاموا هناك وامتلكوا الأراضي عن طريق الإلجاء وغيره (٣). وترد آخر إشارة إلى إقامة هؤلاء في إقطاعاتهم في سنة ٥١٦ ه‍ / ١١٢٢ م (٤) ، مما يدل على أنهم ظلوا فيها إلى ما بعد هذا التاريخ. وسوف نتكلم فيما بعد عن أحوال الزراع والفلاحين في ظلّ هذا النظام.

وترد إشارات إلى وجود أشخاص كانت لهم إقطاعات في منطقة واسط (٥). وقبل فترة دراستنا نجد إشارات إلى الدهاقين بواسط (٦) ، إلا أن هؤلاء عندما ظهر إلى جانبهم ملاك جدد أصبحوا مجرد جباة ، وكمفاءة لهم على هذه الخدمة ، أخذوا يجبون من الزرّاع ضريبة إضافية تسمى (حق

__________________

(١) انظر : الفصل الثالث.

(٢) الأيوبي ، مضمار الحقائق وسر الخلائق ، ١١٧. ابن أبي عذيبة ، إنسان العيون ، (مخطوطة) ورقة ١٦٢ ، ١٦٣.

(٣) انظر : عناصر السكان في هذا الفصل.

(٤) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٦٠٠. انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٩ / ٢٣٧.

(٥) انظر : الأيوبي ، مضمار الحقائق وسر الخلائق ، ٨١. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢١ ـ ٤٢٤.

(٦) اليعقوبي ، البلدان ، ٣٢٢.

٢٠٢

الدهقنة) كانت مصدرا لكثير من التعدي والإساءة أحيانا (١).

أما في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي فقد صار الدهاقين بمنزلة الشيوخ والأشراف ، وكانوا يستشارون عادة في مشاكل الريّ والأراضي التي تقع في مناطقهم (٢). وترد إشارات إلى التناء (٣). إلا أن هؤلاء ساءت أحوالهم في ظل نظام الإقطاع فتخلى بعضهم عن أراضيهم ، وألجأها البعض الآخر إلى المقطعين كما سنرى.

وربما كان إلى جانب هؤلاء جماعات من أحفاد الطبقة الأرستقراطية العربية الذين جنوا ثرواتهم من غنائم الحروب ، واشتروا أراضي زراعية في هذه المنطقة في العصر الأموي ، وبداية العصر العباسي.

٣ ـ كبار التجار والصرافين : لقد أشارت المصادر إلى وجود تجار واسطيين كانوا يتاجرون مع بلاد الشام (٤) ومصر (٥) والهند والصين (٦) وبلاد الروم (٧). وجاء ما يشير إلى وجود صيارفة (٨) ، إلا أننا ليست لدينا معلومات عن مقدار ثرواتهم التي لا بدّ أنها كانت كبيرة. ومن المرجح أن ظهور هؤلاء بواسط يعود إلى عدة عوامل منها :

__________________

(١) الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ٥٩.

(٢) ن. م ، ٥٩.

(٣) الصابي ، الوزراء ، ٤٩. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٣٤.

(٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٦٩. الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ٢ / ٥٢٣. ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ، ٢ / ٢٩٣.

(٥) الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ٢ / ٥٢٣. ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ، ٢ / ٢٩٣.

(٦) الشنطوفي ، بهجة الأسرار ومعدن الأنوار ، ١٦٩. الجزائري ، زهر الربيع ، ١٢٩.

(٧) القزويني ، آثار البلاد ، ٥٢٩.

(٨) لقد كان بواسط منذ إنشائها سوق للصيارفة ، وكان مع أهل كل تجارة صيرفي. انظر : الفصل الثاني. أما في فترة دراستنا فانظر : سؤالات السلفي ، ٥٤. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٣٤ أ. الذهبي ، العبر في خبر من غبر ، ٣ / ٩٧. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٢١.

٢٠٣

أ ـ كان لموقع واسط أهمية تجارية ممتازة ، فقد كانت ملتقى عدة طرق تجارية داخلية وخارجية ، برية وبحرية ، وذلك لوقوعها على دجلة من جهة وتوسطها بين بغداد والكوفة والبصرة والأحواز من جهة أخرى (١) ، مما ساعد على تنشيط الحركة التجارية وتبادل السلع في أنحاء مختلفة من البلاد (٢).

كما كانت تقع على الطريق البري الذي يبدأ من الكوفة عبر الفرات ، ثم طريق البطائح إلى واسط ثم إلى الأحواز ثم إلى شيراز في فارس ، ومدينة شيراز كانت مركزا بكثير من الطرق التجارية التي تتجه منها إلى الشمال والشمال الشرقي ، والجنوب ، والجنوب الشرقي (٣).

وتقع واسط أيضا على الطريق النهري ، وهو طريق بغداد ـ واسط ـ البصرة (٤) ، التي كانت تبدأ منها الطرق البحرية التي يذهب أولها إلى الهند والصين ، بينما يذهب الثاني إلى البحر الأحمر وإلى شرقي إفريقيا (٥) ، ولا شك أن أهمية واسط التجارية ازدادت بعد بناء بغداد ، لأنها كانت تقع على الطريق التجاري البحري الذي يربط بغداد بالعالم الخارجي ، لأن نهر الفرات آنذاك لم يكن صالحا للملاحة (٦).

__________________

(١) اليعقوبي ، البلدان ، ٣٢٢. أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١٣٥. أبو الفدا ، تقويم البلدان ، ٣٠٦.e.i.i ,vol.٤ ,p.٩٢١١.

