موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

واستباحة حريمه وماله ... وسنورد في حينه فتاوي كل جانب من المتقابلين أي أنهم استخدموا الدين وسيلة لأغراضهم وسيروا الفقهاء بمقتضى أهوائهم ...

عرش الشاه :

هذا والمظنون أن (عرش الشاه) لا يزال موجودا في استانبول وفي هذه الأيام عرض في المتحف للمشاهدة سواء للأهلين أو غيرهم ... ولم نعثر على نصوص قديمة تؤكد أن للشاه (عرشا) من بقايا تلك الحرب استولت عليه الحكومة ، وقد كتب على بطاقة أن هذا العرش منسوب إلى الشاه إسماعيل وأرى أنه (عرش نادر شاه) والنصوص الواردة في (دوحة الوزراء) تؤيد أنه أهداه نادر شاه إلى السلطان العثماني ، وكان نادر شاه قد غنمه من ملوك الهند ، ومن المقطوع به أنه من معمولات الهند مما يؤكد وجهة نظرنا وقد ذكر وصفه هناك. بقي ببغداد مدة بعد قتلة نادر شاه ... ثم أرسل إلى استانبول.

وفيات

السيد محمد كمونة : (آل كمونة)

في هذه السنة قتل السيد محمد كمونة في واقعة چالديران كما تقدم. واشتهر اسم هذه الأسرة في الأقطار وأخذ يرددها التاريخ فإن السيد محمد رئيس أسرة آل كمونة في وقعة بغداد كان متهما في الميل إلى الشاه فناله من جراء ذلك حبس وإهانة ، من حكومة البايندرية ثم أخرجه أهل بغداد من الحبس عندما رأوا أن حكومتهم ليس لها قدرة الدفاع ، وصد الهاجم ... فكان ما كان مما مر ، والشاه في هذه الحالة أكرمه ، وأعزه ، وأنعم عليه بإنعامات كبيرة ... والأهلون لم تكن فيهم قدرة المقاومة. والملحوظ أنهم رأوا من الحكومة الزائلة ما أضعفهم

٣٦١

وأنهك قواهم ، فلم يروا بدا من التسليم ...

والحالة التي نعرفها في تلك الأيام أن الأهلين يرون الإذعان للحكومة الإسلامية ضروريا فلا يسلون السيف في وجه القوي ، ولا يدافعون كثيرا ولكن أهل السلطة والحكومة يقومون أحيانا وينازعون أغلبيا ... ولم تظهر الحوادث القومية وأمثالها إلا في هذه الأيام فأبدلت تلك بمعاهدات واتفاقات فقللت من الحرص والطمع كثيرا ، ووقفت بالحكومات عند آمالها المحدودة لما رأت من تيارات قوية ...

وإن السيد محمد آل كمونة من حين ورد الشاه أخلص له الود ورافقه في حروبه ، وناصره في السر والعلن ... حتى قتل في واقعة چالديران مع من قتل في سنة ٩٢٠ ه‍ .. وبقي اسم هذه الأسرة معروفا باسمها الأول ، وولي بعض أفرادها النقابة في النجف ... وطرأ على رجالها القوة والضعف شأن غيرها ، وقد رأيت شجرة النسب ، ووثائق عديدة وفرامين وحجج شرعية في مختلف الأزمان تؤكد الاتصال ولا تدع ريبا أو محلا للتشكيك ، فهي أسرة قديمة ، حسينية النجار وإن السيد محمد هو ابن حسين بن ناصر الدين بن علي بن حسين بن أبي جعفر الحسين بن منصور بن أبي الفوارس طراد بن شكر الأسود ، وهذا الأخير مذكور في عمدة الطالب ، وهم بنو كمكمة أولاد شكر الأسود. وجاء ذكر آل كمونة في أحسن التواريخ وفي كلشن خلفاء وكتب عديدة مما لا يسع المقام إيرادها ، وسنتعرض لمن عرف منهم ، واشتهر بعلم أو جاء ذكره في التاريخ ...

ولا تزال هذه الأسرة عامرة لحد الآن وقد أطنب صاحب (ماضي النجف وحاضره) (١) في ذكرها وبين المراجع التي تشير إلى أفرادها ،

__________________

(١) ص ٢٢٢ طبع في النجف.

٣٦٢

ومن كانت له صلة قرابة بها ، ويطول بنا بيان أسماء أفرادهم وتسلسلهم فإنه لا يحتمله هذا المقام ولعلنا نشبع الموضوع أوسع في (بيوتات العراق).

حوادث سنة ٩٢١ ه‍ ـ ١٥١٥ م

في العراق :

في هذه السنة أيضا لم تقع حوادث مهمة وإنما غطت حوادث السنة الماضية على غيرها ، وإيران مشغولة في ترتيبات جديدة للم شعثها ... والمفهوم أنها أبقت الإدارة كما كانت بأيدي قوامها الذين تركتهم فيها.

