شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

أي قصدت ، يقال عمدت للشيء بالفتح أعمده : أي قصدت له وتعمدت واعتمدت ، والتخفيف عام في الإبدال وبين بين ، والنقل والحذف ، والإدغام ، وغير ذلك قوله : (همزه) أي همز الوقف يعني الكلمة الموقوف عليها إذا كان فيها همزة قوله : (توسطا) يعني الهمز المتوسط سواء كان بنفسه أو بمتصل به قبله من حرف الكلمة قوله : (أو طرفا) يعنى المتطرف منه ، وهو ما ينقطع الصوت عليه والمتوسط بخلافه.

فإن يسكّن بالّذي قبل ابدل

وإن يحرّك عن سكون فانقل

أي الهمز سواء كان ساكنا في نفسه وهو اللازم أم سكن للوقف وهو العارض قوله : (بالذي قبل) أي أبدله بما قبله إن ضمة فواوا أو كسرة فياء أو فتحة فألفا ، فالساكن اللازم وقبله فتحة متوسطا نحو : (تألمون) ومتطرفا نحو « اقرأ » والذي قبله كسرة متوسطا نحو (بئر) ومتطرفا نحو (نبىء) والذي قبله ضمة متوسطا نحو (يؤمن) ولم يقع في القرآن متطرفا ، والعارض وقبله فتحة « نبأ ، والملأ » وقبله كسرة « قرئ » وقبله ضمة « اللؤلؤ » وهذا حكم الهمز الساكن في قسميه قوله : (وإن يحرك) أي وإن كان الهمز محركا بعد ساكن فانقل حركته إلى ذلك الساكن وحركة بحركة الهمز كما هو طريق النقل إلا أن يكون ذلك الساكن ألفا أو ياء أو واوا وسهل بين بين فلا ينقل إليه كما سيأتي ، ومثال ما ينقل إليه من ذلك (مسؤولا) ، وقرأنا ، والخبء ، وشيء ، وسوء ، ويضيء ».

إلاّ موسّطا أتى بعد ألف

سهّل ومثله فأبدل في الطّرف

أي إلا أن يكون الهمز متوسطا وهو بعد ألف نحو (أولئك) ، وملائكة ، وشركاؤكم ، وأولياؤه ، ودعاؤكم » فإنه يسهل بين بين قوله : (سهل) يعني سهل هذا القسم من المتوسط قوله : (إلى آخره) يريد أن الهمز إذا وقع متطرفا بعد ألف نحو « السماء » ونشاء ، ومن ماء » فإنه يبدله ألفا لأنه يقدر إسكانه للوقف ثم يدبر بما قبله ، فدبر بالفتحة وجعلت كأنها وليته ، ولم يعتدّ بالالف لأنها ليست بحاجز حصين فقلبت ألفا ، إذا قلبت ألفا اجتمع ألفان فلا بد من حذف إحداهما ، فإن قدرت المحذوفة الأولى وهو القياس قصرت الموجودة لأنها مبدلة من همزة ساكنة فيكون مثل ألف (يأمركم) وإن قدرت الثانية جاز في الأخرى المد والقصر

١٠١

لأنها تصير حرف مدّ قبل همز مغير كما تقدّم في بابه ، وقد أجاز بعضهم بقاء الألفين فيزاد في المد لأجل بقائهما فكأنه مد للساكنين.

والواو واليا إن يزادا أدغما

والبعض في الأصليّ أيضا أدغما

ثم أخذ في الكلام فيما إذا كان الساكن قبل الهمز واوا وياء زائدتين نحو (قروء ، وبرىء ، وهنيئا ، ومريئا) والحكم فيهما الإدغام : أي بعد إبدال الهمز من جنس ما قبله ثم تدغم الأول في الثاني قوله : (والبعض إلخ) أي وبعض أئمة القراءة عن حمزة عامل الياء والواو الأصليتين معاملة الزائدتين فأدغم نحو « شيء » ، ومن سوء ، ويضيء » وتقدم فيه النقل من قوله :

وإن يحرك عن سكون فانقل

وهذا زائد فيصير فيه النقل والإدغام ، وهنا تم الكلام في الهمز المتحرك بعد ساكن ، وتقدم قبل ذلك حكم الهمز الساكن بعد المتحرك ، وبقي من أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك ، فشرع في ذكره بقوله في البيت الآتي وبعد كسره كما سيأتي :

وبعد كسرة وضمّ أبدلا

أن فتحت ياء وواوا مسجلا

هذا أول أقسام الهمز المتحرك بعد المتحرك وهو بحسب حركته وحركة ما قبله تسعة أقسام ، فذكر هنا قسمين منها : وهو ما إذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها كسرة أو ضمة والحكم فيهما الإبدال بحركة ما قبله فيبدل في الكسر ياء نحو « مائة ، وفئة ، ولئلا » وفي الضم واوا نحو « مؤجلا وفؤادا ».

وغير هذا بين وبين ونقل

ياء كيطفئوا وواو كسئل

يعني غير القسمين المتقدمين ، وهو سبعة أقسام : مفتوح بعد مفتوح نحو (بدأكم) ومضموم بعد مضموم نحو (برؤوسكم) وبعد مكسور نحو (مستهزئون) وبعد مفتوح نحو (يذرؤكم) ومكسور بعد مكسور نحو (خاطئين) وبعد مضموم نحو (سئل) وبعد مفتوح نحو (يئس) فحكم تخفيف هذا كله بين بين قوله : (ونقل) أي وورد أيضا وجه زائد على ما تقدم في الهمزة المضمومة بعد كسر نحو (أن يطفئوا) وفي عكسها وهو المكسور بعد ضم ، فيبدل بعد الكسر ياء وبعد الضم واوا ، هذا مذهب الأخفش النحوي في تخفيف هذين النوعين أي يدبرهما

١٠٢

بحركة ما قبلهما ، والذي قبله مذهب سيبويه وهو يدبرهما بحركتها فتجعل بين بين ، وهنا تم الكلام في المتطرف والمتوسط بنفسه.

والهمز الاوّل إذا ما اتّصلا

رسما فعن جمهورهم قد سهّلا

ثم أخذ في الكلام في الهمز المتوسط بغيره ، وهو ما إذا كان أول كلمة ودخل قبله ما صار به متوسطا ، وهو على نوعين : الأول ما اتصل في الرسم ، وسمي متوسطا بزائد نحو « يا أيها ، وها أنتم ، وبأي ، وكأنهم ، فإنهم ، وأخاه ، والأرض ، والإيمان ، والأولى » فجمهور القراء سهلوه : أي خففوه على ما تقدّم ، وإن كان قبله ألف فبين بين ، وإن كان قبله ساكن فالنقل ، وإن كان قبله متحرك ، فعلى ما تقدّم إن كان مفتوحا وقبله مكسور فياء أو مضموم فواو ، وإلا فبين بين ؛ وذهب الباقون عن حمزة إلى تحقيقه من غير تسهيل شيء منه وهو مذهب ابن غلبون ومكي وجماعة ، والمراد بقوله الأول الواقع في أول الكلمة نحو « أتى » إلى أنها « أنتم أولاء » وقوله سهلا : أي خفف على ما تقدّم.

أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح

لا ميم جمع وبغير ذاك صح

أي وإن لم يكن متصلا رسما بل منفصلا ، فلا يخلو إما أن يكون ساكنا صحيحا نحو « قل إن ، قد أفلح » أو ما في حكمه نحو « فاسعوا إلى ، وابني آدم » ، أو يكون غير ذلك ، فإن كان صحيحا أو ما في معناه فاختلفوا أيضا في تسهيله وتحقيقه ، والأرجح تسهيله بالنقل وهو الذي زاده الشاطبي على التيسير ومذهب صاحب الروضة المالكي وأبي العز وغيرهم ، واستثنى هؤلاء من هذا الأصل ميم الجمع فلم ينقلوا إليها وإن كان ساكنا صحيحا ، ولم يستثنه الشاطبي ولا بد من استثنائه قوله : (وبغير ذلك صح) أي وبغير أن يكون منفصلا بعد ساكن صحيح أو ما في حكمه كأن يكون بعد ساكن وهو حرف مد نحو « بما أنزل ، قالوا آمنا ، وفي أنفسكم » أو يكون محركا بعد محرك في أقسامه التسعة فإن تسهيله أيضا صح رواية بحسب ما تقدم من بين بين وغيره وإن لم يذكره الشاطبي فهو الذي عليه أكثر العراقيين ، ولم يذكر الحافظ أبو العلاء غيره ؛ إلى هنا تم جميع أقسام الهمزة ساكنة ومتحركة ومتوسطة ومتطرفة وأنواع تخفيفه القياسي ، وبقي التخفيف الرسمي مما ذكره بعض القراء عن حمزة وسيأتي الكلام عليه بحقه.

١٠٣

وعنه تسهيل كخطّ المصحف

فنحو منشون مع الضّمّ احذف

أي وعن حمزة أيضا تخفيف آخر ؛ وهو التخفيف الرسمي الذي يكون موافقا لخط المصحف ، وقد ذكره الداني وشيخه أبو الفتح ومكي وابن شريح والشاطبي ومن تبعهم من المتأخرين ؛ والمعنى فيه أنه إذا خفف الهمز في الوقف ، فما كان من أنواع التخفيف موافقا لخط المصحف خففه به وإن كان ما يخالفه أقيس وذلك نحو « منشئون ، ومتكئون ، ويستنبئونك » فإن القياس ما تقدم على مذهب سيبويه وهو بين بين وعلى مذهب الأخفش وهو إبدال الهمزة ياء ، وهنا يجيء وجه ثالث وهو حذف الهمزة وضم ما قبلها ليوافق خط المصحف وهو لغة صحيحة قرأ بها أبو جعفر في الحالين كما تقدم.

وألف النّشأة مع واو كفا

هزؤا ويعبؤا البلؤا الضّعفا

أي ونحو ألف « النشأة » وهو في العنكبوت والنجم والواقعة كتبت بالألف وتقدم أن وقفه بالنقل والحذف ولكنها لما رسمت هنا صار تخفيفها بالحذف مخالفا صورة الرسم فوقف عليها بالألف على لغة من ألقى حركة الهمزة قبل الألف وأبقى الهمزة ساكنة فأبدلها كما قالوا « كماه » وكذلك يقف على (كفوا ، وهزوا) بالواو اتباعا للرسم وذلك أنه يقرؤهما بالإسكان فقياس تخفيفهما له بالنقل ، فإذا نقل خالف الرسم فيجوز له وجه آخر وهو الواو مع الإسكان ، وهو لغة صحيحة ، وكذلك يقف في وجه اتباع الرسم على (يعبؤا بكم ربي) بواو ساكنة بعد الباء المفتوحة ، وتقف على (البلؤا) وهو في سورة الصافات والدخان بواو بعد الألف ، وكذا (الضعفؤا) وهو في إبراهيم بالواو بعد الألف على اتباع الرسم ، وهي لغة ثابتة للعرب من بني تميم وقيس وهذيل وغيرهم ، وهذا غير التخفيف القياسي الذي تقدّم وهو الوقف بإبدال الهمزة لتطرفها ووجود الألف قبلها.

وياء من آنا نبإى أل وريّا

تدغم مع تؤوي وقيل رؤيا

أي وكذا يقف بالياء على نحو (ومن آناىء الليل) في طه بياء ساكنة بعد الألف ، وعلى قوله من (نباىء المرسلين) بياء ساكنة بعد الألف في الأنعام ، وهو وجه زائد على الإبدال المتقدّم في التخفيف القياسي ؛ وكذا يقف في وجه اتباع الرسم على (رئيا) وهو في مريم بياء مشددة على الإدغام وكذا « تؤوي ، وتؤويه ،

١٠٤

بواو مشددة وتدغم ، ويجيء وجه آخر وذلك زائد على التخفيف القياسي وهو الوقف بياءين وبواوين ، وهي لغة للعرب قرأ بها جماعة وجاءت منصوصة عن حمزة وقفا قوله : (وقيل) أي وذكر بعضهم في وجه اتباع الرسم (رؤيا) المضموم الراء نحو (رؤيا ، وللرؤيا تعبرون) لأنه كتب بياء واحدة وهي لغة للعرب أيضا قرأ بها أبو جعفر وغيره كما تقدم.

وبين بين إن يوافق واترك

ما شذّوا كسرها كأنبئهم حكي

أي بين الهمزة والحرف المجانس لحركتها فحذف ما بين الحرفين والعاطف وركب الظرفان فجعلا اسما واحدا مبنيا لتضمنه معنى حرف العطف على حد خمسة عشر ؛ والمعنى أنه يوقف بين بين في نحو (يبنئوم ، ويومئذ) ونحو (سئل) على مذهب سيبويه في تسهيلها مع الوقف وعلى نحو (سنقرئك) وبالياء الخالصة على مذهب الأخفش لئلا يخالف الرسم وكذلك فيما كتب بالواو من نحو (البلؤا ، والضعفؤا) وفيما كتب بالياء من نحو (آناىء ، ومن نباىء المرسلين) بين بين دون ما كتب بالألف من غير ياء من ذلك وذلك في وجه الروم كما سيأتي وهو مذهب المهدوي وغيره قوله : (إن يوافق) أي اتباع الرسم : أي ما كتب منه بالواو وقف عليه بين الهمزة والواو ، وما كتب منه بالياء فبين الهمزة والياء ، وما كتب بالألف فكذلك قوله : (واترك) أي لا تأخذ بما شذ ولا تقرأ به ، ويعني بما شذ الشاذ من التخفيف الرسمي ما لم يجتمع فيه شروط الصحة كالأخذ في (خائفين ، وأولئك) بالياء المحضة وفي (شركاؤهم ، وجاؤوا) بالواو مخففة وفي (إن أولياه) بألف من غير واو مما لا يجوز في العربية ولا صحت به الرواية ، وأشذ من هذا وأضعف الوقف بالألف على (وأخاه ، وإياي) ونحوه ، وأشد تحريما من هذا ما ذكر في (بأنهم وبآيات) بالألف اتباعا للرسم على زعمهم ، وهذا لا يجوز به التلاوة ، إذ لم يصح عن أحد ممن يوثق به عن حمزة ولا صح في العربية فاعلم ذلك ، وقوله واكسر الخ : أي حكى بعضهم الوقف على (أنبئهم ، ونبئهم) لحمزة بكسر الهاء وذلك أنه إذا أبدل الهمزة ياء على أصله في الوقف وقعت الهاء بعد ياء بعد كسرة فأشبهت يوفيهم فيكسر وهو زائد على وجه الضم حكاه الشاطبي وغيره ، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وابن غلبون وغيرهم.

