موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٧

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٧

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٧٦

وهذا أيضا لم يتم ، ولا يزال إلى الآن على وضعه.

الصنوف العسكرية :

إن التنظيمات العسكرية كانت قد وضعت سنة ١٢٥٩ ه‍ وبمقتضاها كانت الصنوف العسكرية عبارة عن :

١ ـ النظامية.

٢ ـ الرديفية.

سبق ذكر ذلك. نشرت في سنة ١٢٦٤ ه‍ وأعلنت للعموم .. وصدر فرمان يتضمن تقسيمها إلى :

١ ـ النظامية. ومدتها ٤ سنوات ، وهي إجبارية.

٢ ـ الاحتياطية. وهذه متفرعة من النظامية ومدتها سنتان ، وهي عند الحاجة وإلا يطلق سراح الاحتياط.

٣ ـ الرديفية ـ ومدتها ٦ سنوات.

٤ ـ المستحفظة. وهذه متشعبة من الرديفية. ومدتها ثماني سنوات ..

وقرىء الفرمان يوم الخميس ٢٧ شعبان ، وصدرت خلاصته في الزوراء.

هذا ، وقد فصل محتوياته محمود شوكت باشا في كتابه (تشكيلات الجيش وكسوته) (١).

__________________

(١) عثمانلي تشكيلات وقيافت عسكريه سي ج ٢ ص ١٩ وعين قوة الجيش وترتيبه وصنوفه بالتفصيل. ومحمود شوكت باشا أخو فخامة الأستاذ السيد حكمت سليمان.

٢٦١

المراكب البخارية :

ورد في هذه الأيام (مركب الحدباء) وهذا مركب صغير ، أوصى به لتطهير دجلة والفرات بقوة خمسة حصن ، ذهب مع (مركب بغداد) لكشف أمر تطهير دجلة متوجها نحو الموصل .. وسيأتي من البصرة (الشهباء) وهو بقوة سبعة حصن وينتظر وروده مع مركب (موصل) ..

وأما مركب (الحدباء فقد وصل يوم الجمعة في ١٢ رمضان سنة ١٢٨٦ ه‍ (١). إن هذه المراكب الصغيرة استخدمت لتعيين عمق الأنهر ، وما يسع المركب من حمولة ، فهي صغار جدا ، وتستخدم لغرض البريد أيضا .. ولها فوائد خفر السواحل .. واشترت الحكومة مركب بابل فذهب إلى لندن ليأتي بالمطبعة والمعامل .. وكانت قد اشترته الحكومة من الإنكليز .. ومركب (آثور) الذي اشترته من لندن أيضا (٢) ..

مكتوبي بغداد :

عين صائب بك مكتوبيا لولاية بغداد. وكان معاون مكتوبي ولاية گريد (٣) ..

السردار الأكرم :

السردار الأكرم عمر باشا قد سيق للتقاعد براتب سر عسكر لما رأى من الخدمات (٤) ..

__________________

(١) الزوراء عدد ٢٨.

(٢) الزوراء عدد ٢٨.

(٣) الزوراء عدد ٢٩ في ٢٤ شهر رمضان سنة ١٢٨٦ ه‍.

(٤) الزوراء.

٢٦٢

نائب بغداد :

محمد مظهر أفندي عيّن لنيابة الشرع في بغداد ، ووصل إليها في ٢٣ رمضان وكان نائبا في بيلان (١).

مدحت باشا ـ البصرة :

في ٤ شوال سنة ١٢٨٦ ه‍ ذهب الوالي مدحت باشا إلى البصرة لقضاء بعض الأشغال. وكان معه متصرف بغداد شاكر بك ، وواحد أو اثنان من الموظفين استصحبهم معه.

قدري بك ـ إيران :

من أعضاء شورى العدلية ، ورد بغداد لقضاء بعض الخصوصات الملكية بوظيفة خاصة. جاء ليلة العيد. وهذا أرسلته حكومته للمفاوضة مع إيران ..

حدثت زعازع من عشائر الفيلية وغيرها فأرسل بهذه المناسبة (٢) ..

كلعنبر :

كان قد نصب رئيس عشائر الجاف محمد بك قائممقاما لقضاء گلعنبر. ومنح لقب باشا ومنح ابنه رتبة قبوجي باشي اي (رئيس الحجاب) (٣).

__________________

(١) الزوراء أيضا.

(٢) الزوراء عدد ٣٨ و ٣٩.

(٣) الزوراء عدد ٣٠ في ٩ شوال سنة ١٢٨٦ ه‍.

٢٦٣

المراكب البخارية

(البواخر)

كانت الحكومة قد اشترت مركب (الرصافة). وبعد أن تم تركيبه ووصل إلى بغداد صار يسير بين البصرة وبغداد. وفي ٣ شوال عاد إلى البصرة. أما مركب (بصرة) فإنه يسير في نهر الفرات ، ومركب (بغداد) يستخدم للكشف عن النهر لما هو شمال بغداد ، وملاحظة أمر تطهيره .. ومركب (الرصافة) قد خصص لنقل البريد. وهذه أضيفت إلى ما هناك من (مركب بابل) وكذا (المركبان الآخران) وبذلك توسعت (إدارة المراكب). وتسمى (الإدارة النهرية).