الموصل والأنحاء المجاورة :

وفي هذه السنة أحب أهل آمد أن يدخلوا في طاعة السلطان سليم فأخرجوا واليهم المنصوب من سلطان العجم وأرسلوا يطلبون أميرا من السلطان ليكون وليا عليهم فنصب بيقلو محمد بيك الآمدي وجعله أمير الأمراء فوصل إلى تلك البلاد وقاتل واليها قره خان فانتصر عليه وقتله ، ثم إن محمد باشا حاصر مدينة ماردين فافتتحها ثم افتتح بلاد الموصل وعانة وحديثة وهيت وسنجار وحصن كيفا وجمشكز والعمادية وحصن سوران وسائر بلاد الأكراد وعامة جزيرة ابن عمر (١) ومن ثم نرى أوائل العلاقة بين العراق والعثمانيين بعد واقعة چالديران وفي هذه الأيام كان العراق في اضطراب وتشوش ... وأن الحكومة التركية أرسلت بيقلو محمد باشا وإدريس البدليسي (٢) نظرا لوقوفه على الأحوال هناك فصادف

__________________

(١) قاموس الأعلام والقرماني ص ٣١٥.

(٢) تكلمنا عليه في حكومة آق قوينلو.

٣٦٣

مشاكل إلا أنه بمغلوبية قرا خان في قوچ حصار دخل أمراء الكرد في طاعة السلطان وكذا صارت كركوك في حوزتهم (١).

حوادث سنة ٩٢٢ ه‍ ـ ١٥١٦ م

الحالة كما كانت :

لا تزال الحالة على ما هي عليه بل كانت أسوأ فإن الإيرانيين لم ينظموا أمورهم ويقرروا إدارتهم بعد حتى عاد السلطان ياوز وتوجه نحوهم فجعلهم في اضطراب إلا أنه مضى إلى قانصوه الغوري سلطان مصر وسورية والحجاز فاستولى على مملكته وذلك لما علمه من مساعدته للصفويين فقتله وأعلن خلافته ...

فقويت آمال السلطان سليم في الأنحاء العربية وما جاورها وتولدت فكرة توحيد الممالك الإسلامية.

حوادث سنة ٩٢٣ ـ ٩٢٥ ه‍

١٥١٧ ـ ١٥١٩ م

الأوضاع السياسية :

مضت هذه السنين والأوضاع السياسية في العراق مرتبكة والحكومة الإيرانية شغلت بحوادثها مع العثمانيين والحكومات الأخرى المجاورة لها في الأنحاء الشرقية.

حوادث سنة ٩٢٦ ه‍ ـ ١٥٢٠ م

وفاة السلطان سليم :

وفي هذه السنة توفي السلطان سليم فكان ذلك أكبر خبر سر به

__________________

(١) أحمد راسم ص ١٩٢.

٣٦٤

الصفويون لنجاتهم من غوائل كبرى وخلاصهم من خطر عظيم .. وقد استولى على أكثر الممالك التي بيد الشاه إسماعيل كما أنه تولدت فيه فكرة الفتوحات في الممالك الشرقية الإسلامية وتوحيدها ... ولم يهم العراق إلا من ناحية الميل إليه والفرح بفتوحه وانتصاراته.

وكل ما يقال عنه أنه قاهر الشاه إسماعيل الذي قتل كثيرين من المسلمين مما دعا أن يقابل في قتل العجم وانتهاك حرمات الكثيرين منهم حتى أنه لم تسلم زوجته من الأسر لما حنق عليه المسلمون وفرحوا بمقابلته بالمثل ... وقد قال صاحب الشذرات عنه «إنه في أيامه ـ أيام السلطان سليم ـ ظهر إسماعيل شاه واستولى على سائر ملوك العجم وملك خراسان وآذربيجان وتبريز وبغداد وعراق العجم وقهر ملوكهم وقتل عساكرهم بحيث قتل ما يزيد على ألف ألف وكان عسكره يسجدون له ويأتمرون بأمره وكان يدعي الربوبية وقتل العلماء وأحرق كتبهم ومصاحفهم ونبش قبور المشائخ من أهل السنة وأخرج عظامهم وأحرقها ، وكان إذا قتل أميرا أباح زوجته وأمواله لشخص آخر فلما بلغ السلطان سليم ذلك تحركت همته لقتاله وعد ذلك من أفضل الجهاد فالتقى معه بقرب تبريز بعسكر جرار وكانت وقعة عظيمة فانهزم جيش شاه إسماعيل واستولى سليم على خيامه وسائر ما فيها وأعطى الرعية الأمان (١) ...» ا ه.

ومثله جاء في كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام وأنه استولى على تبريز وقال :

«أخذ ـ السلطان سليم ـ من أراد منها من الأفاضل المتميزين في الصنائع والفضائل والشعراء الأماثل وساقهم سركنا (جلاء) إلى اصطنبول

__________________

(١) الشذرات ص ١٤٤ ج ٨.

