النحو المستطاب - ج ٢

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٣١٢
الجزء ١ الجزء ٢

القسم الثالث : بدل الاشتمال (١) نحو : أعجبني زيد علمه (٢) ، وهذا القسم كسابقه لا بد من اتصاله بضمير يرجع منه للمبدل منه ، إما مذكور كالمثال السابق ، أو مقدر نحو : قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ، النَّارِ)(٣) أي فيه.

__________________

مجرور وعلامة جره كسر آخره. (مَنْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بدل من الناس بدل بعض من كل. (اسْتَطاعَ) : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد الضمير المستتر.

(١) هو ما يدل عليه عامل المبدل منه دلالة إجمالية أو تقول هو الدال على معنى في متبوعه فقولك أعجبني زيد علمه فزيد يشتمل على العلم وغيره اشتمالا معنويا.

(٢) أعجبني زيد علمه : أعجب : فعل ماض مبني على الفتح ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. علم : بدل اشتمال من زيد والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(٣) (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ، النَّارِ) : (قُتِلَ) : فعل ماض مبني للمجهول. (أَصْحابُ) : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. و (الْأُخْدُودِ) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. (النَّارِ) : بدل اشتمال من الأخدود والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره ، والضمير العائد إلى المبدل منه مقدر عند الجمهور أي فيه ، وعند الكوفيين نابت عنه أل ، والأصل ناره ، وعند ابن مالك لا حذف أصلا.

٢٤١

القسم الرابع : البدل المباين وهو ثلاثة أقسام : أحدها : بدل الغلط (١). الثاني : بدل النسيان (٢). والثالث : بدل الإضراب (٣). نحو : رأيت زيدا الفرس.

فهذا المثال يصلح لكل واحد من الثلاثة ؛ لأنك إن أردت أن تقول : رأيت الفرس فغلطت فقلت : زيدا. فهذا بدل الغلط ، وإن قلت : رأيت زيدا ثم لما نطقت تذكرت أنك إنما رأيت فرسا فأبدلت الفرس من زيد فهذا بدل نسيان. وإن أردت الإخبار أولا بأنك رأيت زيدا ، ثم بدا لك أن تخبر بأنك رأيت الفرس فهذا بدل الإضراب (٤).

__________________

(١) بدل الغلط هو الذي لم يقصد متبوعه بل سبق إليه اللسان.

(٢) بدل النسيان هو ما يقصد ذكر متبوعه ثم تبين فساد قصده.

(٣) بدل الإضراب هو أن يكون كل من الأول والثاني مقصودا في الابتداء ثم تقصد خصوص الثاني في الدوام.

(٤) زاد بعض النحاة قسما خامسا وهو بدل كل من بعض ، واحتج له بقوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً ، جَنَّاتِ عَدْنٍ) فجنات عدن بدل كل من بعض وهو الجنة ، وبقول ابن قيس الرقيات :

رحم الله أعظما دفنوها

بسجستان طلحة الطلحات

فإن طلحة بدل من أعظم بدل كل من بعض ، ورد بأن أل في الجنة للجنس الصادق بجنات عدن ، فهو بدل كل من كل ، وأنه يجوز أن يراد بالأعظم في البيت جملة الشخص ، وإنما خصها بالذكر لأنها قوام البدن فيكون بدل كل من كل ، أو على تقدير مضاف أي أعظم طلحة.

٢٤٢

س : هل يجب موافقة البدل للمبدل منه في التعريف والتنكير أم لا؟

ج : لا يجب ذلك بل يجوز إبدال النكرة من المعرفة ، والعكس ، فمثال الأول قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ)(١) ، فقتال نكرة وهو بدل اشتمال من الشهر وهو معرفة.

ومثال الثاني قوله تعالى : (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ)(٢) ، فالصراط

__________________

(١) (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيه) : (يَسْئَلُونَكَ) : فعل وفاعل ومفعول ؛ يسألون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. (عَنِ الشَّهْرِ) :جار ومجرور ؛ (عَنِ) : حرف جر ، و (الشَّهْرِ) : مجرور بعن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بيسألون. (الْحَرامِ) : نعت للشهر ونعت المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره. (قِتالٍ) : بدل اشتمال من الشهر وبدل المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره. (فِيهِ) : جار ومجرور ؛ في : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بفي ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل جر نعت لقتال.