وفي هذه الأيام اشترى نقيب البصرة السيد عبد الرحمن مركبا سماه (الفيحاء) وهو مركب صغير (١). ثم إن النقيب الموما إليه قد تبرع به للحكومة فصار في تصرف الإدارة النهرية.

وجاء في الزوراء أن مركب (بابل) الذي اشترته الحكومة من أوروبا ورد البصرة ، وأنه سيسير بين البصرة وجدة في موسم الحج بسعر رخيص ، وكان الإنكليز يغالون في السعر ، وحصروا الأمر بهم ، يصل إلى جدة في مدة ١٥ يوما وعينت له الأجرة ٤٠٠٠ قرش للموقع الأول و ٢٥٠٠ للموقع الثاني و ١٢٠٠ للموقع الثالث (٢).

متصرف الموصل :

انفصل متصرف الموصل ضيا باشا ، وصار مكانه دفتري الولاية

__________________

(١) الزوراء عدد ٣١ و ٣٥ والسيد عبد الرحمن ابن السيد طالب أخو السيد محمد سعيد. ونقابة البصرة قديمة فيهم. وترجمته في كتاب (الدر المنضد في مناقب السيد أحمد ووالده الممجد) يريد السيد محمد سعيد المذكور.

(٢) الزوراء عدد ٣١ في ١٦ شوال سنة ١٢٨٦ ه‍.

٢٦٤

السابق آصف أفندي ، ذهب إلى محل وظيفته يوم السبت ٢٠ شوال سنة ١٢٨٦ ه‍ (١).

حوادث عزل :

عزل متصرف البصرة الأستاذ سليمان فائق ، والمحاسب سليم ، وأمين الصندوق فأخذوا للمحاكمة كما جاء في الزوراء .. والأستاذ تدخل في أمر الالتزامات في المنتفق وإن لم يتظاهر علنا بل راعى جانب الدولة في لزوم القضاء على هذه الإمارة. ولذا لم يترك وشأنه تجاه مناوأة آل السعدون ..

والملحوظ جدا أن عزله كان لمصلحة التفاهم مع المنتفق وإرضاء ناصر باشا الذي أصر على تنحيته ، وبيّن للوالي أنه لا يأمن من غائلته ، والوالي في حاجة إلى أمراء المنتفق حبّا في التفاهم معهم بأمل قضاء أشغاله الأخرى ومن هنا كان سبب ترجيحهم عليه وبعد مدة يسيرة منح رتبة ميرميران (أمير الأمراء) (٢).

الكويت

تبلغ نحو ستة آلاف أو سبعة آلاف بيت ، وهي تبعد ٢٤ ساعة عن البصرة ، تقع في جهتها الجنوبية ، وأكثر الأهلين هناك تجار ، وملاحون في السفن والبلدة ميناء تجاري (بندر) .. وفيها نحو ١٠٠ سفينة كبيرة ، و ٤٠٠ أو ٥٠٠ سفينة صغيرة وهذه تسير في المحيط الهندي ..

والبلدة من ملحقات البصرة إلا أنها إلى الأيام الأخيرة لم تنظم إدارتها بعناية واهتمام بل بقي أمرها بيد شيوخها ورؤسائها في حين أنه

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٢ في ٢٣ شوال سنة ١٢٨٦ ه‍. ومنية الأدباء ص ٢٩٦.

(٢) الزوراء عدد ٢٦ في ٢١ ذي القعدة سنة ١٢٨٦ ه‍.

٢٦٥

يجب أن تتمتع بإدارة قويمة .. والأهلون هناك يبلغون نحو ٣٠ ألف نسمة لا يزالون في حال العزلة.

ولما ورد الوالي البصرة وافى إليه جماعة من رؤساء الأهلين هناك وأشرافهم فطلبوا إليه أن يدخلوا ضمن تبعة الدولة ، وأن ينالوا نصيبهم من الرفاه ، والعدل ، وأن شيخهم الحالي عبد الله الصباح قد نصب (قائممقاما) ، وأجري المقتضى هناك ، وجعل القاضي (نائب الشرعية) محمد بن عبد الله العدساني ، وفيها جوامع عديدة ، فاختير منها خمسة كبيرة لإقامة الجمعة والصلوات. ووجهت الخطابة لمن يقوم بالأمر. وطلب من استنبول بروات شريفة لهؤلاء الذين تعيّنت أسماؤهم .. وأما أمور الضبط ، وضابطة البحرية فإنها في موقع الدرس. قالوا وسوف توسع التجارة وينال هؤلاء الرفاه والعمارة ويصيبهم العدل ، والعناية بعين عناية السلطان ..

