شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

والمهدوي ومكي وغيرهم وكذلك بعض العراقيين كبسط الخياط وحققها عنه الباقون وسائر القراء فيها على أصولهم قوله : (غوث) الغوث الذي يغاث به ، وقوله لطف من اللطف : وهو الرفق واللين والحسن.

ء أسجد الخلاف (مـ)ـز وأخبرا

بنحو أئذا أئنّا كرّرا

أي اختلفوا عن ابن ذكوان في قوله تعالى : (ءأسجد لمن خلقت طينا) (١) في سبحان ، فسهلها عنه الصوري ، وخففها عنه الأخفش ، وسائر القراء على أصولهم قوله : (مز) أي اعزله ، أفرده بالبيان لأنه فرد خرج عن أصله المقرر قوله : (وأخبرا) أي قرأ بالأخبار فيما كرر استفهامه نحو « أئذا ، أئنا » وجملته أحد عشر موضعا في تسع سور : الأول في الرعد ، واثنان في سبحان ، وواحد في المؤمنون ، وواحد في النمل ، وواحد في العنكبوت وواحد في السجدة ، واثنان في الصافات ، وواحد في الواقعة ، وواحد في النازعات ، أخبر في الأول منهما أبو جعفر وابن عامر فيقرءان « إذا كنا ترابا أئنا » وقرأ بالأخبار في الثاني منهما الكسائي ونافع ويعقوب فيقرئون « أئذا كنا ترابا إنا » كما أشار إليهم في البيت الآتي برموزهم والباقون بالاستفهام فيهما ، وخرج بعض القراء عن أصولهم في بعض المواضع نبه عليها بعد ذلك.

أوّله (ثـ)ـبت (كـ)ـما الثّاني (ر)د

(إ)ذ (ظـ)ـهروا والنّمل مع نون زد

أوله : أي أول المكرر من الاستفهامين ثبت : أي ثابت يشير إلى صحته تقلا ، كما : أي أخفا ، يقال كما فلان شهادته إذا كتمها ، وناسب الإتيان به لأنه حذفه لدلالة الثاني عليه قوله : (الثاني) أي ثاني المكرر من الاستفهامين ، رد من الورود : أي احضر ، ظهروا ، أي غلبوا : والظاهر من الورود أن ترد الإبل كل يوم نصف النهار قوله : (والنمل) أي والثاني من سورة النمل : يعني قوله تعالى : (أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون) قرأه بالأخبار مع زيادة نون فيه الكسائي وابن عامر « أئذا كنا ترابا أئنا » فخالف ابن عامر أصله فيه.

(ر)ض (كِـ)س وأولاها (مدا)والسّاهره

(ثـ)ـنا وثانيها (ظـ)ـبى إذ رم (كـ)ـره

أي وقرأ الكلمة الأولى منهما بالإخبار نافع وأبو جعفر فيقولان « إذا كنا ترابا

__________________

(١) سورة الإسراء الآية «٦١».

٨١

أئنا » فخالف نافع أصله فيه ، والباقون بالاستفهام فيهما وهم على أصولهم في التسهيل والتحقيق قوله : (والساهرة) أي وقرأ أبو جعفر الحرف الأول من النازعات بالإخبار فوافق فيه أصله ، وقوله وثانيها : أي وقرأ الثاني من سورة والنازعات بالإخبار يعقوب ونافع والكسائي وابن عامر فهم فيه على أصولهم سواء ، والباقون بالاستفهام فيهما وهم ما تقدم من التسهيل والتحقيق.

وأوّل الأوّل من ذبح (كـ)ـوى

ثانيه مع وقعت (ر)د (إ) ذ (ثـ)ـوى

أي وقرأ الأول من الموضع الأول في سورة الذبح وهي الصافات وهو قوله تعالى : (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون) (١) بالإخبار ابن عامر وحده واستفهم في الثاني منه ، وخالف أبو جعفر فيه أصله فأخبر في الثاني كما سيأتي ، والذبح بالكسر من أسماء سورة والصافات لقوله تعالى : (وفديناه بذبح عظيم) وكوى من الكي وهو معروف ، ويقال كواه بعينه : إذا أحدّ إليه النظر قوله : (ثانيه) أي الثاني من الحرف الأول في والصافات المتقدم قوله : (مع وقعت) أي مع ثاني (إذا وقعت الواقعة). والمعنى أنه قرأ الكسائي المرموز له براء رد ونافع المرموز له بألف إذ وأبو جعفر ويعقوب المرموز لهما بكلمة ثوى بالإخبار في الحرف الثاني من الصافات وهو قوله تعالى : (أئذا كنا ترابا وآباؤنا إنا لمبعثون) مع الحرف الثاني من الواقعة وهو قوله تعالى : (أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعثون) والأول بالاستفهام ، فخالف فيه أبو جعفر أصله وتقدم أن ابن عامر قرأ بالإخبار في الأول وبالاستفهام في الثاني.

والكلّ أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الأوّل (صحبة)(حـ)ـبا

أي قرأ كل القراء الحرف الأول من الواقعة والثاني من العنكبوت بالاستفهام : يعني أن القراء اتفقوا على الاستفهام في الأول من الوقعة وهو قوله تعالى : (أئنكم لتأتون الرجال) فلم يختلفوا فيهما وإنما اختلفوا في الثاني من الواقعة كما تقدم ، وفي الأول من العنكبوت على ما سيأتي قوله : (الأول الخ) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبو عمرو الأول من العنكبوت بالاستفهام وهو قوله (أئنكم لتأتون الفاحشة) والباقون بالإخبار ومن استفهم منهم فهو على أصله في التحقيق والتسهيل.

__________________

(١) سورة الصافات الآية «١٦».

٨٢

والمدّ قبل الفتح والكسر (حـ)ـجر

(بـ)ـن (ثـ)ـق (لـ)ـه الخلف وقبل الضّمّ (ثـ)ـر

المراد بالمد بين الهمزتين : هو إدخال ألف بينهما ، وقبل الفتح والكسر أي قبل الهمزة المفتوحة المكسورة ، نحو « ء أنذرتهم ، وأئنكم »

