موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

عباس العزاوي المحامي

موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين - ج ٣

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٣٩

في البكاء حينما رآها تبكي مما يعين رقة شعوره .. فهو ممن يرجح العفو على الانتقام .. وكان قد عصى عليه إخوته وقارعوه كثيرا فصفح عن زلاتهم وعاملهم بالعفو ما وجد سبيلا ، وكانت آماله أكبر إلا أن الضربة التي أصابته من العثمانيين كسرت غروره ، وعرفته نقص تدابيره ، وأن لا يجازف هذه المجازفة ، أو يخاطر بأمثالها.

السلطان خليل

سلطنته :

ولي السلطنة بعد والده وهو الابن الأكبر المحبوب لأبيه. كان واليا بفارس وولي عهد فجلس على تخت آذربيجان وملك جميع ما ملكه أبوه من البلاد وأثر جلوسه على سرير السلطنة فوض إيالة ديار بكر لأخيه يعقوب بيك ، وجعل بغداد لابن عمه مراد بن جهانكير .. إلا أنه لم يهنأ بالملك ولم يتم له الأمر سوى ثمانية أشهر ومن حين ولي أخذ العنف والشدة ديدنا له وقتل كثيرا من الأمراء وقتل أخاه مقصود بيك وخلقا كثيرا من أقاربه (١) ومع ذلك اشتغل باللهو والملاهي ، وكانت الفتن نائمة في أطراف البلاد فأيقظها ، ولم يمكن أحدا أن يعرض عليه شيئا من ذلك لسوء خلقه وشدة جبروته فاتفقوا على خلعه وتولية أخيه الصغير يعقوب بيك (٢) ...

وفي تاريخ عالم آراي أميني أن السلطان خليل هذا ولي الملك بعد أبيه ، واستولى على آذربيجان والعراقين وفارس وكل ما كان بيد والده ، وجعل ولي عهده الأمير ألوند ، واتخذ من الأمراء حسين بيك قوجه حاجي وكان صاحب تدابير صائبة وقائدا محنكا ، وعاقلا عادلا لا نظير

__________________

(١) منتخب التواريخ والغياثي ص ٣٦٨ وحبيب السير وكلشن خلفا.

(٢) القرماني ص ٣٣٧.

٢٦١

له ... وجعل كاتب الديوان التواجي ، أبقاه كما كان ، وسير ابنه الأمير ألوند إلى فارس ، وصحبه غضنفر بيك وجماعة من آق قوينلو ، ومن الأمراء الذين سيرههم معه عباس بيك البايندري ابن يوسف بيك ، وبهرام بيك ، وپيري بيك ، وحمزة حاجي لو ، والأمير حاجي بيك من أمراء قرا قوينلو ، ومهاد بيك الپادت وأمراء آخرون ، وأودع بلادا أخرى في قبضة بكر بيك موصلو فوصل الأمير ألوند ابنه إلى شيراز دار إمارته سنة ٨٨٣ ه‍.

حوادث سنة ٨٨٣ ه‍ ـ ١٤٧٨ م

الحالة العامة :

لم تتبين الحالة بوضوح خلال السنة الماضية وذلك أن وفاة السلطان كانت في أول عيد الفطر فلم يبق من السنة إلا القليل. وقامت الفتن في الحقيقة في هذه السنة ... وارتبكت الأوضاع السياسية ، وظهرت الحوادث الحربية بجلاء .. ومن ثم اضطربت أمور الدولة ، وتفرقت الرجال إلى أحزاب متعادية ...

حكام بغداد : (التشكيلات الإدارية)

كان الأمير شيخ حسن قد ولي الحكم ببغداد ودخلها يوم الاثنين ١٧ شعبان سنة ٨٨٢ ه‍ وهذا مكث فيها ١٤٦ يوما فعزل وخرج منها في هذه السنة يوم الجمعة ٨ المحرم سنة ٨٨٣ ه‍ وولي منصب بغداد عوضه كلابي فدخلها يوم الثلاثاء ٢٣ ربيع الأول سنة ٨٨٣ ه‍ (١). وفي هذه الأيام كانت الحالة غامضة والتشكيلات الإدارية في وضع لا يمكن الإطلاع عليه إلا من الحوادث المارة فإن مقصود بيك كان أمير العراق

__________________

(١) الغياثي.

٢٦٢

والحاكم المباشر للإدارة فعزله أبوه من بغداد ... ولما آلت السلطنة إلى خليل بيك قتل مقصود بيك وأودعت إمارة العراق إلى مراد بيك بن جهانكير .. ولم نعلم عن الوضع غير ما ذكر من تبدلات. فالولاة كانوا بالوجه المبين وأما الأمراء فإنهم حكام عامون لا يتدخلون في الإدارة المباشرة.