الكويت وتابعيتها

الكويت تبعد عن البصرة بحرا (٦٠) ميلا وتقع في ساحل نجد. أهلها مسلمون ، ولم يكونوا تابعين لدولة .. وكان الوالي نامق باشا قد عزم على إلحاقها بالبصرة. وأن تكون للدولة الحماية عليها .. ولكن الأهلين اعتادوا أن يكونوا بنجوة من التكاليف ، وكانت إدارتهم على البساطة لم يوافقوا أن يرضخوا لأحد .. ولم يؤدوا الضرائب ولا الرسوم الجمركية ، فأبقوا على ما كانوا.

وبيت الإمارة يمتّ إلى قبائل عنزة من القبائل العربية ، مالت إلى هذه الديار منذ خمسمائة سنة ، مع قسم من عشائر مطير والأمراء ينتسبون إلى فرع من عنزة يقال له الشملان. ومن هؤلاء (الصباح) باسم جدهم الأعلى فعرف بهذا الاسم ، فتكون منه البيت المالك وهو الذي شكل هذه البلدة ، أو كانت صغيرة فوسعها. وكانت بيد آل عريعر من بني خالد

٢٦٦

ويرجح تأسيسها سنة ١١٣٥ ه‍ أيام صباح الأول بنيت مجددا فتكاثر الأهلون ، فاكتسبت شكلها الحاضر.

والأهلون شافعية ، يسيرون طبق الأحكام الشرعية ، وإن قاضيهم ، ومفتيهم وعلماءهم ومدرسيهم منهم .. وكانوا يدبرون مصالحهم فيما بينهم .. فلا يسيطر عليهم أحد ..

ولم يكن لهؤلاء زراعة ، وإنما يزاولون التجارة البحرية ، وقد ألفوها من أمد بعيد .. ولهم نحو ألفي سفينة بين صغيرة وكبيرة ، ويتعاطون صيد اللؤلؤ في مياه عمان والبحرين ، وأكثر سفنهم الكبيرة تذهب إلى الهند وزنكبار.

وكانوا يرفعون علما خاصا بهم إلى وقت قريب ، وتحت هذا العلم يسيرون ، ويتاجرون إلا أن هؤلاء منذ مدة لم يأمنوا من تعديات الأجانب وسائر الأقوام فاضطروا إلى أن يرفع بعضهم العلم الهولاندي ، وآخرون العلم الإنكليزي. اعتادوا ذلك ، فكان مقدمة الحماية الأجنبية .. وفي بغداد والبصرة خاصة مما يدعو إلى محاذير ملكية عظيمة. ذلك ما دعا مدحت باشا أن يجلب رؤساء هؤلاء ويفهمهم الخطر المترتب ، ونصحهم أن يحترسوا من عمل كهذا ، وتعهد لهم بأن لا يأخذ منهم ضرائب ، ولا تكاليف أخرى من كمرك وما ماثل ، واعطاهم سندا بذلك ، وقبلوا أن يكونوا تابعين للبصرة ، مرتبطين بها.

وعهد بقائممقامية الكويت للشيخ عبد الله الصباح ، وأبقي القاضي والمفتي على حالهما .. وأقرّ تشكيلاتهم. وكانت تعطى لهم الأوامر الرسمية ، والبروات الشريفة للجوامع ، وسائر المعاملات المشعرة بارتباطهم وتركوا الأعلام الأجنبية ، ورفعوا العلم العثماني.

وهذه قائمة بأسماء أمرائهم :

١ ـ صباح الأول. وتوفي نحو سنة ١١٩٠ ه‍.

٢٦٧

٢ ـ عبد الله الأول ابن صباح. وتوفي سنة ١٢٢٩ ه‍.

٣ ـ جابر الأول ابن عبد الله الصباح. وتوفي سنة ١٢٧٦ ه‍.

٤ ـ صباح الثاني ابن جابر. توفي في رجب سنة ١٢٨٣ ه‍.

٥ ـ عبد الله الثاني ابن صباح الثاني. توفي في ذي القعدة سنة ١٣٠٩ ه‍.

٦ ـ محمد بن صباح الثاني (أخو سابقه). قتل في ذي القعدة سنة ١٣١٣ ه‍.

٧ ـ مبارك بن صباح الثاني. توفي في المحرم سنة ١٣٣٤ ه‍.

٨ ـ جابر بن مبارك. وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ١٣٣٥ ه‍.

٩ ـ سالم بن مبارك. وتوفي في رجب سنة ١٣٣٩ ه‍.

١٠ ـ أحمد بن جابر. وتوفي ١٠ ربيع الأول سنة ١٣٦٩ ه‍.

١١ ـ عبد الله بن سالم. الأمير الحالي.

ومن هؤلاء الأمير عبد الله بن صباح كان أيام مدحت باشا. وفي الحقيقة يرجع تاريخ إمارتهم على الأرجح إلى تاريخ تكوّن الكويت سنة ١١٣٥ ه‍. ودامت من ذلك التاريخ إلى أيامنا (١).