والحاصل أنه لما فرغ من الكلام على حكم الهمزتين تسهيلا وتحقيقا وما اختلف فيه إخبارا واستفهاما شرع في الكلام على الفصل بينهما بحرف المد وعدمه ؛ فقرأ أبو عمرو وقالون وأبو جعفر وهشام في أحد وجهيه بالمد بين الهمزتين حالة الفتح والكسر ، والباقون بغير مد بينهما وكلهم على أصلهم في التسهيل والتحقيق ؛ فتحصل في النوعين للقراء أربعة أوجه : الأول التسهيل مع المد لأبي عمرو وقالون وأبي جعفر وأحد الأوجه لهشام قبل الفتح. والثاني التسهيل مع عدمه لابن كثير ورويس وورش بكماله قبل الكسر ، لكن قبل الفتح له المد من طريق الأصبهاني وأحد وجهي الأزرق. الثالث المد مع التحقيق أحد أوجه هشام قبل الفتح وأحد وجهيه قبل الكسر. الرابع التحقيق مع عدمه للباقين ولهشام في الوجه الثالث قبل الفتح ، وفي الثاني قبل الكسر ، وقد استثنى من المكسور بعضهم له المكرر من الاستفهامين وسبعة مواضع « أئنكم ، أئن » في سورة الأعراف « أئذا » في مريم « أئن » في الشعراء « أئنك ، أئفكا » في الصافات « أئنكم » في فصلت فمدوه قولا واحدا وهو مذهب ابن غلبون عنه من طريق الحلواني ، ويجيء في المفتوحتين وجه خامس وهو إبدالها ألفا لورش من طريق الأزرق في الوجه الثاني كما تقدم قوله : (وقبل الضم) أي وفصل بين الهمزتين قبل الضم أبو جعفر بلا خلاف وأبو عمرو وقالون وهشام بخلاف ؛ عنهم فيجيء في هذا النوع للقراء أربعة أوجه : المد مع التسهيل لأبي جعفر وأحد الوجهين عن أبي عمرو وقالون ، وعدمه مع التسهيل لابن كثير وورش ورويس وأبي عمرو وقالون في الوجه الثاني عنهما ، والمد مع التحقيق لهشام في أحد وجهيه وعدمه مع عدم التحقيق له في الوجه الثاني وللباقين ، وطريق التفصيل عن هشام يتداخل لفظا.

والخلف (حـ)ـز (بـ)ـى (لـ)ـذ وعنه أوّلا

كشعبة وغيره امدد سهّلا

يعني بالتحقيق والقصر رواية شعبة عن عاصم قوله : (وغيره) أي الأول يعني حرف صاد والقمر يقرءونه بالمد والتسهيل كأبي جعفر وهو مذهب أبي الحسن بن غلبون وغيره ، تقدم شرحه في البيت قبله.

٨٣

وهمز وصل من كآلله أذن

أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن

أي ومما يلحق بهذا الباب ما إذا وقعت همزة الاستفهام سابقة على همزة الوصل المفتوحة نحو « آلله أذن لكم » ووقع في ثلاث كلم في ستة مواضع « آلذكرين » (١) كلاهما في الأنعام « آلآن » الحرفان كلاهما في يونس « آلله أذن لكم » (٢) فيها « وآلله خير » (٣) في النمل ، فاتفق القراء على تسهيل الهمزة واختلفوا في كيفيته فأكثرهم على جعلها ألفا خالصة والآخرون على جعلها بين بين ، فإذا أبدلت مدت لالتقاء الساكنين وإذا سهلت قصرت قوله : (أبدل) أي أبدل همزة الوصل يعني ألفا لانفتاح ما قبلها قوله : (لكل) أي لكل القراء ، وإنما نص على القصر مع التسهيل بقوله واقصرن ، ليعلم أنه لا يجوز المد لأحد بين الهمزتين في ذلك ، ولم يحتج إلى التنبيه على المد مع البدل لأن ذلك عرف من باب المد لالتقاء الساكنين.

كذا به السّحر (ثـ)ـنا (حـ)ـز والبدل

والفصل من نحوء آمنتم خطل

يعني هذا الحكم في قوله تعالى « ما جئتم به السحر » في يونس يريد الإبدال والتسهيل على ما تقدم ، قرأ به أبو جعفر وأبو عمرو وقوله والبدل : أي إبدال الهمزة الثانية المفتوحة لمن تقدم له ذلك يريد وجه الأزرق عن ورش فيما اجتمع فيه ثلاث همزات يعني « آمنتم » الثلاثة و « آلهتنا » خطا لا يجوز ، فكل من أبدل نحو « ء أنذرتهم » عنه استثنى هذا للاشتباه بالخبر ووهم من عمم الحكم فيه ، وقصر في الشاطبية حيث لم ينبه على ذلك ، وقد نبه على ذلك صاحب التيسير كما نبه عليه في سائر كتبه قوله : (والفصل) أي وكذلك الفصل بين الهمزتين بالمد لمن تقدم له الفصل فيه بقوله :

والمد قبل الفتح والكسر حجر الخ ، وعبر بقوله نحو « ليدخلء آلهتنا » في الزخرف قوله خطل خبر البدل والفصل ، والخطل يقال على الخطأ في القول وهو الأصل المنطق الفاسد قوله : (حز) أي اجمع وضم ، أمر يجوز الثناء : أي لا شيء عند ذوي العقل أفضل من حيازة الثناء وإنما يحاز بمكارم الأخلاق.

__________________

(١) سورة الأنعام الآية «١٤٣». سورة الأنعام الآية «١٤٤».

(٢) سورة يونس الآية «٥١» سورة يونس الآية «٩١».

(٣) سورة النمل الآية «٥٩».

٨٤

أئمة سهّل أو ابدل (حـ) ط (غـ)ـنا

(حرم)ومدّ (لـ)ـاح بالخلف (ثـ)ـنا

وما هو من الهمزتين من كلمة « أئمة » لكن الأولى ليست بهمزة استفهام كغيرها من هذا الباب إذ أصلها أأممة جمع إمام فنقلت حركة الميم إلى الهمزة قبل فأدغمت الميم في الميم للسكون. والحاصل أنه سهل الهمزة الثانية من أئمة أبو عمرو ورويس والمدنيان وابن كثير وعنهم أيضا إبدالها ياء مكسورة وجعله الشاطبي ثانيا في النحو ، فأفهم أنه لا يجوز في القراءة وكلام الكشاف يؤكد ذلك مع أنه خلاف المفصل ، والصواب ثبوته في القراءة أيضا قوله : (ومد) أي وقرأ بالمد بين الهمزتين في أئمة هشام بخلاف عنه وأبو جعفر بلا خلاف ، لكنه مع وجه التسهيل بين بين لا مع وجه إبدال الياء ، ولذا قال سهل قوله : (ثنا) بالضم والكسر وهو دون العالي في المرتبة ، وناسب مجيئه لترجيح عدم الفصل بالمد عليه.

مسهّلا والأصبهاني بالقصص

في الثّان والسّجدة معه المدّ نص

أي فيكون في « أئمة » للقراء خمسة أوجه : الأول التسهيل لمن ذكر ، الثاني الإبدال لهم أيضا ، الثالث المد مع التسهيل لأبي جعفر ، الرابع المد مع التحقيق أحد وجهي هشام ، والخامس التحقيق من غير مدّ له وللباقين ، ولا يجوز المد مع البدل لأحد من القراء قوله : (نص) أي نص الأصبهاني المد مع التسهيل : أي رفعه واستقصاه ؛ يعني أن الأصبهاني روى الثاني من القصص ، والأول من السجدة بالتسهيل مع المد.