(٢) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ١٠٨.

(٣) لسترنج ، بلدان الخلافة الشرقية ، ٢٥.

(٤) ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٤. غنيمة ، تجارة العراق قديما وحديثا ، ٥٠.

e. i. i, vol. ٤, p. ٩٢١١.

(٥) الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ١٤٦.

huzzayen, s. arabia and the far east, p. ٣٥١.

(٦) المقدسي ، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١٢٤. القزويني ، آثار البلاد وأخبار العباد ، ٤٤٦. لسترنج ، بغداد في عهد الخلافة العباسية ، ١٥. وتشير المصادر إلى أن الضرائب المفروضة على التجارة الخارجية كانت تؤخذ من التجار بواسط. ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٨٥. ديوان ابن المقرب العيوني ، ١ / ٣٦٤ ـ ٣٧٠.

٢٠٤

ب ـ ذكرنا سابقا أن أسواق واسط كانت كبيرة تمتد من دار الإمارة الذي كان يقع في وسط المدينة إلى شاطىء دجلة (١). وقد كانت هذه الأسواق مركزا مهمّا للتجارة الداخلية (٢).

ج ـ وجود الولاة وكبار الموظفين وقادة الجند وبعض الأمراء البويهيين ووزرائهم ، وبما أن هؤلاء هم من أصحاب الثروات الكبيرة كما ذكرنا ، فلا بدّ أنهم كانوا بحاجة إلى استهلاك البضائع الكمالية وخاصة المنسوجات الحريرية والعطور والأحجار الكريمة والعاج والبهارات والتوابل ، فحاول التجار جلب هذه البضائع من أماكن إنتاجها في سبيل الحصول على الأرباح الطائلة.

٤ ـ الأشراف : ومع أننا بحثنا التنظيم الاجتماعي للسكان على أساس ثروة الأشخاص إلا أنه لا بدّ من الإشارة هنا إلى الأشراف بواسط الذين كانت أعدادهم ـ على ما يبدو ـ كبيرة ، فقد أشارت المصادر إلى أنهم كانوا ينتظمون في نقابتين ، هما : نقابة العباسيين ، ونقابة الطالبيين (٣) ، وقد كان هؤلاء أعلى طبقة اجتماعية في العراق بسبب قرابتهم من الخلفاء العباسيين ونسبهم القرشي ، وكانوا يتسلمون رواتب من الدولة (٤). وقد تولى بعضهم وظائف ببغداد (٥) ، إلا أننا لم نجد ما يشير إلى أن هؤلاء كانوا قد تقلدوا وظائف بواسط عد النقابة والخطابة (٦). وقد برز منهم فقهاء وقرّاء ومحدثين وعلماء (٧) ...

__________________

(١) انظر : الفصل الثاني.

(٢) عبد القادر المعاضيدي ، واسط في العصر الأموي ، ٤١٨ ـ ٤٢٠.

e. i. i, vol. ٤, p. ٩٢١١.

(٣) انظر : الفصل الثالث.

(٤) الصابي ، الوزراء ، ٢٥. عريب ، صلة ، ٢٣. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ٦٨.

(٥) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٥ / ١٧٤ ، ٧ / ٥٣ ، ٦٤ ، ٢٢٧.

(٦) انظر : الفصل الثالث.

(٧) سؤالات السلفي ، ٣٥. خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٢٧. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٧٩ ، ١ / ١١٦ ، ١١٧ (المطبوع) ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٩٤ ، ج ٢ ، ق ١ ، ـ ـ ورقة ١٦٩ ، ٢٠٧ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٢٧ ، ورقة ٤٤ ، ١٦١ (كيمبرج). ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢١٤ ب. المنذري ، التكملة ، ٣ / ١٩٧ ، ٥ / ١٦٩ ، ١٧٠ ، ٦ / ١١٠. ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ٩٨. الحوادث الجامعة ، ٢٥٠ ، ٢٥١. الذهبي ، معرفة القراء الكبار ، ٢ / ٤٨٧.

٢٠٥

وشعراء (١) بواسط ، إلا أننا لم نجد أية معلومات عن مستواهم المعاشي.

ويبدو أن قسما منهم كانوا فقراء ، فقد ذكر السلفي أن أحد الهاشميين كان قيما في الحمام (٢) ، ويذكر ابن الجوزي أنه في سنة ٥٧٣ ه‍ / ١١٧٧ م صلب ببغداد جماعة كانوا لصوصا بواسط وكان أحدهم شابا هاشميا (٣).

ب ـ الطبقة المتوسطة :

يمكن القول على ضوء النصوص والحقائق التاريخية المتوفرة لدينا أنه كان بواسط إلى جانب فئات الخاصة وفئات العامة ، فئات أخرى كانت لها خصائص متميزة عن هاتين الطبقتين هم فئة القضاة وكتاب الدواوين والفقهاء والعلماء والقراء والمحدثين والأطباء والأدباء والشعراء.

ومع أن قسما من الفقهاء والعلماء والقرّاء والمحدثين كانوا باعة (٤) وأصحاب حرف (٥) إلا أن هؤلاء كانت لهم منزلة كبيرة في المجتمع

__________________

(١) الأصبهاني ، خريدة القصر ، م ٤ ، ج ١ ، ٤٠٥ ، ٤١١ ، م ٤ ، ج ٢ ، ٤٢٧.

(٢) سؤالات السلفي ، ٣٥.

