شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

والكسائي وخلف وشعبة فيصير فيه ثلاث قراءات قوله : (جزاء) يعني قوله تعالى « فجزاء مثل ما قتل » بالتنوين ، ورفع مثل كما سيأتي الكوفيون ويعقوب ، والباقون بغير تنوين وخفض مثل. (١).

(ظـ)ـهرا ومثل رفع خفضهم وسم

والعكس في كفارة طعام (عم)

أي وقرأ بعكس هذه الترجمة في « كفارة طعام مساكين » يعني كفارة بغير تنوين وطعام بالخفض نافع وأبو جعفر وابن عامر ، والباقون بالتنوين والرفع.

ضمّ استحقّ افتح وكسره (عـ)ـلا

والأوليان الأوّلين (ظـ)ـلّلا

يعني « استحق عليهم الأوليان » بفتح التاء والحاء حفص ، والباقون بضم التاء وكسر الحاء قوله : (وكسره) عطف على ضم استحقّ : أي افتح ضمه وافتح كسره قوله : (والأوليان) أي وقرأ الأوّلين على الجمع موضع الأوليان يعقوب وشعبة وحمزة وخلف كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون الأوليان على التثنية.

(صـ)ـفو (فتى)وسحر ساحر (شفا)

كالصّف هود وبيونس (د)فا

يعني قوله تعالى « فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين » هنا وفي أول هود « ليقولنّ الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين » وفي الصف « قالوا هذا سحر مبين » قرأ حمزة والكسائي وخلف « ساحر » موضع سحر في الثلاثة ، وقرأ الذي في يونس كذلك ، وهو قوله تعالى : (إن هذا لسحر مبين » ابن كثير والكوفيون كما ذكره في البيت الآتي ، والباقون لسحر.

(كفى)ويستطيع ربّك سوى

عليّهم يوم انصب الرّفع (أ)وى

يعني وقرأ « هل يستطيع » بالغيب « ربّك » بالرفع على اللفظ بهما جميع القراء سوى الكسائي فإنه بالخطاب في « تستطيع » وبالنصب في ربّك قوله : (يوم) أي قوله تعالى : (هذا يوم ينفع الصادقين » نافع بالنصب ، والباقون بالرفع.

سورة الأنعام

يصرف بفتح الضّمّ واكسر (صحبة)

(ظـ)ـعن ويحشر يا يقول (ظـ)ـنّة

__________________

(١) « فجزاء مثل ».

٢٢١

يعني « من يصرف عنه » بفتح الياء وكسر الراء حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب على تسمية الفاعل ، والباقون بضم الياء وفتح الراء على ما لم يسم فاعله قوله : (ويحشر) أي وقرأ « يحشر ، ويقول » يعقوب ، يريد قوله تعالى : (ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول) والباقون بالنون فيهما (١).

ومعه حفص في سبا يكن (رضا)

(صـ)ـف خلف (ظـ)ـام فتنة ارفع (كـ)ـم (عـ)ـضا

يعني ووافق حفص يعقوب في سبأ « ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول » فقرأهما بالياء أيضا ، والباقون بالنون قوله : (يكن) يعني قوله تعالى : (ثم لم تكن فتنتهم) بالتذكير على لفظه حمزة والكسائي وشعبة بخلاف عنه ويعقوب ، والباقون بالتأنيث قوله : (فتنة) أي قوله تعالى : (فتنتهم إلا أن قالوا) بالرفع ابن عامر وحفص وابن كثير كما في أول البيت الآتي ، والباقون بالنصب.

(د)م ربّنا النّصب (شفا)نكذّب

بنصب رفع (فـ)ـوز (ظـ)ـلم (عـ)ـجب

أي قوله تعالى « والله ربّنا » بنصب الباء حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالخفض ، ولا يرد عليه « ربنا » من قوله تعالى (بآيات ربنا) بعده ، لأن الترتيب يمنعه ، ولأنه أول ما وقع في السورة قوله : (نكذب) يريد قوله تعالى : (ولا نكذب بآيات ربنا) قرأه بنصب الباء حمزة ويعقوب وحفص ، والباقون بالرفع.

كذا نكون معهم شام وخف

للدّار الآخرة خفض الرّفع (كـ)ـف

أي كذا بنصب الرفع من قوله تعالى : (ونكون من المؤمنين) ابن عامر مع المذكورين قبل ، وهم حمزة ويعقوب وحفص قوله : (وخف) يعني قرأ « والدار الآخرة » بتخفيف الدال ، وخفض الآخرة ابن عامر ، والباقون بالتشديد ورفع الآخرة ولم يحتج إلى التعرض لحذف اللام لأن تخفيف الدال كاف في معرفة المعنى على اللفظ لا على الخط ، إذ لا فائدة فيه غير التطويل.

لا يعقلون خاطبوا وتحت (عم)

(عـ)ـن (ظـ)ـفر يوسف شعبة وهم

__________________

(١) « ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول ».

٢٢٢

يريد « أفلا تعقلون قد نعلم » هنا وتحت : أي تحت هذه السورة ، يعني « أفلا تعقلون والذين يمسّكون » في الأعراف ، قرأ الحرفين بالخطاب نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب والباقون بالنصب قوله : (يوسف الخ) يعني قوله تعالى : (أفلا تعقلون حتى) في آخر يوسف ، قرأه بالخطاب شعبة والمذكورون قبل وهم نافع وأبو جعفر ويعقوب وابن عامر فدخل عاصم فيهم بكماله ، والباقون بالغيب.

يس (كـ)ـم خلف (مدا)(ظـ)ـلّ وخف

يكذّب (ا)تل (ر)م فتحنا اشدد (كـ)ـلف

أي وقرأ حرف يس وهو قوله تعالى : (أفلا تعقلون ومن نعمره) بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب ، واختلف عن ابن عامر ، والباقون بالغيب ، وقوله : وخف ، يعني وخفف الذال من قوله : « فإنهم لا يكذبونك » نافع والكسائي ، والباقون بالتشديد قوله : (فتحنا) أي قوله تعالى : (فتّحنا عليهم أبواب كل شيء) بتشديد التاء ابن عامر وعيسى بن وردان ، واختلف فيه عن ابن جماز ورويس كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بالتخفيف.

(خـ)ـذه كالاعراف وخلفا (ذ)ق (غـ)ـدا

واقتربت (كـ)ـم (ثـ)ـق (غـ)ـلا الخلف (شـ)ـدا

يعني أن اختلافهم هنا في الحرف الذي في الأعراف وهو قوله تعالى : (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن) اختلف فيها عن ابن جماز ورويس قوله : (واقتربت) أي وشدد حرف اقتربت وهو قوله تعالى : (ففتّحنا أبواب السماء) ابن عامر وأبو جعفر ورويس بخلاف عنه وروح.

