النحو المستطاب - ج ٢

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٣١٢
الجزء ١ الجزء ٢

*الاستثناء*

س : عرف الاستثناء لغة واصطلاحا.

ج : الاستثناء لغة مأخوذ من الثني وهو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه. واصطلاحا : هو المذكور بعد إلا أو إحدى أخواتها مخالفا لما قبلها في الحكم نفيا أو إثباتا.

س : أدوات الاستثناء ثمانية ألفاظ. اذكرها.

ج : هي : إلا ، وغير ، وسوى ، وليس ، ولا يكون ، وخلا ، وعدا ، وحاشا ، ويقال فيها : حاش ، وحشى ، وسوى فيها أربع لغات : الأولى : سوى ، بكسر السين والقصر كرضى بالتنوين وعدمه (١) ، الثانية : سوى ، بضم السين والقصر كهدى بالتنوين وعدمه (٢) ، الثالثة : سواء ، بفتح السين والمد كسماء ، والرابعة : سواء ، بكسر السين والمد كبناء.

س : قسم النحاة أدوات الاستثناء إلى أربعة أقسام. فما هي؟

ج : أحدها : حرف باتفاق ، وهو إلا (٣).

__________________

وهي جامدة لشبهها باسم الفاعل ؛ لأنها طالبة له في المعنى ، فعشرين درهما شبيه بضاربين زيدا في الاسم والطلب المعنوي ، وقيل غير ذلك.

(١) وهي أشهر اللغات الأربع.

(٢) وأصل ألفه ياء لأنه يقال في تثنيته. هديان بالياء.

(٣) وذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أن حاشا حرف مطلقا ، وذهب بعضهم إلى أن ليس حرف مطلقا ، ومنهم من خص ذلك بما كانت للاستثناء.

٨١

والثاني : اسمان باتفاق ، وهما غير وسوى بلغاتها.

والثالث : فعلان عند جمهور النحاة ، وهو ليس ولا يكون (١).

والرابع : متردد بين الفعلية والحرفية ، وهو خلا باتفاق النحاة ، وعدا ، وحاشا عند جمهور النحاة.

س : للاستثناء ثلاث صور. اذكرها مع التمثيل.

ج : إحداها : أن يكون الكلام تاما موجبا ؛ والتام هو ما ذكر فيه المستثنى منه ، والموجب هو الذي لم يتقدم عليه نفي ولا شبهه (٢).

نحو : قام القوم إلا زيدا (٣) ، وسواء كان الاستثناء متصلا وهو ما كان المستثنى من جنس المستثنى منه ـ كالمثال السابق ـ أو منقطعا بأن كان المستثنى ليس من جنس المستثنى منه نحو : قام القوم إلا حمارا (٤).

الثانية : أن يكون الكلام تاما غير موجب ؛ وغير الموجب هو الذي

__________________

(١) وذهب جمهور الكوفيين إلى أن حاشا فعل دائما ، وذهب سيبويه إلى أن عدا فعل دائما.

(٢) المراد بشبه النفي النهي والاستفهام وستأتي أمثلتهما.

(٣) قام القوم إلا زيدا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. إلا : أداة استثناء. زيدا : مستثنى منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٤) قام القوم إلا حمارا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. إلا : أداة استثناء. حمارا : مستثنى منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

٨٢

تقدم عليه نفي أو شبهه نحو : ما قام القوم إلا زيدا (١) ، وقوله تعالى : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ)(٢).

الثالثة : أن يكون الكلام غير تام وغير موجب ؛ وغير التام هو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه ويسمى الاستثناء الناقص (٣) ، والمفرغ (٤) ، نحو : ما قام إلا زيد (٥).

__________________

(١) ما قام القوم إلا زيدا : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. إلا : أداة استثناء. زيدا : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره. ولك أن تعرب إلا أداة حصر ، وزيد بالرفع بدل من القوم وهو أرجح.