المشعشع :

كان المولى محسن المشعشع قد سمع بوفاة السلطان حسن وحينئذ توجه إلى بغداد وفي أول الأمر جاء نائب الرماحية إلى الجحيش (١) وآل جوذر (٢) في طلب جماعة من الذين هربوا منه فنهبهم وقتلهم وسلب تلك الأنحاء حتى وصل إلى قناقيا (٣) من قرى الحلة ورجع أما حكومة بغداد فإنها مشغولة بنفسها ولا علم لها بما يجري أو لا تريد الالتفات إليه (٤).

مراد بيك ـ السلطان خليل :

إن مراد بيك بن جهانكير لم يرض بإمارة العراق فعصى على السلطان. وفي صفر هذه السنة نهض لمقارعة السلطان خليل وقتاله فجاء السلطانية فقاتل مع منصور بيك پرناك وكان هذا من أمراء السلطان خليل فتغلب مراد بيك عليه أما السلطان خليل فإنه تأهب لقتاله بنفسه فخرج من تبريز لمقابلته ففر مراد بيك من وجهه وذهب إلى قلعة فيروز كوه وكان

__________________

(١) الجحيش. قبيلة من قبائل زبيد في أنحاء الحلة ولا تزال تعرف بهذا الاسم ونخوتها (جاحش) وكذا يعد منها من يتنخى بهذه النخوة من القبائل الكثيرة العدد ، ولها الكلمة النافذة هناك والتفصيل عنها في كتاب عشائر العراق.

(٢) الجوذر. قبيلة من قبائل الجبور ونخوتها عجم وهي في أطراف الحلة حتى الديوانية ويتكون منها ومن سائر الجبور هناك جموع كثيرة. راجع عشائر العراق.

(٣) وتلفظ اليوم جناجه بالجيم ولا تزال موجودة.

(٤) الغياثي ص ٣٦٨.

٢٦٣

حاكم هذه القلعة حسين كيا الچلاوي فأخذ مراد بيك ومن معه من الأمراء إلى القلعة. وفي يوم الاثنين ١٤ ربيع الأول من هذه السنة قتلوا وأرسلت رؤوسهم إلى السلطان خليل في خرقان (١) وفي عالم آراي أميني أن مراد بيك جمع أخلاطا من الناس من أكراد وغيرهم وأحشام وأتراك فتوجه إلى تبريز فلما سمع السلطان خيل بادر للقضاء عليه ففر ، ثم ألقى القبض عليه ، فهرب أيضا ، ثم قتل .. وفصل هذا الحادث.

يعقوب ـ قتلة السلطان :

جاءت الأخبار أن يعقوب بك ثار على أخيه السلطان خليل في ديار بكر وسار إلى آذربيجان. أما السلطان فقد تأهب لقتاله وهو في خرقان وتوجه نحو آذربيجان. وفي يوم الأربعاء ١٤ ربيع الآخر من هذه السنة وقعت المعركة عند نهر خوي وبعد جهد انتصر يعقوب وكاد ينكسر ، وقتل السلطان خليل ، وقطع جسده على فرسه فكانت سلطنته ستة أشهر ونصف (٢).

ترجمة السلطان خليل :

مضى ما يبصر بوضعه وهو لم يتمكن من ضبط الأمور والظاهر قام الأمراء في وجهه لتطلبهم السيادة لا لأمور أشيعت عنه ففي هذه المدة لا يتبين سوء الإدارة ولعل الذي ولد النقمة عليه قتله أخاه مقصود بيك فقد جاء في منتخب التواريخ أنه قتل بفرمان من أخيه السلطان خليل بعد وفاة أبيه وكان حاكما ببغداد إلى حين وفاة والده. كذا. ولعله يقصد أنه كان ولا يزال أميرا وإن غضب عليه والده والحكام الولاة غير الأمراء بمقتضى التشكيلات الإدارية.

__________________

(١) لب التواريخ ص ٢٢٢.

(٢) منتخب التواريخ والقرماني وجامع الدول.

٢٦٤

ومن مراجعة نصوص كثيرة علمنا أنه حدث نزاع بين الأخوين السلطان خليل ويعقوب واستحكم العداء بينهما فأدى إلى حرب طاحنة واشتبك القتال بين الفريقين في حدود (خوي) و (مرن) فأسفرت النتيجة عن انتصار يعقوب فقتل أخوه السلطان خليل بضربة من أحد أفراد الجيش.

وأصل النزاع أن السلطان خليل لم يسلك سلوكا مرضيا فنفرت منه القلوب إلا أن ذلك لم يؤيد بوقائع مادية تحققه. فعصى مراد بيك في العراق وتحارب معه وحينئذ وبناء على تلك النفرة استدعي يعقوب بيك لأمر السلطنة فعزم على الذهاب إلى تبريز وجاء إلى حدود سلماس فقابله السلطان خليل فبدت الهزيمة في عساكر ديار بكر وفي ذلك الحين سقط السلطان من ظهر جواده في المعركة فوافاه جندي من جنود يعقوب بيك فقتله وقطع رأسه (١).

