النحو المستطاب - ج ٢

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٣١٢
الجزء ١ الجزء ٢

فالحميد : أجاز فيه سيبويه ثلاثة أوجه : الجر على أنه نعت للفظ الجلالة ، والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، والنصب على أنه مفعول لفعل محذوف وجوبا تقديره أمدح.

س : اذكر ما يتعلق بالنعوت إذا تعددت.

ج : إذا تعددت النعوت لواحد فإن كان المنعوت معلوما بدونها جاز اتباعها ، وجاز اتباع البعض منها ، وقطع البعض بشرط تقديم المتبع (١) من النعوت على المقطوع (٢).

__________________

تقديره كائن في محل رفع خبر المبتدأ. الحميد : نعت للفظ الجلالة والنعت يتبع المنعوت في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره ، ويجوز رفع الحميد على أنه خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، ويجوز نصبه على أنه مفعول لفعل محذوف وجوبا تقديره أمدح.

(١) المتبع : بضم الميم وسكون التاء وفتح الباء.

(٢) لأن الاتباع بعد القطع لا يجوز لما فيه من الفصل بين النعت والمنعوت بجملة أجنبية ، ولما فيه من الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه ، ولما فيه من القصور بعد الكمال لأن القطع أبلغ في المعنى. تنبيه : هذا الحكم الذي ذكر هو حكم ما إذا تعددت النعوت وكانت لواحد ، فإن تعدد لغير واحد فإن كان المنعوت مثنى أو مجموعا واتحد معنى النعت ولفظه ـ استغني بالتثنية والجمع عن تعريفه بالعطف نحو : جاءني رجلان فاضلان ورجال فضلاء. وإن اختلف معنى النعت ولفظه كالعاقل والكريم ، أو لفظه دون معناه كالمنطلق والذاهب ـ وجب التعريف بالعطف بالواو كقولك : مررت برجل شاعر وفقيه وكاتب.

٢٠١

وإن لم يعرف إلا بمجموعها بأن احتاج إليها وجب اتباعها كلها ، وإن تعين ببعضها وجب في هذا البعض الاتباع وجاز فيما عدا ذلك الأوجه الثلاثة وهي : الاتباع ، والقطع ، وقطع بعض واتباع بعض ، بشرط تقديم المتبع.

* * *

__________________

وإن تعددت النعوت مع تفريق المنعوت فإن كان العامل فيها واحدا فإن اتحد العمل فالاتباع نحو : مررت بزيد وعمرو العاقلين ، ومررت بشيخ وطفل وعجوز جلوس. وإن اختلف عمل العامل في النعوت نحو : ضرب زيد ، ومررت بعمرو الظريفين ـ فالقطع. وإن كان العامل متعددا واتحد لفظ النعت فإن اتحد معنى العامل وعمله جاز الاتباع نحو : ذهب زيد وذهب عمرو العاقلان ، وهذا زيد وهذا عمرو الفاضلان. وإن اختلف العاملان في المعنى نحو : جاء زيد ورأيت عمرا الفاضلين ، أو اختلف المعنى فقط نحو : جاء زيد ومضى عمرو الكاتبان ، أو اختلف العمل فقط نحو : هذا مؤلم زيد بالجرح وموجع عمرا [بالنصب] الشاعران ؛ وجب القطع لأن الاتباع يؤدي إلى تسليط عاملين مختلفي المعنى ، أو العمل على معمول واحد من جهة واحدة ، بناء على أن العامل في المنعوت هو العامل في النعت ، وهو الصحيح.

٢٠٢

*العطف*

س : عرف العطف لغة واصطلاحا.

ج : العطف لغة : الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه ، واصطلاحا نوعان :

عطف بيان بغير حرف ، وعطف نسق وهو ما كان بحرف.

*عطف البيان*

س : عرف عطف البيان مع التمثيل.

ج : عطف البيان هو التابع لما قبله المشبه للنعت في توضيح متبوعه إن كان معرفة (١) ، وتخصيصه إن كان نكرة (٢).