(٢) (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) : الواو : حرف عطف. (لا) : ناهية. (يَلْتَفِتْ) : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره. (مِنْكُمْ) : جار ومجرور : (مِنَ) : حرف جر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب حال من أحد ؛ لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها نصب على الحال. (أَحَدٌ) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. (إِلَّا) : أداة استثناء. (امرأة) : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

ولك أن تعرب إلا أداة حصر ، وامرأة بالرفع بدل من أحد وهو أرجح.

(٣) سمي ناقصا لأنه لم يذكر فيه المستثنى منه.

(٤) سمي مفرغا لأن ما قبل إلا قد تفرغ للعمل فيما بعدها.

(٥) ما قام إلا زيد : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. إلا : أداة حصر.

زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٨٣

وقوله تعالى : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(١).

س : للمستثنى خمسة أحكام. اذكرها مع التمثيل.

ج : الحكم الأول : وجوب النصب وذلك في أربع مسائل :

إحداها : إذا كان المستثنى بعد إلا وكان الكلام تاما موجبا ، سواء كان متصلا نحو : خرج الناس إلا عمرا (٢). ومنه قوله تعالى : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ)(٣).

__________________

(١) (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : الواو : حرف استئناف. (لا) : ناهية. (تُجادِلُوا) :فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (أَهْلَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. و (الْكِتابِ) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. (إِلَّا) : أداة حصر. (بِالَّتِي) : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بتجادلوا. (هِيَ :) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. (أَحْسَنُ) : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد هي.

(٢) خرج الناس إلا عمرا : خرج : فعل ماض مبني على الفتح. الناس : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. إلا : أداة استثناء. عمرا : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) : الفاء : حرف عطف. شربوا : فعل وفاعل ؛ شرب : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : ضمير ـ

٨٤

أو منقطعا نحو : قام القوم إلا حمارا (١) ومنه قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ)(٢).

الثانية : إذا كان المستثنى بعد ليس ، ولا يكون (٣) نحو : قام القوم ليس

__________________

متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (مِنْهُ) : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني عل الضم في محل جر بمن ، والجار والمجرور متعلق بشربوا. (إِلَّا) : أداة استثناء. (قَلِيلاً) : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره. (مِنْهُمْ) : جار ومجرور ، من : حرف جار ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل نصب صفة لقليلا.

(١) قام القوم إلا حمارا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. إلا : أداة استثناء. حمارا : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) : الفاء : حرف عطف. سجد : فعل ماض مبني على الفتح. (الْمَلائِكَةُ) : فعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع. (أَجْمَعُونَ) : توكيد ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه محمول على جمع المذكر السالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. (إِلَّا) : أداة استثناء. (إِبْلِيسَ) : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) يجب نصب المستثنى بعد ليس ، ولا يكون لأنه خبرهما.

٨٥

زيدا (١) ، وقام القوم لا يكون زيدا (٢).

الثالثة : إذا كان المستثنى بعد خلا ، وعدا بشرط اتصالهما بما (٣) المصدرية (٤) نحو : قام القوم ما خلا زيدا (٥) ، ونحو : قام القوم ما عدا

__________________

(١) قام القوم ليس زيدا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ليس : فعل ماض ناقص معناه الاستثناء ، يعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو عائد على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق وتقديره : قام القوم ليس القائم زيدا. أو عائدا على البعض المفهوم من كل والتقدير : قام القوم ليس بعضهم زيدا. وزيدا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره.

(٢) قام القوم لا يكون زيدا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. لا : نافية. يكون : فعل مضارع معناه الاستثناء مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو عائد على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق ، والتقدير : قام القوم لا يكون القائم زيدا ، أو عائدا على البعض المفهوم من الكل أي قام القوم لا يكون بعضهم زيدا. وزيدا : خبرها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) أما حاشا : فلا تتصل بها ما المصدرية.

