النحو المستطاب - ج ٢

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٣١٢
الجزء ١ الجزء ٢

ما انتفى فيه أحدهما : يعجبني إكرام زيد (١) ؛ وجاء كاتب القاضي (٢). فإكرام في المثال الأول ليس صفة ، إنما هو مصدر ، وزيد معمول له ، وكاتب في المثال الثاني صفة ، والقاضي ليس معمولا له.

س : الإضافة المعنوية ثلاثة أقسام. اذكرها مع التمثيل.

ج : القسم الأول : من الإضافة المعنوية ما يقدر باللام المفيدة للملك أو الاختصاص (٣).

وهو الأكثر نحو : غلام زيد (٤) ، ـ ـ ـ

__________________

(١) يعجبني إكرام زيد : يعجب : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، والنون للوقاية. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. إكرام : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وإكرام مصدر يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله مجرور وعلامة جره كسر آخره ، ويحتمل أن يكون من إضافة المصدر لمفعوله ، ويكون التقدير إكرامه زيدا.

(٢) جاء كاتب القاضي : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. كاتب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والقاضي : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها الاستثقال لأنه اسم منقوص.

(٣) وضابط هذه الإضافة ألا يكون المضاف إليه جنسا للمضاف ولا ظرفه ، وضابط كل من لام الملك ؛ والاختصاص تقدم صفحة (٩٩).

(٤) غلام زيد : غلام : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا غلام ، مرفوع وعلامة

١٢١

وثوب بكر (١) ، وباب الدار (٢) ، أي غلام لزيد ، وثوب لبكر ، وباب للدار.

والثاني : ما يقدر بمن (٣) ، وذلك كثير نحو : ثوب خز (٤) ، وباب ساج (٥) ، وخاتم حديد (٦). ويجوز في هذا النوع نصب المضاف إليه على التمييز ، ويجوز رفعه على أنه بدل أو عطف بيان (٧) ؛ أي ثوب من خز ، وباب من ساج ، وخاتم من حديد.

الثالث : ما يقدر بفي (٨) ؛ وهو قليل نحو : (بَلْ مَكْرُ

__________________

رفعه ضم آخره ، وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(١) ثوب بكر : إعرابه كسابقه.

(٢) باب الدار : إعرابه كسابقيه.

(٣) وضابط هذا القسم أن يكون المضاف إليه جنسا للمضاف.

(٤) ثوب خز : ثوب : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا ثوب ، مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، ثوب مضاف. وخز : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، ولك نصبه على التمييز ، ولك رفعه على أنه عطف بيان ـ وهو الأحسن ـ أو على أنه بدل.

(٥) باب ساج : إعرابه كسابقه.

(٦) خاتم حديد : إعرابه كسابقيه.

(٧) أو على أنه نعت ، وهو ضعيف لفقد الاشتقاق وقد تقدم ذلك صفحة (٧٦ ـ ٧٧).

(٨) وضابط هذا القسم أن يكون المضاف إليه ظرفا للمضاف.

١٢٢

اللَّيْلِ)(١) ، و (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ)(٢) ، أي بل مكر في الليل ، و (يا صاحِبَيِ) في (السِّجْنُ).

س : يجب تجريد المضاف من ثلاثة أشياء اذكرها مع التمثيل.

ج : يجب تجريد المضاف من التنوين ، كما في : غلام زيد (٣) ، ومن نون

__________________

(١) (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ) : (بَلْ) :حرف عطف وإضراب. (مَكْرُ) : فاعل لفعل محذوف تقديره بل صدنا مكر الليل ، مكر مضاف. و (اللَّيْلِ) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ) : (يا) : حرف نداء. (صاحِبَيِ) : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وهو مضاف. و (السِّجْنِ) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٣) لأن الإضافة تدل على الاتصال ، والتنوين يدل على الانفصال فلا يجمع بينهما ، وما أحسن قول بعضهم :

كأني تنوين وأنت إضافة

فحيث تراني لا تحل مكاني

وأحسن منه قول الآخر :

وكنا خمس عشرة في التئام

على رغم الحسود بغير آفة

فقد أصبحت تنوينا وأضحى

حبيبي لا تفارقه الإضافة

وقد سمع إثبات النون في ضرورة الشعر كقول بعضهم :

هم القائلون الخير والآمرونه

إذا ما خشوا من حادث الدهر معظما

والمراد بالمعظم الأمر الذي يعظم دفعه.

