موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٦

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٦

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-94-2
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٥١٠

مدحه وجرحه (١) ، فمن أرادها فليراجع.

وأخرج له الطيالسي في مسنده حديثاً عن ابن عباس : ( أنّ أم الفضل أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإناء من لبن وهو بعرفة يوم عرفة وهو واقف فشرب ) (٢).

وأخرج له الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عباس حديثين موقوفين : أوّلهما : ( قال : غسّل رسول الله في قميص ونزل في حفرته عليّ والفضل بن عباس وصالح بن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) (٣) ، وثانيهما : ( قال : طاف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على راحلته في حجة الوداع فاستلم الركن بمحجنه كراهية أن يصد الناس عنه ) (٤).

٤ ـ صعصعة بن صوحان العبدي.

ذكره ابن سعد في الطبقات ، وقال : ( يكنى أبا طلحة ، كان من أصحاب الخطط في الكوفة ، وكان خطيباً ، وكان من أصحاب عليّ بن أبي طالب ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان ، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده فقتل فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ، وقد روى صعصعة عن عليّ بن أبي طالب ... وروى أيضاً عن عبد الله

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٠٥ ـ ٤٠٧.

(٢) مسند أبي داود الطيالسي / ٣٥٦.

(٣) المعجم الكبير ١٠ / ٣٢٦.

(٤) نفس المصدر.

٣٠١

ابن عباس ، وتوفي بالكوفة في خلافة معاوية ، وكان ثقة قليل الحديث ) (١).

ذكره البخاري في تاريخه الكبير (٢) ، وابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٣) ، وذكره الذهبي في ( الميزان ، وسير أعلام النبلاء ) ، وقال : ( أحد خطباء العرب ، وذكر أنّه وفد على معاوية فخطب ، فقال : إن كنت لأبغض أن أراك خطيباً ، قال : وأنا إن كنت لأبغض أن أراك خليفة ) (٤).

أقول : ولم أقف على حديثه عن ابن عباس ، لكن مرّ في الحلقة الأولى أنّه كان عند ابن عباس بالبصرة ، فلمّا قدم الكوفة سأله الإمام عن ابن عباس فأجابه : إنّه آخذ بثلاث وتارك لثلاث ، كما مرّ أنه وابن عباس كانا رسولين إلى جرير بن عبد الله ، أرسلهما إليه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لمّا نزل الكوفة بعد حرب الجمل.

٥ ـ صعصعة بن يزيد ـ وقال بعضهم ابن زيد ـ.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٥) ، وثقات ابن حبّان (٦).

____________________

(١) الطبقات ٦ / ١٥٤.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣١٩.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٤٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٢.

(٥) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٤٦.

(٦) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٣٨.

٣٠٢

وذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) ، وقال : سمع ابن عباس وكان منزله بالمدائن ... وروى البخاري بسنده عن سفيان ، وقال : صعصعة بن يزيد عن ابن عباس : قال العامة ( لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّنَ سَبِيلٌ ـ إلى ـ يَعْلَمُونَ ) (١) (٢).

٦ ـ صفوان بن محرز بن زياد المازني البصري.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٣) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٤) ، وذكره الذهبي في ( التذكرة ، والكاشف ، وسير أعلام النبلاء ) ، وقال : ( العابد أحد الأعلام ) (٥) ، وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ، وذكر أنّه روى عن ابن عباس ، وذكر توثيقه عن ابن حبّان (٦).

وقد روى أحمد في مسنده عنه حديثاً قال : ( سمعت ابن عباس يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أراد الحج فليتعجل ) ) (٧).

____________________

(١) آل عمران ٧٥.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٠٥.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٢٣.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٦٣.

(٦) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٠.

(٧) مسند أحمد١ / ٢٢٥ط الأولى.

٣٠٣

٧_ الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (١) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٢) ، وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ، وقال : روى عن ابن عباس ، وذكر توثيقه عن ابن حبّان (٣).

ولم أقف على روايته عن ابن عباس.

٨ ـ صلة بن زفر الضبيّ ، أبو العلاء ، أو أبو بكر الكوفي.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٤) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٥) ، وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ، وقال : روى عن ... وابن عباس ، وحكى توثيقه عن الآخرين (٦).

ولم أقف على روايته عن ابن عباس.

