موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

وعدة وظائف ... نزل في زاوية التقي رجب العجمي تحت قلعة الجبل ، فلم يلبث أن مات في رابع صفر من هذه السنة ، فأسف السلطان عليه ولم يقطع صاحب الضوء في قرباه لحميد الدين محمد ابن تاج الدين القاضي (١) ...

حوادث سنة ٨٥١ ه‍ ـ ١٤٤٧ م

ولاية محمدي ميرزا :

تبتدىء من حين دخل جهانشاه بغداد ، واستولى عليها ... وهذا كان لا يستطيع إدارة شؤون المملكة العراقية لصغره ، فكان الحاكم في الحقيقة الأمير عبد الله فمكث معه لمدة سنتين ونصف ، ولم يكن لمحمدي ميرزا غير الاسم ، وكانت الإدارة بيد الأمير المذكور ...

وفي أيامه عاش الناس براحة ورفاه ، وفي أطيب حال ...

ولاية الموصل :

فوض جهان شاه الموصل إلى ألوند بن الأمير اسكندر ، ورحل عن بغداد متوجها إلى تبريز لما عناه من أمرها بسبب وفاة شاه رخ ... وبعد مدة أرسل الأمير جهان شاه إلى ألوند ميرزا يطلبه إلى تبريز ، فلم يقبل أن يذهب إليه ، وعصى ... خرج من الموصل ومر بقلعة فولاذ ، وكان بها پير قلي من قراقوينلو ، فانتزعها منه ، ومكث هناك يقطع الطرق ... وبعد مضي ستة أشهر خرج ألوند من قلعة فولاذ ومضى يريد الاتصال بالمشعشع (٢) ...

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٦ ص ١٣٦.

(٢) الغياثي ص ٣٠٩ و ٣١٠.

١٤١

حوادث سنة ٨٥٢ ه‍ ـ ١٤٤٨ م

ولاية الأمير بير بوداق :

وهذا ابن جهان شاه ، فقد عزل ولده محمدي ميرزا ، وولى ابنه پير بوداق هذا فدخل بغداد نهار السبت ١١ شهر رمضان سنة ٨٥٢ ه‍ (١) ...

حوادث سنة ٨٥٣ ه‍ ـ ١٤٤٩ م

ألوند ـ المشعشع :

إن ألوند في أوائل هذه السنة وبعد مضي ستة أشهر من بقائه في قلعة فولاذ خرج من هناك سائرا إلى المشعشع بقصد الاتصال به فأرسل پير بوداق إليه عسكرا ليحول دون ذلك فلم يظفر به ويضم ألوند إلى المشعشع ومن ثم صارت تنتظر الفرص للوقيعة بالعراق (٢) ...

حوادث سنة ٨٥٤ ه‍ ـ ١٤٥٠ م

پير بوداق ـ تبريز :

كان قد مكث پير بوداق في بغداد ولم يتم السنتين وفي هذه الأيام كان والده جهان شاه قد سار إلى أطراف الكرج وبعد عن تبريز فكانت خالية من حاكم فأرسلت إليه أمه تنذره بالخطر على تبريز وتحذره أن يطمع فيها آق قوينلو وطلبت منه أن يتداركها قبل أن يفرط الأمر. وعلى هذا ذهب إلى تبريز وأقام بها مدة غياب أبيه. وهناك صادر بعض الناس. فلما عاد إليها أبوه اجتمع به وطلب الإذن بالرجوع إلى بغداد فرجع وكان قد بقي فيها أقل من سنة ...

__________________

(١) الغياثي.

(٢) الغياثي ص ٣١٠.

١٤٢

حوادث سنة ٨٥٥ ه‍ ـ ١٤٥١ م

تستر ـ العراق :

كانت حالة إيران مضطربة كما مر. وزاد في الطين بلة وفاة السلطان محمد بن بايسنقر في ١٥ ذي الحجة من هذه السنة ، كان قد قتله أخوه بابر أثناء الحرب معه ودخلت الممالك التي تحت إدارته في حكم بابر. وحينئذ راسل علي ماماش (١) من تستر كلّا من ألوند وپير بوداق يدعوهما إلى استلام البلدة وكان واليا بها من قبل السلطان محمد. فأرسل پير بوداق سيدي علي إلى تستر فوصل إليها ودخلها قبل وصول ألوند. فلما جاءها ألوند رأى أن الأمر قد فاته فتوجه إلى الجغتاي ... وتقررت تستر لسيدي علي ومن ثم مضى علي ماماش إلى پير بوداق في بغداد ...