١٢٣

التثنية نحو : غلاما زيد (١) ومن نون الجمع نحو : كاتبو عمرو (٢).

س : ما ذا تفيد الإضافة المعنوية أو اللفظية.

ج : الإضافة المعنوية تفيد تعريف المضاف (٣) إن كان المضاف إليه معرفة نحو : غلام زيد (٤) ، وتخصيص المضاف (٥) إن كان المضاف إليه نكرة نحو : غلام رجل (٦) ، وتسمى الإضافة المعنوية محضة (٧).

__________________

(١) غلاما زيد : غلاما : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذان ، مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) كاتبو عمرو : كاتبو : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هؤلاء ، مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف. وعمرو : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٣) التعريف هو رفع الاشتراك في النكرة.

(٤) الإضافة تفيد المضاف التعريف إذا لم يكن المضاف شديد الإبهام كغير ، ومثل ، وخدن ، وشبه ، ونظير ، وترب ، وحسب. فهذه لا تفيدها الإضافة التعريف لتوغلها في الإبهام ، والأصح أنها إذا أضيفت فإضافتها معنوية مفيدة للتخصيص.

(٥) التخصيص هو تقليل الاشتراك في النكرة.

(٦) فغلام قبل الإضافة يحتمل أن يكون غلام رجل وغلام امرأة ، فإذا أضفته إلى أحدهما خرج الآخر.

(٧) سميت محضة لخلوصها عن شائبة الانفصال ، بخلاف اللفظية فإنها في نية الانفصال نحو : ضارب زيد ؛ إذ الأصل ضارب زيدا. وسميت معنوية لأن

١٢٤

وأما الإضافة اللفظية فلا تفيد تعريفا ولا تخصيصا ، وإنما تفيد التخفيف في اللفظ (١) ، وتسمى غير محضة (٢).

س : هل المضاف إليه مجرور بالإضافة أو بالمضاف؟

ج : الصحيح أنه مجرور بالمضاف (٣) ؛ لاتصاله بالضمير ، والضمير لا يتصل إلا بعامله (٤) ، وبقي من مخفوضات الأسماء القسم الثالث وهو التابع للمخفوض ، سيأتي في التوابع (٥).

* * *

__________________

فائدتها عائدة إلى المعنى لأنها تنقل المضاف من الإبهام إلى التعريف نحو : غلام زيد ، أو التخصيص نحو : غلام رجل.

(١) لأن الأصل في الصفة أن تعمل النصب ، ولكن الخفض أخف منه إذ لا تنوين معه ولا نون ، فقولك : ضارب زيد ، بالخفض أخف من قولك : ضارب زيدا بالنصب.

(٢) لأنها في نية الانفصال فنحو : ضارب زيد ، أصله : ضارب زيدا.

(٣) وهو خلاف ما اشتهر بين المعربين فإنهم يقولون في نحو : غلامه ، غلام : مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

(٤) ولأن الإضافة معنى والمضاف لفظ واللفظ أقوى.

(٥) وهي النعت والعطف والتوكيد والبدل.

١٢٥

*إعراب الفعل المضارع*

س : يدخل على الفعل المضارع من أنواع الإعراب ثلاثة. اذكرها مع التمثيل.

ج : هي الرفع ، والنصب ، والجزم ، فالرفع نحو : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)(١) وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٢) ، والنصب نحو : لن تضرب (٣) ، والجزم نحو : لم تضرب (٤).

*نواصب الفعل المضارع*

س : نواصب الفعل المضارع قسمان. فما هي؟

ج : القسم الأول : ما ينصب الفعل المضارع بنفسه ، وهو أربعة ألفاظ : أن

__________________

(١) (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) : إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لنعبد. والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. (نَعْبُدُ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(٢) (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) : الواو : حرف عطف. إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول مقدم لنستعين. والكاف : حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. (نَسْتَعِينُ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.