(٣) المنتظم ، ١٠ / ٢٧٥. وقال أحد الشعراء الهاشميين بواسط وهو الشريف أبو هاشم ابن المؤمل بن الحسين العباسي الرشيدي الواسطي :

ونحن عطاش والموارد جمّة

يوطدها قوم لكل لئيم

الأصبهاني ، خريدة القصر ، م ٤ ، ج ١ ، ٤٠٥.

(٤) انظر : معجم السفر ، ١٢٢ ، ١٢٦ ، ٢١٢. سؤالات السلفي ، ٧ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٦٢ ، ٦٦ ـ ٦٨ ، ٨٠. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٢ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٩. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٠٥ ب ، ٢٠٦ أ ، ٢١٥ أ ، ٢٢٢ أ.

(٥) سؤالات السلفي ، ٦٩ ، ٧٠ ، ٧٧ ، ٨٠ ، ٨١. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢٧٥ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٢٣. التكملة ، ٥ / ١٢. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ٢٣٣.

٢٠٦

الواسطي ، وذلك لقوة النفوذ الديني من جهة ، ولأن الدين كان أهم منظم للحياة الاجتماعية آنذاك من جهة أخرى.

ولكن إلى جانب هؤلاء نجد أن الغالبية العظمى من الفقهاء والعلماء والقراء والمحدثين كانوا ينتمون إلى بيوتات وصفت بالفضل والتقدم والرئاسة (١). كما تولى بعضهم منصب القضاء (٢) ، وكان البعض منهم من الشهود المعتدلين في هذه المدينة (٣).

أما أدباء واسط وشعراؤها فقد اتصل عدد قليل منهم بالخلفاء وكبار الموظفين ببغداد ، وقد أشارت المصادر إلى أن هؤلاء كانوا قد أقاموا ببغداد (٤). أما ولاة واسط وكبار الموظفين فيها فلم نجد ما يشير إلى أن هؤلاء كانوا قد أحاطوا أنفسهم بحاشية أدبية كبيرة (٥) ، مما أدى إلى أن تبقى موارد معظم الأدباء والشعراء بواسط قليلة أو متوسطة (٦).

يتبين مما تقدم أن الغالبية العظمى من هذه الفئات كانت مواردها متوسطة بين موارد فئات الخاصة أصحاب الثروات الكبيرة وموارد فئات

__________________

(١) انظر : سؤالات السلفي ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٥٦ ، ٥٧. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢ ، ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٥ ، ورقة ١٥٢ (كيمبرج). الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٨١. تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٢٧٦ (حرف الميم) ، ٥ / ٢٨٢ (حرف الكاف). السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٢١.

(٢) انظر : الفصل الخامس.

(٣) انظر : الفصل الخامس.

(٤) انظر : الفصل الخامس.

(٥) انظر : الفصل الخامس (علوم العربية).

(٦) انظر : سؤالات السلفي ، ٨٣. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣١٥ ، ٣٤٣ ، ٣٥٢ ، ٣٥٤ ، ٣٥٨ ، ٣٦١ ، ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ٣٦٩ ، ٤٠٠ ، ٤٠٣ ، ٤٠٥ ، ٤٠٦ ، ٤٠٨ ، ٤١١ ، ٤١٧ ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٨٧ ، ٤٨٩ ، ٤٩٨ ، ٥٠٦. معجم الأدباء ، ٥ / ٥٩ ، إنباه الرواة ، ١ / ١٣٣. فوات الوفيات ، ٤ / ١٧٢. ابن قاضي شهبة ، طبقات النحاة (مخطوطة) ق ١ ، ورقة ١٩٦.

٢٠٧

العامة القليلة ، لذلك ارتأينا أن نطلق على هذه الفئات اسم فئات الطبقة المتوسطة تمييزا لها عن فئات الخاصة والعامة.

ج ـ الطبقة العامة :

وتتكون هذه الطبقة من فئات عديدة هي :

١ ـ فئة الخدم (الجواري والغلمان) : ذكرنا سابقا أن مدينة واسط أنشئت لتكون معسكرا للجند الشامي في العراق ، وأن هذا الجند كان قد أسهم مساهمة فعالة في حركة الفتوحات العربية الإسلامية في المشرق (١) ، فمن المحتمل جدا أن عددا من رجال ونساء أهل المشرق الذين وقعوا في الأسر نتيجة المعارك الكثيرة (٢) ، التي وقعت بين الجيش العربي الإسلامي وأهل المشرق قد جلبوا إلى واسط ووزعوا على مقاتلة هذه المدينة كغنائم ، فأدى ذلك إلى وجود عدد من الجواري والغلمان بواسط (٣).

أما في الفترة ـ موضوع البحث ـ فيبدو أن قسما من الجواري والغلمان كانوا يحصلون عليهم بواسطة التجارة التي كان يمارسها النخاسون بواسط (٤) مع مصادر الرقيق. أما القسم الآخر فمن المرجح أن الجند الديالمة والأتراك الذين سكنوا بواسط في العصر البويهي والعصر السلجوقي كانوا يجلبون أسراهم معهم إلى هذه المدينة ، وأن بعضهم كان يبيع رقيقه فيها ، فقد أشارت المصادر إلى أن الغلمان بواسط كانوا ينتمون إلى أمم شتى ، فمنهم : الأتراك (٥) والهنود (٦) والديلم (٧) ...

__________________

(١) انظر : العرب : في هذا الفصل.

(٢) عن هذه المعارك انظر المصادر في حاشية (٥) ، ص ١٧٢.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٧.

(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٤١٢.

(٥) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٩.

(٦) ن. م ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٥٠.

(٧) ن. م ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٢.