٩ ـ صهيب ، أبو الصهباء البكري البصري ـ ويقال : المدني ـ مولى ابن عباس.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٧) ، وذكره ابن أبي حاتم في

____________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٢٩٩.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٣٦.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٥.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٢١.

(٥) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٣٦.

(٦) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٣٧.

(٧) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣١٥.

٣٠٤

( الجرح والتعديل ) (١).

وأحسبه هو الذي ورد حديثه في سنن أبي داود في الطلاق عن طاووس : ( أنّ رجلاً يقال له أبو الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس ، قال : ما علمت أن رجلاً كان إذا طلق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخل بها جعلوها واحدة على عهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وصدراً من إمارة عمر ، قال ابن عباس : ولمّا رأى عمر الناس تتابعوا فيها قال : أجيزهن عليهم ) (٢).

وترجمه ابن حجر في تهذيبه ، وقال : روى عن مولاه ابن عباس ... ، وحكى توثيقه عن أبي زرعة ، كما حكى تضعيفه عن النسائي ، وقال : ذكره ابن حبّان في ( الثقات ) ، له ذكر في صحيح مسلم في حديث داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد في الصرف (٣).

أقول : أخرج الطبراني في معجمه الكبير له حديثين عن ابن عباس موقوفين (٤) ، فراجع.

____________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٤٤.

(٢) سنن أبي داود ١ / ٤٩٠.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٢٣٩ ، وأنظر الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٣٧.

(٤) المعجم الكبير ١٢ / ١٥٥.

٣٠٥

حرف الضاد

١ ـ الضحاك بن زميل الأملوكي.

يروي عن ابن عباس ، كما في ( الثقات ) لابن حبّان (١).

٢ ـ الضحاك بن مزاحم الهلالي الخراساني.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٢) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٣).

وترجمه الذهبي في ( الميزان ، والعبر ، والكاشف ، والسير ) ، وقال : ( صاحب التفسير كان من أوعية العلم وليس بالمجوّد في حديثه وهو صدوق في نفسه ، وكان يكون ببلخ وسمرقند ، حدث عن ابن عباس ... وبعضهم يقول : لم يلق ابن عباس ... وثقه أحمد وابن معين وحديثه في السنن لا في الصحيحين. ضعفه يحيى بن سعيد ، وحكى عن شاش قال : سألت الضحاك : هل لقيت ابن عباس؟ قال : لا ، وروى أبو جناب الكلبي عن الضحاك قال : جاورت ابن عباس سبع سنين ، قلت ـ والقائل هو الذهبي ـ : أبو جناب ليس بقوي ، والأوّل

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٤٢.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٣٢.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٥٨.

٣٠٦

أصح ) (١).

أقول : أخرج له الطبراني في معجمه الكبير عدّة أحاديث عن ابن عباس (٢) ، فراجع. وسيأتي مزيد بيان عن تفسيره عن ابن عباس.

وقد أخرج عبد الرزاق في ( المصنف ) عن ضحاك بن أبي مزاحم ، قال : ( قال لي ابن عباس : مهما عصيتني فيه من شيء فلا تعصينّي في ثلاث : إذا خرجت مسافراً فصل ركعتين حتّى ترجع إلى أهليك ، ولا تصومنّ حتّى ترجع إلى بيتك ، ولا تدخل مكة إلا باحرام ) (٣).

أقول : يبدو أنّ الخبر عن الضحاك بن مزاحم المذكور ، وقد وقع سهو في تسمية الضحاك بأبي الضحاك ، فلم أقف على من ذكر بهذا الاسم.

____________________

(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٨١.

(٢) المعجم الكبير ١٢ / ٩٠ ـ ٩٧.

(٣) المصنف ٢ / ٥٦٦ برقم ٤٤٨٢.

٣٠٧

حرف الطاء

١ ـ طالوت ، أبو سعيد القرشي.

روى عن ابن عباس ، ذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (١) ، وذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٢) ، وابن حبّان في ( الثقات ) (٣).

٢ ـ طالوت بن أبي بكر بن خالد بن عرفطة العرفطي.

حليف بني زهرة ، يذكره ابن حبّان في ( الثقات ) ، وأنّه روى عن ابن عباس (٤).

٣ ـ طاووس بن كيسان اليماني ، أبو عبد الرحمن الحميدي الجَنَدي ، مولى بحير بن ريسان من أبناء الفرس كان ينزل الجَنَد ـ وقيل هو مولى همدان ـ ..

