المناقب

الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي

المناقب

المؤلف:

الموفق بن احمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٣

ربيعة قال : رأيت علياً يتزر فرأيت عليه تباناً (١).

قال رضي الله عنه : التبان سراويل الملاح ، وهو سراويل قصيرة صغيرة ، وتبنه : ألبسه إياه.

١٣٣ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن ليث ، عن معاوية ، عن رجل من بني كاهل (٢) قال : رأيت على علي تبانا وقال : نعم الثوب ما أستره للعورة واكفه للاذى (٣).

١٣٤ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله ، حدثنا أبو العباس ، حدثنا يحيى ، حدثنا القاسم بن مالك ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين قال : إن أفضل ثوب رأيته على علي القميص من قهز ، وبردين قطريين (٤).

قال العباس : كل ثوب يضرب إلى السواد من ثياب اليمن يسمى قطريا.

قال « رض » القهز : ضرب من الثياب يتخذ من صوف ، بفتح القاف ذكره في ديوان « الادب المهذب » وقال الغوري : القهز بكسر القاف وهو ثياب بيض ، وقطر بلد ينسب إليه البرود ، قال أبو النجم : وهبطوا السند (٥) بجنبي قطرا.

١٣٥ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين بن

__________________

(١) انساب الاشراف ٢ / ١٢٤ مع اختلاف يسير.

(٢) الكاهل : ابن اسد بن خزيمة أبو قبيلة من اسد وهم قتلة أبي امرئ القيس القاموس المحيط.

(٣) رواه ايضا الجويني في فرائد السمطين ١ / ٣٥٣ وروى أحمد بن حنبل نظيره في فضائل الصحابة ٢ / ٧١٠.

(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٢٨ مع اختلاف يسير.

(٥) السند : المرتفع من الأرض ومعناه نزلوا بالمرتفعات في جانبي قطر ـ لسان العرب.

١٢١

الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو بكر الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو حيان ، عن مجمع التميمي قال : خرج علي بن أبي طالب عليه‌السلام بسيفه إلى السوق ، فقال : من يشتري مني سيفي هذا ، فلو كان عندي اربعة دراهم اشتري بها إزاراً ما بعته (١).

١٣٦ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا المختار ـ وهو ابن نافع ـ عن أبي مطر قال : خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي : ارفع ازارك فانه أبقى لثوبك واتقى لك ، وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فمشيت خلفه وهو متزر بإزار مرتد برداء ، معه الدرة كأنه أعرابي بدوي ، فقلت : من هذا؟ فقال لي رجل : أراك غريباً بهذا البلد ، قلت : أجل رجل من أهل البصرة ، قال : هذا علي أمير المؤمنين عليه‌السلام [ فسار ] حتى انتهى إلى دار بتي أبي معيط (٢) وهو سوق الابل ، فقال : بيعوا ولا تحلفوا ، فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ، ثم أتى أصحاب التمر ، فإذا خادمة تبكي ، فقال : ما يبكيك؟ قالت : باعني هذا الرجل تمراً بدرهم ، فرده مولاى وأبى ان يقبله ، فقال له : خذ تمرك واعطها درهما فانها خادمة ليس لها أمر ، فدفعه فقلت : اتدري من هذا؟ قال : لا ، قلت : هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين فصب تمره واعطاها درهمها ، وقال : يا مولاي ، احب ان ترضى عني ، قال ما ارضاني عنك إذا اوفيتهم حقوقهم ، ثم مر مجتازاً باصحاب التمر ، فقال : يا اصحاب التمر ، اطعموا المساكين فيربوا كسبكم ، ثم مر مجتازاً ومعه المسلمون حتى اتى اصحاب السمك ، فقال : لا يباع في سوقنا طافي (٣) ثم اتى دار فرات

__________________

(١) حلية الاولياء ١ / ٨٣ ورواه ايضاً ابن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٣٧.

(٢) في [ ر ] : بني معيط.

(٣) الطافي : هو السمك الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه ـ مجمع البحرين.