فمثال الموضح لمتبوعه قول الشاعر :

أقسم بالله أبو حفص عمر (٣)

ومثال المخصص له : هذا خاتم حديد (٤) ، ـ ـ ـ

__________________

(١) التوضيح هو رفع الاحتمال في المعارف.

(٢) التخصيص هو تقليل الاشتراك في النكرات.

(٣) أقسم بالله أبو حفص عمر : أقسم : فعل ماض مبني على الفتح. بالله : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، ولفظ الجلالة : مجرور بالباء وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور متعلق بأقسم. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. وحفص : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. عمر : عطف بيان لأبو حفص والعطف يتبع المعطوف في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) هذا خاتم حديد : هاء : للتنبيه. ذا : اسم مبني على السكون في محل رفع ـ

٢٠٣

بالرفع (١).

س : اذكر الفرق بين عطف البيان والنعت.

ج : الفرق بينهما من وجهين :

أحدهما : أن عطف البيان جامد غير مؤول بمشتق ، والنعت مشتق أو مؤول بمشتق.

الثاني : أن عطف البيان قد يكون أعرف من متبوعه (٢) ، والنعت لا يجوز أن يكون أعرف من المنعوت ، كما تقدم (٣).

س : عطف البيان يوافق متبوعه في أربعة من عشرة. اذكر ذلك مع مثال يوضح المراد.

ج : عطف البيان كالنعت الحقيقي يوافق متبوعه في أربعة من عشرة في واحد من أوجه الإعراب وهي : الرفع ، والنصب ، والخفض ، وفي واحد من الإفراد والتثنية والجمع ، وفي واحد من التذكير والتأنيث ، وفي

__________________

مبتدأ. خاتم : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره. حديد : عطف بيان لخاتم والعطف يتبع المعطوف عليه في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(١) إنما قال بالرفع لأنه يجوز فيه النصب على التمييز ، ويجوز فيه الجر على الإضافة ، كما تقدم في التمييز صفحة (٧٢).

(٢) وقد أوجب ذلك ابن عصفور تبعا لظاهر كلام الزمخشري والجرجاني ، والصحيح أن شرطه كونه أجلى عند المخاطب من متبوعه ، وإن لم يكن أعرف منه.

(٣) صفحة (١٩٦).

٢٠٤

واحد من التعريف والتنكير ، نحو : جاء أبو عبد الله زيد (١). فزيد عطف بيان لأبو عبد الله ، وقد تبعه في رفعه ، وإفراده ، وتذكيره ، وتعريفه.

س : يصح في عطف البيان أن يعرب بدل كل من كل إلا في حالتين. اذكرهما مع التمثيل.

ج : الحالة الأولى : إذا كان ذكر التابع واجبا نحو : هند قام زيد أخوها (٢).

ألا ترى أن الجملة الفعلية خبر عن هند ، والجملة لا بد لها من رابط يربطها بالمبتدأ ، والرابط هنا الضمير في قوله أخوها ، وهو تابع لزيد ، فإن أسقط لم يصح الكلام لعدم الاستغناء عنه ، وتعين أن يعرب عطف بيان ، ولا يصح أن يعرب بدلا ؛ لأن البدل في نية تكرار العامل فيصير من جملة أخرى ، فتخلو الجملة المخبر بها عن رابط.

__________________

(١) جاء أبو عبد الله زيد : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أبو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. وعبد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره عبد مضاف. ولفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا. زيد : عطف بيان لأبو عبد الله والعطف يتبع المعطوف عليه في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) هند قام زيد أخوها : هند : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. أخو : عطف بيان لزيد والعطف يتبع المعطوف عليه في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، أخو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.

٢٠٥

الحالة الثانية : إذا كان التابع غير صالح أن يوضع في مكان المتبوع ، نحو يا زيد الحارث (١) فالحارث عطف بيان ولا يصح أن يعرب بدلا إذ لا يحل محل الأول لاستلزامه اجتماع أل وحرف النداء وهو ممتنع إذ لا يقال : يا الحارث (٢).

