موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٦

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٦

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-94-2
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٥١٠

مولى قريش.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (١).

ترجمه ابن حجر في تهذيبه ، وحكى توثيقه عن أبي زرعة والعجلي ، قال : روى عن ابن عباس (٢) ، وذكره ابن حبّان في ( الثقات ) ، وقال مات سنة ٩٠ هـ في شوال (٣).

أقول : ولم أقف على روايته عنه.

١٩ ـ زيد بن الحسن بن عليّ الهاشمي.

روى عن ابن عباس ، كما ذكره البخاري في تاريخه الكبير (٤) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٥).

وحكى البخاري عن عمرو بن خداش ، قال : هلك زيد بن حسن بالبطحاء على ستة أميال عن المدينة ، فرأيت حسن بن حسن ، وإبراهيم بن حسن ، ومحمد بن عبد الله بن عمرو ، والقاسم بن عبد الله ابن عمرو ، وعمر بن عليّ ، وسفيان بن عاصم ، يعتقبون بين عمودي سريره. وفي ثقات ابن حبّان : وأمّه أم بشر بنت أبي مسعود عقبة بن

____________________

(١) الجرح والتعديل ١ / ق ٢ / ٥٤١.

(٢) تهذيب التهذيب ١٢ / ١٤٣.

(٣) الثقات لابن حبّان ٢ / ٤٠١.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ٣٢٩.

(٥) الجرح والتعديل ١ / ق ٢ / ٥٦٠.

٢٦١

عمرو (١).

٢٠ ـ زيد بن طلحة التيمي ، والد يعقوب.

ذكره ابن حبّان في ( الثقات ) ، وقال : يروى عن ابن عباس (٢) ، وكذا في ( الجرح والتعديل ) (٣).

٢١ ـ زيد بن عليّ.

ذكره ابن حبّان في ( الثقات ) في ترجمة خالد بن صفوان ، وقال : ( يروي عن زيد بن عليّ عن ابن عباس ). وهذا وهم منه! فان ابن عباس توفي قبل أن يولد زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام بأكثر من عشر سنين ، اللّهمّ إلاّ أن يكون المراد زيد بن عليّ آخر لم أعرفه.

٢٢ ـ زيد بن عليّ ، أبو القموص.

روى عن ابن عباس ، فيما ذكر ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٤) بسماعه عن أبيه.

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٤٦.

(٢) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٤٧.

(٣) الجرح والتعديل ١ / ق ٢ / ٥٦٥.

(٤) الجرح والتعديل ١ / ق ٢ / ٥٦٨.

٢٦٢

وذكره البخاري في تاريخه الكبير (١) في ترجمة خالد بن صفوان ، وأنّه روى عن زيد بن عليّ عن ابن عباس ، وأحسبه هو السابق عليه ، إذ لا يصح زعم أنّه زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ابن أبي طالبعليه السلام لتأخر ولادته بعد وفاة ابن عباس بأكثر من عشر سنين.

٢٤ ـ زيد بن عمر بن الخطاب ، من أم كلثوم بنت عليّ.

قال أبو حاتم الرازي : توفي هو وأمّه أم كلثوم في ساعة واحدة وهو صغير (٢) لا يدرى أيّهما أوّل ، كذا حكاه ابن أبي حاتم في ( الجرح

____________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ١٥٦.

(٢) جاء في الهامش وفيه نظر ، فإن زيداً عاش مدة وتزوج وولد له ولد ، وفي تهذيب ابن عساكر ( ٦ / ٤٨ ) قال الزبير بن بكار : كان لزيد أولاد فانقرضوا ، وذكر له قصة مع معاوية في خلافته ، وإنما مات وهو صغير ابن كان لعثمان بن عفان من رقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اسمه عبد الله عن هامش المتن.

أقول : وما أشار إليه المعلق نقلاً عن ابن عساكر في قصة زيد مع معاوية ، ولم يذكرها لأنها تشوه صفحته وتسوّد وجهه.