حوادث سنة ٨٥٦ ه‍ ـ ١٤٥٤ م

اكتساح فارس وعراق العجم :

لما أن جاء علي ماماش إلى بغداد واتصل بالوالي پير بوداق أبدى له أن البلاد خالية وليس فيها أحد فلو توجهت إليها لأخذتها بسهولة. فعندها عزم پير بوداق إلى عراق العجم وفارس. فكان خروجه من بغداد نهار الأحد ٤ ربيع الأول من هذه السنة ، وأناب عنه في بغداد أمير سيدي محمود ليقوم مقامه في إدارة شؤون المملكة ، فسار پير بوداق بعساكره ومعه علي ماماش فحاصر بلدة قم ، فأخذها في غرة جمادى الآخرة ، ثم استولى على جربادقان في ٨ رجب ، ثم افتتح أصفهان في ٢٠ رجب ، فاستقبله أكابرها فجمعهم وأرسلهم إلى بغداد ، وبعدها أخذ

__________________

(١) إن الترك لا يزالون يسمون بهذه التسمية فيقولون ممش بالتخفيف.

١٤٣

كاشان ثم توجه إلى شيراز وكان بها من الجغتاي الأمير سنجر فهرب ودخل پير بوداق شيراز يوم الجمعة ١٤ رمضان هذه السنة.

وفي الوقت نفسه كان الأمير جهان شاه قد اغتنم الفرصة ولم يدع الحالة على انحلالها بل مضى في سبيل الفتح مما لا يسع المقام تفصيله ، فكانوا في حركاتهم العسكرية على وفاق ومناصرة ...

وفاة مؤرخ (ابن أبي عذيبة):

وهو أحمد بن محمد بن عمر الشهاب المقدسي الشافعي ، ويعرف بابن أبي عذيبة ولد سنة ٨١٩ ه‍ ببيت المقدس ، ونشأ به ، جاءت ترجمته في الضوء اللامع ، ونقل عنه كثيرا خلال المباحث ، وكان أخذ في مصر عن المحب بن نصر الله البغدادي وغيره وتاريخه هو (تاريخ دول الأعيان شرح قصيدة نظم الجمان) قال السخاوي :

«ولع بالتاريخ ، وجمع من ذلك جملة ، لكنه تتبع مساوي الناس ، فتفرق لذلك بعده ولم يظفر مما كتبه بطائل مع ما فيه من الفوائد ، وإن كان ليس بالمتقن ، مات ليلة الجمعة ١٤ ربيع الآخر سنة ٨٥٦ ه‍ ...» ا ه (١).

والتاريخ لا يقف عند ذكر المحامد ، فالمؤرخ لم يكن مداحا ، وإنما دون ما وقع فلا يوجه عليه لوم فيما دونه صحيحا ... وقد تعينت نسخه الموجودة ، وهنا أضيف أن كتاب (إنسان العيون في مشاهير سادس القرون) المخطوط الموجود بهذا الاسم في مكتبة المرحوم أحمد باشا تيمور هو جلد من (تاريخ ابن أبي عذبية) وقد قابلته فتبين أنه عينه ، فاقتضى التنبيه إذ لم يبق ريب في صحة ذلك ...

__________________

(١) الضوء اللامع ج ١ ص ١٦٢.

١٤٤

وعرف ابن أبي عذيبة بأستاذه محمد بن أحمد بن حاجي المذكور في الضوء اللامع (ج ٦ ص ٣٠١).

ولما كان هذا التاريخ من مراجع كتابنا تعرضنا هنا للإشارة إلى ترجمة مؤلفه باختصار (١) ...

حوادث سنة ٨٥٧ ه‍ ـ ١٤٥٤ م

المولى علي المشعشع ـ واسط والنجف والحلة :

كان قد عاد المشعشع إلى أنحاء البصرة إثر رجوع الأمير أسپان إلى بغداد وفي السنة الماضية ذهب الوالي پير بوداق إلى إيران نظرا للاضطراب الحاصل ، والفتن القائمة بين أولاد شاه رخ بن تيمور ، فخلت بغداد من الجيوش الكافية للمحافظة. مما دعا المولى عليا ابن السيد محمد المشعشع أن يتحرك نحو واسط فحاصرها ، وقطع نخيلها ، وضاق الأمر بالأهلين لما أصابهم من الجوع فمات أكثرهم .. لحد أن أهل واسط اتفقوا مع أميرهم (الأمير قيدي) (٢) المنصوب حاكما من قبل پير بوداق على واسط ، فذهبوا إلى البصرة ، وخربوا المدينة ، ثم تركوها ...

ومن ثم استولى عليها المولى علي ، ونصب بها حاكما من جهته يقال له (دراج).

وقد ذكر صاحب مجموعة الأنوار ، ولب التواريخ أن هذه الواقعة كانت سنة ٨٥٨ ه‍ وليس بصحيح وذلك أنه جاء في الغياثي أن مير علي كيوان خرج بالحجاج يوم السبت غرة ذي القعدة لسنة ٨٥٧ ه‍ فخرج عليهم المولى علي المشعشع ونهب أموالهم ودوابهم وجمالهم ، وأخذ

__________________

(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج ١.

