الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي
المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣
بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال : ما سماني الحسن والحسين يا أبة حتى توفي رسول الله صلىاللهعليهوآله . كانا يقولان لرسول الله صلىاللهعليهوآله يا أبة ، وكان الحسن يقول لي يا ابا الحسين وكان الحسين يقول لي يا أبا الحسن (١).
قال العباس بن عبد المطلب يمدح علياً عليهالسلام حين بويع لأبي بكر :
ما كنت أحسب أن الامر منحرف |
|
عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن |
أليس أول من صلى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالآثار والسنن |
واقرب الناس عهداً بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
من فيه ما في جميع الناس كلهم |
|
وليس في الناس ما فيه من الحسن |
ماذا الذي ردكم عنه فعرفه |
|
ها أن بيعتكم من أول الفتن (٢) |
الألقاب : أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، والمسلمين ، ومبير الشرك ، والمشركين ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومولى المؤمنين ، وشبيه هارون ، والمرتضى ، ونفس الرسول ، وأخوه ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول ، وابو السبطين ، وأمير البرره ، وقاتل الفجرة ، وقسيم الجنة والنار ، وصاحب اللواء ، وسيد العرب والعجم ، وخاصف النعل ، وكاشف الكرب ، والصديق الأكبر ، وأبو الريحانتين ، وذو القرنين ، والهادي ، والفاروق ، والواعي ، والشاهد ، وباب المدينة ، وبيضة البلد ، والولي ، والوصي ، وقاضي دين الرسول ، ومنجز وعده.
قال « رض » وانا أقول في ألقابه :
هو أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، وغرة المهاجرين ، وصفوة الهاشميين ،
__________________
(١) مقاتل الطالبيين / ٢٤ مع اختلاف يسير.
(٢) مستدرك الصحيحين ٣ / ١١٤ نسبها إلى خزيمة بن ثابت والاستيعاب نسبها إلى الفضل بن عباس بن عتبة بن ابى لهب ٣ / ١١٣٣.
وقاتل الكافرين والناكثين والقاسطين والمارقين ، والكرار غير الفرار ، فصال فقار كل ختار بذي الفقار ، صنو جعفر الطيار ، قسيم الجنة والنار ، مقعص (١) الجيش الجرار ، لاطم وجوه اللجين والنضار (٢) بيد الاحتقار ، وابو تراب ، مجدل (٣) الاتراب معفرين (٤) بالتراب ، رجل الكتيبة والكتاب والمحراب [ والحراب ] والطعان والضراب ، والحبر الحساب بلا حساب ، مطعم السغاب بحفان كالجواب ، راد المعضلات بالجواب الصواب ، مضيف النسور والذئاب بالبتار الماضي الذباب ، هازم الاحزاب ، وقاسم الأسلاب ، وقاصم الاصلاب ، جزاز الرقاب ، باين القراب ، مفتوح الباب إلى المحراب عند سد ابواب سائر الاصحاب ، جديد الرغبات في الطاعات ، بالى الجلباب ، رث الثياب رواض الصعاب ، معسول الخطاب ، عديم الحجاب والحجاب ، ثابت اللب في مدحض الالباب ، شقيق الخير ، رفيق الطير ، صاحب القرابة والقربة ، وكاسر اصنام الكعبة ، مناوش الحتوف ، قتال الألوف ، المخرق الصفوف ، ضرغام يوم الجمل ، المردود له الشمس عند الطفل (٥) تراك السلب ، ضراب القلل ، حليف البيض والأسل (٦) شجاع السهل والجبل ، زوج فاطمة الزهراء سيدة النساء ، مذل الاعداء ، معز الأولياء ، اخطب الخطباء ، قدوة أهل الكساء ، إمام الائمة الأتقياء ، الشهيد أبو الشهداء ، واشهر أهل البطحاء ، مضمخ (٧) مردة الحروب بالدماء ، الخارج عن بيت المال صفر اليدين عن الصفراء والحمراء والبيضاء ، مثكل الكفرة ، ومفلق هامات
__________________
(١) من القعص : الموت السريع.
(٢) اللجين على وزن التصغير : الفضة ولا مكبر له ، والنضار : سبيكة الذهب لسان العرب.
(٣) المجدل : الصارع ، والاتراب ، جمع ترب بالكسر : المثل.
(٤) المعفر : من لصق وجهه بالتراب.
