شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

مقدر قوله : قوله : (وفتفرق بكم عن سبيله) في الأنعام قوله : (توفي) يعني (الذين توفاهم الملائكة) قيده بالنساء لئلا يشتبه بالذي في النحل.

تنزّل الأربع أن تبدّلا

تخيّرون مع تولّوا بعد لا

أي الكلمات الأربع في الحجر (ما ننزل الملائكة) وفي الشعراء (على من تنزل الشياطين تنزل على) وفي القدر (من ألف شهر تنزل) قوله : (أن تبدلا) يعني (أن تبدّل بهن من أزواج) في الأحزاب (تخيّرون) يعني (لما تخيرون) في ن مع تولوا ، يعني قوله (ولا تولوا عنه) في الأنفال.

مع هود والنّور والامتحان لا

تكلّم البزّى تلظّى (هـ)ـب (غـ)ـلا

أي مع « تولوا » الذي في هود ، وهو حرفان (وإن تولوا فإني أخاف عليكم ، فإن تولوا أبلغتكم) وفي النور (فإن تولوا فإنما عليه) وفي الامتحان (أن تولوهم) واحترز بالنص عليها من نحو قوله تعالى في المائدة (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله) وفي آل عمران (فإن تولوا فإن الله) فإنه لا خلاف فيهما ، لأن الفعل فيهما ماض مع أن حرف آل عمران يحتمل الاستقبال قوله : (لا تكلم) أي قوله تعالى (لا تكلّم نفس إلا بإذنه) قوله : (البزى) أي هذه التاءات في الكلم المذكورة ، انفرد بتشديدها البزى قوله : (تلظى) أي واتفق هو وريس على تشديد (نارا تلظّى) في الليل على الجمع بين الساكنين كما في نظائره ، وقد غلط من قال بكسر التنوين قبله أو بفتحه غلطا فاحشا ، ووجه تخصيص رويس له كأنه لاحظ شدة تلظي النار وتعظيم المقام كما خصص حفص الصلة في (فيه مهانا) قوله : (هب) من الهبة قوله : (غلا) أي ارتفع وزاد غلاه ، أو من غلت القدر : من الغليان.

تناصروا (ثـ)ـق (هـ)ـد وفى الكلّ اختلف

له وبعد كنتم ظلتم وصف

أي واتفق البزى وأبو جعفر على تشديد (لا تناصرون) في والصافات ، ووجه تخصيص أبي جعفر مبالغة في التهكم بهم في ذلك المقام ، والله تعالى أعلم. قوله : (له) أي للبزي ، يعني ورد عنه أيضا الخلاف في كل ما ذكر له من التاءات في المواضع المذكورة قوله : (وصف) أي الخلاف للبزي : أي روى عنه تشديد التاء بعد قوله : (كنتم ، وظلتم) يريد قوله تعالى (ولقد كنتم تمّنون الموت) في آل عمران ، و (فظلتم تفكّهون) في الواقعة كما ذكره صاحب التيسير ومن تبعه.

٢٠١

وللسّكون الصّلة امدد والألف

من يؤت كسر التّا (ظـ)ـبى بالياء قف

بين في هذا حكم حرف المد إذا وقع قبل التاء المشددة مما ذكره فأمر بالمد في ذلك ؛ فمثاله في الصلة (عنه تلهى ، وكنتم تمنون الموت ، وظلتم تفكهون) ؛ ومثاله في الألف (لا تكلم ، ولا تولوا ، ولا تناصرون) فالمد في ذلك لأجل التقاء الساكنين ، ووجه ذلك أن التشديد عارض فلا يعتد به في حذف المد ؛ وأما ما اجتمع في ذلك من الساكنين غير حرف المد نحو (هل تربصون ، ونارا تلظى) فإن الجمع بينهما في ذلك ونحوه غير ممتنع لصحة روايته واستعماله عند القراء ووروده عن العرب قوله : (من يؤت) يعني قوله تعالى (ومن يؤت الحكمة) كسر التاء (من يؤت) يعقوب ووقف عليه بالياء ، وهو عنده مما حذف وصلا للساكنين نحو ما تقدم في باب الوقف على المرسوم ، وهذا يدل على أن من عنده موصوله لا شرطية ، والله تعالى أعلم ، ووجه بنائه للفاعل حملا على قوله تعالى (يؤتي الحكمة) فالتقدير عنده ومن يؤتيه الله الحكمة والباقون بفتح التاء بناء للمفعول حملا له على (فقد أوتي خيرا كثيرا).

معا نعمّا افتح (كـ)ـما (شـ)ـفا وفي

إخفاء كسر العين (حـ)ـز (بـ)ـها (صـ)ـفي

يريد قوله تعالى هنا « فنعمّا هي » وفي النسا « نعمّا يعظكم به » فتح النون فيهما ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ، وكسر الباقون ، وأخفى العين : أي اختلس كسرها أبو عمرو وقالون وشعبة الأصل فيها نعم ما ، فنعم فعل ماض فيه أربع لغات. فتح النون وكسرها مع سكون العين وفتحها مع كسر العين وكسرهما ، وما على مذهب سيبويه معرفة تامة : أي فنعم الشيء هي ؛ يعني فنعم الصدقات المبداة ، أو على حذف مضاف : أي فنعم إبداؤها فأدغمت الميم في الميم من الإدغام الكبير ، فمن كسر العين أتبعها كسرة النون إن كسرها أولا أو لالتقاء الساكنين أو لغة أصلية إن فتح النون ، ومن سكن فعلى الأصل في السكون ، ومن اختلس فللتخفيف.

وعن أبي جعفر معهم سكّنا

ويا يكفّر شامهم وحفصنا

أي مع الثلاثة المذكورين في آخر البيت ، وهم أبو عمرو وقالون وشعبة سكن العين ؛ يعني أن أبا جعفر سكن العين من نعما في موضعين ، فجمع بين

٢٠٢

الساكنين وهو صحيح لغة ورواية كما اختاره أبو عبيد القاسم بن سلام وإمام اللغة والعلوم وقالوا هو لغة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكذلك جاء الإسكان أيضا عن أبي عمرو وقالون وشعبة فيصير في نعما أربع قراءات كسر النون مع الاختلاس لهؤلاء الثلاثة ، ومع إسكان العين عنهم أيضا ولأبي جعفر ، وفتح النون مع كسر العين لابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ، وكسر النون والعين للباقين وهم ورش وابن كثير وحفص ويعقوب قوله : (ويا نكفر) يعني وقرأ « ويكفّر » بالياء ابن عامر وحفص حملا على قوله تعالى « فإن الله يعلمه » أو ضمير الإخفاء ، والباقون بالنون ، وقوله : وشامهم الخ ، وهو على حذف مضاف : أي قراءة الشامي على ما سيأتي في البيت الآتي وجه النون إخبار من الله عن نفسه بنون العظمة.