أن كان أعجمي خلف مليا

والكلّ مبدل كآسى أوتيا

يريد قوله تعالى : (أن كان ذا مال وبنين) في ن المتقدمة و « أعجمي وعربي » في فصلت اختلف فيهما عن ابن ذكوان ، وهذا وجه زائد لابن ذكوان على ما تقدم فإنه تقدم له التسهيل فيها ولم يذكر له مد بين الهمزتين ، وقد نص على المد له فيهما مكي وأكثر المغاربة ، ورواه ابن العلا من طريق الصورى عنه فذكره هنا معطوفا على المد مع التسهيل قوله : (مليا) من ملأت الإناء فهو ملآن ومملوء إشارة إلى ثبوته خلافا لمن أنكره قوله : (والكل) أي كل القراء قوله : (مبدل) أي الهمزة الثانية إذا كانت ساكنة : أي اتفق القراء على إبدال الهمزة الثانية

٨٥

حرف مد إذا كانت ساكنة مثل « آسى ، آمن ، أوتى ، اؤتمن ، إيمان ، ايت بقرآن » وقد ذكر الشاطبي رحمه‌الله هذا باب في الهمزة المفردة وهو من هذا الباب.

باب الهمزتين من كلمتين

ولما تم الكلام في الهمزتين من كلمة أتبع ذلك سائر أبواب الهمز ورسم الهمزتين من كلمتين أولى بالتقديم مناسبة ، ولا يقع ذلك إلا أن تكون الأولى آخر كلمة ، والثانية أول الأخرى ويقعان متفقين فتحا وكسرا وضما ومختلفتين بأن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وعكسه أو مفتوحة والثانية مضمومة وعكسه ، أو مضمومة والثانية مكسورة ، ولم يقع عكسه في القرآن العظيم فهي ثمانية سيأتي الكلام عليها.

أسقط الأولى في اتّفاق (ز)ن (غـ)ـدا

خلفهما (حـ)ـز وبفتح (بـ)ـن (هـ)ـدى

أي في حال اتفاقهما سواء كان بالفتح نحو « جاء أحدهم » أو بالكسر نحو « هؤلاء إن كنتم » أو بالضم نحو « أولياء أولئك » قوله : (خلفهما) أي قنبل ورويس قوله : (حز) من الحوز وهو الملك والتصرف ؛ والمعنى أن الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتين فقرأ بإسقاط الأولى منهما أبو عمرو بلا خلاف وقنبل ورويس بخلاف عنهما وهي طريق ابن شنبوذ عن قنبل وأبي الطيب عن رويس ، ووافقه في المفتوحتين قالون والبزى وسهلا المكسورتين والمضمومتين كما في البيت بعده.

وسهّلا في الكسر والضّمّ وفي

بالسّوء والنّبيء الادغام اصطفى

أي قالون والبزى المتقدم رمزهما آخر البيت السابق سهلا الهمزة الأولى من المتفقتين بالكسر والضم قوله : (بالسوء) يريد قوله تعالى « بالسوء إلا » (١) في يوسف قوله : (والنبيء) ، يريد قوله تعالى « للنبي إن ، وبيوت النبيء إلا » (٢) في الأحزاب ، وقوله « اصطفى » : أي اختير ؛ والمعنى أن استثنى لقالون والبزى من المتفقتين بالكسر « بالسوء إلا » و « للنبيء إن » و « بيوت النبيء إلا » فقرأ قالون والبزى « بالسوء » بالإدغام على ما تقتضيه الصناعة فيصير اللفظ بواو مشددة ؛ وكذا قالون

__________________

(١) سورة يوسف الآية «٥٣».

(٢) سورة الأحزاب الآية «٥٠» الآية «٥٣».

٨٦

« في النبيء » لأنه يقرأ بهمز النبي على أصل نافع فلا تجتمع الهمزتان فيه إلا على قراءته ، وإنما قال : « اصطفى ، ليفهم أن فيه وجها غير مختار وهو التسهيل على ما تقدم من أصلهما ، وذكر النبيء في هذا الباب لقالون متعين ، وقد ذكره الشاطبي في سورة البقرة في الفرش عند ذكر النبيين فأوهم أنه يقرأ بالإدغام في حالة الوصل والوقف كالجماعة وليس كذلك ، بل إنما يقرأ بالإدغام حالة الوصل لاجتماع الهمزتين فإذا وقف وقف بالهمز على أصله.

وسهّل الأخرى رويس قنبل

ورش وثامن وقيل تبدل

لما فرغ من الكلام على الهمزة الأولى من المتفقتين شرع في الكلام على الهمزة الثانية منهما فذكره أنه قرأها بالتسهيل رويس وقنبل وورش وأبو جعفر ووجه قنبل ورويس المتقدم وهو إسقاط الأولى بخلاف ، فعلم الثاني لهما هنا.

مدّا (زكا(جو)دا وعنه هؤلا

إن والبغا إن كسر ياء أبدلا

أي حرف مد خالصا ، ففي حالة الفتح ألفا ، وفي الضم واوا ، وفي الكسر ياء ، وهذا وجه ثالث لقنبل وثان لورش من طريق الأزرق قوله : (زكا) أي نما وكثر قوله : (جوادا) أي كرما قوله : (وعنه) أي عن ورش من طريق الأزرق قوله : (هؤلا) يريد قوله تعالى « هؤلاء إن كنتم صادقين » في البقرة ، وقوله تعالى « على البغاء إن أردن » في النور ، وقوله كسر ياء نصب على أنه مفعول أبدلا والإبدال هذا وجه ثالث للأزرق في هذين الموضعين ، وهو إبدال الثانية يا مكسورة ، وقوله أبدلا أمر للقارئ : أي أبدل أنت أيها القارئ.

وعند الاختلاف الاخرى سهّلن

(حرم)(حـ)ـوى (غـ)ـنا ومثل السّوء إن

لما فرغ من الهمزتين المتفقتين في أقسامهما الثلاثة أخذ في الكلام على المختلفتين في أقسامهما الخمسة الواقعة كما تقدم ، فقرأ بتسهيل الهمزة الثانية منهما المدنيان وابن كثير وأبو عمرو ورويس ، ثم بين كيفية تسهيلها فقال : ومثل السوء إن إلى آخر البيت ؛ يعني إذا وقعت الهمزة الأولى منهما مضمومة والثانية مكسورة مثل (السوء إن ، ويشاء إن ، والشهداء إذا » فقد اختلف عن هؤلاء المذكورين في تسهيل الثانية منهما ، فمنهم من جعل مبدلة واوا خالصة ومنهم من جعلها كالياء بين بين.

٨٧

فالواو أو كاليا وكالسّماء أو

تشاء أنت فبالابدال وعوا

قوله : (كالسماء الخ) يعني إذا كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة نحو « من السماء أو ائتنا ، وهؤلاء أهدى » أو مضمومة ومفتوحة نحو « نشأ » أنت ولينا » فقرأها هؤلاء المسهلون المذكورون بالإبدال قوله : (وعوا) أي حفظوا. وبقى قسمان من الأقسام الخمسة من المختلفين وهما أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة ، نحو « أم كنتم شهداء إذ حضر ، والبغضاء إلى » أو مفتوحة ومضمومة وهو « كلما جاء أمة رسولها » فسهلها المذكورون بين بين كما هو أصل التسهيل إذا أطلق.

باب الهمزة المفرد

وهو ساكن ومتحرك ؛ فبدأ بالكلام على الساكن لاطراد تحقيقه ولأن القراء بتحقيقه أكثر ، ثم أتبعه بالمتحرك بعد المتحرك لتحقيقه في الحالين ولكثرة تنوعه.