٢٠٨

والروم (١) والفرس (٢) وجاء ما يشير إلى جواري من الجنس الأسود (٣) والجنس الأصفر (٤) وروميات (٥) ، ولا بد أن هناك أجناسا أخرى إلا أن المصادر اقتصرت على ذكر أسمائهنّ فقط (٦).

أما المهن التي كان يمارسها الجواري والغلمان بواسط ، فقد ورد أن بعض هؤلاء استخدموا للخدمة في البيوت (٧) ، واشتغل بعضهم في العلم (٨) وكان بعضهم من أصحاب الحرف (٩) ، كما ساهم عدد من الجواري والغلمان في الغناء في هذه المدينة (١٠). ولا شك أن من استخدم منهم في الخدمة في البيوت كان أحسن حالا من الآخرين ، لأن الأسر الواسطية الغنية هي التي عادة تستخدم الرقيق في الأعمال البيتية (١١) ، ومن المحتمل جدّا أن بعض رجال واسط قد تزوج من هذه الجواري.

وقد جاءتنا قصائد شعرية تغزل فيها شعراء واسط بالجواري والغلمان في هذه المدينة ووصفوا فيها مجالس الشرب والغناء وعلاقتهم بالجواري

__________________

(١) ن. م ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٢.

(٢) ن. م ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٣.

(٣) ن. م ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٤٥.

(٤) ن. م ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٧٩.

(٥) ابن شاكر الكتبي ، فوات الوفيات ، ٢ / ٣٣١.

(٦) انظر : التنوخي ، نشوار المحاضرة ، ١ / ١٠١. ديوان ابن المعلم الواسطي ، (مخطوطة) ورقة ٥٠. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٠.

(٧) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٤٠٤.

(٨) سؤالات السلفي ، ٥٤ ، ٨٣. ياقوت ، معجم الأدباء ، ١ / ١٥٤.

(٩) الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٤ ، ٤٩٥.

(١٠) انظر : التنوخي ، نشوار المحاضرة ، ١ / ١٠١. ابن الزبير ، الذخائر والتحف ١٨٩ ـ ١٩١. ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ٥٠. خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٥.

(١١) انظر : التنوخي ، نشوار المحاضرة ، ١ / ١٠١. ابن شاكر الكتبي ، فوات الوفيات ، ٢ / ٣٣١.

٢٠٩

والغلمان ، مما يدل على أن هذه العادات هي من المظاهر الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه المدينة (١).

٢ ـ فئة العمال : ينقسم العمال إلى أحرار ورقيق (٢) ، فالأحرار هم أرباب الصنائع والحرف ، وفي بداية إنشاء المدينة كان هؤلاء من الموالي (٣) لأن العرب كانوا قد انصرفوا إلى الفتوحات في المشرق. ويبدو أن النظرة الاجتماعية لهم كانت محترمة بدليل إلى انتسابهم إلى الصنائع والحرف إلى جانب انتسابهم إلى المدينة (٤) ، كما أن عددا منهم كانوا من المحدثين بواسط (٥).

وأغلب الظن أن العرب بواسط عندما فقدوا امتيازاتهم في العصر العباسي ، وبعد أن لاحظوا النمو الاقتصادي الذي شهده المجتمع في مجالات الزراعة والتجارة والصناعة أقبلوا على ممارسة الصنائع والحرف في هذه المدينة.

وقد زودنا بحشل بأوسع قائمة عن أصحاب الصنائع والحرف بواسط ، ويبدو من إشارات المصادر إليها في فترة دراستنا أنها كانت قد استمرت في هذه الفترة وهم : الحدادون (٦) والقصارون (٧)

__________________

(١) انظر : الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٢١ ، ٣٤٤ ـ ٣٥١ ، ٣٥٩ ، ٣٧٤ ، ٣٧٩ ، ٣٨٣ ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٨٨ ، ٤٩٠ ـ ٤٩٧ ، ٥٠٢.

(٢) الدوري ، تاريخ العراق الاقتصادي ، ٧٥. بدري محمد فهد ، العامة ، ٥٢.

(٣) ابن خياط ، كتاب الطبقات ، ٢ / ٣٢٦. طبقات ابن سعد ، ج ٧ ، ق ٢ ، ٦١ ، ٦٢. بحشل ، تاريخ واسط ، ١٠٥ ، ١١٩ ، ١٥١. السمعاني ، الأنساب ، ٣٦٨ أ.

(٤) انظر : مصادر الحاشية (٦) ، ص ٣٦١.

(٥) أيضا.

(٦) بحشل ، تاريخ واسط ١١٧ ، ١٤٧ ، ١٤٨ ، ١٥٣ ، ٢٤٦ ، ٢٧٢. سؤالات السلفي ، ٦. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٧٤ ، ٢١٤. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٥٨ أ ، ب. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٣٢.

(٧) بحشل ، تاريخ واسط ، ١١٩ ، ١٢٨. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٤٣ أ ، ب. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٦٥٠.

٢١٠

والطحانون (١) والجصاصون (٢) والصفارون (٣) والدباغون (٤) والإسكافيون (٥) والفراؤون (٦) والخبازون (٧) والسراجون (٨) والسقاؤون (٩) والخياطون (١٠) والحذاؤون (١١) والصيارفة (١٢) والوراقون (١٣) والنجارون (١٤) والقواريريون (١٥) والقيمون في الحمامات (١٦) والصيادلة (١٧)

__________________

(١) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٣٢ ، ١٧٠ ، ١٧٣ ، ٢٥٥ ، ٢٦٨. أبو شجاع ، ذيل تجارب الأمم ، ٣١٠. السمعاني ، الأنساب ، ٣٦٨ أ ، ٤٨٦ أ. سؤالات السلفي ، ٦ ، ٤١. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٥ / ٥٩. ابن الشعار ، عقود الجمان (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ١٢٥.