وفتّحت يأجوج (كـ)ـم (ثوى)وضم

غدوة في غداة كالكهف (كـ)ـتم

معطوف أيضا على التشديد : أي وشدد التاء من قوله تعالى : (حتى إذا فتّحت يأجوج ومأجوج) ابن عامر وأبو جعفر ويعقوب ، والباقون بالتخفيف في المواضع الأربعة قوله : (وضم) يعني وقرأ غدوة في موضع الغداة هنا والكهف مع ضم الغين ابن عامر ، يريد قوله تعالى : (بالغدوة والعشى) وإنما قيده بالضم مع تلفظه به لئلا يتوهم أن ابن عامر يقرءوه بالكسر كما قرئ بالعدوة.

٢٢٣

وإنّه افتح (عمّ)ظـ)ـلاّ (نـ)ـل فإن

(نـ)ـل (كـ)ـم (ظبى)ويستبين (صـ)ـون (فـ)ـن

يريد قوله تعالى : (إنه من عمل منكم سوءا بجهالة) فتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب وعاصم ، والباقون بالكسر قوله : (فإن) يعني « فأنه غفور رحيم » فتح همزته أيضا عاصم وابن عامر ويعقوب قوله : (ويستبين) أي قوله تعالى : (ولتستبين سبيل المجرمين) قرأه بالتذكير على لفظه شعبة وحمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالتاء على التأنيث أو الخطاب كما سيأتي في البيت الآتي ففيه نوع تجوّز لضرورة الاختصار ولكنه أسهل من قول الشاطبية : يستبين صحبة ذكروا ولا.

(روى)سبيل لا المديني ويقص

في يقض أهملن وشدّد (حرم)(نـ)ـص

يعني قوله تعالى : (سبيل المجرمين) قرأه بالرفع على لفظه غير المدنيين فيكون لهما بالنصب من ضد الرفع قوله : (يقص) يعني « يقصّ الحق » في موضع يقص الحق » بالصاد المهملة (١) وتشديدها نافع وابن كثير وأبو جعفر وعاصم.

وذكّر استوى توفّى مضجعا

(فـ)ـضل وننجي الخفّ كيف وقعا

يعني « استهوته الشياطين ، وتوفيه رسلنا » بالتذكير حمزة مع إمالته على أصله من حيث إنه صارت ألفه منقلبة عن الياء وتوفاه على التناسب قوله : (وننجي الخ) يعني وخفف يعقوب « ننجي » كيف وقع في القرآن بالياء أو بالتاء أو بالنون أو بغير ذلك وهو « ينجيكم » هنا « وقل الله ينجيكم » بعدها وكلاهما في هذه السورة ، وفي يونس « فاليوم ننجيك ببدنك ، وننجي رسلنا ، وننجي المؤمنين » وفي الحجر « إنا لمنجوهم » وفي مريم « ثم ننجي » وفي العنكبوت « لننجينه ، إنا منجوك » وفي الزمر « وينجي الله » وفي الصف « ينجيكم من » ووافقه غيره في مواضع كما سيأتي :

(ظـ)ـلّ وفي الثّان (ا)تل (مـ)ـن (حقّ)وفي

كاف (ظـ)ـبى (رض)تحت صاد (شـ)ـرّف

أي الثاني من هذه السورة يعني « قل الله ينجّيكم » خففه نافع وابن ذكوان وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالتشديد قوله : (وفي كاف) يعني وخفف

__________________

(١) المهملة : أي دون نقطة فالمنقوطة أو المعجمة هي الضاد هاهنا.

٢٢٤

الذي في مريم « ثم ننجّي الذين اتقوا » يعقوب والكسائي قوله : (تحت صاد) أي الذي في الزمر « وينجّي الله الذين اتقوا » خففه روح.

والحجر أولى العنكبا (ظـ)ـلم (شفا)

والثّان (صحبة)(ظـ)ـهير (د)لفا

يعني خفف الذي في الحجر والأولى في العنكبوت ، وهما « إنا لمنجوهم ، ولننجينه » يعقوب وحمزة والكسائي وخلف قوله : (والثان) يعني الثاني من العنكبوت ، معنى « إنا منجوك » خففه حمزة والكسائي وخلف وشعبة ويعقوب وابن كثير.

ويؤنس الأخرى (عـ)ـلا (ظـ)ـبي (ر)عا

وثقل صفّ (كـ)ـم وخفية معا

يعني وخفف الحرف الأخير من يونس ، وهو كذلك « حقا علينا ننجي المؤمنين » حفص ويعقوب والكسائي قوله : (وثقل صف) أي وقرأ الموضع الذي في الصف وهو « تتنجّيكم من عذاب أليم » بالتشديد ابن عامر ، والباقون بالتخفيف قوله : (وخفية) يعني قرأ « خفية » من قوله تعالى : (تضرعا وخفية) في الموضعين هنا والأعراف بالكسر شعبة ، والباقون بالضم كما في البيت الآتي :

بكسر ضمّ (صـ)ـف وأنجانا (كفى)

أنجيتنا الغير وينسي (كـ)ـيّفا

أي وقرأ « لئن أنجانا من هذه » على ما لفظ به الكوفيون ، يعني بالألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء كما هو في مصحف الكوفة ، وقرأ غير الكوفيين بالياء والتاء من غير ألف وكذا هو في سائر المصاحف قوله : (وينسى) أي وقرأ ابن عامر « ينسينك الشيطان » بتشديد السين كما سيأتي في أول البيت الآتي :

ثقلا وآزر ارفعوا (ظـ)ـلما وخف

نون تحتاجّوني (مدا)(مـ)ـن (لـ)ـي اختلف

يعني « لأبيه آزر » برفع الزاي يعقوب والباقون بالنصب قوله : (وخف) أي وخفف النون من قوله : (أتحتاجوني في الله) نافع وأبو جعفر وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه ، والباقون بتشديدها.

ودرجات نوّنوا (كفا)معا

يعقوب هنا واليسعا

يعني وقرأ نرفع « درجات من » في الموضعين هنا وفي يوسف بالتنوين الكوفيون ، وقوله : يعقوب : أي يعقوب يوافق الكوفيين في هذا الموضع قوله :

٢٢٥

(واللسيعا) وشدد اللام من « وليسع » هنا وفي ص حمزة والكسائي وخلف كما سيأتي في البيت بعده.

شدّد وحرّك سكّنن معا (شفا)

ويجعلو يبدو ويخفو (د)ع (حـ)ـفا

أي شدد اللام وحركها يعني بالفتح وسكن الياء أي في الموضعين هنا وص ، والباقون بتخفيف اللام ساكنة وفتح الياء قوله : (ويجعلوا) يعني قرأ « يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا » بالغيب على لفظه ابن كثير وأبو عمرو ، والباقون بالخطاب.