فإلى القارئ تلك القصة ملخصا :

إن زيد بن عمر وفد إلى معاوية فأجلسه على السرير وهو يؤمئد من أجمل الناس. فبينما هو جالس قال له بسر يا بن أبي تراب ، فقال له : أإياي تعني لا أم لك؟ أنا والله خير منك وأزكى وأطيب ، فما زال الكلام بينهما حتى نزل زيد إلى بسر فخنقه حتى صعد وبرك على صدره ، فنزل معاوية عن سريره فحجز بينهما وسقطت عمامة زيد ، فقال زيد ، والله يا معاوية ما شكرت الحسنى ، ولا حفظت ما كان منا إليك حيث تسلّط عليّ عبد بني عامر ، فقال معاوية : أمّا قولك يا ابن أخي إني كفرت الحسنى فوالله ما أستعملني أبوك إلا من حاجة إلي : وأمّا ما ذكرت من الشكر لله فوالله لقد وصلنا أرحامكم وقضينا حقوقكم وأنكم لفي منازلكم ، فقال زيد : أنا ابن الخليفتين والله لا تراني بعدها أبداً عائداً إليك ، وإني لأعلم أن هذا لم يكن إلا عن رأيك.

٢٦٣

والتعديل ) (١).

____________________

قال فخرج زيد وقد تشعّّث رأسه وسقطت عمامته ، فدعا بإبل فأرتحل ، فأتاه. آذن معاوية يقول إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول عزمت عليك لما أتيتني فإن أبيت أتيتك ، فقال زيد : لولا العزيمة ما أتيت.

فلمّا رجع إليه أجلسه على سريره وقَبّّل بين عينيه ثمّ أقبل عليه وقال : من نسي بلاء عمر فإني والله لا أنساه ، لقد أستعملني وأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متوافدون ، وأنا يومئذ حديث السن ، فأخذت بأدبه ، واقتديت بهديه ، وأتبعت أثره ، ووالله ما قويت على العامة إلا بمكاني منه ، سلني حاجتك يابن أخي ، قال الراوي وهو ـ من الأنصار ممّن أتى مع زيد ـ فوالله ما ترك له حاجة إلا قضاها ، وأمر له بمائة الف وأمر لنا بأربعة الآف أربعة ألآف ونحن عشرون رجلاً ، فقال : هذه لك عندي كلّ عام.

(١) الجرح والتعديل ١ / ق ٢ / ٥٦٨.

٢٦٤

حرف السين

١ ـ السائب ، أبو عمرو ، بصري.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (١) ، وتاريخ البخاري (٢) ، وثقات ابن حبّان (٣).

٢ ـ سالم بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني ، مولاهم الكوفي.

ترجمه ابن سعد في ( الطبقات ) (٤) ، والذهبي في ( الميزان ، والكاشف ، وسير أعلام النبلاء ) (٥) ، وكذلك ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) (٦).

وذكر ابن سعد في آخر ذكر أخيه مسلم بن أبي الجعد : ( وقالوا : كان ستة بنين لأبي الجعد ، فكان اثنان منهم يتشيعان ، واثنان مرجئان ، واثنان يريان رأي الخوارج ، قال : فكان أبوهم يقول لهم أي بنيّ لقد خالف الله بينكم ) (٧).

____________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٢٤٤.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ١٥٤.

(٣) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٠١.

(٤) الطبقات ٦ / ٢٠٣ ط ليدن.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٧٢.

(٦) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٣.

(٧) الطبقات ٦ / ٢٩٢.

٢٦٥

وأخرج حديثه عن ابن عباس الطبراني في معجمه الكبير وذلك ثلاثة أحاديث كلها موقوفة ، ثالثها عنه قال : ( كنت جالساً عند عبد الله بن عباس إذ جاءه رجل فقال : أرأيت مَن قتل مؤمنا متعمداً ثمّ تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ثمّ اهتدى ، قال : وأنّى له التوبة وقد سمعت نبيّك يقول : ( إنّ أقرب الخلائق من عرش الرحمن يوم القيامة المؤمن الذي قتل مظلوماً ورأسه عن يمينه وقاتله عن شماله وأوداجه تشخب ، يقول : ربّ سل هذا فيم قتلني؟ فيم حال بيني وبين الصلاة ) ) (١) ، وهذا رواه أحمد في مسنده (٢) كما رواه النسائي وابن ماجة.

٣ ـ سالم بن أبي حنيفة ، أبو يونس ، أخو إبراهيم بن أبي حفصة.

رأى ابن عباس ، كذا قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) ، وقال : ( سألت أبي عنه ، فقال : هو من عتّق الشيعة ، صدوق ، يكتب حديثه ولا يحتج به ) (٣).