تبدل في المتصرفين :

عزل الأستاذ سليمان فائق من البصرة كما تقدم ونصب مكانه متصرف كربلاء حافظ باشا ، ومنح رتبة مير ميران أي (أمير الأمراء). وانفصل فهد باشا من متصرفية الحلة ، وصار مكانه مظهر باشا متصرف

__________________

(١) تبصره عبرت ص ١٠٤ وتاريخ الكويت المجلد الأول والثاني والكويت الحديث ص ١٢ ـ ٢١ وملوك العرب ج ٢ ص ١٦٠ وأيام الكويت ص ٩ ـ ٢٦.

٢٦٨

السليمانية ، وعهد بمنصبها إلى قربي باشا متصرف الحلة الأسبق. وكان هذا خطاطا ، أستاذا في الخط ، أخذ عنه خطاطون عراقيون إجازة في الخط. ولا يزال خطه معروفا ، متداولا بين الخطاطين وعندي بعض خطوطه.

مراكب بخارية :

ورد بغداد من البصرة مركب آثور يحمل آلات وأدوات عديدة. واشترى من شركة صينية مركب آخر بشرط التحقيق عن سلامته وامتحان آلاته أورد إلى بومبي .. ولكنه لم يصادق عليه .. فاقتضى شراء غيره. قرر الشراء من لندن ، فاشترى بمبلغ (٢٨٠٠٠) ليرة.

مدحت باشا في البصرة

المنتفق أيضا :

كان مدحت باشا بالنظر لما قام به من الأعمال يعد من أعاظم الرجال ، بل لو اجتمع مئات لما قاموا بما قام به ولكنه رأى المعارضات كبيرة ، والتصلب في الآراء شديدا جدا ، فكان لا يقنع بترجيح رأي لموافقته لآخر ، وإنما زاول الأمور مباشرة ، فلم يكن منقادا لرأي دون أن يتحقق الحالة بنفسه مما دعاه أن يذهب إلى البصرة ، ويتحقق أوضاعها ليكون على علم بما يجري أو يقع. وأمله أن يقوم بأعمال أخرى أيضا. وربما كانت الأعمال الأخرى هي المقصودة. وهي قضية نجد.

سار هذا الوزير إلى البصرة ، ووصل ملتقى النهرين (القرنة) ، وشاهد بعينه أكثر القرى والمزارع المنوي إفرازها من لواء المنتفق ، وعلم مواقع أخرى ومزارع .. بل درس الحالة هناك من جميع وجوهها ، ودعا الشيوخ والمعتبرين ممن هو قريب من تلك الأنحاء وسألهم عن أحوالهم

٢٦٩

وشؤونهم ، وما يشكون من ظلم نالهم ، أو تعديات لحقت بهم .. فعرف ما هناك مما يجيش في صدورهم ..

والملحوظ أن مدحت باشا لا يتسرع في الحكم ولا يعجل في الحل ، ولكن الأستاذ سليمان فائق قد بيّن أنه أمر حالا أن يكون هؤلاء تابعين لقضاء القرنة وفصلهم عن المنتفق ، وأكد لهم أنهم صاروا بنجوة عن التعديات ، وأوصاهم أن يسعوا لأمر الزراعة ، وأن يثابروا على ما يعود لهم بالخير ، وأن يراجعوا في مصالحهم قضاء القرنة ..

قال : وبعد بضعة أيام ورد ناصر باشا البصرة ، وجلب الشيوخ المرقومين وقال لهم أنتم من المنتفق فلا تعرفوا غير ذلك ، وهدّدهم أن يخالفوا أمره ، وحذّرهم أن يفرط منهم ما يكره ، ولم يكتف بهذا بل وبّخ قائممقام القرنة ، وأبدى سخطه عليه. ولما وصل إلى البصرة واجه صاحب رأيه وهو اليهودي ، وأخذ منه الدرس وبيّن للوزير أن تفريق هذه الأماكن وفصلها عن المنتفق يستدعي محاذير ، ويخشى أن يقع اضطراب بين العشائر والحكومة .. وكأنه يذكره بما وقع في الحلة ، فاتخذ ذلك وسيلة التهديد من طرف خفي ، وأبدى مطالعته في لزوم صرف النظر عن ذلك.

ومن ثم أصر ناصر باشا على رأيه ، وصار مدحت باشا يلتمس الخروج من هذا المأزق واستطلع رأي الأستاذ سليمان فائق ، وقال له إن ناصر باشا لا يزال مصرا ، ولم يتقرب بوجه فهل في وسعنا الموافقة على ترك هذه الأماكن تابعة للمنتفق ..؟

فأبدى الأستاذ أن فهد بك كان قد أعطى كلاما باتا في الموافقة على ترك المواطن المذكورة ، وأخرى غيرها وهو لا يزال في بغداد .. ولا يدري ما إذا كانوا يتزاحمون ، فلم تعرف فكرته الآن .. وعشائر المنتفق محاربة كعشائر الحلة ، ولآل السعدون سلطة قوية عليهم ، وإن

٢٧٠

كانوا في نفرة منهم .. وإن تسلطهم على هذه القبائل دعا إلى ذلك ..

