النحو المستطاب - ج ٢

المؤلف:

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: ٨
الصفحات: ٣١٢
الجزء ١ الجزء ٢

ولا : موضوعة لنفي الحكم عما بعدها (١) ، ويشترط في العطف بها ثلاثة أمور :

أحدها : إفراد معطوفها.

والثاني : عدم اقترانها بعاطف (٢).

والثالث : تعاند متعاطفيها بألا يصدق أحدهما على الآخر (٣).

مثال المستوفية للشروط نحو : جاء زيد لا عمرو (٤).

* * *

__________________

لكن : حرف عطف واستدراك. عمرو : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(١) وقصره على المعطوف عليه إذ لا يعطف بها إلا بعد الإثبات أو النداء أو الأمر ، مثال الإثبات نحو : جاء زيد لا عمرو. ومثال النداء نحو : يا ابن أخي لا ابن عمي. ومثال الأمر : اضرب زيدا لا عمرا ؛ وكالأمر التحضيض نحو : هلا تكرم زيدا لا عمرا. والدعاء نحو : غفر الله للمسلمين لا الكافرين.

(٢) فإن اقترنت بعاطف نحو : جاء زيد لا بل عمرو فالعاطف بل ، ولا رد لما قبلها وليست عاطفة ، ونحو : ما جاء زيد ولا أبوه فلا لتوكيد النفي.

(٣) فيمتنع نحو : جاء رجل لا زيد. لأن زيدا يصدق عليه أنه رجل.

(٤) جاء زيد لا عمرو : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. لا : حرف عطف ونفي. عمرو : معطوف على ما قبله والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

٢٢١

*التوكيد (١)*

س : ما التوكيد لغة؟ وكم أقسامه؟

ج : التوكيد لغة التقوية ، يقال : أكد الأمر إذا قواه بما يزيل شبهه وهو قسمان لفظي ومعنوي.

*التوكيد اللفظي*

س : عرف التوكيد اللفظي في اصطلاح النحاة ، ومثل له بمثال.

ج : هو التابع الدال على تقرير متبوعه ، أو خوف نسيان ، أو خوف عدم الإصغاء إليه ، ولك أن تختصر فتقول : هو إعادة اللفظ بعينه أو بمرادفه ، نحو : جاء زيد زيد (٢) ، وجاء ليث أسد (٣). فكل من زيد وأسد توكيد لفظي (٤).

__________________

(١) ويقال فيه التأكيد بالهمزة وبدونها ، لكنها بالواو أفصح وبه جاء التنزيل قال تعالى : (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها).

(٢) جاء زيد زيد : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. زيد : توكيد لفظي والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) جاء ليث أسد : إعرابه كسابقه.

(٤) وقد يأتي التوكيد بالموافق له في الزنة فيحصل مع التقوية تزيين اللفظ ، وإن لم يكن له حال الإفراد معنى نحو : حسن بسن ، وعطشان نطشان ، فإن كلا من بسن ونطشان توكيد لفظي وليس بمرادف ، بدليل أنه لا يفرد وكل من المترادفين يصح إفراده ، ومن ذلك قولهم : عفريت نفريت ، وشيطان ليطان.

٢٢٢

س : هل التوكيد اللفظي يجري في الألفاظ كلها أم لا؟ مثل لما تقول.

ج : التوكيد اللفظي يجري في جميع الألفاظ ، سواء كان اللفظ المعاد اسما كالمثالين السابقين ، أو فعلا نحو قول الشاعر :

فأين إلى أين النجاء ببلغتي

أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس (١)

__________________

وسمى النحويون مثل هذا اتباعا.

(١) فأين إلى أين النجاء ببغلتي

أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس

فأين : الفاء : حرف عطف ، أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية ، متعلق بمحذوف تقديره فأين تذهب. إلى أين : جار ومجرور ؛ إلى : حرف جر ، أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل جر بإلى ، والجار والمجرور متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر مقدم. النجاء : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. ببلغتي : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وبغلتي : مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها ، وهو مضاف. والياء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أتاك أتاك : أتى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف ، منع من ظهوره التعذر ، والكاف : ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به. أتاك : الثانية توكيد لفظي وهو توكيد لفظي للأول وهو من توكيد المفرد ، ولما كان لمحض التوكيد لم يطلب عاملا ولم يحصل بينه وبين الأول تنازع في اللاحقون. اللاحقون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. احبس : فعل

٢٢٣

أو حرفا كقول جميل بن معمر العذري :

لا لا أبوح بحب بثنة إنها

أخذت علي مواثقا وعهودا (١)

أو جملة نحو : ضربت زيدا ضربت زيدا (٢). فجملة ضربت زيدا الثانية

__________________

أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. احبس : الثاني إعرابه كالأول ، وجملة الفعل والفاعل توكيد لفظي وهو من توكيد الجملة ، ومفعول احبس محذوف تقديره احبس نفسك.