أقول : من العجيب أن يكون رآه ولم يرو عنه! وأعجب من ذلك قول أبي حاتم : ( صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به )!! لماذا؟ فذلك لأنّه من عتّق الشيعة ، أتريدون إنصافاً فوق هذا؟

____________________

(١) المعجم الكبير ١٢ / ٧٩.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٢٨٩ ( ١٩٤١ ) ٤ / ١٤ ( ٢١٤٢ ) ٤ / ٢٣٧ ( ٢٦٨٣ ).

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١٨٠.

٢٦٦

٤ ـ سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي.

ترجمه ابن سعد في ( الطبقات ) (١) وأطال ، ومثله الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٢) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٣) ، والبخاري (٤) ، وابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) (٥) ، وكلّهم لم يذكروا أنّه روى عن ابن عباس.

إلاّ أن الطبراني ذكر في ( المعجم ) حديثاً عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عباس في تزويج ميمونة (٦) ، وكان الراوي عنه الزهري ، فأظنه هو ذاك ، إذ لم أقف على آخر باسمه ونسبه ممّن روى عن ابن عباس ، وروى عنه الزهري.

٥ ـ سبرة بن المسيب بن نجبة الفزاري ، من أهل الكوفة (٧).

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٨) ، وتاريخ البخاري (٩).

____________________

(١) الطبقات ٦ / ١٤٤ ـ ١٤٩.

(٢) سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٨٢ ـ ٣٨٨.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١٨٤.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ١١٥.

(٥) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٦ ـ ٤٣٨.

(٦) المعجم الكبير ١٠ / ٢٩٨.

(٧) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢١٠.

(٨) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٢٩٦.

(٩) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ١٨٩.

٢٦٧

٦ ـ سبرة بن نخف.

كما في ثقات ابن حبّان (١) ، وقال : يروي عن ابن عباس ... وقد قيل : ابن يحيى. وفي تاريخ البخاري ، وذكره في باب سمرة باسم سمرة بن يحيى (٢).

٧ ـ سعد ، أبو هاشم السنجاري جزري.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٣) ، وفي تاريخ البخاري الكبير قال بسنده : ( عن سعد أبو هاشم : سمع ابن عباس أهللت مفرداً ، فقال ابن عباس : أحلّ واجعلها عمرة ) (٤).

٨ ـ سعد بن عتيق القيسي.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٥).

٩ ـ سعد بن مالك بن سنان الأنصاري ـ أبو سعيد الخدري ـ.

ترجمته في كتب تراجم الصحابة ، ذكره ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) (٦) ، وذكر روايته عن ابن عباس ورواية ابن عباس عنه.

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢١٠.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ١٧٨ ، وفي الهامش تحقيق حول اسمه ، فليراجع.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٩٨.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٦٧.

(٥) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٨٩.

(٦) تهذيب التهذيب ٣ / ٤٨٠.

٢٦٨

١٠ ـ سعد بن مسعود القيسي.

في ثقات ابن حبّان : يروى عن ابن عباس (١) ، وكذا في ( الجرح والتعديل ) (٢) ، وتاريخ البخاري (٣).

١١ ـ سعيد بن أحمد.

لم أقف على من ذكره غير أنّ الشيخ الصدوق أخرج عنه حديثاً له عن ابن عباس في العلّة التي من أجلها يجب الوضوء ممّا يخرج ولا يجب ممّا يدخل ، قال في ( علل الشرائع ) (٤) : ( حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمد بن أورمة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي وعبد الرحمن بن أبي نجران ، عن مثنى الحناط ، عن منصور بن حازم ، عن سعيد بن أحمد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( توضؤا ممّا يخرج ، ولا تتوضؤا ممّا يدخل ، فإنّه يدخل طيّباً ويخرج خبيثاً ) ) (٥) ، وهكذا رواه الشيخ الحرّ العاملي في ( الوسائل ) ، والشيخ المجلسي في ( البحار ) نقلاً عن الشيخ الصدوق ولم يعقبا عليه بشيء ، وأظن قوياً أن ثمة

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٨٠.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٩٤.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٦٣.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٩٨.

(٥) علل الشرائع ١ / الباب ١٩٧.

٢٦٩

وهم في اسم الأب وأن الصحيح هو ( يحمد ) كما سيأتي في سعيد بن يحمد ـ ويقال : أحمد ـ فراجع.

١٢ ـ سعيد بن جبير بن هشام ، أبو عبد الله الأسدي الوالبي ، مولاهم الكوفي.