(٢) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٣١ ، ٢٠٥.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٩٦ ، ٣٠١. سؤالات السلفي ، ٦٩ ، ٨٠ ـ ٨٢.

(٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٠٢.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٠٦. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ٢٠٨ ب. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٤١٧.

(٦) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢١١.

(٧) ن. م ، ٢١٢ ، ٢٢٧. الكتبي ، فوات الوفيات ، ٤ / ١٧٢.

(٨) ن. م ، ٢١٤. التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ٢ / ١٠٦.

(٩) ن. م ، ٢١٤.

(١٠) ن. م ، ٩٧ ، ١٣٩ ، ٢٥٦. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٤٩٤. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ١٨٨. المنذري ، التكملة ، ٤ / ٢٦٥. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ١٣١.

(١١) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٤٤ ، ٢٣٢ ، ٢٧٩. ابن القيسراني ، الأنساب المتفقة ، ٤٠.

(١٢) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٣٩ ، ٢٣٥ ، ٢٦٠ ، ٢٧٧. سؤالات السلفي ، ٥٤. الذهبي ، العبر ، ٣ / ٩٧. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٤ ، ج ١٩ ، ورقة ٦٢١.

(١٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٤٧. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٦. التكملة ٥ / ١٦٩. القرشي ، الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية ، ٧ / ١٥٥.

(١٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٧٦ ، ٢٨٥. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٢ / ١٩٧.

(١٥) ن. م ، ٢٤٠ ، ٢٩١.

(١٦) سؤالات السلفي ، ٣٥.

(١٧) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٨٣. سؤالات السلفي ، ٢٣. معجم السفر ، ١٢٢ ، ٢١٢. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٢٢ أ.

٢١١

واللكافون (١) والزجاجون (٢) والتنانيريون (٣) والبناؤون (٤) والحلوانيون (٥) وسائسوا الخيل (٦) والنساخون (٧) والإغلاقيون (٨) والصاغة (٩) والحصريون (١٠) والغسالون (١١).

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن أصحاب كل صناعة أو حرفة بواسط كانوا قد تجمعوا في سوق واحدة ، فكان هناك سوق خاصة للحدادين وكذلك سوق للصيارفة وسوق للصيادلة وللروزجاريين (١٢) ، وربما تجمع البقية منهم في سوق الصناع الذي مر ذكره (١٣) ، كما تجمع هؤلاء في دروب ومحلات واحدة عرفت باسمهم مثل محلة الطحانين ، ومحلة الوراقين ، ومحلة الحزامين ، ودرب الصاغة (١٤) ، ومن المرجح أنه كانت لهم محلات ودروب أخرى إلا أن المصادر أمسكت عن ذكرها.

إن تجمع هؤلاء في أسواق ومحلات خاصة بهم أدى ـ بلا شك ـ إلى قوة الرابطة بينهم وتضامنهم ، وشعورهم بكيانهم ووحدة مصالحهم ،

__________________

(١) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢٩٥.

(٢) ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٥٨ أ.

(٣) ياقوت ، معجم الأدباء ، ٥ / ٥٩.

(٤) الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٣٢. ابن الجزري ، غاية النهاية ، ٢ / ٣٧.

(٥) الأصبهاني ، خريدة القصر ، م ٤ ، ج ١ ، ٣٦٠.

(٦) ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٣ ، ٧٧ ، ٧٨.

(٧) سؤالات السلفي ، ٤٢.

(٨) ن. م ، ٤٩. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨.

(٩) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٢ / ٣١٧.

(١٠) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٤٤.

(١١) ابن الجزري ، غاية النهاية ، ١ / ٢٢٩.

(١٢) انظر : الفصل الثاني.

(١٣) انظر : الفصل الثاني.

(١٤) انظر : الفصل الثاني.

٢١٢

ومن المحتمل أنهم كانوا قد أوجدوا لهم تنظيمات حرفية (١) ، وأنشأوا تنظيمات خاصة بالمحلات كما كان عليه الحال ببغداد (٢) ، وقد برز من بين العمال عدد من القراء والمحدثين والأدباء الذين أسهموا في الحياة الفكرية بواسط (٣).

أما العمال الرقيق فإننا لم نجد أية معلومات عنهم في فترة دراستنا ، ولكن يمكن القول إنه من المحتمل جدا أن قسما من هؤلاء كان يشتغل في الزراعة في منطقة واسط (٤) ، لأن هذه المنطقة كانت من أهم المناطق الزراعية في العراق كما ذكرنا سابقا. وأنه نظرا لتقدم الصناعة بواسط وبعض المدن التابعة لها (٥) فالراجح أن قسما من هؤلاء كان يشتغل في حوانيت الصناع.

أما موارد العمال بواسط فإننا لم نجد ما يشير إليها.

__________________

(١) عن التنظيمات الحرفية في المجتمع الإسلامي انظر : ماسنيون ، مادة صنف. دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة العربية) ١٤ / ٢٥٤.

massignon» islamic giulds «, encyclopaedia of social scienes vol. ٧, p. ٥١٢.

(٢) عن التنظيمات الخاصة ببغداد انظر : اليعقوبي ، البلدان ، ٢٤٨. الجاحظ ، الحيوان ، ٣ / ٢٠. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ٢٠ ، ٢١.