٣٦٥

(استانبول) (١) ... وبوفاته نجوا من أكبر عدو لهم ، ولم يدروا أن سليمان أعظم منه ، وأنه أتم مشروع والده ونهج نهجه.

حوادث سنة ٩٢٧ ه‍ ـ ١٥٢١ م

١ ـ أحمد البغدادي :

هو شهاب الدين أحمد ابن القاضي علاء الدين علي بن البهاء بن عبد الحميد بن إبراهيم البغدادي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي الإمام العلامة. ولد سنة ٨٧٠ ه‍ وأخذ العلم عن أبيه وغيره وانتهت إليه رياسة مذهبه وقصد بالفتوى وانتفع الناس به وفوض إليه نيابة القضاء في الدولة العثمانية ثم ترك ذلك وأقبل على العلم والعبادة توفي بدمشق سنة ٩٢٧ ه‍ (٢).

٢ ـ بدر الدين حسن الفلوجي البغدادي :

هو ابن عيسى بن محمد الفلوجي البغدادي الأصل العالم الحنفي اشتغل قليلا على الزيني بن العيني واعتنى بالشهادة ثم تركها وحصل دنيا واسعة وولي نظر الماردانية والمرشدية ونزل له أخوه شمس الدين عن تدريسها وعدة مدارس ولم تكن فيه أهلية. مات سنة ٩٢٧ ه‍ (٣).

حوادث سنة ٩٣٠ ه‍ ـ ١٥٢٣ م

وفاة الشاه إسماعيل : (ترجمته)

تقدم الكلام على حكومته وما جرى للعراق في أيامه وترجمه كثيرون ... وهذا قام بيد حديدية وحاول أن يقضي على كافة الحكومات

__________________

(١) ص ١٢٧.

(٢) الشذرات ج ٨ ص ١٤٩.

(٣) الشذرات ج ٨ ص ١٥٢.

٣٦٦

الإسلامية بما أبداه من شدة ... وأعاد للناس ذكرى وقائع تيمور وأمثاله والحكومات كانت مضعضعة الجانب ، والأقوام والشعوب منهوكة القوى ، تتربص الصيحة لتقوم على حكوماتها وتمد يدها للقائم الثائر ، ولا يحتاج الأمر إلى الاهتمام الكبير ، ولا إلى تطبيق مناهج مشاهير السفاكين أو مراعاة خططهم في حروبهم. فكان من نتائج هذه المعركة أن خذل ونالته الضربة القوية من يد السلطان سليم العثماني بحيث أضاع رشده ، وصار لا يقوى على مجابهته ، أو مقابلته. وترك معظم الممالك التي حصل عليها ومن خسائره ذيوع أعماله وتدميراته التي نقلها المؤرخون ونددوا به من أجلها ... وبغداد التي سلمت له بالأمس طائعة بلا قيد ولا شرط صارت تضمر السخط عليه لما أصابها من ضيم وتعصب ، وصار يلتجىء رجالها إلى البلاد الأخرى وخاصة إلى بلاد العثمانيين شاكين ضيمهم ، مستصرخين بهم ، راجين النصرة على أيديهم ...

قال في كتاب (الأعلام بأعلام بيت الله الحرام) :

«قتل خلقا لا يحصون ... وقتل عدة من أعاظم العلماء بحيث لم يبق أحدا من أهل العلم في بلاد العجم إلا وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم ... وكلما مرّ بقبور المشايخ نبشها وأخرج عظامهم وأحرقها ، وإذا قتل أميرا أباح زوجته وأمواله لشخص آخر ...» ا ه (١).

وعلى كل لا يفسر قيامه بعمل معقول وقد ذكر له هذا التعصب رئيس وزراء إيران سابقا ذكاء الملك محمد علي فروغي في كتابه تاريخ إيران (٢) ... ولم ينظر إلى أن المسلم أخو المسلم ، ويجب أن تكون

__________________

(١) ص ١٢٦ تأليف قطب الدين الحنفي طبع بالمطبعة العامرة بمصر سنة ١٣٠٣ ه‍.

(٢) بيوك إيران تاريخي المترجم إلى التركية ص ٥٤.

٣٦٧

العقيدة حرة. فنرى المؤرخين ينقلون القسوة والحيف إلا بعض كتاب العجم من صنائعه ... بل نجد بين مؤرخي الإيرانيين من يندد بسياسته ويعدها خرقاء ... أوردنا فيما سبق من النصوص ما ينبىء بغروره قبل كسرته ، وبذلته بعدها وانهزامه من وجه العثمانيين ، ولم يجسر أن يأخذ بحيفه بل قامت عليه مملكته وصار يركن دائما إلى الانحراف عن وجه عدوه ... وهكذا فعل أخلافه من بعده ... ولا نطيل في تاريخ حياة الشاه إسماعيل وغاية ما نعلم عنه أنه صوفي الأصل ، نشأ نشأة تركية وله ديوان في التركية ومخلصه في أغلب قصائده (خطائي) وفي كشف الظنون ذكر ديوان خطائي وهو ديوانه ...