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٥) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٦).

____________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٩٤.

(٢) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٦٢.

(٣) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٤٩.

(٤) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٤٩.

(٥) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٦٥.

(٦) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٥٠٠.

٣٠٨

وترجمه الذهبي في ( التذكرة ، والكاشف ، والعبر ، وسير أعلام النبلاء ) ، ووصفه بالفقيه القدوة عالم اليمن ... الحافظ ، وحكى وصفه عن المليكي ، قال : رأيت طاووساً وبين عينيه أثر السجود ، وحكى عن ابن حبّان قوله فيه : كان من عبّاد أهل اليمن ومن سادات التابعين ، وكان مستجاب الدعوة ، حج أربعين حجة. وقال : وبلغنا أنّ ابن عباس كان يجلّ طاووساً ويأذن له مع الخواص. وقال ابن عيينة لعبيد الله بن أبي يزيد : مع مَن كنت تدخل على ابن عباس؟ قال : مع عطاء وأصحابه. قلت : وطاووس؟ قال : أيهان ـ بمعنى هيهات ـ ذاك كان يدخل مع الخواص ، وذكر عن الثوري : قال كان طاووس يتشيع (١).

ولم تعجب الذهبي كلمة الثورى ، فقال : ( إن كان فيه تشيع فهو يسير لا يضر إن شاء الله ) (٢).

أقول : لعلّ منشأ ما قاله الثوري وما عقب به عليه الذهبي هو ما حكاه الغزالي في ( الإحياء ) ، قال : ( حكي أنّ هشام بن عبد الملك قدم حاجاً إلى مكة فلمّا دخلها ، قال : ائتوني برجل من الصحابة ، فقيل : يا أمير المؤمنين قد تفانوا ، فقال : من التابعين ، فأتي بطاووس اليماني ، فلمّا دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، ولكن قال : السلام عليك يا هشام ، ولم يكنّه وجلس بإزائه ، وقال : كيف أنت يا هشام ، فغضب هشام

____________________

(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٢٣.

(٢) نفس المصدر ٥ / ٥٢٥.

٣٠٩

غضباً شديداً حتّى همّ بقتله ، فقيل له أنت في حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك.

فقال له : يا طاووس ما الذي حملك على ما صنعت؟ قال : وما الذي صنعت؟ فازداد غضباً وغيظاً.

قال : خلعت نعليك بحاشية بساطي ، ولم تقبّل يدي ، ولم تسلّم عليّ بإمرة المؤمنين ، ولم تكنّني ، وجلست بإزائي بغير إذني ، وقلت : كيف أنت يا هشام ، قال : أمّا ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك ، فإنّي أخلعها بين يدي ربّ العزّة كلّ يوم خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ.

وأمّا قولك : لم تقبّل يدي ، فإنّي سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : ( لا يحلّ لرجل أن يقبّل يد أحد إلاّ امرأته من شهوة أو ولده من رحمة ).

وأمّا قولك : لم تسلّم عليّ بإمرة المؤمنين ، فليس كلّ الناس راضين بإمرتك ، فكرهت أن أكذب.

وأمّا قولك : لم تكنني ، فإنّ الله تعالى سمّى أنبياءه وأولياءه ، فقال : ( يَايَحْيَى ) (١) ، ( يَا عِيسَى ) (٢) ، وكنى أعداءه فقال : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ) (٣).

وأمّا قولك : جلست بإزائي ، فإنّي سمعت أمير المؤمنين عليّاً رضي الله عنه يقول :

____________________

(١) مريم / ١٢.

(٢) آل عمران / ٥٥.

(٣) المسد / ١.

٣١٠

( إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام ).

فقال له هشام : عظني ، فقال : سمعت من أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يقول : ( إنّ في جهنم حيات كالقلال ، وعقارب كالبغال ، تلدغ كلّ أمير لا يعدل في رعيته ، ثمّ قام وهرب ) ) (١).

وحكى ابن حجر في تهذيبه في آخر ترجمته قول ابن عيينة : ( متجنبوا السلطان ثلاثة : أبو ذر في زمانه ، وطاووس في زمانه ، والثوري في زمانه ) (٢)

وذكره ابن سعد في ( الطبقات ) ، وأطال ترجمته ، وجاء فيها عنه قال : ( كان يذكر عن ابن عباس : الخلع طلاق ، فأنكره سعيد بن جبير فلقيه طاووس فقال : لقد قرأت القرآن قبل أن تولد ، ولقد سمعته وأنت إذ ذاك همّك لقم الثريد ). وختم ترجمته بقوله : ( مات بمكة قبل التروية بيوم ... سنة ست ومائة وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة ) (٣).