(٣) انظر : سؤالات السلفي ، ٥ ، ٦ ، ٤١. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٥ / ٥٩. الذهبي ، معرفة القراء ، ٢ / ٤٣٢. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ج ٤ ، ق ٤ ، ٦٥٠. الخطيب ، تاريخ بغداد ، ٨ / ٣٣٦.

(٤) لقد وردت في المصادر إشارات إلى الرقيق في منطقة واسط انظر : البلاذري ، فتوح البلدان ، ٤٦٣. الطبري ، اختلاف الفقهاء ، ٢٢٢. صفي الدين الحلي ، العاطل الحالي ، ١٣٤. الزبيدي ، تاج العروس ، ١٠ / ٤٠١.

(٥) عن الصناعة بواسط انظر : ابن رسته ، الأعلاق النفيسة ، ١٥٣. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١٢٩. ابن الزبير ، الذخائر والتحف ، ١٣٢. مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٧٢. الخطيب ، تاريخ بغداد ، ١ / ٥٢. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ٢ ، ٥٧٩. ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٦٩ ، ١٧٠. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ١٨٢. الجزائري ، زهر الربيع ، ١٢٩. فؤاد سفر ، واسط ، الموسم السادس للتنقيب ، ٤٢.

٢١٣

٣ ـ فئة الباعة : وهم الذين كانوا يتولون بيع المواد الاستهلاكية إلى سكان المدينة ، وقد تجمع هؤلاء في أسواق خاصة بهم ، فكان هناك سوق لباعة الطعام وسوق للبزازين والعطارين وللخرازين والبقالين ولباعة السقط والفاكهة وباعة الخشب والأنماط والجزارين وباعة الغنم (١).

ويبدو أن هؤلاء كانوا قد تجمعوا في دروب ومحلات واحدة عرفت باسمهم. فقد تردد في المصادر ذكر لهذه الدروب والمحلات مثل درب الخرازين ومحلة القراطيسيين والرزازين والكتبيين (٢).

أما الباعة الذين أشارت إليهم المصادر بواسط فهم : القصابون (٣) والتمّارون (٤) والبزارون (٥) والبزازون (٦) والرزازون (٧) والعطارون (٨) والخرازون (٩) وباعة الصفر (١٠) ، ...

__________________

(١) انظر : الفصل الثاني.

(٢) انظر : الفصل الثاني.

(٣) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٠٥ ، ١٤٨. سؤالات السلفي ، ٢٨. معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠.

(٤) بحشل ، تاريخ واسط ، ٢١٥. المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١١٨ ، ١١٩. يتيمة الدهر ، ٢ / ٣٧١. التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ٢ / ١١٢. سؤالات السلفي ، ٩٦. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ١٨.

(٥) بحشل ، تاريخ واسط ، ١٦٨ ، ١٧٧ ، ٢٣١ ، ٢٤٥ ، ٢٨٤.

(٦) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٣ ، ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٢. السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٩٣ أ ، ٢٠٤ ب. سؤالات السلفي ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٦٦ ، ٨٩. ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٢٠٥ ب ، ٢٠٦ أ ، ٢١٥ أ. المنذري ، التكملة ، ٢ / ١٨٦.

(٧) سؤالات السلفي ، ٩٠. ياقوت ، معجم الأدباء ، ٢ / ٢٥٦. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١١٢. الإسنوي ، طبقات الشافعية ، ٢ / ٥٤٧.

(٨) سؤالات السلفي ، ٦٢ ، ١٠٦. ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٥٠ أ. ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦٦ ب ، ١٦٢ ب.

(٩) بحشل ، تاريخ واسط ، ٤٤. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٩.

(١٠) بحشل ، تاريخ واسط ، ١١٣.

٢١٤

والجوارب (١) والدقيق (٢) والطعام (٣) والسويق (٤) والقطن (٥) والصوف (٦) واللبن (٧) والعنبر (٨) والقصب (٩) والأشنان (١٠) والزعفران (١١) والهريسة (١٢) والسقط (١٣) والجلاب (١٤) والطحين (١٥).

وإلى جانب الباعة في السوق كان هناك السماسرة (١٦) الذين كانوا يقومون بالتوسط بين البائع والمشتري ، وكان هؤلاء يخضعون لمراقبة المحتسب ، وذلك للحيلولة دون خداعهم وغشهم للبائعين والمشترين (١٧).

__________________

(١) ن. م ، ٨٨ ، ١٧٩ ، ١٩٦ ، ٢٣٤ ، ٢٩٢.

(٢) ن. م ، ١٣٢.

(٣) ن. م ، ١٢٢ ، ٢٠٥.

(٤) ن. م ، ٢١٤.

(٥) ن. م ، ١٤٦ ، ٢٣٦ ، ٢٣٩. سؤالات السلفي ، ٧.

(٦) ن. م ، ٢٧٤.

(٧) ن. م ، ٦٨.

(٨) ن. م ، ١٥٨ ، ١٦١ ، ٢٥٦.

(٩) ن. م ، ١٧٥ ، ٢٧٣.

(١٠) ن. م ، ٢٥٥. سؤالات السلفي ، ٥٠.

(١١) السمعاني ، الأنساب ، ٤٨٦ ب. سؤالات السلفي ، ٢٣ ، ٦٨ ، ٨٦. السلفي ، معجم السفر ، ١٢٦ (المطبوع).

(١٢) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١٢٩. السلفي ، معجم السفر ، ١٢٦ (المطبوع). سؤالات السلفي ، ٤١ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦٢ ، ٨٢. ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٠٩.