وعلى كل حال لم تعرف مجاري الحزبية بصورة واضحة لتبين الحالة بجلاء وإنما عرفت بعد ذلك وتعينت أوضاع الأمراء وسائر أحوالهم ...

سلطنة يعقوب بيك

سلطنته :

هو أبو المظفر السلطان يعقوب جلس بعد قتلة أخيه على سرير الملك في جمادى الأولى لسنة ٨٨٣ ه‍ في دار السلطنة تبريز وأنعم بما كان قد أجرى عليه أبوه من الإنعامات وقرر المناصب التي فوض بها إلى رجاله ... وأودع مهام الأمور الشرعية والمشيخة إلى القاضي مسيح الدين

__________________

(١) كلشن خلفا ونخبة التواريخ وغيرهما ...

٢٦٥

٢٦٦

عيسى الساوي ابن الخواجة شكر الله الوزير ، واستوزر الشيخ نجم الدين مسعود وهو ابن شقيقة القاضي مسيح الدين عيسى فلم ينحرف هذا قيد شعرة عما يحكم به القاضي. وفي زمنه ظهر الأمن والأمان وانتشر العدل (١).

المشعشع ـ هجومه على أنحاء بغداد :

في يوم الأربعاء ١٩ جمادى الثانية سنة ٨٨٣ ه‍ عاود المولى محسن الكرة وجاء إلى نواحي بغداد حتى دخل ديالى ومضى إلى الخالص فنهب وقتل وأسر. ثم ارتحل يوم الأربعاء ٢٦ جمادى الثانية وكان مكثه ثمانية أيام.

وفي يوم الجمعة ٢٨ جمادى الثانية قتل الحاج ناصر القباني وأولاده وحصبوا غلامه شعبان بسبب أنه اتهم بقضية المشعشع قتلهم كلابي المذكور في هذا اليوم (٢).

عزل كلابي حاكم بغداد :

في يوم الاثنين ١٥ ذي الحجة لسنة ٨٨٣ ه‍ عزل كلابي حاكم بغداد وخرج من بغداد ولعل لعزله علاقة بوقائع المشعشع المذكور (٣).

تاريخ الغياثي :

إلى هنا وقف تاريخ الغياثي ووقفت به حوادث العراق وهي ناقصة ، ضاعت أوراق من هذه النسخة لا يعرف مقدارها. ومن مراجعة كلامه عن الحوادث الأخرى مما لا يخص العراق نجد أن حوادثه تقف

__________________

(١) منتخب التواريخ ص ١٨٧ والغياثي ص ٣٦٨.

(٢) الغياثي ص ٣٦٩.

(٣) الغياثي ص ٣٦٩.

٢٦٧

أيام السلطان حسين بايقرا المتوفى عام ٩١٠ ه‍ فمن المقطوع به أنه كان عائشا في أيامه وقد انتهى من تأليف تاريخه ولم نستطع معرفة ما انتهى إليه. مما يتعلق بالعراق وللأسف لم نطلع على نسخة كاملة ، والنسخة الموجودة ناقصة وأوراقها مبعثرة .. والموجود فائدته كبيرة وفيه جلاء للحوادث مما لم نعثر عليه في كتاب آخر .. إلا أنه يحتاج إلى تمحيص ومقارنة مع التواريخ الأخرى لنعرف درجة صحة مباحثه. والمؤلف من المعاصرين لهذا العهد وكان يذكر السلطان يعقوب بهادر خان ويدعو له بخلود الملك ، ويعد قدومه مباركا على العالم في الأمن وانتشار العدل والإحسان ، وكان يترقب حوادث بغداد ويدون عنها. فهو من أجل الآثار المعاصرة للعلاقة ولم أعثر على ترجمة له إلا في المخطوطة المسماة بالأنوار ، ولم يذكر فيها تاريخ وفاته ولا زاد عما عرفناه من كتابه. ومراجع تاريخه نظام التواريخ للبيضاوي ، وظفر نامه لشرف الدين اليزدي وكتب ابن حجر ، فقد نقل منها بعض المباحث حرفيا. وأهميته في الحوادث الخاصة بهذه الأيام وما قبلها.