وجزمه (مدا)(شـ)ـفا ويحسب

مستقبلا بفتح سين (كـ)ـتبوا

أي قرأ بالجزم يعني نكفر أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف عطفا على محل قوله « فهو خير لكم » الذي هو جواب الشرط والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات : وجه الرفع عطفا على محلها بعد الفاء أو على الاستئناف قوله : (ويحسب) يعني قرأ يحسب إذا كان فعلا مستقبلا نحو « يحسبهم » ويحسبون ، ويحسبن » بفتح السين ابن عامر وحمزة وعاصم وأبو جعفر كما سيأتي في أول البيت بعده ، والفتح والكسر في المستقبل لغتان والكسر لغة أهل الحجاز.

(فـ)ـى (نـ)ـصّ (ثـ)ـبت فأذنوا امدد واكسر

(فـ)ـي (صـ)ـفوة ميسرة الضّمّ (ا)نصر

أي قرأ « فأذنوا » بمد الهمزة محركة وكسر الذال حمزة وشعبة من آذنته بكذا : إذا أعلمته : أي فأعلموا من وراءكم : أي من يفعل الربا بحرب من الله والباقون بإسكان الهمزة من غير مد وفتح الذال كما لفظ به ، وهم في إبدال الهمزة على أصولهم ، ووجهه من أذن به : إذا علم فهو إذن : أي كانوا على علم بحرب من الله تعالى قوله : (ميسرة) يعني قوله تعالى « فنظرة إلى ميسرة » قرأه بضم السين نافع والباقون بفتحها وهما لغتان مشهورتان ، وإن كان بعضهم أشار إلى إنكار الضم فلا اعتبار بقوله لثبوته نقلا ولغة وقياسا.

تصدّقوا خفّ (نـ)ـما وكسر أن

تضلّ (فـ)ـز تذكر (حقّا)خفّفن

أي قوله تعالى « وأن تصّدّقوا خير لكم » بتخفيف الصاد عاصم والباقون

٢٠٣

بالتشديد والأصل تتصدقوا بتاءين ، فحذف إحداهما عاصم وغيره أدغم الثانية في الصاد كما تقدم في « تظّاهرون عليهم » قوله : (وكسر أن تضل) يعني قوله « أن تضل إحداهما » كسر الهمزة من أن حمزة ، وفتحها الباقون على العليل عطف فتذكر على تضل ، فإن التعليل في الحقيقة إنما هو في الإذكار ولكنه قد ذكر سببه وهو الإضلال كما تقول ؛ أعددت السلاح أن يلحق عدو فأدفعه قوله : (تذكر) أي خفف الكاف من « فتذكرّ إحداهما » ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بتشديدها ورفع الراء منهم حمزة كما سيأتي في أول البيت والتخفيف والتشديد لغتان.

والرّفع (فـ)ـد تجارة حاضرة

لنصب رفع (نـ)ـل رهان كسرة

يعني برفع فتذكر حمزة وتقدمت ، قرأ به « أن تضل » بكسر الهمزة فيصير له إن بالكسر تضل إحداهما فتذكر بالرفع مع التشديد والوجه في قراءته إن ضلت إحداهما ذكرتها الأخرى ، فان عنده شرطية ، فجوابها مرفوع كقوله تعالى « ومن عاد فينتقم الله منه » ووجه الفتح والنصب تقدم قوله : (تجارة) أي قرأ عاصم فيهما بالنصب على أن كان ناقصة واسمها مضمر : أي الأموال ، والباقون بالرفع على أنها تامة ، ويحتمل أن تكون ناقصة وتديرونها الخبر قوله : (رهان كسرة وفتحة ضما) : أي كسرة الراء وضمة الهاء ، وقصر يعني حذف الألف فيصير فرهن مقبوضة لأبي عمرو وابن كثير على أنه جمع رهان عند الأكثرين ورهن أيضا كسقف وسقف ، والباقون فرهان كما لفظ به وفهم من قيده جمع رهن على القياس مثل جمع كبش ونعل قوله : (فد) من الوفادة : وهي الورود على الكتاب.

وفتحة ضمّا وقصر (حـ)ـز (د)وا

يغفر يعذّب رفع جزم (كـ)ـم (ثوى)

يعني قوله تعالى « فيغفر لمن يشاء ويعذب مّن يشاء » قرأه بالرفع فيهما ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب وعاصم كما في أول البيت الآتي والباقون بجزمهما ؛ فالرفع على الاستئناف. أي فهو يغفر ، والجزم عطفا على « يحاسبكم ».

(نـ)ـصّ كتابه بتوحيد (شفا)

ولا نفرّق بياء (ظـ)ـرفا

يعني قوله تعالى « وكتبه ورسله » قرأه حمزة والكسائي وكتابه بالتوحيد على إرادة القرآن أو جنس الكتب ، والباقون بالجمع ، لأن قبله وملائكته وبعده ورسله ،

٢٠٤

فناسب قوله ولا نفرق : أي وقرأ يعقوب « لا نفرق بين أحد من رسله » (١) بالياء حملا على « كل من آمن بالله » : أي كل من الرسل والمؤمنون ، والباقون بالنون على إضمار القول : أي قالوا ويقول.

سورة آل عمران

سيغلبون يحشرون (ر)د (فتى)

يرونهم خاطب (ثـ)ـنا (ظـ)ـلّ (أ)تى

أي قرأ « سيغلبون يحشرون » بالغيب فيهما على اللفظ الكسائي وحمزة وخلف ، والباقون بالخطاب والغيب ، والخطاب في مثل هذا واحد كما تقول قل لزيد قم وقل له يقوم قوله : (ترونهم) يعني قوله تعالى « ترونهم مثليهم » قرأه بالخطاب أبو جعفر ويعقوب ونافع والباقون بالغيب ، والخطاب يحتمل أن يكون للمسلمين : أي ترون المشركين بقدر مثلى المسلمين الحاضرين لها ، أو ترون المسلمين الحاضرين مثلى المشركين تكثيرا لهم ، ويحتمل غير ذلك والغيب للمشركين : أي يرى المشركون المسلمين مثلى المشركين أو المسلمين ، أو يرون أنفسهم مثلى المسلمين

رضوان ضم الكسر (صـ)ـف وذو السّبل

خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر)جل

يريد قوله تعالى « رضوان من الله » ضم الراء منه حيث وقع شعبة ؛ واختلف عنه في الحرف الثاني من المائدة وهو « من اتبع رضوانه سبل السلام » وأشار إليه بقوله : وذو السبل ، والباقون بالكسر قوله : (رجل) هنا منادى : أي يا رجل قوله : (وإن الدين) أي قرأ « إن الدين عند الله الإسلام » بفتح الهمزة الكسائي على البدل من إن أو إن متعلق « بالحكيم » وهو صفة مبالغة فيكون على إضمار حرف الجر : أي الحاكم بأن الدين عند الله الإسلام ، والباقون بالكسر على الاستئناف ، وقيده بالدين احترازا من قوله بعد « إن الذين يكفرون ».