١٢٢

وهو سوق الكرابيس فقال يا شيخ أحسن بيعي في قميصي بثلاثة دراهم ، فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً ، ثم اتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئاً فأتى غلاماً حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ، ولبسه ما بين الرسغين (١) إلى الكعبين ، فقال حين لبسه : الحمدلله الذي رزقني من الرياش ما اتجمل به في الناس ، واواري به عورتي ، فقيل له : يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : بل شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله عند الكسوة ، فجاء ابو الغلام صاحب الثوب فقيل : يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمير المؤمنين قميصاً بثلاثة دراهم ، قال أفلا اخذت منه درهمين؟ فاخذ ابوه درهما وجاء به إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو جالس على باب الرحبة ومعه المسلمون ، فقال : امسك هذا الدرهم يا أمير المؤمنين فقال : ما شأن هذا الدرهم؟ قال كان ثمن القميص درهمين قال باعني برضاي واخذه برضاه (٢).

١٣٧ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو الحسين ابن بشران ، أخبرنا الحسين بن صفوان ، حدثنا ابن أبي الدنيا ، حدثنا أحمد بن غانم الطويل ، حدثنا محمد بن الحجاج ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر قال : ما رأيت ازهد في الدنيا من علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

__________________

(١) الرسغ من الانسان : مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم ـ مجمع البحرين.

(٢) رواه ابو اسحاق الثقفي في الغارات ١ / ١٠٤ باختصار ـ وروى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ١ / ٥٢٨ وفي المسند ١ / ١٥٧ قطعة من الحديث ـ واورده المتقى الهندي في كنز العمال ١٣ / ١٨٣.

(٣) مقتل ابن أبي الدنيا ح ٩٩.

١٢٣

الفصل الحادى عشر

في بيان شرف صعوده ظهر النبي لكسر الأصنام

١٣٩ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة اسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ـ املاء ـ حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدثني شبابة بن سوار ، حدثنا نعيم بن حكيم ، حدثنا أبو مريم ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أتى بي الكعبة ، فقال لي : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على منكبي ثم قال لي : انهض ، فنهضت ، فلما رأى ضعفي تحته ، قال لي : اجلس ، فنزل وجلس فقال لي : يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثم نهض بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما نهض بي خيل الي لو شئت ، نلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : ألق صنمهم الأكبر : صنم قريش وكان من نحاس موتداً أوتاداً من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عالجه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول إيه إيه (١) « جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا » (٢) فلم أزل اعالجه حتى

__________________

(١) ايه بكسر الهمزة والياء : اسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل لسان العرب.

(٢) الاسراء : ٨١.

١٢٤

استمكنت منه فقال لي : اقذفه ، فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة فانطلقت انا والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وخشينا أن يرانا احد من قريش أو غيرهم ، قال علي فما صعدته حتى الساعة (١).

قال رضي الله عنه : أيهت به : إذا صحت به ، وايه : حدثنا استزادة ايهاً [ عنا ] : لا تحدثنا : كف. قال ذوالرمة :

وقفنا فقلنا : ايه عن ام سالم

وكيف بتكليم الديار البلاقع

__________________

(١) مستدرك الصحيحين ٣ / ٥ خصائص النسائي / ٢٢٥ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ / ٨٤ باختصار تاريخ بغداد ٣ / ٣٠٢.

١٢٥

الفصل الثاني عشر

في بيان تورطه المهالك في الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى وتقدس

١٤٠ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، أخبرنا أبي ، حدثنا يحيى بن حماد ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا أبو بلج ، حدثنا عمر بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يابن عباس إما ان تقوم معنا ، وإما ان تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل انا أقوم معكم قال ـ وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى ـ قال : فابتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف (١) وقعوا في رجل له بضعة (٢) عشرة فضائل ليست لأحد غيره : وقعوا في رجل قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لابعثن رجلاً لا يخزيه الله ابداً ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فاستشرف لها مستشرف فقال : اين علي؟ قالوا : انه في الرحى يطحن قال : وما كان احدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو ارمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً ، فاعطاها إياه فجاء علي بصفية بنت حيي فقال ابن عباس : ثم بعث رسول الله صلى

__________________

(١) أف وتف ، معناه : الاستقذار لما شم ، وقيل معناه : الاحتقار والاستقلال وهي صوت إذا صوت به الانسان علم انه متضجر متكره ـ النهاية ولسان العرب.