(١) لا لا أبوح بحب بثنة إنها

أخذت علي مواثقا وعهودا

لا : نافية. ولا : الثانية توكيد لفظي. أبوح : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضم آخره ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. بحب : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، حب : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بأبوح حب مضاف. وبثنة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه اسم لا ينصرف ، والمانع من الصرف العلمية والتأنيث اللفظي. إنها : إن : حرف توكيد ونصب ، والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها. أخذت : أخذ : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء علامة التأنيث ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي. علي : جار ومجرور ؛ على : حرف جر ، والياء : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بعلى. مواثقا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. وعهودا : الواو : حرف عطف وتفسير ، عهودا : معطوف على ما قبله والمعطوف على المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وأصل مواثقا مواثيقا فحذفت الياء تخفيفا.

(٢) ضربت زيدا ضربت زيدا : ضربت : فعل وفاعل ؛ ضرب : فعل ماض مبني

٢٢٤

توكيد للأولى (١).

*التوكيد المعنوي*

س : عرف التوكيد المعنوي في اصطلاح النحاة ، موضحا ما تقول بالأمثلة.

ج : هو التابع الرافع احتمال إضافة إلى المتبوع ، أو إرادة الخصوص بما ظاهره العموم.

فمثال الأول : جاء الخليفة نفسه (٢). إذ لو قلت : جاء الخليفة فقط لاحتمل أن يكون الكلام على تقدير مضاف قبل الخليفة ، والتقدير جاء كتاب الخليفة أو رسوله ، فلما قلت : نفسه أزلت ذلك الاحتمال وأثبت الحقيقة.

__________________

على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. ضربت زيدا : الثانية إعرابها كالأولى وهو توكيد لفظي.

(١) هذا مثال للتوكيد بالجملة الفعلية ، ومثاله بالجملة الاسمية قول الشاعر :

أيا من لست أقلاه

ولا في البعد أنساه

لك الله على ذاك

لك الله لك الله

فجملة لك الله الثانية توكيد للأولى.

(٢) جاء الخليفة نفسه : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الخليفة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. نفس : توكيد معنوي والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

٢٢٥

ومثال الثاني جاء أهل مكة كلهم (١). إذ لو قلت جاء أهل مكة فقط لاحتمل أن يكون الجائي بعضهم ، فلما قلت كلهم كان ذلك نصا على العموم ورافعا لإرادة الخصوص.

س : للتوكيد المعنوي ألفاظ معلومة. فما هي؟

ج : هي النفس ، والعين ، وكل ، وجميع ، وعامة ، وكلا ، وكلتا ، وهذه الألفاظ تحفظ ولا يقاس عليها.

س : ما ذا يجب في ألفاظ التوكيد إذا أكدت بها؟ اذكر ذلك مع التمثيل.

ج : يجب في جميع ألفاظ التوكيد اتصالها بضمير مطابق للمؤكد (٢) إفرادا ، وتثنية ، وجمعا ، وتذكيرا ، وتأنيثا ؛ ليربط به وليدل على من هو له ، ويجب إفراد النفس والعين مع المفرد المذكر والمؤنث إذا أكد بهما ، نحو : جاء زيد نفسه (٣) ، ـ ـ ـ

__________________

(١) جاء أهل مكة كلهم : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. أهل : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. ومكة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي. كل : توكيد معنوي والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(٢) بفتح الكاف.

(٣) جاء زيد نفسه : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. نفس : توكيد معنوي لزيد والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضم آخره ، نفس مضاف. والهاء :

٢٢٦

وجاء زيد عينه (١) وجاءت هند نفسها (٢) ، وجاءت هند عينها (٣).

ويجب جمعها جمع قلة (٤) على وزن أفعل (٥) مع المثنى والجمع.