ينذر (صـ)ـف بينكم ارفع (فـ)ـي (كـ)ـلا

(حقّ)(صفا)وجاعل اقرأ جعلا

قوله : (ولينذر أم القرى) على لفظه بالغيب ، قرأه شعبة قوله : (بينكم) يريد قوله تعالى : (تقطّع بينكم) قرأه بالرفع حمزة وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وشعبة وخلف ، والباقون بالنصب قوله : (وجاعل) يعني قوله تعالى : (وجاعل الليل سكنا) قرأه وجعل بلفظ الماضي ونصب « الليل » الكوفيون كما سيأتي ، والباقون وجاعل اسم فاعل كما لفظ به وخفض « الليل ».

والليل نصب الكوف قاف مستقر

فاكسر (شـ)ـذا (حبر)وفي ضمّى ثمر

أي قرأ « فمستقر ومستودع » بكسر القاف روح وابن كثير وأبو عمرو ، والباقون بفتحهما قوله : (وفي ضمى ثمر) يعني قوله تعالى (انظروا إلى ثمره ، وكلوا من ثمره) في هذه السورة ، وفي يس « ليأكلوا من ثمره » بضم الثاء والميم حمزة والكسائي وخلف على أنه جمع ثمرة كخشب جمع خشبة أو جمع ثمار ككتب وكتاب أو جمع ثمر كأسد وأسد ، والباقون بفتحهما في الثلاثة المواضع على أنه جمع ثمرة كبقر وشجر ، وفهم الموضعان من هذه السورة من إضافة حرف يس إليها ، وأما موضع الكهف فسنذكره في سورته قوله : (وفي ضمى) أي ضمى الثاء والميم وحذف النون للإضافة.

(شفا)كيس وخرّقوا اشدد

(مدا)ودارست لح (بر)فامدد

يريد قوله تعالى : (وخرّقوا له بنين) بتشديد الراء المدنيان ، يعني نافع وأبو جعفر والباقون بتخفيفها وهما لغتان قوله : (ودارست) يعني قوله تعالى : (وليقولوا دارست) قرأه بالمد : أي بالألف ابن كثير وأبو عمرو والباقون بغير

٢٢٦

ألف وفتح منهم السين ، وسكن التاء ابن عامر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي ، فبقي نافع وأبو جعفر والكوفيون بإسكان السين وفتح التاء.

وحرّك اسكن (كـ)ـم (ظـ)ـبى والحضرمي

عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم

أي السين والتحريك المطلق السكون ضده قوله : (اسكن) أي التاء والباقون بالتحريك وهو الفتح قوله : (والحضرمي) أي وقرأ يعقوب « عدوّا بغير علم » على لفظ عدوا ، يعني بضم العين والدال وتشديد الواو كلفظة علوا ، وإنما زاد في إيضاحه لأن الوزن يقوم بعدوا بفتح العين مشددا ، وقد أحسن في قوله : فاعلم : أي فاعلم ما يشاء فإن الله تعالى ذكر سب الكفار بغير علم ، فلهذا لم يقل الناظم فافهم أو فأسلم أو نحو ذلك مما يقوم به الوزن.

وإنّها افتح (عـ)ـن (ر)ضى (عمّ)(صـ)ـدا

خلف وتؤمنون خاطب (فـ)ـي (كـ)ـدا

أي وقرأ « أنها إذا جاءت » بفتح الهمزة حفص وحمزة والكسائي ونافع وأبو جعفر وابن عامر وشعبة بخلاف عنه ، والباقون بالكسر قوله : (ويؤمنون) يعني وقرأ « إذا جاءت لا يؤمنون » بالخطاب حمزة وابن عامر.

وقبلا كسرا وفتحا ضمّ (حق)

(كفى)وفي الكهف (كفى)ذكرا (خـ)ـفق

أي وقرأ « كل شيء قبلا » بضم القاف والباء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والكوفيون ، والباقون بكسر القاف وفتح الباء ، وقرأ حرف الكهف وهو قوله تعالى : (أو يأتيهم العذاب قبلا) بهذه الترجمة : أي بضم القاف والباء الكوفيون وأبو جعفر.

وكلمات اقصر (كفى)(ظـ)ـلاّ وفي

يونس والطّول (شفا)(حقا)(نـ)ـفي

يعني قوله تعالى : (وتمت كلمات ربك) قرأه بالقصر وهو حذف الألف توحيدا مدلول : كفا ظلا ، وهم الكوفيون ويعقوب ، والباقون بالألف جمعا ، وفي يونس « حقت عليهم كلمات ربك » وكذا في الطول بالقصر : (١) أي بغير ألف على التوحيد ، قرأهما حمزة والكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وعاصم كما يفهم من مدلول : شفا حقا نفى ، والباقون بالألف على الجمع.

__________________

(١) « كلمة ».

٢٢٧

فصّل فتح الضّمّ والكسر (أ)وى

(ثوى)(كفى)وحرّم (ا)تل (عـ)ـن (ثوى)

يعني قوله تعالى : (وقد فصل لكم) بفتح الفاء والصاد نافع وأبو جعفر ويعقوب والكوفيون والباقون بضم الفاء وكسر الصاد قوله : (وحرم) معطوف على فصل : أي وقرأ « ما حرّم عليكم » بهذه الترجمة ، يعني بفتح الحاء والراء نافع وحفص وأبو جعفر ويعقوب ، والباقون بضم الحاء وكسر الراء.

واضمم يضلّوا مع يونس (كفى)

ضيقا معا في ضيّقا مكّ وفى

أي واضمم الياء من يضلوا يريد قوله تعالى : (ليضلون بأهوائهم) وفي يونس « ليضلوا عن سبيلك » قرأه بالضم الكوفيون ، والباقون بالفتح في الموضعين قوله : (ضيقا) يعني قرأ ضيقا في الموضعين هنا « ضيقا حرجا » وفي الفرقان « مكانا ضيقا » بإسكان الياء مخففا على ما لفظ به ابن كثير ، والباقون بتشديدها مكسورة كما لفظ به.

را حرجا بالكسر (صـ)ـن (مدا)وخف

ساكن يصعد (د)نا والمدّ (صـ)ـف

يعني وقرأ « حرجا كأنما » يعني بكسر الراء شعبة ونافع وأبو جعفر ، والباقون بفتحها قوله : (وخف) يعني وقرأ « يصعد في السماء » بتخفيف الصاد الساكنة ابن كثير ، والباقون بتشديدها مفتوحة ، وقرأ منهم شعبة بالمد : أي بالألف بعد الصاد مع تخفيف العين ، ووافقه على تخفيف الصاد ابن كثير فيصير فيها ثلاث قراءات : سكون الصاد مخففة ، وتخفيف العين من غير ألف ابن كثير ، وتشديد الصاد مع المد مع تخفيف العين شعبة ، وتشديد الصاد والعين من غير ألف الباقون.