١٠٥

وأشممن ورم بغير المبدل

مدّا وآخرا بروم سهّل

أي ويجوز الروم والإشمام فيما لا تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد نحو « دفء ، والمرء ، وشيء ، وسوء » مما ألقى فيه حركة الهمزة على الساكن ونحو « قروء ، وبرىء مما » أبدلت الهمزة فيه حرفا محركا اتباعا للرسم ، ونحو « يبدئ ، ولؤلؤ » على مذهب الأخفش ، فإن أبدل حرف مدّ فلا روم فيه ولا إشمام نحو « أقرأ ، ونبىء » مما سكونه لازم « ويبدأ ، وإن امرؤ ، وشاطئ » مما سكونه عارض ونحو « نشاء ، ومن السماء « مما وقع الهمز فيه متطرفا بعد ألف لأن هذه الحروف حينئذ سواكن لا أصل لها في الحركة فهو مثل « تدعو ، وتخشى ، ويرمي » قوله : (بغير المبدل) أي بغير الذي أبدل مدا قوله : (وآخرا) أي الهمز الواقع آخرا ؛ يعني المتطرف سهله بالروم بين بين.

بعد محرّك كذا بعد ألف

ومثله خلف هشام في الطّرف

معناه أنه يجوز أيضا في الهمزة المتحركة المتطرفة الواقعة بعد متحرك أو بعد ألف الروم والتسهيل بين بين ، وذلك إذا كانت مضمومة أو مكسورة كما سيأتي في بابه نحو « يبدئ ، وينشئ ، ومن شاطئ ، ومن لؤلؤ ، ونشاء ، ومن ماء » قوله : (ومثله الخ) أي مثل حمزة والتقدير مثل قراءة حمزة في الوقف على الهمز اختلف عن هشام في المتطرف منه خاصة ، وهذا الوجه طريق الحلواني للمغاربة ومن تبعهم ، ولم يفرق المشارقة بشيء من ذلك عن هشام من طريق من طرقه قوله : (في الطرف) أي في الهمز الواقع في الطرف.

باب الإدغام الصغير

فصل ذال إذ

وهو عبارة عما إذا كان الأول ساكنا كما تقدم في الإدغام الكبير ، وهو واجب وجائز ، وتقدم الكلام على الواجب ، والكلام هنا على الجائز ؛ وينحصر في فصول : ذال إذ ، ودال قد ، وتاء التأنيث ، ولام بل وهل ، وحروف قربت مخارجها ، والنون الساكنة والتنوين.

إذ في الصّفير وتجد أدغم (حـ)ـلا

(لـ)ـي وبغير الجيم (قـ)ـاض (ر)تّلا

١٠٦

أي اختلف في إدغام ذال إذ وإظهارها في ستة أحرف ، وهي أحرف الصفير الثلاثة المتقدّمة : الصاد والزاي والسين ، وأحرف تجد الثلاثة : التاء والجيم والدال ، فأدغمها في الستة أبو عمرو وهشام وهما المشار إليهما بالحاء واللام في قوله حلالي ، والأمثلة نحو « إذ صرفنا » إذ سمعتموه ، إذ زين لهم ، إذ تبرأ ، إذ جاءوكم ، إذ دخلوا » وأدغمها في غير الجيم يعني الخمسة الباقية خلاد والكسائي المشار إليهما بالقاف والراء.

والخلف في الدّال (مـ)ـصيب و(فتى)

قد وصل الإدغام في دال وتا

أي واختلف عن ابن ذكوان في الدال وأظهر في البواقي قوله : (وفتى) أي واتفق حمزة وخلف على الإدغام في الدال والتاء والإظهار في البواقي إلا أن خلادا يدغم في غير الجيم كما تقدم ، والباقون بالإظهار عند الستة وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن كثير وعاصم قوله : (مصيب) أي وافق الصواب قوله : (قد وصل) أي أوصله إلى من بعده.

فصل دال قد

بالجيم والصّفير والذّال ادّغم

قد وبضاد الشّين والظّا تنعجم

أي واختلفوا في إدغام دال قد وإظهارها في ثمانية أحرف وهي الجيم نحو (قد جعل) وأحرف الصفير الثلاثة نحو « لقد صدق الله ، قد سلف ، ولقد زينا » والذال نحو (ولقد ذرأنا) والضاد نحو (قد ضلوا) والشين نحو (قد شغفها) والظاء « لقد ظلمك ، فقد ظلم » ، قوله : (تنعجم) المعجم والمنعجم من الحروف : هو المنقوط ، من أعجمت الكتاب : أي أزلت عجمته فانعجم فزالت عجمته وذهب التباسه ؛ فالحروف المنقوطة معجمة وغيرها مهملة ، وضمير تنعجم عائد على الضاد والشين والظاء زيادة في البيان ، ويحتمل أن يعود على الظاء فقط لأنها الملتبسة بالطاء المهملة وأن السين والصاد المهملتين تقدّمتا في الصفير.

(حـ)ـكم (شفا)(لـ)ـفظا وخلف ظلمك

له وورش الظّاء والضّاد ملك

أي أدغم في الثمانية الأحرف أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام إلا أنه اختلف عنه في (لقد ظلمك) في ص قوله : (له) أي لهشام ، فالذي قطع له به في التيسير والشاطبية وجمهور المغاربة هو الإظهار قوله : (وورش الظاء الخ) أي

١٠٧

وأدغم ورش من طريقيه دال قد في الظاء والضاد ، وقوله ملك : أي صار إدغامها في تصرفه ، يعني اختص به.

والضّاد والظّا الذّال فيها وافقا

(مـ)ـاض وخلفه بزاء وثقا

أي وافق ابن ذكوان المدغمين في الضاد والظاء والذال ، فأدغم في الثلاثة ، واختلف عنه في الزاي وأظهرها عند الأربعة الباقية والباقون بالإظهار في الثمانية قوله : (وافقا) أي وافقا المدغمين فأدغم مثلهم ، وقوله ماض : أي نافذ ، يشير إلى قوته ، وقوله وخلفه : أي وخلف ابن ذكوان وثقا : أي اعتمد عليه.

