الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي
المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣
ربيعة قال : رأيت علياً يتزر فرأيت عليه تباناً (١).
قال رضي الله عنه : التبان سراويل الملاح ، وهو سراويل قصيرة صغيرة ، وتبنه : ألبسه إياه.
١٣٣ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن ليث ، عن معاوية ، عن رجل من بني كاهل (٢) قال : رأيت على علي تبانا وقال : نعم الثوب ما أستره للعورة واكفه للاذى (٣).
١٣٤ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، حدثنا أبو العباس ، حدثنا يحيى ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين قال : إن أفضل ثوب رأيته على علي القميص من قهز ، وبردين قطريين (٤).
قال العباس : كل ثوب يضرب إلى السواد من ثياب اليمن يسمى قطريا.
قال « رض » القهز : ضرب من الثياب يتخذ من صوف ، بفتح القاف ذكره في ديوان « الادب المهذب » وقال الغوري : القهز بكسر القاف وهو ثياب بيض ، وقطر بلد ينسب إليه البرود ، قال أبو النجم : وهبطوا السند (٥) بجنبي قطرا.
١٣٥ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن
__________________
(١) انساب الاشراف ٢ / ١٢٤ مع اختلاف يسير.
(٢) الكاهل : ابن اسد بن خزيمة أبو قبيلة من اسد وهم قتلة أبي امرئ القيس القاموس المحيط.
(٣) رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين ١ / ٣٥٣ وروى أحمد بن حنبل نظيره في فضائل الصحابة ٢ / ٧١٠.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٢٨ مع اختلاف يسير.
(٥) السند : المرتفع من الأرض ومعناه نزلوا بالمرتفعات في جانبي قطر ـ لسان العرب.
الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو بكر الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو حيان ، عن مجمع التميمي قال : خرج علي بن أبي طالب عليهالسلام بسيفه إلى السوق ، فقال : من يشتري مني سيفي هذا ، فلو كان عندي اربعة دراهم اشتري بها إزاراً ما بعته (١).
١٣٦ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا المختار ـ وهو ابن نافع ـ عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي : ارفع ازارك فانه أبقى لثوبك واتقى لك ، وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فمشيت خلفه وهو متزر بإزار مرتد برداء ، معه الدرة كأنه أعرابي بدوي ، فقلت : من هذا؟ فقال لي رجل : أراك غريباً بهذا البلد ، قلت : أجل رجل من أهل البصرة ، قال : هذا علي أمير المؤمنين عليهالسلام [ فسار ] حتى انتهى إلى دار بتي أبي معيط (٢) وهو سوق الابل ، فقال : بيعوا ولا تحلفوا ، فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ، ثم أتى أصحاب التمر ، فإذا خادمة تبكي ، فقال : ما يبكيك؟ قالت : باعني هذا الرجل تمراً بدرهم ، فرده مولاى وأبى ان يقبله ، فقال له : خذ تمرك واعطها درهما فانها خادمة ليس لها أمر ، فدفعه فقلت : اتدري من هذا؟ قال : لا ، قلت : هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين فصب تمره واعطاها درهمها ، وقال : يا مولاي ، احب ان ترضى عني ، قال ما ارضاني عنك إذا اوفيتهم حقوقهم ، ثم مر مجتازاً باصحاب التمر ، فقال : يا اصحاب التمر ، اطعموا المساكين فيربوا كسبكم ، ثم مر مجتازاً ومعه المسلمون حتى اتى اصحاب السمك ، فقال : لا يباع في سوقنا طافي (٣) ثم اتى دار فرات
__________________
(١) حلية الاولياء ١ / ٨٣ ورواه ايضاً ابن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٣٧.
(٢) في [ ر ] : بني معيط.
(٣) الطافي : هو السمك الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه ـ مجمع البحرين.
وهو سوق الكرابيس فقال يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم ، فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً ، ثم اتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً فأتى غلاماً حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، ولبسه ما بين الرسغين (١) إلى الكعبين ، فقال حين لبسه : الحمدلله الذي رزقني من الرياش ما اتجمل به في الناس ، واواري به عورتي ، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال : بل شيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله يقوله عند الكسوة ، فجاء ابو الغلام صاحب الثوب فقيل : يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم ، قال أفلا اخذت منه درهمين؟ فاخذ ابوه درهما وجاء به إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو جالس على باب الرحبة ومعه المسلمون ، فقال : امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال : ما شأن هذا الدرهم؟ قال كان ثمن القميص درهمين قال باعني برضاي واخذه برضاه (٢).