(٢) كذا جاء في المخطوطة ، وفي مجالس المؤمنين للقاضي نور الله (أمير أفندي) والظاهر أنه الصحيح.

١٤٥

المحمل والآية المذهبة ، وقماش المحمل ، ونجا أناس قلائل كانوا قد دخلوا المشهد ، وحاصروا السادة في حطيم المشهد ، فأرسلوا يتضرعون إليه فطلب منهم القناديل والسيوف.

وكانت خزانة الحضرة منذ سبعمائة سنة تجمع فيها جميع سيوف الصحابة والسلاطين فكلما مات سلطان أو خليفة بالعراق يحمل سيفه إليها ، فأرسلوا إليه مائة وخمسين سيفا واثني عشر قنديلا ستة منها ذهبا ، وستة فضة ، فأرسلوا من بغداد عسكرا لمحاربته يقدمهم دوه بيك ، وانضم إليه بسطام حاكم الحلة بأجواد عسكر بغداد.

فلما وصلوا إليه كانوا بالنسبة لعسكره قليلين .. فالتقى الجمعان وهاجمهم فلم ينج منهم سوى دوه بيك ، فإنه لما أحاطوا به قبض على الفرس فقام بعض رجاله ، وضرب بالسيف أرجل فرسه يريد أن يعرقبه فلم يقطع السيف ، وفر الفرس من حر الضرب هاربا ، فلما كسر العسكر وقتلهم توجه إلى الحلة ، فانكسر أهل الحلة وتوجه بسطام شحنة الحلة وجميع أهل الحلة إلى بغداد ، فمن كان قدر على الحصول على مركب ركب والباقون مضوا رجالة وبينهم أطفال ونساء وقد هلك منهم خلق كثير من جراء التزاحم على العبور من شط الحلة ، ومنهم من مات في الطريق من التعب والجوع والعطش ، فقد خرجوا بغير زاد ، ولكن الفصل (الموسم) كان باردا فلم يضر بالكل ... وبتاريخ خامس الشهر دخل السلطان علي الحلة ونقل أموالها وأموال المشهدين إلى البصرة ، وأحرق الحلة وخربها ، وقتل من بقي فيها من الناس ، ومكث فيها ١٨ يوما ، ورحل يوم الأحد ٢٣ ذي القعدة إلى المشهد الغروي والحايري ففتحوا له الأبواب ودخل فأخذ ما تبقى من القناديل والسيوف ورونق المشاهد جميعها من الطوس والأعتاب الفضية والستور والزوالي وغير ذلك ، ودخل بالفرس إلى داخل الضريح ، وأمر بكسر الصندوق وإحراقه فكسر وأحرق ، ونقل أهل المشهدين من السادات وغيرهم ببيوتهم.

١٤٦

وهذه الواقعة كانت كما يقول الغياثي بسبب القران الحاصل يوم الأربعاء ٢٧ شوال سنة ٨٥٧ ه‍. وبهذا يحاول أن يصرف القدرة الشخصية ، والقوة إلى قرانات فيعد دخل المرء معدوما ، وقدرته متلاشية ، وإنما الحكم لهذا القران ..

وجاء في تحفة الأزهار «إن المولى عليا ولد سنة ٨٤١ ه‍ ، واستولى على جميع الأهواز مع شاطىء الفرات إلى الحلة ، وكانت جنوده خمسمائة نفر لا يعمل فيهم السلاح ولا غيره لاستعمالهم بعض الأسماء (يرى الفعل للأسماء لا للقرانات ...) وكان غالي المذهب ، سار إلى العراق ، وأحرق الحجر الدائر على قبة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وجعل القبة مطبخا للطعام إلى مضي ستة أشهر تامة لقوله : «إنه رب والرب لا يموت» (١) ...

وهذه النصوص مع غض النظر عما فيها من نسبة خوارق للمشعشع بسبب القران أو الأسماء ... تدل على أن الحادث جرى في سنة ٨٥٧ ه‍.

حوادث سنة ٨٥٨ ه‍ ـ ١٤٥٥ م

ثلج عظيم :

بتاريخ غرة المحرم وقع ببغداد ثلج عظيم لم يعهد بمثله ، فمات أكثر نخل الحلة والعراق وهلك الشجر.

حروب الوالي پير بوداق في إيران :

إن الأمير سنجر بعد أن غلب كما مرّ جمع جيوشا ، وتوجه

__________________

(١) تحفة الأزهار ج ٣ ص ١١٥.

١٤٧

لمحاربة پير بوداق ، فتأهب هذا لمقابلته ، فالتقى الجيشان في أواخر هذه السنة فانتصر الوالي على عدوه سنجر ، وتقررت شيراز للأمير پير بوداق ، فبقي حاكما فيها ... ولم يدر ما كان يجري ببغداد من وقائع ...