__________________

(١) يا زيد الحارث : يا : حرف نداء. زيد : منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب. الحارث : عطف بيان لزيد والعطف يتبع المعطوف عليه في إعرابه ، تبعه في نصبه على المحل وعلامة نصبه فتح آخره ، ويجوز أن يتبعه على اللفظ فيكون مرفوعا.

(٢) ومثله قول المرار بن سعيد الفقعسي :

أنا ابن التارك البكري بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا

فبشر عطف بيان ولا يصح أن يعرب بدلا ؛ إذ لا يحل محل الأول ، فلا يقال : أنا ابن التارك بشر ؛ لأن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه أل أو ما أضيف إلى ما فيه أل ، إلا إن كان المضاف صفة مثناة أو مجموعة جمع مذكر سالم نحو : الضارب زيد ، والضاربو زيد. ولا يجوز الضارب زيد خلافا للفراء والفارسي ، ثم اعلم أن ما ذكر من استثناء هاتين الحالتين هو الذي عليه عامة النحاة المتأخرين ، وقال ابن عنقاء : والحق جواز إعراب عطف البيان بدلا مطلقا في هذا وغيره. حتى على رأي الجمهور القائلين بأن عامل البدل مقدر من جنس عامل المبدل منه ؛ لأنهم يغتفرون في التوابع ما لا يغتفرون في غيرها ، نعم يتعين عطف البيان إذا دخلت عليه أي التفسيرية نحو : هذا عسجد أي ذهب ، ويتعين أن يكون بدلا ويمتنع عطف البيان في حالتين : الحالة الأولى : إذا كان المتبوع أوضح من التابع نحو : قرأ قالون عيسى ، فعيسى بدل لا عطف بيان لأن عطف البيان لا يكون دون مبينه في الإيضاح ـ

٢٠٦

*عطف النسق (١)*

س : عرف عطف النسق.

ج : عطف النسق هو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من حروف العطف العشرة وهي : الواو ، والفاء ، وثم ، وحتى ، وأم ، وأو ، وأما ، وبل ، ولا ، ولكن.

س : تنقسم حروف العطف إلى قسمين. اذكرهما مع مثالين يوضحان المراد.

ج : القسم الأول : ما يقتضي التشريك في الإعراب دون المعنى وهو ثلاثة أحرف : بل ، ولا ، ولكن نحو : قام زيد بل عمرو (٢) ، فعمرو بالرفع

__________________

بل مثله أو أوضح منه. الحالة الثانية : إذا كان التابع أعرف من المتبوع نحو قوله تعالى : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ) ، فيمتنع كون مقام إبراهيم عطف بيان على آيات ، ويتعين إعرابه بدلا منه لأن النكرة لا تبين بالمعرفة ، وجمع المؤنث لا يبين بالمفرد والمذكر إجماعا.

(١) النسق ما جاء على نظام واحد ، يقال : هذا على نسق هذا. أي على نظمه ، وسمي التابع المذكور عطف نسق لأن ما بعد حرف العطف على نظم ما قبله في إعرابه ، والتعبير بعطف النسق هو اصطلاح الكوفيين وهو المتداول ، وسيبويه وأصحابه يسمونه باب الشركة لأن هذه الحروف تفيد تشريك ما بعدها لما قبلها في الإعراب.

(٢) قام زيد بل عمرو : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. بل : حرف عطف وإضراب. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٢٠٧

معطوف على زيد ، وقد تبعه في رفعه دون معناه ؛ لأن الحكم بالقيام واقع على عمرو دون زيد.

القسم الثاني : ما يقتضي التشريك في الإعراب والمعنى وهي السبعة الحروف الباقية نحو : قام زيد وعمرو (١) ، فعمرو بالرفع معطوف على زيد وقد تبعه في رفعه ومعناه ؛ لأن الحكم بالقيام واقع على زيد وعمرو معا.

س : عطف النسق يتبع المعطوف عليه في جميع وجوه الإعراب (٢). هات أمثلة لذلك.

ج : مثال عطف الاسم على الاسم في حالة الرفع نحو : (صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ)(٣).

