المناقب

الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي

المناقب

المؤلف:

الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣

١

٢
٣

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية المرتضى ، وأتم الصلاة على الصادع بها محمد المحبو من الله بالرضا ، وآله الدوحة البيضا ، واللعنة على أعدائهم ما طلعت شمس وقمر أضا.

وبعد : أيها القارئ العزيز نقدم بين يديك هذا السفر الجليل الحاوي على شمة من أزهار إمام الأبرار ورشحة من نثار زخار منبع الأسرار سيد الوصيين وإمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ الذي أخفى فضائله الأحباء تقية والأعداء حسداً وانتشر مابين ذلك ما عم الخافقين.

وقد قام مؤلف هذا الكتاب ـ الحافظ الموفق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي ـ بتسطير ما حدثه به مشايخه في الحديث والرواية من مناقب وفضائل خص بها مولى الموحدين عليه الصلاة والسلام.

ولأهميّة هذا الكتاب ـ بحيث عد من مصادر الفريقين ، فقد نقل عنه علماء الخاصة والعامة ، وأكثروا من تخريج أحاديثه في كتبهم كالعلامة والسيد ابن طاووس وابن شهراشوب والأربلي وأضرابهم ، وابن الوزير اليماني وابن حجر العسقلاني والكنجي الشافعي وابن الصباغ المالكي وأشباههم ـ تصدت مؤسستنا لطبع هذا الكتاب ونشره ، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بجزيل شكرنا لسماحة فضيلة الشيخ مالك المحمودي ـ حفظه الله ـ الذي بذل جهداً جهيداً في تنظيم متونه واستخراج منابعه بعد مقابلته مع النسخ المخطوطة المتوفرة لديه. فشكر الله سعيه وجزاه عن مولاه خير الجزاء.

نسأل الله مزيدا من التوفيق لخدمة أهل البيت عليهم‌السلام ونشر فضائلهم وإحياء أمرهم إنه نعم الموفق والمعين.

مؤسسة النشر الإسلامي

التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

٤

كلمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء محمد وآله الطيبين لاسيما وصيه وابن عمه علي امير المؤمنين.

وبعد ؛ فقد وفقني الله فيما مضى لتحقيق واخراج كتاب « العمدة » الذي يتضمن عيون الأخبار في فضائل الإمام علي عليه‌السلام التي وردت في صحاح اهل السنة وسننهم ومسانيدهم وذلك بمعونة أحد الاخوة الفضلاء.

وقد استقبل القراء هذا الكتاب القيم استقبالاً كبيراً مما دل على رغبة الناس الشديدة في التعرف على فضائل إمام المتقين وبخاصة إذا كان من الكتب المؤلفة قديماً والمعتمدة على مصادر أهل السنة أو كان من مؤلفاتهم.

وهذا هو ما حدا بي إلى تصحيح وتحقيق كتاب « مناقب الإمام أمير المؤمنين » المعروف بمناقب الخوارزمي الذى يعتبر من المصادر العريقة المعتبرة عند السنة والشيعة في فضائله عليه‌السلام ، وكان قد خرج قبل هذا في طبعات غير محققة ، بل وغير أمينة.

وقد حصلت على نسختين أصليتين لهذا الكتاب اعتمدت عليهما لاخراجه في ثوبه اللائق وصورته المناسبة.

وقد رمزت لنسخة المكتبة الرضوية الشريفة بحرف « ر » ولنسخة المكتبة الوزيرية بيزد بحرف « و» وها هو كتاب « المناقب » أقدمه إلى القراء الكرام بعد عامين من الجهد والعمل الدائبين ، وكلى أمل بان يتقبل الله منى هذا الجهد المتواضع ، انه سميع مجيب.

مالك المحمودي

٥

على إمام المتقين

في الكتاب والسنة

اللهم لك الحمد والثناء ، ولك المجد والبهاء ، والصلاة على سيد رسلك ، وعلى الأصفياء من عترة نبيك ، محمد وآله الطاهرين : الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيراً.

أما بعد ، لقد كانت دعوة الرسول الاعظم ، دعوة عالمية ، ورسالته رسالة خاتمة خالدة ، وقد اختص بهذه الخصيصة من بين الرسل ، ولئن كانت دعوة بعضهم عامة عالمية ، ولكن لم تكن دعوة أحد منهم دعوة خالدة خاتمة ، تعم الأجيال والاعصار إلى يوم القيامة وإنما اختص الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الخصيصة ، فهو خاتم الانبياء ، وكتابه خاتم الكتب ، وشريعته خاتمة الشرائع.

كانت دعوة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء البعثة ، تدور بين أهله وعشيرته غالباً وكان لا ينذر ولا يبشر بشكل عام إلا أقرباه متمثلاً لامره سبحانه « وأنذر عشيرتك الأقربين » (١).