تقول : جاء الزيدان أنفسهما (٦) ، وجاء الزيدان ـ ـ ـ

__________________

في إعرابه ، تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضم آخره ، نفس مضاف ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(١) جاء زيد عينه : إعرابه كسابقه. ولك أن تجمع بين النفس والعين بشرط أن تقدم النفس نحو : جاء زيد نفسه عينه.

(٢) جاءت هند نفسها : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. هند : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. نفس : توكيد معنوي لهند والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، نفس مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(٣) جاءت هند عينها : إعرابه كسابقه.

(٤) جمع القلة له أربعة أوزان ، نظمها ابن مالك في قوله :

أفعلة أفعل ثم فعله

ثمت أفعال جموع قله

وما عدا هذه الأربعة من جموع التكسير فجموع كثرة ، وجمع القلة يدل حقيقة على ثلاثة فما فوقها إلى العشرة ، وجمع الكثرة يدل على ما فوق العشرة إلى غير نهاية ، وقد يستعمل كل منهما في موضع الآخر مجازا.

(٥) أفعل بضم العين احترز بذلك عن جمع الكثرة نحو : نفوس وعيون. وعن جمع القلة على غير أفعل نحو : أعيان ؛ فلا يؤكد بشيء منهما.

(٦) جاء الزيدان أنفسهما : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. أنفس : توكيد معنوي للزيدان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، أنفس

٢٢٧

أعينهما (١) ، وجاء الزيدون أنفسهم (٢) ، وجاء الزيدون أعينهم (٣).

وكل وجميع ، وعامة ، يؤكد بها المفرد والجمع ولا يؤكد بها المثنى. تقول : جاء الجيش كله (٤) ، وجاء الجيش جميعه (٥) ، وجاء الجيش عامته (٦) ، وجاءت القبيلة كلها (٧) ، وجاءت القبيلة

__________________

مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم حرف عماد ، والألف دال على التثنية.

(١) جاء الزيدان أعينهما : إعرابه كسابقه.

(٢) جاء الزيدون أنفسهم : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدون : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. أنفس : توكيد معنوي للزيدون والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، أنفس مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(٣) جاء الزيدون أعينهم : إعرابه كسابقه.

(٤) جاء الجيش كله : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الجيش : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للجيش والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(٥) جاء الجيش جميعه : إعرابه كسابقه.

(٦) جاء الجيش عامته : إعرابه كسابقيه.

(٧) جاءت القبيلة كلها : جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك بالكسر

٢٢٨

جميعها (١) ، وجاءت القبيلة عامتها (٢) ، وجاء الرجال كلهم (٣) ، وجاء الرجال جميعهم (٤) ، وجاء الرجال عامتهم (٥).

وجاءت النساء كلهن (٦) ، وجاءت النساء جميعهن (٧) ، وجاءت النساء

__________________

لالتقاء الساكنين. القبيلة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للقبيلة ، والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(١) جاءت القبيلة جميعها : إعرابه كسابقيه.

(٢) جاءت القبيلة عامتها : إعرابه كسابقيه.

(٣) جاء الرجال كلهم : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الرجال : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للرجال والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(٤) جاء الرجال جميعهم : إعرابه كسابقه.

(٥) جاء الرجال عامتهم : إعرابه كسابقيه.

(٦) جاءت النساء كلهن : جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. النساء : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للنساء والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والنون علامة جمع الإناث.

(٧) جاءت النساء جميعهن : إعرابه كسابقه.

٢٢٩

عامتهن (١).

وكلا ، وكلتا يؤكد بهما المثنى خاصة (٢) نحو : جاء الزيدان كلاهما (٣) ، وجاءت الهندان كلتاهما (٤).

س : ما الألفاظ التابعة التي يؤتى بها لتقوية التوكيد؟

ج : إذا أريد تقوية التوكيد يجوز أن يؤتى بعد لفظة كلهم بأجمعين ، وبعد

__________________

(١) جاءت النساء عامتهن : إعرابه كسابقيه.

(٢) لأنهما مثنيان معنى فلا يستعملان في المفرد والجمع.

(٣) جاء الزيدان كلاهما : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الزيدان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. كلا : توكيد معنوي للزيدان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة ؛ لأنه محمول على المثنى ، وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم حرف عماد ، والألف دال على التثنية.