وجاء في (تذكرة الشعراء) أن المولى غياث توني الأصل ، يميل إلى التصوف ، ويقضي غالب أوقاته في الكتاب يعلّم فيه ، وله ابن هو قطبي ، وله من الفضائل ما يفوق به والده توفيا في شهور سنة ٩٣٥ ه‍ وهل غياثي هذا هو صاحب التاريخ؟ لم نستطع أن نعين العلاقة ، كان يلهج بذكر السلطان يعقوب بيك فلعل الوضع ساقه إلى هناك!!؟

حوادث سنة ٨٨٥ ه‍ ـ ١٤٨٠ م

حوادث وثورات :

كان السلطان يعقوب من حين ولي الأمر قد أحسن السيرة ، وأظهر العدل ولطف في المعاملة مع أمراء والده ، وقررهم على أقطاعهم التي كانت لهم في زمن والده ، فخرج عليه في أوائل دولته ابن أخيه ألوند

٢٦٨

بيك ابن السلطان خليل في شيراز ، والأمير كوسه حاجي من أعيان البايندرية في أصفهان ، فسير يعقوب بيك جماعة من الجيش مع أعظم أمرائه بايندر بيك إلى دفع غائلة كوسه حاجي في العراق ، فسار بايندر بيك وظفر بكوسه حاجي واعتقله ، ثم سار إلى ألوند بيك وأدخله تحت الطاعة بحسن التدبير (١).

قتلة الأمير يشبك :

كان في سنة ٨٨٥ قد وقعت فتنة كبيرة بحماة قتل فيها نائبها ازدمر بن أزبك قريب السلطان (سلطان مصر) ، فقد عصى الأمير سيف (أمير آل فضل) وخرج عن الطاعة ، فحاربه النائب المذكور ، فقتل في المعركة ، وقتل معه جماعة أمراء حماة ، فانزعج سلطان مصر لهذا الخبر ، وفي ربيع الآخر لهذه السنة خرج الأمير يشبك من مصر عليه ، ففرح الناس بخروجه ، وتفاءلوا بأنه لا يعود إلى مصر أبدا ، وكذا جرى. وصاروا يقولون خرج لسيف ، فكان هذا شؤما عليه.

ومن ثم وقعت كائنة أخرى قتل فيها الأمير يشبك الدوادار (٢) وانكسر العسكر قاطبة ، وقتل الأكثر منهم ، وسبب ذلك أن الأمير يشبك لما دخل إلى حلب كان صحبته نائب الشام ونواب آخرون ، فلما استقر بحلب بلغه أن سيفا أمير آل فضل الذي خرج بسببه قد فر وتوجه نحو الرها. فقوي عزم الأمير يشبك أن يعبر الفرات ، ويتبعه في أي مكان كان. وتوجه نحو الرها. فحاصر المدينة أشد المحاصرة ، فلما أشرف على أخذها أرسل بايندر وكان أميرها ، وهو أحد نواب يعقوب بيك

__________________

(١) جامع الدول.

(٢) في منتخب التواريخ ورد (باش بك) والصواب ياش بك بالياء ، فخفف وصار (يشبك) كما جاء في الكتب المصرية وشاع كذلك وفي لب التواريخ جاء بلفظ (بلش بك) وهذا غلط ناسخ ناشىء من اتصال الشين بالألف.

٢٦٩

يتلطف بالأمير يشبك. فأبى هذا لما رأى من كثرة عساكره ، فطمعت آماله في أخذها ، وأن يزحف على ملك العراق كما حسنوا له ذلك ، فزعق النفير وركب العسكر قاطبة ، فبرز إليهم بايندر بمن معه من العساكر قاطبة ... فأسر الأمير يشبك وهو راكب على ظهر فرسه ، فأتوا به إلى بايندر ، وأسر معه نائب الشام قانصوه اليحياوي ونائب حلب ازدمر ، ونائب حماة جانم الجداوي ، وقتل ما لا يحصى من الأمراء والعساكر ... ثم قتل الأمير يشبك في العشر الأخير من رمضان سنة ٨٨٥ ه‍.

وإن يعقوب بيك شق عليه ما فعله بايندر من سرعة قتله للأمير يشبك ، ولامه وأطلق من كان عنده من الأسرى ... فلما سمع سلطان مصر بهذا الخبر سر به جدا ، ثم جاء القاصد يعتذر عما وقع ، فعفا السلطان (١).

وفي جامع الدول أقطع السلطان يعقوب بايندر بك إيالة أصفهان في مقابلة هذا الفتح ...

حوادث سنة ٨٨٦ ه‍ ـ ١٤٨١ م

قتلة بايندر بيك :

كان الأمير بايندر بيك أتابك السلطان يعقوب وأمير أمرائه ، وقد قام بالأعمال المذكورة مما أوجب سرور السلطان يعقوب ، فأقطعه إيالة أصفهان في مقابلة هذا الفتح ، ولعل السلطان أراد بذلك أن يكسر الفتنة بينه وبين مصر فنقله إلى الإيالة المذكورة (٢) ...

__________________

(١) بدائع الزهور لابن إياس ص ١٥٩ ـ ١٨٣ وأعلام النبلاء في تاريخ حلب ج ٣.

(٢) جامع الدول ، وبدائع الزهور ج ٣ ص ١٥٩ وما يليها.