حوادث سنة ٨٥٩ ه‍ ـ ١٤٥٥ م

پير بوداق وبغداد :

في هذه الأيام وصلت أخبار المشعشع إلى پير بوداق بشيراز فأرسل سيدي علي مع جماعة نواكر (ضباط وأعوان) إلى بغداد فدخلها في ٣ ربيع الأول سنة ٨٥٨ ه‍ فمكث سيدي علي مدة من الزمان وبعد ذلك أرسل پير بوداق جماعة عساكر من شيراز إلى بغداد ومقدمهم أمير شيخ شي الله وحسين شاه المهردار وعمه سورغان وعلي كرز الدين وشيخ ينكي أوغلي وأمر أن يتوجه سيدي علي ويعمر الحلة والمشهدين فدخل بغداد في ٢ جمادى الأولى سنة ٨٥٩ وعند ذلك توجه سيدي علي إلى الحلة يوم السبت ١٨ شعبان سنة ٨٥٩ وعمر سوقها وعمر بها قلعة. كذا في الغياثي ، وإن الحوادث التالية تشعر بأن ما جرى في النجف متأخر عن هذا التاريخ ...

وفيات

عبد السلام القيلوي :

في هذه السنة توفي عز الدين عبد السلام بن أحمد القيلوي (١) نزيل القاهرة الحنفي الإمام العلامة. ولد سنة ٧٨٠ ه‍ تقريبا بالجانب الشرقي من بغداد. وقرأ به القرآن برواية عاصم وعلوما أخرى ثم سمع على

__________________

(١) نسبة إلى قرية بأرض بغداد يقال لها قيلويه مثل نفطويه.

١٤٨

الشيخ محمد الجاردي وأخذ عنه فقه الحنابلة. وعن الشيخ عبد الله بن عزّيز (بالتشديد المصغر وبزاءين) وعن الشيخ محمود المعروف بكريكر (بالتصغير) وغيرهم. وبحث في فقه الشافعية ثم تحنف وأخذ الأصول عن الشيخ أحمد الدواليبي والنحو عن الشيخ أحمد بن المقداد وغيره والطب عن الموفق الهمذاني ، والفرائض عن الشيخ عبد القادر الواسطي ثم ارتحل إلى العجم في فتنة تيمور فلازم ضياء الدين الهروي الحنفي وأخذ عنه ثم ارتحل إلى أرزنجان فبلاد الشام وحلب وبيت المقدس ثم رحل إلى القاهرة ودرس في عدة أماكن ولازمه الناس وانتفعوا به وهو رجل خير زاهد مؤثر للانقطاع عن الناس والعفة والتقنع بزراعات يزرعها ... توفي في رمضان بالقاهرة وقد تجاوز الثمانين (١).

حوادث سنة ٨٦٠ ه‍ ـ ١٤٥٦ م

وقائع أخرى للمشعشع :

في هذه السنة توجه المولى علي المشعشع إلى مهروذ وطريق خراسان من ولاية بغداد ونهب وقتل وأسر الذراري والنساء وأحرق الغلات وكان ذلك يوم الأربعاء في ١٠ جمادى الثانية سنة ٨٦٠ ومكث تسعة أيام منها ثلاثة أيام ببعقوبة وثلاثة أيام من بعقوبة إلى سلمان الفارسي وثلاثة أيام بسلمان الفارسي وقتل مشايخ سلمان الفارسي وأسر الباقين.

وفي هذه الوقعة قتل عمر سرغان فإنه كان يعرف السباحة وكان معه شخص يقال له مقصود باشا لا يعرف السباحة فلما أدركتهم الخيالة وقدامهم شط ديالى ومن ورائهم الرماح ألقوا بأنفسهم إلى ديالى فغرق عمر سرغان وخرج فرسه حيا ونجا مقصود باشا وهلك فرسه ورحل بعد

__________________

(١) الشذرات ج ٧ ص ٢٩٥ والضوء اللامع ج ٤ ص ١٩٨.

١٤٩

ثلاثة أيام ولم يعبر ديالى ولم يخرج إليه أحد من بغداد.

زلزال :

في هذه السنة زلزلت مدينة بغداد ثلاث مرات في ساعة واحدة ثم البصرة وأرض الكوفة (١).

ابن اللوكة :

هو عطاء بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد لله بن الكمال محمد بن سعد الدين محمد بن أبي الفرج بن أبي العباس بن زماخنة ـ بمعجمتين الأولى مضمومة ـ الأديب شجاع الدين أبو حسين بن العز الجلال القحطاني البصري الشافعي ويعرف بابن اللوكة (٢) ولد في ربيع الأول سنة أربع وتسعين وسبعمائة بالبصرة ونشأ بها فحفظ بعض القرآن ، وعني بالأدب ، وطالع دواوين أربابه ، وأضاف ذلك لما اشتمل عليه أهل بلاده من الفصاحة فنظم الشعر الجيد ، وربما أتى منه بالبديع الذي استكثر عليه ، ولكن الظن الغالب أنه له ، فربما تكلم على بعض غريبه كلام عارف واهتز في المواضع الجيدة لدفع المخالف ، ودخل بلاد فارس ششتر وأعمالها ، وكذا الحلة وبغداد وتلك الأعمال ، وبلاد الهند واليمن والحجاز غير مرة. ثم قطن مكة من سنة سبع وثلاثين مع تردده منها إلى اليمن غير مرة للاسترزاق وزار المدينة النبوية ثلاث مرات ، وكتب عنه ابن فهد وغيره من أصحابنا ، أجاز لي ومات بكالكوط (كلكتا) في شوال سنة ٨٦٠ ه‍ ومن نظمه :

__________________

(١) الآثار الجلية في الحوادث الأرضية.