فصل تاء التأنيث

وتاء تأنيث بجيم الظّا وثا

مع الصّفير ادغم (رضى) (حـ)ـزو (جـ)ـثا

أي واختلف في إدغام تاء التأنيث وإظهارها عند ستة أحرف ، وهي : الجيم نحو (نضجت جلودهم) والظاء نحو (حملت ظهورهما) والثاء نحو (كذبت ثمود) والصاد نحو (هدمت صوامع) والسين نحو (أنزلت سورة) والزاي نحو (خبت زدناهم) فأدغمها فيها حمزة والكسائي وأبو عمرو المشار إليهم بقوله : رضي حز ، وأدغم ورش من طريق الأزرق في الظاء فقط المشار إليه بقوله وجثا في أول البيت الآتي بالظاء نحو (كانت ظالمة) (١).

بالظّا وبزّار بغير الثّا و(كـ)ـم

بالصّاد والظّا وسجز خلف (لـ)ـزم

أي أدغم البزار وهو خلف تاء التأنيث في غير الثاء أما الثاء فإنه يظهرها عندها فقط ، وأدغم ابن عامر من روايتيه في الصاد والظاء إلا أنه اختلف : أي اختلف عن هشام في إدغامها عند حروف سجز ، وهو : السين والجيم والزاي ، فأدغمها عنه الداجونيّ ، وأظهرها الحلواني.

كهدّمت والثّالنا والخلف (مـ)ـل

مع أنبتت لا وجبت وإن نقل

أي كما اختلف في (هدمت صوامع) يعني عن هشام قوله : (والثا لنا) أي وأدغم التاء في الثاء هشام من غير خلف قوله : (والخلف مل) أي واختلف عن

__________________

(١) تنبه للرموز بين القوسين في المتن فأحيانا يكتفي المؤلف به كدلالة على القراءة دون ذكرها أو صاحبها في الشرح.

١٠٨

ابن ذكوان في إدغامها في التاء ، فروى عنه الأخفش الإظهار وروى الصوري الإدغام قوله : (مع أنبتت) أي مع الخلاف ، يعني عن ابن ذكوان في (أنبتت سبع سنابل) فإن الصوري استثناها من السين فأدغمها قوله : (لا وجبت) أي غير وجبت ، يريد (فإذا وجبت جنوبها) يعني لا خلاف فيها : أي في إظهارها عن ابن ذكوان ، أي من هذه الطرق مع أن الشاطبي ذكر فيها الخلاف ، فلذلك نبهت عليها ليعلم قوله : (وإن نقل) أي وإن نقل الخلاف عن ابن ذكوان فيه : أي في (وجبت جنوبها) فإنه لا يصح من هذه الطرق ، يشير إلى ذكر الشاطبي رحمة الله عليه الخلاف فيه عنه وليس بصحيح.

فصل لام هل وبل

قدم بل على هل ، لأن حروف إدغامها أكثر فإنها تختص بخمسة أحرف ولم تقع بعد هل ، وهي : السين والزاي والصاد والطاء والظاء ، ولا تختص هل إلا بالثاء ، وقد اشتركا في التاء والنون.

وبل وهل في تا وثا السّين ادّغم

وزاي طا ظا النّون والضّاد (ر)سم

أي واختلفوا في إدغام اللام من بل وهل في ثمانية أحرف على ما تقدم ، وهي : التاء نحو « بل تأتيهم ، وهل تعلم » والثاء نحو (هل ثوّب) والسين نحو (بل سولت) والزاي نحو (بل زعمتم) والطاء نحو (بل طبع الله) والظاء نحو (بل ظننتم) والنون نحو (بل نقذف ، وهل نحن) والضاد نحو (بل ضلوا) فأدغم اللام في الثمانية الكسائي وهو المشار إليه بقوله رسم ؛ ومعناه أنه أمر أو كتب ، يعني أنه قرأ بذلك وأقرأ به.

والسّين مع تاء وثا (فـ)ـد واختلف

بالطّاء عنه هل ترى الإدغام (جـ)ـف

أي وأدغم اللام في السين والتاء والثاء حمزة وهو المشار إليه بالفاء من فد ، وقد يحتمل أن يكون أمرا من فاد يفيد : إذا ثبت ، ومنه فاد المال لفلان : إذا ثبت له ، وفاد يفيد : إذا تبختر واهتز ، وأن يكون أمرا من وفد يفد : إذا ورد وقدم ؛ والمعنى فيهما ظاهر قوله : (واختلف) أي واختلف الرواة عن حمزة من روايتيه بحرف الطاء ، يريد قوله تعالى (بل طبع الله) في النساء ، وإدغامه عن خلف عنه زائد على الشاطبية قوله : (هل ترى) يريد قوله تعالى (هل ترى) في الملك وفي

١٠٩

الحاقة : أي أدغمه أبو عمرو مع المدغمين قوله : (حف) أي طاف به ودار حوله ، يريد أنه خصه دون غيره.

وعن هشام غير نضّ يدغم

عن جلّهم لا حرف رعد في الأتم

أي واختلف عن هشام في إدغامها في غير النون والضاد ؛ فالجمهور على الإدغام ، واستثنى أكثر المدغمين الحرف الذي في الرعد وهو (أم هل تستوي) وهذا الذي في الشاطبية وغيرها ، ولم يستثنه بعضهم كأبي العز وغيره من العراقيين قوله : (عن جلهم) أي أكثرهم وجمهورهم قوله : (في الأتم) أي في الأشهر ؛ يعني أن الأكثرين من المدغمين على استثنائه.

باب حروف قربت مخارجها

وتنحصر في سبعة عشر حرفا ذكرها مفصلة اختلفوا في إدغامها وإظهارها.

إدغام باء الجزم في الفا (لـ)ـي (قـ)ـلا

خلفهما (ر)م (حـ)ـز يعذّب من (حـ)ـلا

منها الباء المجزومة في الفاء وقعت في خمسة مواضع : « أو يغلب فسوف ، وإن تعجب فعجب ، اذهب فمن ، فاذهب فإن ، ومن لم يتب فأولئك » على مذهب الكوفيين ؛ وأما على مذهب البصريين فإطلاق الجزم على الأمر تسامح ، فأدغم الباء في الفاء من ذلك هشام وخلاد بخلاف عنهما ، والكسائي وأبو عمرو بلا خلاف ، وقوله : خلفهما : أي خلف هشام وخلاد والإظهار عن خلاد والإدغام عن هشام من زيادته على الشاطبية قوله : (يعذب الخ) يريد قوله تعالى « ويعذب من » الذي في البقرة ، أدغمه أبو عمرو والكسائي وخلف ، واختلف عن حمزة وابن كثير وقالون كما سيأتي ، وهذا في قراءة من جزم ، والباقون منهم بالإظهار وهو ورش وحده ومن أظهر عن حمزة وابن كثير وقالون ، وقرأ الباقون بالرفع وهم ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب ، « ويظهرون » فإنه ليس عندهم من هذا الباب.