ومن جملة ما قاله : إن الظلم أفسد أوضاعهم ، وبسبب الترف ذهبت فروسيتهم وإن الجور نفّر منهم عشائرهم ، ولو أرسل إليهم فوجان من الجند المسلحين بالأسلحة الجديدة لما استطاعوا الوقوف وولّوا الأدبار ، ولكانوا لجأوا إلى الدخالة والاستيمان .. وذلك لا شائبة فيه ..

هذا ما بيّنه ، وكان لا يرضى إلا بالقضاء عليهم ولو طلبوا الاستيمان .. أما الوالي فلم يجبه على قوله ، واختار السكوت. لم ينبس ببنت شفة ..!

ومن ثم أدرك الأستاذ سليمان فائق ـ كما قال ـ خطأه في قوله للوزير إن المعضلة تتم بقوة السلاح ، وندم .. لأنّ الوالي قد شاهد عشائر الخزاعل والحلة ، ويعتقد أن المنتفق يبلغون مائة ضعف أكثر من الخزاعل ، وأن أوضاع مدحت باشا بالنظر لمعارضيه في دار السلطنة حرجة جدا. يترقبون أن يرتكب غلطة أو هفوة أمثال هذه لتفتح طريقا لتقولاتهم فكان يتباعد عن القيل والقال ، ويتجنّب ما يدعو للخطر ، فالتزم حالة الهدوء والطمأنينة فلم يشأ أن يحرّك ساكنا ، ولم يكن له ميل إلى استعمال القوة ..

ذلك ما اضطره أن يراعي الحكمة ، ويروج مقاصد المنتفق ، ولم ير بدّا أن يعلن عدوله عن إفراز المواطن الكثيرة ، فنال ناصر باشا في هذه المرة أيضا أغراضه ومقاصده .. ودعا إلى أن تقف التشكيلات الإدارية التي عزمت عليها الحكومة .. وأقول إن تجنب الحوادث من مدحت باشا لم يكن إلا بأمل أن لا يشوش على المنتفق فتفسد عليه الخزاعل وأنحاء الديوانية ، ويضيع الكل من يده ، وأنه له مصالح بالمنتفق من أعظمها (قضية نجد) ...

إن أوضاع الأستاذ سليمان فائق هذه لم ترض المنتفق وكان

٢٧١

يصارح بها الوزراء ، فكانت الوحشة بينه وبين الأمراء تعد السبب في تخديش أفكار الوالي عليه. أفهموه أنه سوف لا يدع الإدارة تستقر على حالة بل يزعج الحكومة في إيقاع الفتن وإثارة الزعازع. أرادوا التخلص منه فاختلفوا عليه ما اختلقوا استعانة باليهودي المذكور وبمحاسب البصرة ، لتهدأ الحالة.

هذا. ومن ثم نعلم نوايا الحكومة ، وأوضاع الأهلين ، ونزعة الأستاذ سليمان فائق. وبذلك ندرك ما نال المنتفق من العناء والشقاء فتجاوز حده ، نرى الحكومة في كل بضع سنوات تزيد في بدلات الالتزام ، وتقتطع جملة من الأراضي أو تعيدها ، فتكون الضرائب مضاعفة ، الأمر الذي دعا أن تميل جملة من العشائر إلى إيران ، والأمراء في انزعاج كبير بين إلغاء المشيخة أو إبقائها ..

ومن هنا نشأ الاضطراب وارتباك الحالة وما تكبدته الحكومة من وقائع وكلفات باهظة وأضرار كبيرة فلم تسلك الطريق السوي في الإصلاح .. وغالب الأشخاص من يهود وغيرهم يصطادون من تعكر الحالة ، ويلعبون أدوارهم ، والموظفون لا يخلون من استفادة بل هم بيت القصيد ، والغرض مصروف إلى جهات إرضائهم .. وهناك الأضرار في النفوس ، وفي الأموال ..

وهذا هو سوء الإدارة ، وارتباك أمورها وكثرة مشاغلها في غوائل ، والأمر ليس كما يتصور الأستاذ سليمان فائق من أمر القضاء على مشيخة المنتفق وأنه من السهولة بمكانة ، لم يتوسع أكثر ، ولذا عدّ كل مخالفة لرغبته هذه جريرة.

كانت تعترض الدولة عقبات ، وإلا فالمعرفة بأحوال المنتفق لا تكفي ، فالحكومة أعرف بوضعها العام ، فلا تطوّح نفسها في أخطاء غير مأمولة النجاح ، والمغامرة مقامرة ، وقضية المنتفق شغلت تاريخ هذه الحقبة فلا تزال مضطربة ..

٢٧٢

والملحوظ أن مجيء الوالي إلى البصرة كان قبل سحب يد الأستاذ سليمان فائق من البصرة (١).