__________________

(١) قام زيد وعمرو : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وعمرو : الواو : حرف عطف ، عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) وجوه الإعراب هي : الرفع ، والنصب ، والخفض ، والجزم ، وعطف النسق يتبع المعطوف عليه في جميع هذه الوجوه لأنه يدخل الأسماء والأفعال والجمل وشبهها ، بخلاف النعت وما شابهه فلا يدخل فيه الجزم لاختصاصه بالأسماء.

(٣) (صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ) : (صَدَقَ) : فعل ماض مبني على الفتح. لفظ الجلالة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. (وَرَسُولُهُ) : الواو : حرف عطف ، رسول : معطوف على لفظ الجلالة والمعطوف على المرفوع مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

٢٠٨

ومثال عطف الاسم على الاسم في حالة النصب نحو : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ)(١).

ومثال عطف الاسم على الاسم في حالة الخفض نحو : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ)(٢).

ومثال عطف الفعل على الفعل في حالة الجزم نحو : (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ)(٣) ، فتتقوا معطوف على تؤمنوا ،

__________________

(١) (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) : الواو : حرف استئناف. (مَنْ) : اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (يُطِعِ) : فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه سكون آخره ، وحرك بالكسرة لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. (وَرَسُولَهُ) :الواو : حرف عطف ، رسول : معطوف على لفظ الجلالة والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة وجواب الشرط جملة(فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً).

(٢) (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) : (آمَنُوا) :فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (بِاللهِ) : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، ولفظ الجلالة : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بآمنوا. (وَرَسُولِهِ) : الواو : حرف عطف ، رسول : معطوف على لفظ الجلالة والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(٣) (وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) : الواو : حرف عطف. (إِنْ) : حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه. ـ

٢٠٩

ولا يسألكم معطوف على يؤتكم (١).

__________________

(تُؤْمِنُوا) : فعل الشرط ، مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، (وَ) الواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (وَتَتَّقُوا) : الواو : حرف عطف ، (تَتَّقُوا :) معطوف على تؤمنوا والمعطوف على المجزوم مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، (وَ) الواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. يؤت : جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، ويؤت متصرف من آتى بمد الهمزة بمعنى أعطى تنصب مفعولين ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعولها الأول ، والميم علامة الجمع. أجور : مفعولها الثاني منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع. (وَلا يَسْئَلْكُمْ :) الواو : حرف عطف ، (لا :) نافية. يسأل : معطوف على يؤتكم والمعطوف على المجزوم مجزوم وعلامة جزمه سكون آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، ويسأل متصرف من سأل تنصب مفعولين ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعولها الأول ، والميم علامة الجمع. أموال : مفعولها الثاني منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(١) ومثال عطف الفعل على الفعل في حالة الرفع نحو : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ، ومثال عطف الفعل على الفعل في حالة النصب نحو : (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ). ويجوز عطف الاسم على الفعل وعكسه بشرط كون الاسم في معنى

٢١٠

س : اذكر معنى كل حرف من حروف العطف العشرة التي مر ذكرها (١) ، مع التمثيل.

ج : الواو : لمطلق الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم الذي للمعطوف عليه ، فإذا قلت : جاء زيد وعمرو (٢) ، فيحتمل مجيئهما معا ، وسبق أحدهما للآخر بمهلة وبدونها (٣).

والفاء : للترتيب ، التعقيب (٤) ـ ـ ـ

__________________

الفعل ، كاسم الفاعل ونحوه ، نحو : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) ، ونحو : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً).

(١) صفحة (٢٠٧).

(٢) جاء زيد وعمرو : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. الواو : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) ولذا استعملت فيما استحال فيه الترتيب ؛ وهو كل ما لا يقوم إلا باثنين نحو : المال بين زيد وعمرو ، واصطف هذا وابني ، ولا يجوز العطف في هذا الموضع بغير الواو ، وجاز أيضا أن يقال : جاء زيد وعمرو قبله أو بعده ، وذهب بعض النحاة ـ منهم قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد ـ إلى أنها للترتيب مطلقا ورد بقوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) فإن المعطوف في الآية سابق في الوجود على المعطوف عليه.