يقاتلون الثّان (فـ)ـز في يقتلو

تقيّة قل في تقاة (ظـ(ـلل

يعني قوله تعالى « ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس » احتراز عن

__________________

(١) أي « لا يفرّق ».

٢٠٥

الأول وهو قوله تعالى « ويقتلون النبيين بغير حق » فلا خلاف فيه : أي قرأ حمزة يقاتلون الذين في موضع « يقتلون الذين » من المقاتلة ، والباقون يقتلون من القتل وهما متقاربان كما تقدم في نظيره قوله : (تقية) أي قرأ تقية بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة يعقوب ، ليزيل الإشكال ويقرب التناول بالاختصار وكلاهما مصدران من مصادر اتقي يتقي تقى وتقوى وتقاة وتقية.

كفّلها الثّقل (كـ)ـفى واسكن وضم

سكون تا وضعت (صـ)ـن (ظـ)ـهرا (كـ)ـرم

أي قرأ الكوفيون « كفّلها زكريا » بتشديد الفاء ، والمعنى كفلها الله زكريا ، والباقون بالتخفيف لقوله تعالى « أيهم يكفل مريم » ، قوله : (واسكن) يعني اسكن عين « وضعت » وضم التاء الساكنة منها كما لفظ به لشعبة ويعقوب وابن عامر على إخبار أمّ مريم عليها‌السلام عن نفسها ، والباقون يحركون العين بالفتح ويسكنون التاء إخبار من الله تعالى عن أم مريم عليها‌السلام.

وحذف همز زكريّا مطلقا

(صحب)ورفع الأوّل انصب (صـ)ـدّقا

يعني قرأ بحذف الهمزة من زكريا حيث أتى حمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بالهمزة وهما لغتان قوله : (ورفع الأول) انصب ؛ أي وقرأ بنصب زكريا الأول شعبة من هذه السورة ، يريد قوله تعالى « وكفلها زكريا » (١) وذلك أنه لما قرأ كفلها بالتشديد كما تقدم وجب نصب زكريا على أنه مفعول ثان ومحله في قراءة صحب نصب أيضا كذلك ، والباقون بالرفع على أنه فاعل كفلها.

نادته ناداه (شـ)ـفا وكسر أن

ن الله (فـ)ـي (كـ)ـم يبشر اضمم شدّدن

يعني قرأ ناداه بالتذكير على ما لفظ به موضع نادته بالتأنيث حمزة والكسائي وخلف وهم على أصولهم بالإمالة ، والباقون بالتأنيث ، وقد لفظ بالقراءتين ووجه القراءتين أنه فعل أسند إلى الملائكة والملائكة جمع تذكيره وتأنيثه على القاعدة كما تقول قام الرجال وقامت الرجال وقام النساء وقامت النساء ، والتأنيث على تأويل الجماعة ، والتذكير على تأويل الجمع قوله : (يبشر) هو « إن الله يبشرك بيحي ، إن الله يبشرك بكلمة منه » قوله : (وكسر أن) أي وكسر الهمزة من قوله

__________________

(١) « زكرياء » مع المد المتصل.

٢٠٦

تعالى « إن الله » يعني إن الله يبشرك بيحيى حمزة وابن عامر على تقدير فقال إن الله أو أنه أقيم النداء مقام القول ، والباقون على تقدير فنادته بأن الله : أي بهذا اللفظ ثم حذف الجار وحذفه من مثل ذلك شائع كثير ولكن اختلف النحويون هل يبقى أن مع ما بعدها في موضع نصب أو خفض.

كسرا كالاسرى الكهف والعكس (ر)ضى

وكاف أولى الحجر توبة (فـ)ـضا

في الإسراء ، يعني قوله تعالى « ويبشر المؤمنين » وفي الكهف ، يريد قوله تعالى « ويبشر المؤمنين » قوله : (والعكس) يعني عكس هذه الترجمة التي ذكرها ، ففتح الياء وضم الشين مخففة حمزة والكسائي في المواضع الثلاثة قوله : (وكاف) يعني « إنا نبشرك ، وتبشر به المتقين ، وفي الحجر « إنا نبشرك بغلام » احترز عن « فبم تبشّرون » فإنه لا خلاف في ضمه وتشديده ، وفي التوبة « يبشّرهم ربهم برحمة » قوله : (فضا) أي قرأ حمزة كذلك أي بعكس تلك الترجمة أيضا في الأربعة الأحرف من السور الثلاث المذكورة.

و (د)م (ر)ضى (حـ)ـلا الّذي يبشّر

نعلّم اليا (إ)ذ (ثوى) (نـ)ـل واكسروا

أي وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو « ذلك الذي يبشر الله عباده » كذلك : أي بالفتح وضم الشين مخففا قوله : (يعلم) يعني قوله تعالى « ونعلمه الكتاب » بالياء نافع وأبو جعفر ويعقوب وعاصم والباقون بالنون وهما ظاهران.

أنّي أخلق (ا)تل (ثـ)ـب والطائر

في الطّير كالعقود (خـ)ـير (ذ)اكر

يعني « أني أخلق لكم » بكسر الهمزة من « إني » نافع وأبو جعفر على الاستئناف أو التفسير ، والباقون بالفتح على البدل من « إني قد جئتكم » أو غير ذلك قوله : (والطائر) أي وقرأ كهيئة الطائر هنا وفي العقود بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد أبو جعفر ، والباقون الطير فيهما بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع ، وقد تلفظ بالقراءتين جميعا ، ووجه الإفراد أنه لم يخبرهم بخلقه لهم جميع الطيور ، فقد جاء في التفسير أنه صنع كهيئة الخفاش ونفخ فيه فصار طائر بإذن الله تعالى ، ويدل على ذلك قوله « فأنفخ فيه » ووجه الجمع تسمية الواحد باسم الجنس ، والعرب تستعمل ذلك كثير.

٢٠٧

وطائرا معا بطيرا (إ)ذ (ثـ)ـنا

(ظـ)ـبى يوفّيهم بيا (عـ)ـن (غـ)ـنا

أي قرأ « فيكون طآئرا » في الموضعين هنا والمائدة كذلك على ما لفظ به نافع وأبو جعفر ويعقوب ، والباقون طيرا على لفظه ، وحجة نافع ويعقوب في جمع الأول وإفراد الثاني تذكير فيكون المفتوح فيه طائرا قوله : (يوفيهم) يعني قوله تعالى « فيوفيهم أجورهم » بالياء حفص ورويس حملا على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله تعالى « إذ قال الله يا عيسى » والباقون بالنون حملا على ما قبله من قوله « فأعذبهم » وعلى ما بعده من قوله « ذلك نتلوه عليك ».

وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا

وشدّ (كنزا)وارفعوا لا يأمرا

أي وقرأ « تعلّمون » بالضم أي في التاء والتحريك وهو الفتح في العين والكسر : أي اللام مشددة ابن عامر والكوفيون من التعليم ، وهو أبلغ من الوصف بالعلم ؛ لأن كل معلم عالم ولا ينعكس ، والباقون بفتح التاء وإسكان العين وفتح اللام مخففا لأن بعده « تدرسون » فحمل الفعل على لفظ مجانسه ومطابقه قوله : (وارفعوا) يعني قوله « ولا يأمركم أن تتخذوا » بالرفع نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو والكسائي على أنه كلام مستأنف مقطوع عن الفعل المنصوب قبله وضمير الرفع فيه يعود لبشر أو لله تعالى ، والباقون بالنصب عطفا على الفعل المنصوب قبله فيكون الضمير المرفوع لبشر لا غير ويقال المراد به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والصواب أن المراد به الجنس وهو صلى‌الله‌عليه‌وسلم داخل فيه.

(حرم (حـ)ـلا (ر)حبا لما فاكسر (فـ)ـدا

آتيتكم يقرا آتينا (مدا)

أي قوله تعالى « لما آتيتكم » قرأه بكسر اللام حمزة على أن تكون لام الجر التي للتعليل متعلقة بأخذ : أي أخذ الله ميثاق النبيين لهذا الأمر وما مصدرية ، أي لأجل إتيانكم بعض الكتاب والحكمة قوله : (أتيتكم) أي قرأ المدنيان أتيناكم بنون وألف على الجمع ، والباقون بتاء مضمومة من غير ألف.

ويرجعون (عـ)ـن (ظـ)ـبى يبغون (عـ)ـن

(حما)وكسر حجّ (عـ)ـن (شفا)(ثـ)ـمن

أي وقرأ « وإليه يرجعون » بالغيب على اللفظ حفص ويعقوب ، والباقون بالخطاب قوله : (يبغون) يعني قوله تعالى « أفغير دين الله يبغون » قرأه كذلك بالغيب على اللفظ حفص وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالخطاب قوله : (وكسر

٢٠٨

حج) أي وكسر الحاء من قوله تعالى : (ولله على الناس حج البيت) حفص وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر ، والباقون بفتحها.

ما يفعلوا لن يكفروا (صحب)طـ)ـلا

خلفا يضركم اكسر اجزم (أ)وصلا

يريد قوله تعالى « وما يفعلوا من خير فلن يكفروه » بالغيب فيهما على لفظه حمزة والكسائي وخلف وحفص والدورى عن أبي عمرو بخلاف ، والباقون بالخطاب فيهما قوله : (يضركم) يعني « لا يضركم كيدهم » بكسر الضاد والجزم نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في أول البيت الآتي :

(حقّا)وضمّ لباق واشددوا

منزّلين منزلون (كـ)ـبّدوا

أي والباقون بضم الضاد وتشديد الراء مع الرفع ، ولم يحتج إلى التنبيه على الرفع لأنه فهم من ضد الجزم قوله : (منزلين) يعني وقرأ « من الملائكة منزّلين » وفي العنكبوت منزلون بالتشديد فيهما ابن عامر والباقون بالتخفيف.

ومنزل (عـ)ـن (كـ)ـم مسوّمين (نـ)ـم

حقّ اكسر الواو وحذف الواو (عم)

أي وكذلك قرأ « أنه منزّل » وهو في الأنعام حفص وابن عامر بالتشديد ، والباقون بالتخفيف قوله : (مسومين) يعني قوله تعالى « من الملائكة مسّومين » قرأه عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بكسر الواو ، والباقون بفتحها قوله : (وحذف الواو) أي وحذف نافع وأبو جعفر وابن عامر الواو الأولى من « وسارعوا إلى مغفرة » كما سيأتي في البيت بعده.

من قبل سارعوا وقرح القرح ضم

(صحبة)كائن في كأيّن (ثـ)ـلّ (د)م

أي من قبل السين احتراز من التي بعد العين قوله : (وقرح القرح) يعني وقرأ قرح والقرح ، يريد قوله تعالى « إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح » وقوله تعالى « من بعد ما أصابهم القرح » والثلاثة في هذه السورة بضم القاف حمزة والكسائي وخلف وشعبة والباقون بالفتح كأين يريد قوله تعالى « وكأين » حيث وقع ، وقرأه « كائن » بألف ممدودة بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة كما لفظ به أبو جعفر وابن كثير ، ولم يحتج إلى بيان الإطلاق لتقدم ذكره في الأصول كما في الشاطبية.

قاتل ضمّ اكسر بقصر (أ)وجفا

(حقّا)وكلّه (حما)يغشى (شـ)ـفا

٢٠٩

يريد قوله تعالى « قاتل معه ربيون » قرأه « قتل » بضم القاف وكسر التاء مع القصر وهو حذف الألف نافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، وقرأ أبو عمرو ويعقوب « كلّه لله » بالرفع على اللفظ ، والباقون بالنصب قوله : (يغشى) يعني قوله تعالى « يغشى طائفة » قرأه بالتاء على التأنيث حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالياء على التذكير.

أنث ويعملون (د)م (شـ)ـفا اكسر

ضمّا هنا في متم (شـ)ـفا (أ)ري

يعني قوله تعالى « والله بما يعملون بصير » بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالخطاب قوله : (اكسر) أي قرأ بكسر ضمة الميم من قوله تعالى « ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ، ولئن متم أو قتلتم » الموضعين هنا حمزة والكسائي وخلف ونافع ، والباقون بالضم ، وهما لغتان قوله : (هنا) أي في موضعي هذه السورة.

وحيث جا (صحب)(أ)تى وفتح ضم

يغلّ والضّمّ (حـ)ـلا (نـ)ـصر (د)عم

يعني وكسر الميم من مت ومتم ومتنا في سائر القرآن حمزة والكسائي وخلف وحفص ونافع ، ووجه تخصيص حفص بالضم هنا مناسبة قتلتم قوله : (وفتح ضم) أي قرأ « وما كان لنبي أن يغل » بفتح الياء وضم الغين أبو عمرو وعاصم وابن كثير ، والباقون بضم الياء وفتح الغين.