(٤) لأن ما المصدرية لا تدخل إلا على الفعل ، ثم اعلم أن ما هنا وإن كانت مصدرية إلا أنه لا يسبك ما بعدها بمصدر ؛ لأنهما فعلان جامدان لا مصدر لهما ومحل (ما) هذه وصلتها النصب إما على الظرفية بتقدير مضاف أو على الحال بالتأويل باسم الفاعل ، فمعنى قاموا ما عدا زيدا قاموا وقت مجاوزتهم زيدا أو قاموا مجاوزين زيدا.

(٥) قام القوم ما خلا زيدا : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل

٨٦

زيدا (١) ، ومنه قوله لبيد بن ربيعة العامري :

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل (٢)

__________________

مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ما : مصدرية ظرفية. خلا : فعل ماض معناه الاستثناء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض تقديره : قام القوم ما خلا بعضهم زيدا. وزيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وما وما دخلت عليه في محل نصب حال والتقدير : قام القوم خاليا بعضهم من زيد. وقيل : في محل نصب على الظرفية الزمانية على تقدير المضاف ، أي وقت خلوهم زيدا.

(١) قام القوم ما عدا زيدا : إعرابه كسابقه ويكون التأويل قام القوم متجاوزا قيامهم زيدا ، أو وقت مجاوزتهم زيدا.

(٢) ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل

ألا : أداة استفتاح. كل : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. وشيء : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. ما : مصدرية ظرفية. خلا : فعل ماض معناه الاستثناء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو عائد على البعض. لفظ الجلالة : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح الهاء تأدبا. وباطل : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره وما وما دخلت عليه في محل نصب على الظرفية الزمانية أي كل شيء باطل وقت خلوه عن الله تعالى. وكل : الواو : حرف عطف ، كل : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. ونعيم : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. لا : نافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر. محالة : مبني على الفتح في محل نصب اسمها ، والخبر محذوف والتقدير لا محالة لنا. وزائل : خبر كل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٨٧

الرابعة : إذا كان المستثنى مقدما على المستثنى منه سواء كان متصلا ، أو منقطعا ، موجبا ، أو غير موجب ، وذلك لتعذر البدل ، نحو قول الكميت بن زيد الأسدي :

وما لي إلا آل أحمد شيعة

وما لي إلا مذهب الحق مذهب (١)

فآل مستثنى تقدم على المستثنى منه وهو شيعة ، ومذهب الحق مستثنى تقدم على المستثنى منه وهو مذهب.

الحكم الثاني : يجوز في المستثنى بإلا إذا كان الكلام تاما غير موجب وجهان : الرفع على البدلية ، والنصب على الاستثناء ، فإن كان متصلا فالرفع أرجح ، نحو : قوله تعالى : (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)(٢) فقليل بالرفع بدل من واو الجماعة ـ بدل بعض من كل ـ ويجوز نصبه على

__________________

(١) وما لي إلا آل أحمد شيعة

وما لي إلا مذهب الحق مذهب

الواو : حرف عطف. ما : نافية. لي : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر مقدم. إلا : أداة استثناء. آل : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. وأحمد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل. شيعة : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. والشطر الثاني إعرابه كالأول إلا أن الحق مجرور بالكسرة.

(٢) (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) : (ما) : نافية. (فَعَلُوهُ) : فعل وفاعل ؛ فعل : فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره ، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة ـ

٨٨

الاستثناء (١).

وقوله تعالى : (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)(٢) فالضالون بالرفع بدل من الفاعل المستتر في يقنط ـ بدل بعض من كل ـ ويجوز

__________________

المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. (إِلَّا) : أداة حصر. (قَلِيلٌ) : بدل من واو الجماعة ـ بدل بعض من كل ـ والبدل يتبع المبدل في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، ويجوز نصبه على الاستثناء. (مِنْهُمْ) : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب في محل رفع صفة لقليل.

(١) النصب في المستثنى المتصل عربي جيد ، قرئ به في السبع في هذه الآية ، وفي قوله تعالى : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ).