(٢) هكذا في الاصلين والصحيح « بضع عشرة فضيلة » على قانون العدد ـ لسان العرب.

١٢٦

الله عليه وآله أبا بكر بسورة التوبة فبعث علياً عليه‌السلام خلفه واخذها منه ، وقال : لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ، قال ابن عباس وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلى جالس معهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل على رجل رجل (١) منهم فقال : ايكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، فقال لعلي : أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال ابن عباس : وكان علي عليه‌السلام أول من آمن من الناس بعد خديجة ، قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين وقال : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » (٢).

قال ابن عباس : وشرى نفسه فلبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون انه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاء أبو بكر وعلي عليه‌السلام نائم وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فقال له علي عليه‌السلام : ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ام ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.

قال : وجعل علي عليه‌السلام يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يتضور (٣) وقد لف رأسه في الثوب ، لا يخرجه حتى اصبح ، ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك لئيم ، وكان صاحبك لا يتضور ، ونحن نرميه وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك

قال ابن عباس : وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك وخرج الناس معه ، فقال له علي : أخرج معك؟ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا ، فبكى علي فقال له : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من

__________________

(١) أي كل رجل منهم.

(٢) الأحزاب ٣٣.

(٣) التضور : التلوي والصياح من وجع الضرب ـ لسان العرب.

١٢٧

موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ أنه لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي. قال ابن عباس ؛ وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت ولي كل مؤمن من بعدي ومؤمنة. قال ابن عباس : وسد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه وليس له طريق غيره. قال ابن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كنت مولاه فان مولاه علي ، قال ابن عباس : وقد اخبرنا الله عزوجل في القرآن انه رضي عن اصحاب الشجرة (١) فعلم ما في قلوبهم فهل اخبرنا الله انه يسخط عليهم بعد ذلك.

قال ابن عباس : وقال نبي الله لعمر حين قال ائذن لي فاضرب عنقه ـ يعنى عنق حاطب قال : وما يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم (٢)

١٤١ ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا ، اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو ، وحدثنا عبيد بن قنفذ البزاز بالكوفة ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا قيس بن ربيع ، حدثنا حكيم بن جبير ، عن على بن الحسين قال : ان من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقال علي عليه‌السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف ان يمكروا به

فنجاه دو الطول الاله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا

موقى وفي حفظ إلا له وفي ستر

وبت أراعيهم وما يثبتونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر (٣)

__________________

(١) « لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ... » ( الفتح : ١٨ ).

(٢) حديث مشهور رواه اكثر الحفاظ الثقات في مصنفاتهم منهم : أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٣٣٠ وفي فضائل الصحابة ٢ / ٦٨٢ ـ النسائي في خصائصه / ٦٩ ـ والحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٢.

(٣) رواه أيضاً الحاكم في المستدرك ٣ / ٤ وفيه : يتهمونني بدل « يثبتونني ».

١٢٨

الفصل الثالث عشر

في بيان رسوخ الإيمان في قلبه

١٤٢ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا يحيى ابن عبد الحميد ، حدثنا شريك ، عن منصور. عن ربعي بن حراش قال : حدثني علي بن أبي طالب بالرحبة قال : اجتمعت قريش إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيهم سهيل بن عمر فقالوا : يا محمد ، أرقاؤنا لحقوا بك فأرددهم علينا ، فغضب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى رؤي الغضب في وجهه ، ثم قال : لتنتهن يا معشر قريش ، أو ليبعثن الله عليكم رجلا منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، يضرب رقابكم على الدين ، قيل : يا رسول الله أبو بكر؟ قال : لا. فقيل : فعمر؟ فقال : لا. ولكنه خاصف النعل الذي في الحجرة ، قال فاستفظع الناس ذلك من علي ، فقال أما إنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لا تكذبوا علي فانه من كذب علي متعمداً فليلج النار (١)

١٤٣ ـ وأخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة ، حدثنا الشيخ أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة ، عن مسند زيد بن علي عليه‌السلام ، حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس ، حدثنا

____________

(١) للحديث مصادر كثيرة منها : صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٤ ـ خصائص النسائي / ٨٥ ـ مسند أحمد ١ / ١٥٥ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٦٤٩ ـ مستدرك الصحيحين ٢ / ١٣٧ و ١٢٥.