وما قام به العثمانيون من معاملته كان مبناه المقابلة بالمثل وهذا أيضا لا مبرر له ، وفيه غفلة عن قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) وقبيل وفاته انتزعت العراق منه فاستقل بها بعض أمرائه للاعتقاد بأن حكومته سائرة للزوال ... والإيرانيون يجدون أنه الوحيد الذي جعل كيانا خاصا لإيران ، وقوى آدابها ... والحق أنه سعى سعيا بليغا لاستقلال إيران.

حكومة ذي الفقار

لم يستمر حكم الصفويين في العراق وقد ثار عليهم ثائر قضى على حكومتهم هنا .. وهذا أيضا لم تلبث حكومته إلا قليلا فماتت. وذلك أنه في هذه الأيام دارت الدائرة على الحكومة الصفوية ... فكانت تستمد من أمرائها في الأطراف وتطلب المعونة منهم بإلحاح لتوقيف الاضطرابات المتوالية ، أو الثورات الناشبة عليهم ...

ومن أهم الوقائع حادثة ذي الفقار الثائر على حكومة الصفوية وذلك أن أمراء قبيلة موصلو وهم أمير خان وأخوه إبراهيم خان كان لهما ابن أخ هو ذو الفقار بن نخود سلطان. وكان هذا حاد المزاج ، حار الطبع إلا أنه مشتهر بالسخاء والشجاعة فمالت إليه القلوب وأحبته. وقد

٣٦٨

أعانه بسبب هذا الحب والميل أكراد كلهر (١) فافتتح أكثر بلادهم وصار الكل ينقادون له ولا يقصرون في نصرته!

وإن عمه إبراهيم خان والي بغداد ترك أخاه أمير خان وأولاده وأنسباءه وأعوانه في بغداد وذهب هو إلى الشاه بنحو خمسة آلاف من رجاله ... والحاجة إلى مثله كانت شديدة جدا. ولما وصل إلى (ما هي دشت) أغار علاليه ذو الفقار خان بثلثمائة فارس تقريبا وهاجمه بمن معه على غرة فأورده حتفه كما أن أتباعه انقادوا إلى ذي الفقار. وبذلك نال قصده ، وخسر الشاه هذه القوة.

وعلى هذا توجه نحو بغداد وضرب خيامه في أطرافها ، فأقام بضعة أيام ثم عقد مصالحة فدخلها بتسليمها القياد له. فقضى على حاكمها وهو عمه أمير خان وعلى أولاده فاستقل بها ...

وكان فارسا مقداما كريما جوادا لا يدانيه أحد ، نال شهرة ذائعة وأحبه أكثر الناس وأذعن الكل له بالطاعة فشاع صيته وعلت مكانته في القاصي والداني فبسط بساط العدل والرأفة.

ومع هذا كله كان يشعر بضعف ويخشى صولة العجم عليه وهو في أوائل تأسيس الملك فأراد أن يركن إلى قوة تكفيه الغوائل وعون يعتمده من الطوارق فأول ما قام به أن حبب نفسه للأهلين من جهة تأمين العدل وإبداء اللطف والمكارم فعلقت به القلوب ، ومن أخرى ضرب النقود باسم السلطان سليمان القانوني وقرأ الخطبة له وشايعه وأبدى أنه من أتباعه وأرسل إليه سفيرا يعرض له ذلك دون أن يحصل أي نزاع يقتضي ذلك.

__________________

(١) هؤلاء لا يزالون في شمال لورستان ، مجاورون لهم وهم طوائف عظيمة وكبرى لا يقلون عن اللر كثرة ويعدون فرعا من فروع الكرد الأصلية.

٣٦٩

ولما طرق ذلك سمع الشاه طهماسب حرّق عليه الأرم وغضب غضبا شديدا وهاجت نخوته ... فتقدم بجيش عظيم سنة ٩٣٦ ه‍ في تموزها فهاجم بغداد في مدة يسيرة خوفا من أن يصل إليه المدد من السلطان سليمان فعاجل في الأمر بقصد استخلاصها من ذي الفقار ...

قاومه ذو الفقار أشد المقاومة وأظهر من البسالة أكثر مما هو مشهور عنه فصرف كل مجهوداته للنضال وتمكن من صدّ الهجومات وقارع مقارعات عظيمة خارج البلد ولكن السيد محمد كمونة (١) كان يثبط العزائم ويخذل وكاد الشاه يرجع بالخيبة ، فلم يطق الحرب في أيام الحر ... لو لا أن الشاه أطمع إخوة ذي الفقار علي بك وأحمد بك مع آخرين نحو ١٧ فعزموا على قتل ذي الفقار وصاروا يترقبون الفرص للوقيعة به ...