ويجمعون (عا)لم ما قتلوا

شدّ (لـ)ـدى خلف وبعد (كـ)ـفلوا

يريد قوله « خير مما يجمعون » بالغيب على اللفظ حفص ، والباقون بالخطاب قوله : (ما قتلوا) يعني قوله تعالى « لو أطاعونا ما قتّلوا » بالتشديد هنا هشام بخلاف عنه ، والباقون بالتخفيف حيث وقع ؛ وأحسن حيث لم يأت بواو الفصل لئلا يشتبه بالأول وهو « ما ماتوا وما قتلوا » فلا خلاف في تخفيفه مع أن ذكره بعد يغل يدفع ذلك قوله : (وبعد) أي وقتلوا الذي بعد ما قتلوا ، يعني قتلوا في سبيل الله فشدده ابن عامر مع الذي في الحج وهو قوله تعالى « ثم قتّلوا » (١).

__________________

(١) سورة الحج الآية «٥٨».

٢١٠

كالحجّ والآخر والأنعام

(د)م (كـ)ـم وخلف يحسبنّ (لـ)ـاموا

أي كموضع الحج فإنه شدده ابن عامر كما تقدم ، والآخر ، يعني قوله تعالى في آخر السورة « قاتلوا وقتّلوا » وموضع الأنعام قوله تعالى « قتّلوا أولادهم » شدد الموضعين ابن كثير وابن عامر قوله : (وخلف) أي واختلف عن هشام في قراءته بالغيب « ويحسبن الذين قتلوا » فرواه العراقيون وبعض المغاربة عنه بالغيب ، رواه الآخرون بالخطاب وبه قرأ الباقون :

وخاطبن ذا الكفر والبخل (فـ)ـنن

وفرح (ظـ)ـهر (كفى)واكسر وأن

يعني « ولا تحسبن الذين كفروا ، ولا يحسبن الذين يبخلون » قرأهما بالخطاب حمزة ، والباقون بالغيب قوله : (وفرح) أي « ولا يحسبن الذين يفرحون » قرأه بالخطاب يعقوب ، والكوفيون والباقون بالغيب قوله : (واكسر وأن) يعني « وأن الله لا يضيع » بكسر الهمزة الكسائي كما سيأتي في أول البيت :

الله (ر)م يحزن في الكلّ اضمما

مع كسر ضمّ (أ)مّ الانبيا (ثـ)ـما

احترز بذكر الجلالة عن نحو قوله « وأن الناس » وإن كانت الواو تخرج ما قبل زيادة بيان قوله : (يحزن في الكل) أي في كل القرآن نحو. « يحزنك ، يحزنهم ، وليحزن الذين ، ويحزنني » وكسر الزاي نافع إلا قوله تعالى : « لا يحزنهم الفرع الأكبر » فقرأ بهذه الترجمة أبو جعفر والباقون بفتح الياء وضم الزاي وكذا نافع في الأنبياء وأبو جعفر في غير الأنبياء.

يميز ضمّ افتح وشدّده (ظـ)ـعن

(شـ)ـفا معا يكتب يا وجهّلن

أي قوله تعالى « ليميّز الله » بضم الياء وفتح الميم وتشديد الياء بعدها هنا ، وفي الأنفال يعقوب وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون بفتح الياء وكسر الميم مع التخفيف قوله : (معا) يعني هذا الحرف وحرف الأنفال قوله : (يكتب الخ) يعني قرأ حمزة « سيكتب ما قالوا » بالياء فعل ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع ، ويقول ذوقوا بالياء.

قتل ارفعوا يقول يا (فـ)ـز يعملوا

(حقّ)وبالزبر بالبا (كـ)ـمّلوا

أي وقتلهم الأنبياء قوله : (يعملوا) يعني « والله بما يعملون خبير » بالغيب على اللفظ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالخطاب.

٢١١

وبالكتاب الخلف (لـ)ذ يبيّنن

ويكتمون (حبر)(صـ)ـف ويحسبن

يعني وكذلك « بالكتاب المنير » بزيادة الباء أيضا هشام بخلاف عنه قوله : (يبينن) يريد قوله تعالى « ليبيننه للناس ولا يكتمونه » بالغيب على ما لفظ به ابن كثير وأبو عمرو وشعبة ، والباقون بالخطاب قوله : (يحسبن) يريد قوله تعالى « فلا يحسبنهم » بالغيب ، وضم الباء ابن كثير وأبو عمرو ، والباقون بالخطاب وفتح الباء كما سيأتي ، وهم على ما تقدم من أصلهم في فتح السين وكسرها.

غيب وضمّ الباء (حبر)قتّلوا

قدّم وفي التّوبة أخّر يقتلوا

يريد قوله تعالى « وقاتلوا وقتلوا » في هذه السورة مع « يقتلون ويقتلون » في التوبة ، قدم الفعل المجهول فيهما على الفعل المسمى للفاعل حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي ، والباقون بعكس ذلك.

(شـ)ـفا يغرّنك الخفيف يحطمن

أو نرين ويستخفّن نذهبن

أي « لا يغرنك تقلب الذين كفروا » في هذه السورة وكذا « لا يحطمنكم » في النمل ، يعني خفف النون من هذه الأفعال الخمسة رويس كما سيأتي.

وقف بذا بألف (غـ)ـص و(ثـ)ـمر

شدّد لكنّ الّذين كالزّمر

أي ووقف رويس على « نذهبن » بالألف بدلا من نون التوكيد الخفيفة ، وقرأ أبو جعفر « لكنّ الذين اتقوا ربهم » هنا ، وفي الزمر بتشديد النون من ولكن ، والباقون بالتخفيف وتقدم وجههما في البقرة.

سورة النساء

تساءلون الخفّ (كوف)واجررا

الأرحام (فـ)ـق واحدة رفع (ثـ)ـرا

يعني « تسّاءلون به » خفف السين منه الكوفيون والباقون بالتشديد قوله : (واجررا) أي وقرأ « به والأرحام » بالجر حمزة ، والباقون بالنصب قوله : (واحدة) يعني وقرأ أبو جعفر « فواحدة أو ما ملكت أيمانكم » بالرفع ، والباقون بالنصب.

الأخرى (مدا)واقصر قياما (كـ)ـن (أ)با

وتحت (كـ)ـم يصلون ضمّ (كـ)ـم (صـ)ـبا

أي والأخيرة ، يعني قوله تعالى « وإن كانت واحدة » قرأها بالرفع أيضا نافع

٢١٢

وأبو جعفر ، والباقون بالنصب ؛ وقرأ ابن عامر ونافع « لكم قياما » (١) بالقصر قوله : (وتحت) أي والحرف الذي تحت هذه السورة يعني « قياما للناس » في المائدة ، قرأها بالقصر أيضا ابن عامر قوله : (يصلون) يعني « وسيصلون سعيرا » بضم الياء ابن عامر وشعبة ، والباقون بالفتح.

يوصى بفتح الصّاد (صـ)ـف (كـ)ـفلا (د)را

ومعهم حفص في الاخرى قد قرا

يعني « يوصي بها » في الموضعين بفتح الصاد ابن كثير وابن عامر وشعبة فتقلب الياء ألفا للفتحة ، والباقون بكسر الصاد فتصير الألف ياء للكسرة ، ووافقهم حفص في الكلمة الأخيرة وهي « يوصي بها أو دين غير مضارّ ».