١٢٩

أبو عبد الله محمد بن سهل ، حدثنا محمد بن عبد الله البلوي ، حدثني ابراهيم بن عبيدالله بن العلاء ، حدثني أبي ، عن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم فتحت خيبر : لولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر على ملا من المسلمين إلا أخذوا من تراب رجليك ، وفضل طهورك ، يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ، أنت تؤدي ديني وتقاتل على سنتي ، وأنت في الآخرة أقرب الناس مني ، وانت غداً على الحوض خليفتي ، تذود عنه المنافقين ، وانت أول من يرد علي الحوض ، وانت أول داخل الجنة من امتي ، وان شيعتك على منابر من نور رواء مرويين ، مبيضة وجوههم حولي ، اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني ، وان عدوك غدا ظماء مظمئين ، مسودة وجوههم مقمحين ، حربك حربي وسلمك سلمي ، وسرك سري وعلانيتك علانيتي ، وسريرة صدرك كسريرة صدري ، وأنت باب علمي ، وان ولدك ولدي ، ولحمك لحمي ودمك دمي ، وان الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك ، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ، وأن الله عزوجل أمرني أن أبشرك أنك وعترتك في الجنة ، وان عدوك في النار ، [ يا علي ] لايرد علي الحوض مبغض لك ، ولا يغيب عنه محب لك ، قال : قال علي : فخررت له سبحانه وتعالى ساجداً وحمدته على ما انعم به علي من الاسلام والقرآن ، وحببني إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

١٤٤ ـ وأخبرني شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني

__________________

(١) الحديث بطوله في مناقب ابن المغازلي / ٢٣٧.

١٣٠

ـ المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن ابن أحمد بن الحسن الحداد باصبهان ـ فيما أذن لي في الرواية ـ عنه أخبرنا الشيخ الاديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم ـ الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ـ أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، قال أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني ـ في كتابه الي من اصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ـ عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي ، حدثنا عبيدالله بن الفضل بن عبد الله بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس ، حدثنا اسحاق بن أيوب بن سويد ، حدثني أبو أيوب ، عن سويد ، عن أبي حلبس يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي عبيد ـ صاحب سليمان ابن عبد الملك ـ قال بلغ عمر بن عبد العزيز : ان قوما تنقصوا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ، وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر علياً وفضله وسابقته ثم قال : حدثنى عراك بن مالك الغفاري عن أم سلمة قالت : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه ، فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكا ، فلما سرى عنه قلت : بأبي أنت وامي ، يا رسول الله ما اضحكك؟ فقال : أخبرني جبرئيل : انه مر بعلي عليه‌السلام وهو يرعى ذوداً (١) له ، وهو نائم قد ابدى بعض جسده ، قال : فرددت عليه ثوبه فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي.

١٤٥ ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاذ الامين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، أخبرنا أبو القاسم علي

__________________

(١) الذود : ثلاثة ابعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين ـ قاموس اللغة ٢ / ٢٩٣.

١٣١

ابن الحسين العرزمي بالكوفة ، حدثنا أبو العباس احمد بن علي المرهبي ، حدثنا علي بن العباس ، حدثني محمد بن تسنيم أبو الطاهر الوراق ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد ، حدثنا رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خونقة بن صبرة ، عن أبيه ، عن جده قال : جاء رجلان إلى عمر فقالا له : ما ترى في طلاق الأمة؟ فقام إلى حلقة ، فيها رجل أصلع فقال : ما ترى في طلاق الأمة؟ فقال : اثنتان ، فالتفت اليهما فقال : اثنتان. فقال له أحدهما : جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الأمة ، فجئت إلى رجل فسألته؟ فوالله ما كلمتك ، فقال عمر : ويلك أتدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو ان السماوات والارض وضعت في كفة ووزن ايمان علي ، لرجح ايمان علي (١).