(٢) (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) : الواو : حرف عطف. (مَنْ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (يَقْنَطُ) : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. (مِنْ رَحْمَةِ) : جار ومجرور ؛ (مَنْ) :حرف جر ، (رَحْمَةِ) : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف. ورب : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ورب مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. (إِلَّا) :أداة حصر. (الضَّالُّونَ) : بدل من الفاعل المستتر في يقنط ـ بدل بعض من كل ـ ويجوز نصبه على الاستثناء ويجوز أن يكون الاستثناء مفرغا ، والضالون فاعل يقنط.

٨٩

نصبه على الاستثناء (١) ، وإن كان الاستثناء منقطعا ، فالنصب أرجح عند بني تميم ويجيزون الرفع على البدلية ، والحجازيون يوجبون النصب (٢) نحو : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ)(٣).

ونحو : ما قام القوم إلا حمارا وإلا حمار (٤) ، بالنصب على الاستثناء

__________________

(١) وهو عربي جيد كما تقدم في صفحة ٨٩.

(٢) أي على الاستثناء ، وهو اللغة العلياء وبها جاء التنزيل نحو قراءة السبعة(وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) ، ونحو : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ).

(٣) (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ) : (ما) : نافية. (لَهُمْ) : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والميم علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر مقدم. (بِهِ) : جار ومجرور ، الباء : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالباء ، والجار والمجرور شبه جملة في محل نصب حال من علم تقدم عليه ؛ لأن نعت النكرة إذا تقدم عليها نصب على الحال. (مِنْ عِلْمٍ) : (مِنْ) : صلة ويقال له حرف جر زائد. (عِلْمٍ) :مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. (إِلَّا) : أداة استثناء : (اتِّباعَ) : منصوب على الاستثناء وجوبا عند الحجازيين وجوازا عند بني تميم وهو مضاف. و (الظَّنِّ) : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٤) ما قام القوم إلا حمارا وإلا حمار : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. (إِلَّا) : أداة استثناء.

٩٠

والرفع على البدلية.

الحكم الثالث : جواز النصب والجر إذا كان المستثنى بعد خلا ، وعدا ، وحاشا. نحو : قام القوم خلا زيدا أو زيد (١) ؛ بالنصب والجر ومثله : قام القوم عدا زيدا أو زيد (٢).

وقام القوم حاشا زيدا أو زيد (٣) ، فإن نصبت فهي أفعال ، وإن جررت فهي أحرف جر (٤).

الحكم الرابع : إذا كان الاستثناء غير تام وغير موجب ويسمى مفرغا ـ

__________________

ـ ـ حمارا : منصوب على الاستثناء وجوبا عند الحجازيين وجوازا عند بني تميم ، ويجوز رفعه على البدلية من القوم عند بني تميم والنصب عندهم أرجح.

(١) قام القوم خلا زيدا أو زيد : ـ بنصب زيدا أوجره ـ قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. خلا : فعل ماض معناه الاستثناء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض المفهوم مما قبله ، أو على اسم فاعل مفهوم من السياق ، والتقدير قام القوم خلا بعضهم زيدا أو خلا القائم زيدا. وزيدا : بالنصب مفعول به وعلامة نصبه فتح آخره وإن جررت زيدا فيكون : خلا حرف جر وزيد مجرور بخلا وعلامة جره كسر آخره.

(٢) قام القوم عدا زيدا أو زيد : بنصب زيد وجره إعرابه كسابقه.

(٣) قام القوم حاشا زيدا أو زيد : بنصب زيد وجره إعرابه كسابقيه.

(٤) تقدم أن مذهب سيبويه أن (عدا) فعل دائما و (حاشا) حرف دائما ، وعند الكوفيين (حاشا) فعل دائما. والراجح أن خلا وعدا وحاشا مترددة بين الفعلية والحرفية.