(٢) (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) : (إِلى صِراطٍ) : جار ومجرور ؛ (إِلى) : حرف جر ، (صِراطٍ) : مجرور بإلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بالفعل قبله وهو قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي). مُسْتَقِيمٍ) : نعت لصراط والنعت يتبع المنعوت في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره. (صِراطِ) : الثاني بدل من الأول بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل في ـ

٢٤٣

الثاني معرفة وهو بدل من الصراط الأول (١) ، وهو نكرة (٢).

* * *

__________________

إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور متعلق بالفعل قبله وهو قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِ).

(١) بدل كل من كل.

(٢) ولا يجب موافقة البدل المبدل في الإظهار والإضمار ، فيجوز إبدال الظاهر من الظاهر كما مر في الأمثلة ، وإبدال المضمر من المضمر الموافق له نحو : رأيتك إياك ، وإبدال الظاهر من المضمر نحو : رأيته زيدا ، وإبدال المضمر من الظاهر نحو : رأيت زيدا إياه ، ومنع ابن مالك وقوع الضمير بدلا ، وجعل نحو : رأيتك إياك توكيدا ، ونحو : رأيتك زيدا إياه ؛ من وضع النحويين أي أنه لم يسمع من العرب. ثم اعلم أن بدل كل من كل يجب موافقته للمبدل منه في تذكيره وتأنيثه وإفراده وجمعه وتثنيته ، وأما الأبدال الأخر فلا يلزم موافقتها للمبدل منه في الإفراد والتذكير وفروعهما.

٢٤٤

*الأسماء العاملة عمل الفعل (١)*

س : الأسماء العاملة عمل الفعل سبعة. فما هي؟

ج : هي المصدر ، واسم الفاعل ، وأمثلة المبالغة ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل ، واسم التفضيل (٢) ، واسم الفعل.

*١ ـ المصدر*

س : ما المصدر؟

ج : هو اسم الحدث الجاري على حروف فعله المشتمل على الحروف الأصلية والزائدة (٣).

__________________

(١) فترفع الفاعل وتنصب المفعول ، ويتعلق بها الظرف والجار والمجرور.

(٢) ويقال له أفعل التفضيل.

(٣) فخرج اسم المصدر لخلوه عن بعض حروف الفعل ، ويقال في تعريف اسم المصدر : هو ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه وخالفه بخلوه لفظا وتقديرا عن بعض ما في فعله دون تعويض ؛ فالمصدر الاغتسال والتوضؤ والإعطاء ؛ لجريانها على الفعل اغتسل ، وتوضأ ، وأعطى بخلاف الغسل ، فإنه خال عن الهمزة والتاء ، والوضوء خال عن التاء ، وعطاء خال عن الهمزة ، فكل من الثلاثة يقال له اسم مصدر ، فإن خلا عن بعض ما في فعله وعوض عنه فهو مصدر ، مثل (عدة) فإنه مصدر وعد وقد خلا من الواو التي في فعله ولكن عوض عنها التاء فبقي على مصدريته ، ومثله فيما لو خلا من بعض ما في فعله لفظا لا تقديرا فيبقى على مصدريته نحو : قتال ؛ فإنه مصدر قاتل وقد خلا عن الألف التي قبل التاء في الفعل ، لكن خلا عنها لفظا ولم يخل عنها تقديرا ، ولذا نطق بها في بعض المواضع نحو : قاتل قيتالا ، وضارب ضيرابا. لكن انقلبت الألف ياء لكسر ما قبلها. ـ

٢٤٥

س : يعمل المصدر عمل فعله بستة شروط. اذكرها ثم هات مثالا مستوفيا للشروط.