(٥) الطفل : الليل ، الشمس قرب الغروب.
(٦) البيض : جمع الابيض : السيف ، الاسل : الرمح.
(٧) المضمخ : الملطخ.
الفجرة ، ومقوى اعضاد البررة ، وثمرة بيعة الشجرة ، وفاقئ عيون السحرة ، وداحي ارض الدماء ، ومطلع شهب الاسنة في سماء القترة ، المسمى نفسه يوم الغبرة بحيدرة ، خواض الغمرات ، حمال الألوية والرايات ، مميت البدعة ، ومحيى السنة ، وكاتب جواز أهل الجنة ، ومصرف الأعنة ، واللاعب بالاسنة ، ساد انفاق النفاق ، شاق جماجم ذوى الشقاق ، سيد العرب ، وموضع العجب ، المخصوص بأشرف النسب ، الهاشمي الأم والأب ، المفترع أبكار الخطب ، نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم المباهلة ، وساعده المساعد يوم المصاولة ، وخطيبه المصقع (١) يوم المقاولة ، وخليفته في مهاده ، وموضع سره في اصداره وايراده ، وملين عرائك اضداده ، وابو أولاده ، وواسطة قلادة الفتوة ، ونقطة دائرة المروة ، وملتقى شرفي الأبوة والبنوة ، ووارث علم النبوة ، وسيف الله المسلول ، وجواد الخلق المأمول ، ليث الغابة ، وأقضى الصحابة ، والحصن الحصين ، والخليفة الأمين ، أعلم من فوق رقعة الغبراء وتحت أديم السماء ، المستأنس بالمناجاة في ظلمة الليلة الليلاء :
هذي المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا |
راقع مدرعته والدنيا بأسرها قائمة بين يديه حتى استحيى من راقعها [ منزه ] نفسه النفيسة عن الدنيا الدنية ومصارعها ، ومنبطها بلجام تقواه عن مطامعها وفاطمها بتهجدها عن وثير (٢) مضاجعها ، أخو رسول الله صلىاللهعليهوآله وابن عمه ، وكاشف كربه وغمه ، ومساهمه في طمه ورمه (٣) وبغضه بغض البتول ، وولده ولد الرسول ، هو من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، دمه دمه ، ولحمه لحمه ، وعظمه عظمه ، وعلمه علمه ، وسلمه سلمه وحربه حربه وفرعه فرعه ونبعه نبعه ونجره نجره وفخره فخره وجده جده ، وأنهار
__________________
(١) المصقع على وزن منبر : البليغ.
(٢) الوثير : اللين.
(٣) الطم : الهدم ، والرم : الاصلاح ـ لسان العرب.
الفضائل في الدنيا من بحور فضائله ، ورياض التوحيد والعدل من بساتين خطبه ورسائله ، كبش أهل العراق والشام والحجاز ، وشجا حلوق الأبطال عند البراز ، وابن عم المصطفى ، وشقيق النبي المجتبى ، ليث الشرى (١) وغيث الورى ، حتف العدى ، مفتاح الندى ، قطب رحى الهدى ، مصباح الدجى ، جوهر النهى ، بحر المنى (٢) سعار الوغى ، قطاع الطلا (٣) شمس الضحى ، أبو القرى (٤) في أم القرى ، المبشر بأعظم البشرى ، مطلق الدنيا مؤثر الآخرة على الاولى ، رب الحجى ، بعيد المدى ، ممتطى صهوة العلى ، مسند الفتوى ، مثوى التقى ، نديد هارون من موسى ، مولى كل من [ كان ] له رسول الله مولى ، كثير الجدوى ، شديد القوى ، سالك الطريقة المثلى ، المعتصم بالعروة الوثقى ، الفتى الذي أتى فيه « هل أتى » ، اكرم من ارتدى ، واشرف من احتذى ، وأعلم من أهتدى ، أحبى من احتبى (٥) أفضل من راح واغتدى ، اشجع من ركب ومشى ، أهدى من صام وصلى ، مكافح من عصى وشق في دين الله العصا ، ومراقب حق الله ان امر أو نهى ، الذي ما صبا في الصبا ، وسيفه عن قرنه مانبا ، ونور هديه ماخبا ، ومهر شجاعته ماكبا ، دعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى التوحيد فلبى ، وجلا ظلم الشرك وجلى ، وسلك المحجة البيضا ، واقام الحجة الزهرا ، قد جنيت ثمار النصر من علمه ، والتقطت جواهر العلم من قلمه ، ونشأت ضراغم المعارك في أجمه ، دياس (٦) كيوان اقدام هممه ، ومدحه جبريل من قرنه إلى قدمه ، ومحرم أهل الحرمين بحرمه ، واخضرت ربى الآمال من ديم كرمه.