والعين خفّف (صن)(د)ما يحشر يا

حفص وروح ثان يونس (عـ)ـيا

يريد قوله تعالى : (ويوم نحشرهم جميعا) قرأه بالياء حفص وروح ، والباقون بالنون ، وقرأ الموضع الثاني من يونس وهو قوله تعالى : (ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا) بالياء كذلك حفص ، والباقون بالنون.

خطاب عما تعملو (كـ)ـم هود مع

نمل (ا)ذ (ثـ)ـوى (عـ)ـد (كـ)ـس مكانات (جـ)ـمع

يعني قوله تعالى : (وما ربك بغافل عما يعملون) قرأه بالخطاب ابن عامر ،

٢٢٨

والباقون بالغيب ، وقيدهما بعمّا ليخرج قوله : بعده « إني عامل فسوف تعملون » فإنه لا خلاف أنه بالخطاب قوله : (هود) يعني قوله : في آخر هود « وما ربك بغافل عما تعملون » وكذلك قوله : مع نمل ، يعني قوله تعالى : في آخر النمل (وما ربك بغافل عما تعملون) قرأه بالخطاب نافع وأبو جعفر ويعقوب وحفص وابن عامر ، والباقون بالغيب فيهما قوله تعالى : (على مكانتكم) بالألف على الجمع كما لفظ به شعبة (١) ، والباقون بغير ألف على التوحيد.

في الكلّ (صـ)ـف ومن يكون كالقصص

(شفا)بزعمهم معا ضمّ (ر)مص

أي في كل ما وقع من لفظ « مكاناتكم » وهو أربعة مواضع هنا وفي هود ويس والزمر قوله : (ومن يكون) يريد قوله تعالى : (من تكون له عاقبة الدار) هنا وفي القصص بالتذكير كما لفظ به حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالفتح.

زيّن ضمّ اكسر وقتل الرّفع (كـ)ـر

أولاد نصب شركائهم بجر

يعني قوله تعالى : (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) قرأ ابن عامر بضم الزاي وكسر الياء على ما لم يسم فاعله قتل بالرفع على أنه نائب فاعل زين ، ووجه قراءة ابن عامر من حيث فصل بين المضافين بالمفعول الذي هو أولادهم ، وقد ورد الفصل في مثل ذلك بالمفعول في الفصيح من كلام العرب اختيارا ، ولم يكن ذلك مخصوصا بضرورة الشعر كما ذكر بعضهم ، ولا يلتفت إلى قول الزمخشري وغيره في تضعيفه كما بين ذلك في كتاب النشر والله تعالى أعلم قوله : (بجر) أي بجر رفع شركائهم فتبين للباقين فتح الزاي والياء ونصب قتل وخفض شركائهم كما سيأتي في البيت الآتي :

رفع (كـ)ـدا أنّث يكن (لـ)ـي خلف (مـ)ـا

(صـ)ـب (ثـ)ـق وميتة (كـ)ـسا (ثـ)ـنا (د)ما

يعني قوله تعالى : (وإن يكن ميتة) بالتأنيث هشام بخلاف عنه وابن ذكوان وشعبة وأبو جعفر ، والباقون بالتذكير ، وقرأ « ميتة فهم » بالرفع على اللفظ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير ، والباقون بالنصب وتقدم تشديد أبي جعفر لميّتة فتصير خمس قراءات في قوله « وإن يكن ميتة ».

__________________

(١) « مكاناتكم ».

٢٢٩

والثّان (كـ)ـم (ثـ)ـنّى حصاد افتح (كـ)ـلا

(حما)(نـ)ـما والمعز حرّك (حقّ)(لـ)ـا

أي الثاني من هذه السورة وهو قوله تعالى : (أن يكون ميتة) ابن عامر وأبو جعفر ، والباقون بالنصب قوله : (حصاد) يعني قوله تعالى : (يوم حصاده) فتح الحاء ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم ، وكسرها الباقون قوله : (والمعز) أي « ومن المعز اثنين » فحرك العين بالفتح ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي ، وأسكنها الباقون.

خلف (مـ)ـنى يكون (إ)ذ (حما)(نـ)ـفا

(روى)تذكّرون (صحب)خفّفا

يعني « إلا أن يكون ميتة » قرأه بالتذكير على لفظه نافع وأبو عمرو ويعقوب وعاصم والكسائي وخلف ، والباقون بالتأنيث ، وتقدم رفع « ميتة » ونصبها آنفا وتشديدها وتخفيفها في البقرة قوله : (تذكرون) أي تذكرون إذا كان خطابا ، وحسن معها تاء أخرى بتخفيف الذال حمزة والكسائي وخلف وحفص والباقون بالتشديد.

(كلا)وأن (كـ)ـم (ظـ)ـنّ واكسرها (شفا)

يأتيهم كالنّحل عنهم وصفا

أي كل ما وقع في القرآن من لفظ تذكرون على ما تقدم قوله : (وأن) يعني قوله تعالى : (وأن هذا صراطي مستقيما) قرأ بتخفيف النون كما لفظ به ابن عامر ويعقوب ، وشددها الباقون ، وكسر الهمزة منهم فيها حمزة والكسائي وخلف ، وفتحها الباقون ، فيصير ثلاث قراءات : الفتح والتخفيف لابن عامر ويعقوب ، والكسر والتشديد لحمزة والكسائي وخلف ، والفتح والتشديد للباقين قوله : (يأتيهم) يريد قوله تعالى : (أن تأتيهم الملائكة) هنا وفي النحل ، قرأه بالتذكير على ما لفظ به فيهما حمزة والكسائي وخلف المذكورون قبل ، والباقون بالتأنيث.

وفرّقوا امدده وخفّفه معا

(رضى)وعشر نوّنن بعد ارفعا

يعني قرأ « إن الذين فآرقوا دينهم » بالمد ، وهو إثبات الألف بعد الفاء وتخفيف الراء هنا وفي الروم حمزة والكسائي ، والباقون بالتشديد من غير ألف كما لفظ به قوله : (معا) أي في الموضعين هنا وفي الروم قوله : (وعشر) أي وقرأ « عشر أمثالها » بالتنوين ورفع أمثالها يعقوب كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بغير تنوين وخفض أمثالها.

٢٣٠

خفضا ليعقوب ودينا قيّما

فافتحه مع كسر بثقله (سما)

يعني وقرأ « دينا قيّما ملة إبراهيم » بفتح القاف وكسر الياء مشددة نافع وأبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب والباقون بكسر القاف وفتح الياء مخففة.