(روى) وخلف (فـ)ـي (د)وا (بـ)ـن ولرا

في اللاّم (طـ)ـب خلف (يـ)ـد يفعل (سـ)ـرا

الدوى مقصورا : هو الضغن ، يقال دوى صدره : أي ضغن ، وهو المرض أيضا ، يقال نزلت فلانا دوى : أي ما به حياة قوله : (بن) أي فارق واترك كأنه أمر

١١٠

بترك ما لا يناسب قوله : (ولرا في اللام) أي الراء الساكنة تدغم في اللام نحو « نغفر لكم ، واصبر لحكم » أدغمها الدوري عن أبي عمرو بالخلاف والسوسي بلا خلاف ، وقوله يد ، يشير إلى قوة الإدغام خلافا لمن ضعفه قوله : (يفعل) يعني قوله تعالى « ومن يفعل ذلك » حيث وقع ساكن اللام أدغمه أبو الحارث قوله : (سرا) من السير ، يقال سرا يسري سرا ومسرى وسرية ويضم وسراية بالكسر ، ففيه إشارة إلى حسنه ردا على من تركه.

نخسف بهم (ر) با وفي اركب (ر) ض (حما)

والخلف (د) ن (بـ)ـي (نـ)ـل (قـوى وعذت (لـ)ـما

أي أدغم الفاء في الباء من « نخسف بهم » وهو في سبأ الكسائي قوله : (ربا) جمع ربوة : وهو ما ارتفع من الأرض وأحسن في ذكره بعد الخسف بمن كفر قوله : (وفي اركب الخ) أي أدغم الباء في الميم من « اركب معنا » في هود الكسائي وأبو عمرو ويعقوب ، واختلف عن ابن كثير وعاصم من روايتهما وقالون وخلاد قوله : (رض) إما من الرياضة : وهو استعمال النفس والبدن فيما يمهن ، ومنه رضت الدابة ، أو من الروض ، يقال راض الوادي : أي كثر ماؤه ، وقوله : دن : أي جاز ، من دنته إذا جازيته بطاعته قوله : (نل) من النيل : وهو ما يناله الإنسان بيده قوله : (قوي) جمع قوة ، ويكون في البدن كقوله تعالى : (من أشد منا قوة) وفي القلب كقوله تعالى : (خذ الكتاب بقوة) قوله : (عذت) يعني « عذب بربي » وهو في غافر والدخان ، أدغم الذال منه في التاء هشام بخلاف عنه وحمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو وأبو جعفر بلا خلاف قوله : (لما) اللمى : سمرة تكون في الشفة تستحسن ، فإذا لفظ به مدغما زاد حسنا.

خلف (شفا) (حـ)ـز (ثـ)ـق وصاد ذكر مع

يرد (شفا)(كـ)ـم (حـ)ـط نبذت (حـ)ـز (لـ)ـمع

يعني أدغم الدال الساكنة من صاد ، يعني قوله تعالى في أول مريم « كهيعص ذكر رحمت ربك » وكذلك الدال من يرد يعني قوله تعالى : « من يرد ثواب الدنيا ، ويرد ثواب الآخرة » كلاهما في آل عمران أدغم الدال منهما حمزة والكسائي وخلف وابن عامر وأبو عمرو ، وقوله نبذت الخ ، يريد قوله تعالى : « فنبذتها » في

١١١

طه ، وأدغم الذال منها في التاء أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وكذا هشام بخلاف عنه قوله : (لمع) جمع لمعة : وهي قطعة من النبت إذا ابيضت ويبست.

خلف (شفا)أورثتمو (رضى)(لـ)ـجا

(حـ)ـز مثل خلف ولبثت كيف جا

أي وأدغم التاء في الثاء من « أورثتموها » في الأعراف والزخرف حمزة والكسائي وهشام وأبو عمرو ، وكذا ابن ذكوان بخلاف عنه قوله : (لجا) أي لجأ إليه فهو معتصم به قوله : (ولبثت الخ) أي أدغم الثاء في التاء من لبثت كيف جاء ، يعني سواء في التكلم أم الخطاب أم الجمع أم غيره نحو : « كم لبثت قال لبثت ، لبثتم في الأرض » أبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وحمزة والكسائي.

(حـ)ـط (كـ)ـم (ثـ)ـنا (رضى)ويس (روى)

(ظـ)ـعن (لـ)ـوى والخلف (مـ)ـز (نـ)ـل (إ)ذ (هـ)ـوى

أي أدغم نون « يس » في واو « والقرآن الحكيم » الكسائي وخلف ويعقوب وهشام ، واختلف عن ابن ذكوان وعاصم ونافع من روايتيهما والبزي والباقون بالإظهار قوله : (ظعن لوى) الظعن : السفر والسير ، واللوى مقصور : منقطع الرمل.

كنون لا قالون يلهث أظهر

(حرم)(لـ)ـهم (نـ)ـال خلافهم ورى

أي مثل خلافهم في يس خلافهم في « ن والقلم » إلا أن قالون خارج عنهم فهو بالإظهار لأنه استثنى من المدغمين فهو مظهر بلا خلاف ، فيكون بالإدغام الكسائي وخلف ويعقوب وهشام ، وبالاختلاف ابن ذكوان وعاصم وورش والبزي ، والباقون بالإظهار قوله : (ورى) أي الزند بالكسر وورى بالفتح يرى فيهما : إذا خرج ناره ، ويجوز أن يكون ورى بالتشديد في الياء فخفف للقافية ، يقال لحم ورى : أي سمين ، يشير إلى قوة الخلاف أو ظهوره ردا على من لم يذكر عنهم إدغامه ، يعني أظهر الثاء من قوله تعالى « يلهث » عند الذال من ذلك في الأعراف نافع وأبو جعفر وابن كثير وهشام وعاصم باختلاف عنهم والباقون بالإدغام بلا خلاف.

وفي أخذت واتّخذت (عـ)ـن (دـ)ـرى

والخلف (غـ)ـث طس ميم (فـ)ـد (ثـ)ـرى

١١٢

أي وأظهر الذال عند التاء من لفظ الأخذ كيف أتى نحو « ثم أخذتهم ، قل أفاتخذتم ، لاتّخذت » حفص وابن كثير ، واختلف عن رويس والباقون بالادغام قوله : (طس ميم الخ) يريد النون من طس عند الميم ، يعني قوله تعالى : « طس » في أول الشعراء والقصص ، أظهرها حمزة وأبو جعفر أي في حال سكتته كما تقدم ، ولو لم يذكره مع حمزة لتوهم له الإدغام ولهذا لم يذكر له غير ذلك من حروف الهجاء مثل « الم ، وطس تلك » ، قوله : (درى) أي عرف ، يعني عن قارئ عرف وعلم قوله : (غث) أي أصب بالغيب ، من غاث الغيث الأرض : إذا أصابها ، وغاث الله البلاد قوله : (ثرى) أي الندا.