ولما نزل قوله « فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين » (٢) قام بالدعوة العالمية ، ونادى الناس باتباع شريعته ، وبدأت الدعوة تخطو خطوات ، تجذب قلوب الشبان وتستهوى أفئدتهم ، غير أن المناوئين لرسالات الله عامة ، ورسالة الرسول الأعظم خاصة ، أجمعوا على أن يخنقوا نداءه باساليب مختلفة ، من اتهام صاحب الرسالة بالسحر والجنون ، إلى تعذيب المعتنقين والمؤمنين بها ، إلى ضرب الحصار الاقتصادي عليهم ، إلى الحيلولة دون وصول الوافدين إلى مكة لسماع دعوته ، إلى أن أجمعوا أمرهم

__________________

(١) الشعراء / ٢١٤.

(٢) الحجر / ٩٤.

٦

على إنهاء حياته وإطفاء نوره بقتله في داره غيلة ، لكن الله سبحانه حال بينهم وبين أمنيتهم الخبيثة ، ورد كيدهم إلى نحورهم ، فخيب رجاءهم باخبار الرسول بالمؤامرة والمكيده فلم ير النبي الاعظم بداً من مغادرة مكة متوجها إلى يثرب ، ولما نزل دار مهجره ، اجتمع حوله رجال من الأوس والخزرج فبايعوه ووعدوه بالنصر والمؤازرة ، تأكيداً للبيعة التي أجراها نقباؤهم مع النبي الأكرم في « منى » أيام إقامته في مكة فصار النصر حليفه ، والتقدم في مسير الدعوة أليفه.

ولكن خصماءه الالداء ما تركوه حتى بعد مغادرة موطنه ، فأخذوا يشنون عليه الغارة المرة ، بعد الاخرى ، ويحزبون الاحزاب عليه ، ويستعينون باليهود وبمشركي الجزيرة عامة ليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون ، فهم أرادوا شيئاً ، والله سبحانه أراد شيئا آخر فإذا قضى أمرا يقول له كن فيكون.

وعندئذ أخذت الدعوة الالهية بالتقدم والانتشار في اكثر الاصقاع والربوع من الجزيرة العربية ، بعونه ومشيئته سبحانه ، وبطولة أصحابه ومعتنقيه وببركة التضحيات الثمينة التي يقدمها النبي والمؤمنون في مجالها ، فبدت يوادر اليأس على الاعداء وأذعنوا إلى حد ما بأنه ليسوا بمتمكنين من ايقاف الدعوة ، وعرقلة مسيرها إلا أنه بقيت لهم نافذة رجاء وهو أن صاحب الدعوة على زعمهم ـ ليس له عقب يخلفه فهو يموت وتموت به دعوته ويعود الامر على ما كان عليه وتصبح الارض خالصة للوثن والوثنيين فكانوا ينتظرون ذلك اليوم وإليه يشير سبحانه : « أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ، قل تربصوا فإنى معكم من المتربصين ، أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون » (١).

وكان القوم يحلمون بهذه الرؤية الشيطانية ، ويتربصون به ريب المنون لا يشكون في أن دعوته ستموت بموته لانه في منظرهم ملك في صورة نبي ، وسلطته سلطة في صورة دعوة إلهية فلئن مات أو قتل انقطع أثره وخمد ذكره ، كما هو المشهود من حال الملوك والجبابرة مهما تعالى أمرهم ، وبلغوا عن التكبر والتجبر وركوب رقاب الناس ، مبلغا عظيماً كان الخصم يحلم بهذه الامنية الشيطانية حتى جاء أمين الوحي

__________________

(١) الطور / ٣٠ ـ ٣٢.

٧

فأدهشهم وطارت عقولهم فامر النبي بتنصيب علي عليه‌السلام لمقام الولاية الالهية ، واستخلافه في امر المسلمين بعده فخاطبه بقوله : « يا ايها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس » (١).

فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في محتشد عظيم من الناس التف حوله وجوه المهاجرين والانصار وأخذ بيد علي (ع) ورفعها وقال ألست أولى بكم من أنفسكم. قالوا اللهم بلى فقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله (٢).

فصار عمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيامه بواجبه في تنصيب علي عليه‌السلام مقام القيادة بعد وفاته ، سبباً ليأس المشركين قاطبة فأذعنوا أن النبي نور لا يطفأ ، وسراج لا يخبو وأن كتابه فرقان لا يخمد برهانه ، وتبيان لا تهدم أركانه ، وعز لا تهزم أنصاره ، وحق لا تخذل أعوانه. وقد نزل أمين الوحي يبشر النبي الأكرم عن قنوط المشركين ويأسهم. إذ قال سبحانه : « اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا » (٣).

وحيث إن هذه الواقعة التاريخية الكبرى وقعت ـ عند منصرف النبي من حجة الوداع ـ في مكان يسمى بغدير خم ، سميت بواقعة الغدير واشتهر في جميع الاجيال بهذا الاسم وجاء في القصائد والاشعار بهذا العنوان.