سورة الأعراف

تذكّرون الغيب زد من قبل (كـ)ـم

والخفّ (كـ)ـن (صحبا)وتخرجون ضم

أي « قليلا ما يتذكرون » بزيادة ياء قبل التاء على الغيب ابن عامر مع تخفيف الذال كما سيأتي وكذا هو في المصحف الشامي ، و الباقون بتاء واحدة من غير ياء قبلها ، وخفف الذال منهم حمزة والكسائي وخلف وحفص كما تقدم أصلهم في الأنعام قريبا قوله : (والخف) يعني تخفيف الذال من (تذكرون) وإنما أعاد ذكر صحب وإن كان قد علم مما تقدم قريبا في أواخر الأنعام في قوله : (تذكرون) صحب خففا لأجل ذكر ابن عامر فإنه لا بد من ذكر التخفيف له ولو ذكر وحده لفهم للباقين التشديد ، وليس كذلك قوله : (تخرجون ضم) أي ضم تخرجون يعني ضم حرف المضارعة منها يريد قوله تعالى : (ومنها تخرجون) كما سيأتي في البيت الآتي :

فافتح وضمّ الرّا (شفا)(ظـ)ـلّ (مـ)ـلا

وزخرف (مـ)ـنّ (شفا)وأوّلا

يعني فافتح ضم حرف المضارعة من قوله تعالى : (ومنها تخرجون) وضم الراء لحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن ذكوان ، والباقون بضم حرف المضارعة وفتح الراء على ما لم يسم فاعله ، وقوله : وزخرف : أي وقرأ حرف الزخرف وهو قوله تعالى : (بلدة ميتا كذلك تخرجون) بالترجمة المتقدمة ؛ يعني فتح التاء وضم الراء ابن ذكوان وحمزة والكسائي وخلف قوله : (وأولا) أي وأول الروم كما سيأتي في أول البيت الآتي :

روم (شفا)(مـ)ـن خلفه الجاثية

(شفا)لباس الرّفع (نـ)ـل (حقّا)(فتى)

يعني قوله تعالى (وكذلك تخرجون) بفتح التاء وضم الراء كما تقدم حمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان بخلاف عنه ، واحترز بتقييده أول الروم عن الحرف الثاني وهو قوله تعالى (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون) فإنه لا

٢٣١

خلاف أنه بفتح التاء وضم الراء قوله : (الجاثية) يريد قوله تعالى في الجاثية (فاليوم لا يخرجون منها) قرأه بالترجمة المتقدمة : أي بفتح التاء وضم الراء حمزة والكسائي وخلف قوله : (لباس) يعني قوله تعالى (ولباس التقوى) بالرفع عاصم وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة وخلف ، والباقون بالنصب.

خالصة (إ)ذ يعلموا الرّابع (صـ)ـف

يفتح (فـ)ـي (روى)و(حـ)ـز (شفا)يخف

يعني قوله تعالى (خالصة يوم القيامة) قرأ بالرفع على لفظه نافع والباقون بالنصب قوله : (يعلمو) يريد قوله تعالى (ولكن لا يعلمون) قرأه بالياء على الغيب كما لفظ به شعبة ، والباقون بالخطاب ، واحترز بالرابع عن الأول وهو قوله تعالى (أتقولون على الله ما لا تعلمون) فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب ، وعن الثاني وهو قوله تعالى (كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) فإنه لا خلاف في أنه بالغيب ، وعن الثالث وهو قوله تعالى (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فإنه لا خلاف في أنه بالخطاب ، وكلام الشاطبي رحمه‌الله يوهم دخول هذا الحرف حيث قيد بلا ، فيحتاج إلى تأويل الثاني في قوله الثاني ما بعد خالصه ، وقيد الناظم بالرابع وهو يدفع صريحا على أن كان قد تبع الشاطبي في قوله الثاني ، واشتهرت النسخ عنه بذلك ، ثم غيره بالصواب والله تعالى أعلم قوله : (يفتح) يعني قوله (لا يفتّح لهم أبواب السماء) قرأه بالتذكير كلفظه حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالتأنيث ، فيكون فيها ثلاث قراءات التذكير مع التخفيف لحمزة والكسائي وخلف ، والتأنيث مع التخفيف لأبي عمرو والتأنيث مع التشديد للباقين.

واو وما احذف (كـ)م نعم كلاّ كسر

عينا (ر)جا أن خفّ (نـ)ـل (حما)(ز)هر

يعني الواو من قوله تعالى (وما كنا لنهتدي) يحذفها ابن عامر ، وهو كذلك في المصحف الشامي ، والباقون بإثباتها قوله : (نعم الخ) أي قرأ الكسائي (قالوا نعم) بكسر العين ، وكذا كل ما وقع في القرآن العظيم من لفظه نعم ، وهو موضعان في هذه السورة وفي الشعراء والصافات ، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله : (أن خف) يريد قوله تعالى (أن لعنة الله على الظالمين) خفف النون ورفع لعنة بعده عاصم وأبو عمرو ويعقوب ونافع وقنبل بخلاف عنه كما سيأتي في البيت بعده ، والباقون بتشديد النون ونصب لعنة.

٢٣٢

خلف (ا)تل لعنة لهم يغشي معا

شدّد (ظـ)ـما (صحبة)والشّمس ارفعا

يعني قوله (يغشّي الليل النهار) في الموضعين هنا ، وفي الرعد بتشديد الشين يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وشعبة ، والباقون بالتخفيف قوله : (والشمس) يريد قوله (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) هنا ، وفي النحل رفع الأربعة كما لفظ به ابن عامر كما يأتي في البيت الآتي ، ووجه الرفع هنا وفي النحل أن تكون على الابتداء والخبر (مسخرات) والباقون بنصب الأربعة هنا على أنه عطف الثلاثة على السموات والأرض ، ومسخرات حال ، وفي النحل بفعل مقدر : أي وخلق أو جعل ، فيكون مسخرات حالا على الأول ومفعولا على الثاني ، أو يكون الشمس والقمر معطوفين على الليل والنهار والنجوم بفعل مقدر على ما تقدم.