(٢) اللوكة بضم اللام المشددة ثم بعد الواو كاف القطن الكثير ، وشهروا به لما كان لهم من المال العظيم. كذا في الأصل. وفي العراق اللوكة بالفتح القطن الجديد المحلوج الخالي من غيره.

١٥٠

لما تبدى وقد أكبرت صورته

بدر يحار المعنى في معانيه

فقلت يا لائمي في محبته

فذلكن الذي لمتنني فيه

وعندي من نظمه غير هذا. قاله في الضوء (١).

حوادث سنة ٨٦١ ه‍ ـ ١٤٥٧ م

المولى علي ـ إمداد بغداد :

وكان قد سمع جهان شاه بما فعله الولى علي من قتل ونهب وسلب وأسر فأرسل جيشا لإمداد بغداد ، فلم يطق المولى علي البقاء ، وعاد إلى الحويزة ، وكان الجيش قد وصل يوم الأربعاء ١٦ المحرم سنة ٨٦١ ه‍ فبقي مدة ورحل. كذا في الغياثي وفيه ما يؤيده الوقائع المنقولة من المخطوطة المسماة بالأنوار ، ومن مجالس المؤمنين وفيها أن المولى علي المشعشع حينما سمع بورود الجيش قفل راجعا ...

وفاة المولى علي : (محاصرة بهبهان)

وإثر عودة المولى علي إلى الحويزة سار بجيشه إلى (جبل كيلويه) وحاصر مدينة بهبهان.

وفي أحد أيام المحاصرة أصاب المولى عليا سهم طائش من ناحية المدينة فقتله ...

وفي المجموعة المخطوطة نقلا عن الغياثي : من ولد السيد محمد المشعشع المولى علي حكم في زمانه وقتل بسهم في حصاره لقلعة بهبهان سنة ٨٦١ ه‍. ا ه.

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٥ ص ١٤٧.

١٥١

وقال :

«أما پير بوداق فبينما هو في شيراز إذ سمع بمجيء ألوند إلى قلعة طبق وقد ترك بنيه وأهله في القلعة وتوجه إلى الجبل فسار إليه پير بوداق فهرب منه فساقوا خلفه فتشتت عنه عسكره وبقي مفردا. وكاد يهلك من العطش فوقف حتى أدركوه في برية فوق كرمان ...

فأول من وصل إليه پروانه بن علي ماماش فضربه على صورته فغلب الدم عليه ولم يبق له واعية فلحق پير بوداق. فلما رأى أنه لم يبق فيه رجاء شتم ضاربه وحز رأسه وذلك يوم الأربعاء ٢٢ رمضان لسنة ٨٦٠ وأرسله إلى جهان شاه ورجع پير بوداق إلى شيراز فلم يمض على ذلك ثلاثة أيام إلا جاء الخبر بأن المولى عليا المشعشع قد أخذ كردستان وبهبهان وأكثر توابع شيراز فتوجه نحوه فوجده محاصرا لقلعة بهبهان وهو مجروح مريض لا يستطيع الركوب. وذلك أنه كان يسبح في بعض الأيام في النهر الذي قرب القلعة تحت شجرة نبق وإذا بشخص نزل من القلعة وهم لا يرونه يسمى محمود بهرام فوقف قريبا منهم وكان السلطان يسبح مع ثلاثة من أمرائه فسلم عليهم فقالوا من أنت فقال إني هارب من القلعة وأريد الانضمام إلى معسكر السلطان ووقف حتى خرجوا من الماء. فرأى الثلاثة يخدمون الواحد فتحقق أنه السلطان فمد القوس ورماه بسهم فخرق حالبه ونفذ إلى وركه وفر هاربا ، صاعدا إلى القلعة فحمل وليس به حراك ووضع في الخيمة وهو في حال رديئة.

وفي تلك الأثناء طيرت الأخبار إلى پير بوداق بأن المولى عليا مجروح وهو محاصر قلعة بهبهان فتوجه إليه.