باب أحكام النون الساكنة والتنوين

يعني بها الإظهار والإدغام والإخفاء والقلب ، وهذا الباب من حقه أن يذكر في التجويد وإنما ذكر هنا لوجود الخلاف في بعض أحكامه ، وأخر هنا لزيادة ما وقع فيه من الأحكام على أخواته.

أظهرهما عند حروف الحلق عن

كلّ وفي غين وخا أخفى (ثـ)ـمن

هذا الحكم الأول وهو الإظهار ، يعني أن النون الساكنة والتنوين المذكورين في الباب يظهران عند حروف الحلق : أي المتقدمة في المخارج وهي ستة : الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ؛ مثال الهمزة « من آمن ، عذاب أليم » ومثال الهاء « من هاد ، جرف هار » ومثال العين « من عمل ، عذاب عظيم » ، ومثال الحاء « من حكيم حميد » ، ومثال الغين « فسينغضون ، من غل ، إله غيره » والخاء « من خير ، عليم خبير » قوله : (عن كل) أي عن كل واحد من القراء ولكن أخفاهما عند الغين والخاء أبو جعفر قوله : (ثمن) ثمن الشيء : قيمته وما يساويه : أي كذلك قيمته أخفيت ، يشير إلى عزة ذلك وقلته.

لا منخنق ينغض يكن بعض أبى

واقلبهما مع غنّة ميما ببا

أي بعض الآخذين بالإخفاء في الغين والخاء أبى الإخفاء أن يجريه في هذه الكلمات الثلاث لكونهما من كلمة واحدة ولجزم الأخرى قوله : (واقلبهما) وهذا الحكم الثاني من أحكامهما الأربعة وهو القلب : أي قلب النون الساكنة والتنوين ميما مع إظهار الغنة نحو « أنبئهم ، من بعد ، صم بكم » ونبه على الغنة معه ردا على من زعم عدمها متمسكا بظاهر كلام الشاطبي.

١١٣

وادغم بلا غنّة في لام ورا

وهي لغير (صحبة)أيضا ترى

وهذا هو الحكم الثالث وهو الإدغام : أي تدغم النون الساكنة والتنوين في اللام والراء نحو « فإن لّم ، هدى للّمتقين ، من رّبهم ، غفور رّحيم » (١) قوله : (بلا غنة) وإنما لم ينون بلا غنة لضرورة الشعر ، عامله معاملة ما لا ينصرف على القاعدة قوله : (وهي لغير صحبة) أي والغنة عند اللام والراء تجوز لغير صحبة ، يعني أنها وردت عن نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب وحفص.

والكلّ في ينمو بها و(ضـ)ـق حذف

في الواو واليا و(تـ)ـرى في اليا اختلف

أي والقراء كلهم بإدغام النون الساكنة والتنوين في الياء والنون والميم والواو يجمعها قولك « ينمو » نحو « من يقول ، قدير يا أيها ، عن نفس ، حطة نغفر لكم ، من مال ، مثلا ما ، من وال ، ورعد وبرق يجعلون » إدغاما بغنة قوله : (وضق) أي وخلف عن حمزة حذف الغنة من الواو والياء فيدغم النون الساكنة والتنوين فيهما بلا غنة قوله : (وترى) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في حذف الغنة وتبقيتها في الياء ؛ فروى أبو عثمان الضرير إدغامها فيه بلا غنة كخلف عن حمزة ؛ وروى محمد بن جعفر عنه إدغامها بغنة كالباقين قوله : (وضق) من الضيق : وهو ضد السعة ، لأن الإدغام الكامل فيه ضيق قوله : (وترى) أي تبصر أنت قوله : (اختلف) أي اختلف الرواة عنه في الياء.

وأظهروا لديهما بكلمة

وفي البواقي أخفين بغنّة

استثنى من الغنة في الياء والواو ، يعني أنها إذا اجتمعت النون مع الواو والياء في كلمة نحو « دنيا ، وبنيان ، وقنوان ، وصنوان » فلا يدخل التنوين في ذلك لأنه مختص بالأواخر فلا تكون مع واحدة منهما لاشتباهه بمضاعف الأصل نحو « جيان ، ورمان » قوله : (لديهما) أي الواو والياء قوله : (وفي البواقي) هذا هو الحكم الرابع وهو الإخفاء ، يعني أن النون الساكنة والتنوين يخفيان بغنة عند باقي الحروف وهي خمسة عشر : وهي التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي

__________________

(١) رسمت الشدة في الأمثلة التالية توضيحا لوجود الإدغام وبهذا الرسم تدون المصاحف أيضا.

١١٤

والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والفاء والقاف والكاف ، نحو « إن كنتم ، والأنثى ، قولا ثقيلا ، من زوال ، صعيدا زلقا ، وكلا ضربنا ، من طين ، فانفلقا ، والمنكر ».

باب الفتح والإمالة وبين اللفظين

الفتح عبارة عن فتح القارئ لفيه بالألف وما قبلها فتحا مستقيما ، والمراد به الفتح المتوسط ، وهو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة لا الفتح الشديد الذي هو التقحم كما يتلفظ به العجم فإن ذلك لا تجوز القراءة به ، والإمالة : وهو أن ينحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا ، وهي المحض والإضجاع والبطح ، وقليلا : وهو بين بين ، والتقليل والتلطيف ، وبين اللفظين : أي بين الفتح المذكور والإمالة المحضة ، وهو بفتح النون نصبا على الظرف والعامل فيه اسم فاعل محذوف معطوف على ما قبله : أي والآتي بين اللفظين أو الواقع ، ويجوز بالجر عطفا على ما قبله.

أمل ذوات الياء في الكلّ (شفا)

وثنّ الاسما إن ترد أن تعرفا

أي أمل ألفات ذوات الياء ، والمراد بذوات الياء ما أصل ألفه ياء وانقلبت الألف عنه ، هذا هو الأصل في ذلك ، وما ألحق به فمحمول عليه كتابة وإمالة وتسمية قوله : (في الكل) أي كل ذوات الياء وما حمل عليها من الأسماء والأفعال والحروف قوله : (وثن الخ) أي إن أردت معرفة أصل الألف في الأسماء فثن الاسم ، فإن ظهرت فيه الياء علم أنها أصل الألف التي في المفرد فيمال ، وإن ظهرت فيه الواو علم أنها أصل الألف التي في المفرد فلم تمل نحو « الفتى ، والصفا » فتقول في الأول فتيان وفي الثاني صفوان.

وردّ فعلها إليك كالفتى

هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى

أي رد فعل الألفات التي يراد إمالتها إليك : أي إلى نفسك قوله : (كالفتى) أي في الأسماء الممالة والأفعال على اللف والنشر المرتب مثل الفتى فتقول في تثنيته فتيان ، والهدى فتقول في تثنيته هديان ؛ وكذا من الأفعال فتقول إذا أردت رد الفعل إلى نفسك اشتريت واستعليت وأتيت.