ذكر البسوي في ( المعرفة والتاريخ ) : ( عن عليّ ـ يعني المديني ـ قال : ليس في أصحاب ابن عباس مثل سعيد بن جبير ، قيل له : ولا طاووس؟ قال : ولا طاووس ولا أحد ) (١).

ترجمه ابن سعد في ( الطبقات ) (٢) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٣) ، والبخاري في ( التاريخ الكبير ) (٤) ، وابن حبّان في ( الثقات ) (٥) ، والذهبي في ( الكاشف ، والعبر ، وسير أعلام النبلاء ) (٦) ، وأبو نعيم في ( الحلية ) (٧) ، وكلّها تراجم مفصلة.

وصفه الذهبي بقوله : ( الإمام الحافظ المفرض الشهيد روى عن ابن

____________________

(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ١٤٧.

(٢) الطبقات ٦ / ١٧٨ ط ليدن.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٩.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٤٦١.

(٥) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٦٦.

(٦) الكاشف ١ / ٢٨٢ ، العبر ١ / ١١٢ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٨٧.

(٧) الحلية ٤ / ٢٧٣ ـ ٢٩٤.

٢٧٠

عباس فأكثر ، وجوّد قرأ القرآن عليه ) (١) ، وعدّه ابن الجزري ممّن عرض عليه القرآن (٢).

ومن خلال تراجمه نعرف أنّه كان واحداً من طلاب ابن عباس الناشطين ـ وله الرواية عنه في التفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها ـ نشاطاً ملحوظاً وأثراً باقياً في مدرسته بالكوفة. فكان أهل الكوفة إذا أرادوا شيئاً من حديث ابن عباس عمدوا إلى سعيد ، وإذا أتوا إلى ابن عباس يسألونه أشار عليهم بمراجعة ابن جبير.

وقد ذكر ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) بسنده عن جعفر بن أبي المغيرة ، قال : ( كان ابن عباس بعدما ذهب بصره إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه ، يقول : أليس فيكم ابن أم هاني ـ الدهماء ـ يعني سعيد بن جبير ) (٣).

وقد كان يقول له : ( حدّث ، فقال : أحدّث وأنت ها هنا؟ فقال : أو ليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهد ، فإن أصبتَ فذاك وإن أخطأتَ علّمتْك ) ، وقال له مرّة ـ وكان ابن عباس متكىء على مرفقة من حرير وسعيد عند رجليه ـ : ( سأنظر كيف تحدث عني فإنّك قد حفظت عني حديثاً كثيراً ) ، وقد حدّث أبو حصين ، قال : ( سألت سعيد بن جبير ،

____________________

(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٨٧.

(٢) طبقات القرآء ١ / ٤٢٦.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١.

٢٧١

قلت : أكلّ ما أسمعك تحدّث سألت عنه ابن عباس؟ فقال : لا ، كنت أجلس ولا أتكلم حتّى أقوم فيتحدثون فأحفظ ) (١).

وكانت لسعيد من ابن عباس مسائل كثيرة في التفسير وغيره.

وروى البخاري في ( التاريخ الكبير ) عن سعيد قال : ( كنت جالساً عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله فقال : ما تقول يا سعيد؟ قلت : أنت ابن عباس وجئت أقتبس منك ، قال : إذا كان لك جليس فسئل فإنّما هو فهم يؤتيه الله من يشاء ) (٢).

وأخرج الطيالسي في مسنده أحاديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ( من ٢٦١٤ إلى ٢٦٤٠ ) (٣) ، وفي ما ذكره الطبراني في معجمه الكبير من حديثه عن ابن عباس أكثر من ذلك (٤) ، ومع هذا فليس ذلك كلّه ، فقد بلغ ( ٣٢٦ ) حديثاً منه المرفوع والموقوف وهو أكثر ، ويجد الباحث في ذلك علمّاً كثيراً ، ولم تنقطع صلة سعيد بأستاذه إلى موته بالطائف ، وقدكان أحد تلامذته الذين حضروا موته كما في رواية عطاء ، وستأتي في ترجمته.

وقد ثار سعيد مع جملة القرآء على مظالم الحجاج في ثورة ابن

____________________

(١) أنظر الطبقات ٦ / ١٧٨ ط ليدن ، والجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١.

(٢) التاريخ الكبير ١ / ق ١ / ٤٥٨.