لأمّه في أمّ أمّها كسر

ضمّا لدى الوصل (رضى » كذا الزّمر

يعني قوله تعالى « فلأمه السدس ، فلأمه الثلث » هنا ، و « في أمها رسولا » في القصص و « في أم الكتاب » في الزخرف ، فكسر الهمزة من الأربعة حمزة والكسائي اتباعا لكسر اللام أو الياء الساكنة بعد الكسر ، ولذلك كان حالة الوصل ، والباقون بالضم في الأربع وصلا ووقفا قوله : (لدى الوصل) أي في حالة الوصل ، فلو ابتدأ « أم الكتاب » و « أمها » ضم الهمزة لأن الكسر كان لأجل الياء قوله : (كذا) أي بكسر ضم الهمزة أيضا في حالة الوصل في قوله تعالى « في بطون أمهاتكم » في الزمر.

والنّحل نور النّجم والميم تبع

(فـ)ـاش وندخله مع الطّلاق مع

أي و « في بطون أمهاتكم » في النحل « أو بيوت أمهاتكم » في النور و « في بطون أمهاتكم » في النجم قوله : (والميم تبع) يعني بكسر الميم تبعا لكسر الهمزة في هذه الأربعة « من أمهاتكم » حمزة قوله : (وندخله) أي قرأ « ندخله جنات ، وندخله نارا » في هذه السورة و « ندخله جنات » في الطلاق بالنون.

فوق يكفّر ويعذّب معه في

إنّا فتحنا نونها (عمّـ)ـوفي

أي الحرف الذي فوق سورة الطلاق ؛ يعني قوله تعالى في التغابن « يكفر عنه سيئاته وندخله جنات » قوله : (ويعذب معه) يعني « ويعذب » مع « يكفر » الذي في

__________________

(١) أي « قيما ».

٢١٣

الفتح ، يشير إلى قوله تعالى « ندخله جنات ، ومن يتول يعذبه » في سورة « إنا فتحنا لك » ؛ والمعنى أن نافعا وأبا جعفر وابن عامر قرءوا الكلمات الثلاث في المواضع الأربعة بالنون والباقون بالياء.

لذان ذان وذين تين شد

مكّ فذانك (غـ)ـنا (د)اع (حـ)ـفد

أي وشدد ابن كثير النون من « واللذانّ يأتيانّها منكم ، وهذانّ خصمان ، هذانّ لساحران ، الّلذينّ أضلانا ، إحدى ابنتي هاتينّ » وشدد النون من « فذانّك » رويس وابن كثير وأبو عمرو.

كرها معا ضمّ (شـ)ـفا الأحقاف

(كفى)(ظـ)ـهيرا (مـ)ـن (لـ)ـه خلاف

يريد كرها في الموضعين هنا « أن ترثوا النساء كرها » وفي التوبة « طوعا أو كرها » ضم الكاف حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بفتحها قوله : (الأحقاف) يعني وضم الذي في سورة الأحقاف وهو قوله تعالى « حملته أمه كرها ووضعته كرها » الكوفيون ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه.

و (صـ)ـف (د)ما بفتح يا مبيّنه

والجمع (حرم)(صـ)ـن (حما)ومحصنه

أي وقرأ أبو بكر وابن كثير « بفاحشة مبيّنة » حيث أتى بفتح الياء ، والباقون بكسرها قوله : (والجمع) يعني وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وشعبة أبو عمرو ويعقوب بفتح الياء إذا وقع جمعا نحو « آيات مبينات » قوله : (ومحصنة) أي وقرأ محصنة في حال جمعها كما سيأتي في البيت بعده نحو « محصنات ، والمحصنات » بكسر الصاد حيث وقع إلا الحرف الأول ، يعني قوله تعالى « والمحصنات من النساء إلا ما ملكت » الكسائي والباقون بالفتح.

في الجمع كسر الصّاد لا الأولى (ر)ما

أحصنّ ضمّ اكسر (عـ)ـلى (كـ)ـهف (سما)

أي جمع محصنة ، يعني محصنات والمحصنات قوله : (لا الأولى) يعني قوله تعالى « والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم » قوله : (أحصنّ) يعني « فإذا أحصن » بضم الهمزة وكسر الصاد حفص وابن عامر ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بفتحهما جميعا.

أحلّ (ثـ)ـب (صحبا) تجارة عدا

(كوف) وفتح ضمّ مدخلا (مدا)

أي « وأحلّ » قرأه بالترجمة المذكورة :

٢١٤

أي بضم الهمزة وكسر الحاء أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بالفتح فيهما قوله : (تجارة) يعني قوله تعالى « تجارة عن تراض منكم » بالرفع نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ، والباقون بالنصب قوله : (وفتح ضم) أي وقرأ « مّدخلا كريما » هنا وفي الحج « مدخلا يرضونه » بفتح الميم نافع وأبو جعفر ، والباقون بالضم.

كالحجّ عاقدت ل (ـكوف)قصرا

ونصب رفع حفظ الله (ث)را

أي كمدخلا الذي في سورة الحج كما ذكر قوله : (عاقدت) يعني « والذين عاقدت إيمانكم » بالقصر (١) : أي بحذف الألف الكوفيون ، والباقون بالألف كما لفظ به ، وهو ضد القصر قوله : (ونصب رفع) يعني وقرأ أبو جعفر « بما حفظ الله » بالنصب والباقون بالرفع.

والبخل ضمّ اسكن معا (كـ)ـم (نـ)ـل (سما)

حسنة (حرم)تسوّى اضمم (نـ)ـما

أي وقرأ البخل في قوله تعالى « يأمرون الناس بالبخل » في الموضعين هنا ، وفي الحديد بضم الباء وإسكان الخاء ابن عامر وعاصم ونافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بفتحهما كما فهم من التقييد قوله : (حسنة) يعني قوله تعالى « وإن تك حسنة » بالرفع كما لفظ به نافع وابن كثير وأبو جعفر ، والباقون بالنصب قوله : (تسوى) يعني قوله تعالى « تسوى بهم الأرض » بضم التاء عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب كما سيأتي في البيت بعده :

(حقّ)و(عمّ)الثّقل لامستم قصر

معا (شـ)ـفا إلاّ قليلا نصب (كـ)ـر

أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بتشديد السين ، والباقون بالتخفيف فيصير فيه ثلاث قراءات قوله : (معا) يريد قوله تعالى : « أو لامستم النساء » هنا وفي المائدة بالقصر ؛ أي بحذف الألف (٢) حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالمد وهو إثبات الألف على لفظه قوله : (إلا قليل) يعني قوله تعالى « ما فعلوا إلا قليل منهم » بالنصب ، قرأ ابن عامر والباقون بالرفع كما قيده في البيت الآتي ، ولا يرد عليه قوله تعالى « لاتبعتم الشيطان إلا قليلا » الذي بعده للترتيب لأنه ذكره بعد هذا الخلاف خلافهم في « يكن » وخلافهم في « يظلمون ».