٢٧٠

أما بايندر فإنه لم يرق له هذا الإنعام ، وكان يأمل أكبر من ذلك ، فلما علم بالخبر عصى على السلطان يعقوب ، وفي حدود ساوة جرى الحرب معه ، وهناك قتل في أواخر هذه السنة. سار إليه السلطان بنفسه لدفع غائلته فهرب منه إلى قم ، فتبعه الأمير صوفي خليل ، وظفر به بظاهر قم وقتله ...

وبهذه الواقعة زالت عنه الغوائل تقريبا لمدة ليست بالقليلة خصوصا أن السلطان محمد الفاتح العثماني قد توفي في هذه السنة أيضا ، ولكن الحوادث قد يطرقن من حيث لا يتوقع ظهورها فمضت مدة دون أن يكدر الصفو. ومضى الأمر مع العثمانيين بسلام وكانوا يتهادون رسائل المودة والوفاق (١).

حوادث سنة ٨٨٧ ه‍ ـ ١٤٨٢ م

قتلة سيف أمير آل فضل :

هو الأمير سيف بن علي من أمراء طيىء. قال ابن إياس في جمادى الأولى جاءت الأخبار بقتل سيف الذي خرج الأمير يشبك بسببه ، قتله ابن عمه عساف في بعض بلاد العراق.

وكان سيف هذا حاربه نائب حماة أزدمر ، فقتل هذا النائب في المعركة وجماعة من الأمراء ، فجهز عليه سلطان مصر الأمير يشبك وهذا بدوره مال إلى الرها وحاصرها ، فخرج عليه الأمير بايندر ، فقتل. وقد مر ذلك.

أما الأمير سيف فكان قد خرج على عساف ابن عمه المتولي الإمرة ، والتف عليه جماهير العرب إلى أن جهز له فداوي ، فدخل عليه

__________________

(١) منتخب التواريخ وكنه الأخبار.

٢٧١

وطعنه بسكين فقتله. وآل الأمر إلى أن قتله ابن عمه عامر بن عجل أخذا بثأر سليمان بن عساف ابن عم سيف لكونه كان قتله أيضا. وذلك سنة ٨٨٧ ه‍ في آخر صفر أو أول الذي يليه (١) ...

الكرج :

إن السلطان يعقوب إثر قتلة بايندر بك شتى بقم. وفي هذه السنة سار لتسخير الكرج ، ففتح قلعة اخسخة (حصن خاتون) وإنما سمي البلد بهذا الاسم لأن خواتين كبار الكرج كن يودعن حليهن فيه عند هجوم المخالفين على تلك البلاد لكمال حصانته ومناعته. ولما فتح الحصون وغنم الأموال وسبى الذراري ، وقتل القاتلين عاد إلى دار ملكه تبريز منصورا مظفرا (٢).

حوادث سنة ٨٨٨ ه‍ ـ ١٤٨٣ م

عمارة هشت بهشت :

في هذه السنة أمر السلطان يعقوب ببناء العمارة المشهورة التي سماها (هشت بهشت) ومعناها (الروضات الثمان) ، وكان دأبه أن يصيف بمصيف سهند ، ويشتي بتبريز فكانت بدائع الصناعة قد تجلت في هذه العمارة ... ومضت أوقات السلطان بالعيش والطرب وصحبة الشعراء والظرفاء وأصحاب النغم ، وكان ميله إلى الشعر والشعراء عظيما ، فراج سوق الشعر في أيامه ووفد إليه الشعراء بقصائد بليغة ، ونالوا منه صلات جليلة (٣) ...

__________________

(١) بدائع الزهور ج ٣ ص ١٨٨ والضوء اللامع ج ٣ ص ٢٨٩.

(٢) جامع الدول.

(٢) جامع الدول.

٢٧٢

حوادث سنة ٨٨٩ ه‍ ـ ١٤٨٤ م

أحوال العراق :

المدونات عن العراق في هذه الأيام قليلة ، ولعل الحوادث الكبيرة أنست ، وتوجهت السياسة إلى تبريز عاصمة السلطنة. ولم تتخذ بغداد عاصمة ليروج فيها سوق العلم والأدب ... إلا أن العراق لم يكن في وقت جامدا وإن قلت العناية ، ولم يناصر الملوك الثقافة ويساعدوا على تنميتها ، فالنزعة تبعث ، والتاريخ القومي من أكبر المشوقات.

والعراق لم ير ذلا في أزمانه السابقة ما رآه في هذه الأيام أهملته الحكومة ، ولم تنظر إلى غير الحروب ، والتنعم بأموال الغنائم ، والبذخ ... وقد طمع المجاورون بهذا الإهمال ، وقام المشعشع يغزو العراق ، وليس في الاستطاعة صده ، يسلب ما تيسر منه فكانت وقائعه من أعظم الرزايا ، ففي زمن قوة حكومته ينال هذا العناء ويقاسي هذه المحنة ... جاء في القرماني :

«في سنة ٨٨٩ ه‍ بعث يعقوب شاه عسكرا كثيرا إلى بلاد المشعشع فكسروه كسرا شنيعا ، وكان المشعشع يعد نفسه علويا ، ثم تغالى حتى قال انتقلت روح علي بن أبي طالب عليه السلام إليه ، واستفحل أمره ، واستولى على بلاد ابن علان» (١).