١٤٦ ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ اجازة اخبرنا أبو سعد احمد بن عبد الجبار الصيرفي ، أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد اذنا ، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن مهدي الدارقطني ، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، حدثنا علي بن الحسن التيملي ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن رقبة بن مسقلة العبدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن الخطاب قال : أشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسمعته وهو يقول : لو ان السماوات السبع والارضين السبع وضعن في كفة ميزان ، ووضع ايمان علي في كفة ميزان ، لرجح ايمان علي (٢).

__________________

(١) و (٢) فردوس الاخبار للديلمي ٣ / ٤٠٨ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٨٩ ـ تاريخ مدينة دمشق ترجمة الامام علي عليه‌السلام ٢ / ٣٦٤ و ٣٦٥ وفيه عبد الله بن الحويعة بدل عبد الله بن خونقة ـ كنز العمال ١١ / ٦١٧

١٣٢

١٤٧ ـ وانبأني مهذب الائمة هذا ، انبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ، عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي الازجي ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد المفيد بجرجرايا (١) حدثنا عبد الرحمان أحمد المهروي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمان ، حدثنا عمي ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن عمر ـ مولى غفرة ـ عن محمد بن كعب قال : رأى أبو طالب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتفل في في علي عليه‌السلام فقال : ما هذا يا محمد؟ قال : ايمان وحكمة ، فقال أبو طالب لعلي : يا بني انصر ابن عمك وآزره.

__________________

(١) جرجرايا ، بفتح الجيمين وتسكين الراء الاولى وفتح الثانية : بلد من اعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة خربت مع ما خرب من النهروانات ـ مراصد الاطلاع.

١٣٣

الفصل الرابع عشر

في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

وأنه مولى كل من كان رسول الله مولاه

١٤٨ ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي ، أخبرنا إسماعيل بن أحمد الواعظ ، أخبرنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقري ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الاسفرائيني ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا يوسف بن الماجشون ، حدثنا محمد بن المنكدر ، عن سعيد بن المسيب ، عن عامر بن سعد ، عن سعد قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه ليس معي نبي ، قال سعيد : فأحببت ان اشافه بذلك سعدا فلقيته فذكرت له الذي ذكر لي عامر ، فقال : نعم سمعته يقول ، قلت : أنت سمعته؟ فادخل اصبعيه في اذنيه ثم قال : نعم والا فاستكتا (١)

وهو عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد بن أبي وقاص.

قال رضي الله عنه : ويقال اذن سكاء : بينة السكك وهو قصرها وصغرها ، وقيل : صغر جلدتها التي حول صماخها وضيق صماخها ، وآذان سك ورجل أسك ، ويقال لمن لا اذن له اصلاً : أسك ، وسكه يسكه إذا

__________________

(١) للحديث مصادر كبيرة منها : فضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٦٣٣ ـ خصائص النسائي / ١١٣ ومناقب ابن المغازلي / ٢٨.

١٣٤

اصطلم اذنيه ، واستكت اذنه : صمت ، مجاز ما ذكرنا قال النابغة :

وأخبرت خير الناس انك لمتني

وتلك التي يستك منها المسامع


١٤٩ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق ، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر ، حدثنا اسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : علي مني وانا منه ، ولا يقضي ديني إلا أنا أو علي (١).

١٥٠ ـ وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا ابن أبي عيينة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن بريدة الاسلمي قال : غزوت مع علي عليه‌السلام إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت علياً فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتغير ، فقال : يا بريدة الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (٢).

١٥١ ـ وأنبأني الإمام الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، والإمام الإجل نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد البغدادي ، قال أنبأنا الشريف الإمام الإجل نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا

__________________

(١) فضائل الصحابة ٢ / ٥٩٤ ومسنده ٤ / ١٦٥ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٦ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٢١

(٢) مسند أحمد ٥ / ٣٤٧ ـ مستدرك الصحيحين ٣ / ١١٠ ـ مناقب ابن المغازلي / ٢٤ ـ حلية الاولياء لابي نعيم ٦ / ٢٩٤ ـ فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٤.