__________________
(١) شرى بنفسه عن قومه : تقدم بين ايديهم فقاتل عنهم ـ المنجد.
(٢) في [ و ] : بحر اللهى.
(٣) الطلى بضم اوله جمع طلية بالضم : صفحة العنق ـ لسان العرب.
(٤) القرى بكسر الاول : الاحسان إلى الضيف وغيره ـ لسان العرب.
(٥) أي اسخى العرب.
(٦) من داس : وطأ.
نعم ، هو أبو الحسن ، القليل الوسن ، الذي لم يسجد للوثن ، هو عصرة المنجود (١) ، هو من الذين أحيوا اموات الآمال بحياء الجود (٢) هو من الذين : « سيما هم في وجوههم من أثر السجود » (٣) هو محارب الكفرة والفجرة بالتنزيل والتأويل ، هو الذي ذكره في التوراة والانجيل ، هو الذي كان للمؤمنين ولياً حفياً وللرسول في نسائه وصيا ، وآمن به صبيا ، هو الذي كان لجنود الحق سنداً ولانصار الدين يداً وعضداً ومدداً ولضعفاء المسلمين مجيراً ، ولأقوياء الكافرين مبيراً ولكؤس العطاء على الفقراء مديراً ، الذي نزل فيه وفي أهل بيته : « الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ». ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيما واسيراً (٤) هو علي العلي ، الوصي الولي ، الهاشمي المكي المدني ، الابطحي الطالبي الرضي المرضي المنافي العصامي (٥) ، الاجودي ، القوي الجري اللوذعي (٦) ، الاريحي (٧) المولوي الصفي الوفي الذي بصره الله بحقايق اليقين ، ورتق به فتوق الدين ، الذي صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله وصدق ، وبخاتمه في ركوعه تصدق الذي اعتصب بالسماحة وبالحماسة تطوق ، ودقق في علومه وحقق ، وذكرنا بقتل الوليد بدرا وبقتل عمرو الخندق ، ومزق من ابناء الحروب ما مزق ، وغرق في لجة سيفه من أسود المعارك من غرق ، وحرق بشهاب صارمه من شياطين الهياج من حرق ، حتى استوثق الإسلام واتسق ، هو اطول بني هاشم باعا ، وامضاهم زماعا ، وارحبهم ذراعا ، واغزرهم سماعاً واكثرهم اشياعا ، واخلصهم اتباعا ،
__________________
(١) العصرة : الملجأ ، والمنجود : المغموم ـ المنجد.
(٢) الحياء : المطر.
(٣) الفتح : ٢٩.
(٤) الاحزاب : ٣٣ والدهر : ٨.
(٥) العصامي : من شرف بنفسه لا بآبائه ومن المثل كن عصاميا ، لا عظاميا اي اشرف بنفسك كعصام آبائك الذين صاروا عظاما.
(٦) اللوذعي الذكي.
(٧) الاريحي : الواسع الخلق ، النشيط إلى المعروف المنجد.
واشهرهم قراعا ، واحدهم سناناً ، واعربهم لساناً ، واقواهم جناناً ، إن اعترض قرنه قطه ، وان اعتلاه قده ، وان أتى على حصن هده هو حيدر وما أدراك ما حيدر [ ثم ما أدراك ما حيدر ] هو الكوكب الازهر ، هو الضرغام المصدر [ هو الباهر المنظر ] هو الطاهر المخبر (١) هو الصمصام المذكر (٢) هو صاحب براءة وغدير خم وراية خيبر ، وكمي احد وحنين والخندق وبدر الاكبر ، هو ساقي وراد الكوثر يوم المحشر ، هو أبو السبطين ، وقايد أفاعى العراقين ، ومصلى القبلتين ، الضارب بالسيفين ، الطاعن بالرمحين ، اسمح كل ذي كفين ، وافصح كل ذي شفتين ، وأهدى كل من تأمل النجدين ، هو صارع كل مارد للجران واليدين ، هو راسخ القدمين بين العسكرين ، انسب من في الاخشبين (٣) ، واعلم من في الحرمين.