وفي جهان نما لكاتب چلبي :

«تمكن السيد محمد من جمع الناس إليه ، فكان أتباعه يضربون بطونهم بالسيوف إلى أن تلتوي ... واشتهر أمره في خوزستان ، فاستولى عليها ، وخلفه ابنه علي فصار حاكما ، وأغار على العراق العربي ، فزعم أن روح علي بن أبي طالب عليه السلام قد حل فيه وبقي أتباعه على هذا

__________________

(١) أخبار الدول وآثار الأول ص ٣٣٨.

٢٧٣

الاعتقاد ، فخلفه أخوه محسن ، وفي زمنه راجت فكرة الاعتقاد بألوهيته من جانب أتباعه ، ورفعوا الأركان الإسلامية ، وسلكوا طريق الزندقة ...» ا ه (١).

وهؤلاء لا يستدعي أمرهم هذا الاهتمام ، ولكن التهاون أطمعهم ، فترتب من الأخطار ما لا يوصف ، وصارت حوادثهم تترى ... وفي هذه لم تكن الحرب حاسمة ، فلا تزال بقية منهم باقية ، ولها مناعتها في ديار الحويزة وما والاها ودام إزعاجها للعراق.

هذا وكانت الحكومة الأصلية في نعيم وراحة ...

وفيات

الجمالي ابن نصر الله :

في هذه السنة في المحرم توفي الجمالي يوسف الحنبلي بن الشهابي أحمد بن نصر الله البغدادي قاضي قضاة الحنابلة ، ولي تدريس الحنابلة بالمدرسة البرقوقية (٢) وقد ذكر أبوه وجده وعمه وللعلاقة أشرنا هنا إلى ترجمته.

حوادث سنة ٨٩٠ ه‍ ـ ١٤٨٥ م

غزو الكرج :

في هذه السنة غزا السلطان الكرج ودامت الحرب إلى السنة التالية ، وقد فصلها صاحب (عالم آراي أميني).

__________________

(١) جهان نما ص ٢٨٨ وما يليها.

(٢) بدائع الزهور ج ٣ ص ٢٠٠.

٢٧٤

حوادث سنة ٨٩١ ه‍ ـ ١٤٨٦ م

العودة :

في المحرم من هذه السنة عاد السلطان من غزو الكرج ونزل تبريز ومضت هذه السنة بهدوء وراحة ...

حوادث سنة ٨٩٢ ه‍ ـ ١٤٨٧ م

مخابرات سياسية وهدايا :

لم يكن للسلطان أمل توسع في المملكة العثمانية ، ولا في مملكة مصر ولا في مملكة الجغتاي ولذا كانت السياسة تجري بين هؤلاء على الود والصفاء. ففي هذه السنة كتب السلطان كتابا إلى ملك مصر قايتباي أرسله مع أخي فرج بيك ، وقدم له قرآنا بخط ياقوت. والكتاب عربي العبارة مطول إلا أن ألفاظه معقدة وأجابه ملك مصر بكتاب صحبة رسوله وهو المؤرخ في ١٠ رمضان هذه السنة. وجرت المخابرات السياسية مع السلطان حسين بايقرا ملك الجغتاي ... مما لا مجال لتفصيله هنا. وفي (عالم آراي أميني) توضيح ذلك ، وبيان مجيء قاصد الروم (العثمانيين) في السنة التالية.

حوادث سنة ٨٩٣ ه‍ ـ ١٤٨٨ م

الشيخ حيدر الصفوي ـ شيروان :

في هذه السنة جمع الشيخ حيدر الصفوي جيشا على شيروان يقصد افتتاحها وأشاع أنه سائر إلى الجهاد لحرب الكرج في الدربند وكان سلطان شيروان آنئذ فرخ يسار ابن الأمير خليل الله وهذا رأى أنهم قد يمدون أيديهم إلى رعاياه أثناء عبورهم من مملكته ومرورهم منها فاستمد هذا بالسلطان يعقوب وهذا عرف نوايا الشيخ حيدر ورأى لزوم القضاء