ففي بعض الأيام رجع ذو الفقار إلى داره منهوك القوى بقصد أن يستريح فرمى سلاحه وعدته وأراد أن ينام للراحة من العناء وحينئذ هاجمه أخوه علي بك على حين غرة ومعه ثلة فبادروه بالضربات. ولما حاول مقابلتهم فاجأه أخوه الآخر أحمد بك فأخذ بتلابيبه فقضى عليه ...

صار لهذه الوقعة رنة سرور وفرح للشاه طهماسب إذ كان الحر اضجره ودعاه أن يرجع لو لا هذا الحادث الذي نال به بغيته من أسهل طريق وأكرم ذينك الأخوين على فعلتهما ومنح منشور الولاية (حكومة بغداد) إلى محمد خان تكلوا آل شرف الدين وبرات كركوك إلى صوفيي كلهر ، ولواء بندنيج إلى غازي خان ولواء الحلة إلى سيد بك ، ولواء واسط والجوازر إلى قانصوه بك ، ولواء الرماحية إلى صالح سلطان وصدرت البروات بذلك طبق مراسيمها.

__________________

(١) الظاهر ابن السيد محمد كمونة لأنه مر بنا أنه قتل في وقعة جالديران ...

٣٧٠

وحينئذ وبعد أن تم للشاه الأمر ذهب إلى قزوين ورحل عن بغداد.

وبذلك عاد العجم الكرة على العراق فصارت تحت حكمهم ...

وعلى كل حال إن هذا يعتبر ثائرا عليهم ومن أمرائهم ولا يعد مالكا حقيقيا للعراق مهما تعلق العراقيون به ، وقد حاول فصل سلطة الإيرانيين عنه وأن يتمكن من الاستقلال بإقناع العثمانيين بالخطبة والسكة وأمثالهما فلم يفلح.

ثم أنه لم تطل مدة حكم الإيرانيين على هذا القطر وإنما تعد ببضع سنوات لا تتجاوز الخمس ... أي أنها امتدت إلى سنة ٩٤١ ه‍.

وهذا الوالي (حاكم بغداد) هو الذي انتزعت بغداد منه على يد السلطان سليمان خان القانوني ولا يمكن أن يقال عن هذه السنين إلا أيام حروب وأوقات جدال فلا تنتظر إدارة منتظمة وحكومة مدنية معتبرة ... فالكل مخرب يحاول النصرة على عدوه ، والمسألة بين الحكومتين.

والحاصل أن ذا الفقار ولي بغداد بعد عمه إبراهيم خان موصلو الذي هو آخر ولاة العجم ، وبعد أن انقضى تغلبه خلفه (محمد خان تكلو) (١) ... وهذا دامت ولايته في بغداد إلى أن جاء السلطان سليمان القانوني ... ولا أمل أن نجد وقائع مطردة ، وحوادث مرتبة عن مدة مثل هذه والصحيح لم نعثر على مؤرخ عراقي يميط اللثام عما جرى في هذه الأيام من الوقائع على وجه التفصيل.

بصري شطرنجي :

في تاريخ دمشق عن ابن المقار أنه في سنة ٩٣٦ ه‍ وصل إلى

__________________

(١) راجع سليمان نامه وأوليا چلبي وكلشن خلفا.

٣٧١

دمشق حماد البصري الأعمى ونزل بالبادرائية وكان بارعا (يلعب الشطرنج) فتقدم إليه أكابر دمشق ومصر والحجاز ولعبوا معه بعد أن ربطوا عينيه ربطا محكما فغلبهم وذكروا أنه يمكن أن يلعب مع خمسة أنفس على خمس رقع انتهى (١) وفي هذا ما يشير إلى أن العراق لم يخل في عصر عن رجال لهم شهرتهم وبعد صيتهم في مختلف المواهب إلا أن الوقائع المؤلمة أنست تثبيت أعمالهم والقوة غالبة عليهم والأطماع شديدة في الاستيلاء ...

لم نسمع بعدها عن العراق شيئا من الوقائع إلى أن انتهى أمد حكومة العجم الصفوية عام ٩٤١ ه‍.

ولاة بغداد :

١ ـ خليفة الخلفاء أبو منصور المعروف بخادم بك المتوفى سنة ٩٢٠ ه‍.

٢ ـ إبراهيم خان وكان واليا على بغداد فقتله ابن أخيه ذو الفقار.

٣ ـ ذو الفقار. (ثائر).

٤ ـ تكلو محمد خان. وهذا انتزعت منه حكومة بغداد سنة ٩٤١ ه‍ افتتحها السلطان سليمان القانوني وبعدها انقطع حكم إيران نحو مائة سنة عن العراق ... وكانت هذه الحكومة تركمانية في إدارتها وغالب أمرائهم منهم ، اشتغلت بحروب كبيرة ، وهي في دور التأسيس ، وأصابتها صدمات قوية ... وعلى رأسها الشاه طهماسب وفي هذه الحالة دام حكمها إلى هذه الأيام وما بعدها.