ج : أحد شروط عمل المصدر أن يصح أن يحل محله فعل مع

__________________

تنبيه : المصدر الميمي يعمل اتفاقا إذا بدئ بميم زائدة لغير المفاعلة كالمضرب والمقتل ؛ لأنه مصدر في الحقيقة وإنما سموه أحيانا اسم مصدر تجوزا ، ومن أعماله قول الشاعر الحارث بن خالد المخزومي :

أظلوم إن مصابكم رجلا

أهدى السّلام تحية ظلم

فالكاف في مصابكم ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله ، ورجلا مفعول به. واسم المصدر نوعان : أحدهما : ما لا يعمل اتفاقا وهو ما كان من أسماء الأحداث علما نحو : سبحان ، علما للتسبيح ، وفجار علما للفجرة ، وحماد علما للمحمدة. والثاني : ما اختلف في عمله وهو ما كان اسما لغير الحدث فاستعمل له كالكلام ، فإنه اسم للملفوظ من الكلمات ثم نقل إلى معنى التكليم ، ومثله الثواب فإنه اسم لما يثاب به العمال ثم نقل إلى معنى الإثابة ، ومثله العطاء والصلاة والغسل والوضوء ، وهذا النوع ذهب الكوفيون إلى جواز إعماله تمسكا بما ورد من نحو قول الشاعر :

أكفرا بعد رد الموت عني

وبعد عطائك المائة الرتاعا

وقول الآخر :

لأن ثواب الله كل موحد

جنان من الفردوس فيها يخلد

وقول الآخر :

قالوا كلامك هندا وهي مصغية

يشفيك قلت صحيح ذاك لو كان

ومنع البصريون إعماله فأضمروا لهذه المنصوبات أفعالا تعمل فيها ،

٢٤٦

أن (١) أو مع ما (٢).

الثاني : أن لا يكون مصغرا (٣).

الثالث : أن لا يكون مضمرا (٤).

الرابع : أن لا يكون محدودا بالتاء والتثنية والجمع (٥).

الخامس : أن لا يكون موصوفا قبل العمل (٦).

__________________

والصحيح جواز إعماله بشروط المصدر الستة ، فتقول : أعجبني كلامك هندا ، أو ثوابك زيدا ، وعطاؤك بكرا.

(١) المصدرية إن أريد به المضي أو الاستقبال نحو : يعجبني ضربك زيدا غدا أو أمس ، أي أن تضرب زيدا.

(٢) المصدرية إن أريد به الحال ، وذلك لأجل أن يشابه الفعل نحو : يعجبني ضربك زيدا الآن ، أي ما تضربه.

(٣) فلا يقال : أعجبني ضريبك زيدا ؛ لأن التصغير من خصائص الأسماء فيبعد به المصدر عن شبه الفعل.

(٤) فلا يقال : ضربي زيدا حسن وهو عمرا ، قبيح بنصب عمرا مفعولا للضمير ، وأجازه الكوفيون.

(٥) فلا يقال : أعجبني ضربتك ولا ضربتاك ولا ضرباتك زيدا ؛ لأن الفعل يصدق على القليل والكثير ، والمصدر إنما عمل لأنه أصل الفعل ونائب عنه فروعي أن لا يبعد عنه بالتحديد بما ذكر وما ورد في كلامهم مما يخالف ذلك فشاذ لا يقاس عليه.

(٦) فلا يقال : أعجبني ضربك الشديد زيدا ولا سوقك العنيف الإبل ؛ لأن المصدر مع معموله كالموصول مع صلته فلا يفصل بينهما بفاصل.

٢٤٧

السادس : أن لا يكون مؤخرا عن معموله (١).

مثال المصدر العامل المستوفي للشروط : يعجبني ضربك زيدا (٢) ، أي أن تضرب زيدا.

س : اذكر أقسام المصدر ، مع بيان أي قسم منها عمله أكثر ، وأي قسم عمله شاذ ، ومثل لما تقول.