(٤) جاءت الهندان كلتاهما : جاء : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. الهندان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. كلتا : توكيد معنوي للهندان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه محمول على المثنى وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع جر بالإضافة ، والميم حرف عماد ، والألف دال على التثنية.

٢٣٠

كله بأجمع ، وبعد كلها بجمعاء ، وبعد كلهن بجمع قال تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)(١) ، ويقال : جاء الجيش كله أجمع (٢) ، وجاءت القبيلة كلها جمعاء (٣).

__________________

(١) (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) : الفاء : حرف عطف. سجد : فعل ماض مبني على الفتح. (الْمَلائِكَةُ) : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للملائكة والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع. (أَجْمَعُونَ) : توكيد ثان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد.

(٢) جاء الجيش كله أجمع : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. الجيش : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للجيش والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. أجمع : توكيد ثان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٣) جاءت القبيلة كلها جمعاء : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. القبيلة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للقبيلة والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. جمعاء : توكيد ثان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

٢٣١

وجاءت النساء كلهن جمع (١).

س : هل يؤكد بأجمعين ، وأجمع ، وجمعاء ، وجمع ، استقلالا بدون لفظة كل؟ اذكر ذلك مع التمثيل.

ج : نعم يؤكد بها دون لفظة كل على الصحيح (٢) ، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم والكلام الفصيح ، قال تعالى : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(٣) ، وفي

__________________

(١) جاءت النساء كلهن جمع : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والتاء : علامة التأنيث حرف مبني على السكون وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. والنساء : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للنساء والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والنون علامة جمع الإناث. جمع : توكيد ثان والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) ويرى جمهور النحاة منع استعمال أجمع مفردة دون كل ، وهو رأي ضعيف.

(٣) (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) : اللام : داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله. أغوين : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، ونون التوكيد : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع. (أَجْمَعِينَ) : توكيد معنوي للهاء والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في نصبه وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على جمع المذكر السالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد. ومن يرى منع استعمال أجمع مفردة عن كل يعرب أجمعين حالا ، وهو رأي ضعيف.

٢٣٢

الحديث الصحيح «فله سلبه أجمع» (١) ، وقد يؤتى بعد أجمع بتوابعه وهي : أكتع (٢) وأبصع (٣) وأبتع (٤) نحو : جاء القوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون (٥).

__________________

(١) فله سلبه أجمع : الفاء : رابطة لجواب الشرط قبله وهو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قتل كافرا» له : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر مقدم. سلب : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط. أجمع : توكيد معنوي والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره.

(٢) أكتع مأخوذ من تكتع الجلد إذا اجتمع من قولهم : حول أكتع أي تام.

(٣) أبصع مأخوذ من البصع ، وهو العرق المجتمع.

(٤) أبتع مأخوذ من البتع وهو طول العنق ، والقوم إذا كانوا مجتمعين طال عنقهم كناية عن الاجتماع.

(٥) جاء القوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي للقوم والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره ، كل مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع. أجمعون : توكيد ثان وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ؛ لأنه محمول على جمع المذكر السالم. أكتعون : توكيد ثالث. وأبصعون : توكيد رابع. وأبتعون : توكيد خامس ، وكلها مرفوع بالواو لأنها محمولة على جمع المذكر السالم.

٢٣٣

س : لما ذا لا يجوز عطف بعض ألفاظ التوكيد المعنوي على بعض؟

ج : لا يجوز ذلك لأن جميع ألفاظ التوكيد بمعنى واحد ، والشيء الواحد لا يعطف بعضه على بعضه.

س : هل يجوز توكيد النكرة؟

ج : لا يجوز توكيد النكرة عند البصريين أفاد توكيدها أم لا (١) ، وأجازه الكوفيون إن أفاد بأن كانت النكرة محدودة كيوم ، وشهر ، وحول ، مما يدل على مدة معلومة المقدار ، وكان التوكيد من ألفاظ الإحاطة ككل (٢) ، نحو : صمت شهرا كله (٣) ، ـ ـ ـ

__________________

(١) لأن ألفاظ التوكيد كلها معارف لإضافتها لضمير المؤكد لفظا ، وما لم يضف منها فهو معرفة بالعلمية على جنس الإحاطة والشمول ، فلذا منع أجمع وتوابعه من الصرف للعلمية ووزن الفعل ، ومنع جمع وتوابعه للعلمية والعدل. تنبيه : اعلم أنه كما يؤتى بعد أجمع بتوابعه يؤتى بعد جمعاء بكتعاء وبصعاء وبتعاء ، وبعد جمع بكتع وبصع وبتع ، والأصح وجوب الإتيان بها على هذا النمط ؛ فتقدم مادة أكتع ثم أبصع ثم أبتع ، وإذا اجتمعت ألفاظ التوكيد كلها بدأت بالنفس فالعين فكل فأجمع فأكتع فأبصع فأبتع.