__________________

(١) من مقال للأستاذ عيسى إسكندر معلوف.

٣٧٢

فتح بغداد :

كان من نتائج سوء الإدارة ، وقلة التدبير أن نفرت ممالك كثيرة من الحكومة الصفوية ، استنصر بعضهم العثمانيين ، ومن بغداد ذهب آخرون إلى استانبول يشكون الحالة .. والآن نورد فتح بغداد مجملا على أن نعود للتفصيل ، ونبين الأوضاع السياسية والحربية ، ففي جامع الدول عزم السلطان سليمان على استخلاص بغداد ... وادعى سبق اليد ، وأمر رئيس العسكر نظام الملك إبراهيم باش أن يشتي في حلب ، فإذا ذهبت شدة الشتاء سار هو أيضا في جيوش كثيرة واجتمع به في حلب ، فامتثل الأمر ... وفي ١٠ جمادى الآخرة سنة ٩٤٠ ه‍ وصل حلب .. وإن الشاه أخذ العدة ، وتأهب للطوارىء .. ثم توجه السلطان وقطع مراحل في طريقه إلى العراق .. فوصل بغداد ، ودخلها في ٢٤ جمادى الأولى سنة ٩٤١ ه‍ وكان النائب بها من قبل الشاه تكلو محمد خان ، فلما سمع بوصول العسكر إلى حدود العراق بعث إلى السلطان يقدم له الطاعة ، ثم أخذ أمواله وعياله وهرب ، فدخل العسكر بغداد .. ثم عاد في ١٨ ذي الحجة ومثله في الجنابي. وفي منشآت فريدون (١) ، ومطراقي (بيان منزل العراقين) (٢) ، وسليمان نامه تعداد للمنازل التي قطعها السلطان بجيشه كما أن التفصيلات عن مدة إقامته ببغداد ، وأعماله فيها مما يتعلق بالجزء التالي ، فلا نتعرض لها الآن ونكتفي بهذه الإشارة لضيق المجال.

القبائل التركية والتركمانية

كان الترك في العراق قبل المغول بكثير ، دامت علاقتهم ، إلا أنهم

__________________

(١) في منشآت فريدون ج ٢ ص ١٦ وصل السلطان بغداد في ٢١ جمادى الأولى سنة ٩٤١ ه‍ وفي الجنابي في ٢١ منه.

(٢) مصور ، يحكي حركة السلطان ، ويعين منازل سفره وهو مهم جدا يأتي الكلام عليه.

٣٧٣

عاشوا فيه في كل أحوالهم في قلة حتى في أيام تسلطهم ، وفي أيام المغول تكاثر عددهم نوعا ، ومال إلى العراق أقوام وقبائل عديدة منهم بالوجه المشروح ، وبمرور الأيام ذابوا في المدن ، أو صاروا إلى مواطن القوة ، وبعضهم لا يزالون بصورة قبائلية ضئيلة ، أو سكنوا قرى خاصة بهم أو مختلطة بغيرهم ، ومنهم من كانت لهم مكانة ، أو عاشوا مجتمعا ، أو عرفت لهم وقائع في التاريخ :

١ ـ البيات :

وهؤلاء من أقدم القبائل التركمانية ، ولهم كيان خاص ، وهم مجموعة لا يستهان بها ، يقطنون لواء كركوك ، وكانوا في لواء وسط ، والآن مال قسم كبير منهم إلى المدن ، وصاروا في قلة واختلطت بهم عشائر عربية ، وهذه أشهر فروعهم :

١ ـ البسطملية. رئيسهم وهب بن محمد أبو زيد ، وكاظم بن حبيب. وهؤلاء ترك وأفخاذهم :

(١) ـ المحمودية.

(٢) ـ عز الدينية.

(٣) ـ الليبالي.

٢ ـ پير أحمد. رئيسهم محمد الفرحان ، ومحمد بن حمد البكعة. وهم من الأمراء ، مختلطون تركا وعربا وأفخاذهم :

(١) ـ البو علي الناصر.

(٢) ـ البو خالد.

٣ ـ كله وند. رئيسهم حسن المحمد وعسكر بن بيات. والظاهر أنهم فيهم كرد.

٣٧٤

٤ ـ رويزات. رئيسهم حمد بن حمادي. وهم عرب وترك.

٥ ـ إسماعيل بكلية. رئيسهم فارس بك ابن الحاج محمد بك هو رئيس عموم البيات ويزاحمهم البو حسين ويدعون أنهم من طيىء. وهم عرب وترك :

(١) ـ البو عبو.

(٢) ـ البو نجم.

(٣) ـ البو حسين.

(٤) ـ البو حسن. رئيسهم حسين بن حميد القدو.

٦ ـ قره ناز. رئيسهم علي بك ابن هادي بك ، ترك.