(٤) الترتيب هو أن يكون المعطوف متأخرا عن المعطوف عليه ، والتعقيب هو أن يكون المعطوف واقعا عقب المعطوف عليه متصلا به بلا تراخ ولا مهلة

٢١١

نحو : (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)(١).

وثم : للترتيب ، والتراخي (٢) نحو : (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ)(٣).

وحتى : للجمع بين المتعاطفين والغاية والتدريج (٤) ، والعطف بحتى

__________________

بينهما ، ثم التعقيب في كل شيء بحسبه ، يقال : تزوج فلان فولد له ، إذا لم يكن بين التزوج والولادة إلا مدة الحمل مع لحظة الوطء ، وتقول : دخلت مكة فالمدينة إذا لم تقم بمكة ولا بين البلدين.

(١) (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ) : أمات : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. (فَأَقْبَرَهُ) : الفاء : حرف عطف ، أقبر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والجملة من الفعل والفاعل معطوفة على ما قبلها.

(٢) الترتيب هو أن يكون المعطوف بها متأخرا عن المعطوف عليه ، والتراخي المهلة بأن يكون المعطوف بها متراخيا زمن وقوعه عن زمن وقوع المعطوف عليه.

(٣) (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ، ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ) : (أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ) : تقدم إعرابه. (ثُمَّ) :حرف عطف. (إِذا) : ظرف لما يستقبل من الزمان. (شاءَ) : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. أنشر : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(٤) أي أن ما قبلها ينقضي شيئا فشيئا إلى أن يبلغ الغاية ، والغاية هي آخر الشيء.

٢١٢

قليل ويشترط في العطف بها أربعة أمور :

الأول : أن يكون المعطوف بها اسما (١).

الثاني : أن يكون الاسم ظاهرا (٢).

الثالث : أن يكون جزءا من المعطوف عليه (٣).

الرابع : أن يكون المعطوف غاية له.

مثال المستوفية للشروط ، نحو : أكلت السمكة حتى رأسها (٤) ، فرأس

__________________

(١) فلا يعطف بها الفعل ، فلا يقال : أكرمت زيدا بكل ما أقدر عليه حتى أقمت نفسي خادما له. وأجازه أحمد بن أبان بن سيد.

(٢) فلا يعطف بها الضمير ، فلا يقال : قام الناس حتى أنا.

(٣) سواء كان جزءا حقيقة نحو : جاء الحجاج حتى المشاة ، أو حكما نحو : أعجبتني الجارية حتى كلامها. فالكلام كالجزء منها لما بينهما من التعلق الاشتمالي وامتنع نحو : أعجبتني الجارية حتى ولدها.

) أكلت السمكة حتى رأسها : أكلت : فعل وفاعل ؛ أكل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. السمكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. حتى : حرف غاية وعطف. رأس : معطوف على السمكة والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن تعرب حتى حرف غاية وجر ، ورأس مجرور بحتى وعلامة جره كسر آخره ، ولك أن تعرب حتى حرف غاية وابتداء ، ورأس مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والخبر محذوف والتقدير حتى رأسها مأكول.

٢١٣

بالنصب معطوف على السمكة ، ويجوز جره على أن حتى جارة ، ويجوز رفعه على أن حتى حرف ابتداء ورأس مبتدأ والخبر محذوف والتقدير حتى رأسها مأكول.

وأم : وهي قسمان : متصلة ومنقطعة.

فالمتصلة إما مسبوقة بهمزة التسوية (١) ، وهي الداخلة على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو : سواء علي أقام زيد أم عمرو (٢) ، فإنه يصح أن يقال : سواء علي قيام زيد أو قيام عمرو ، أو مسبوقة بهمزة يطلب بها وبأم التعيين نحو قولك : أزيد عندك أم عمرو (٣) ، إذا كنت عالما بأن

__________________

(١) ليس المراد بهمزة التسوية الواقعة بعد سواء بخصوصها كما قد يتوهم ، بل المراد بها الواقعة بعد كلمة سواء ، وما أبالي ، ولا أدري ، وليت شعري.