قال أبو جعفر النحاس في ( الناسخ والمنسوخ ) : ( وطاووس وإن كان رجلاً صالحاً فعنده عن ابن عباس مناكير يخالف عليها ولا يقبلها أهل العلم ) (٤).

____________________

(١) الاحياء ٢ / ١٤٦.

(٢) تهذيب التهذيب ٥ / ١٠.

(٣) الطبقات ٥ / ٣٩١.

(٤) الناسخ والمنسوخ / ٦٩.

٣١١

أقول : وأخرج الطبراني في المعجم الكبير أحاديث طاووس عن ابن عباس بلغت ( ١٨١ ) حديثاً (١) فيها جملة صالحة.

منها : ( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر : إنّ الناس قد استعجلوا أمراً كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم ).

ومنها : ( أوّل من أسلم عليّ رضي الله عنه ).

ومنها : ( دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكتف فقال : ( إئتوني بكتف أكتب لكم كتاب لن تضلوا بعدي أبداً ) وأخذ من عنده في لغط ، فقالت أمرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال بعض القوم : أسكتي فإنّه لا عقل لك ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( وأنتم لا أحلام لكم ) ).

ومنها : ( سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت رجلين يغنيان وهما يقولان :

ولا يزال حواريٌ يلوح عظامه

زوى الحرب عنه ان يُجنّ فيُقبرا

فسأل عنهما ، فقيل : معاوية وعمر وبن العاص. فقال : ( اللّهمّ أركسهما في الفتنة ركساً ودعّهما إلى النار دعا ) ).

إلى غير ذلك من الأحاديث ، فراجعها.

ولعلّ ما ذكرته منها هو الذي حمل سفيان الثورى على قوله : كان طاووس

____________________

(١) المعجم الكبير ١١ / ٥ ـ ١٤٧.

٣١٢

يتشيع. إلاّ أنّ الذهبي قال : ( ان كان فيه تشيع فهو يسير لا يضر إن شاء الله ) (١).

أو أنّ قول طاووس : ( عجبت لأخوتنا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمناً ). قال الذهبي : ( يشير إلى المرجئة منهم الذين يقولون : هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبّه الصحابة ) (٢).

وقد ناقش المرحوم خاتمة المحدثين الشيخ النوري في خاتمة المستدرك ما يتعلق بطاووس اليماني وإثبات تسننه (٣) ، وقد ناقش ما ورد فيه وعنه ممّا يستدل على إيمانه ، فمن شاء فليراجع.

٤ ـ طريف بن ميمون.

لم أقف فعلاً على ترجمته ، ولعلّه طريف الكوفي الذي ذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) وقال : روى عن ابن عباس وروى عنه الأعمش (٤) ، وذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٥) ، وابن حبّان في ( الثقات ) (٦).

إلاّ أنّ الطبراني أخرج له حديثاً عن ابن عباس يرفعه في معجمه

____________________

(١) راجع سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨.

(٢) سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٢٧.

(٣) خاتمة المستدرك ١ / ١٥١ ـ ١٥٦.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٩٣.

(٥) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٥٦.

(٦) الثقات لابن حبّان ٢ / ٢٤٨.

٣١٣

الكبير ، قال : ( ما من رجل ولي عشرة إلاّ أتي به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه حتّى يقض بينه وبينهم ) (١) ، وهذا أخرجه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال : ( رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله ثقات ) (٢).

٥ ـ طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري المدني القاضي ، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٣) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٤).

وترجمه ابن حجر في تهذيبه ، وحكى توثيقه عن ابن سعد وعن ابن معين وأبي زرعة والنسائي والعجلي ، مات ٩٧ هـ وكان يكتب الوثائق بالمدينة (٥).

وأخرج له الطبراني في معجمه الكبير حديثاً واحداً عن ابن عباس ، قال : ( صليت مع ابن عباس على جنازة فقرأ فاتحة الكتاب ، فقلت له : فقال : إنّه من السنة ) (٦) ، وهذا رواه البخاري وعبد الرزاق وأبو داود والنسائي والترمذي وابن الجارود والدارقطني والحاكم وأبو يعلى ، راجع هامش الطبراني.