فلما ترءاى عسكر پير بوداق ورأوا غبار العساكر أخبروا المولى عليا بذلك فقال قابلوهم فركبوا عليهم وساروا على پير بوداق فكسروه أول مرة فوصل پير قلي إليه وأمده بعسكره فكروا على المشعشعين

١٥٢

وأجلوهم إلى الحويزة. ووصل شخص إلى خيمة المولى علي فرآه نائما فحز رأسه ولم يعلم من هو وكان وزيره (ابن دلامة) مقبوضا عليه فعرف الرأس وفتشوا على الجثة فحصلوا عليها وسلخوها وحشوها تبنا وأرسلوها إلى بغداد وأرسل الرأس إلى جهان شاه ودخل جلده بغداد في ١٦ جمادى الآخرة سنة ٨٦١ ه‍. وجاء في الضوء اللامع (١) أن علي بن محمد بن فلاح الخارجي الشعشاع (كذا) مات سنة ٨٦٣ ه‍.

ترجمته :

قد مرت حوادثه ... وكان منفورا من الجميع بسبب ما قام به من إهانة العتبات الشريفة في النجف وفي كربلاء والقتل والتخريب والنهب ... ونحن ننقل بعض ما عرف عنه من النصوص التالية ...

ففي المجلس الثامن من مجالس المؤمنين :

«أن المولى عليا في أواخر أيام أبيه استولى على أموره وأخذ منه السلطة وولي زمام الإدارة وصار هو الرئيس صاحب القول الفصل. وهذا ساق الناس إلى عقيدة أن روح الإمام علي قد حلت فيه ، وأن الأمير لا يزال حيا ... فأغار المولى علي المذكور على عراق العرب وانتهب المشاهد المقدسة وتجاسر على العتبات بوقاحة واستولى عليها. وأن والده قد عجز عن إصلاحه وكتب إلى الأطراف أنه لا يقدر عليه وفي بعض مؤلفاته قد نعت نفسه بين القوم بالمهدي إلا أنه لم يقف عند هذه الدعوى وإنما ادعى الألوهية ... وفي أواخر المجلس الخامس ذكر المؤلف أن قد جرت ملاطفة ومحاجة بين السيد إبراهيم المشعشع والسيد قاسم نور بخش في مجلس السلطان حسين بايقرا في هراة وكان من مصاحبيه مير علي شير نوائي فدخل السيد قاسم نور بخش فأراد أن

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٦ ص ٧.

١٥٣

يزاحم السيد إبراهيم المشعشع في مكانه فأمسك بيده وقال له لنتحاج في تقدمك علي وماذا عسى أن يكون السبب هل ذلك دعوى السيادة فإن كلّا منا مشكوك في سيادته؟ أو إذا كانت دعوى لا مبنى لها فإن والدك أدعى المهدوية ووالدي زعم الألوهية أما إذا كان الأمر غير ذلك ومبناه الفضيلة فهات أسمع ...! وغرضه من هذا القول أن والد السيد إبراهيم وهو المولى علي ادعى الألوهية كما أن والد السيد قاسم وهو السيد محمد نور بخش ادعى المهدوية ... الخ.

ثم قال :

ولما ذهب المولى علي إلى جبل كيلويه أصابه سهم في بهبهان فأرداه قتيلا فكانت الرمية مسددة ... وحينئذ تخلص الأب من لوم الناس وتقريعهم بسببه ...» ا ه.

وفي جامع الدول :

«كان حلوليا ، يعتقد أن روح الإمام علي عليه السلام قد حل فيه ... فأغار على المشاهد المقدسة بالعراق فنهبها نهبا فاحشا ، وأساء الأدب ، وارتكب القبائح ، وبقي على إلحاده وظلمه إلى أن قتله الأتراك في حوالي جبل كيلويه ...» ا ه.

هذا ملخص ترجمته ...

عقائد المشعشعين

وهنا لا نرى وجها لاعتبار الابن غاليا والأب يتبرأ من الغلو مع ما نقل كما مر من النصوص ومنها ما أورده نفس صاحب مجالس المؤمنين ... والمعروف عنه في كتبه الأخرى أنه لم يستثن أحدا منهم. وإني مورد ما جاء في كتابه (تذكرة المؤمنين) عن الغلاة والعلي اللهية خاصة وعن المشعشعين أنفسهم ... وهكذا نوالي البحث في حينه عن كل من أمراء المشعشعين ...

١٥٤

العلي اللهية والمشعشعون (عقائدهم):

من النقول المارة يظهر أنهم يعتقدون الألوهية في الإمام علي عليه السلام ويقولون بالحلول وقد ظهر ذلك بصراحة على لسان الابن وهو المولى علي المذكور. جاء في تذكرة المؤمنين ما يؤيد ذلك فقد أوضح المؤلف مشاهداته لبعض الغلاة من العلي اللهية بما نصه :