ج : المصدر ثلاثة أقسام : مضاف ، ومنون ، ومقرون بأل ، فإعماله مضافا أكثر من إعمال القسمين ـ كالمثال السابق ـ ونحو قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ)(٣) ، ـ ـ ـ

__________________

(١) فلا يقال : زيدا أعجبني ضربك ، ولا أعجبني زيدا ضربك ، وأجاز بعضهم تقديمه إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا لأنهم توسعوا فيهما ما لم يتسعوا في غيرهما.

(٢) يعجبني ضربك زيدا : يعجب : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، والنون للوقاية ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ضرب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وضرب مصدر يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول وهو مضاف ، والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ) : الواو : حرف استئناف. لو لا : حرف امتناع لوجود. (دَفْعُ) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره ، ودفع مصدر يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول وهو مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا. ـ

٢٤٨

وعمله منونا أقيس (١) نحو قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً)(٢).

وعمله مقرونا بأل شاذ (٣) ، كقول الشاعر :

ضعيف النكاية أعداءه

يخال الفرار يراخي الأجل (٤)

__________________

و (النَّاسَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(١) أي أقوى في القياس من عمله مضافا أو مقرونا بأل ؛ لأنه إنما عمل لشبهه بالفعل وبالتنكير يقوى شبهه به لأن الفعل نكرة في المعنى.

(٢) (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) : (أَوْ) : حرف عطف. (إِطْعامٌ) : معطوف على ما قبله وهو (فَكُّ رَقَبَةٍ) والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وإطعام مصدر يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله محذوف والتقدير أو إطعامه. (فِي يَوْمٍ) : جار ومجرور ؛ (فِي) : حرف جر ، (يَوْمٍ) : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بإطعام. (ذِي) : نعت ليوم والنعت يتبع المنعوت في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. و (مَسْغَبَةٍ :) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. (يَتِيماً) : مفعول به للمصدر منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) أي قليل قياسا واستعمالا لبعده عن مشابهة الفعل باقترانه بأل ، فإن قيل : تقدم أن المصدر المضاف يعمل كثيرا ولم تبعده الإضافة عن شبه الفعل مع أن المضاف كالمعرف بأل ـ فالجواب إن الإضافة متأخرة عنه فهو قبلها واقع موقع الفعل بخلاف المعرف بأل.

(٤) ضعيف النكاية أعداءه

يخال الفرار يراخي الأجل

ضعيف : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو وهو مضاف. والنكاية : مضاف

٢٤٩

س : متى ينوب المصدر عن فعله؟ وضح ما تقول بالتمثيل.

ج : ينوب المصدر مناب فعله إذا حذف فعله حذفا واجبا وصار المصدر بدلا عنه نحو : سقيا زيدا (١) ، فزيدا منصوب بسقيا لنيابته مناب اسق ،

__________________

إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، والنكاية مصدر يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله محذوف. وأعداء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والتقدير ضعيف نكايته أعداءه. يخال : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وهو متصرف من خال من أخوات ظن تنصب مفعولين. الفرار : مفعولها الأول منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. يراخي : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها الاستثقال لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالياء ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. الأجل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وجملة يراخي الأجل في محل نصب مفعول ثان ليخال. تنبيه : يضاف المصدر إلى فاعله فيجره ثم ينصب المفعول نحو : عجبت من شرب زيد العسل ، ويضاف إلى المفعول ثم يرفع الفاعل نحو : عجبت من شرب العسل زيد ، وقد يضاف إلى الظرف توسعا ثم يرفع الفاعل وينصب المفعول نحو : عجبت من ضرب اليوم زيد عمرا ، ثم ما أضيف إليه المصدر إن كان فاعلا فهو مجرور اللفظ مرفوع المحل ، وإن كان مفعولا فهو مجرور اللفظ منصوب المحل ، فلك في تابع الفاعل من الصفة والعطف وغيرهما مراعاة اللفظ فتجر ، ومراعاة المحل فترفع ، نحو : عجبت من شرب زيد الظريف ، بجر الظريف ورفعه ، وفي تابع المفعول الجر على اللفظ والنصب على المحل نحو : عجبت من أكل اللحم والخبز بجر الخبز ونصبه.