(٣) لن تضرب : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. تضرب : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

) لم تضرب : لم : حرف نفي وجزم وقلب ، تضرب : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

١٢٦

المصدرية (١) ، ولن (٢) ، وكي المصدرية المسبوقة باللام لفظا أو تقديرا وإذن (٣).

القسم الثاني : ما ينصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعده وهو نوعان :

أحدهما : ما ينصب بأن مضمرة بعده وجوبا ، وهو ستة ألفاظ : حتى ،

__________________

(١) هي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر ، والنصب بها اتفاق البصريين والكوفيين ، وربما جزمت ومنه قول الشاعر:

إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا

تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحطب

وقد تهمل فيرفع المضارع بعدها كقول الشاعر :

أن تقرآن على أسماء ويحكما

مني السّلام وألا تشعرا أحدا

ومنه قراءة ابن محيص (لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) بضم الميم وقراءته من الشواذ.

(٢) لن حرف يفيد النفي والاستقبال ولا يقتضي التأبيد خلافا للزمخشري وأما قوله تعالى : (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) فالتأبيد فيه خارج عن لن لا منها ، وذلك أن جملة(لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) واردة مورد التعجيز ؛ لأنه لما كان الخلق والإيجاد للأنفس مختصا بالمولى تقدست أسماؤه وما سواه عاجز عن ذلك ـ دلت الآية الكريمة بجملتها على عجز المخلوق عجزا مؤبدا عن أن يخلق ذبابة ، فوضح أن التأييد مستفاد من غير لن.

(٣) هكذا رسمها بعضهم بالنون والأصح رسمها بالألف كما يوقف عليها ، لكن قال ابن عنقاء : المختار خلافا للجمهور أن تكتب في غير القرآن بالنون ، وبها يوقف عليها. ولعله اختار ذلك لئلا تلتبس بإذا الظرفية.

١٢٧

وفاء السببية (١) ، وأو التي بمعنى إلى أو إلا (٢) ، وواو المعية (٣) ، ولام الجحود (٤) ، وكي الجارة. نظم ذلك بعضهم في قوله :

وتضمر أن وجوبا بعد حتى

وبعد الفاء إن سببا تفيد

وبعد أو التي تأتي بمعنى

إلى إلا وذا در نضيد

وواو معية لا واو عطف

ولام في جحود لا تحيد

وسادسها إذا سبقت بكي

وليس لها على هذا مزيد

وفي غير الذي حررت حقا

جوازا والقريض لذا مفيد

والثاني : ما ينصب بأن مضمرة بعده جوازا ، وهو خمسة ألفاظ : أربعة من حروف العطف وهي : أو ، والواو ، والفاء ، وثم ، والخامس : لام كي.

نظم ذلك بعضهم في قوله :

__________________

(١) هي التي يقصد بها كون ما قبلها سببا لما بعدها نحو : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُو).

(٢) ضابط أو التي بمعنى إلى أن يكون ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا كقول الشاعر :

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى

أي إلى أن أدرك المنى ، وأما التي بمعنى إلا فإن ما بعدها يحصل دفعة واحدة نحو : لأقتلن الكافر أو يسلم ، أي إلا أن يسلم.

(٣) هي التي تفيد معنى مع ، ويكون ما قبلها وما بعدها واقعين في زمان واحد.

(٤) هي المسبوقة بما كان أو لم يكن.

١٢٨

وتضمر أن جوازا بعد خمس

فخذها وادع للقاضي الخلي

وذلك بعد أو والواو والفاء

وثم العاطفات ولام كي

س : اذكر ما يتعلق بنواصب المضارع التي تنصب بنفسها. موضحا ذلك بالأمثلة.

ج : ما ينصب المضارع بنفسه أربعة ألفاظ كما تقدم :

أحدها : أن (١) المصدرية (٢) تنصب المضارع بشرط ألا تسبق بعلم (٣) ولا ظن (٤) ، نحو : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ)(٥) ونحو : (وَأَنْ تَصُومُوا

__________________

(١) بفتح الهمزة وسكون النون.