وأما ما شاهدته بأم عيني من الغلاة وما رأيته من العقائد الراسخة فيهم أنني كنت سائرا في طريق بغداد فوصلت إلى منزل يقال له «هارون آباد (١)» فنزلت في وسط غابة مع من نزل من القافلة بقصد تدخين النارجيل وشرب القهوة فأوقدوا النار هناك وأضرمت الأحطاب فجلسنا حول النار وكنت أصلح النار وأضع الوقود عليها ... فاحترقت يدي. وكان يرافقنا امرؤ من أهل قندهار فلما رآني بهذه الحالة خاطبني بقوله إنك تخشى النار فقلت له كيف لا أخشاها وفعلها الإحراق فأجابني : إنكم تدعون التشيع في حين أن النار لا تحرق الشيعة وأريد أن أبرهن لكم أنكم لا تحبون عليا حقيقة ولستم صادقين في الإخلاص له فحينئذ تأوه وقال :

بارها كفته أم بخلوة دل

علي الله غيره باطل (٢)

وعلى أثر قراءته رفع جمرات كثيرة من النار وألقاها على صدره ونحره ومد يده إلى داخل النار ، وأخرجها منها مع ذكره (يا علي يا علي) فدام هذا الحال معه إلى أن طفأت النار التي كانت على صدره وفي حجره ... ولم يمسه سوء منها ولا أي ضرر ... ولم تظهر على

__________________

(١) الآن تسمى شاه آباد بالقرب من كرمان شاه تبعد عنها بضع مراحل.

(٢) معناه : نطقت مرارا في خلوة قلبي أن عليا هو الله وغيره باطل.

١٥٥

وجهه علامات الانزعاج والألم ... فكأنه يلعب بالماء.

وحينئذ وجه القول علينا وخاطبنا :

ـ أعلمتم أنكم لستم من الشيعة ...!؟

فقلت له أظنك (علي اللهي) فقال نعم! أنا لا أخشى أحدا وأخرج فجأة خنجره الذي كان لديه فخشينا منه على أنفسنا إلا أنه أنزله بقوة عظيمة في بطنه وصدره بحيث انحنى رأس الخنجر ولم يصب جسمه أذى ...

وكلمنا بقوله :

ـ إنكم لا تعتقدون أن (نور علي) حاضر وناظر وتقولون إنه في قالب المثال أو في جسده الأصلي وبمقتضى اعتقادكم هذا ينبغي أن لا يدوم أكثر من ثلاثة أيام ومع هذا الاعتقاد تزعمون أنه يحضر عند العباد لدى احتضارهم أو ولادتهم فأين يذهب؟ وماذا تطالبون من القبر؟ وهو لم يكن فيه؟ فلم تتحملون المشاق والأسفار في سبيل زيارة قبره! ولو سلمنا بهذا فأين يذهب وماذا تطلبون من قبر لم يكن هو فيه ...؟

وعندما أنهى كلامه هذا قام جمع من الحضّار فودعنا وسار لوجهه راجلا مع من سار (١) ...! ا ه.

وأمثال هذا من النقول كثير وقد أورد المؤلف بيتا في موطن آخر من كتابه قال :

كرنكويم من خدايت يا أمير المؤمنين

پس چه مكويم در ثنايت يا أمير المؤمنين

__________________

(١) تذكرة المؤمنين ص ٧٩.

١٥٦

ومعناه إذا لم أقل أنت الله يا أمير المؤمنين فماذا أقول إذن في الثناء عليك ...

ومن هذا كيف نعلم أن عقائد هؤلاء هي عقائد المشعشعين؟ وما الدليل على أنهم منهم؟

فأقول إن المؤلف عاد للموضوع مرة أخرى وتعرض له ، فبين أن هذه العقائد لها مكانة معينة وأن المشعشعين صنف من هؤلاء وتفصيل الخبر أنه قال :

«إن الناس في حضرته ـ حضرة الإمام علي ـ أربع طوائف أولاها غالية في حبه وتقول بألوهيته ، والأخرى تغالي في بغضه وتقول ما لا يليق ذكره .. وثالثة تستخفّ به عنادا ، ورابعة اعتقدت بإمامته ... وإن الغالين فيه الذين يعتقدون بألوهيته منهم المفوضة ... وهؤلاء يقولون إن الله فوض إليه إدارة العالم في كافة شؤونه ولم يتدخل بشيء ... ومنهم السبأية أصحاب عبد الله بن سبأ من نصيرية وهؤلاء أيضا اعتقدوا بألوهيته وبعد أن استشهد قالوا إنه لم يمت وإنما هو حي ... وإن ابن ملجم لم يقتله وإنما الشيطان تمثل بصورته فقتل ... ومنهم الغرابية (١) يقولون بأن الله أرسل جبريل إلى علي إلا أنه اشتبه وذهب إلى محمد وكان يشبه عليا كما يشبه الغراب الغراب ... وبعضهم يقول إن عليا هو الله ... ومنهم الشريفية وهؤلاء يقولون إن الله (حل) بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهم آلهة. ومنهم المغيرية يقولون إن الله حل بعلي وصار هو الله ... وإن قبيلة هزارة (٢) وعربان المشعشع على هذا المعتقد (وهنا تعينت عقائد المشعشعين) ومنهم المخمسة وهم يعتقدون أن سلمان

__________________

(١) منهم عشيرة الزند أصحاب كريم خان الزند ولكنه كان إماميا راجع تاريخ جودت ج ١ ص ٣٤١ وفي تبصرة العوام انهم فرقة من الخطابية ص ٢٣٧ هامش معارف الملة.