لم يكن يوم الغدير أول يوم نوه فيه النبي الأكرم بمقام علي وفضله ومنقبته ، ولا آخره بل كانت النبوة والإمامة منذ فجر الدعوة الالهية صنوين. فقد أصحر النبي بإمامة وصيه ووزارة وزيره يوم جهر بدعوته بين قومه واسرته في السنة الثالثة من بعثته ، يوم أمره سبحانه بانذار الأقربين من عشيرته. فدعى الاقربين إلى داره فخاطبهم بقوله :

__________________

(١) المائدة / ٦٧. وتسمى الآية آية البلاغ لاشتماله على لفظة بلغ. راجع للوقوف على مصادر نزولها في حق الامام علي عليه‌السلام كتب الحديث والتفسير وكفانا في ذلك ما حققه الشيخ الاكبر الاميني في كتابه « الغدير » ج ١ ص ٢١٤ ـ ٢٢٩.

(٢) لاحظ مصادر حديث الغدير في موسوعة « الغدير » ج ١ ص ١٤ ـ ١٥١.

(٣) المائدة / ٣.

٨

« والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة .. فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتي فيكم فاحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لاحدثهم سنا ، وارمصهم عينا .. انا يا نبي الله .. فاخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم » (١).

كان النبي الاعظم واقفا على خطورة الموقف وعظم مقام القيادة فكان يعرف زعيم الامة والقائم بعده باعباء الخلافة حيناً بعد حين ، بأساليب مختلفة فتارة يشبهه بهارون (٢) وأخرى بأنه وأولاده أحد الثقلين (٣) وثالثة بأنهم كسفينة نوح (٤) إلى غير ذلك من نصوصه المباركة حول امام المتقين وأولاده المعصومين.

كل ذلك يعرب عن أن النبي لم يترك مسألة الوصاية سدى ولم يفوضه إلى شورى الامة ومفاوضاتها أو منافساتها أو إلى بيعة رجل أو رجلين أو بيعة عدة من المهاجرين والانصار بل عالج مسألة الخلافة في حياته بأحسن الوجوه والاساليب وعرف الامة زعيمها وقائدها من بعده في اخريات ايامه الشريفة في محتشد عظيم لم يكن له نظير في تاريخ الرسالة حتى ينقله الحاضرون ـ عند وصولهم إلى اوطانهم ـ إلى الغائبين وينتشر خبر الولاية بين الامة جمعاء حتى لا يبقى لمريب ريب.

* * *

الامة الاسلامية والخطر الثلاثي :

هذا ما قادتنا إليه دراسة النصوص النبوية التي رواها الحفاظ من الامة ولك أن تستشف الحقيقة من طريق آخر وهو تحليل ومحاسبة الاوضاع السائدة على الامة قبيل وفاة النبي الأكرم فانها تقضى بأن المصلحة العامة كانت في تنصيب القائد لا في تفويض امر الزعامة إلى الامة أو تركه سدى وعدم النبس فيه بكلمة.

إن الدولة الاسلامية الفتية يوم ذاك كانت محاصرة من جهتى الشمال والغرب

__________________

(١) تاريخ الطبري ج ٢ / ٦٣ ومسند الامام احمد ١ / ١٥٩.

(٢) مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٠٩ وصححه الذهبي في تلخيصه على شرط مسلم.

(٣) مسند الامام احمد ج ٥ / ١٨٢ و ١٨٩. من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين.

(٤) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٥١ ، من حديث ابي ذر.

٩

بأكبر امبراطوريتين عرفهما التاريخ ـ انذاك ـ وكانتا على جانب كبير من القوة والبأس والقدرة العسكرية المتفوقة مما لم يصل المسلمون إلى اقل درجة منها حينئذ وهاتان الامبراطوريتان هما الروم والفرس.

هذا من الخارج واما من الداخل فكان الاسلام والمسلمون مهددين من جانب المنافقين الذين يشكلون العدو الداخلي المبطن ، بنحو ما يشبه الآن مايسمّى بالطابور الخامس ، وخطر العدو الداخلي لم يكن بأقل من خطر العدو الخارجي من الروم والفرس ، وهذا الخطر الثلاثي الرهيب ، كان يفرض على النبي أن يقف موقف قائد يحبط بتدبيره الرصين ، كل مؤامرة محتملة ضد الدعوة الناشئة وامته الفتية إذ كان من المحتمل جدا أن يتفق العدو الخارجي مع الداخلي ويتحد هذا الثلاثي الناقم على الإسلام على محو الدين وهدم كل ما بناه الرسول الأكرم طوال ثلاثة وعشرين عاماً ويضيع كل ما قدمه المسلمون من نضحيات غالية في سبيل اقامة صرح الدين.

أفيصح عند ذاك ترك امر الزعامة إلى الامة الفتية التي لم تمر عليها إلا عدة أعوام قليلة ولم تكتسب فيها تجارب كافيه ولم تتدرع دون هذه الاعداء الخطرين؟ وهو يعلم أنه لو توفر للامة قائد محنك متفق عليه لقامت في وجه الاعداء قيام رجل واحد ، وصدت جميع محاولاتهم العدوانية ، بنجاح والتالي نجت الامة من التفرق والتشرذم والسقوط والفشل بعد غياب رسول الله ، وعند عزم العدو على شن الحرب على مناطق الاسلام ، وأن اختلاف الامة بعد ارتحال النبي في امر الخلافة يطمع الاعداء في انقضاء على الاسلام بشن الحروب والغارات.