(٣) مسند أبي داود الطيالسي / باب سعيد بن جبير عن ابن عباس.

(٤) المعجم الكبير ١١ / ٣٤١ ـ ٣٦٢ و ١٢ / ٥ ـ ٦٧.

٢٧٢

الأشعث ، وكان يقول يوم دير الجماجم : ( قاتلوهم على جورهم في الحكم وخروجهم من الدين وتجبّرهم على عباد الله وإماتتهم الصلاة وإستذلالهم المسلمين ) ، ولمّا فشلت الثورة ذهب إلى مكة فاراً عائذاً لائذاً بحرم الله ، ولكن ألقي القبض عليه ، فقال يوم أخذ : ( وشي بي واشٍ في بلد الله الحرام أكله إلى الله ) ، فقيّد وتسعة معه فكانوا يطوفون بالبيت مقيّدين. وسمع خالد بن عبد الله ـ القسري ـ صوت القيود فقال : ما هذا؟ فقيل له سعيد بن جبير ، وطلق بن حبيب وأصحابهما يطوفون بالبيت ، فقال : اقطعوا عليهم الطواف. فسيّر بهم إلى الحجاج وجرى بينهما من الكلام ما دلّ على صلابة سعيد في إيمانه ، وخور الحجاج مع شقاوته ، ولمّا قتل فندر رأسه هلّل ثلاثاً ، مرّة يفصح بها وفي الثنتين يقول مثل ذلك فلا يفصح بها ، رحمه الله. ولم يقتل الحجاج بعده أحداً إستجابة من الله سبحانه لدعاء سعيد بن جبير.

وقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام ، وقال الكشي في ترجمته : ( حدثني أبو المغيرة ، قال : حدثني الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعليّ بن الحسين عليه السلام ، وكان عليّ عليه السلام يثني عليه ، وما كان سبب قتل الحجاج له إلاّ على هذا الأمر وكان مستقيماً ... وذكر ما جرى من كلام بينه وبين الحجاج ) (١).

____________________

(١) راجع ترجمته في معجم رجال الحديث ٨ / ١١٦ط الاولى ، واختيار معرفة الرجال ١ / ٣٣٥.

٢٧٣

١٣ ـ سعيد بن أبي الحسن ـ واسمه يسار ـ الأنصاري مولاهم البصري.

وهذا هو أخو الحسن البصري وليس الذي يأتي باسم الحسن بن يسار.

ذكره ابن سعد في ( الطبقات ) ، وذكر حُزن أخيه الحسن عليه عند موته (١) ، وذكره البخاري في تاريخه الكبير (٢) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٣) ، وترجمه الذهبي في ( الكاشف ، وتاريخ الإسلام ، وسير أعلام النبلاء ) ، وقال : من ثقات التابعين (٤).

وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ونقل توثيقه عن أبي زرعة والنسائي والعجلي ، وحكى عن ابن حبّان في ( الثقات ) أنّ له في صحيح البخاري حديث واحد في مسند ابن عباس في التصوير (٥).

أقول : وهو الذي أخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ) : ( قال : كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال : إنّي إنسان إنّما معيشتي من صنعة يدي ، وأنا أصنع هذه التصاوير ، فقال ابن عباس : لا أجد لك إلاّ ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من صوّر صورة فإنّ الله يعذّبه يوم القيامة حتّى ينفخ

____________________

(١) الطبقات ٦ / ١٢٩.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ٤٦٢.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٧٢.

(٤) الكاشف ١ / ٢٨٣ ، سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٧٣.

(٥) تهذيب التهذيب ٤ / ١٦.

٢٧٤

فيها وليس بنافخ فيها أبداً ) ، قال ـ سعيد ـ فربا لها الرجل ربوة شديدة وأصفرّ وجهه. ثمّ قال ـ ابن عباس ـ ويحك إن أبيت إلاّ أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكلّ شيء ليس فيه روح ) (١). وهذا أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي أيضاً.

١٤ ـ سعيد بن الحويرث ، ويقال : ابن أبي الحويرث المكي ، مولى السائب.

ذكره البخاري في تاريخه الكبير ، وقال : سمع ابن عباس (٢) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) ، وقال : روى عن ابن عباس ، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي (٣) ، وذكره ابن حبّان في ( الثقات ) (٤).