(٢) فخرجت أن المفسرة وهي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) أي اصنع ، وقوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ) ، أي اقذفيه ، وخرجت أن الزائدة وهي الواقعة بعد لما الحينية نحو (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) والواقعة بين الكاف ومجرورها كقول الشاعر :

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

بجر ظبية وخرجت الواقعة بين القسم ولو نحو : أقسم أن لو يأتيني زيد لأكرمته.

(٣) أي ما يدل على العلم مثل : رأى ، وتحقق ، وتيقن ، وتبين.

(٤) الظن : هو إدراك الطرف الراجح ، ويقابله الوهم وهو إدراك الطرف المرجوح ، أما الشك : فهو التردد بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر.

(٥) (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) : (يُرِيدُ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب

١٢٩

خَيْرٌ لَكُمْ)(١) ، فإن سبقت بعلم نحو : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٢) فهي مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها

__________________

والجازم وعلامة رفعه ضم آخره. (اللهُ) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. (أَنْ) : حرف مصدر ونصب. (يُخَفِّفَ) : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. (عَنْكُمْ) : جار ومجرور ؛ عن : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بعن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بيخفف ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها في محل نصب مفعول به والتقدير يريد الله التخفيف عنكم.

(١) (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) : الواو : حرف استئناف. (أَنْ) : حرف مصدر ونصب. (تَصُومُوا) : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ والتقدير صومكم. و (خَيْرٌ) : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره. (لَكُمْ) : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بخير.

(٢) (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) : (عَلِمَ) : فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. (إِنَّ) : مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا تقديره أنه. السين : حرف تنفيس وهو الزمن القريب. يكون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر. (مِنْكُمْ) : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ،

١٣٠

ضمير الشأن محذوف وجوبا ، والفعل بعدها مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبرها كما تقدم في بابه (١) ، فإن سبقت بظن فيجوز أن تكون ناصبة للفعل المضارع ، وأن تكون مخففة من الثقيلة.

وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ)(٢)

__________________

والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنا في محل نصب خبر كان. (مَرْضى) : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، وجملة كان مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر أن المخففة ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها سد مسد مفعولي علم والتقدير علم كون مرضى منكم.

(١) باب النواسخ صفحة (١٧١) من الجزء الأول.

(٢) (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) : الواو : حرف عطف ، حسبوا : فعل وفاعل ؛ حسب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، وهو من أخوات ظن تنصب مفعولين ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أن : مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا تقديره أنه. لا : حرف نفي. (تَكُونَ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من كان التامة بمعنى تحصل. (فِتْنَةٌ) : فاعل كان مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها سد مسد مفعولي ظن ، وجملة كان وفاعلها في محل رفع خبر أن المخففة. وعلى قراءة النصب فأن حينئذ حرف مصدر ونصب ، ولا نافية ، وتكون

١٣١

فمن نصب تكون (١) فأن حرف مصدر ينصب الفعل المضارع ، ومن رفعها (٢) فأن مخففة من الثقيلة ـ وقد تقدم ذلك كله (٣) ـ.

الثاني (٤) : لن : نحو : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ)(٥).

الثالث : كي المصدرية المسبوقة باللام التعليلية لفظا نحو : (لِكَيْلا تَأْسَوْا)(٦) أو تقديرا نحو : جئتك كي ـ ـ ـ

__________________

فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفتنة فاعل ، والتقدير وحسبوا عدم كون أي حصول فتنة.

(١) النصب قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم.

(٢) الرفع قراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي.

(٣) صفحة (٢٢١) من الجزء الأول.

(٤) مما ينصب الفعل المضارع بنفسه.

(٥) (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ) : (لَنْ) : حرف نفي ونصب واستقبال. (نَبْرَحَ) : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه فتح آخره متصرف من برح من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها وجوبا تقديره نحن. (عَلَيْهِ) : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بعاكفين. و (عاكِفِينَ) : خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٦) (لِكَيْلا تَأْسَوْا) : اللام : حرف تعليل. كي : حرف مصدري ونصب. لا : نافية. (تَأْسَوْا) : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل

١٣٢

تكرمني (١) ، فتكرمني منصوب بكي إذا قدرت أن الأصل لكي وأنك حذفت اللام استغناء عنها بنيتها.