كالنّحل مع عطف الثّلاث (كـ)ـم وثم

معه في الآخرين (عـ)ـد نشرا بضم

يعني قوله تعالى أيضا في النحل (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) ، قوله : (مع عطف) أي الثلاث الكلمات التي بعد والشمس هي والقمر والنجوم ومسخرات ، فالاثنان منها معطوفان حقيقة والثالث وهو مسخرات في حكم المعطوف فأعطى حكمه ، كأنه قال مع الثلاثة الموصوفة بالعطف كما قال الشاطبي رحمه‌الله قوله : (قوله وثم) أي هناك ، يعني في النحل يوافق حفص وابن عاقر على رفع الأخيرين : أي (والنجوم مسخرات) ، وهذا أوضح من الشاطبية حيث قال : وفي النحل معه في الأخيرين حفصهم ، وأصرح فإن ذلك مشكل كما بيناه في موضعه ، ووجه ، رفع الأخيرين فقط في النحل ظاهر على الابتداء والخبر ، ولم يجر ذلك في الأعراف لأنه ليس قبله وسخر بخلاف النحل قوله : (عد) من العود : أي عد إلى رفع الأخيرين المذكورين لابن عامر قوله : (نشرا) بضم ، يعني بضم النون منه والشين ، يعني قوله تعالى (يرسل الرياح نشرا) هنا وفي الفرقان والنمل ؛ وقد اختلف فيه على أربع قراءات : الأولى نشرا بفتح النون وإسكان الشين لحمزة والكسائي وخلف ، فالفتح من قوله : فافتح أول البيت الآتي ، والإسكان من ضده قراءة سما التي قيدها ، ووجهها أنها مصدر في موضع الحال : أي ذات نشر أو ينشرها : أي يحييها فنشرت نشرا : أي من أنشر الله الموتى ، فقام مقام ينشر. الثانية نشرا بضم النون والشين لنافع وابن كثير وأبي

٢٣٣

عمرو وأبي جعفر ويعقوب ، فضم النون من قوله بضم في آخر البيت ، وضم الشين من قوله ضم ساكنا على أنه جمع نشورا أو ناشر : وهي الريح المحيية. الثالثة نشرا بضم النون وإسكان الشين لابن عامر ، فالضم من قوله بضم أيضا ، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما أيضا ، ووجهها أنها على التخفيف من القراءة الثانية. والرابع بشرا بالباء المضمومة وإسكان الشين لعاصم ، فالباء من قوله وبا نل ، والضم من قوله بضم أيضا ، والإسكان من ضد قراءة مدلول سما ، والوجه فيها أنه جمع بشير كقليب وقلب ؛ والمعنى أنها تبشر بالمطر كقوله تعالى (ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات) وكان الأصل في هذه القراءة ضم الشين ولكنها سكنت تخفيفا ، ولم يحتج إلى تقييد النون للباقين لأنه لفظ بها ولشهرتها ، ثم إذا جمع نشرا إلى الرياح يصير فيها خمس قراءات : الأولى الريح نشرا بالتوحيد وفتح النون وإسكان الشين حمزة والكسائي وخلف. الثانية الريح نشرا بالتوحيد وضم النون والشين ابن كثير. الثالثة الرياح نشرا بالجمع وضم النون والشين نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب. والرابعة الرياح نشرا بالجمع وضم النون وإسكان الشين ابن عامر. والخامسة الرياح بشرا بالجمع وبضم الباء وإسكان الشين عاصم.

فافتح (شـ)ـفا كلاّ وساكنا (سما)

ضمّ وبا (نـ)ـل نكدا فتح (ثـ)ـما

أي النون المضمومة من نشرا قوله : (كلا) أي كل ما في القرآن ، وهو هنا والفرقان والنمل قوله : (ساكنا) مفعول ضم قوله : (ضم) فعل أمر قوله : (وبا نل) أي وقرأه بالباء عاصم موضع النون الملفوظ بها قوله : (نكدا الخ) يعني قوله تعالى (لا يخرج إلا نكدا) قرأه بفتح الكاف أبو جعفر ، والباقون بالكسر قوله : (ثما) بالضم : نبت كما تقدم ، وهو مناسب هنا ، لأن المراد النبات.

ورا إله غيره اخفض حيث جا

رفعا (ثـ)نا (ر)د أبلغ الخفّ (حـ)ـجا

أي وقرأ (من إله غيره) بالخفض حيث أتى ، وهو في هذه السورة وهود والمؤمنون بخفض الراء ، وكسر الهاء بعدها أبو جعفر والكسائي ، والباقون بالرفع وضم الهاء قوله : (رفعا) مفعول اخفض قوله : (أبلغ) أي قرأ « أبلغكم » بتخفيف اللام حيث أتى ، وهو ثلاثة مواضع : موضعان هنا وموضع في الأحقاف أبو عمرو ، والباقون بالتشديد.

٢٣٤

كلاّ وبعد المفسدين الواو (كـ)ـم

أو أمن الإسكان (كـ)ـم (حرم)وسم

يعني قوله تعالى (ولا تعبثوا في الأرض مفسدين قال الملأ) في قصة صالح ، قرأه ابن عامر بزيادة الواو وكذا هو في المصحف الشامي ، والباقون (قال الملأ) بغير واو ، كذا هو في سائر المصاحف (قوله أو أمن) يعني قوله تعالى (أو أمن أهل القرى) بإسكان الواو على أنها حرف عطف : أي أفأمنوا هذا وهذا ، وورش على أصله في النقل ، وابن ذكوان في السكت ، والباقون بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليها همزة الاستفهام التي هي بمعنى النفي.

على عليّ (ا)تل وسحّار (شفا)

مع يونس في ساحر وخفّفا

يريد قوله تعالى : (على أن لا أقول على الله إلا الحق) قرأه نافع بياء مشددة مفتوحة بعد اللام على لفظه : أي أوجب على الحق وأن لا أقول على الله غيره ، والباقون على التي هي حرف جر كما لفظ بها ، فتكون متعلقة برسول : أي إني رسول على هذه الصفة ، وهي (أن لا أقول على الله إلا الحق) فحقيق : أي أنا رسول حقيقة ورسالتي موصوفة بقول الحق قوله : (وسحّار الخ) يعني قوله تعالى (بكل ساحر عليم) هنا وفي يونس ، قرأه حمزة والكسائي وخلف سحّار بتشديد الحاء وألف بعدها ، والباقون ساحر على وزن فاعل وساحر وسحار كعالم وعلام من المبالغة (١) ، ولا خلاف في حرف الشعراء أنه بالتشديد كما ذكره في النشر ، والله تعالى أعلم قوله : (وخففا) أي وقرأ (تلقف ما يأفكون) بتخفيف القاف في الثلاثة مواضع هنا وطه والشعراء حفص كما في البيت الآتي :

تلقف كلاّ (عـ)ـد سنقتل اضمما

واشدده واكسر ضمّه (كنز)(حما)

أي كل ما في القرآن وهو ثلاثة مواضع قوله : (سنقتل) يريد قوله تعالى (سنقتّل أبناءهم) بضم النون وتشديد التاء المكسورة ابن عامر والكوفيون والبصريان إظهارا لمعنى التكثير والتكرير ، والباقون بفتح النون وضم التاء مخففا على الأصل ، ولا يمتنع استعمال ذلك مع التخفيف.

ويقتلون عكسه انقل يعرشوا

معا بضمّ الكسر (صـ)ـاف (كـ)ـمشوا

__________________

(١) أي صيغة من صيغ المبالغة من اسم الفاعل.