(٢) سواء علي أقام زيد أم عمرو : سواء : خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. علي : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والياء : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بسواء. أقام : الهمزة : للاستفهام ، قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والجملة في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر تقديره قيام زيد. أم : حرف عطف. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والتقدير أم قام عمرو فالفعل مقدر ؛ لأن أم بعد همزة التسوية لا تقع إلا بين جملتين.

(٣) أزيد عندك أم عمرو : الهمزة : للاستفهام. زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. عند : ظرف مكان مفعول فيه منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه ـ

٢١٤

أحدهما عنده ولكن شككت في عينه (١).

وأما المنقطعة فهي الخالية من ذلك كله ، ومعناها الإضراب (٢) نحو : إنها لإبل أم شاء (٣) ، أي بل هي شاء.

وأو : وتأتي لخمسة أمور :

أحدها : التخيير بين المتعاطفين.

والثاني : الإباحة وتفيدهما بعد الطلب بصيغة الأمر ، فإن امتنع الجمع بين المعطوف والمعطوف عليه فهو التخيير نحو : تزوج هندا أو أختها (٤). فإن الجمع بين الأختين في النكاح لا يجوز ، وإن جاز الجمع

__________________

شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر المبتدأ. أم : حرف عطف لطلب التعيين. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(١) وسميت أم في النوعين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.

(٢) الإضراب هو الإعراض عما قبلها موجبا كان أو غير موجب ، كقولك : جاءني زيد بل عمرو ، وما جاءني بكر بل خالد.

(٣) إنها لإبل أم شاء : إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. لإبل : اللام : لام الابتداء ، إبل : خبر إن مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. أم : حرف عطف وإضراب. شاء : معطوف على إبل والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٤) تزوج هندا أو أختها : تزوج : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. هندا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

٢١٥

بين المعطوف والمعطوف عليه فهي الإباحة نحو : جالس العلماء أو الزهاد (١).

الثالث : الشك (٢).

والرابع : الإبهام (٣).

والخامس : التفصيل بعد الإجمال ، وإفادتها لهذه المعاني الثلاثة إنما هو إذا كانت بعد الخبر ، فمثال الشك نحو : (لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(٤) ،

__________________

أو : حرف عطف. أخت : معطوف على هند والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره أخت مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(١) جالس العلماء أو الزهاد : جالس : فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. العلماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. أو : حرف عطف. الزهاد : معطوف على العلماء والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) الشك هو التردد بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر.

(٣) الإبهام هو التعمية على السامع مع كون المتكلم عالما بالواقع من الأمرين أو الأمور ، ويعبر عنه بالتشكيك أي إيقاع السامع في الشك.

(٤) لبثنا يوما أو بعض يوم : لبثنا : فعل وفاعل ؛ لبث : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. يوما : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره. أو : حرف عطف. بعض : معطوف على يوما والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، بعض

٢١٦

ومثال الإبهام : نحو (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً)(١). ومثال التفصيل بعد الإجمال نحو : (كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى)(٢). وإما بكسر الهمزة مثل أو في معناها فتأتي للتخيير نحو : تزوج إما هندا وإما أختها (٣).

__________________

مضاف. ويوم : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(١) (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً) : الواو : حرف عطف. إن : حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر. ونا : المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. (أَوْ) :حرف عطف. إيا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب معطوف على اسم إن. والكاف : حرف خطاب مبني على الضم لا محل له من الإعراب ، والميم علامة الجمع. (لَعَلى هُدىً) : اللام : لام الابتداء ، على : حرف جر ، (هُدىً) : مجرور بعلى وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر إن.

(٢) (كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى) : (كُونُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون ، متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. (هُوداً) : خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. (أَوْ) : حرف عطف وتفصيل. (نَصارى) : معطوف على هودا والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور.

(٣) تزوج إما هندا وإما أختها : تزوج : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إما : حرف تخيير مبني على السكون لا محل له من الإعراب. هندا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. وإما : الواو : حرف عطف ، إما : حرف تخيير مبني على السكون لا محل

٢١٧

والإباحة نحو : تعلم إما فقها وإما نحوا (١).