له في الكتب حديث واحد في ترك الوضوء من الطعام ، كذا ترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) (٥) ، لكن الطيالسي في مسنده أخرج له حديثين (٦).

١٥ ـ سعيد بن حيان الأزدي اليحمدي.

أصله من البصرة ولي القضاء ببلخ.

يروى عن ابن عباس ، كما في تاريخ البخاري (٧) ، و ( الجرح

____________________

(١) المعجم الكبير ١٢ / ١٢٧.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ١١.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٧١.

(٤) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٧١.

(٥) تهذيب التهذيب ٤ / ١٩.

(٦) مسند أبي داود الطيالسي / ٣٦١.

(٧) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ٤٦٣.

٢٧٥

والتعديل ) (١) ، وثقات ابن حبّان (٢).

١٦ ـ سعيد بن رقيش.

ذكره ابن حبّان في ( الثقات ) وقال : يروي عن ابن عباس (٣).

١٧ ـ سعيد بن أبي سعيد ـ واسمه كيسان ـ الليثي مولاهم المغربي ، أبو سعد المدني.

ترجمه الذهبي في ( الميزان ، والكاشف ، والتذكرة ، وتاريخ الإسلام ، وسير أعلام النبلاء ) ، ووصفه بالإمام المحدّث الثقة ، وقال المقبري كان يسكن بمقبرة البقيع وقال حديثه مخرّج في الصحاح ، وحكى توثيقه عن ابن سعد وعبد الرحمن ابن خراش (٤). قال ابن سعد : لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين مات سنة ١٢٣ ـ ٢٥ ـ ٢٦ هـ ، وكان من أبناء التسعين. وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) (٥).

وحديثه عن ابن عباس أخرجه الطبراني في معجمه الكبير : ( أنّه صلى خلف ابن عباس في جنازة فأجهر قراءة فاتحة الكتاب ، فقال : أحببت أن يعلم الناس وأن تعلموا أنّها السنة ) (٦) ، وهذا الحديث رواه البخاري والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن طلحة بن عبد الله ابن عوف.

____________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ١٣.

(٢) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٧٠.

(٣) نفس المصدر ٢ / ١٧٤.

(٤) سير أعلام النبلاء ٦ / ٤٩.

(٥) تهذيب التهذيب ٤ / ٣٨ ـ ٤٠.

(٦) المعجم الكبير ١٠ / ٣٣٢.

٢٧٦

١٨ ـ سعيد بن شفيّ الهمداني.

ترجمه البخاري في تاريخه الكبير (١) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٢) ، وثقه أبو زرعة ، وقال : كوفي همداني ثقة ، وذكره ابن حبّان في ( الثقات ) (٣).

وحديثه أخرجه الطبراني في معجمه الكبير : ( قال : سألت ابن عباس عن الصلاة في السفر؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج من أهله مسافراً صلى ركعتين حتّى يرجع إلى أهله ) (٤) ، وهذا الحديث أخرجه أحمد في مسنده : ( عن سعيد بن شفيّ عن ابن عباس قال : جعل الناس يسألونه عن الصلاة في السفر ... ) (٥).

١٩ ـ سعيد بن الصلت ، مصري.

ذكره البخاري في تاريخه الكبير (٦) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٧).

٢٠ ـ سعيد بن طهمان ، بصري الدار.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٨).

____________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ١ / ٤٨٢.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٣٢.

(٣) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٧١.

(٤) المعجم الكبير ١٢ / ١١١ ، مسند أبي داود الطيالسي / ٣٥٨.

(٥) مسند أحمد ١ / ٢٣ / ٢٤ / ٢٠٠.

(٦) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ٤٨٣.

(٧) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٣٤.

(٨) نفس المصدر ٢ / ق ١ / ٣٥.

٢٧٧

٢١ ـ سعيد بن عبيد.

ذكره ابن حبّان في ( الثقات ) ، وقال : يروي عن ابن عباس (١).

٢٢ ـ سعيد العلاف.

لم أقف على ترجمته فعلاً ، غير أنّ حديثه عن ابن عباس ذكره الطبراني في معجمه الكبير : ( عنه عن ابن عباس رضي الله عنه : إنّ الله عز وجلّ تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) (٢). وذكر محقق المعجم أنّ ابن رجب قال في ( جامع العلوم والحكم ) : خرّجه الجوزجاني وسعيد العلاف وهو سعيد بن أبي صالح. قال أحمد : وهو مكي ، قيل له : كيف حاله؟ قال : لا أدري. وما علمت أحداً روى عنه غير مسلم بن خالد ... (٣).