٢٣٥

يعني (يقتلون أبناءكم) قرأه بعكس الترجمة المذكورة : أي بضدها وهو فتح الياء وضم التاء مخففة نافع ، والباقون بضم الياء وكسر التاء مشددة ، ووجههما ما تقدم قوله : (يعرشوا) يعني قوله تعالى (يعرشون) في الموضعين هنا (وما كانوا يعرشون) وفي النحل (ومما يعرشون) قرأه بضم الراء شعبة وابن عامر ، والباقون بالكسر ، وهما لغتان فصيحتان.

ويعكفوا اكسر ضمّه (شفا)وعن

إدريس خلفه وأنجانا احذفن

أي قرأ (يعكفون على أصنام لهم) بكسر الكاف حمزة والكسائي وخلف بخلاف عن إدريس في ضم الكاف وكسرها من (يعكفون المذكورة) قوله : (وأنجينا احذفن) أي وقرأ (وأنجيناكم) في قوله تعالى « وإذا أنجيناكم من آل فرعون » « أنجاكم » بحذف الياء والنون ابن عامر حملا على قوله تعالى (أفغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين) فيكون القائل ذلك موسى عليه‌السلام ، والباقون أنجيناكم كما لفظ به ، وسيأتي في أول البيت الآتي :

ياء ونونا (كـ)ـم ودكّاء (شفا)

في دكّا المدّ وفي الكهف (كفى)

أي وحذف الياء والنون من نجيناكم ابن عامر ، وإذا حذفها فيبقى الألف بعد الجيم فيكون أنجاكم ، وهذا أوضح من قول الشاطبية وأنجا بحذف الياء والنون ، لأنه لم يعلم موضعه ولا لفظ بقراءة الباقين وقد ظهر أنها أنجينا ، ووجهها الانتقال من موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام إلى كلام الله تعالى وإخباره عما منّ الله عليه من الإنجاء بصرفه للعظمة والمناسبة كقوله أثر ذلك (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها) قوله : (دكا) يعني وقرأ دكا في قوله تعالى (دكآ) حمزة والكسائي وخلف على ما لفظ به مع المد وإنما نص على ذلك المد مع كونه تلفظ به زيادة للبيان ولأنه لا يقوم بالوزن بغير المد الذي هو الألف ؛ والمعنى جعله أرضا دكا وهي النائشة الناشزة من الأرض كالدكة وكالجبل ، والباقون بالتنوين من غير مد على ما لفظ به على أنه يصير بمعنى مدكوك : أي مندكا ، يعني دكه مثل قعد جلوسا ؛ وأما حرف الكهف وهو (فإذا جاء وعد ربي جعله دكآء) فقرأ الكوفيون كقراءة مدلول شفا هنا بالمد من غير تنوين ، والباقون بالقصر والتنوين.

رسالتي اجمع غيث (كنز)(حـ)ـجفا

والرّشد حرّك وافتح الضّم (شفا)

٢٣٦

يريد قوله تعالى (برسالتي) على الجمع رويس وابن عامر والكوفيون وأبو عمرو ، والباقون بالإفراد ، ووجه كل من القراءتين تقدم على قوله (فما بلغت رسالته) في المائدة قوله : (والرّشد) بفتح الراء والشين حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان كالبخل والبخل والسقم والسقم ، وفرق بينهما أبو عمرو كما سيأتي في البيت الأتي قوله : (والرشد حرك) أي حرك الشين ، يعني بالفتح فيكون للباقين الإسكان ، وقيد بالضم في قوله : افتح الضم لأجل ضده.

وآخر الكهف (حما)وخاطبوا

يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا

يعني قوله تعالى : (مما علمت رشدا) أي وقرأ الموضع الآخر من الكهف بالترجمة المتقدمة أبو عمرو ويعقوب ؛ واحترز بذلك عن الأول والثاني منهما ، وهما (وهيء لنا من أمرنا رشدا ، ولأقرب من هذا رشدا) فإنه لا خلاف في فتحهما وهما واردان على الشاطبية ، ووجه تخصيص أبي عمرو الحرف الأخير من الكهف دون هذه السورة أنه قال إن الرشد بالفتح : العلم والبيان ، وبالضم : الصلاح والخير ، وكان هذا حاصلا لموسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، وإنما طلب من الخضر العلم والبيان عليهما‌السلام قوله : (وخاطبوا) يريد قوله تعالى (لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا) قرأهما بالتاء على الخطاب مع نصب الباء من ربنا حمزة والكسائي وخلف على أنهما حكاية قولهم حيث خاطبوا الله بدعائهم ونصب ربنا على النداء وحرف النداء محذوف : أي يا ربنا ، والباقون بالغيب ورفع ربنا على أنه حكاية قولهم مخبرين عن أنفسهم ورفع ربنا بإسناد فعل الرحمة إليه.

شفا وحليهم مع الفتح (ظـ)ـهر

واكسر (رضى)وأمّ ميمه كسر

أي وقرأ (من حليهم عجلا جسدا له خوار) بفتح الحاء وإسكان اللام وتخفيف الياء يعقوب على الإفراد ، والباقون بكسر اللام وتشديد الياء وكسر الحاء منهم حمزة والكسائي ، وضمها الباقون على الجمع وذلك مثل « ثدى ، وثدى » فالضم والكسر في الجمع لغتان قوله : (مع الفتح) يعني تقرؤه بهذا اللفظ وهو إسكان اللام وتخفيف الياء وهو واضح فإنه لا يقوم الوزن إلا به ، فقيده بالفتح

٢٣٧

للاختلاف في ضم الحاء وكسرها وتلفظ بقراءة يعقوب ليبينها ، ووكل قراءة الباقين في اللام والياء للشهرة ، وبين اختلافهم في الحاء ليتم المقصود مع الاختصار ، فقوله واكسر : أي اكسر الحاء ، وبقي الباقون سوى يعقوب على الضم لانحصار الحركات في ثلاث قوله : (وأم ميمه كسر) أي كسر ميم أم في قوله تعالى (ابن أم) كما سيأتي في البيت الآتي :

(كـ)ـم (صحبة)معا وآصار اجمع

واعكس خطيئات (كـ)ـما الكسر ارفع

يعني قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة « ابن أمّ ، ويا ابن أمّ » في طه بكسر الميم ، والباقون بفتحهما وهما لغتان قوله : (وآصار اجمع) يريد قوله تعالى (ويضع عنهم إصرهم) قرأه (آصارهم) على الجمع ابن عامر حملا على الإعلان ، والباقون بالتوحيد على أنه في الأصل مصدر والمصدر يدل على القليل والكثير ، ومعنى الإصر : الثقل ، يعني ثقل التكاليف وغيرها قوله : (واعكس) أي قرأه بالإفراد الذي هو ضد الجمع المتقدم ، يعني قوله تعالى (يغفر لكم خطيئاتكم) ابن عامر والباقون بالجمع ، وقرأه برفع التاء نافع وأبو جعفر وابن عامر ويعقوب ، والباقون بكسرها نصبا إلا أبا عمرو فإنه قرأه خطاياكم كما سنبينه في البيت الآتي ، وتقدم اختلافهم في (نغفر لكم) في البقرة وأن ابن عامر ونافعا وأبا جعفر ويعقوب يقرءونه بالتاء المضمومة وفتح الفاء على التأنيث ، والباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.