بناء الناصرية

إن الخلاف بين أمراء المنتفق ، وتنازعهم على السلطة من الأسباب المهمة للقضاء على هذه الإمارة وتعد كافية لنجاح مشروع الدولة في الاستيلاء على هذا اللواء كما استولت على بابان وغيرها .. ولكن هناك عوائق حالت دون الإتمام وكلفت الحكومة كلفا عظيمة أدت إلى القسوة بالأهلين ومن أهمها تزييد بدلات الالتزام ، واقتطاع أقسام من أراضي المنتفق مع الاحتفاظ بهذه الزيادات ، فقد ولّدت ظلما ، وأنتجت ارتباكا ، ودعت إلى أن يهرب العدد الكبير من العشائر إلى أنحاء إيران. فكان ذلك التشوش مطلوبا منها ، وداعية الكره والحنق عليها ، وقتالها بتهالك زائد حبّا في الانتقام وأخذ الحيف ..

وقد مر أن ناصر باشا لم ير بدا من الإذعان لأمر الوالي مدحت باشا حذر أن يوافق سواه من مناوئيه ، وأراد أن لا تنزع السلطة منه ، ولا يضيع الفرصة وأن يجري مع المقادير .. فقبل أن ينفذ رغبة الوالي أسس بلدة الناصرية المسماة باسمه ، اختطها المهندس البلجيكي المسيو جول تللي فوضع الحجر الأساسي لدار حكومتها في سنة ١٢٨٦ ه‍ ـ ١٨٦٩ م ، فوافق رغبة الوالي. حصل على مطلوبه دون استعمال قوة ، أو امتشاق حسام .. وفي الحقيقة هو الذي ألغى بحق مشيخة المنتفق بتأسيس بلدة صارت مركز اللواء وحصنا للدفاع والاحتماء بها .. فكانت مقدمة للاستيلاء النهائي على المنتفق وإلغاء إمارتهم .. وهذا هو طريق الإصلاح الملتمس ، فلم يعاكس بقوة ..

__________________

(١) تبصره عبرت ، والزوراء ، ورسالة المنتفق.

٢٧٣

وكان أول من بنى دارا فيها للسكنى نعوم سركيس والد الأستاذ يعقوب سركيس ، ثم بنى أسواقا وخانات وقهاوي ، وكان قد اتصل بناصر باشا ، فأقامه أمينا لخزانته ، ثم زادت العمارات ، واستمرت في تقدمها إلى أيامنا هذه .. واليوم هي مركز اللواء (١) ..

ومن ثم عوضت لهم الحكومة أمرا آخر غير توجيه منصب اللواء ، فجعلت الأراضي الأميرية في قبضتهم. فوضتها إليهم .. فكانت بعد انتزاع السلطة منهم معوّلهم الأخير ..

جاء في لغة العرب :

«صارت ـ الناصرية ـ قاعدة بلاد المنتفق ، وقد حكم فيها ناصر باشا من آل السعدون ، ثم ولده فالح باشا ، ثم فهد باشا والد صاحب الفخامة .. عبد المحسن بك (٢) وأخيرا في أول إنشاء الحكومة العراقية كان متصرف الناصرية الزعيم الكبير إبراهيم بك ابن مزعل باشا السعدون» (٣).

وحدثت بعد ذلك مدن عديدة في هذا اللواء.

وجاء في جريدة الزوراء عن بناء الناصرية أنه كان لناصر باشا همة تشكر في تأسيس هذه المدينة. جاء خبر تحويل عشائر المنتفق إلى لواء ، وهؤلاء لا يزالون يسكنون الصرائف ، وبيوت البردي .. ولما كان سوق الشيوخ لا يصلح أن يكون مركز اللواء ، اقتضى تأسيس بلد آخر. وهذا سمي بـ (الناصرية) (٤).

__________________

(١) لغة العرب ج ٢ ص ٢١ بإمضاء منتفقي وهو الأستاذ يعقوب سركيس والزوراء في أعدادها الأولى.

(٢) هو فخامة المرحوم عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء الأسبق. وتوفي ببغداد في ١٣ ـ ١١ ـ ١٩٢٩ م.

(٣) لغة العرب ج ٥ ص ٥٣٩ للأستاذ علي الشرقي.

(٤) الزوراء عدد ١١.

٢٧٤

والهمة مصروفة لبناء جامع شريف ، ودار حكومة ، وأبنية أخرى ، والمأمول أنها تتم في هذا الصيف بتدارك ما يلزم (١) ..

وكان قد تبرع ناصر باشا بمبلغ ٥٠٠ كيس ، ثم بمبلغ ٣٥٠ كيسا لإكمال بناء الناصرية وله تبرعات أخرى لإنشاء جسر تقدر بعشرة آلاف شامي أي ٩٧٥٠٠ قرش. وهذا يدل على ما فطر عليه من كرم وهمة وأخلاق مرضية (٢) ..

هذا. وقد علمنا :

١ ـ أن الناصرية صارت مركز اللواء ومتصرفها ناصر باشا السعدون.

٢ ـ الشطرة من أقضية هذا اللواء وقائممقامها فالح بك السعدون ابن ناصر باشا.

٣ ـ الجبيلية. من أقضية هذا اللواء وقائممقامها مريد بك.