والمصدر المنسبك (٢) من كي وما بعدها مجرور باللام المقدرة والتقدير جئتك لإكرامك إياي (٣) ، فإن لم تقدر اللام قبلها فكي حرف جر مفيدة للتعليل ، والفعل مضارع بعدها منصوب بأن مضمرة وجوبا كما سيأتي (٤).

الرابع : إذن : تنصب الفعل المضارع بنفسها بثلاثة شروط : أن تكون

__________________

رفع فاعل ، والمصدر المنسبك من كي وما بعدها مجرور بلام التعليل والتقدير لعدم أساكم أي حزنكم.

(١) جئتك كي تكرمني : جئتك : فعل وفاعل ومفعول ؛ جاء : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. كي : حرف مصدر ونصب. تكرم : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه فتح آخره ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والمصدر المنسبك من كي وما بعدها مجرور باللام المقدرة ، والتقدير جئتك لإكرامك إياي.

(٢) المنسبك مشتق من السبك ، وهو جعل شيئين شيئا واحدا.

(٣) فكي في المثال الأول والثاني لا يجوز جعلها حرف تعليل ، وأن مضمرة بعدها لئلا يدخل حرف الجر على مثله وهو لا يجوز.

(٤) صفحة (١٤٢).

١٣٣

في صدر الكلام (١) ، وأن يكون الفعل بعدها مستقبلا (٢) ، وأن يكون الفعل متصلا بها أو منفصلا عنها بالقسم أو بلا النافية (٣).

__________________

(١) فإن وقعت إذن في حشو الكلام ـ بأن اعتمد ما بعدها على ما قبلها ـ أهملت وذلك في ثلاثة مواضع : أحدها : أن يكون ما بعدها خبرا عما قبلها نحو : أنا إذن أكرمك. الثاني : أن يكون ما بعدها جوابا لشرط قبلها نحو : إن تأتني إذن أكرمك. الثالث : أن يكون جواب قسم قبلها نحو : والله إذن لا أخرج. فإن كان السابق عليها واو أو فاء جاز نصب الفعل المضارع باعتبار أن ما بعد العاطف جملة مستقلة ، والفعل فيها بعد إذن غير معتمد على ما قبلها ، وجاز الرفع باعتبار كون ما بعد العطف من تمام ما قبله والغالب الرفع ، وبه قرأ السبعة في قوله تعالى : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) ، وقوله (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ).

(٢) قياسا على بقية النواصب ؛ فإنها لا تعمل في الحال فيجب الرفع في نحو : إذن تصدق. جوابا لمن قال : أنا لا أحب زيدا ؛ لأنه حال ولا مدخل للجزاء في الحال.

(٣) فإن فصل بينها وبين الفعل المضارع بغير ما ذكر أهملت ووجب رفع الفعل بعدها لضعفها ، مع الفصل عن العمل فيما بعدها ، وإنما اغتفر الفصل بالقسم لأنه زائد جيء به للتأكد فلم يمنع النصب ، وبلا النافية لتنزيلها منزلة العدم لأن النافي كالجزء من المنفي ، واغتفر ابن بابشاذ الفصل بالنداء ، وابن عصفور الفصل بالظرف والجار والمجرور ، نظم ذلك بعضهم مع ذكر الشروط الثلاثة في قوله :

اعمل إذن إذ أتتك أولا

وسقت فعلا بعدها مستقبلا

واحذر إذا أعملتها أن تفصلا

إلا بحلف أو نداء أو بلا

وافصل بظرف أو بمجرور على

رأي ابن عصفور رئيس النبلا

وإن تجئ بحرف عطف أولا

فأحسن الوجهين أن لا تعملا

والأصح أنها إذا فصل بينها وبين الفعل بغير القسم ولا النافية فإنها

١٣٤

فمثال ما استوفت الشروط نحو : إذن أكرمك (١) ، وإذن والله أكرمك (٢) ، وإذن لا أجيئك (٣) ؛ لمن قال لك : أآتيك. وتسمى حرف جواب وجزاء.