وكلّ همز ساكن أبدل (حـ)ـذا

خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا

يعني أن أبا عمرو بخلاف عنه من الروايتين قرأ بإبدال الهمز الساكن حيث وقع إلا ما كان سكونه للجزم ، نحو « يهيء » وللأمر نحو « اقرأ » وإلا « مؤصدة ، ورئيا ، وتؤوى » وقوله سوى ذي الجزم : أي غير الذي سكونه للجزم وهو « يشأ » في عشرة مواضع و « نشأ » في ثلاثة مواضع و « تسؤ » في ثلاثة و « ننسأها » و « يهيء » ، و « أم لم ينبأ » قوله : (والأمر) أي وسوى ما كان سكونه للأمر وهو « أنبئهم » و « أرجئه موضعان ، و « ينبأ » و « نبىء عبادى » و « نبئهم » موضعان « واقرأ » ثلاثة « وهيء لنا » قوله : (كذا) أي كذا استثنى « مؤصدة ، ورئيا ، وتؤوى » كما سيأتي في البيت الآتي.

مؤصدة رئيا وتؤوي ولفا

فعل سوى الإيواء الأزرق اقتفى

« مؤصدة » في البلد والهمزة قوله : (رئيا) يعني قوله تعالى « أثاثا ورئيا » قوله : (وتؤوى) يريد قوله تعالى « وتؤوى إليك من تشاء » في الأحزاب و « تؤويه » في المعارج قوله : (ولفا) أي أن الأزرق عن ورش يبدل من الهمز الساكن ما كانت الهمزة فيه فاء الفعل نحو « تؤمن » و « المؤمن » و « تألمون ، ومأكول » واستثنى من

٨٨

ذلك ما تصرف من لفظ الإيواء ، نحو « المأوى » و « فأووا » و « تؤوى » قوله : (اقتفى) اتبع واختار.

والأصبهاني مطلقا لا كاس

ولؤلؤا والرّأس رئيا باس

أي ويبدل الأصبهاني الهمز الساكن كله إلا ما يستثنيه قوله : (مطلقا) أي سواء كانت الهمزة فاء الفعل أم عينه أم لامه ، ثم بين المستثنى فقال لا كأس : أي لا لفظ كأس نحو « كأسا دهاقا » و « بكأس من معين ، ولؤلؤا » ، أي واللؤلؤ كيف أتى نحو « ولؤلؤا » و « يخرج منهما اللؤلؤ » والرأس : أي وإلا الرأس حيث وقع نحو « الرأس شيبا » و « رئيا » أي الذي في مريم « هم أحسن أثاثا ورئيا » وبأس أي وإلا البأس كيف ورد نحو « البأساء » و « بأس شديد ».

تؤوى وما يجيء من نبأت

هيّئ وجئت وكذا قرأت

يعني تؤوى وتؤويه هذه اللفظة فقط ، ويبدل سواه نحو « المأوى » و « فأووا » ويستثنى الأصبهاني أيضا كل ما جاء من نحو « نبئهم » و « نبأتكما ، أو لم ينبأ وهيئ ويهيئ » وكذا ما أتى من جئت نحو « جئناهم » و « جئتمونا » وكذا ما أتى من لفظ : قرأت نحو : اقرأ وقرأنا وقرأت.

والكلّ (ثـ)ـق مع خلف نبّئنا ولن

يبدل أنبئهم ونبّئهم إذن

يعني أن أبا جعفر يبدل كل همز ساكن ما استثناه أبو عمرو وغيره وما لم يستثنوه ، واختلف عنه في نبئنا من قوله تعالى : « نبئنا بتأويله » في يوسف ، ولا خلاف عنه في عدم إبدال « أنبئهم بأسمائهم » في البقرة « ونبئهم » في الحجر والقمر قوله : (قوله ثق) أي أبدل كل همز ساكن واثقا بصحته.

وافق في مؤتفك بالخلف (بـ)ـر

والذّئب (جـ)ـانيه (روى)اللّؤلؤ (صـ)ر

أي وافق قالون المبدلين بخلاف عنه في إبدال مؤتفكة المفرد ومؤتفكات الجمع يعني قوله تعالى « والمؤتفكة أهوى » و « المؤتفكات أتتهم » قوله : (وذئب) أي وافق في إبدال الذئب ورش من طريق الأزرق والكسائي وخلف قوله : (اللؤلؤ صر) أي وافقهم شعبة في إبدال اللؤلؤ كيف جاء واللام فيه للعهد : أي اللؤلؤ المتقدم ذكره للأصبهاني الذي هو مطلق في المعرف والمنكر.

٨٩

وبئس بئر (جـ)ـد ورؤيا فادّغم

كلاّ (ثـ)ـنا رئيا (بـ)ـه (ثـ)او (مـ)لم

أي ووافقهم أيضا الأزرق عن ورش في إبدال « بئس ، وبئر » قوله : (جد) أي تكرم قوله : (ورؤيا) أي ورؤيا كيف أتت نحو « رؤياك » و « رؤياي » و « الرؤيا قوله : (قوله فأدغم) أي فأدغم بعد الإبدال فيصير اللفظ بياء مشددة بعد الراء المضمومة. والحاصل أنه يبدل ثم يقلب الواو ياء ويدغمها في الياء التي بعدها إجراء للعارض مجرى الأصلي قوله : (كلا) أي كل ما جاء من لفظ رؤيا معرفا ومنكرا قوله : (رئيا الخ) أي ويبدل رئيا في مريم مع الإدغام قالون وأبو جعفر وابن ذكوان قوله : (به) أي بإبداله قوله : (ثاو) أي مقيم قوله : (ملم) أي نازل يقال ألم به أي نزل.

مؤصدة بالهمز (عـ)ـن (فتى حما)

ضئزى (د)رى يأجوج مأجوج (ن)ما

أي وقرأ « مؤصدة » (١) يعني في البلد والهمزة بالهمز حفص وحمزة وخلف وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالإبدال قوله : (قوله (ضيزى) أي وكذا قرأ (ضيزى) وهو في النجم بهمزة ساكنة ابن كثير وحده والباقون بغير همز أي بالإبدال قوله : (يأجوج الخ) أي وقرأ عاصم بهمز « يأجوج ومأجوج » في سورة الكهف والأنبياء عليهم‌السلام ، والباقون بغير همز قوله : (نما) أي كثر.

والفاء من نحو يؤدّه أبدلوا

(جـ)ـد (ثـ)ـق يؤيّد خلف (خـ)ـد ويبدل

لما تم الكلام على الهمز الساكن في إبداله وتحقيقه أخذ في الكلام على المتحرك فقال والفاء يعني فاء الفعل احترازا من عينه في مثل « فؤاد » ولامه في نحو (كفؤا) وقال نحو « يؤده » ليدخل « مؤجلا » و « يؤاخذ » ونحوه قوله : (أبدلوا الخ) يعنى أن ورشا من طريق الأزرق وأبا جعفر أبدلا الهمزة المفتوحة بعد الضم الواقعة فاء من الفعل قوله : (جد ثق) أي كن جوادا واثقا بالله قوله : (يؤيده) يريد لفظ يؤيد حيث وقع اختلف عن عيسى بن وردان ويبقى ابن جماز والأزرق بالإبدال وكذلك الأصبهاني كما سيأتي والباقون بالتحقيق ؛ ولما كان خذ دالا على عيسى ساغ إضافته إلى الخلف قوله : (ويبدل) أي ويبدل هذا أيضا ، يعني ما كان فاء من الفعل نحو يؤده للأصبهاني عن ورش.