النظام القبلي ومشكلة القيادة :

قد كانت في حياة المسلمين عند ذاك ، مشكلة اخرى كانت تصد النبي عن تفويض القيادة إلى رأي الامة وهي مشكلة النزعة القبيلية السائدة يوم ذاك. فإن النظام القبلى في جميع الربوع والاقطار يتميز بخضوع افراد كل قبيلة لسيدها وقائدها ورفض قيادة الآخرين فالمجتمع الاسلامي يوم ذاك كان مكوناً من قبائل مختلفة يسودها التنافس والتنازع والاستئثار بالسلطة والزعامة وحصرها في قبيلة ورفض سلطة الآخرين من دون تفكير المشاركة والمساهمة أو تقديم الأفضل فالافضل.

١٠

وقد كانت حياة المسلمين على هذا الشكل والاسلوب فهل يسوغ للنبي الاكرم أن يترك مصير الخلافة لامة هذه حالها ، التى لا تنتج سوى التنازع والاشتباك مع أن في تنصيب القائد وتعيينه قطع لدابر الفرقة خصوصاً بعد ما كان النبي واقفاً على ما بين الأوس والخزرج من المنازعات وما بين المهاجرين والانصار من المنافسات ، وقد شهد خلافهم بأم عينيه في غزوة بني المصطلق (١) ، كما شاهد نزاع الحيين ( الأوس والخزرج ) في قصة الإفك (٢) إلى غير ذلك من المشاجرات المعاصرة لحياة النبي وبعده مما سجلها التاريخ ولا أظن أن قائدا يقيم لدعوته وزناً ، ويضحي في سبيلها بالنفس والنفيس يقف على تلك المشاكل ويرحل إلى ربه من دون أن يفكر في قيادة أمته بعد رحيله.

* * *

فضائل الإمام ومناقبه في كتب الحديث :

هذا ما دفع النبي الأكرم إلى تنصيب القائد المحنك لمسند الخلافة كما دفعه إلى التعريف بفضائله ومناقبه في مواطن شتى ليقطع بذلك عذر المتعللين ويتم الحجة على الجميع ولله الحجة البالغة

ومع هذه الجهود الجبارة التي بذلها النبي الاكرم في سبيل التعريف بخليفته والاشادة بفضائله ، عمدت السلطات الجائرة من أموية وعباسية في مختلف القرون إلى إخفاء فضائله وانساء مناقبه ، ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى جعل مثيلها للآخرين ، ونسبة محاسنه إليهم بكل صلف وقحة ، كل ذلك بالترغيب والترهيب وبذل الأموال الطائلة للمرتزقة من وعاظ السلاطين وتجار الحديث.

ومن قرأ تاريخ الدولتين وما بذل اصحاب السلطة فيهما من الأموال في تشويه سمعة الوصي والحط من مكانته وتبجيل خصمائه عرف أن ما ذكرناه بعض الحقيقة لا كلها وأذعن أن انتشار فضائله ومناقبه على هذا الحد ، بين الكتب والناس ، معجزة من معاجز الله ، حيث أراد أن يبطل كيد الاعداء ويخيب آمالهم حتى تنتشر فضائله في

__________________

(١) السيرة النبوية لابن هشام : ج ٢ ص ٩١.

(٢) صحيح البخاري : ج ٥ ص ١٠١.

١١

عاصمة الامويين وبين أعدائه الغاشمين والله غالب على أمره.

قيض سبحانه ثلة من المحدثين الحفاظ في كل عصر ممن يحبون الحق والحقيقة ولا يعتنون برضا الناس وسخطهم ، فألفوا كتباً ورسائل في مناقب الامام علي بن أبي طالب عليه‌السلام وفضائله حتى زخرت المكتبة العربية بهذه الكتب بل المكتبة الاسلامية عامة على اختلاف لغاتها وألسنتها ، فانتشرت مناقبه بطرق صحيحة لم يكن العدو يحلم بها حتى قال الامام الحافظ أحمد بن حنبل والشيخ النسائي وأضرابهما بأنه ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل بطرق صحيحة ما جاء لعلي بن أبي طالب (١).