٤ ـ سوق الشيوخ.

ونائب الشرع في اللواء السيد عبد الباقي الآلوسي ثم حصل تبدل في هذه التشكيلات الإدارية فاستقرت على ما هي عليه اليوم من أقضية .. فتعين لنا أن أول متصرف هو ناصر باشا ، تعهد ببناء الناصرية ، وأن تحوي دار حكومة ومكتبا وجامعا .. وأن يصرف المبالغ المقتضية من كيسه. وأرسل إليه التخطيط من بغداد ، وهكذا تكاملت ، وصارت في عداد المدن المنتظمة ولا تزال في تكامل.

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٨ في ٥ ذي الحجة سنة ١٢٨٦ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٤٥ في ٢ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍. ومن هنا نعلم أن الشامي يساوي ٩ قروش صحيحة و ٣٠ بارة ٧٥% من القرش.

٢٧٥

أعشار القطن

إن الحكومة راعت في القطن خاصة العشر ، ولم تجعل حسابه كسائر المزروعات من أخذ الخمس ، أو الربع ، أو الثلث ، كضريبة ، وفي بعض المواطن النصف .. فإنه ثقيل خصوصا أنها ترغب في تكثيره. أعلنت بأنها تستوفي من حاصله العشر (١) ..

حوادث سنة ١٢٨٧ ه‍ ـ ١٨٦٩ م

أيام عاشوراء :

جرى إعلان من الحكومة في منع ما يزري أو يضر .. وكذا التجاهر به والتشويش على الناس .. وهدّد من قام بأي عمل مخالف (٢) ..

جرت محاولات أمثال هذه ، فلم تكن إلا تدبيرا عاجلا ، ولم ينقطع أمرها.

الفيلق السادس ببغداد :

نصب الفريق نافذ باشا ركنا للفيلق وكان متصرف استنبول ، تحرك نحو بغداد (٣).

حدود إيران ـ العراق :

لحسم بعض مواد الحدود جاء عن دولة إيران محب علي خان.

وتفاوض مع قدري بك اجتمعوا في (شهربان) .. للنظر في قضية الحدود

__________________

(١) الزوراء عدد ٣٨ في ٥ ذي الحجة سنة ١٢٨٦ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٤١ في ٤ المحرم سنة ١٢٨٦ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ٤٥ في ٢ صفر سة ١٢٨٧ ه‍.

٢٧٦

بين إيران والعراق (١). ثم استمرت المفاوضات في اجتماعات عديدة ، وقبل إنهاء الأمر وعلى حين غرة عاد المفوض الإيراني ليلا إلى مملكته من طريق خانقين فلم يعلم به إلا وقد غادر العراق (٢) ..

تراموي الكاظمية :

الكاظمية أشبه بالمحلة من محلات بغداد. لا تبعد كثيرا عن بغداد. وفيها مرقد الإمامين موسى الكاظم ، ومحمد الجواد والناس هناك بين زائر ، وصاحب شغل أو مقيم. والاتصال ببغداد دائم بلا انقطاع.

وإن الوسائط النقلية القديمة معروفة إلا أن المرء يتطلع إلى ما يسهل. تزيد الحاجة في مواسم الزيارات والأعياد أكثر .. والضرورة أشد عندما يريد المرء نقل البضائع .. فالوسائط لا تكفي. وفيها من الصعوبة والأضرار الكثيرة ما لا يحصى ، وكذا أيام الأخطار والأمطار مما لا يحصى ضرره.

كل هذه وأمثالها مما يدعو إلى تأسيس شركة تسهل على المارة ذهابهم وإيابهم .. وهي مدار نفع وأرباح طائلة من جراء هذا التسهيل تكونت شركة التراموي فصارت تباع السهام بكثرة وفي عشرة أيام أو اثني عشر بلغت ٧٨٤ حصة لما حصل من تشويق وإقبال ، ثم استمر بيع الأسهم (٣).

تم الإنشاء ، وللوالي الفخر في ذلك فيعد من خير الأعمال خفّف عن الناس كثيرا من العناء. دامت الاستفادة منه من حين تأسيسه إلى اليوم ..

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٥ في ٢ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٤٦.

(٣) الزوراء عدد ٤٦ في ٩ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍.

٢٧٧

وفي نيسان سنة ١٩٤١ م صدر حكم بتصفية (شركة تراموي) بغداد ـ الكاظمية. إن المحكمة اعتمدت على سبب أنها غير مصادق عليها ، وكأن الحكام لم يكونوا من بغداد ، أو لم يشاهدوا فقضى على هذا المشروع فأماتت هذه المؤسسة ، وكان في الإمكان قلبها إلى شركة كهربائية أو مشروع نقل آخر.

كانت أسست بتشويق من الوالي ، وتأمين الحكومة ، وجعلت كل حصة (٢٥٠) قرشا على أن تكون ٦٠٠٠ حصة فيكون مجموع رأس مالها ٠٠٠ ، ٥٠٠ ، ١ قرش. فكان الأمل قويا في نجاح المشروع (١).