٧ ـ براوجليه. رئيسهم رضا بن موسى ، وسداح بن رضا.

٨ ـ حسن درلية. رئيسهم حسن بن قايه.

٩ ـ الأمرليه. رئيسهم جاسم بن محمود. ونخوتهم (إخوة شاطرة) ويدعون أن أصلهم من (آل مري) ، مالوا من واقعة آل مري. ويتكلمون التركية والعربية وفروعهم

(١) ـ عابشلية.

(٢) ـ كرملية.

(٣) ـ باكرليه.

(٤) ـ زربرليه.

(٥) ـ قلابليه.

١٠ ـ مراد ليه. رئيسهم محمد بن نجم.

١١ ـ دلالوه. رئيسهم محمد الحسون وعزيز بن علي خان.

٣٧٥

١٢ ـ البو ولي. رئيسهم طعان بك ابن حبش بك.

١٣ ـ قوشجية. رئيسهم حميد أغا. وآل كنه في بغداد منهم.

(١) ـ الياسات.

(٢) ـ اليلانجية.

(٣) ـ الشوخورتلية. رئيسهم رضا بن يوسف. عرب وترك.

(٤) ـ البو صبحة.

(٥) ـ زنكولية.

١٤ ـ ينكيجة. رئيسهم حميد بن صمد ، وعلي كهيه بن أيوب. وهؤلاء مختلطون ترك وكرد (داوده). وسموا باسم المكان.

وهؤلاء ابيات ورد ذكرهم في (ديوان لغات الترك) من فروع أوغز. وبين سمة دوابهم ، وفي اللهجة العثمانية لأحمد وفيق باشا أيضا. وهي منتشرة في العراق وخارجه ، ولا يخلو تاريخ تقريبا من التعرض لهم كما أنه جاء عنهم في تاج العروس. وفي أوليا جلبي تعيين لمواطنهم الحالية. ومنهم فضولي الشاعر البغدادي المعروف وفي بستان السياحة بيان لهذه القبيلة في صحيفة ١٧٩ وما جاء في عنوان المجد من أنهم وردوا العراق أيام السلطان مراد فغير صحيح. فهم من أقدم القبائل التركمانية ، قطنوا العراق قبل المغول ، وكانت مواطنهم في المقاطعة المعروفة ب (بيات ودليران) التابعة لواسط قديما.

وفي (فارسنامه) إيضاح عن علاقتهم ب (الخلج ، والزنكنة ، وموصلو) وأقوام كثيرة (١). كما أن صاحب جهانما أورد مكان لوائهم وأنه قرب جنكوله وهو في لواء واسط قديما ...

__________________

(١) فارسنامة ص ٣١٣ وما يليها.

٣٧٦

واليوم هم مزيج كما أن لغتهم كذلك. وفي الوقائع التاريخية نتعرض لما يرد ذكره.

٢ ـ قراولوسي :

وهؤلاء قرا أولوس. من قبائل المغول. عاشت قرب مندلي (بندنيجين) ، فنسيت لغتها ، وعادت الآن لا تعرف أنها تركية. ومن فروعها (قايتول) ، (كجيني) ، (ونفطجي) وأفخاذ أخرى سنتعرض لها في (عشائر العراق) عند الكلام على العشائر الكردية.

٣ ـ الخلج : (الخلجية):

جاءت بلفظ كلجية (١) وفي جهانكشاي جويني بلفظ (خلجان) وخلج ، وهناك يظن أنهم قبيلة من الأتراك فلم يقطع في أصلهم. والنصوص العربية تعين أنهم من العرب كما في لسان العرب وتاج العروس. وجاء في صحائف الأخبار لمنجم باشي ما يؤيد ذلك ، اختلطوا بالتتار ، وفي قاموس الأعلام ودائرة المعارف الإسلامية ما يعين أنهم نالوا الحكم ، وتكون منهم سلاطين في أنحاء الهند بعد أن عاشوا مع الغورية ، وعدهم المؤرخ التركي الشهير نجيب عاصم في كتابه تاريخ الترك شعبة من الغورية وبين أن (قال آج ، وخولج ، وقلج) من أصل واحد وندد بقول منجم باشي (٢). وفي الحلة من الوية بغداد محلة تسمى (كلج) كان يسكنها هؤلاء فسميت باسمهم. والآن لا يعرف لهم وجود في العراق ، أو اختلطوا فلم يعد يعرف لهم كيان خاص.

__________________

(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج ١ والحوادث الجامعة ص ٤٦٥ وص ٤٦٦.

(٢) صحائف الأخبار ج ٢ ص ٦٠٥ ، قاموس الأعلام ص ٤١٤٧.