٩١

كان الإعراب على حسب العوامل نحو : ما قام إلا زيد (١) ، وما رأيت إلا زيدا (٢) ، وما مررت إلا بزيد (٣) ، ومنه قوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٤) ، وقوله تعالى : (وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ)(٥).

الحكم الخامس : جر المستثنى بالإضافة إذا كانت أداة الاستثناء غير ، وسوى ، ويعرب غير وسوى بما يستحقه المستثنى بإلا ؛ فيجب نصبهما

__________________

(١) ما قام إلا زيد : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. إلا : أداة حصر. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) ما رأيت إلا زيدا : ما : نافية. رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. إلا : أداة حصر. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره.

(٣) ما مررت إلا بزيد : ما : نافية. مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. إلا : أداة حصر. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر. وزيد : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر.

(٤) (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ) : الواو : حرف عطف. (ما) : نافية. (مُحَمَّدٌ) : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. (إِلَّا) : أداة حصر. (رَسُولٌ) : خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره.

(٥) (وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ) : الواو : حرف عطف. (لا) : ناهية. (تَقُولُوا) : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون ؛ لأنه من الأمثلة الخمسة. وواو الجماعة : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. (عَلَى اللهِ :) جار ومجرور ؛ (عَلَى) : حرف جر ، ولفظ الجلالة : مجرور ـ

٩٢

إذا كان الكلام تاما موجبا نحو : قام القوم غير زيد (١) ، وقام القوم سوى زيد (٢) ، ويجوز الرفع على البدلية والنصب على الاستثناء إذا كان الكلام تاما غير موجب (٣) نحو : ما قام القوم غير زيد (٤) ، وما قام القوم سوى زيد (٥).

__________________

بعلى وعلامة جره كسر الهاء تأدبا. (إِلَّا) : أداة حصر. (الْحَقَّ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وقيل : الحق نعت لمصدر محذوف تقديره ولا تقولوا على الله إلا القول الحق.

(١) قام القوم غير زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. غير : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) قام القوم سوى زيد : قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. سوى : منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٣) ويكون الرفع أرجح إذا كان الاستثناء متصلا نحو : ما قام القوم غير زيد ، أو سوى زيد ، ويرجح النصب إذا كان الاستثناء منقطعا نحو : ما في الدار أحد سوى حمار ، أو غير حمار.

(٤) ما قام القوم غير زيد : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. غير : بدل من القوم ، والبدل يتبع المبدل في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، ويجوز نصبه على الاستثناء ، وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٥) ما قام القوم سوى زيد : إعرابه كسابقه ، إلا أن الضمة أو الفتحة مقدرة على سوى لأنه اسم مقصور.

٩٣

ويعربان بحسب العوامل إذا كان الاستثناء مفرغا أي غير تام وغير موجب نحو : ما قام غير زيد (١) ، وما قام سوى زيد (٢) ، وما رأيت غير زيد (٣) ، فيستحق أحكام المستثنى بإلا التي سبق ذكرها ، وإذا مدت سوى كان إعرابها ظاهرا نحو : قام القوم سواء زيد ، فسواء منصوب على الاستثناء ، وعلامة نصبه فتح آخره ، فإذا قصرت كان إعرابها مقدرا على الألف نحو : قام القوم سوى زيد ، فسوى منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ؛ لأنه اسم مقصور.

* * *

__________________

(١) ما قام غير زيد : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. غير : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٢) ما قام سوى زيد : ما : نافية. قام : فعل ماض مبني على الفتح. سوى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٣) ما رأيت غير زيد : ما : نافية. رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. غير : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

٩٤

*المخفوضات من الأسماء*

س : المخفوضات من الأسماء ثلاثة أقسام. اذكرها ممثلا لكل قسم بمثال.

ج : أحدها : مخفوض بالحرف (١) نحو : مررت بزيد (٢). الثاني : مخفوض بالإضافة (٣) نحو : جاء غلام زيد (٤). الثالث : تابع للمخفوض (٥) ،

__________________

(١) سواء كان اسما صريحا كالمثال المذكور ، أو مؤولا نحو : علمت بأنك قائم ؛ فإن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء والتقدير علمت بقيامك.