س : اذكر ما يتعلق بنواصب المضارع التي تنصب بأن مضمرة وجوبا ، موضحا ذلك بالأمثلة.

ج : الذي ينصب المضارع بأن مضمرة بعده وجوبا ستة ألفاظ كما تقدم (٤) :

__________________

لا تنصب.

(١) إذن أكرمك : إذن : حرف جواب وجزاء ونصب. أكرم : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(٢) إذن والله أكرمك : إذن : حرف جواب وجزاء ونصب. الواو : حرف قسم وجر ، ولفظ الجلالة : مقسم به مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا. أكرم : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(٣) إذن لا أجيئك : إذن : حرف جواب وجزاء ونصب. لا : نافية. أجيء : فعل مضارع منصوب بإذن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.

(٤) صفحة (١٢٧).

١٣٥

أحدها : حتى بشرط أن يكون الفعل بعدها مستقبلا بالنسبة لما قبلها نحو : (حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)(١) فرجوع موسى عليه‌السلام مستقبل بالنسبة إلى ما قبل حتى ، وهو زمن عكوفهم على عبادة العجل (٢).

الثاني ، والثالث : فاء السببية (٣) ، وواو المعية (٤) ، ينصبان الفعل المضارع بأن مضمرة بعدهما وجوبا ، بشرطين أن يسبقا بنفي محض (٥) ،

__________________

(١) (حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) : (حَتَّى) : حرف غاية ونصب. (يَرْجِعَ) : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى. (إِلَيْنا) : جار ومجرور ؛ إلى : حرف جر ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بإلى ، والجار والمجرور متعلق بيرجع. (مُوسى) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها مجرور بحتى ، والتقدير إلى رجوع موسى.

(٢) الغالب في حتى أن يكون للغاية ، وعلامتها صلاحية إلى في موضعها كقوله تعالى : (حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى) وتكون للتعليل نحو : أسلم حتى تدخل الجنة ، وعلامتها صلاحية كي في موضعها ، ثم اعلم أن الفعل المضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد حتى لا بحتى نفسها ؛ لأنه ثبت جرها للأسماء فوجب نسبة العمل هنا لأن مضمرة لأن عوامل الأسماء لا تكون عوامل في الأفعال لأن ذلك ينفي الاختصاص.

(٣) هي التي يقصد بها كون ما قبلها سببا لما بعدها.

(٤) هي المفيدة مصاحبة ما بعدها لما قبلها في الحكم في وقت واحد.

(٥) أي خالص من معنى الإثبات كالمثال الآتي بخلاف النفي المنتقض بإلا نحو : وما تأتينا إلا فتحدثنا. والنفي المتلو بنفي نحو : ما تزال تأتينا

١٣٦

أو طلب بالفعل (١) ، مثالهما بعد النفي المحض قوله تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(٢) ، وقوله تعالى : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٣) ومثالهما بعد الطلب قوله تعالى :

__________________

فتحدثنا. أو النفي التالي لاستفهام تقريري نحو : ألم تأتني فأحسن إليك. فإنه يمتنع النصب في ذلك كله.

(١) أي بصيغته لأصالته في ذلك فخرج الطلب بغيره فإنه يمتنع معه النصب سواء كان باسم فعل نحو : صه فأحسن إليك. أو بالمصدر نحو : سقيا فيرويك الله. أو بلفظ الخبر نحو : حسبك حديث فينام الناس.

(٢) (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) : (لا) : نافية. (يُقْضى) : فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف. (عَلَيْهِمْ) : جار ومجرور ، على : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل. الفاء : فاء السببية. (فَيَمُوتُوا) : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها معطوف على المصدر المفهوم من الفعل السابق ، والتقدير لا يكون قضاء منا عليهم فموت منهم أي بل هم أحياء فيها أي النار.