(١) سقيا زيدا : سقيا : مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا تقديره اسق سقيا ،

٢٥٠

وفيه ضمير مستتر مرفوع كما في اسق ، ونصبه لزيد لأنه قام مقام اسق لا من حيث كونه مصدرا (١).

*٢ ـ اسم الفاعل*

س : ما اسم الفاعل؟ وما مثاله؟

ج : هو صفة دالة على فاعل الحدث ، مشتق من مصدر الفعل المبني للمعلوم نحو : ضارب ، ومكرم ، ومنطلق ، ومستخرج.

__________________

وهو مصدر نائب مناب فعله اسق ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(١) وهل نيابة المصدر عن الفعل المحذوف من الأمور القياسية أولا؟ نقل أكثر المتأخرين عن سيبويه أنه غير قياسي ، بل يقتصر فيه على ما سمع ولا يتعدى ، وقال ابن مالك : إنه قياسي في ثلاثة أمور :

الأول : في الأمر نحو قول أعشى همدان :

على حين ألهى الناس جل أمورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب

يعني اندل يا زريق المال أي اختلس.

والثاني : في الدعاء كقول الشاعر :

يا قابل التوب غفرانا مآثم قد

أسلفتها أنا منها خائف وجل

أي اغفر غفرانا.

والثالث : الاستفهام كقول مرار الأسدي :

أعلاقة أم الوليد بعد ما

أفنان رأسك كالثغام المخلس

فأم منصوب بالمصدر علاقة النائب عن فعله. والعلاقة والعلق إن يعلق الحب بالقلب ، والثغام شجر إذا يبس ابيض ، والمخلس ما اختلط فيه البياض بالسواد.

٢٥١

س : اذكر ما يتعلق باسم الفاعل إذا أريد بناؤه ، مع التمثيل.

ج : إذا أريد بناء اسم الفاعل فإن كان من فعل ثلاثي جاء على وزن فاعل نحو : ضرب يضرب ضربا فهو ضارب ، وهو أكثر ما يبنى منه (١) ، وإن كان من غير الثلاثي كرباعي ، وخماسي ، وسداسي جاء على زنة مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر نحو : أكرم يكرم إكراما فهو مكرم ، وانطلق ينطلق انطلاقا فهو منطلق ،

__________________

(١) مجيء اسم الفاعل من الثلاثي على وزن فاعل مقيس في كل فعل كان على وزن فعل ـ بفتح العين ـ متعديا كان أو لازما نحو : ضرب فهو ضارب ، وهرب فهو هارب ، وغذا فهو غاذ ، وقد يأتي اسم الفاعل منه على غير فاعل قليلا نحو : طاب فهو طيب ، وشاخ فهو شيخ ، وشاب فهو أشيب ، فإن كان الفعل على وزن فعل ـ بكسر العين ـ فإن كان متعديا فقياسه أيضا أن يأتي اسم فاعله على وزن فاعل نحو : ركب فهو راكب. وإن كان لازما فقياس اسم الفاعل منه على وزن فعل بكسر العين نحو : نضر فهو نضر ، وبطر فهو بطر ، وأشر فهو أشر ، أو على فعلان نحو : عطش فهو عطشان : وصدي فهو صديان ، أو على أفعل نحو : سود فهو أسود ، وجهر فهو أجهر ، ولا يقال في اسم الفاعل من فعل بكسر العين إن كان لازما فاعل إلا سماعا نحو : أمن فهو آمن ، وسلم فهو سالم ، وعقرت المرأة فهي عاقر. وإذا كان الفعل على وزن فعل بضم العين كثر مجيء اسم الفاعل منه على وزن فعل بسكون العين نحو : ضخم فهو ضخم ، وشهم فهو شهم ، وعلى وزن فعيل نحو : جمل فهو جميل ، وشرف فهو شريف ، ويقل مجيء اسم فاعله على أفعل بفتح العين نحو : خطب فهو أخطب ، وعلى فعل بفتح العين نحو : بطل فهو بطل.