١٣٧ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن غانم الطويل ، حدثنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : ما رأيت ازهد في الدنيا من علي بن أبي طالب عليهالسلام (٣).
__________________
(١) الرسغ من الانسان : مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم ـ مجمع البحرين.
(٢) رواه ابو اسحاق الثقفي في الغارات ١ / ١٠٤ باختصار ـ وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٢٨ وفي المسند ١ / ١٥٧ قطعة من الحديث ـ واورده المتقى الهندي في كنز العمال ١٣ / ١٨٣.
(٣) مقتل ابن أبي الدنيا ح ٩٩.
الفصل الحادى عشر
في بيان شرف صعوده ظهر النبي لكسر الأصنام
١٣٩ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ـ املاء ـ حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدثني شبابة بن سوار ، حدثنا نعيم بن حكيم ، حدثنا أبو مريم ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : انطلق بي رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى أتى بي الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله صلىاللهعليهوآله على منكبي ثم قال لي : انهض ، فنهضت ، فلما رأى ضعفي تحته ، قال لي : اجلس ، فنزل وجلس فقال لي : يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثم نهض بي رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما نهض بي خيل الي لو شئت ، نلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : ألق صنمهم الأكبر : صنم قريش وكان من نحاس موتداً أوتاداً من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : عالجه ورسول الله صلىاللهعليهوآله يقول إيه إيه (١) « جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا » (٢) فلم أزل اعالجه حتى
__________________
(١) ايه بكسر الهمزة والياء : اسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل لسان العرب.
(٢) الاسراء : ٨١.
استمكنت منه فقال لي : اقذفه ، فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة فانطلقت انا والنبي صلىاللهعليهوآله وخشينا أن يرانا احد من قريش أو غيرهم ، قال علي فما صعدته حتى الساعة (١).
قال رضي الله عنه : أيهت به : إذا صحت به ، وايه : حدثنا استزادة ايهاً [ عنا ] : لا تحدثنا : كف. قال ذوالرمة :
وقفنا فقلنا : ايه عن ام سالم |
|
وكيف بتكليم الديار البلاقع |
__________________
(١) مستدرك الصحيحين ٣ / ٥ خصائص النسائي / ٢٢٥ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٨٤ باختصار تاريخ بغداد ٣ / ٣٠٢.
الفصل الثاني عشر
في بيان تورطه المهالك في الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله
وشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى وتقدس
١٤٠ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، أخبرنا أبي ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمر بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يابن عباس إما ان تقوم معنا ، وإما ان تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل انا أقوم معكم قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى ـ قال : فابتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف (١) وقعوا في رجل له بضعة (٢) عشرة فضائل ليست لأحد غيره : وقعوا في رجل قال له النبي صلىاللهعليهوآله لابعثن رجلاً لا يخزيه الله ابداً ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف فقال : اين علي؟ قالوا : انه في الرحى يطحن قال : وما كان احدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو ارمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً ، فاعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي فقال ابن عباس : ثم بعث رسول الله صلى
__________________
(١) أف وتف ، معناه : الاستقذار لما شم ، وقيل معناه : الاحتقار والاستقلال وهي صوت إذا صوت به الانسان علم انه متضجر متكره ـ النهاية ولسان العرب.
(٢) هكذا في الاصلين والصحيح « بضع عشرة فضيلة » على قانون العدد ـ لسان العرب.
الله عليه وآله أبا بكر بسورة التوبة فبعث علياً عليهالسلام خلفه واخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، قال ابن عباس وقال النبي صلىاللهعليهوآله لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلى جالس معهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله وأقبل على رجل رجل (١) منهم فقال : ايكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، فقال لعلي : أنت وليي في الدنيا والآخرة.
قال ابن عباس : وكان علي عليهالسلام أول من آمن من الناس بعد خديجة ، قال : وأخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » (٢).
قال ابن عباس : وشرى نفسه فلبس ثوب النبي صلىاللهعليهوآله ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون انه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجاء أبو بكر وعلي عليهالسلام نائم وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : فقال له علي عليهالسلام : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ام ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.