الصفات
عن أبي إسحاق قال : لقد رأيت علياً عليهالسلام أبيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال عليهالسلام (٤).
وذكر ابن مندة : إنه كان شديد الادمة ، ثقيل العينين عظيمهما ، ذا بطن ، اصلع [ ووجه يسطع ] وهو إلى القصر أقرب ، أبيض الرأس واللحية (٥).
وزاد محمد بن حبيب البغدادي صاحب المحبر الكبير في صفاته : آدم اللون ، حسن الوجه ، ضخم الكراديس (٦) والباقي سواء (٧).
__________________
(١) المخبر : الباطن.
(٢) المذكر : القتال.
(٣) الاخشبان : الجبلان المطيفان بمكة وهما : أبو قبيس والأحمر ـ لسان العرب.
(٤) انساب الاشراف ٢ / ١١٦ ح / ٦٦.
(٥) فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٥٥٥ ـ ح ٩٣٤ مع اختلاف يسير وانساب الاشراف ٢ / ١٢٦.
(٦) الكراديس : المفاصل.
(٧) وللمزيد من البيان انظر وقعة صفين / ٢٣٣.
الفصل الثاني
في بيان نسبه من قبل أبيه واُمه
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب [ واسم ابي طالب ] عبد مناف بن عبد المطلب بن ابي نضلة هاشم. واسم عبد المطلب شيبة الحمد ، وكنيته أبو الحارث. وقد ذكرنا نسب عبد المطلب في باب فضائل النبي صلىاللهعليهوآله .
وامه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأسلمت وتوفيت قبل الهجرة ، وقيل بعد ما هاجرت (١).
٩ ـ وأنبأني الإمام الحافظ ، قدوة أصحاب الحديث ، سيد القراء ، أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد (٢) بن محمد العطار الهمذاني أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد القاضي ويحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله البغدادي. قالا : أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد المعدل ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمان بن العباس الذهبي ، أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزبير بن بكار قال : ولد أبو طالب بن عبد المطلب طالباً لا عقب له وعقيلاً وجعفراً وعلياً ، كل واحد منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولاء. وام هاني اسمها « فاختة » وام كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وقد أسلمت وهاجرت إلى الله ورسوله
__________________
(١) نظيره في مستدرك الصحيحين ٣ / ١٠٨.
(٢) في [ ر ] و[ و ] : الحسن بن احمد بن الحسن بن محمد.
صلىاللهعليهوآله وماتت بالمدينة وشهدها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي بن أبي طالب صلى الله عليه (١).
١٠ ـ وأخبرنا الشيخ القاضي ، الامام الزاهد ، زين الائمة ، أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا القاضي الإمام ، شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، حدثنا أحمد بن حماد بن رغبة المصري ، حدثنا روح بن صلاح ، حدثنا الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ام علي بن أبي طالب عليهالسلام دخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله فجلس عند رأسها فقال : رحمك الله يا امي كنت امي بعد امي ، تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسوني وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني تريدين بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة ، ثم أمر أن تغسل ثلاثاً فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده الشريفة ، ثم خلع قميصه فألبسها إياه وكفنت فوقه (٢) ثم دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله اسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها ، فلما بلغوا قبرها (٣) ، حفره رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده وأخرج ترابه بيده فلما فرغ دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله فاضطجع فيه ثم قال [ يا ] الله الذي يحيى ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لامي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها بحق نبيك محمد والانبياء
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ١ / ٢٢ ح / ١٠ وفيه : وام هاني [ وهي ] جمانة بدل « فاختة » وفضائل الصحابة ٢ / ٥٥٥ ـ ح / ٩٣٣ بحذف صدر الحديث.
(٢) في [ و ] : « فيه » بدل فوقه.
(٣) هكذا في الأصلين والصحيح : فلما بلغوا لحدها.