والشك نحو : جاء إما زيد وإما عمرو (٢). إذا لم تعلم الجائي منهما.

والإبهام نحو : قام إما زيد وإما عمرو (٣). إذا كنت تعلم القائم منهما

__________________

له من الإعراب. أخت : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، وقيل الواو حرف زائد وإما حرف عطف وهو وجه ضعيف.

(١) تعلم إما فقها وإما نحوا : تعلم : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. إما : حرف إباحة مبني على السكون لا محل له من الإعراب. فقها : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. وإما : الواو : حرف عطف ، إما : حرف إباحة. نحوا : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وقيل الواو زائدة وإما حرف عطف وهو وجه ضعيف.

(٢) جاء إما زيد وإما عمرو : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. إما : حرف إباحة. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وإما : الواو : حرف عطف ، إما : حرف إباحة. عمرو : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وقيل الواو حرف زائد لازم وإما حرف عطف وهو وجه ضعيف.

(٣) قام إما زيد وإما عمرو : قام : فعل ماض مبني على الفتح. وإما : حرف إبهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. وإما : الواو : حرف عطف ، إما حرف إبهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب. عمرو : معطوف على زيد والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وقيل الواو زائدة وإما هي

٢١٨

وإنما أردت الإبهام على السامع.

والتفصيل نحو (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(١).

فإما الأولى حرف تفصيل وليست حرف عطف باتفاق ، وإما الثانية فقيل حرف عطف والواو زائدة لازمة ، وقيل إنها حرف تفصيل كالأولى والعطف إنما هو بالواو وهو الأصح (٢).

وبل : موضوعة للإضراب (٣) نحو : قام زيد بل عمرو (٤).

__________________

العاطفة ، وهو وجه ضعيف.

(١) (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) : (إِمَّا) : حرف تفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب. (شاكِراً) : حال من المفعول به في قوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ) : منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. (وَإِمَّا) : الواو : حرف عطف. (إِمَّا) سبق إعرابه. (كَفُوراً) : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وقيل إما هي العاطفة والواو زائدة وهو وجه ضعيف.

(٢) لدخول حرف العطف عليها وهو الواو ، وحرف العطف لا يدخل على حرف العطف.

(٣) أي الإعراض وهو إثبات الحكم لما بعدها بعد إثباته للأول ، ويكون الأول مسكوتا عنه ، فكأنه لم يجر عليه الحكم ، وكونها تأتي للإضراب هو الغالب وإلا فقد تأتي لترك الشيء إلى الأهم. نحو : وجهك النجم بل البدر بل الشمس.

(٤) قام زيد بل عمرو : قام : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. بل : حرف عطف وإضراب. عمرو : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٢١٩

ولكن : بسكون النون موضوعة للاستدراك (١) ، ويشترط في العطف بها ثلاثة أمور :

أحدها : إفراد معطوفها (٢).

والثاني : وقوعها بعد نفي أو نهي.

والثالث : عدم اقترانها بالواو (٣).

مثال المستوفية للشروط نحو : ما مررت برجل صالح لكن طالح (٤) ، ونحو : لا يقم زيد لكن عمرو (٥).

__________________

(١) فتفيد إثبات إثبات نقيض ما قبلها لما بعدها.

(٢) فإن وقعت بعد جملة فهي حرف ابتداء واستدراك لا عاطفة ، ويجوز حينئذ أن تستعمل بالواو نحو : (وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ).

(٣) فإن اقترنت بالواو فهي حرف ابتداء واستدراك ، وإذا كان ما بعدها مفردا قدر معه ما تتم به الجملة نحو : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) أي ولكن كان رسول الله.

(٤) ما مررت برجل صالح لكن طالح : ما : نافية. مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. برجل : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، رجل : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره. صالح : نعت لرجل والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره. لكن : حرف عطف واستدراك. طالح : معطوف على ما قبله والمعطوف على المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٥) لا يقم زيد لكن عمرو : لا : ناهية. يقم : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٢٢٠