____________________

(١) المعجم الكبير ١٢ / ١٠٥.

(٢) مجمع الزوائد ٥ / ٢٠٦.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٤٥.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٧٢.

(٥) تهذيب التهذيب ٥ / ٩.

(٦) المعجم الكبير ١٠ / ٣٢٨.

٣١٤

٦ ـ طلحة بن العلاء الأحمسي ، أبو العلاء الكوفي.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (١) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٢) ، وذكره ابن حجر في تهذيبه ، وأنّه روى عن ابن عباس ، وحكى عن ابن حبّان ذكره في ( الثقات ) (٣).

٧ ـ طلحة بن نافع القرشي ، مولاهم أبو سفيان الواسطي ـ ويقال المكي ـ.

ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٤) ، وذكره ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٥) ، وترجمه ابن حجر في ( تهذيب التهذيب ) ، وحكى أقوال العلماء فيه (٦).

وهو ممّن أخرج له البخاري مقروناً أربعة أحاديث رواها عن جابر ابن عبد الله ، واحتج به مسلم ، وروى له أصحاب السنن ، وأخرج له الطبراني في معجمه الكبير حديثاً واحداً عن ابن عباس ، وهو في مبيته عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في بيت خالته ميمونة وقد سمى أباه ( نافعاً ) (٧) ، وكذلك العقيلي

____________________

(١) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٤٨.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٧٦.

(٣) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٤.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٤٦.

(٥) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٧٥.

(٦) تهذيب التهذيب ٥ / ٢٦.

(٧) المعجم الكبير ١١ / ١٠٩.

٣١٥

في كتابه ( الضعفاء ) (١) ، وذكره ابن عدي في ( الكامل ) ونسبه ( السعدي ) (٢).

٨ ـ طلق بن حبيب العنزي بصري.

زاهد كبير من العلماء والعاملين ، كذا نسبه ووصفه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٣).

وحكى ابن حجر في تهذيبه عن ابن سعد وغيره : أنّه كان مرجئاً ومع ذلك وثقوه ، وحكى عن مالك بن أنس أنّه قال : ( بلغني أنّ طلق بن حبيب ـ كان من العباد ـ وانّه هو وسعيد بن جبير وقرآء كانوا معهم طلبهم الحجاج وقتلهم ) (٤).

أقول : قال الذهبي : ( وقيل : إنّ الحجاج ـ قاتله الله ـ قتل طلقاً مع سعيد ابن جبير ولم يصح ) (٥).

وحكى ابن حجر أيضاً عن البخاري بسنده عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : ( كنت مع طلق بن حبيب وهو مكبّل بالحديد حين جيئ به إلى الحجاج مع سعيد بن جبير ، ويقال : أنّه أخرج من سجن الحجاج بعد موته بعد ذلك بواسط ) (٦).

____________________

(١) الضعفاء ٢ / ٢٢٤.

(٢) الكمال ٤ / ١١٣.

(٣) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٨٣.

(٤) تهذيب التهذيب ٥ / ٣١.

(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٨٣.

(٦) تهذيب التهذيب ٥ / ٣١.

٣١٦

وقال أبو جعفر الطبري في تاريخه : ( كتب الحجاج إلى الوليد : انّ أهل الشقاق لجئوا إلى مكة ، فكتب الوليد إلى القسري فأخذ عطاء وسعيد بن جبير ومجاهداً وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار ، فأمّا عمرو وعطاء ومجاهد فأرسلوا لأنّهم كانوا من أهل مكة ، وأمّا الآخران فبعث بهما إلى الحجاج فمات طلق في الطريق ، مات طلق بين التسعين والمائة ) (١).

أخرج له الطبراني في معجمه الكبير حديثاً واحداً عن ابن عباس : ( أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( أربع من أعطيهن أعطي خير الدنيا والآخرة : قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوناً في نفسها ولا ماله ) ) (٢).

٩ ـ طليق بن قيس الحنفي.

روى عن ابن عباس ، ذكر ذلك ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) وحكى عن أبي زرعة قوله فيه : كوفي ثقة (٣) ، وذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) (٤).

____________________

(١) تاريخ الطبري ٦ / ٤٨٨ حوادث سنة ٩٤ط محققة.