الذين من قبلي ، فانك أرحم الراحمين ، وكبر عليها أربعاً (١) وأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر (٢). قال « رض » : ومن مقالتي فيه صلى الله [ عليه ] :
نسب المطهر بين أنساب الورى |
|
كالشمس بين كواكب الانساب |
والشمس إن طلعت فما من كوكب |
|
إلا تغيب في نقاب حجاب (٣) |
قال « رض » : ووجدت ثلاثة أبيات لنصراني بخط الزجاج في مدح امير المؤمنين عليهالسلام وهي :
علي أمير المؤمنين صريمة |
|
وما لسواه في الخلافة مطمع |
له النسب الأعلى واسلامه الذي |
|
تقدم فيه والفضائل أجمع |
ولو كنت أهوى ملة غير ملتي |
|
لما كنت إلا مسلما أتشيع |
__________________
(١) راجع تعاليقنا في صفحة ٣٩٢ في فصل السادس والعشرون
(٢) انظر تفصيل ذلك في مستدرك الصحيحين ٣ / ١٠٨ الفصول المهمة لابن الصباغ / ٣١ ـ وورد نظيره في انساب الاشراف ٢ / ٣٥.
(٣) اظنه من بائية المؤلف الآتية.
الفصل الثالث
في بيان ما جاء في بيعته
١١ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر بن الحارث الاصفهاني ، أخبرنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا عبدان بن أحمد ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ذيب ، عن ابن شهاب الزهري ، قال : قلت لسعيد بن المسيب (١) : هل أنت مخبرى كيف كان قتل عثمان ؛ فذكر الحديث بطوله قال : وخرج علي عليهالسلام فأتى منزله وجاء الناس كلهم يهرعون إلى علي وأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله يقولون : أمير المؤمنين علي ، حتى دخلوا عليه داره فقالوا له : نبايعك فمد يدك ، فلابد من أمير فقال علي : ليس ذلك اليكم إنما ذلك لأهل بدر ، فمن رضى به أهل بدر فهو خليفة ، فلم يبق من أهل بدر إلا أتى علياً فقالوا : ما نرى أحداً أحق بها منك ، مد يدك نبايعك ، فقال : اين طلحة والزبير؟ فكان أول من بايعه طلحة ، فبايعه بيده وكانت اصبع طلحة شلاء فتطير منها علي وقال : ما اخلقه أن ينكث (٢) ثم بايعه الزبير وسعدو أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله جميعاً (٣)
__________________
(١) في [ و ] : سعيد بن حصين المسيب.
(٢) ما أخلقه : صيغة التعجب من الخليق بمعنى : الجدير.
(٣) الامامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ١ / ٤٦ ـ ٤٧ مع اختلاف يسير ـ الكامل في التاريخ ٣ / ٩٨ ـ اسد الغابة ٤ / ٣١.
١٢ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ، حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي ، حدثنى وضاح بن يحيى النهشلي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن زيد النخعي قال : لما بويع علي بن أبي طالب على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال خزيمة بن ثابت الانصاري وهو واقف بين يدى المنبر :
إذا نحن بايعنا علياً فحسبنا |
|
أبو حسن مما نخاف من الفتن |
وجدناه أولى الناس بالناس انه |
|
أطب قريش (١) بالكتاب وبالسنن |
وإن قريشاً ما تشق غباره |
|
إذا ما جرى يوما على الضمر البدن (٢) |
وفيه الذي فيهم من الخير كله |
|
وما فيهم كل الذي فيه من حسن (٣) |
__________________
(١) اطب قريش : اعلمهم ، رجل طب بالفتح : عالم.
(٢) الضمر البدن : المهزول ومراده الفرس السريع.
(٣) مستدرك الصحيحين للحاكم ٣ / ١١٤ وفيه : عن الاسود بن يزيد النخعي.
الفصل الرابع
في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه وبيان مبلغ سنه حين أسلم
١٣ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد. أخبرنا عبد الله بن جعفر النحوي. حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني عمار بن الحسين ، حدثني سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق قال : كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلىاللهعليهوآله معه وصلى وصدق ما جاء من الله ، علي بن أبي طالب ، وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان مما انعم الله به على علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه كان في حجر رسول الله صلىاللهعليهوآله قبل الاسلام (١).
١٤ ـ قال أبو إسحاق : حدثنا عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد بن خير أبي الحجاج قال : وكان من نعمة الله على علي بن أبي طالب عليهالسلام ومما صنع الله وأراد به من الخير ، أن قريشاً اصابتهم ازمة (٢) شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للعباس : عمه ـ وكان من ايسر بني هاشم ـ يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة ، فانطلق حتى نخفف عنه من عياله فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله علياً فضمه إليه فلم يزل علي مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى بعثه الله نبيا فاتبعه علي عليهالسلام
____________
(١) تفسير الثعلبي المخطوط الورق / ٢١٠ ـ اسد الغابة ٤ / ١٧.