١١٥

وكيف فعلى وفعالى ضمّه

وفتحه وما بياء رسمه

أي وكيف يأتي وزن فعلى سواء كان مضموم الفاء نحو « دنيا » أو مكسورا نحو « سيماهم » أو مفتوحا نحو « مرضي » فإن ألفه تمال لهم أيضا ، وهذا من الملحق بذوات الياء ، لأن ألفات التأنيث زائدة غير منقلبة عن شيء لكنها لما انقلبت ياء في التثنية والجمع أشبهت ذوات الياء وألحق بألف التأنيث « موسى ، وعيسى ، ويحيى » لأنها أعجمية لم يكن لها اشتقاق ولا ألفها للتأنيث ، لكنها ملحقة بألف التأنيث من أجل المناسبة اللفظية قوله : (ضمه) أي ضم فعالى نحو فرادى وكسالى قوله : (وفتحه) أي فتح فعالى نحو « يتامى ، ونصارى » قوله : (وما بياء) أي وأمالوا الذي رسم بالياء.

كحسرتي أنّى ضحى متى بلى

غير لدى زكى على حتّى إلى

أي مثل ألف حسرتي ، يريد قوله تعالى « يا حسرتي » وأنى التي للاستفهام نحو « أنى شئتم ، أنى يكون لي ، وضحا ، وضحاها » ومتى حيث جاء لشبهه بألف التثنية مع انقلابه ياء مسمى به و « بلى » حيث وقعت مع كونها حرفا ، فقيل لشبهه بالأسماء حيث كفى في الجواب نفسه ، وقيل لتضمنه معنى الفعل ، وقيل لأن ألفها للتأنيث بالنسبة إلى بل ، واستثنى مما كتب بالياء في الطول « لدى الحناجر » في بعض المصاحف ، وأما الذي في يوسف فبالألف إجماعا وزكى وهي في النور « ما زكى منكم » وحتى كذلك نحو « حتى إذا » وإلى نحو « إلى أوليائهم » ودخل بمقتضى استثناء هذه الكلمات الخمس « يا ويلتي ويا أسفي » وغير ذلك فأميلت.

وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا

كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى

أي حمزة والكسائي وخلف أمالوا من الواوي « الربا » للكسرة قبل « والقوى ، والعلى » لتناسب رءوس الآي « وكلا » وهو في الإسراء أو « كلاهما » فقيل لكسر الكاف أو لأن ألفه منقلبة عن ياء ، قال سيبويه لو سميت بكلا قلبت الألف ياء ، لأنه قد سمع فيها الإمالة وكذا أمالوا الألف إذا وقعت رباعية من فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله الواو نحو « ابتلى ، وأنجى ، وزكى ، وتدعى ، وتبلى » لأنك تقول ابتليت وأنجيت وزكيت وتدعيان وتبليان.

مع روس آي النّجم طه اقرأ مع ال

قيامة اللّيل الضّحى الشّمس سأل

١١٦

أي أمالوا ذلك مع إمالتهم ألفات رءوس الآي في هذه السور الإحدى عشرة ، وهي : طه والنجم والمعارج والقيامة والنازعات وعبس وسبح والشمس والليل والضحى واقرأ ، ورتبها على ما تأتي في النظم قوله : (اقرأ) أي « اقرأ باسم ربك » قوله : (مع أل) أي القيامة ، فقطع كتابته للقافية قوله : (الليل) أي « والليل إذا يغشى » قوله : (الضحى) أي « والضحى والليل » قوله : (الشمس) أي « والشمس وضحاها » قوله : (سأل) أي (سأل سائل » وهي في المعارج.

عبس والنّزع وسبّح وعلي

أحيا بلا واو وعنه ميّل

وليس المعنى أنهم أمالوا جميع أواخر السور المذكورة إذ فيها ما لا يجوز إمالته ولا يمكن نحو « أمرى ، وذكري ، وخلق ، وعلق ، وأخيه ، وتؤويه » والألف المبدلة من التنوين نحو « كبيرا ، ونصيرا ، وعلما ، وأمتا ، وذكرا ، ووزرا » إذ الإمالة لا مدخل لها في ذلك ، وكذا ما فيه هاء التأنيث نحو : « مسفرة ، ومستبشرة » لأنها غير مقصودة هنا بالذكر بل لها باب يخصها سيأتي ، وإنما المقصود ما وقع في أواخر آي السور من ذوات الياء وما حمل عليه من ذوات الواو ، ودل على إرادة هذا المعنى مجيئه في هذا الفصل قوله : (وعلى الخ) يعني الكسائي وتقدم أن اسمه على وليس فيهم عليّ سواه ، وهذا استثناء لحروف دخلت في الأصل المتقدم للثلاثة ، فانفرد الكسائي منهم بإمالة أحيا الذي ليس مسبوقا بواو نحو « فأحيا به الأرض ، إن الذي أحياها » وعلم من ذلك أن ما كان مسبوقا بالواو فإنهم على أصولهم في إمالته وهو في النجم « أمات وأحيا ».

محياهم تلا خطايا ودحا

تقاته مرضات كيف جا طحا

أي المضاف إلى الغائبين ، يريد قوله تعالى في الجاثية « محياهم ومماتهم » قوله : (تلا) يريد قوله تعالى في الشمس « والقمر إذا تلاها » قوله : (خطايا) أي خطايا حيث وقع نحو « خطاياكم ، وخطاياهم ، وخطايانا » قوله : (ودحا) وهو في النازعات « والأرض بعد ذلك دحاها » قوله : (تقاته) يعني قوله تعالى « حق تقاته » في آل عمران قوله : (مرضات) أي « مرضات الله ، ومرضاتي » حيث وقع وكيف جاء قوله : (طحا) يريد قوله تعالى في الشمس أيضا « والأرض وما طحاها ».

سجى وأنسانيه من عصاني

أتان لا هود وقد هداني

١١٧

وهو في الضحى « إذا سجى » وفي الكهف « وما أنسانيه إلا الشيطان » وفي إبراهيم « ومن عصاني فإنك غفور رحيم » وقوله آتاني يريد قوله تعالى « آتاني الكتاب » في مريم « وآتاني الله » في النمل ، وأما قوله « وآتاني » في هود فإنه ممال لحمزة والكسائي وخلف على أصلهم فلذلك استثناه ، وقوله « وقد هدان » ، يريد قوله تعالى في الأنعام « وقد هدان ، ولا أخاف ».

أوصان رؤياي له الرّؤيا (روى)

رؤياك مع هداي مثواي (تـ)ـوى

وهو في مريم « وأوصاني بالصلاة » وقوله « رؤياي » يعني بهذا اللفظ : أي المضاف إلى ياء المتكلم وهو في يوسف حرفان ، وسيأتي الخلاف فيه وفي « رؤياك » عن إدريس أيضا قوله : (له) أي الكسائي : أي انفرد على الكسائي المذكور بإمالة هذا كله وهو من قوله : وعلى إلى هنا قوله : (روى) أي اتفق الكسائي وخلف دون حمزة بإمالة « الرؤيا » المعرف باللام وهو أربعة مواضع : في يوسف وسبحان والصافات والفتح وأما « رؤياك » المضاف إلى كاف الخطاب وهو أيضا في يوسف ، فاختص الدوري عن الكسائي بإمالته مع « هداي ، ومثواي » وهو في يوسف أيضا قوله : (توى) بالقصر : من الضيعة والهلاك ، يشير إلى الإمالة من حيث إنهاك سرة إلى ضياع الفتح.