(٣) (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) : الواو : حالية. (لَمَّا) : حرف نفي وجزم. (يَعْلَمِ) : فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه سكون آخره وحرك لالتقاء الساكنين. (اللهُ) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. (الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، ولك بناءه على الياء مطلقا. (جاهَدُوا) : فعل وفاعل ؛ جاهد : فعل ماض مبني على فتح ـ

١٣٧

(وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(١) ونحو : لا تأكل السمك

__________________

مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (مِنْكُمْ) : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائنا في محل نصب حال من واو الجماعة. (وَيَعْلَمَ) : الواو : واو المعية ، (يَعْلَمِ) : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. (الصَّابِرِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة ؛ لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها معطوف على المصدر المفهوم من الفعل السابق ، والتقدير ولما يجتمع علمه تعالى بالمجاهدين وعلمه بالصابرين منكم.

(١) (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) : الواو : حرف عطف. (لا) : ناهية. (تَطْغَوْا) : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (فِيهِ) : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بفي ، والجار والمجرور متعلق بتطغوا. (فَيَحِلَّ) : الفاء : فاء السببية ، يحل : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية وعلامة نصبه فتح آخره. (عَلَيْكُمْ) : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بعلى ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بيحل. (غَضَبِي) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة

١٣٨

وتشرب اللبن (١).

الرابع : أو تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة بعدها وجوبا ، بشرط أن

__________________

لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، وغضب مضاف. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها معطوف على المصدر المفهوم من الفعل السابق ، والتقدير لا يكن منكم طغيان فحلول غضب عليكم.

(١) لا تأكل السمك وتشرب اللبن : لا : ناهية. تأكل : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون ، وحرك لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. السمك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. وتشرب : الواو : واو المعية ، تشرب : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اللبن : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها معطوف على المصدر المفهوم من الفعل السابق ، والتقدير لا يكن منك أكل سمك وشرب لبن. تنبيه : اقتصر من أمثلة الطلب على مثال واحد لكل حرف ، والطلب يشمل ثمانية أشياء وتسمى مع النفي الأجوبة التسعة نظمها بعضهم في قوله :

مر وانه وادع وسل واعرض لحضهم

تمن وارج كذاك النفي قد كملا

الأول : الأمر نحو : تعال فأحسن أو أحسن إليك. الثاني : النهي نحو : لا تخاصم زيدا فيغضب أو يغضب. الثالث : الدعاء نحو : رب وفقني أعمل صالحا أو وأعمل صالحا ، الرابع : السؤال والمراد به الاستفهام وهو طلب الفهم نحو هل لزيد صديق فيركن إليه أو ويركن إليه؟ الخامس : العرض بفتح العين وسكون الراء وهو الطلب برفق ولين نحو : ألا تنزل عندنا فنكرمك أو ونكرمك؟ السادس : التحضيض وهو الطلب بحث وإزعاج ـ

١٣٩

تكون بمعنى إلى أو إلا ، فمثال التي بمعنى إلى (١) قول الشاعر :

لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلا لصابر (٢)

أي إلى أن أدرك.

__________________

ـ نحو : هلا أحسنت إلى زيد فيشكرك أو ويشكرك ، السابع : التمني وهو طلب ما لا مطمع فيه أو ما فيه عسر نحو : ليت الشباب يعود فأتزوج ، أو وأتزوج. الثامن : الترجي وهو طلب الأمر المحبوب نحو : لعلي أراجع الشيخ فيفهمني أو ويفهمني. التاسع : النفي : نحو : لا يقضى على زيد فيموت أو ويموت. ولم يسمع نصب المضارع بعد واو المعية إلا في أربع : النفي والأمر والنهي والتمني والباقي بالقياس عليها.

(١) ضابطها أن يكون ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا.

(٢) لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلا لصابر

اللام : داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله. أستسهلن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، ونون التوكيد : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الصعب : مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتح آخره أو حرف عطف بمعنى إلى. أدرك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد أو التي بمعنى إلى ، وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. المنى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها معطوف على مصدر مفهوم من الفعل السابق ، والتقدير ليكونن استسهال مني أو إدراك للمنى. فما انقادت : الفاء : حرف تعليل ، ما : نافية ، انقاد : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على ـ

١٤٠