قال : وجعل علي عليهالسلام يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله صلىاللهعليهوآله ، وهو يتضور (٣) وقد لف رأسه في الثوب ، لا يخرجه حتى اصبح ، ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك لئيم ، وكان صاحبك لا يتضور ، ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك
قال ابن عباس : وخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج معك؟ فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : لا ، فبكى علي فقال له : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من
__________________
(١) أي كل رجل منهم.
(٢) الأحزاب ٣٣.
(٣) التضور : التلوي والصياح من وجع الضرب ـ لسان العرب.
موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ أنه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي. قال ابن عباس ؛ وقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت ولي كل مؤمن من بعدي ومؤمنة. قال ابن عباس : وسد رسول الله صلىاللهعليهوآله ابواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه وليس له طريق غيره. قال ابن عباس : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله من كنت مولاه فان مولاه علي ، قال ابن عباس : وقد اخبرنا الله عزوجل في القرآن انه رضي عن اصحاب الشجرة (١) فعلم ما في قلوبهم فهل اخبرنا الله انه يسخط عليهم بعد ذلك.
قال ابن عباس : وقال نبي الله لعمر حين قال ائذن لي فاضرب عنقه ـ يعنى عنق حاطب قال : وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم (٢)
١٤١ ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا ، اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو ، وحدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا قيس بن ربيع ، حدثنا حكيم بن جبير ، عن على بن الحسين قال : ان من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقال علي عليهالسلام عند مبيته على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى |
|
ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر |
رسول إله خاف ان يمكروا به |
|
فنجاه دو الطول الاله من المكر |
وبات رسول الله في الغار آمنا |
|
موقى وفي حفظ إلا له وفي ستر |
وبت أراعيهم وما يثبتونني |
|
وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (٣) |
__________________
(١) « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ... » ( الفتح : ١٨ ).
(٢) حديث مشهور رواه اكثر الحفاظ الثقات في مصنفاتهم منهم : أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٣٣٠ وفي فضائل الصحابة ٢ / ٦٨٢ ـ النسائي في خصائصه / ٦٩ ـ والحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٢.
(٣) رواه أيضاً الحاكم في المستدرك ٣ / ٤ وفيه : يتهمونني بدل « يثبتونني ».
الفصل الثالث عشر
في بيان رسوخ الإيمان في قلبه
١٤٢ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا يحيى ابن عبد الحميد ، حدثنا شريك ، عن منصور. عن ربعي بن حراش قال : حدثني علي بن أبي طالب بالرحبة قال : اجتمعت قريش إلى النبي صلىاللهعليهوآله وفيهم سهيل بن عمر فقالوا : يا محمد ، أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا ، فغضب النبي صلىاللهعليهوآله حتى رؤي الغضب في وجهه ، ثم قال : لتنتهن يا معشر قريش ، أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين ، قيل : يا رسول الله أبو بكر؟ قال : لا. فقيل : فعمر؟ فقال : لا. ولكنه خاصف النعل الذي في الحجرة ، قال فاستفظع الناس ذلك من علي ، فقال أما إنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا تكذبوا علي فانه من كذب علي متعمداً فليلج النار (١)
١٤٣ ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة ، عن مسند زيد بن علي عليهالسلام ، حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس ، حدثنا
____________
(١) للحديث مصادر كثيرة منها : صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٤ ـ خصائص النسائي / ٨٥ ـ مسند أحمد ١ / ١٥٥ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٤٩ ـ مستدرك الصحيحين ٢ / ١٣٧ و ١٢٥.
أبو عبد الله محمد بن سهل ، حدثنا محمد بن عبد الله البلوي ، حدثني ابراهيم بن عبيدالله بن العلاء ، حدثني أبي ، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم فتحت خيبر : لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر على ملا من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك ، وفضل طهورك ، يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي ، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وانت غداً على الحوض خليفتي ، تذود عنه المنافقين ، وانت أول من يرد علي الحوض ، وانت أول داخل الجنة من امتي ، وان شيعتك على منابر من نور رواء مرويين ، مبيضة وجوههم حولي ، اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني ، وان عدوك غدا ظماء مظمئين ، مسودة وجوههم مقمحين ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وسرك سري وعلانيتك علانيتي ، وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وان ولدك ولدي ، ولحمك لحمي ودمك دمي ، وان الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأن الله عزوجل أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة ، وان عدوك في النار ، [ يا علي ] لايرد علي الحوض مبغض لك ، ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي : فخررت له سبحانه وتعالى ساجداً وحمدته على ما انعم به علي من الاسلام والقرآن ، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلىاللهعليهوآله (١).