(٢) المعجم الكبير ١١ / ١٠٩.

(٣) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٤٩٨.

(٤) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٣٦٤.

٣١٧

حرف العين

١ ـ عابس بن ربيعة النخعي ، كوفي مخضرم حجة.

كذا ترجمه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (١) ، وترجمه ابن حجر في تهذيبه ، وحكى توثيقه عن ابن سعد والنسائي (٢) ، وذكره ابن حبّان في ( الثقات ).

وأخرج له الطبراني في الكبير ثلاثة أحاديث رواها عن ابن عباس في صلاة العيد (٣) ، فراجع.

٢ ـ عاصم الطائي.

سمع ابن عباس ، كذا قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٤).

وهو الذي ذكره البخاري في ( التاريخ الكبير ) ، وذكر عن إسماعيل ابن عاصم سمع أباه : قال ابن عباس رضي الله عنه وهو متكي على عليّ وهو يطوف بالبيت ... (٥). قال ابن حبّان في ( الثقات ) : ( أبو إسماعيل بن عاصم من أهل

____________________

(١) المعجم الكبير ٥ / ١٨٨.

(٢) تهذيب التهذيب ٥ / ٣٧.

(٣) المعجم الكبير ١٢ / ١١١.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٣٥٢.

(٥) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٤٨٢.

٣١٨

الكوفة يروي عن ابن عباس ، روى عنه ابنه إسماعيل بن عاصم ) (١).

٣ ـ عامر بن ذؤيب.

روى عن ابن عباس ، كما في ( الجرح والتعديل ) (٢) ، والتاريخ الكبير (٣) ، وثقات ابن حبّان (٤).

٤ ـ عامر بن شراحيل الشعبي.

وهو من حمير ، وعداده في همدان ، كذا قاله ابن سعد في ترجمته في ( الطبقات ) ، وقال : ( وكان له ديوان يغزو عليه ، وكان شيعياً فرأى منهم أموراً وسمع كلامهم وإفراطهم فترك رأيهم وكان يعيّبهم ، وقال : خرج مع القرآء على الحجاج وشهد دير الجماجم ، وكان فيمن أفلت فاختفى زماناً ...

ـ ثمّ أتى الحجاج تائباً ـ فلم يشعر إلاّ وهو قائم بين يديه ، قال له : الشعبي؟

قال : نعم أصلح الله الأمير.

قال ـ الحجاج ـ : ألم أقدم البلد وعطاؤك كذا وكذا فزدتك في عطائك ولا يزاد مثلك؟

____________________

(١) الثقات لابن حبّان ٢ / ٤٠١.

(٢) الجرح والتعديل ٢ / ق ١ / ٣٢٠.

(٣) التاريخ الكبير ٢ / ق ٢ / ٤٥٤.

(٤) الثقات لابن حبّان ٢ / ٣٧٩ ط بيضون.

٣١٩

قال : بلى أصلح الله الأمير.

قال : ألم آمر أن تؤمّ قومك ولا يؤمّ مثلُك؟

قال : بلى أصلح الله الأمير.

قال : ألم أعرّفك على قومك ولا يعرّف مثلُك؟

قال : بلى أصلح الله الأمير.

قال : ألم أوفدك على أمير المؤمنين ولا يوفد مثلُك؟

قال : بلى أصلح الله الأمير.

قال : فما أخرجك مع عدو الرحمن؟

قال : أصلح الله الأمير خبطتنا فتنة فما كنّا فيها بأبرار أتقياء ولا فجّار أقوياء ... ) (١).

وذكر ابن سعد ... كان الشعبي يجيء بالأوابد ـ في حديثه ، وسُمع يقول : ( ليتني أنفلت من علمي كفافاً لا عليّ ولا لي ). وقال : ( لوددتُ أن عطائي في بول حمار ، كم مَن قد قاده عطاؤه إلى النار ) (٢).

وترجمه الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ، فجاء فيها قوله : ( أصبحت الأمة على أربع فرق : محبّ لعليّ مبغض لعثمان ، ومحبّ لعثمان مبغض لعليّ ، ومحبّ لهما ، ومبغض لهما فسئل من أيّها أنت؟ قال : مبغض لباغضهما ).

____________________

(١) الطبقات ابن سعد ٦ / ١٧١ ـ ١٧٨ط ليدن.

(٢) المصدر نفسه.

٣٢٠