__________________

(١) « عقدت ».

(٢) « لمستم ».

٢١٥

في الرّفع تأنيث تكن (د)ن (عـ)ـن (غـ)ـفا

لا يظلموا (د)م (ثـ)ـق (شـ)ـذا الخلف (شـ)ـفا

يعني قوله تعالى « كأن لم يكن بينكم وبينه مودة » قرأ بالتأنيث ابن كثير وحفص ورويس لأجل لفظ مودة ، والباقون بالتذكير لأجل الفصل بين الفعل والفاعل قوله : (لا يظلمون) يريد قوله تعالى « ولا يظلمون فتيلا » بالغيب على اللفظ ، قرأه ابن كثير وأبو جعفر وروح بخلاف عنه ، وحمزة والكسائي وخلف حملا على ما قبله في قوله تعالى « ألم تر إلى الذين قيل لهم » الآية ، والباقون بالخطاب على الالتفات.

وحصرت حرّك ونوّن (ظـ)ـلعا

تثبّتوا (شـ)ـفا من الثّبت معا

أي قوله « حصرت صدورهم » كما قيده بتحريك الساكن وهو التاء وتنويها فيصير حصرة يعقوب ويقف بالهاء وليست مخالفة للرسم ، لأنهم كتبوا على بينت ومن ثمرت بالتاء لاحتمال القراءتين فكذا هنا ، والباقون حصرت كما لفظ به بالإسكان بغير تنوين قوله : (تبينوا) يعني قوله تعالى « في سبيل الله فتبينوا ، فمن الله عليكم فتبينوا » من التثبت في الموضعين حمزة والكسائي وخلف وكذا في الحجرات كما سيأتي :

مع حجرات ومن البيان عن

سواهم السّلام لست فاقصرن

يريد قوله تعالى « إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا » وقرأ « السلام لست مؤمنا » بالقصر يعني بحذف الألف نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وخلف كما سيأتي ، واحترز بقوله « لست مؤمنا » من قوله تعالى قبل ذلك « وألقوا إليكم السلم » فإنه لا خلاف في قصره وكذا الذي في النحل وهو « وألقوا إلى الله يومئذ السلم ».

(عمّ)(فتى)وبعد مؤمنا فتح

ثالثه بالخلف (ثـ)ـابتا وضح

والباقون بالمد وهو إثبات الألف بعد اللام وأحسن في قوله عم ، لأن القصر عم في المواضع الأربعة (قوله وبعد) أي وبعد « السلام لست » فتح ميم « مؤمنا » التي وقعت ثالثة منه لأنها بعد الهمزة الساكنة أبو جعفر بخلاف عنه ، واحترز بذلك عن الميم أوله ، والباقون بالكسر قوله : (فتح) أي القارئ وهو أبو جعفر كما سبق.

غير ارفعوا (فـ)ـى (حقّ)(نـ)ـل نوتيه يا

(فتى)(حـ)ـلا ويدخلون ضمّ يا

٢١٦

يعني « غير أولى الضرر » بالرفع حمزة وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والباقون بالنصب قوله : (نؤتيه) أي قوله تعالى « فسوف نؤتيه أجرا عظيما » بالياء حمزة وخلف وأبو عمرو ، والباقون بالنون قوله : (ويدخلون) أي وقرأ قوله تعالى « فأولئك يدخلون الجنة » بضم الياء شعبة وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وروح كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بفتح الياء وضم الخاء.

وفتح ضمّ (صـ)ـف (ثـ)ـنا (حبر)(شـ)ـفي

وكاف أولى الطّول (ثـ)ـب (حقّ) (صـ)ـفى

يعني وقرأ بهذه الترجمة : أي ضم الياء وفتح الخاء في كاف يعني مريم قوله تعالى « فأولئك يدخلون الجنة » والموضع الأول من الطول وهو قوله تعالى « يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب » أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة.

والثّان (د)ع (ثـ)ـطا (صـ)ـبا خلفا (غـ)ـدا

وفاطر (حـ)ـز يصلحا (كوف)لدا

أي وقرأ الحرف الثاني من الطول أيضا بهذه الترجمة أيضا ابن كثير وأبو جعفر ورويس وشعبة بخلاف : أي يريد قوله تعالى « سيدخلون جهنم داخرين » قوله : (وفاطر) يعني وقرأ الموضع الذي في فاطر بالترجمة المذكورة : أي بضم الياء وفتح الخاء أبو عمرو ، يريد قوله تعالى « جنات عدن يدخلونها يحلون فيها » قوله : (يصلحا) أي قرأ يصلحا ، يعني قوله تعالى « أن يصلحا بينهما صلحا » بضم الياء وإسكان الصاد مخففا وكسر اللام من غير ألف كما لفظ به الكوفيون والباقون يصلحا كما لفظ به أول البيت الآتي قوله : (لدى) أي موضع يصلحا الذي هو بفتح الياء وفتح الصاد مشددة وألف بعدها وفتح اللام كما لفظ به (١).

يصّالحا تلووا تلوا (فـ)ـضل (كـ)ـلا

نزّل أنزل اضمم اكسر (كـ)ـم (حـ)ـلا

يعني « تلووا » الذي بإسكان اللام وواوين الأولى مضمومة والثانية ساكنة على لفظه ، قرأ « تلوا » ضم اللام وبعدها واو واحدة ساكنة كما لفظ به حمزة وابن عامر قوله : (نزل) أي في قوله تعالى « نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل » قرأهما بضم أولهما وكسر الزاي ابن عامر وأبو عمرو وابن كثير كما في أول البيت

__________________

(١) « يصّالحا ».

٢١٧

الآتي ، والباقون بفتحهما فيها قوله : (حلا) أي أعطى من حلوت فلانا : إذا أعطيته حلوا ، أو من الحلاوة أو من الحلية.

(د)م واعكس الأخرى (ظـ)ـبى (نـ)ـل والدّرك

سكّن (كفى)نؤتيهم الياء (عـ)ـرك

أي وقرأ بعكس هذه الترجمة ، يعني بفتح النون والزاي الأخرى يريد قوله تعالى « وقد نزّل عليكم في الكتاب » يعقوب وعاصم قوله : (والدرك) يعني قوله تعالى « في الدرك الأسفل » بإسكان الراء الكوفيون ، والباقون بالفتح وهما لغتان قوله : (يؤتيهم) يعني قوله « فسوف يؤتيهم أجورهم » قرأه حفص بالياء والباقون بالنون.