١٤٤ ـ وأخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني
__________________
(١) الحديث بطوله في مناقب ابن المغازلي / ٢٣٧.
ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية ـ عنه أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم ـ الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدثنا عبيدالله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس ، حدثنا اسحاق بن أيوب بن سويد ، حدثني أبو أيوب ، عن سويد ، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي عبيد ـ صاحب سليمان ابن عبد الملك ـ قال بلغ عمر بن عبد العزيز : ان قوما تنقصوا علي بن أبي طالب عليهالسلام فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله وذكر علياً وفضله وسابقته ثم قال : حدثنى عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوآله ضاحكا ، فلما سرى عنه قلت : بأبي أنت وامي ، يا رسول الله ما اضحكك؟ فقال : أخبرني جبرئيل : انه مر بعلي عليهالسلام وهو يرعى ذوداً (١) له ، وهو نائم قد ابدى بعض جسده ، قال : فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي.
١٤٥ ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو القاسم علي
__________________
(١) الذود : ثلاثة ابعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين ـ قاموس اللغة ٢ / ٢٩٣.
ابن الحسين العرزمي بالكوفة ، حدثنا أبو العباس احمد بن علي المرهبي ، حدثنا علي بن العباس ، حدثني محمد بن تسنيم أبو الطاهر الوراق ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد ، حدثنا رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة بن صبرة ، عن أبيه ، عن جده قال : جاء رجلان إلى عمر فقالا له : ما ترى في طلاق الأمة؟ فقام إلى حلقة ، فيها رجل أصلع فقال : ما ترى في طلاق الأمة؟ فقال : اثنتان ، فالتفت اليهما فقال : اثنتان. فقال له أحدهما : جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة ، فجئت إلى رجل فسألته؟ فوالله ما كلمتك ، فقال عمر : ويلك أتدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لو ان السماوات والارض وضعت في كفة ووزن ايمان علي ، لرجح ايمان علي (١).
١٤٦ ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ اجازة اخبرنا أبو سعد احمد بن عبد الجبار الصيرفي ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد اذنا ، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن التيملي ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن رقبة بن مسقلة العبدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب قال : أشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآله لسمعته وهو يقول : لو ان السماوات السبع والارضين السبع وضعن في كفة ميزان ، ووضع ايمان علي في كفة ميزان ، لرجح ايمان علي (٢).
__________________
(١) و (٢) فردوس الاخبار للديلمي ٣ / ٤٠٨ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٨٩ ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليهالسلام ٢ / ٣٦٤ و ٣٦٥ وفيه عبد الله بن الحويعة بدل عبد الله بن خونقة ـ كنز العمال ١١ / ٦١٧
١٤٧ ـ وانبأني مهذب الائمة هذا ، انبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ، عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الازجي ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد المفيد بجرجرايا (١) حدثنا عبد الرحمان أحمد المهروي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمان ، حدثنا عمي ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن عمر ـ مولى غفرة ـ عن محمد بن كعب قال : رأى أبو طالب النبي صلىاللهعليهوآله يتفل في في علي عليهالسلام فقال : ما هذا يا محمد؟ قال : ايمان وحكمة ، فقال أبو طالب لعلي : يا بني انصر ابن عمك وآزره.
__________________
(١) جرجرايا ، بفتح الجيمين وتسكين الراء الاولى وفتح الثانية : بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة خربت مع ما خرب من النهروانات ـ مراصد الاطلاع.
الفصل الرابع عشر
في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنه مولى كل من كان رسول الله مولاه
١٤٨ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الاسفرائيني ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا يوسف بن الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن سعد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه ليس معي نبي ، قال سعيد : فأحببت ان اشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له الذي ذكر لي عامر ، فقال : نعم سمعته يقول ، قلت : أنت سمعته؟ فادخل اصبعيه في اذنيه ثم قال : نعم والا فاستكتا (١)
وهو عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد بن أبي وقاص.