(٢) بخلاف صمت زمنا كله ؛ لأن النكرة غير محدودة ، ولا صمت شهرا نفسه لأن التوكيد ليس من ألفاظ الإحاطة ، ومحل الخلاف هو التوكيد المعنوي ، أما اللفظي فإنه يتبع النكرة اتفاقا نحو : جاءني رجل رجل.

(٣) صمت شهرا كله : صمت : فعل وفاعل ؛ صام : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على

٢٣٤

وهذا هو الأصح (١).

س : التوكيد يتبع المؤكد في رفعه ونصبه وخفضه. هات أمثلة لذلك.

ج : مثال الرفع نحو : جاء القوم كلهم (٢) ، والنصب نحو : رأيت القوم كلهم (٣) ، والجر نحو : مررت بالقوم كلهم (٤).

__________________

الضم في محل رفع فاعل. شهرا : ظرف زمان مفعول فيه منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه فتح آخره. كل : توكيد معنوي لشهر والتوكيد يتبع المؤكد في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(١) ومن ذلك قول عائشة رضي‌الله‌عنها : «ما صام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهرا كله إلا رمضان» ، ومنه قول عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي :

لكنه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدة حول كله رجب

(٢) جاء القوم كلهم : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. القوم : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. كل : توكيد معنوي وتوكيد المرفوع مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(٣) رأيت القوم كلهم : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. القوم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. كل : توكيد معنوي للقوم وتوكيد المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع.

(٤) مررت بالقوم كلهم : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على ـ

٢٣٥

*البدل (١)*

س : عرف البدل لغة واصطلاحا ، واذكر فائدته.

ج : البدل لغة العوض (٢) ، واصطلاحا هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة بينه وبين متبوعه ، وفائدته التوكيد والتوضيح.

س : إذا أبدل اسم من اسم أو فعل من فعل تبعه في جميع إعرابه. هات أمثلة لذلك.

__________________

السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بالقوم : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، القوم : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره. كل : توكيد معنوي للقوم وتوكيد المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع. فائدة : قال العز بن عبد السّلام في قواعده : «اتفق الأدباء أن التوكيد في لسان العرب إذا وقع بالتكرار لا يزيد على ثلاث مرات» قال : «وأما قوله تعالى في سورة المرسلات (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) في جميع السورة فذلك ليس بتوكيد ، بل كل آية قيل فيها ويل يومئذ للمكذبين في هذه السورة ، فالمراد المكذبون بما تقدم ذكره قبيل هذا القول ، ثم يذكره الله بمعنى آخر ويقول ويل يومئذ للمكذبين ، أي بهذا فلا يجتمعان على معنى واحد فلا توكيد وكذلك (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) في سورة الرحمن وجزم بما ذكر غير واحد.

(١) التعبير بالبدل اصطلاح البصريين ، والكوفيون يسمونه الترجمة ، والتبيين ، والتكرير.

(٢) ومنه قوله تعالى : (عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها).

٢٣٦

ج : مثال الرفع نحو : جاء زيد أخوك (١) ، والنصب نحو : رأيت زيدا أخاك (٢).

والجر نحو : مررت بزيد أخيك (٣) ، والجزم نحو : قوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(٤).

__________________

(١) جاء زيد أخوك : جاء : فعل ماض مبني على الفتح. زيد : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره. أخو : بدل من زيد ، بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل في إعرابه ، تبعه في رفعه وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٢) رأيت زيدا أخاك : رأيت : فعل وفاعل ؛ رأى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. زيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. أخا : بدل من زيد بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٣) مررت بزيد أخيك : مررت : فعل وفاعل ؛ مر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. بزيد : جار ومجرور ؛ الباء : حرف جر ، وزيد : مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بمر. أخي : بدل من زيد بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. والكاف : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(٤) ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب : الواو : اعتراضية. من : اسم ـ ـ

٢٣٧

س : البدل على أربعة أقسام. اذكر كل قسم منها مع التمثيل؟

ج : القسم الأول : بدل كل من كل ، ويقال : بدل الشيء من الشيء (١) نحو قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِراطَ الَّذِينَ)(٢).