__________________

(١) الآية الأخيرة «٢٠» من سورة البلد. والآية ما قبل الأخيرة «٨» من سورة الهمزة.

٩٠

للأصبهاني مع فؤاد إلاّ

مؤذّن وأزرق ليلاّ

أي مع إبدال لفظ فؤاد وهو عين من الفعل ، واستثنى مؤذن حيث وقع وهو فاء الفعل قوله : (والأزرق) أي ويبدل الأزرق عن ورش لئلا وهو في البقرة والنساء والحديد فجعل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها.

وشانئك قري نبوّي استهزيا

باب مائه فئة وخاطئه ريا

الواو فيصل : أي ويبدل أبو جعفر الآتي رمزه « شانئك » وهو في الكوثر ، وقرئ ، وهو في الأعراف والسماء انشقت ونبوّئ ، يعنى « لنبوئنهم » وهو في النحل والعنكبوت ، واستهزئ وهو في الأنعام والرعد والأنبياء قوله : (باب مائة فئة) أي سواء كان مفردا أم مثنى نحو « مائة ، ومائتين ، وفئة وفئتين » وعطف عليه « وخاطئه » أي سواء كان معرفا نحو « الخاطئة » أو منكرا نحو « خاطئة » وكذلك يبدل « رياء » وهو في البقرة والنساء والأنفال.

يبطّئن (ثـ)ب وخلاف موطيا

والأصبهاني وهو قالا خاسيا

يعني قوله تعالى « ليبطئن » في النساء قوله : (ثب) يعني أن أبا جعفر يبدل هذه الألفاظ التسعة على ما تقدم قوله : (وخلاف موطيا) أي واختلف عنه في موطئا وهو في التوبة ، واتفق هو أعني أبا جعفر والأصبهاني على إبدال ثلاث كلمات وهي « خاسئا » في الملك و « ملئت » في الجن و « ناشئة » في المزمل كما يأتي في البيت الآتي ، ومعنى قوله « ثب » أي ارجع إلى إبدال هذه الكلمات.

ملى وناشية وزاد فبأي

بالفا بلا خلف وخلفه بأي

يريد قوله تعالى « ملئت حرسا شديدا » في الجن و « ناشئه الليل » في المزمل قوله : (وزاد) أي وزاد الأصبهاني على أبي جعفر فانفرد بإبدال فبأي إذا كان مسبوقا بالفاء نحو « فبأي آلاء ربك » قوله : (بلا خلف) أي من غير خلاف عنه فيما هو بالفاء قوله : (وخلفه بأي) أي واختلف عنه فيما تجرد من الفاء نحو « بأي أرض تموت ».

وعنه سهّل اطمأنّ وكأن

أخرى فأنت فأمن لاملأن

انتقل من الإبدال إلى التسهيل فقال : وعنه سهل : أي عن الأصبهاني سهل

٩١

بين بين في اطمأن ، وهو موضعان « اطمأنوا بها (١) » في يونس « اطمأن به » (٢) في الحج ، وفي كأن كيف أتى مشددا نحو « كأنما ، وكأنه ، وويكأن » أو مخففا نحو « كأن لم يكن ، كأن لم تغن » قوله : (أخرى) أي الهمزة الأخرى من « فأنت أفأنتم » وكذلك الهمزة الأخرى من « أفأمن ، أفأمنوا ، أفأمنتم » وكذلك يسهل الهمزة الأخرى من لأملأن وهو في الأعراف وهود والسجدة وص.

أصفى رأيتهم رآها بالقصص

لمّا رأته ورآه النّمل خص

أي وكذلك يسهل الأصبهاني همزة فأصفى ؛ يعني في قوله تعالى : « أفأصفاكم » في سبحان ، وخرج بذلك « وأصفاكم » في الزخرف ، وكذلك يسهل الهمزة من رأى في ستة مواضع : الأول « رأيتهم لي ساجدين » وهو في يوسف والثاني « رآها تهتز » في القصص ، والثالث « رأته حسبته » في النمل ، والرابع « فلما رآه مستقرا عنده » في النمل ، والخامس « وإذا رأيتهم تعجبك » في سورة المنافقين ، والسادس « إني رأيت أحد عشر كوكبا » في يوسف قوله : (خص) أي خص هذه المواضع دون غيرها.

رأيتهم تعجب رأيت يوسفا

تأذّن الأعراف بعد اختلفا

قيده بتعجب احتراز من الذي في سورة الإنسان « إذا رأيتهم حسبتهم » ، قوله : (تأذن) أي وكذلك يسهلها في قوله تعالى « وإذ تأذن ربك » في الأعراف فلذلك أضافه إليها قوله : (بعد اختلف) أي بعد الأعراف يريد الحرف الذي في إبراهيم « وإذ تأذن ربكم » واختلف عنه في تسهيله وتحقيقه.

والبزّ بالخلف لأعنت وفي

كائن وإسرائيل (ثـ)ـبت واحذف

عطف على التسهيل : أي وسهل البزى بخلاف عنه « لأعنتكم » وهو في البقرة قوله : (وفي الخ) أي يسهل الهمزة بين بين من قوله كائن ، يريد قوله تعالى « وكأين من قرية ، وكأي من نبي » حيث وقع أبو جعفر وهو في قراءته بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة كما سيأتي في موضعه في آل عمران ، وكذا يسهل أبو جعفر همزة إسرائيل حيث وقع قوله : (ثبت) أي حجة ، ورجل ثبت : أي ثابت القلب. ثم انتقل :

__________________

(١) سورة يونس الآية «٧».

(٢) سورة الحج الآية «١١».

٩٢

كمتّكون استهزءوا يطفوا (ثـ)ـمد

صابون صابين (مدا)منشون) (خـ)ـد

أي واحذف الهمزة إذا وقعت مضمومه بعد كسر وبعدها واو ونحو « متكئون ومستهزءون ، ويستهزءوا ، وقل استهزءوا ، أن يطفئوا » وإنما أتى بالكاف ليعم الباب ، وقد استثنى بعضهم منه « نبئوني ، ويستنبئونك » وكلام الإرشاد صريح في التعميم ، وقد نص على إبدالها له الهذلى والأهوازى قوله : (صابون الخ) أي ويحذف الهمزة من « الصابئون » وهو في المائدة « والصابئين » وهو في البقرة والحج أبو جعفر ونافع قوله : (ثمد) معناه الماء القليل ، وقوله خد : أي شق ، يقال خدّ الأرض يخدها : إذا شقها.