وقد أحس بعض المحدثين بمسؤوليته الدينية امام الله سبحانه وأمام امته ، فقام بنشر فضائله وإن بلغ الأمر ما بلغ وإن انجر إلى استشهاده وقتله في سبيل نشر فضائل المرتضى. هذا والتاريخ يوقفنا على لفيف من الشهداء من المحدثين في هذا السبيل نذكر ما يلي :

١ ـ هذا أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب المعروف بالحافظ النسائي المتوفى عام ٣٠٣ أحد أصحاب الصحاح والسنن غادر مصر في اخريات عمره نازلاً مدينة دمشق فوجد الكثير من أهلها منحرفين عن الامام فأخذ ينشر مناقبه وفضائله فألقى محاضرات متواصلة في فضائل الوصي وبعد أن فرغ من تأليف كتابه ونشره ، سئل عن معاوية وما روى من فضائله فقال : أما يرضى معاوية أن يخرج رأساً برأس حتى يفضل؟ وفي رواية اخرى : « لا أعرف له فضيلة الا ، لا أشبع الله بطنه. فهجموا عليه. يضربون بأرجلهم في خصييه حتى أخرجوه من المسجد فقال : إحملوني إلى مكة فحمل إليها وتوفى بها حتى مات بسبب ذلك الدوس » (٢).

٢ ـ الحافظ فخر الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجى الشافعي. فقد قتل عام ٦٥٨ في سبيل نشر فضائل امير المؤمنين. فألف كتابا باسم « كفاية الطالب

__________________

(١) الاستيعاب : ج ٢ ص ٤٦٦ والصواعق المحرقة ص ١١٨ وغيرهما من المصادر.

(٢) خصائص النسائي : ص ٢٤ ـ ٢٥ طبع النجف وقد طبع أيضا بمصر عام ١٣٤٨ هـ. ق بمطبعة التقدم وصحيح النسائي ، المقدمة ، صفحة هـ بشرح حافظ جلال الدين السيوطي.

١٢

في مناقب علي بن أبي طالب » ، وكتابا آخر باسم « البيان في اخبار صاحب الزمان » فنشرهما في دمشق الشام فقتل في جامعه بلا مبرر ولا مسوغ سوى أنه قام بواجبه في نشر فضائل الوصي.

قال في اول كتابه : « لما جلست يوم الخميس لست بقين من جمادي الآخرة سنة ٦٤٧ بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل ودار الحديث المهاجرية ، حضر المجلس صدور البلد من النقباء والمدرسين والفقهاء وارباب الحديث فذكرت بعد الدرس احاديث وختمت المجلس بفصل في مناقب أهل البيت فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم وفي حديث عمار في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : طوبى لمن أحبك وصدق فيك فدعتني الحمية لمحبتهم على املاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه من مشايخنا في البلدان من احاديث صحيحة من كتب الائمة والحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه (١).

* * *

حياة مؤلف الكتاب :

وممن قام بالتأليف في هذا المجال الحافظ الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق بن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم. فقد سجل كتابه هذا له ذكراً خالداً فترجمه أصحاب المعاجم ، وان لم يستوفوا حقه ولكن فيما نذكره من أقوالهم في حق الرجل تسليط لبعض الضوء على شخصيته العلمية والأدبية والحديثية ومشايخه وتلامذته ونذكر نصوصهم حسب الترتيب التاريخي :

١ ـ قال ابن عساكر في ترجمة الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار أبو علي الديار بكري :

فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان مشهوراً بالفضل ، جوابا له عن ابيات كتبها إليه ثم ذكر جواب الحسن أولاً

__________________

(١) كفاية الطالب طبع النجف تحقيق محمد هادي الأميني ، ص ١٢.

١٣

وأبيات الخطيب ثانياً وإليك أبيات الخطيب :

هدى علم الدين المفخم شأنه

له في عظامي والعروق دبيب

تشوقني الذكرى إليه فأنثني

وأيسر ما بين الضلوع لهيب

أحن إليه حنة كلما دعت

شئابيب دمع العين فهي تجيب

بعيد إذا قلبت طرفي نازح

وإن لحظته فكرتي فقريب

يشيم لكشف الغامضات مهنداً

يطبق في أوصالها ويطيب

ويظهر مما أجاب به الحسن بن سعيد (١) ، كون المجيب خاضعا لفضله ومقامه فقد عرفه بقوله :

إمام له في الفضل أشرف رتبة

إذا رامها خلـق سواه يخيب

إذا ما على صدر الائمة منبرا

فقس عليه بالبيان خطيب (٢)

١ ـ قال « القفطي » :

« الموفق بن أحمد بن محمد المكي الأصل ، أبو المؤيد خطيب خوارزم أديب فاضل ، له معرفة تامة بالأدب والفقه يخطب بجامع خوارزم سنين كثيرة وينشئ الخطب به. أقرء الناس علم العربية وغيره ، وتخرج به عالم في الآداب. منهم أبو الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي وتوفى الموفق بخوارزم في حادي عشر صفر سنة ثمانية وستين وخمسمائة » (٣).

٢ ـ ونقل « ابن الفوطي » نثراً للمؤلف في وصف استاذه الزمخشري : « قال صدر الائمة الموفق ابن أحمد المكي في وصفه : خوارزم كانت قبل فخرها بأبي بكرها ، صادقة في زهوها به سن بكرها ، تعده لغرائبه من رغائبها وتعده لرغائبه عن غرائبها الخ.. » (٤)

__________________

(١) وللشاعر (الحسن بن سعيد) ترجمة في « مجمع الآداب في معجم الألقاب » الجزء الرابع ، القسم الاول لابن الفوطي ، ص ٥٧٥.