قال رضي الله عنه : ويقال اذن سكاء : بينة السكك وهو قصرها وصغرها ، وقيل : صغر جلدتها التي حول صماخها وضيق صماخها ، وآذان سك ورجل أسك ، ويقال لمن لا اذن له اصلاً : أسك ، وسكه يسكه إذا
__________________
(١) للحديث مصادر كبيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٦٣٣ ـ خصائص النسائي / ١١٣ ومناقب ابن المغازلي / ٢٨.
اصطلم اذنيه ، واستكت اذنه : صمت ، مجاز ما ذكرنا قال النابغة :
وأخبرت خير الناس انك لمتني |
|
وتلك التي يستك منها المسامع |
١٤٩ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق ، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : علي مني وانا منه ، ولا يقضي ديني إلا أنا أو علي (١).
١٥٠ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا ابن أبي عيينة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة الاسلمي قال : غزوت مع علي عليهالسلام إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فذكرت علياً فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلىاللهعليهوآله يتغير ، فقال : يا بريدة الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٢).
١٥١ ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، والإمام الإجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قال أنبأنا الشريف الإمام الإجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا
__________________
(١) فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤ ومسنده ٤ / ١٦٥ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٢١
(٢) مسند أحمد ٥ / ٣٤٧ ـ مستدرك الصحيحين ٣ / ١١٠ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٤ ـ حلية الاولياء لابي نعيم ٦ / ٢٩٤ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٤.
سهل بن أحمد ، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، عن هناد بن السري ، عن محمد بن هشام ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ان الله لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه ، فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثم خلق الخلق وفوض الينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقي من شقي بنا ، نحن المحلون لحلاله والمحرمون لحرامه (١)
١٥٢ ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابه [ أخبرنا الشريف ابو طالب المفضل بن الجعفري باصبهان اخبرني الحافظ أبو بكر ابن مردويه اجازة ، حدثني جدي ] (٢) حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدثني الحسن بن عليل العنزي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان الذراع ، حدثنا قيس بن حفص ، حدثني علي بن الحسن ، أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبى سعيد الخدري : ان النبي صلىاللهعليهوآله يوم دعا الناس إلى غدير خم (٣) ، امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم (٤) وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض ابطه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت « اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً » (٥) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : الله اكبر على اكمال الدين ، واتمام النعمة ، ورضى الرب برسالاتي ، والولاية لعلي ، ثم قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقال
__________________
(١) كتاب مائة منقبة لابن شاذان / ٢٥ ـ نظيره في كنز العمال ١٥ / ١٢٧.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصلين لكن وجوده ضروري ، راجع رقم / ١٦٥.
(٣) خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير عنده خطب النبي صلىاللهعليهوآله .
(٤) قم الشيء قما : كنسه ـ لسان العرب.
(٥) المائدة : ٣.
حسان بن ثابت : ائذن لى يارسول الله ان أقول ابياتا ، قال : قل ببركة الله تعالى ، فقال حسان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ، اسمعوا شهادة رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم قال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم |
|
بخم وأسمع بالرسول مناديا |
بأني مولاكم نعم ونبيكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهـك مولانا وأنت ولينا |
|
ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا |
فقال له قم يا على فانني |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا (١) |
١٥٣ ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الأمين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمان بن عثمان بن أبي نصر ـ بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو الحسن خيثمة ابن سليمان بن حيدرة ، حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن عباد بصنعاء ، عن عبد الرزاق ، عن معمري ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لوفد ثقيف حين جاؤه : لتسلمن أو ليبعثن الله رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ فليضربن اعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن اموالكم ، فقال عمر بن الخطاب : فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا ، قال : فالتفت إلى علي بن أبي طالب فأخذ بيده ثم قال : هو هذا ، هو هذا (٢)
١٥٤ ـ وأخبرنا الإمام الإجل شمس الائمة أخي أبو الفرج محمد بن
__________________
(١) رواه الجويني في فرائد السمطين ١ / ٧٢ ـ ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ ح / ٢١١.
(٢) مناقب ابن المغازلي / ٤٢٨ وفضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٥٩٣ ـ ح / ١٠٠٨ ـ انساب الاشراف ٢ / ١٢٣.