فالصراط الثاني بدل من الصراط الأول بدل كل من كل ، ونحو قوله

__________________

شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يفعل : فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه سكون آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب. (يَلْقَ) : جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو. (أَثاماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. (يُضاعَفْ) : بدل من يلق بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في جزمه وعلامة جزمه سكون آخره ، ويضاعف فعل مضارع مبني للمجهول. (لَهُ) : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر باللام ، والجار والمجرور متعلق بيضاعف. (الْعَذابُ) : نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره.

(١) ضابطه أن تكون ذات البدل هي ذات المبدل منه ، ويكون المراد منهما واحدا وإن اختلف مفهومهما ، وبدل الكل لا يحتاج لرابط يربطه بالمبدل منه لأنه عينه.

(٢) (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ :) اهد : فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، واهد ينصب مفعولين ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب ـ

٢٣٨

تعالى : (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، اللهِ)(١) ، فلفظ الجلالة بدل من العزيز في قراءة الجر (٢).

القسم الثاني : بدل بعض من كل (٣) سواء كان ذلك البعض قليلا أو كثيرا نحو : أكلت الرغيف ثلثه (٤) ، وأكلت الرغيف

__________________

مفعوله الأول. (الصِّراطَ) : مفعوله الثاني منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. (الْمُسْتَقِيمَ) : نعت للصراط ونعت المنصوب منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. (صِراطَ) :الثاني بدل من الصراط الأول والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. و (الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(١) (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، اللهِ) : (إِلى صِراطِ) : جار ومجرور ؛ (إِلَى) : حرف جر ، (صِراطِ) : مجرور بإلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور متعلق بتخرج قبله ، وهو قوله تعالى : (الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) صراط مضاف ، و (الْعَزِيزِ :) مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره. (الْحَمِيدِ) : نعت للعزيز ونعت المجرور مجرور وعلامة جره كسر آخره. ولفظ الجلالة : بدل من العزيز بدل كل من كل والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره.

(٢) وهي قراءة ابن كثير ، وعاصم ، وأبي عمرو ، وحمزة والكسائي. وقرأ نافع وابن عامر بالرفع على أنه مبتدأ خبره (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ).

(٣) هو الذي تكون ذاته بعضا من ذات الأول سواء كان دون النصف أو فوق النصف أو مساويا ، خلافا لمن زعم ـ كالكسائي وابن هشام ـ أنه لا يكون إلا فيما دون النصف.

(٤) أكلت الرغيف ثلثه : أكلت : فعل وفاعل ؛ أكل : فعل ماض مبني على

٢٣٩

نصفه (١) ، وأكلت الرغيف ثلثيه (٢).

ولا بد من اتصاله بضمير يرجع منه للمبدل منه (٣) ، إما مذكور كالأمثلة السابقة ، أو مقدر كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ)(٤) أي منهم.

__________________

السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. الرغيف : مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره. ثلث : بدل بعض من كل والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(١) أكلت الرغيف نصفه : إعرابه كسابقه.

(٢) أكلت الرغيف ثلثيه : فثلثي : بدل بعض من الرغيف والبدل يتبع المبدل منه في إعرابه ، تبعه في نصبه وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى وهو مضاف. والهاء : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(٣) ليحصل به الربط بينهما ، وهذا ما عليه جمهور النحاة ، وخالف في ذلك ابن مالك فجعل اتصاله بالضمير كثيرا لا شرطا.

(٤) (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ) : الواو : حرف استئناف. (لِلَّهِ) : جار ومجرور ؛ اللام : حرف جر ، ولفظ الجلالة : مجرور باللام وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر مقدم. (عَلَى النَّاسِ) : جار ومجرور ؛ (عَلَى) : حرف جر ، و (النَّاسِ) : مجرور بعلى وعلامة جره كسر آخره ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنا في محل نصب حال. (حِجُّ) : مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو مضاف. و (الْبَيْتِ) : مضاف إليه ـ

٢٤٠