كان هذا من أجل أعمال مدحت باشا وبذلك حصل منه الربح ، وسهّل على الزوّار فكان عملا نافعا .. وعوّد العراقيين على المشاريع النافعة المفيدة. مدّوا السكة لمسافة ٧ كيلو مترات بين بغداد والكاظمية. رتبت شركة أسهم محدودة (آنونيم) ، وكانت تجر بالخيول لا بالبخار أو الكهرباء. فتم إنشاؤها في تلك السنة .. وصارت تشتغل ..

وقامت هذه المؤسسة بكل ما تحويه بمبلغ (١٨) ألف ليرة .. ولم تصرف سهامها جميعها وإنما صرف نحو ألف سهم منها. بلغ ربح المشروع في السنة ١٨% أو ٢٠% فصرف بعضه لأرباب الحصص والبعض الآخر جعل تسديدا للدين في نهاية كل سنة. فبلغت شركة التراموي خمسة آلاف حصة ، فبقيت كذلك (٢) ..

حوادث إيرانية :

حدثت بعض الوقائع والتجاوزات على أراضي (غريبة) وأراضي (بكسايه) من ملحقاتها. وهي من أراضي بني لام. صار يتجاوز عليها أشقياء إيران فأرسل الوالي قوة إلى هناك .. وكان أحد شيوخ بني لام

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٤ في ٢٥ المحرم سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٢) تبصره عبرت ص ٩٤.

٢٧٨

محمد علي التزمها من الحكومة ، ثم امتنع من أداء بدل الالتزام (١) ..

رئيس أركان الفيلق السادس :

جرى نقل حمدي باشا الفريق رئيس أركان الفيلق السادس إلى الفيلق الرابع ، ونصب مكانه الفريق رؤوف باشا (٢).

مراد أفندي متصرف العمارة :

وجهت إليه رتبة اصطبل عامرة. وهذا هو أبو گذيله زوج نائلة خاتون صاحبة المدرسة المعروفة باسمها وذات الأوقاف المهمة (٣).

متصرف البصرة :

إن متصرف البصرة راشد باشا توفي أثناء عودته في الكوت لمرض أصابه. ومن ثم عين مكانه خليل بك نقل من الحلة إلى متصرفية البصرة (٤).

الفريق نافذ باشا :

عين للأركانية في الفيلق السادس ، وصل إلى بغداد. وهذا صار قائدا للأحساء (٥) ..

متصرف بغداد :

شاكر بك حصل على وسام عثماني من الرتبة الرابعة (٦).

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٧ في ١٦ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٢) الزوراء عدد ٤٩ في ٣٠ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٣) الزوراء عدد ٥٣ في ٢١ ربيع الأول سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٤) الزوراء عدد ٦٤ في ١ جمادى الأولى سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٥) الزوراء عدد ٦٣ في ربيع الآخر سنة ١٢٨٧ ه‍.

(٦) الزوراء عدد ٦٥ في ٤ جمادي الأولى سنة ١٢٨٧ ه‍.

٢٧٩

ناصر الدين شاه

في بغداد

ناصر الدين شاه ـ زيارة الأئمة :

صدرت الإرادة الملكية في قبول هذه الزيارة ، وجاءت الأوامر للاهتمام بواجب الضيافة وأن تتخذ له حديقة البلدية ، ويبني له قصر خاص فيها لإقامته. رحبت الحكومة به ، وعدت ذلك دليل الإلفة والصداقة وحسن الجوار (١) ..

اهتمت الدولة ، وقامت بأمر الاحتفاء به ، وجل أملها تأسيس تعاون بين الدولتين في منع ما كان ولا يزال يجري في الحدود من حوادث وأن تتفاهم على مطالبها ، وصادف وروده أيام مدحت باشا ، فكان الوضع ملائما ، وحكمة هذا الوالي جعلته يلهج بهذا الاحتفاء ، وصار يراعي حسن الجوار ، واتخذ هذه الزيارة فرصة لتأمين العلاقات.

ورد بغداد يوم الاثنين ٢٨ شعبان سنة ١٢٨٧ ه‍ ـ ١٨٧٠ م ومدحت باشا عرفت في أيامه حوادث عديدة كان لها مكانها وتستحق الذكر ولعل للجريدة الرسمية في تدوين أعمال الحكومة قيمتها ومنها ما للوالي من يد في التوجيه ، وكذلك من وقائع أيامه ورود ناصر الدين شاه لزيارة العتبات فكان الاهتمام به عظيما ، وأن السلطان عبد العزيز أرسل كمال باشا نائبا عنه في استقباله والترحيب به .. وكمال باشا هذا مدحه الأستاذ محمد فيضي الزهاوي بقصيدة فارسية أثناء ملاقاته قال في أولها :

شكر كز فضل ايزد متعال

يا فتم دولت وصول كمال

__________________

(١) الزوراء عدد ٤٩ في ٣٠ صفر سنة ١٢٨٧ ه‍.

٢٨٠