٢٣ ـ سعيد بن فيروز ـ وهو سعيد بن أبي عمران ـ أبو البختري الكلبي الكوفي. أحد العباد.

هكذا عنونه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، وقال : ( وثّقه يحيى ابن معين ، وكان مقدّم الصالحين القراء الذين قاموا على الحَجّاج في فتنة ابن الأشعث ، فقتل أبو البختري في وقعة الجماجم سنة اثنين وثمانين ) (٤) ، وفي ( الطبقات ) لابن سعد : قتل يوم الدجيل سنة ٨٣ هـ (٥).

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٧٦.

(٢) المعجم الكبير ١١ / ١٠٨.

(٣) جامع العلوم والحكم / ٣٢٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ١ / ٢٥٨.

(٥) الطبقات ٦ / ٢٩٧.

٢٧٨

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) ، وقال : سمع ابن عباس (١) ، وقال ابن أبي حاتم : روى عن ابن عباس ، كوفي ثقة ، عن أبي زرعة. الطائي مولى لهم كما في ( الجرح والتعديل ) (٢).

وأخرج له أصحاب الستة كما في ( الثقات ) لابن حبّان (٣).

أخرج عنه الطبراني قال : ( خرجنا حجاجاً ، فلمّا نزلنا ببطن نخل رأينا الهلال ، فقال بعض القوم : هو ابن ثلاث ، وقال بعضهم : هو ابن ليلتين ، فأتينا ابن عباس فقلنا : إنّا رأينا الهلال ، فقال بعض القوم : هو ابن ثلاث ، وقال بعض الأقوام : هو ابن ليلتين ، فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مدّه لرؤيته فهو ليلة رأيتموه ) (٤). وهذا رواه أحمد في مسنده (٥) ، ومسلم في صحيحه (٦).

وأخرج عنه أيضاً قال : ( سألت ابن عباس عن السلم في النخل؟ فقال : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن بيع النخل حتّى يؤكل منه وحتّى يؤوَي ، قلت : ما يؤوَى؟ فقال رجل من القوم : حتّى تحرز أو يحرز ) (٧) ، وهذا أخرجه البخاري ومسلم وأحمد أيضاً (٨).

____________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ق ١ / ٥٠٦.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٥٤.

(٣) الثقات لابن حبّان ٢ / ١٧٣.

(٤) المعجم الكبير ١٢ / ١٠٥.

(٥) مسند أحمد ٥ / ١٢ و ٧٤ و ١٧٣.

(٦) صحيح مسلم / ١٠٨٨.

(٧) المعجم الكبير ١٢ / ١٠٥.

(٨) صحيح مسلم / ١٠٨٨ ، مسند أحمد ٥ / ١٢ و ٧٤ و ١٧٣.

٢٧٩

ومن حديثه ما أخرجه الطيالسي في مسنده قال : ( أهللنا رمضان ونحن بذات عرق فأرسلنا رجلاً إلى ابن عباس ، فقال ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ الله عزّوجلّ قد مدّه لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدّة ) ) (١).

٢٤ ـ سعيد القرشي.

لم أقف فعلاً على من ترجمه ، غير أنّي عرفته بصرياً من ترجمة ابن حجر لولده عمرو بن سعيد ، وأنّه مولى لثقيف ، ولم يذكر له رواية عن أبيه.

غير أنّ الطبراني في ( المعجم الكبير ) ذكر حديث أبيه عن ابن عباس في طريقه فقال : ( عمرو بن سعيد القرشي حدثني أبي عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أتى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم رجل فقال : ما عمل إن عملت به دخلت الجنّة؟ قال : ( أنت ببلد يجلب به الماء )؟ قال : نعم ، قال : ( فاشتر بها سقاءً جديداً ثمّ استق فيها حتّى تخرقها ، فإنّك لن تخرقها حتّى تبلغ بها عمل الجنّة ) ) (٢).

٢٥ ـ سعيد بن مرجانة.

ترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ، فقال : ( وهو سعيد بن عبد الله القرشي العامري ، مولاهم أبو عثمان الحجازي ، ومرجانة أمّه ، مات سنة

____________________

(١) مسند أبي داود الطيالسي / ٣٥٥.

(٢) المعجم الكبير ١٢ / ٨٢.

٢٨٠