خلفا ومتّكين مستهزين (ثـ)ـل

ومتّكا تطو يطو (خـ)ـاطين ول

أي واختلف عن ابن وردان في قوله تعالى : « أم نحن المنشئون » في الواقعة وابن جماز وغيره على أصله قوله : (ومتكئين الخ) ويحذف الهمزة المكسورة التي بعدها ياء في متكئين ومستهزئين فقط حيث وقعا أبو جعفر قوله : (ومتكا الخ) أي وكذا حذف أبو جعفر أيضا الهمزة من « متكئا » في يوسف ومن « تطئون. ويطئون » حيث وقع ، ومن « خاطئين » حيث أتى وكيف وقعا قوله : (ثل) أي وضع في جيبه ، يقال ثلّ الدراهم والتراب : إذا وضعه في جيبه قوله : (ول) ومن ولاه العمل إذا قلده : أي ول أبا جعفر إبدال ذلك.

أريت كلاّ (ر)م وسهلها (مدا)

ها أنتم (حـ)از (مدا)أبدل (جـ)ـدا

وأما رأيت وهو ما وقع بعد همزة الاستفهام نحو « أرأيت ، وأ رأيتم ، وأرأيتكم » فحذف الهمزة من ذلك كله الكسائي وسهلها بين بين نافع وأبو جعفر وأبدلها ألفا الأزرق عن ورش والباقون بالتحقيق وسيأتي بيان ذلك قوله : (رم) أي رم بالحذف للكسائي لأنه عطفه عليه قوله : (ها أنتم هؤلاء) في آل عمران حرفان وحرف في النساء ورابع في القتال ، سهل الهمزة منه بين بين أبو عمرو ونافع وأبو جعفر ، وأبدلها ألفا ورش من طريق الأزرق في وجه وحذفها من طريقه فى آخر أولا يحذفها وكلاهما مع بين بين وحذف قنبل مع التحقيق في وجه أو لا يحذفها كالباقين فيصير فيها لهم خمسة أوجه قوله : (جدا) الجدا : الجدوى والغنا.

بالخلف فيهما ويحذف الألف

ورش وقنبل وعنهما اختلف

٩٣

أي للأزرق عن ورش خلاف في إبدالها ، ووجهه الثاني بين بين كما تقدم قوله : (فيهما) أي في « ها أنتم ، وأ رأيت » المتقدم قوله : (ويحذف الألف) أي من ها أنتم التي فيها الكلام قوله : (وعنهما اختلف) أي اختلف عنهما في حذف الألف ؛ فيكون لورش من طريق الأزرق ثلاثة أوجه : إبدالها ألفا ، وبين بين مع الحذف ، ومع الإثبات كأبي عمرو وقالون وأبي جعفر ، وهذا للأصبهاني عنه ، ولقنبل وجهان الحذف مع التحقيق والإثبات معه كالباقين.

وحذف يا اللاّئي (سما)وسهّلوا

غير (ظـ)ـبى (بـ)ـه (ز)كا والبدل

وأما « اللائى » وهو في الأحزاب والمجادلة وموضعى الطلاق ، فحذف الياء منها نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. واختلفوا عن هؤلاء في تحقيق همزها وتسهيله بعد حذف يائها ، فحققها يعقوب وقالون وقنبل ، وسهلها الباقون بين بين ، لكن أبدلها ياء ساكنة البزى وأبو عمرو في وجه ، والباقون بالتحقيق ، وياء بعد الهمزة فيصير فيها أربعة أوجه تأتي مبينة في هذا البيت وشطر الآتي قوله : (يا اللائي) قصر لفظه للضرورة قوله : (وسهلوا) أي مدلول « سما » وهم نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ، وأما المثبتون وهم المذكورون رمزا بعد قوله : (غير) أعني يعقوب وقالون وقنبل فبالتحقيق.

ساكنة اليا خلف (هـ)ـاديه (حـ)ـسب

وباب ييأس اقلب ابدل خلف (هـ)ـب

أي حال كون الياء ساكنة يعني مع البدل قوله : (قوله خلف) أي بخلاف عن البزى وأبي عمرو فيكون الوجه الآخر بين بين كما تقدم قوله : (هاديه) أي دليله ومرشده ، والضمير يعود على البدل أو الوجه قوله : (حسب) أي عد وقدر والحسب أيضا : القدر ، وهو ما يعد من المفاخر قوله : (وباب ييئس الخ) أي وكل ما أتى من لفظ ييئس نحو « ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله ، حتى إذا استيأس » (١) فإن البزى يقلب الهمزة موضع الياء ويؤخر الياء إلى موضع الهمزة فتصير همزة ساكنة بين الياءين فيبدلها ألفا وذلك بخلاف عنه قوله : (هب) الهب : الانتباه ، من هب من نومه يهب : إذا استيقظ.

__________________

(١) أي تصبح صياغة الكلمة « استأيس » وكذلك ما قبلها من الهمزتين السابقتين آنفا وذلك بخلاف عنه أي مرة يأتي بهذا الوجه ومرة يوافقه باقي القراء وكل من الروايتين صحيح لديه.

٩٤

هيئة أدغم مع بري مري هنى

خلف (ثـ)ـنا النّسيء (ثـ)ـمره (جـ)ـني

أي أدغم هيئة من قوله (كهيئة الطير) من آل عمران والمائدة مع برى حيث أتى (ومريئا وهنيئا) أبو جعفر بخلاف عنه في الأربعة قوله : (ثنا) أي كف وصرف ولوى قوله : (النسيء) يعني أدغم النسيء وهو في التوبة (إنما النسىء زيادة في الكفر) أبو جعفر والأزرق عن ورش قوله : (جنى) أي المجنى من الثمر ، وأكثر ما يستعمل فيما كان غضا.

جزّا (ثـ)ـنا واهمز يضاهون (نـ)ـدى

باب النّبيّ والنّبوّة (ا)لهدى

عطف على الإدغام : أي وقرأ أبو جعفر جزا وهو في البقرة والحجر والزخرف بالإدغام فيصير اللفظ بزاي مشددة من غير همز ، ووجهه أنه حذف الهمزة فنقل حركتها إلى الزاي ، ثم ضعف كالوقف على مرج ثم أجرى الوصل مجرى الوقف وهي قراءة الإمام الزهري ، ويحكى عن حمزة وقفا قوله : (ثنا) هو ما يذكر من المحامد أصله ثناء بالمد فقصر قوله : (واهمز) أي واقرأ (يضاهون) بالهمز كما يهمز صابون فيكسر ما قبله لعاصم وحده قوله : (ندا) هو الجود قوله : (باب النبي) أي كل ما جاء من هذا اللفظ نحو الأنبياء والنبيون والنبي يقرؤه بالهمز نافع قوله : (الهدى) هو الهداية والدلالة بلطف ، وحسن مجيئه بعد ذكر النبي والنبوة.

ضياء (ز)ن مرجون ترجي (حقّ)(صـ)ـم

(كـ)ـسا البريّة (ا)تل (م)ـز بادى (حـ)ـم

يعني أن قنبلا قرأ بالهمز في ضياء حيث وقع وهو في سورة يونس والأنبياء والقصص قوله : (مرجون) أي أن ابن كثير وأبا عمرو ويعقوب وشعبة وابن عامر قرءوا بالهمز في (مرجون) في التوبة (وترجىء) في الأحزاب قوله : (البرية) يعني قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز في البرية الحرفين في لم يكن قوله : (بادي) يعني قوله تعالى (بادي الرأي) في هود قرأه أبو عمرو بالهمز.

باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها

هذا نوع من الهمز المفرد أخر لاختصاص تحقيقه وصلا.

وانقل إلى الآخر غير حرف مد

لورش إلاّ ها كتابيه أسد

٩٥

أي وانقل حركة الهمز إلى الساكن الآخر الذي قبل الهمز كما ترجم في الباب واستثنى حرف المد كان ساكنا آخر نحو « قالوا آمنا ، وفي أنفسكم ، وبما أنزل » لأنه لا ينقل إليه ، ودخل حرف اللين نحو « خلو إلى ، وابني آدم » وقول الشاطبي رحمه‌الله ساكن آخر صحيح يخرجه وليس كذلك قوله : (لورش) أي له من طريقيه ، وقوله إلا ها الخ ؛ يعني قوله تعالى في الحاقة (اقرءوا كتابيه إني) « فلا ينقل إليه على الصحيح لأنها هاء سكت قوله : (أسد) أي أولى وأقوى (١). من السداد : وهو الاستقامة. والمعنى أن ورشا ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ويسقط الهمزة فيتحرك الساكن بحركتها وذلك بشرط أن يكون الساكن آخر كلمة والهمز أول الأخرى وأن لا يكون ذلك الساكن حرف مد نحو « بما أنزل ، قالوا آمنا ، وفي أنفسكم » سواء كان الساكن المنقول إليه منوّنا نحو « بعاد إرم ، وحامية ألهاكم » أم لام التعريف نحو « الآخرة ، والأرض » أم غير ذلك نحو « قد أفلح ، وقل أوحى » واستثنى الجمهور له « كتابيه إني ظننت » في الحافة فلم ينقل إليه وإن كان ساكنا صحيحا آخرا لكونه هاء سكت ، وروى بعضهم النقل إليه.

وافق من إستبرق (غـ)ـر واختلف

في الآن (خـ)ذ ويونس (بـ)ـه (خـ)ـطف

أي وافق رويس ورشا على النقل في « من إستبرق » في الرحمن خاصة وخصها بالنقل لثقلها بالعجمة والطول. واختلف عن ابن وردان في النقل إلى اللام في كلمة الآن حيث وقعت نحو « قالوا الآن جئت بالحق ، فالآن باشروهن » وأما « الآن وقد » في يونس الحرفان فوافق ورشا على النقل فيه قالون وابن وردان بلا خلاف لثقل الكلمة بالاستفهام قوله : (غر) من غيرة الرجل على أهله لتمام مروءته ، كأن يشير إلى ما أعد الله في ذلك لأهل الجنة فليغر الرجل على نفسه ولا يقصر فيكون محروما قوله : (خطف) أي أخذ سريعا ، يقال خطف بالكسر يخطف بالفتح وبالعكس : إذا اختلس بسرعة ، كناية عن شدة العناية والحرص ، وضميره عائد على النقل أو على الخلف.

وعادا الأولى فعادا لولى

(مدا)(حما)ه مدغما منقولا

__________________

(١) في نسخة : أقوم.

٩٦

يريد قوله تعالى : (وأنه أهلك عادا الأولى) في النجم ، قرأه بالإدغام مع النقل على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ؛ وذلك أنه لما نقل حركة الهمزة وأسقطها اعتد بالعارض وترك التنوين على حاله ساكنا ثم أدغمه في اللام على حد (هدى للمتقين).

وخلف همز الواو في النّقل (بـ)ـسم

وابدا لغير ورش بالأصل أتم

أي واختلف عن قالون في حالة النقل والإدغام هل يهمز الواو أو لا يهمز ؛ فبالهمز قطع له في التيسير والشاطبية وجمهور المغاربة ، وبغير همز قطع جمهور العراقيين من طريق أبي نشيط قوله : (بسم) من الابتسام : وهو دون الضحك ، يقال بسم بالفتح يبسم فهو مبتسم ، يشير إلى لطف هذا الوجه قوله : (أتم) أي أحسن وأقوى ، لأنه أقرب إلى تمام الكلمة من حيث الإتيان بأصلها : أي بلفظ أتم ؛ يعني إذا ابتدأت يجوز أن تبدأ لغير ورش من قالون وأبي جعفر وأبي عمرو ويعقوب بالأصل : أي بإسكان اللام وهمزة وصل قبلها وهمزة مضمومة بعدها على الأصل ، وهو المنصوص عليه في التيسير والشاطبية. قال مكى : وهو أحسن الوجوه ، ويجوز لهم وجهان آخران يأتيان في البيت الآتي :

وابدأ بهمز الوصل في النّقل أجل

وانقل (مدا)ردا و(ثـ)ـبت البدل

يعني إذا نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وكان قبل ذلك الساكن همزة وصل اجتلبت للابتداء بالساكن نحو « الأولى ، والأخرى ، والأرض ، والآخرة ، والإيمان » فيجوز أن تبدأ بهمز الوصل وإن كان الساكن قد زال بحركة النقل ، وهذا هو الأصل في مذهب ورش مطلقا وفي مذهب غيره ممن نقل إلى الساكن الأول هنا ، وهذا هو الوجه الثاني عمن تقدم ذكره ؛ ويجوز أن تعتدّ بالعارض فتحذف همزة الوصل حالة الابتداء وتأتي بلام محركة بحركة الهمزة في مذهب ورش وغيره ممن نقل ، وهذا هو الوجه الثالث عمن تقدم ، ويجوز همز الواو مع هذين الوجهين لقالون على ما تقدم فيصير له خمسة أوجه قوله : (وانقل) أي اختلفوا في النقل في « رداء » وهو من كلمة ، فنقل إليه نافع بكماله وأبو جعفر ، إلا أن أبا جعفر يبدله ونافع لا يبدله فيصير فيه ثلاثة قراءات قوله : (ردا) يعني « ردءا يصدقني » في سورة القصص ، وثبت البدل : أي أبدل التنوين ألفا من ردءا حالة الوصل إذ هو في الوقف إجماع عمن نقل ومن لم ينقل.

٩٧

وملء الأصبهاني مع عيسى اختلف

واسأل (روى)(د)م كيف جا القران (د)ف

وأما « ملء » وهو في آل عمران ، واختلف في نقله عن الأصبهاني وعيسى عن وردان فيصير فيها إذا وصلت بالأرض أربعة أوجه : النقل فيهما أحد وجهى الأصبهاني ، والنقل في الأرض فقط للأزرق والوجه الثاني للأصبهاني ، والنقل في ملء دون الأرض أحد وجهي عيسى ، وعدم النقل فيهما وهو الثاني عن عيسى وبه قرأ الباقون وسيأتي بيان السكت ، ووقف حمزة في ذلك كله قوله : (واسأل الخ) أي واسأل إذا كان أمرا كيف جاء ؛ يعني بالواو وبالفاء وبلفظ الإفراد وبالجمع نحو (وأسألهم عن القرية ، فاسأل به ، فاسألوا أهل الذكر ، فاسألوهم) قرأ بالنقل الكسائي وخلف وابن كثير ، ولفظ به مهموزا احتراز من (سلهم أيهم) فإنه لا خلاف في أنه بغير همز إما اعتداد بالعارض أو على لغة سال يسأل بالألف ، وقوله القران دف : أي قرأ ابن كثير القرآن كيف جاء معرفا أو منكرا باللام أو غيرها نحو (فيه القرآن ، فاتبع قرآنه ، قرآنا عربيا) والدف : ما يتدفى به مما يقي البرد وأصله الهمزة ولكن نقل حركة الهمزة ونوى الوقف كقراءة حمزة كما سيأتي.