٢٧٥

عليه وكان أعرف به .. فجهز نحو أربعة آلاف فارس في قيادة سليمان بيك التركماني لمعاونة السلطان فرخ يسر. وفي حدود طبرستان وقع الحرب بين الطرفين فقتل الشيخ حيدر وألقى السلطان القبض على أولاده فسجنهم في اصطخر من فارس. فقضى على نهضتهم ويرى كثيرون أنه كان الأولى به أن يقتلهم ولا يبقي أحدا منهم ولكن المقدر كائن وسوف تظهر للوجود دولة يصفو لها العيش ويدوم لها الحكم (١) .. قالوا رأفته ورحمته دعته أن لا يقسو وإلا فقد رآه جمع جموعا كثيرة بغرض الخروج عليه فأوجس خيفة منه فقتل في طبراق من أعمال شيروان. وكان قد سمع أن المتصوفة قد اجتمعوا في أردبيل حول علي شاه ابنه الأكبر فاختاروه مكانه فعلم السلطان يعقوب ومن ثمّ أرسل أحد أمرائه لإلقاء القبض عليه وعلى كل من أخويه الصغيرين إبراهيم وإسماعيل ووالدتهم حليمة بيكم وبعدهم إلى شيراز وأوصى حاكم تلك الديار (منصور بيك پرناك) بحبسهم ففعل وسجنوا في اصطخر (٢).

وجاء في القرماني :

«وفي سنة ٨٩٣ ه‍ ظهر الشيخ حيدر وهجم على شروان شاه صاحب شماخي فتغلب عليه واستنجد صاحب شماخي بالسلطان يعقوب وكان بينهما علاقة مصاهرة فاستنجده على الشيخ حيدر بعسكر كثيف فأوقعوا بحيدر المذكور فقتلوه وأعادوا شروان شاه إلى مقر ملك شماخي» ا ه.

وجاء في جامع الدول :

«استمد منه ـ من السلطان يعقوب ـ فرخ يسار صاحب شروان على

__________________

(١) منتخب التواريخ وحبيب السير ص ٣٣٢.

(٢) منتخب التواريخ وحبيب السير.

٢٧٦

الشيخ حيدر الصفوي فأمده بجمع من الجيش مع سليمان بيزن (بزاء فارسية) (١) ، فانتصر فرخ يسار بمدده على الشيخ حيدر وقتله بعد قتال شديد في موضع (طبرسران) وكان الشيخ حيدر ابن عمة يعقوب لأن حسن بيك كان قد زوج الشيخ جنيد الصفوي والد الشيخ حيدر بأخته ، فولدت له الشيخ حيدر. ومع ذلك إنما أمد يعقوب بيك فرخ يسار عليه لتوهمه منه بسبب كثرة أتباعه. ولما قتل الشيخ حيدر قبض يعقوب على أولاده وحبسهم ...» ا ه.

وفي تاريخ عالم آراي أميني قد بسط القول في وقائع الصفوية ، وذكر مجمل مشايخهم إلا أنه تحامل على الشيخ حيدر وبين عصيانه بعد أن أثنى على أسلافه وأورد في مقام التنديد آية (وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) للإشارة إلى ذم هؤلاء الصفوية ...

وقائع خوزستان :

كان الأمير محسن المشعشع مستوليا على خوزستان. ولما جاء الأمير زاده إبراهيم بيك إلى شيراز قدم له الطاعة ولكن الأمير محسن أراد أن يستوي على قاعدة خوزستان وهي مدينة (تستر) ، فأرسل ولده السيد حسن للاستيلاء عليها ولكن ازدياد سطوة هؤلاء وشيوع بدعتهم ... مما لا يرضاه أحد وأن الأمير جابرا أمير العرب هناك وكذا الأمير نصر قد طلبوا المساعدة ... وأن أخا الأمير محسن وهو الأمير حسام الدين إبراهيم بن محمد بن فلاح كان قد رفض هذه النحلة والتجأ إلى تبريز إلى السلطان ، وأظهر براءته من عقيدة آبائه الكفرة والحق أن هذا السيد كان صاحب فضائل ...

__________________

(١) ورد في لب التواريخ بلفظ ببجن ، وكذا طبرسران جاءت بلفظ تبرسران ص ٢٢٣.

٢٧٧

ثم إن الأمير محسنا أرسل ابنه سفيرا إلى السلطان فنال كل رعاية وأبدى أنه لا أمل لأبيه في الفتح ، وذكر أن غرضه أن يجمع العساكر لفتح الجزائر والبصرة إلى حدود الحلة والرماحية ... وأن يعرض الأمر للسلطان وينتظر أمره (١) ... والظاهر أنها كانت بيد أمراء العرب (المنتفق) عادت إليهم وإلا فلا معنى لفتحها ...