(١٣) السمعاني ، الأنساب ، ٢٩٩ ب. سؤالات السلفي ، ١٤ ، ١٩ ، ٣٠ ، ٦٧ ، ٨٦.

(١٤) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٨ ، ج ١ ، ق ٢ ، ١٨٨ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ١٠٩ ، ١٤٢ (كيمبرج). ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ٢٢٢ أ. المنذري ، التكملة ، ٢ / ٢٧ ، ١٨٦.

(١٥) سؤالات السلفي ، ٧٥.

(١٦) بحشل ، تاريخ واسط ، ١١٦ ، ٢٦٢. سؤالات السلفي ، ٩ ، ٧٩ ، ٨٧ ، ٩٤.

(١٧) انظر : الفصل الثالث.

٢١٥

ونجد ما يشير إلى البيّع بواسط (١) ويبدو أن هؤلاء كانوا يتولون البياعة والتوسط في الخانات (٢) بين البائعين والمشترين من التجار للأمتعة (٣).

ومع أنه لم ترد معلومات عن موارد الباعة والسماسرة بواسط ، إلا أنه يمكن القول إن حالتهم المعاشية كانت ـ بلا شك ـ أحسن من بقية فئات العامة الأخرى نظرا لما يحصلون عليه من أرباح من جراء مبيعاتهم.

وقد برز من بين هؤلاء عدد من القراء والمحدثين والفقهاء الذين أسهموا في الحياة الفكرية بواسط (٤) ، ومن المحتمل جدا أن سوق الوراقين كان قد أسهم في الحياة العلمية أيضا ، إلا أن المصادر أمسكت عن الإشارة إلى ذلك.

٤ ـ فئة الزّراع والفلاحين : وهؤلاء هم سكان القرى التي كانت في منطقة واسط ، وبما أن هذه المنطقة كانت من أهم المناطق الزراعية في العراق ـ كما ذكرنا سابقا ـ فلا بدّ أن أعدادهم كانت كبيرة.

ذكرنا من قبل أنه عندما سيطر البويهيون على العراق سنة ٣٣٤ ه‍ / ٩٤٥ م منحوا جندهم من الأتراك والديلم أراضي وقرى في منطقة واسط ليأخذوا عطاءهم من واردها ، فأقاموا هناك وتصرفوا وكأن الأرض هي

__________________

(١) المقدسي ، أحسن التقاسيم ، ١٢٩. سؤالات السلفي ، ٧ ، ٢٦ ، ٢٨. ابن الشعار ، عقود الجمان (مخطوطة) ج ١ ، ورقة ٨١.

(٢) عن خانات التجار بواسط انظر : ناهدة النعيمي ، مقامات الحريري المصورة ، م ١ ، ص ٤٥. العيني ، عقد الجمان (مخطوطة) ق ٢ ، ج ٢٠ ، ورقة ٣١٣.

(٣) السمعاني ، الأنساب ، ٢ / ٤٠٠.

(٤) انظر : السلفي ، معجم السفر ، ١٢٢ ، ١٢٦ ، ٢١٢. سؤالات السلفي ، ٧ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٦١ ، ٦٦ ـ ٦٨ ، ٨٠. ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ٢ ، ورقة ٢١٢ ، ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ١٥٩. ابن نقطة ، إكمال الإكمال ، (مخطوطة) ورقة ٢٠٥ ب ، ٢٠٦ أ ، ٢١٥ أ.

٢١٦

ملكهم (١) ، «وصار الرسم جاريا أن يخرب الجند إقطاعاتهم ثم يردوها ويعتاضوا عنها من حيث يختارون» (٢) ، فأدى ذلك إلى خراب مساحات واسعة من الأراضي ، وأهملت مشاريع الري (٣) ، فساءت أحوال الزراع والفلاحين. وقد وصف مسكويه حالتهم هذه بقوله (٤) ، «وأتت الجوائح على التنّاء ورقت أحوالهم فمن بين هارب جال وبين مظلوم صابر لا ينصف وبين مستريح إلى تسليم ضيعته إلى المقطع ليأمن شره ويوافقه» فأدى ذلك إلى زيادة قوة الإقطاعيين وإلى تقلص الملكيات الصغيرة وتلاشي ملكية الفلاحين (٥).

أما الأراضي التي لم يشملها الإقطاع فإنها أعطيت بالضمان ، «واقتصر في محاسبة الضمناء على ذكر أصول العقد ، وما صح منه وبقي من غير تفتيش عما عوملت به الرعية ، وأجريت عليه أحوالها من جور أو نصفة من غير إشراف على احتراس من الخراب أو خراب يعاد إلى العمارة ، وجبايات تحدث على غير رسم ومصادرات ترفع على محض الظلم وإضافات إلى الارتفاع ليست بعبرة وحسبانات في النفقات لا حقيقة لشيء منها» (٦).

أما الأراضي التي كانت ملكا خاصا فإنها لم تسلم من هذا الوضع إذ أدى التجاوز والتعسف في الجباية إلى انتشار نظام الإلجاء تخلصا من الظلم (٧). كما ترك الكثير من الزرّاع والفلاحين الزراعة (٨) فتحولت ملكية

__________________

(١) انظر : الأتراك والديلم في هذا الفصل.

(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٩٧.

(٣) ن. م ، ٩٧.

(٤) ن. م ، ٩٧.

(٥) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٨٩.

(٦) مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٩٩.

(٧) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٨٨.

(٨) انظر : التنوخي ، الفرج بعد الشدة ، ١ / ٥٧. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٩٧ ، ٢٦٠.

٢١٧

كثير من الأراضي إلى المقطعين (١).