٢٥٢

واستخرج يستخرج استخراجا فهو مستخرج (١).

س : اذكر عمل اسم الفاعل وشرط عمله مع التمثيل.

ج : اسم الفاعل يعمل عمل فعله ؛ فيرفع الفاعل وينصب المفعول (٢) ، وهو قسمان : مجرد من أل ، ومقرون بها.

فالقسم الأول : وهو المجرد من أل يعمل عمل فعله بشرطين :

أحدهما : كونه للحال أو الاستقبال (٣).

والثاني : اعتماده على واحد من أربعة أمور : نفي ، أو استفهام ، أو موصوف ، أو مخبر عنه (٤).

__________________

(١) وقد شذ من ذلك ثلاثة ألفاظ وهي أسهب فهو أسهب ، وأحصن فهو محصن ، والفج بمعنى أفلس فهو مفلج بفتح ما قبل الآخر فيها ، وجاء قولهم أعشب فهو عاشب ، وأورس فهو وارس ، وأيفع الغلام فهو يافع ، ولا يقال مفعل.

(٢) ولو كان مثنى أو مجموعا نحو : جاء الضاربون زيدا ، ورأيت الضاربين زيدا.

(٣) أي لا يكون بمعنى الماضي فلا يقال ما ضارب زيد عمرا أمس ، وأجازه ابن هشام والكسائي.

(٤) زاد بعضهم شرطين : أحدهما : أن لا يكون مصغرا ، فإن صغر لم ينصب المفعول به ، فلا يجوز زيد ضويرب عمرا ، والثاني : أن لا يكون موصوفا فإن وصف لم ينصب المفعول به نحو : رأيت ضاربا مسيئا زيدا ؛ لأن كلا من التصغير والصفة يزيل شبهه بالفعل ، وأجاز الكوفيون ما عدا النحاس والفراء إعمال المصغر مطلقا ، وأجاز البصريون إعمال الموصوف بعد العمل ـ وهو الأصح ـ ومنه قوله تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ) فجملة يبتغون نعت لآمين.

٢٥٣

فمثال ما اعتمد على النفي : ما ضارب زيد عمرا الآن (١) ، وما ضارب زيد عمرا غدا (٢). ومثال الاستفهام نحو : أضارب زيد عمرا الآن (٣)؟

ونحو : أضارب زيد عمرا غدا (٤)؟.

ومثال المعتمد على المخبر عنه نحو : زيد ضارب عمرا الآن (٥).

__________________

(١) ما ضارب زيدا عمرا الآن : ما : نافية حجازية تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر. ضارب : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره ، وضارب اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول. زيد : فاعل سد : مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. عمرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ؛ والآن : ظرف زمان مفعول فيه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٢) ما ضارب زيد عمرا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) أضارب زيد عمرا الآن؟ : الهمزة : للاستفهام. ضارب : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. زيد : فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. عمرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٤) أضارب زيد عمرا غدا؟ : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٥) زيد ضارب عمرا الآن : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. ضارب : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، وضارب اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. عمرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

٢٥٤

ونحو : زيد ضارب عمرا غدا (١).

ومثال المعتمد على الموصوف نحو : مررت برجل ضارب عمرا الآن (٢).

ونحو : مررت برجل ضارب عمرا غدا (٣).

والقسم الثاني : وهو المقرون بأل يعمل عمل فعله مطلقا ، أي سواء كان ماضيا أو حالا أو استقبالا ، وسواء اعتمد على واحد مما تقدم (٤) أو

__________________

الآن : ظرف زمان مفعول فيه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(١) زيد ضارب عمرا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية علامة نصبه فتح آخره.

(٢) مررت برجل ضارب عمرا الآن : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. برجل : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، رجل : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر. ضارب : نعت لرجل ونعت المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره ، وضارب اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. عمرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٣) مررت برجل ضارب عمرا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٤) صفحة (٢٥٣) وهي النفي ، والاستفهام ، والموصوف ، والمخبر عنه.