١٣٥

سهل بن أحمد ، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، عن هناد بن السري ، عن محمد بن هشام ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان الله لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه ، فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما ، ثم خلق الخلق وفوض الينا أمر الدين ، فالسعيد من سعد بنا ، والشقي من شقي بنا ، نحن المحلون لحلاله والمحرمون لحرامه (١)

١٥٢ ـ وأخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي ـ فيما كتب الي من همدان ـ أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني ـ كتابه [ أخبرنا الشريف ابو طالب المفضل بن الجعفري باصبهان اخبرني الحافظ أبو بكر ابن مردويه اجازة ، حدثني جدي ] (٢) حدثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدثني الحسن بن عليل العنزي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمان الذراع ، حدثنا قيس بن حفص ، حدثني علي بن الحسن ، أبو الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبى سعيد الخدري : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم دعا الناس إلى غدير خم (٣) ، امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم (٤) وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض ابطه ، ثم لم يتفرقا حتى نزلت « اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً » (٥) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الله اكبر على اكمال الدين ، واتمام النعمة ، ورضى الرب برسالاتي ، والولاية لعلي ، ثم قال : أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقال

__________________

(١) كتاب مائة منقبة لابن شاذان / ٢٥ ـ نظيره في كنز العمال ١٥ / ١٢٧.

(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصلين لكن وجوده ضروري ، راجع رقم / ١٦٥.

(٣) خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير عنده خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٤) قم الشيء قما : كنسه ـ لسان العرب.

(٥) المائدة : ٣.

١٣٦

حسان بن ثابت : ائذن لى يارسول الله ان أقول ابياتا ، قال : قل ببركة الله تعالى ، فقال حسان بن ثابت : يا معشر مشيخة قريش ، اسمعوا شهادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال :

يناديهم يوم الغدير نبيهم

بخم وأسمع بالرسول مناديا

بأني مولاكم نعم ونبيكم

فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهـك مولانا وأنت ولينا

ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا

فقال له قم يا على فانني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا (١)

١٥٣ ـ وأخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، أخبرنا الاستاد الأمين أبو الحسن علي بن مردك الرازي ، أخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان ، حدثنا أبو محمد عبد الرحمان بن عثمان بن أبي نصر ـ بقراءتي عليه ـ أخبرنا أبو الحسن خيثمة ابن سليمان بن حيدرة ، حدثنا إسحاق بن ابراهيم بن عباد بصنعاء ، عن عبد الرزاق ، عن معمري ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لوفد ثقيف حين جاؤه : لتسلمن أو ليبعثن الله رجلاً مني ـ أو قال مثل نفسي ـ فليضربن اعناقكم وليسبين ذراريكم وليأخذن اموالكم ، فقال عمر بن الخطاب : فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، جعلت انصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا ، قال : فالتفت إلى علي بن أبي طالب فأخذ بيده ثم قال : هو هذا ، هو هذا (٢)

١٥٤ ـ وأخبرنا الإمام الإجل شمس الائمة أخي أبو الفرج محمد بن

__________________

(١) رواه الجويني في فرائد السمطين ١ / ٧٢ ـ ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٥٧ ح / ٢١١.

(٢) مناقب ابن المغازلي / ٤٢٨ وفضائل الصحابة لابن حنبل ٢ / ٥٩٣ ـ ح / ١٠٠٨ ـ انساب الاشراف ٢ / ١٢٣.

١٣٧

أحمد المكي ـ أدام الله سموه ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد إسماعيل ابن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسن يحيى بن الموفق بالله ، أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، حدثنا أبو سعيد الثقفي ، عن جندل بن والق ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن جبير قال : بلغ ابن عباس أن قوماً يقعون في علي عليه‌السلام فقال لابنه علي بن عبد الله : خذ بيدي فاذهب بي إليهم ، فأخذ بيده حتى انتهى إليهم فقال : أيكم الساب لله؟ فقالوا : سبحان الله من سب الله فقد اشرك ، فقال : أيكم الساب رسول الله؟ فقالوا : من سب رسول الله فقد كفر ، فقال : أيكم الساب لعلي؟ قالوا : قد كان ذاك ، قال : فاشهد لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من سب علياً فقد سبنى ، ومن سبنى فقد سب الله ، ومن سب الله كبه الله على وجهه في النار ، ثم ولى عنهم فقال لابنه علي : كيف رأيتهم فأنشأ يقول :