محياي مع آذاننا آذانهم

جوار مع بارئكم طغيانهم

أي وكذا أمال الدوري عن الكسائي « محياي » وهو في آخر الأنعام « وآذاننا ، وآذانهم » حيث وقع وجوار وهو في الشورى « الجوار في البحر » وفي الرحمن « الجوار المنشآت » وفي كورت « الجوار الكنس » ، وبارئكم » الموضعين من البقرة « وطغيانهم » حيث وقع.

مشكاة جبّارين مع أنصاري

وباب سارعوا وخلف الباري

أي وأمال الدوري عن الكسائي « مشكاة » وهو في النور « وجبارين » وهو في المائدة والشعراء « وأنصارى » وهو في آل عمران والصف ولفظ « سارعوا » وما جاء منه مثل « يسارعون ، ونسارع » حيث وقع قوله : (وخلف) أي واختلف عن الدوري عن الكسائي في إمالة « البارىء » وهو في الحشر وفي جميع ما يأتي في البيتين بعد.

١١٨

تمار مع أوار مع يوار مع

عين يتامى عنه الاتّباع وقع

يعني « فلا تمار فيهم » في الكهف و « فأوارى سوأة أخي » في المائدة و « يوارى » في موضعي المائدة والأعراف قوله : (عين يتامى) أي عين الفعل وهو ما قبل الألف : أي التاء من « يتامى » والسين من « كسالى ، وأسارى » والصاد من « النصارى » على وجه الاتباع إمالة لإمالته ، فإنه يميل ألف التأنيث منها كما تقدم فيمال ما قبلها من أجلها فيميل الألف التي قبل كذلك فيمال ما قبلها لذلك.

ومن كسالى ومن النّصارى

كذا أسارى وكذا سكارى

أي ويميل العين من « كسالى » وهي السين وكذا يميل العين من « النصارى » وهي الصاد وكذا السين من « أسارى » وهو العين أيضا وكذا الكاف من « سكارى » وهو عين الكلمة وهذا آخر ما اختلف فيه عن الدوري عن الكسائي.

وافق في أعمى كلا الإسرا (صـ)ـدا

وأوّلا (حما)وفي سوى سدى

أخذ في ذكر من وافق حمزة والكسائي وخلفا فيما تقدّم إمالته ، فمن ذلك أعمى وهي الحرفان في الإسراء : أي « ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى (١) » فوافقهم في إمالتها شعبة قوله : (كلا الإسرا) أي موضعي الإسراء قوله : (صدا) الصدا : طير صغير يقال له الجندب الذي يرى ليلا ، وقيل هو ذكر البوم ، والصدا : العطش ، والصدا الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها ، وهو الأليق هنا لموافقته قوله وأولا حما : أي وافقهم على إمالة « أعمى » الحرف الأول من الإسراء ، يعني قوله تعالى : « في هذه أعمى » أبو عمر ويعقوب ووافقهم في إمالة « سوى » في طه « وسدى » في القيامة ، يعني في الوقف شعبة بخلاف عنه ، والإمالة فيهما طريق التيسير والمغاربة ، والفتح طريق العراقيين والجمهور كما سيأتي في البيت الآتي :

رمى بلى (صـ)ـن خلفه و(مـ)ـتّصف

مزجا يلقّيه أتى أمر اختلف

وهو في الأنفال « ولكن الله رمى ، وبلى » حيث وقع وافقهم في إمالتها شعبة بخلاف عنه ، فإمالة « رمى » له طريق التيسير والمغاربة ، والفتح طريق العراقيين ،

__________________

(١) سورة الإسراء الآية «٧٢».

١١٩

وإمالة « بلى » طريق العراقيين عن يحيى ابن آدم والفتح طريق غيرهم وطريق العليمي قوله : (صن) من الصيانة : وهو الحفظ والحراسة : أي احفظه فإنه عزيز في الكتب قوله : (ومتصف) أي منعوت قوله : (مزجا) يعني قوله تعالى في يوسف « وجئنا ببضاعة مزجاة » قوله : (يلقيه) يعني قوله تعالى في الإسراء « كتابا يلقاه منشورا » ولفظ به بالضم والتشديد كما قرأه ابن ذكوان وسيأتي في موضعه قوله : (أتى أمر) يعني في أول النحل « أتى أمر الله » قوله : (اختلف) أي اختلف عن ابن ذكوان في إمالة « مزجاة ، ويلقاه ، وأتى أمر الله » فروى إمالة « مزجاة » عنه في التجريد من جميع طرقه والكامل عن الصوري ، وإمالة « أتى أمر الله » طريق الداجوني عنه عن الصوري عن الأخفش عنه ، وإمالة « يلقاه » طريق الداجوني والرملي عن الصوري وحمزة والكسائي وخلف على أصلهم في الإمالة.

إناه (لـ)ـي خلف نأى الإسراء (صـ)ـف

مع خلف نونه وفيهما (ضـ)ـف

أي وافقهم على إمالة « إناه » وهو في الأحزاب « غير ناظرين إناه » هشام بخلاف عنه قوله : (نأى) وهو في الإسراء وفصلت ، وافقهم على إمالة حرف الإسراء فقط شعبة ، واختلف عنه في إمالة نونه اتباعا للهمزة ، فأمالها العليمي والحمامي وابن شاذان عن يحيى ، وروى الجمهور فتح النون وإمالة الهمزة قوله : (صف) من الوصف (وفيهما) أي في حرفي الإسراء وفصلت أمال النون خلف عن حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت الآتي قوله : (ضف) أي أنزل علينا ضيفا ، من ضفت الرجل : إذا نزلت عليه ضيفا :

(روى)وفيما بعد راء (حـ)ـط (مـ)ـلا

خلف ومجرى (عـ)ـد وأدرى أوّلا

أي ووافق في إمالة ما بعد راء يعني الألفات الواقعة بعد الراء نحو « اشترى ، وذكرى ، والنصارى ، وأدراك » وغيره بأي وجه كان أبو عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه ؛ فالصوري بالإمالة ، والأخفش بالفتح إلا أنه اختلف عن الأخفش في « أدراك » كيف وقع كما سيأتي قوله : (حط) أي احفظ واحرس واكلا قوله : (ملا) أي جماعة أشرافا قوله : (خلف) أي عن ابن ذكوان قوله : (ومجرى) يعني قوله تعالى في هود « مجريها » وافقها أي المميلين يعني حمزة والكسائي وخلف المذكورين أولا وأبا عمرو وابن ذكوان بخلاف المذكورين آخرا على إمالة حفص قوله : (عد)

١٢٠