تعدوا فحرّك (جـ)ـد وقالون اختلس

بالخلف واشدد داله (ثـ)ـمّ (أ)نس

أي فتح العين ورش ، واختلس فتحها قالون بخلاف عنه ، وشدد الدال منه أبو جعفر ونافع ، فيكون ورش بفتح العين مع التشديد ، وأبو جعفر بالسكون مع التشديد (١) وكذا قالون في أحد وجهيه ، والآخر الاختلاس مع التشديد جمعا بين الساكنين ، والباقون بالإسكان مع التخفيف (٢).

ويا سيوتيهم (فتى)وعنهما

زاي زبورا كيف جاء فاضمما

أي وقرأ « أولئك سيؤتيهم أجرا عظيما » بالياء حمزة وخلف ، والباقون بالنون قوله : (وعنهما) أي وعن حمزة وخلف المرموز لهما : بغتا زبورا ، بضم الزاي حيث وقع ، يعني قوله تعالى « وآتينا داود زبورا » وكذا في الإسراء ، وكذا قوله تعالى « ولقد كتبنا في الزّبور » في الأنبياء ، والباقون بفتح الزاي وهما لغتان في الكتاب المنزل.

سورة المائدة

سكّن معا شنآن (كـ)ـم (صـ)ـحّ (خـ)ـفا

(ذ)ا الخلف أن صدّوكم اكسر (جـ)ـر (د)فا

يعني سكن النون من « شنآن » في الموضعين ابن عامر وشعبة وعيسى وابن

__________________

(١) « تعدّوا » نافع أبو جعفر.

(٢) كما في المتن « تعدوا ».

٢١٨

جماز بخلاف عنه ، والباقون بالتحريك الذي هو الفتح قوله : (معا) يعني في موضعي هذه السورة « ولا يجزمنكم شنآن قوم أن صدوكم ، شنآن قوم على أن لا تعدلوا » قوله : (أن صدوكم) أي قوله تعالى « أن صدوكم عن المسجد الحرام » بكسر الهمزة أبو عمرو وابن كثير ، واحترز بصدوكم عن أن تعتدوا ، والباقون بالفتح.

أرجلكم نصب (ظـ)ـبى (عـ)ـن (كـ)ـم (أ)ضا

(ر)د واقصر اشدد يا قسيّة (رضى)

يعني « وأرجلكم إلى الكعبين » بالنصب يعقوب وحفص وابن عامر ونافع والكسائي ، والباقون بالخفض قوله : (واقصر) يعني وقرأ بالقصر الذي هو حذف الألف والتشديد « قلوبهم قاسية » حمزة والكسائي ، والباقون بالمد والتخفيف.

من أجل كسر الهمز والنّقل (ثـ)ـنا

والعين والعطف ارفع الخمس (ر)نا

يعني قوله تعالى « من أجل » بكسر الهمزة ونقل حركتها إلى النون أبو جعفر ، والباقون بفتح الهمزة ، وهم على أصولهم من النقل والسكت وعدمه قوله : (والعين) يريد قوله تعالى « والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح » قرأ الكلمات الخمس بالرفع الكسائي قوله : (والعطف) : أي وما عطف على العين وهو أربع كلمات والأنف والأذن والسن والجروح

وفي الجروح (ثـ)ـعب (حبر كـ)ـم (ر)كا

وليحكم اكسر وانصبن محرّكا

أي وفي قوله تعالى « او الجروح » الذي هو من جملة الخمس الكلمات المذكورة في البيت قبله الرفع لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر والكسائي أيضا ، وإنما أعاد ذكر الكسائي وإن كان قد علم له الرفع من البيت المتقدم دفعا لتوهم أن يكون مع الباقين قوله : (وليحكم) يعني قوله « وليحكم أهل الإنجيل » بكسر اللام والنصب حمزة ، وإنما قيد ذلك بالتحريك لأجل قراءة الباقين فإنهم يقرءون بالإسكان في اللام والميم قوله : (محركا) أي بالكسر والنصب لو لا قيد التحريك فيهما لكان الباقون يفهم لهم فتح اللام وخفض الميم ، وهذا أوضح من كلام الشاطبي رحمه الله تعالى حيث قال : وحمزة وليحكم بكسر ونصبه : يحركه ؛ لظهور عود الضمير في يحركه إلى النصب.

٢١٩

(فـ)ـق خاطبوا تبغون (كـ)ـم وقبلا

يقول واوه (كفى)حـ)ـز (ظـ)ـلا

أي قرأ يبغون من قوله تعالى « أفحكم الجاهلية يبغون » بالخطاب ابن عامر قوله : (وقبلا) يعني والواو قبلا ، يقول يريد قوله تعالى « ويقول الذين آمنو » قرأ بالواو الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب والباقون بغير واو قبله.

وارفع سوى البصرى و(عمّ)يرتدد

وخفض والكفّار (ر)م (حما)عبد

يعني وارفع يقول لغير أبي عمرو ويعقوب والباقون بالرفع فيصير فيه ثلاث قراءات : إحداها بالواو ويقول ونصبه للبصريين ، والثانية يقول بالواو رفعا للكوفيين ، والثالثة يقول بالرفع من غير واو للباقين قوله : (وعم) أي وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر « من يرتدد منكم » يرتدد على الإظهار والكفار يريد قوله تعالى « والكفار أولياء » بخفض الراء الكسائي وأبو عمرو ويعقوب قوله : (وعبد) يريد قوله تعالى « عبد الطاغوت » كما سيأتي في البيت بعده.

بضمّ بائه وطاغوت اجرر

(فـ)ـوزا رسالاته فاجمع واكسر

يعني بضم باء عبد وخفض الطاغوت حمزة ، والباقون بفتح الباء ونصب الطاغوت قوله : (رسالته) يريد قوله تعالى : (بلغت رسالته) بالجمع ، وكسر التاء نصبا نافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة ويعقوب ، والباقون رسالته بالتوحيد والنصب.

(عمّ)(صـ)ـرا ظـ)ـلم والانعام اعكسا

(د)ن (عـ)ـد تكون ارفع (حما)(فتى)(ر)سا

يعني قوله تعالى في الأنعام « الله أعلم حيث يجعل رسالته » قرأه بعكس الترجمة المتقدمة : أي بالتوحيد والنصب ابن كثير وحفص ، والباقون بالجمع والكسر نصبا قوله : (تكون) أي « وحسبوا أن لا تكون » بالرفع أبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف والكسائي والباقون بالنصب.

عقدتم المدّ (مـ)ـنى وخفّفا

(مـ)ـن (صحبة)جزاء تنوين (كفى)

أي « بما عقدتم الإيمان » قرأه « عاقدتم » بالمد وهو إثبات الألف ابن ذكوان ، والباقون بالقصر وهو حذفها ، وخفف القاف ابن ذكوان لأنه يقرأ بالمد وحمزة

٢٢٠