باب السكت على الساكن قبل الهمزة وغيره

تقدم بيان السكت في آخر الديباجة فأغنى عن إعادته ولذا أتى باللام العهدية ، وأخره عن باب النقل لأن القصد به تحقيق الهمزة لا تخفيفه ليناسب النقل قبله ، وقدمه على وقف حمزة لعمومه ، ولأن زمنه دون زمن الوقف ولأنه يكون وصلا في الوسط والوقف يكون آخر فناسب تأخيره.

والسّكت عن حمزة في شيء وأل

والبعض معهما له فيما انفصل

أي المذكور فيما تقدم : وهو قطع الصوت زمنا هو أقل من زمن الوقف عادة من غير تنفس ، وفيه عن حمزة سبعة مذاهب : الأول السكت على شيء ولام التعريف فقط ، وهذا مذهب ابن شريح وابن غلبون وابن بليمة وأحد الوجهين في التيسير والشاطبية قوله : (والبعض الخ) وبعض القراء روى عن حمزة مع السكت على شيء ولام التعريف السكت في المنفصل ، وهو ما كان من كلمتين نحو (قد أفلح ، قل أوحى ، قل إي وربى) غير الممدود ، وهذا مذهب صاحب العنوان وشيخه وصاحب التجريد من قراءته على الفارسي وطريق بن أحمد عن خلف عنه كما في التيسير والشاطبية ، وهذا هو المذهب الثاني عن حمزة.

٩٨

والبعض مطلقا وقيل بعد مد

أو ليس عن خلاّد السّكت اطّرد

هذا هو المذهب الثالث وهو السكت مطلقا : أي منفصلا أو متصلا ؛ يعني على ما كان من كلمة نحو (مسؤولا ، وقرآن) ومن كلمتين نحو (قد أفلح ، وقل أوحى ، وقل أي ، والآخرة ، والأرض) ما لم يكن حرف مدّ ، وهذا مذهب أبي الطاهر بن سوار وأبي العلاء البغدادي وأبي العز القلانسي وجمهور العراقيين قوله : (وقيل بعد مد) هذا هو المذهب الرابع والخامس وهو السكت على الممدود على ما تقدم ، فمع المنفصل على المد المنفصل ومع المتصل على مده ، فخص أبو العلاء الحافظ المنفصل وعمم في الكامل وغيره قوله : (أو ليس عن خلاد الخ) هذا هو المذهب السادس وهو عدم السكت عن خلاد والسكت عن خلف لمكى وشيخه أبي الطيب وابن شريح وذكره صاحب التيسير من قراءته على أبي الفتح فارس وتبعه عليه الشاطبي رحمه الله تعالى.

قيل ولا عن حمزة والخلف عن

إدريس غير المدّ أطلق واخصصن

وهذا هو المذهب السابع وهو عدم السكت عن حمزة من الطريقين وهو الذي لم يذكر في الهداية سواه ، ومذهب ثامن وهو السكت على لام التعريف فقط مع المد على شيء طريق ابن غلبون وغيرهما ، وتاسع وهو السكت على اللام والمنفصل مع مد شيء في العنوان وغيره كما تقدم في باب المد قوله : (والخلف الخ) أي واختلف عن إدريس في السكت وعدمه ؛ فمن روى عنه السكت أطلق ما كان من كلمة ومن كلمتين ، ومنهم من خصصه بما كان من كلمتين وشيء ؛ واتفقوا على استثناء حرف المد فلا سكت عليه عنه ، وكذا اتفق الساكتون على السكت على شيء حيث أتى وإن كان كلمة لكثرة دوره هذا الذي قرأنا به وبه نأخذ.

وقيل حفص وابن ذكوان وفي

هجا الفواتح كطه (ثـ)ـقّف

وجاء السكت أيضا عن حفص من طريق الأشناني عن عبيد بن الصباح فرواه عنه أبو الطاهر بن أبي هاشم على ما تقدم من الخلاف عن إدريس ، فأطلق صاحب الروضة على ما كان من كلمة وكلمتين ، وخص صاحب التجريد سكت ما كان من كلمتين مع اللام وشيء ، واتفقوا على عدم السكت على حرف المد إلا

٩٩

ما انفرد به عبد الباقي عن أبيه عن السامري عن الأشناني من السكت على الممدود : أي المنفصل كما هو في غير الممدود ، وكذا جاء السكت عن ابن ذكوان من طريق العلوى عن النقاش عن الأخفش (١) ، وأطلقه صاحب الإرشاد فيما كان من كلمة أو من كلمتين ، وخصه الحافظ أبو العلاء بما كان من كلمتين واللام وشيء ، ورواه صاحب المبهج عن ابن ذكوان من جميع طرقه ، ولا خلاف عنه في عدم السكت على حرف المد أيضا قوله : (قوله هجا الفواتح كطه الخ) أي أن أبا جعفر قرأ بالسكت على حروف فواتح السور نحو قوله : (طه والم ، وحم ، ون) وسكت على كل حرف منها ليبين أن هذه ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل هي مفصولة وإن اتصلت رسما ، وليست بمؤتلفة ولذا وردت مفردة من غير عامل ولا عطف فسكنت كأسماء الأعداد إذا وردت من غير عامل ولا عطف.

وألفى مرقدنا وعوجا

بل رّان من رّاق لحفص الخلف جا

أي واسكت على الألفين من (مرقدنا ، وعوجا) فتقول (عوجا) بالألف مبدلة من التنوين وتسكت ثم تقول (قيما) وكذا تقول (مرقدنا) وتسكت ثم تقول (هذا) وكذا تقول (من) ثم تسكت ثم تقول (راق) في القيامة ، ولام (بل ران) في التطفيف قوله : (جا) أي ورد عن حفص الخلاف في الأربع الكلمات : وهي ألف (عوجا) في الكهف ، وألف « مرقدنا في يس ، ونون (من راق) في القيامة ، ولام (بل ران) في التطفيف.

باب وقف حمزة وهشام على الهمز

أي في جميع أقاسمه متحركة وساكنة متوسطة ومتطرفة كما سنبينه ، وهو مشكل يحتاج إلى تحقيق مذاهب أهل العربية ورسم المصاحف العثمانية وإتقان الرواية ، ولصعوبته أفرد بالذكر وختم به أبواب الهمز ، لأن محله الوقف.

إذا اعتمدت الوقف خفّف همزه

توسّطا أو طرفا لحمزه

__________________

(١) لقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه النشر في القراءات العشر أسماء هؤلاء العلماء وأتى على ألقابهم وكناهم فإذا أردت الاستزادة فراجع المجلد الأول.

١٠٠