(٢) التاريخ الكبير لابن عساكر المتوفى عام ٥٧١ طبع الشام عام ١٣٣٢ ، ج ٤ ص ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٣) إنباه الرواة على أنباه النحاة. تأليف جمال الدين القفطي المتوفى سنة ٦٤٦ : ج ٣ ص ٢٣٢ ـ رق الترجمة ٧٧٩ طبع القاهرة عام ١٣٧٧.

(٤) تلخيص مجمع الاداب في معجم الألقاب تأليف كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق المعروف

١٤

٣ ـ وقال عبد القادر القرشي :

« الموفق بن أحمد بن محمد المكي خطيب خوارزم استاذ ناصر بن عبد السيد صاحب المغرب أو المؤيد المطرزي مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة ذكره القفطي في « أخبار النحاة ». ثم ذكر عبارة القفطي التي نقلناها آنفا (١).

٤ ـ روى الذهبي عن هذا الكتاب في « ميزان الاعتدال » في ترجمة « الحسن بن غفير المصري العطار » كما روى عنه في لسان الميزان في ترجمة الحسن أيضا (٢).

٥ ـ وقال « الفاسي المكي » :

« الموفق بن أحمد بن محمد المكي أبو المؤيد العلامة خطيب خوارزم كان اديبا فصيحاً مفوهاً خطب بخوارزم دهرا وأنشأ الخطب وأقرأ الناس وتوفي بخوارزم في صفر سنة ثمان وستين وخمسمأئة وذكره هكذا الذهبي في تاريخ الاسلام (٣) وذكره الشيخ محيي الدين عبد القادر الحنفي في « طبقات الحنفية » ثم نقل ما ذكره القفطي في « أخبار النحاة » وأضاف في آخره : من مؤلفاته مناقب الامام أبي حنيفة » (٤).

٦ ـ وقال الحافظ جلال الدين السيوطي : « الموفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق أبو المؤيد المعروف بأخطب خوارزم. قال الصفدي : كان متمكناً في العربية غزير العلم فقيهاً فاضلا اديباً شاعراً قرأ على الزمخشري وله خطب وشعر.

قال القفطي : وقرأ عليه ناصر المطرزي. ولد في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة

__________________

بابن الفوطي الشيباني الحنبلي ت ٦٤٢ م ٧٢٣ تحقيق الدكتور مصطفى جواد وفي التعليقة ترجمة للخطيب على نحو الإجمال.

(١) الجواهر المضية في طبقات الحنفية : للشيخ عبد القادر ابن أبي الوفاءت ٦٩٦ م ٧٧٥ ، ج ٢ ص ١٨٨ ، طبع الهند ، عام ١٣٣٥.

(٢) ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٥١٧ طبع الحلبي ـ مصر ولسان الميزان طبع الهند ج ٢ ص ٢٤٣.

(٣) قال محقق الكتاب : هذه السنة من السنوات الساقطة من نسخة تاريخ الاسلام للذهبي المخطوطة بدار الكتب المصرية.

(٤) العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين لتقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي : ج ٧ ص ٣١٠ تحقيق فؤاد سيد ـ القاهرة ـ طبع ١٣٨٧.

١٥

ومات سنة ثمان وستين وخمسمائة » (١).

٧ ـ وقال محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي :

« أحمد بن محمد موفق الدين خطيب خوارزم مولده في حدود سنة أربع وثمانين وأربعمائة وكان اديباً وفاضلاً له معرفة تامة بالفقه أخذ عن نجم الدين عمر النسفي وأخذ علم العربية عن جار الله محمود الزمخشري وأخذ عنه ناصر الدين صاحب المغرب. مات سنة ستمائة وعشرة قال الجامع ذكره السيوطي في « بغية الوعاة » في من اسمه الموفق وقال : ثم ذكر نص السيوطي الذي عرفت » (٢).

٨ ـ وقال « الخوانساري » :

« وأما الأخطب فهو لقب الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الائمة عند العامة أخطب خوارزم ، والخوارزمي أو ابن خوارزم موفق بن أحمد المكي وغيره » (٣).

٩ ـ وقال العلامه « الاميني » :

« الحافظ أبو المؤيد وأبو محمد موفق بن أحمد بن أبي سعيد اسحاق ابن المؤيد المكي الحنفي المعروف بأخطب خوارزم ، كان فقيها غزير العلم ، حافظاً طائل الشهرة محدثاً كثير الطرق ، خطيبا طائر الصيت متمكنا في العربية خبيراً على السيرة والتاريخ ، أديبا شاعراً له خطب وشعر مدون » (٤).

١٠ ـ وقال السيد محمد رضا الموسوي الخرسان في مقدمته على الطبعة الثانية من هذا الكتاب :

« الامام الأجل الصدر ضياء الدين شمس الاسلام ، ناصح الخلفاء مفتى الأمة مقتدى الفريقين ، صدر الائمة وفاء بالوعد أخطب الخطباء الحافظ الموفق بن أحمد بن

__________________

(١) « بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة » للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى عام ٩١١ ، ج ٢ ص ٣٠٨ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم ، طبع مصر.