(٢) هؤلاء في الأفغان. وذلك القندهاري منهم.

١٥٧

والمقداد وعمار وأباذر وعمرو بن أمية الضمري موكلون بأمور العباد للقيام بمصالح العالم من جانب علي الذي هو الله ... ا ه (١).

ومن هذا عرفنا مكانة عقائد المشعشعين بين الغلاة وقد اتفق المسلمون على تكفير الغلاة وإخراجهم من حظيرة الإسلامية وأن المؤلف أيضا كفرهم وقد مرت النقول على أن المشعشعين من أهل الحلول والاعتقاد بألوهية الأشخاص وعبادتهم ... وأما استعمال النار والسلاح فإنه أيضا قد نقل المؤلف مثله عن العلي اللهية وبصره بأم عينه فلا فرق بينهما في العقيدة بوجه فهم يتخذون هذه وسيلة أو طريقة لنشر عقائدهم ... والعلي اللهية في العراق كثيرون ولا نطيل القول هنا بذكر عقائدهم فللبحث عن ذلك موطن غير هذا (٢).

الأمير ناصر العبادي ـ واسط : (المشعشع أيضا)

وبعد وفاة المولى علي وافى الأمير ناصر بن فرج الله العبادي إلى بغداد وأخبر أن عسكر بغداد مع القبائل العربية الكثيرة المجتمعة لنصرته قد تشتت شملهم ودمرهم السيد محمد المشعشع وعقب أثرهم حتى أوصلهم إلى واسط فانتصر المشعشع المذكور عليهم وقتل فيهم تقتيلا فظيعا ولم ينج منهم أحد فكانت هذه الوقعة دامية جدا. وقد حدثت في أواخر هذه السنة (٨٦١) ه.

حوادث سنة ٨٦٢ ه‍ ـ ١٤٥٧ م

وفيات

ابن الدواليبي :

هو علي بن عبد المحسن بن عبد الدائم بن عبد المحسن بن

__________________

(١) تذكرة المؤمنين ص ٧٧.

(٢) راجع ما كتبناه عن النصيرية في تاريخ العراق ج ٢.

١٥٨

١٥٩

محمد بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفار العفيف أبو المعالي بن الجمال أبي المحاسن ابن النجم أبي السعادات أو أبي محمد بن محيي الدين أبي المحاسن بن العفيف أبي عبد الله بن أبي محمد البغدادي القطيعي ثم الصالحي الحنبلي ويعرف كسلفه بابن الدواليبي وبعض سلفه بابن الخراط وهما صنعة عبد الغفار جده الأعلى ، من بيت جليل. ولد في المحرم سنة ٧٧٩ ه‍ ببغداد ونشأ بها فقرأ القرآن واشتغل ، أخذ عن الكرماني ، وعن القاضي شهاب الدين أحمد بن يونس العبدالي البغدادي المالكي أحد من أخذ عن الحجار ، وأنه سمع على أبيه المسلسل ... وكان المحب بن نصر الله البغدادي قد ذكر ما يدل على اتهامه ، وكذا ابن حجر ولكنه له استعداد واستحضار لكثير من التاريخ والأدبيات والمجون. أقام بالقاهرة مدة ، ثم سكن دمشق ، ثم رجع إلى القاهرة ... مات في ١٦ رجب سنة ٨٦٢ ه‍. هذا ما ذكره صاحب الضوء اللامع ، وجاء في الشذرات أنه كان إماما عالما ذا سند عال في الحديث ولم يقطع في تاريخ وفاته وإنما قال توفي سنة ٨٥٨ تقريبا (١).

حوادث سنة ٨٦٤ ه‍ ـ ١٤٥٩ م

فتن وأراجيف :

حصل في هذه السنة أراجيف وفتن بين بغداد والموصل لاختلاف الملوك ، ونهبت قوافل وقرى (٢) والوقائع السابقة تعين الحالة ، وأن المملكة في اضطراب لا في هذه السنة خاصة ، ولعل الشر قد تزايد فيها ...

وفي ٢٧ رمضان سنة ٨٦٤ ه‍ دخل پير قلي بغداد ، وكان قد أرسله پير بوداق إليها كما سيجيء ... وهذا وصيف پير بوداق (قنه) ومعنى پير قلي (عبد پير) أي عبد پير بوداق.

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٥ ص ٢٥٥ والشذرات ج ٧ ص ٢٩٣.

(٢) الآثار الجلية في الحوادث الأرضية.

١٦٠