وفي العصر السلجوقي نجد أن الإقطاع توسع عما كان عليه سابقا (٢) ، والظاهر أنه كان استمرارا لما كان عليه في زمن البويهيين ، فقد فرضت على الزرّاع والفلاحين رسوم إضافية ، وحريتهم في الحركة كانت محدودة ، وقد يجبرون على السخرة ، وكثر التجاوز عليهم ، فاضطر الكثيرين منهم إلى إلجاء أراضيهم للمقطعين طلبا للحماية (٣) ، كما ترك الكثير من الزراع والفلاحين الزراعة وهجروا قراهم نتيجة لظلم المقطعين (٤) ، مما أدى إلى توسع ملكية المقطعين وتقلص ملكية الزرّاع والفلاحين (٥).

والجدير بالذكر أن كلّا من نظام الإقطاع ونظام الضمان ظلّ قائما بواسط حتى نهاية العصر العباسي (٦).

ومما يؤدي إلى إرهاق الزرّاع والفلاحين في منطقة واسط هو كثرة الحروب في هذه المنطقة التي كانت غالبا ما تؤدي إلى خراب السدود وكسر القنوات وتدمير المزارع (٧) ، واعتداء الجند على الحاصلات الزراعية (٨). كما أن إهمال مشاريع الري واستواء الأرض في هذه المنطقة

__________________

(١) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٨٨.

(٢) البنداري ، تاريخ دولة آل سلجوق ، ٥٥ ، ٥٦. ابن الفرات ، تاريخ ، ج ١ ، م ٤ ، ١٢١.

(٣) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٩٦.

(٤) انظر : ديوان ابن المعلم الواسطي (مخطوطة) ورقة ١٢. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٢١٢. ابن الساعي ، الجامع المختصر ، ٩ / ١٢٩.

(٥) الدوري ، مقدمة في التاريخ الاقتصادي العربي ، ٩٦.

(٦) عن نظام الضمان بواسط انظر : عبد القادر المعاضيدي ، التنظيمات الإدارية بواسط في العصر العباسي ، مجلة الأستاذ ، العدد الثاني ١٩٧٨ ، ص ٥٢٦ ـ ٥٢٨. أما عن الإقطاع بواسط فانظر : الفصل الثالث.

(٧) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٢١٨ ، ٢٩٦. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٥٧٣ ، ٧٠١ ، ١١ / ٢٣٧.

(٨) ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٢١١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٨ ، ١٠ / ٨ ، ٢٩٣ ، ٣٠٩ ، ٣٥٧ ، ٦٠٠ ، ١١ / ٢٣٧ ، ٣٢٣.

٢١٨

كان يؤدي إلى تكرار الفيضانات وانغمار الأراضي بالمياه وزيادة مساحات الأهوار والمستنقعات وكثرة الأملاح ، فيقدم الزرّاع والفلاحون إلى ترك أراضيهم والهجرة إلى المدن (١).

ثم إن قلة المياه في نهر دجلة (٢) وقلة الأمطار (٣) وسقوط الثلوج (٤) في بعض المواسم ، كان يؤدي إلى تلف المزروعات ويرافق ذلك زيادة الأسعار وقيام المجاعة في صفوف الفلاحين (٥).

٥ ـ فئات أخرى : إلى جانب ما تقدم نجد إشارات إلى الصيادين (٦) واللصوص (٧) والفقراء (٨) ، إلا أنه ليست لدينا تفصيلات عنهم.

وأخيرا لا بد من الإشارة إلى أن طبقة العامة كانت قد ساهمت في الأحداث السياسية التي قامت بواسط ، فقد ذكرنا سابقا أنه في سنة ٤٠٨ ه‍ / ١٠١٧ م ضعف أمر الديلم ببغداد فانحدروا إلى واسط للإقامة فيها ، فخرج إليهم العامة والأتراك ، ودارت معركة بين الفريقين قتل فيها خلقا كثيرا من أتراك واسط وعامتها (٩).

__________________

(١) عن الفيضانات بواسط انظر : الهمداني ، تكملة ، ١ / ٣١. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٢٨٦ ، ٣٠٥ ، ١٠ / ٢٤٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١٠ / ٤٧٠.

(٢) انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٢٥ ، ٦٠.

(٣) ن. م ، ٨ / ٦٠ ، ٩ / ١٠٩.

(٤) ن. م ، ٨ / ٢٩.

(٥) انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٦٧ ، ٩ / ١٠٩.

(٦) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ، ١١٩. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ١١٩. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ١٨٩.

(٧) سؤالات السلفي ، ١٢ ، ٧٧. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ٦٠ ، ١٠ / ٢٧٥. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ١٨٩. تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٢٨٩ (حرف الميم) ، ٥٨٦ (حرف الكاف).

(٨) الحوادث الجامعة ، ٢٥٤.

(٩) انظر : الديلم.

٢١٩

وعندما خرج والي واسط أبو الغنائم على طاعة الخليفة العباسي القائم بأمر الله وخطب للمستنصر بالله الفاطمي سنة ٤٤٨ ه‍ / ١٠٥٦ م أيده العامة (١).

وفي سنة ٤٩٥ ه‍ / ١١٠١ م سار أمير البصرة إسماعيل بن سلانجق على رأس جيشه إلى واسط للاستيلاء عليها ، فدافع عنها أتراك واسط والعامة ، ودارت معركة بين الطرفين هزمت فيها قوات إسماعيل وعاد منسحبا إلى البصرة (٢).

__________________

(١) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٦٢٤.

(٢) ن. م ، ١٠ / ٣٤٠.

٢٢٠