(عمّ)(ظـ)ـبى وقل خطايا (حـ)ـصره

مع نوح وارفع نصب حفص معذرة

يعني أن مدلول عم ظبي يرفعون التاء كما قدمنا ، ولكن ابن عامر منهم تقدم له الإفراد ، فيبقى نافع وأبو جعفر ويعقوب بالجمع والرفع فيصير في الرفع قراءتان ، ويبقى الباقون بالجمع المفهوم من ضد قراءة ابن عامر وبقى منهم أبو عمرو بجمع التكسير كما ذكره ، وغيره بجمع السلامة مع كسر التاء قدمناه فيصير في الجمع قراءتان فيبقى في خطيئات أربع قراءات ، فإذا ضمت إلى الخلاف في « يغفر » يكون فيهما القراءات الأربع : الأولى تغفر بالتأنيث على ما لم يسم فاعله خطيئتكم بالإفراد والرفع ابن عامر. والثاني تغفر كذلك خطيئاتكم بالرفع والجمع نافع وأبو جعفر ويعقوب. الثالثة نغفر بالنون على تسمية الفاعل خطاياكم على

٢٣٨

جمع التكسير أبو عمرو. الرابعة نغفر كذلك خطيئاتكم بجمع السلامة مع كسر التاء ، الباقون وهم ابن كثير والكوفيون ، ويخرج جمع السلامة لمن قرأ به من لفظه المتقدم وجمع التكسير من قوله وقل خطايا قوله : (حصر) أي ضبطه وقيده بهذا اللفظ ، من الحصر ؛ وهو الحبس قوله : (مع نوح) الذي في سورة نوح (مما خطاياهم أغرقوا) قرأه أبو عمرو خطايا على جمع التكسير ، والباقون على جمع السلامة قوله : (وارفع) أي روى حفص « قالوا معذرة إلى » بالنصب على المصدر أو مفعول له ، والباقون بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، والمعنى ارفع « معذرة » التي نصبها لحفص.

بيس بياء (لـ)ـاح بالخلف (مدا)

والهمز (كـ)ـم وييئس خلف (صـ)ـدا

أي قوله (بعذاب بيس) قرأه بالياء على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وهشام بخلاف عنه على أن أصله الهمز كما يأتي في قراءة ابن عامر فخففوه قوله : (والهمز كم) أي وقرأه بالهمز : أي بهمز الياء من اللفظ المتقدم وهي ساكنة ابن عامر ، والأصل في قراءة هؤلاء الثلاثة بئس كحذر وقلق نقلت حركة الهمزة إلى الباء فبقيت ساكنة أو كسرت الباء اتباعا للهمزة ثم سكنت الهمزة تخفيفا ثم خففها بالإبدال نافع ومن معه قوله : (وييئس خلف صدا) يعني وقرأه (ييئس) على وزن فيعل كضيغم وفيصل وحيدر شعبة بخلاف عنه ، ووجهه الآخر كالجماعة.

بئيس الغير و(صـ)ـف يمسك خف

ذرّيّة اقصر وافتح التّاء (د)نف

أي قرأ الباقون بئيس على وزن فعيل قوله : (وصف يمسك خف) يعني قوله تعالى. (والذين يمسّكون بالكتاب) قرأه شعبة بالتخفيف ، والباقون بالتشديد قوله : (ذرية) يريد قوله تعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) قرأه بالقصر وهو حذف الألف مع فتح التاء وهو النصب ابن كثير ، والكوفيون كما سيأتي ، والباقون بالألف وكسر التاء.

(كفى)كثان الطّور ياسين لهم

وابن العلا كلا يقول الغيب (حـ)ـم

أي اختلافهم في ذرياتهم هنا كاختلافهم في الحرف الثاني من الطور وهو قوله (ألحقنا بهم ذرياتهم) قوله : (يس لهم) أي الموضع الذي في سورة يس وهو

٢٣٩

قوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك) قرأه بحذف الألف لهم : أي للمذكورين قبل وهم ابن كثير والكوفيون وابن العلا ، وهو أبو عمرو ، وقوله كلا : يعني حرف يقولوا في هذه السورة وهو (أن تقولوا يوم القيامة ، أو يقولوا) بالغيب فيهما أبو عمرو حملا على ما قبلهما من قوله (من ظهورهم ذرياتهم) والباقون بالخطاب على الالتفات.

وضمّ يلحدون والكسر انفتح

كفصّلت (فـ)ـشا وفي النّحل (ر)جح

أي الضم الذي في ياء « يلحدون » والكسر الذي في حائه فتحهما حمزة ، يريد قوله تعالى (وذروا الذين يلحدون في أسمائه) هنا وفي فصلت (إن الذين يلحدون في آياتنا) والباقون بضم الياء وكسر الحاء وهما لغتان لحد وألحد ، يعني يميلون عن الحق ، وقوله كفصلت : أي الاختلاف هنا كالاختلاف في فصلت قوله : (وفي النحل) أي وقرأ الموضع الذي في النحل وهو قوله تعالى (لسان الذي يلحدون) بهذه الترجمة : أي بفتح الياء والحاء الكسائي وحمزة وخلف كما سيأتي ، والباقون بضم الياء وكسر الحاء ، وفرق الكسائي بينهما وبين غيرها بأن قال التي في النحل استقبلت بإلى ، والمعنى يركنون وفي غيرهما استقبلت بفى ، والمعنى يعرضون ، وكأنه رجح أن المعدي بإلى يكون ثلاثيا وبفي يكون رباعيا قوله : (رجح) أي قوى بترجيح الكسائي له كما قدمناه.

(فتى)يذرهم اجزموا (شفا)ويا

(كفى)(حما)شركا (مدا)(صـ)ـليا

يعني قوله تعالى (ويذرهم في طغيانهم) بالجزم والكسائي وخلف ، والباقون بالرفع قوله : (ويا) أي وقرأ بالياء الكوفيون وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالنون فيكون فيه ثلاث قراءات : الجزم مع الياء حمزة والكسائي وخلف ، والرفع مع الياء عاصم وأبو عمرو ويعقوب ، والرفع مع النون نافع وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر قوله : (شركا) يريد قوله (جعلا له شركا فيما آتاهما) بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف من غير همز ولا مد على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وشعبة على حذف مضاف : أي ذا شرك ، والباقون شركا بضم الشين وفتح الراء والمد وفتح الهمزة من غير تنوين على جمع شريك كخليل وكليم.

٢٤٠