أحمد المكي ـ أدام الله سموه ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل ابن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، حدثنا أبو سعيد الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن جبير قال : بلغ ابن عباس أن قوماً يقعون في علي عليهالسلام فقال لابنه علي بن عبد الله : خذ بيدي فاذهب بي إليهم ، فأخذ بيده حتى انتهى إليهم فقال : أيكم الساب لله؟ فقالوا : سبحان الله من سب الله فقد اشرك ، فقال : أيكم الساب رسول الله؟ فقالوا : من سب رسول الله فقد كفر ، فقال : أيكم الساب لعلي؟ قالوا : قد كان ذاك ، قال : فاشهد لقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : من سب علياً فقد سبنى ، ومن سبنى فقد سب الله ، ومن سب الله كبه الله على وجهه في النار ، ثم ولى عنهم فقال لابنه علي : كيف رأيتهم فأنشأ يقول :
نظروا اليك بأعين محمرة |
|
نظر التيوس إلى شفار الجازر |
قال زدني فداك أبوك يقول :
خزر الحواجب ناكسى اذقانهم |
|
نظر الذليل إلى العزيز القاهر (١) |
قال زدني فداك أبوك قال ما أجد مزيداً قال لكني اجد :
أحياؤهم خزي على أمواتهم |
|
والميتون فضيحة للغابر (٢) |
١٥٥ ـ وأخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي
__________________
(١) الخزر بضم الاول وسكون الوسط ، جمع الاخزر : هو الذي اقبلت حدقتاه إلى أنفيه ـ لسان العرب.
(٢) مناقب ابن المغازلي / ٣٩٤ ـ كفاية الطالب / ٨٢ والرياض النضرة / ١٢٢.
أبي عامر محمود بن القاسم الازدي ، وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ، ثلاثتهم عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن الامام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثنا علي بن المنذر ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الاجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (١).
١٥٦ ـ وبهذا الاسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، أخبرني أخي موسى بن جعفر ابن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليهالسلام انه قال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذ بيد حسن وحسين وقال من أجني؟ وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة (٢)
قال « رض » أخرج هذا الحديث ابو عيسى في جامعه.
١٥٧ ـ وأخبرنا الشيخ الثقة العدل أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر بن الزاغوني بمدينة السلام ، عن الشيخ الثقة أبي الليث وأبي الفتح الشاشي (٣) أحمد بن الحسين بن نصر الشاشي ، عن الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور المغربي ، عن الشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن زكريا الشيباني الشاشي ـ المعروف بالجوزقي ـ أخبرنا أبو العباس الدغولي ، حدثني محمد بن مشكان ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن
__________________
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ / ٤٠٢ ـ مناقب ابن المغازلي / ١٢٤ صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٩.
(٢) صحيح الترمذي ٥ / ٦٤١ ـ مسند أحمد ١ / ٧٧ ـ فضائل الصحابة له ٢ / ٦٩٣ ورواه أيضا ابو نعيم في تاريخ اصفهان ١ / ١٩٢.
(٣) شاش : مدينة بما وراء النهر.
إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعلي بن أبي طالب عليهالسلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى (١) أخرج الشيخان هذا الحديث في صحيحهما.
١٥٨ ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا أبو غالب بن ابي علي المستعمل ، أخبرنا والدي أبو علي الحسن ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي ـ المعروف بالزاهد الرازي ـ حدثنا محمد بن عثمان العبسي ، حدثنا أحمد بن طارق الواشي ، حدثنا علي ابن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله ، عن عون بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن علي ابن أبي طالب عليهالسلام قال : دخلت على نبي الله صلىاللهعليهوآله وهو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبي صلىاللهعليهوآله نائم ، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك فانت أحق به مني ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلىاللهعليهوآله في حجري ، كما كان في حجر الرجل ، فمكثت ساعة ثم أن النبي صلىاللهعليهوآله استيقظ ، فقال : اين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فهل تدري من الرجل؟ فقلت : لا ، بأبي وامي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : ذاك جبرئيل عليهالسلام كان يحدثني حتى خف عني ونمت ورأسي في حجره (٢).
__________________
(١) حديث مشهور متواتر وله مصادر كثيرة منها صحيح مسلم الجزء السابع / ١٢١ ـ صحيح البخاري الجزء الخامس / ١٩ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٩٤١ ـ مسند أحمد ١ / ١٧٤.
(٢) ذخائر العقبى للمحب الطبري / ٩٤.