(٢) مررت بزيد : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وزيد : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر.

(٣) سواء كان المضاف إليه مفردا كالمثال المذكور ، أو جملة نحو (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ، ونحو (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) ، ولا يضاف للجملة إلا اسم الزمان ولو غير ظرف ، وآية بمعنى علامة ، وريث بفتح الراء وسكون الياء أي مقدار ، والقول وما رادفه كحديث ، وخبر ، والذي يلازم الإضافة إلى الجملة : إذ باتفاق ، وإذا وحيث عند الجمهور.

(٤) جاء غلام زيد : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. غلام : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. وزيد : مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره.

(٥) سواء كان نعتا كالمثال المذكور ، أو عطفا نحو : مررت بزيد وعمرو ، أو توكيدا نحو : مررت بالقوم كلهم ، أو بدلا نحو : مررت بأخيك علي ،

٩٥

نحو : مررت بزيد الكريم (١).

__________________

وسيأتي ذلك كله في التوابع.

(١) مررت بزيد الكريم : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وزيد : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر ، والكريم : نعت لزيد ، والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره. تتمة : بقي الجر بالتوهم ، والجر بالمجاورة ؛ فالجر بالتوهم نحو : لست قائما ولا قاعد ، بجر قاعد على توهم دخول الباء في خبر ليس ومنه قول الشاعر :

بدا لي أني لست مدرك ما مضى

ولا سابق شيئا إذا كان جائيا

بخفض سابق على توهم أنه قال لست بمدرك بحرف الجر ، ويكون إعرابه منصوبا بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة التوهم ، ولما كان عامله ذلك العامل المتوهم وحركة إعرابه مقدرة لم يحسن عده قسما مستقلا. وأما المخفوض بالمجاورة فيكون في النعت نحو : هذا جحر ضب خرب ، بجر حرب لمجاورته لضب مع أنه نعت لجحر ، وتقول في إعرابه : خرب : نعت لجحر والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المجاورة ، ويكون الخفض بالمجاورة في التوكيد كقول أبي الغريب :

يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم

أن ليس وصلا إذا انحلت عرى الذنب

بخفض كلهم لمجاورته الزوجات مع أنه توكيد لمفعول بلغ ، ولم يحسن عده قسما مستقلا لأن حركة الجوار مجرد اتباع فلا عامل لها البتة ، أو عاملها

٩٦

*حروف الجر*

س : اذكر حروف الجر ، ثم اذكر معنى كل حرف اشتهر به مع الأمثلة.

ج : حروف الجر هي : (من) ومن معانيها الابتداء (١). و (إلى) ومن معانيها الانتهاء (٢) نحو : خرجت من البيت إلى المسجد (٣) ، و (عن) ومن معانيها المجاوزة (٤) : نحو : رميت السهم عن القوس (٥) ، و (على)

__________________

عامل جارها توسعا.

(١) ولها معان منها التبعيض نحو : (حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) ، أي من بعض ، والتعليل نحو : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) أي من أجل.

(٢) ولها معان منها المصاحبة نحو : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) أي مع ، والظرفية نحو : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) أي في يوم القيامة.

(٣) خرجت من البيت إلى المسجد : خرجت : فعل وفاعل ؛ خرج : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. من البيت : جار ومجرور ؛ من : حرف جر ، والبيت : مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بخرج. إلى المسجد : جار ومجرور ، إلى : حرف جر ، والمسجد : مجرور بإلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بخرج.

(٤) ولها معان منها الاستعلاء نحو : (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) أي عليها ، وبمعنى من نحو : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) أي منهم ، والبدل نحو : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أي بدل نفس.

(٥) رميت السهم عن القوس : رميت : فعل وفاعل ؛ رمى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على

٩٧

ومن معانيها الاستعلاء (١) نحو : ركبت على الفرس (٢).