نظروا اليك بأعين محمرة

نظر التيوس إلى شفار الجازر

قال زدني فداك أبوك يقول :

خزر الحواجب ناكسى اذقانهم

نظر الذليل إلى العزيز القاهر (١)


قال زدني فداك أبوك قال ما أجد مزيداً قال لكني اجد :

أحياؤهم خزي على أمواتهم

والميتون فضيحة للغابر (٢)


١٥٥ ـ وأخبرنا الشيخ الصالح العالم الاوحد أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي ، عن مشايخه الثلاثة : القاضي

__________________

(١) الخزر بضم الاول وسكون الوسط ، جمع الاخزر : هو الذي اقبلت حدقتاه إلى أنفيه ـ لسان العرب.

(٢) مناقب ابن المغازلي / ٣٩٤ ـ كفاية الطالب / ٨٢ والرياض النضرة / ١٢٢.

١٣٨

أبي عامر محمود بن القاسم الازدي ، وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي ، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي ، ثلاثتهم عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي ، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، عن الامام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثنا علي بن المنذر ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن الاجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما انتجيته ولكن الله انتجاه (١).

١٥٦ ـ وبهذا الاسناد عن أبي عيسى الترمذي هذا ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا علي بن جعفر بن محمد ، أخبرني أخي موسى بن جعفر ابن محمد ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب عليه‌السلام انه قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد حسن وحسين وقال من أجني؟ وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة (٢)

قال « رض » أخرج هذا الحديث ابو عيسى في جامعه.

١٥٧ ـ وأخبرنا الشيخ الثقة العدل أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر بن الزاغوني بمدينة السلام ، عن الشيخ الثقة أبي الليث وأبي الفتح الشاشي (٣) أحمد بن الحسين بن نصر الشاشي ، عن الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور المغربي ، عن الشيخ الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن زكريا الشيباني الشاشي ـ المعروف بالجوزقي ـ أخبرنا أبو العباس الدغولي ، حدثني محمد بن مشكان ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا شعبة ، عن سعد بن

__________________

(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخه ٧ / ٤٠٢ ـ مناقب ابن المغازلي / ١٢٤ صحيح الترمذي ٥ / ٦٣٩.

(٢) صحيح الترمذي ٥ / ٦٤١ ـ مسند أحمد ١ / ٧٧ ـ فضائل الصحابة له ٢ / ٦٩٣ ورواه أيضا ابو نعيم في تاريخ اصفهان ١ / ١٩٢.

(٣) شاش : مدينة بما وراء النهر.

١٣٩

إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن سعد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى (١) أخرج الشيخان هذا الحديث في صحيحهما.

١٥٨ ـ وأنبأني مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ـ نزيل بغداد ـ أخبرنا أبو غالب بن ابي علي المستعمل ، أخبرنا والدي أبو علي الحسن ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي ـ المعروف بالزاهد الرازي ـ حدثنا محمد بن عثمان العبسي ، حدثنا أحمد بن طارق الواشي ، حدثنا علي ابن هاشم ، عن محمد بن عبيدالله ، عن عون بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام قال : دخلت على نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نائم ، فلما دخلت عليه قال الرجل : ادن إلى ابن عمك فانت أحق به مني ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجري ، كما كان في حجر الرجل ، فمكثت ساعة ثم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله استيقظ ، فقال : اين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فهل تدري من الرجل؟ فقلت : لا ، بأبي وامي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك جبرئيل عليه‌السلام كان يحدثني حتى خف عني ونمت ورأسي في حجره (٢).

__________________

(١) حديث مشهور متواتر وله مصادر كثيرة منها صحيح مسلم الجزء السابع / ١٢١ ـ صحيح البخاري الجزء الخامس / ١٩ ـ صحيح الترمذي ٥ / ٩٤١ ـ مسند أحمد ١ / ١٧٤.

(٢) ذخائر العقبى للمحب الطبري / ٩٤.

١٤٠