(٢) الازمة : القحط.
وآمن به وصدقه (١)
١٥ ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمان القرشي ، حدثنا أبو الصلت الهروي ، حدثنا عبد الرزاق ويحيى بن اليماني. قالا : حدثنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن عليم بن قيس الكندي ، عن سلمان قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآله يقول : أول الناس وروداً على الحوض يوم القيامة ، أولهم اسلاماً علي بن أبي طالب (٢).
١٦ ـ وأنبأنا مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ـ أخبرنا قتيبة بن عبد الرحمان ، اخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، قال : حدثنا يونس ، عن بكير (٣) ، عن محمد بن إسحاق قال : إن علي بن أبي طالب عليهالسلام جاء إلى النبي صلىاللهعليهوآله (٤) ، فوجده يصلي فقال علي عليهالسلام : ما هذا يا محمد صلىاللهعليهوآله ؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : دين الله الذي اصطفى لنفسه وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له ،
__________________
(١) مستدرك الصحيحين ٣ / ٥٧٦ وفيه ايضا عن زيد بن علي بن الحسين عليهالسلام عن آبائه قال : اشرف رسول الله .. فاختار الله لي عليا ـ تفسير الثعلبي مخطوط الورق / ٢١٠ وللتوسع انظر شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ٢ / ١٨٢ الخطبة القاصعة حيث يقول الإمام عليهالسلام : قد علمتم موضعي من رسول الله صلىاللهعليهوآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وانا وليد ، يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه .. ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به.
(٢) للحديث مصادر كثيرة منها : تاريخ بغداد ٢ / ٨١ ـ مستدرك الصحيحين ٣ / ١٣٦ ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ١ / ٨٢ و ٨٦ ـ مناقب ابن المغازلي / ١٥
(٣) وفي « ر » : محمد بن بكير.
(٤) في « و» : جاء بعد أن صلى النبي « ص ».
والى عبادته ، والكفر باللات والعزى. فقال له علي عليهالسلام : هذا أمر لم اسمع به قبل اليوم ، فلست بقاض امراً حتى احدث أبا طالب ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره فقال له : يا علي إذا لم تسلم فاكتم ، فمكث علي عليهالسلام تلك الليلة ثم إن الله عزوجل أوقع في قلب علي عليهالسلام الاسلام ، فاصبح غادياً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى جاءه فقال : ماذا عرضت علي يا محمد؟ فقال : رسول الله صلىاللهعليهوآله : تشهد أن لا إله إلا الله وتكفر باللات والعزى وتتبرأ من الانداد فدخل علي عليهالسلام وأسلم ، فمكث علي عليهالسلام يأتيه على خوف من أبي طالب وكتم علي عليهالسلام اسلامه (١)
١٧ ـ وأنبأني مهذب الائمة هذا ، أخبرنا أبو غالب بن أبي على بن عبد الله المستعمل ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن المقنعي ، حدثنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه ، حدثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد ، حدثنا عبد الله بن عبد الجبار اليماني ، حدثنا ابراهيم بن أبي يحيى ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صلت الملائكة علي وعلى وعلي بن أبي طالب سبع سنين ، قالوا : ولم ذلك يارسول الله؟ قال : لم يكن معي من أسلم من الرجال غيره (٢) وذلك انه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء الا مني ومن علي.
١٨ ـ وأخبرنا الامام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن
__________________
(١) اسد الغابة لابن اثير الجزري ٤ / ١٦.
(٢) مناقب ابن المغازلي / ١٤ عن انس مستدرك الصحيحين ٣ / ١٣٦ ـ ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ١ / ٧٣ ـ ح / ٩٩ وفيه : عبد الله بن عبد الجبار الثمالي ، بدل « اليماني » وشواهد التنزيل للحافظ الحسكاني ٢ / ١٢٥ وفيه : قبل ان يسلم بشر ـ اسد الغابة ٤ / ١٨ عن ابي ايوب الأنصاري.
عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان ـ قال : أخبرني الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية عنه ـ أخبرني الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني ـ سنة ثلاث وسبعين واربعمائة ـ أخبرني الامام الحافظ ، طراز المحدثين ، أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني قال : أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني ، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الحافظ سليمان بن إبراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر بن مردويه ، حدثني سليمان بن أحمد بن منصور سجادة ، حدثني سهل بن صالح المروزي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان ، حدثنا الحسن بن علي البصري [ و ] حدثني كامل بن طلحة قالا : حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر ، قال سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين ، وذلك أنه لم ترفع شهادة أن لا إله إلا الله إلى السماء إلا منى ومن علي عليهالسلام (١) و (٢)
١٩ ـ وأخبرنا الامام العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن الحسين بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعيد بن إسماعيل بن الحسن السمان ، حدثنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي ـ لفظاً ـ اخبرني أبو محمد عبد الله بن سعيد الانصاري ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن ادران الخياط الشيرازي ، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ـ وصي المأمون ـ حدثني أمير المؤمنين الرشيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبد الله بن العباس قال : سمعت عمر بن الخطاب
__________________
(١) هذا الحديث ليس موجوداً في الأصلين لكن موجود في المطبوع.
(٢) مناقب ابن المغازلي / ١٤ ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن ابي طالب عليهالسلام ١ / ٨١ ـ ح / ١١٤ ـ شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ١٢٥.
ـ وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ـ فقال عمر : أما علي فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن ، فكان أحب الي مما طلعت عليه الشمس. كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب النبي صلىاللهعليهوآله بيده على منكب علي عليهالسلام فقال له : يا علي أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأول المسلمين اسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (١).
٢٠ ـ أخبرنا الامام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب الي من همدان ـ محمود بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن فاذشاه ، أخبرنا الطبراني ، عن الحسين بن إسحاق التستري ، عن الحسين بن أبي السري العسقلاني ، عن حسين الاشقر ، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى عليهالسلام يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى عليهالسلام صاحب يس (٢) ، والسابق إلى محمد صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب (٣).
٢١ ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار هذا إجازة ، أخبرنا عبدوس بن عبد الله ابن عبدوس الهمداني ـ كتابة ـ حدثنا الشريف أبو طالب حدثنا ابن مردويه الحافظ ، حدثنا عبيدالله بن جعفر ، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري ،
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ١ / ٣٦١ ونظيره في ص ١٣٢ ح / ١٦١ ـ كنز العمال ١٣ / ١٢٢ و ١٢٤.
(٢) سمي هذا الرجل « صاحب يس » لأن قصته مذكورة في هذه السورة ، قال تعالى : « واضرب لهم مثلاً اصحاب القرية إذ جائها المرسلون إذ ارسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون » واسمه كما في التفاسير شمعون الصفا فكان رأس الحواريين وكان صاحب الكرامات.
(٣) ونقل الخطيب البغدادي حديثاً في ايمان علي عليهالسلام هو : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين .. وعلي بن ابي طالب و .. تاريخ بغداد ١٤ / ١٥٥.
حدثنا بشر بن مهران ، حدثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود قال : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله اني قدمت مكة في عمومة لى فأرشدونا على العباس (١) بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف اذنيه ، اقنى الأنف ، براق الثنايا ، ادعج العينين ، كث اللحية ، دقيق المسربة (٢) ، شثن (٣) الكفين ، حسن الوجه ، معه مراهق أو محتلم تقفوه إمرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلم الغلام ، ثم استلمته المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، والغلام والمرأة يطوفان معه فقلنا : يا أبا الفضل ان هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث؟ قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة إمرأته خديجة بنت خويلد. ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة (٤).
٢٢ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن ابن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر الاصبهاني ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، أخبرني عمرو بن مرة. قال : سمعت أبا حمزة عن زيد بن أرقم قال : أول من صلى مع النبي صلىاللهعليهوآله علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
__________________
(١) هكذا في الأصلين.
(٢) المسرب : الشعر وسط الصدر إلى البطن.
(٣) شثنت اصابعه : خشنت وغلظت.
(٤) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ٢ / ٢٢٢ ـ ح / ٩٣٧ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ / ٢٢٥. خصائص النسائي / ٣٦ عن عفيف الكندي.
(٥) فضائل الصحابة ٢ / ٦٠٩ ـ فرودس الاخبار ١ / ٣٩ ـ
٢٣ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقري بالكوفة ، حدثنا أبو جعفر بن دحيم ، حدثنا احمد بن حازم حدثنا عبيدالله بن موسى ، حدثنا سفيان وشعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن حبة العرني قال : سمعت علياً عليهالسلام يقول : أنا أول من أسلم (١).