و (في) ومن معانيها الظرفية (٣) نحو : الماء في الكوز (٤) ، و (الباء) ومن معانيها التعدية (٥) نحو : مررت

__________________

الضم في محل رفع فاعل. السهم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. عن القوس : جار ومجرور ؛ عن : حرف جر ، القوس : مجرور بعن وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق برمى.

(١) ولها معان منها المعية نحو : (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ) أي مع حبه ، والظرفية نحو : (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) أي فيه ، والتعليل نحو : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) أي لهدايته إياكم.

(٢) ركبت على الفرس : ركبت : فعل وفاعل ؛ ركب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. على الفرس : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والفرس : مجرور بعلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بركب.

(٣) ولها معان منها الاستعلاء نحو : (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) أي عليها.

(٤) الماء في الكوز : الماء : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. في الكوز : جار ومجرور ؛ في : حرف جار ، والكوز : مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر في محل رفع خبر.

(٥) ولها معان منها الإلصاق نحو : مسحت يدي بالأرض ، أي ألصقتها ، والقسم نحو : بالله ، والاستعانة وهي الداخلة على آلة الفعل نحو : كتبت بالقلم ، والظرفية كقول أعشى بكر :

٩٨

بزيد (١) و (اللام) ومن معانيها الملك (٢) نحو : المال لزيد (٣) ، و (الكاف) ومن معانيها التشبيه (٤) نحو : زيد

__________________

ما بكاء الكبير بالأطلال

وسؤالي وما ترد سؤالي

أي في الاطلال والتأكيد وهي الزائدة نحو : (كَفى بِاللهِ شَهِيداً).

(١) مررت بزيد : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وزيد : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر.

(٢) ضابط لام الملك أن تقع بين ذاتين وتدخل على ما يتصور منه الملك ، ومن معانيها الاختصاص وضابطه أن تقع بين ذاتين وتدخل على ما لا يتصور منه الملك نحو : الباب للدار ، ومن معانيها الاستحقاق وضابطه أن تقع بين اسم ذات واسم معنى نحو : الحمد لله ، وتأتي للظرفية نحو : (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) أي في وقتها ، وللاستعلاء نحو : (يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ) ، أي عليها ، وللجحود وهي المسبوقة بما كان أو يكون نحو : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ).

(٣) المال لزيد : المال : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. لزيد : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، وزيد : مجرور باللام وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر المبتدأ.

(٤) ولها معان منها التعليل نحو : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) ، فوي اسم فعل مضارع بمعنى أعجب ، والكاف للتعليل.

٩٩

كالأسد (١) ، و (حتى) وهي لانتهاء الغاية نحو : أكلت السمكة حتى رأسها (٢). و (الواو) وهي للقسم نحو : والله (٣). و (التاء) وهي للقسم نحو : تالله (٤). و (رب) ومن معانيها التقليل (٥) نحو : رب رجل صالح لقيته (٦).

__________________

(١) زيد كالأسد : زيد : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضم آخره. كالأسد : جار ومجرور ؛ الكاف : حرف تشبيه وجر ، والأسد : مجرور بالكاف وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر.

(٢) سيأتي إعرابه صفحة (١٠٧).

(٣) والله : الواو : حرف قسم وجر ، ولفظ الجلالة : مقسم به مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا.

(٤) تالله : التاء : حرف قسم وجر ، ولفظ الجلالة : مقسم به مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا.

(٥) وتأتي للتكثير كثيرا نحو : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) ، فإنه يكثر منهم تمني ذلك يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين.

(٦) رب رجل صالح لقيته : رب : حرف تقليل وجر شبيه بالزائد. رجل : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. صالح : بالكسر نعت لرجل على اللفظ والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره ، ويجوز رفعه على المحل لأن «رجل» محله رفع بالابتداء. لقيته : فعل ـ

١٠٠