٣٧٧

٤ ـ صارلية : (سارلو)

وهؤلاء اضطربت الأقوال فيهم ، وهم تركمان. وجاء ذكرهم في دائرة المعارف الإسلامية باعتبار أن ذلك عقيدة. وقيل أصلها (صارت لي الجنة). وهذا غير صحيح قطعا لأن أصلها (سارلو) (بالسين) قبيلة تركمانية كان لها موقع خاص وذكرت في كتب التاريخ. والآن تعد فرقة من الكاكائية كأنها نحلة من نحلهم ، وطريق اشتقاقها المذكور أعلاه غريب. فلا علاقة لأصل اسمها بماهية نحلتها وتلفظ (صاره لو).

والآن تحتوي على عدة قرى تركمانية بين الموصل وأربيل على الجانب الأيمن والأيسر من الزاب الأعلى تابعة ناحية الكوير من لواء إربل وفي مواطن أخرى وهذه أشهر قراهم :

١ ـ دربند سارلو (صاره لو).

٢ ـ وردك.

٣ ـ تل اللبن.

٤ ـ قرقشة.

٥ ـ صفية.

٦ ـ مطراد سارلو (صاره لو).

٧ ـ فتحاوة.

٨ ـ كلك ياسين آغا.

٩ ـ زنكل.

١٠ ـ توله بند.

١١ ـ كنزكان.

١٢ ـ تل الحميد.

٣٧٨

١٣ ـ كبرلو.

١٤ ـ خرابه سلطان.

١٥ ـ زاره خاتون.

وقد جاء ذكر قبائل وفروع تنطوي ضمن المذكورين ، أو مر القول عنهم.

الحكومات والإمارات المجاورة

وهذه كثيرة لا يسع المقام ذكرها ، والمهم ما له علاقة بالعراق. وقد مضى بيان جملة منها وأشهرها :

١ ـ الدولة الغادرية :

إمارة استولت على مرعش وما والاها ودام حكمها إلى ما بعد علاء الدولة ، قضت عليها الدولة العثمانية ، وأول من عرف منهم ذو القدر زين الدين قراجة ابن ذي الغادر (دلغادر) ، وتوالوا إلى أيام علاء الدولة بن سليمان. وهذا قتل كما تقدم ، فخلفه علي بيك بن شاهسوار بن علاء الدولة. وفي سنة ٩٢٨ ه‍ قضى العثمانيون عليه وعلى ابنه سارو أرسلان واستولوا على مملكتهم (١).

٢ ـ القرمانية :

تكونت في أوائل القرن الثامن ، وأول أمرائهم قرمان بن نور صوفي ، وآخرهم أحمد بيك بن إبراهيم. وهذا انقرضت حكومته على يد العثمانين سنة ٨٧١ ه‍. وأوضح أصلها (تاريخ القرمان) ذكره في جامع الدول قال «ظفرت بتاريخ تركي غليظ التعبير في أحوال القرمانية لشخص

__________________

(١) قاموس الأعلام والقرماني.

٣٧٩

يقال له (شكاري) ، ترجمه من منظومة فارسية على أسلوب الشهنامة نظمها (دهاني) في أحوال سلاجقة الروم ، ثم ذيلها (أرحاني) في أحوال القرمانية ، فترجمها (شكاري) (١) هذا إلى التركية نثرا فقال فيه أن أصل (القرمانية) من طائفة (الغز) ، ثم قيل لهم (أغوز) ، انتقلت منهم نحو عشرة آلاف بيت إلى الروم من أذربيجان وشروان لما أن تسلط عليهم التاتار ، والتجأوا إلى سلطان الوقت من السلاجقة ، وصاروا رعية لهم ، فأسكنهم السلطان في ثغور بلاد الروم فاختلطوا بالتركمان ...

٣ ـ آل المشعشع :

مر الكلام عليهم. والمولى محسن توفي أيام الشاه إسماعيل فخلفه ولداه أيوب وعلي فقتلهما الشاه سنة ٩١٤ ه‍ ، واستناب أحد أمرائه. ولما عاد ولوا عليهم فلاحا ابن المولى محسن ، فأظهر الطاعة للشاه وقبل الالتزام وأداء المال للشاه ، وبعد وفاته خلفه ابنه بدران ، ثم قام ابنه سجاد. وهذا أطاع الشاه وبذل المال المقطوع. وفي جهان آرا للغفاري انتهى بحوادثهم إلى سنة ٩٧٣ ه‍.

٤ ـ حكومة مصر :

وهذه كانت حوادثها متعلقة بحكومات العراق ، وذات اتصال بها. ويتلو ما سبق ذكره :

١ ـ الملك المؤيد شيخ (٨١٥ ه‍ ـ ٨٢٤ ه‍).

٢ ـ الملك المظفر أحمد (٨٢٤ ه‍ ـ ٨٢٤ ه‍).

٣ ـ الملك الظاهر ططر (٨٢٤ ه‍ ـ ٨٢٤ ه‍).

__________________

(١) منه نسخة خطية في استانبول. راجع أيلك متصوفلر للأستاذ الجليل محمد فؤاد الكوبريلي.

٣٨٠