وفيات

١ ـ أحمد بن إسماعيل الشهرزوري :

أصله من قرية في كوران. ولد سنة ٨١٣ ه‍. حفظ القرآن وتلاه للسبع على الزين عبد الرحمن بن عمر القزويني البغدادي الجلال. وحل عليه الشاطبية وتفقه به ، وأخذ عنه النحو والمعاني والبيان والعروض وكذا اشتغل على غيره في العلوم وتميز في الأصلين والمنطق وغيرها ومهر في النحو والمعاني والبيان وغيرها من العقليات وشارك في الفقه ، ثم تحول إلى حصن كيفا فأخذ عن الجلال الحلواني وقدم دمشق في حدود الثلاثين فلازم العلاء البخاري وانتفع به وكان يرجح الجلال عليه ، وكذا قدم مع الجلال بيت المقدس ، ثم القاهرة في حدود سنة ٨٣٥ ه‍ فأثنى عليه المقريزي ثم خرج من مصر منفيا لما وقع بينه وبين حميد الدين النعماني ، ومضى إلى مملكة الروم وما زال يتوصل هناك إلى أن صار في قضاء العسكر ... توفي في أواخر رجب سنة ٨٩٣ ه‍ (٢).

٢ ـ الشيخ عبد الله البصري :

هو ابن عبد الواحد بن محمد بن زيد جمال الدين بن زكي الدين

__________________

(١) عالم آراي أميني. والتفصيل هناك.

(٢) الضوء اللامع ج ١ ص ٢٤١.

٢٧٨

الشيرازي الأصل البصري الشافعي نزيل مكة ولد بالبصرة سنة ٨١٩ ه‍ ، ونشأ بها فقرأ القرآن لعاصم على إبراهيم بن محمد بن أحمد بن زقزق وعلى ابنه محمد وعلى غيرهما وحج سنة ٨٤٨ ه‍ ثم عاد إلى بلاده في التي بعدها ، فدام بها إلى أن امتحن مع الشعشاع (المشعشع) الخارجي في سنة ٨٦٣ ه‍ ففر منه إلى مكة ... وكان إماما فاضلا مفننا عاقلا ساكنا تام المعرفة بالفرائض والحساب والعروض ذا نظم كثير ... صنف (فتح الرحمن في مسألة دور الضمان) توفي ليلة السبت ١٨ صفر سنة ٨٩٣ ه‍ ودفن بالمعلاة (١).

حوادث سنة ٨٩٤ ه‍ ـ ١٤٨٩ م

الاستيلاء على بلاد ديار بكر :

وفي هذه السنة تحيل يعقوب شاه بحيلة غريبة حتى استولى على ديار بكر ونزعها من يد الأكراد والتركمان وانتصر عليهم (٢).

حوادث سنة ٨٩٥ ه‍ ـ ١٤٩٠ م

وفيات

١ ـ سلجوق بيكم :

هذه أم السلطان يعقوب ، توفيت في ٢٨ ذي الحجة هذه السنة في مشتى قراباغ وكان السلطان مريضا ، وكذا أخوه يوسف بيك ، فكتم عنهما وفاة والدتهما (٣) .. وفي كلشن خلفا أن هذه الأم من غير قصد

__________________

(١) الضوء اللامع ج ٥ ص ٣٠.

(٢) أخبار الدول وآثار الأول ص ٣٣٨.

(٣) جامع الدول ج ٢.

٢٧٩

منها أعطت أولادها سما وهي أيضا تسممت فماتت هي مع أولادها ... وأن موتها على ما جاء في القرماني كان سببا لاختلاف أهل البيت ، وكان دأبها أن تجمع في كل أسبوع أهل بيت السلطنة بمكان اعتدته لهم ، وتتكلم على لسان كل ما يناسب الحال التي فيها اتصال البعض إلى البعض ، وإنها لما ماتت انقطع هذا التدبير وتفرقت الكلمة ...

وفي كنه الأخبار أن الأم كانت قد أخذت الطريقة من الشيخ عمر الروشني ، وبعد وفاتها بثمانية عشر يوما دس القوم السم لكل من الميرزا يوسف والسلطان يعقوب (١) وعن أحسن التواريخ أرادت أن تسم مسيح ميرزا وسمت غلطا السلطان يعقوب وأخاه ونفسها ...

حوادث سنة ٨٩٦ ه‍ ـ ١٤٩٠ م

وفاة السلطان يعقوب :

في ١١ صفر توفي السلطان يعقوب في مشتى قراباغ عن ٢٨ عاما ومدة سلطنته ١٢ سنة وعشرة أشهر وكان قد توفي أخوه يوسف بيك ليلة الجمعة ١٠ محرم ، وكذا أمه سلجوق شاه خاتون كما مر. وجاء في كلشن خلفا أن أمه عن غير علم منها أعطته سما وتناولته هي أيضا فصادف هلاكهما معا وتوفيا ... وما بينه من أن مدة حكمه ثلاث سنوات فغير صحيح (٢).

قال الشاعر المتخلّص ببنائي (٣) في وفاته ووفاة أخيه يوسف :

__________________

(١) كنه الأخبار ج ٣ ركن ٣ ص ٣٠.

(٢) النخبة وحبيب السير وجامع الدول.

(٣) ورد في جامع الدول بلفظ بياني وليس بصواب فإنه معروف ببنائي من الشعراء في أيام هذا السلطان.

٢٨٠