٢٥٥

لم يعتمد ، نحو : هذا الضارب زيدا الآن (١).

وهذا الضارب زيدا غدا (٢) ، وهذا الضارب زيدا أمس (٣).

__________________

(١) هذا الضارب زيدا الآن : هاء : للتنبيه. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. الضارب : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ، وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد الضمير المستتر. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٢) هذا الضارب زيدا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) هذا الضارب زيدا أمس : إعرابه كسابقيه. وأمس : ظرف زمان مفعول فيه مبني على الكسر في محل نصب على الظرفية الزمانية. تتمة : يجوز في اسم الفاعل العامل إضافته إلى ما يليه من مفعول ونصبه له ، فتقول : هذا ضارب زيد ، وضارب زيدا ، فإن كان له مفعولان أضفته إلى أحدهما ووجب نصب الثاني ، فتقول : هذا معطي زيد درهما ، ومعطي درهم زيدا ، ويجوز في تابع مفعول اسم الفاعل المجرور بالإضافة الجر والنصب نحو : هذا ضارب زيد وعمرو وعمرا ؛ فالجر مراعاة للفظ ، والنصب مراعاة للمحل وهو المشهور ، وقيل : النصب على إضمار فعل وهو الصحيح والتقدير : ويضرب عمرا.

تنبيه : قد يأتي «فاعل» مرادا به اسم المفعول كقوله تعالى : (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) أي مرضية ، وكقول الحطيئة :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

٢٥٦

*٣ ـ أمثلة المبالغة*

س : ما أمثلة المبالغة؟ وكم أوزانها؟ مثل لما تقول.

ج : هي عبارة عن اسم الفاعل تحول عن صيغته للدلالة على الكثرة والمبالغة في الحدث ، وأوزانه المشهورة خمسة وهي : فعّال بتشديد العين كأكال وشراب ، وفعول كغفور ، ومفعال بكسر الميم كمنحار ، وفعيل بفتح الفاء وكسر العين وسكون الياء كسميع ، وفعل بفتح الفاء وكسر العين كحذر (١).

س : اذكر عمل أمثلة المبالغة وشرط عملها مع التمثيل.

ج : أمثلة المبالغة كاسم الفاعل في العمل ، وشروط عمله (٢) فهي ترفع الفاعل وتنصب المفعول ، فما كان منها مجردا من أل عمل بالشرطين السابقين في اسم الفاعل (٣).

__________________

أي المطعوم المكسي ، وقد يأتي فعيل مرادا به فاعل ، كقدير بمعنى قادر ، وكذا فعول بفتح الفاء كغفور بمعنى غافر.

(١) وقد سمعت ألفاظ للمبالغة غير هذه الخمسة منها : فعّيل بكسر الفاء وتشديد العين مكسورة كسكير ، ومفعيل بكسر فسكون كمعطير ، وفعلة بضم ففتح كهمزة ولمزة ، وفاعول كفاروق ، وفعال بضم الفاء وتخفيف العين أو تشديدها كطوال وكبار بالتشديد والتخفيف وبهما قرئ قوله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً).

(٢) حتى الخلاف الجاري في عمل اسم الفاعل إذا كان مصغرا أو موصوفا ـ كما مر صفحة (٢٥٣) هو الخلاف نفسه في أمثلة المبالغة.

(٣) أحدهما : كونه للحال أو الاستقبال ، والثاني : اعتماده على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف.

٢٥٧

نحو : ما ضراب زيد عمرا الآن (١) ، وما ضراب زيد عمرا غدا (٢) ؛ فعمرا في المثالين مفعول به لضراب لاعتماده على النفي.

وإن كان مقرونا بأل عمل مطلقا (٣) نحو : جاء الضراب زيدا أمس (٤) ، وجاء الضراب زيدا غدا (٥) ، وجاء الضراب زيدا الآن (٦).