٢٤ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع قال : صلى النبي صلىاللهعليهوآله أول يوم الاثنين ، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد ، وصلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي [ أحد ] سبع سنين وأشهراً (٢).
قال « رض » : هذا الحديث إن صح ، فتأويله أنه صلى سبع سنين مع النبي صلىاللهعليهوآله قبل جماعة تأخر إسلامها ، لا أنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمان بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وطلحة والزبير ، فان هذه المدة التي بين إسلام هؤلاء وإسلام علي عليهالسلام لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلهم.
٢٥ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرني أبو الحسين بن
__________________
(١) للحديث مصادر كثيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٥٨٩ ـ ح / ٩٩٧ ـ تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٣ ـ تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ١ / ٥٧ ـ ح ٨٣ ـ خصائص النسائي ٣١ ـ ح / ١ وفيه : أنا اول من صلى مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وبهذا المعنى الرقم ٢ و ٣ و ٤ وبهذه العبارة رواه أيضا البلاذري في انساب الاشراف ٢ / ٩٢ و ٩٣ ـ ح / ٩ و ١٠.
(٢) تاريخ ابن عساكر ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليهالسلام ١ / ٤٨ ـ ح / ٧١ ـ شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني ٢ / ١٢٦ ح / ٨٢٠ ونظيره في حديث ٨١٨ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٦٤٠ عن ابن عباس مع اختلاف يسير.
الفضل القطان ببغداد ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، قال حدثنا الليث بن سعيد قال حدثني أبو الأسود ، عن عروة قال : أسلم علي عليهالسلام [ وصدق بالنبي صلىاللهعليهوآله ] وهو ابن ثمان سنين (١).
٢٦ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، حدثنا أبو طاهر محمد بن محمش بن الفقيه ، أخبرنا محمد بن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ، قال حدثني محمد بن اسماعيل الاحمشي ، حدثنا مفضل بن صالح الاسدي ، حدثني سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لعلي أربع خصال : هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي صلىاللهعليهوآله ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم المهراس (٢) انهزم الناس كلهم غيره ، وهو الذي غسله وادخله قبره (٣).
٢٧ ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد العدل ، قال حدثنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي ، أخبرنا محمد بن العباس ، أخبرنا أبو الحسن ، حدثنا الحسين ، حدثنا محمد بن سعيد ، أخبرنا يحيى بن حماد البصري ، أخبرنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس قال : أول من اسلم من الناس بعد خديجة علي عليهالسلام.
__________________
(١) صحيح الترمذي ٥ / ٦٤٠ ـ تاريخ الطبري ٢ / ٥٧ وفيه. تسع سنين.
(٢) المهراس : صخرة منقورة تسع كثيرا من الماء وقد يعمل منها حياض للماء وقيل : المهراس في هذا الحديث اسم ماء ب « احد » ـ النهاية.
(٣) فضائل الصحابة لاحمد بن حنبل ٢ / ٥٨٩ ـ ح / ٩٩٧ ـ ٩٩٨ صحيح الترمذي ٥ / ٦٤٢ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٩ ـ الحاكم ٣ / ١١١ ـ شواهد التنزيل ١ / ٩ ح ١٢٨ قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٤ / ١٢٢ : واعلم ان شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في ان اول الناس اسلاماً علي بن أبي طالب.. انظر ص ١١٦ إلى ١٢٥ ويقول في آخر الصفحة : فدل مجموع ما ذكرناه ان علياً اول الناس اسلاماً وان المخالف في ذلك شاذ ، والشاذ لا يعتد به.
قال « رض » ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أيام صفين :
انت الامام الذي نرجوا بطاعته |
|
يوم النشور من الرحمن غفراناً |
اوضحت من ديننا ما كان مشتبهاً |
|
جزاك ربك عنا فيه احساناً |
نفسي الفداء لخير الناس كلهم |
|
بعد النبي علي الخير مولانا |
أخي النبي ومولى المؤمنين معا |
|
واول الناس تصديقاً وإيماناً |
__________________
(١) يروى انه سأل رجل عليا عليهالسلام عن مسألة فاجابه بجواب ، اعجب الرجل وفرح به فرحاً شديداً فانشأ ـ انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ / ٢٢٧.