(٢) « الفوائد البهية في تراجم الحنفية » لأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللكنوي الهندي ألفه عام ١٢٩١.

(٣) روضات الجنات في احوال العلماء والسادات ـ تأليف محمد باقر الموسوي الخوانساري ، ج ١ ، ص ٦٤ ـ في التعليقة و ٢٨٩ ـ ٢٩٠ في المتن نشر مكتبة اسماعيليان ، قم ـ ايران.

(٤) الغدير : ج ١ ، ص ٣٩٨ الطبعة الثالثة ـ بيروت.

١٦

محمد البكري المكي الحنفي فروعاً والاشعري أصولاً المعروف بأخطب إلى أن قال تخرج به عالم في الآداب من الافاضل الأكابر فقهاً وأدباً والأماثل الاكارم حسباً ونسباً » (١).

هذا بعض ما وقفت عليه من النصوص حول المترجم له وقد طرحه غير هؤلاء من أصحاب المعاجم بالثناء والاطراء ولا ارى حاجة لنقل كلماتهم ومن اراد التوسع فليرجع إلى التعليقات (٢)

تسليط الضوء على حياة المؤلف :

ولأجل تسليط الضوء على بعض النواحى من خصوصيات المؤلف ومشايخه في الرواية والرواة عنه نأتي بما يلي :

أ ـ الاختلاف في اسمه :

يلاحظ الاختلاف في اسمه بين أصحاب المعاجم فعرفه « ابن عساكر » ومحمد بن عبداللحى اللكنوى الهندي ـ كما عرفت ب « أحمد بن مكي » لكن غيرهم عرفوه ب « موفق » بن أحمد ، والظاهر المتضافر هو الثاني واكثر المعاجم عليه وذكر العلامة الاميني في تعليقته أن الشاعر ذكر اسمه في شعره موفقا ولكن لم يذكر شعره الذي جاء فيه اسمه(٣).

ب ـ الاختلاف في اسم جده :

ويلاحظ الاختلاف أيضا في اسم جده فهل هو « محمّد » كما عليه القفطي

__________________

(١) المناقب للخوارزمي ـ طبع النجف ـ المقدمة ص ١٦.

(٢) هدية العارفين ج ٢ ص ٤٨٢ ـ ريحانة الأدب ج ١ ص ٤٧ ـ دائرة المعارف للأعلمي ج ٣ ص ٣١١ ـ معجم المطبوعات ج ٢ ص ١٨١٧ ـ العبقات ، ج ٦ ص ٥٧٨. نقلاً عن العماد الاصفهاني والمجلد الثاني من مجموعة رسائل رشيد الدين الوطواط ففيها قصيدتان في مدح المؤلف كل ذلك يعرب عن مكانة المؤلف العلمية وسمو مقامه وشهرته الطائلة التي دفع أصحاب المعاجم إلى التنويه باسمه وكتبه ومشايخه وتلامذته وإن لم يستوفوا حقه وسيوافيك اسماء مشايخه والرواة عنه.

(٣) الغدير : ج ٤ ص ٣٩٨.

١٧

والقرشي والفاسي أو أن اسمه أبا سعيد اسحاق كما عليه جلال الدين السيوطي والعلامة الاميني والظاهر هو الاول.

ج ـ عام وفاته :

تضافرت نصوص اصحاب المعاجم على أن وفاته كان عام ٥٦٨ ولكن صاحب « الفوائد البهية » أرخه ب « ٥٩٨ » والظاهر أنه تصحيف وقد نقل هو نفسه عن السيوطي عام وفاته كما ذكرناه.

د ـ ما هو لقبه؟ خطيب خوارزم أو أخطب خوارزم؟

عرفه « القرشي » و« الفاسي » كما عرفت بخطيب خوارزم والسيوطي بأخطب خوارزم والمرمى واحد ومن عبر عنه بصيغة التفضيل يريد تبجيله ويعرب من تضلعه في إنشاء الخطب.

هـ ـ مشايخه في الرواية :

وقام الشيخ الأميني قدس الله سره باستخراج مشايخه من كتبه فأنهاهم إلى خمسة وثلاثين شيخاً كما قام بعده السيد محمد رضا الخرسان باستدراك ما فات عن شيخنا الأميني فأنهاهم إلى خمسة وستين شيخاً وفيما تحملوه من الجهود في استخراج مشايخه كفاية في التعرف على مكانة المؤلف وموقفه من الحديث والرواية ، وأن ما أسبغ عليه من نعوت والقاب ، لم يكن على وجه التبرع بل كان الرجل حقيقاً بها وإليك فهرس مشايخه حسب ما ذكره الباحثان الكبيران واستخرجاه من خلال السبر في المعاجم وكتب المؤلف وغيرهما :

١ ـ ابراهيم بن علي الرازي نزيل همدان.