__________________

(١) ما ضراب زيد عمرا الآن : ما : نافية حجازية تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر. ضراب : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره ، وضراب من أمثلة المبالغة يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول. زيد : فاعل سد مسد الخبر. عمرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. الآن : ظرف زمان مفعول فيه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٢) ما ضراب زيد عمرا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) أي سواء كان ماضيا أو حالا أو استقبالا ، وسواء اعتمد على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف ، أو لم يعتمد كما مر في اسم الفاعل صفحة (٢٥٣).

(٤) جاء الضراب زيدا أمس : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الضراب : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والضراب من أمثلة المبالغة يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. أمس : ظرف زمان مفعول فيه مبني على الكسر في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٥) جاء الضراب زيدا غدا : إعرابه كسابقه. وغدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره.

(٦) جاء الضراب زيدا الآن : إعرابه كسابقيه. والآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

٢٥٨

*٤ ـ اسم المفعول*

س : ما اسم المفعول؟ وما مثاله؟

ج : هو ما اشتق من مصدر المبني للمجهول لمن وقع عليه الفعل نحو : مضروب ومكرم (١).

س : اذكر ما يتعلق باسم المفعول إذا أريد بناؤه ، مع التمثيل.

ج : إذا أريد بناء اسم المفعول فإن كان من فعل ثلاثي جيء به على زنة مفعول نحو : ضرب يضرب (٢) ضربا فهو مضروب.

وإن كان من غير الثلاثي كرباعي ، وخماسي ، وسداسي ـ جيء به على زنة مضارعه ، بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر نحو : أكرم يكرم (٣) إكراما فهو مكرم ، وانطلق ينطلق (٤) انطلاقا فهو منطلق ، واستخرج يستخرج استخراجا فهو مستخرج (٥).

__________________

(١) بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء.

(٢) بالبناء للمجهول.

(٣) بالبناء للمجهول.

(٤) بالبناء للمجهول.

(٥) وينوب بكثرة فعيل عن مفعول في الدلالة على معناه لا في العمل نحو : مررت برجل جريح وامرأة جريح ، وفتاة كحيل وفتى كحيل ، وامرأة قتيل ورجل قتيل ، فناب الكل عن مجروح ومكحول ومقتول في الدلالة على معناه لا في العمل ، فلا يقال : مررت برجل جريح كبشه ، ولا ينقاس ذلك بل يقتصر فيه على السماع والمسألة خلافية ، وفعيل بمعنى مفعول يستوي

٢٥٩

س : اذكر عمل اسم المفعول وشرط عمله مع التمثيل.

ج : اسم المفعول يعمل عمل فعله المبني للمجهول فيرفع المفعول لقيامه مقام الفاعل ، ويسمى النائب عن الفاعل (١) ، وشرط عمله كاسم الفاعل فما كان مجردا من أل عمل بالشرطين السابقين في اسم الفاعل (٢) نحو : ما مضروب العمران الآن (٣) ، وزيد مضروب عبده غدا (٤).

__________________

فيه المذكر والمؤنث كما رأيت. وقد ينوب عن مفعول بقلة فعل بكسر الفاء وسكون العين نحو : ذبح بمعنى مذبوح ، وفعل بفتح الفاء والعين نحو : قبض بمعنى مقبوض ، وفعلة بضم الفاء وسكون العين نحو : أكلة ولقمة وغرفة بمعنى مأكولة وملقومة ومغروفة.

(١) فإن كان من متعد لمفعولين أو ثلاثة رفع واحدا ونصب ما سواه نحو : جاء المعطى كفافا ، فالمفعول الأول ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، وهو مرفوع لأنه نائب عن الفاعل ، وكفافا المفعول الثاني.

(٢) أحدهما : كونه للحال أو الاستقبال ، والثاني : اعتماده على نفي أو استفهام أو مخبر عنه أو موصوف كما تقدم صفحة (٢٥٣).

(٣) ما مضروب العمران الآن : ما : نافية حجازية تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر. مضروب : اسمها مرفوع بها وعلامة رفعه ضم آخره ، ومضروب اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول. العمران : نائب فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. الآن : ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية.

(٤) زيد مضروب عبده غدا : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم

٢٦٠