٢ ـ أبو الحسن بن بشران العدل لقيه ببغداد وأخذ عنه الحديث.

٣ ـ أبو علي الحداد.

٤ أبو الفضل بن عبد الرحمان الحفر بندي إجازة.

٥ ـ أبو القمر حمزة بن أبي طاهر مكاتبة من همدان.

١٨

٦ ـ أبو المعالي المصري.

٧ ـ أبوه أحمد بن محمد ابن المؤيد المكي الحنفي.

٨ ـ أحمد بن أبي مسعود محمد الحافظ الاصفهاني مكاتبة من اصفهان.

٩ ـ أحمد بن اسماعيل سماعاً منه بجرجان.

١٠ ـ أحمد بن محمد بن بندار (١).

١١ ـ أحمد بن محمد بن أحمد القمي المدني. سمع منه في طريق الحج.

١٢ ـ بكر بن محمد بن علي الزرنجري مكاتبة من بخارى.

١٣ ـ جار الله محمود بن عمر الزمخشري ، سمع منه وقرأ عليه بخوارزم.

١٤ ـ الحسن بن علي بن الحسن العماري ، اجازة.

١٥ ـ حماد بن ابراهيم بن اسماعيل الصفار الوائلي البخاري ، مكاتبة من بخارى.

١٦ ـ الحسن بن علي بن عبد العزيز المرغيناني ، مكاتبة من بخارى.

١٧ ـ الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد العطار الهمداني المقري ، اجازة.

١٨ ـ سعيد بن عبد الله بن الحسن المروزي الثقفي الشافعي الهمداني مكاتبة من همدان.

١٩ ـ سعيد بن محمد بن أبي بكر الفقيمي ، اجازة.

٢٠ ـ شهر دار بن شيرويه الديلمي ، اجازة ومكاتبة من همدان.

٢١ ـ العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي ، مكاتبة من نيسابور.

٢٢ ـ عبد الحميد بن ميكائيل بن أحمد البراتقيني ، قراءة عليه بخوارزم.

٢٣ ـ عبد الرحمان بن أميرويه الكرماني ، قراءة عليه بخوارزم.

٢٤ ـ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الاصفهاني ، مكاتبة من مرو.

٢٥ ـ عبد الكريم بن محمد السمعاني مكاتبة من مرو.

٢٦ ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، فقد لقيه وسمع

__________________

(١) هكذا ذكره السيد الخرسان في قائمة مشايخه ولكن المؤلف نفسه عبر عنه في الفصل التاسع عشر ب « كمال الدين أبو ذر أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن بندار ».

١٩

منه بداره على شط دجلة ببغداد عند منصرفه من مكة المكرمة.

٢٧ ـ عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، اجازة.

٢٨ ـ عبد الواحد بن الحسن الباقرجي.

٢٩ ـ عثمان بن أحمد الاسفرايني ، مكاتبة.

٣٠ ـ عثمان بن أحمد الصرام الخوارزمي ، سماعا منه بخوارزم.

٣١ ـ علي بن أحمد بن حمويه الجويني البزدي.

٣٢ ـ علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي ، إملاء عليه بخوارزم.

٣٣ ـ علي بن الحسن الغزنوي الملقب بالبرهان ، فقد لقيه وسمع منه بداره ببغداد في رباط الميمون بمشرعة باب الازج سلخ ربيع الاول سنة ٥٤٤ هـ راجعا من الحج.

٣٤ ـ علي بن أحمد العاصمي.

٣٥ ـ علي بن عمر بن ابراهيم العلوي الزيدي ، فقد لقيه بالكوفة ، كان يقرأ عليه وهو يسمع.

٣٦ ـ عمر بن أبي بكر الزرنجري ، مكاتبة من بخارى.

٣٧ ـ عمر بن بكر بن علي ابن الفضل الزرنجري ، مكاتبة من بخارى.

٣٨ ـ عمر بن محمد بن أحمد النسفي ، مكاتبة من سمرقند.

٣٩ ـ الفضل بن سهل بن بشر الحلبي الاسفرايني ، إجازة ببغداد.

٤٠ ـ فضل بن محمد الاسترآبادي.

٤١ ـ الفضل بن محمد الزيادي ، إجازة.

٤٢ ـ المبارك بن محمد السقطي ، قراءة عليه بدير العاقول.

٤٣ ـ محمد بن ابراهيم الوبري الخوارزمي.

٤٤ ـ أخوه محمد بن أحمد الملكي ، قراءة عليه واملاء.

٤٥ ـ محمد بن اسحاق السراجي الخوارزمي ، قراءة عليه بخوارزم.

٤٦ ـ محمد بن الحسن البخاري ، مكاتبة من بخارى.

٤٧ ـ محمد بن الحافظ أبي مسعود الاصبهاني مكاتبة من اصبهان.

٤٨ ـ محمد بن الحسن بن أبي جعفر بن أبي سهل الزورقي ـ الزوزني خ ل ـ ، مكاتبة من مرو.

٢٠