شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

والباقون بالتشديد ؛ ومعناه قوينا قوله : (وافتحء أن) أي قرأ أبو جعفر (ء أن ذكرتم) بفتح الهمزة الثانية وذكرتم بالتخفيف في الكاف ، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية والفصل بينهما ، والباقون بكسرها وذكرتم بالتشديد قوله : (عنه) الضمير عائد على أبي جعفر ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

أولى وأخرى صيحة واحدة

(ثـ)ـب عملته يحذف الها (صحبة)

أي (إن كانت إلا صيحة واحدة) الأولى ، والثانية قرأها أبو جعفر بالرفع ، والباقون بالنصب قوله : (عملته أيديهم) بحذف الهاء مدلول صحبة ، والباقون بالإثبات ، وقد اختلفت المصاحف في إثباتها وحذفها ، والله أعلم.

والقمر ارفع (إ)ذ (شـ)ـذا (حبر)ويا

يخصّموا اكسر خلف (صـ)ـافي الخا (لـ)ـيا

يريد أن نافعا وروحا ومدلول حبر وهو ابن كثير وأبو عمرو قرءوا (والقمر قدرناه) برفع الراء ، والباقون بالنصب قوله : (ويا) أي وقرأ أبو بكر بخلاف عنه يكسر الياء (من يخصمون) قوله : (الخاليا) أي وكسر الخاء هشام بخلاف عنه ومدلول روى وعاصم وابن ذكوان ويعقوب كما في أول البيت الآتي :

خلف (روى)نـ)ـل مـ)ـن (ظـ)ـبى واختلسا

بالخلف (حـ)ـط (بـ)ـدرا وسكن (بـ)ـخسا

بالخلف (فـ)ـي (ثـ)ـبت وخفّفوا (فـ)ـنا

وفاكهون فاكهين اقصر (ثـ)ـنا

قوله : (واختلسا) أي اختلس أبو عمرو وقالون الخاء بخلاف عنهما قوله : (وسكن) أي سكن الخاء قالون بخلاف عنه وحمزة وأبو جعفر بغير خلاف قوله : (وخففوا فنا) أراد أن حمزة قرأ بالتخفيف : أي في الصاد قوله : (وفاكهون الخ) يريد قوله تعالى (في شغل فاكهون) قرأه أبو جعفر حيث وقع بالقصر : أي بغير ألف (١) قوله : (تطفيف) أي سورة التطفيف : أي وافقه ابن عامر بخلاف عنه وحفص بغير خلاف ، والباقون بالألف في الجميع ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

__________________

(١) « فكهون ».

٣٠١

تطفيف (كـ)ـون الخلف (عـ)ـن (ثـ)ـرا (ظـ)ـلل

(للـ)ـكسر ضمّ واقصروا (شفا)جبل

قرأ « ظلل » أي قرأ مدلول شفا في ظلل بضم كسر الظاء من غير ألف بين اللامين ، والباقون بكسرها وألف بينهما قوله : (جبلاّ) في كسر ضميه كما في أول البيت الآتي : أي كسر ضمة الجيم والباء مع التشديد في اللام قرأه المدنيان وعاصم.

في كسر ضمّيه (مدا)(نـ)ـل واشددا

لهم وروح ضمّه اسكن (كـ)ـم (حـ)ـدا

قوله : (لهم) أي المذكورين قوله : (وروح) أي وافقهم روح على التشديد قوله : (ضمه اسكن) أي سكن ضمة الباء ابن عامر وأبو عمرو.

ننكسه ضمّ حرّك اشدد كسر ضم

(نـ)ـل (فـ)ـز لينذر الخطاب (ظـ)ـلّ (عم)

أي قرأ (ننكّسه في الخلق) بضم النون الأولى وفتح النون الثانية وكسر ضم الكاف مشددة عاصم وحمزة قوله : (لينذر) بالخطاب أي ليعقوب ونافع وأبي جعفر وابن عامر ، والباقون بالغيب ، فالغيب للقرآن والخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وحرف الاحقاف لهم والخلف (هـ)ـل

بقادر يقدر (غـ)ـص الاحقاف (ظـ)ـل

قوله : (لهم) أي ليعقوب ومدلول عم قوله : (والخلف) أي اختلف عن البزي في الأحقاف فقط ، فقوله بقادر يعني (بقادر على أن يخلق مثلهم) قرأه رويس (بقدر) مكان (بقادر) قوله : (الأحقاف ظل) أي في سورة الأحقاف (يقدر على أن يحي الموتى) قرأه يعقوب بتمامه كذلك ، والله سبحانه تعالى أعلم بالصواب.

سورة الصافات

بزينة نوّن (فـ)ـدا (نـ)ـل بعد (صـ)ـف

فانصب وثقلى يسمعوا (شـ)ـفا (عـ)ـرف

يريد (بزينة) قرأ بالتنوين عاصم وحمزة ، والباقون بغير تنوين قوله : (بعد صف) أي روى أبو بكر الذي بعده وهو : (الكواكب) بنصب الباء ، والباقون بالخفض قوله : (وثقل) يريد (الا يسّمّعون إلى الملأ الأعلى) قرأه بتشديد السين والميم مدلول شفا وحفص ، والباقون بتخفيفها.

٣٠٢

عجبت ضمّ التّا (شفا)اسكن أو (عم)

لا أزرق معا يرفّوا (فـ)ـز بضم

يريد « عجبت » قرأه بضم التاء مدلول شفا ، والباقون بفتحها أو عم : أي قرأ أبو جعفر وابن عامر وقالون والأصبهاني عن ورش (أو آباؤنا) بإسكان الواو ، والأصبهاني ينقل على أصله قوله : (معا) أي هنا وفي سورة الواقعة ، والباقون بفتحها قوله : (يزفوا) أي (فأقبلوا إليه يزفون) قرأه بضم الياء حمزة ، والباقون بفتحها ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

زا ينزفون اكسر (شفا الأخرى (كفا)

ما ذا ترى بالضّمّ والكسر (شفا)

أي كسر الزاي من (ينزفون) مدلول شفا قوله : (الأخرى) أي التي في سورة الواقعة ، وافقهم على الذي في الواقعة عاصم ، والباقون بالفتح فيها قوله : (ما ذا تري) أي قرأ مدلول شفا بضم التاء وكسر الراء من غير لفظ إمالة على وزن دعي ، ومعناه ما ذا تظهر من الإذعان والانقياد لأمر الله تعالى. والباقون بفتح التاء والراء ، وهي من الرأي : أي اختير رأيه في ذلك.

إلياس وصل الهمز (لـ)ـفظ خلف (مـ)ـن

الله ربّ ربّ غير (صحب ظـ)ـن

إلياس : اسم سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوه في جبرائيل وميكائيل ، ووصل همزته هشام بخلاف عنه ، وابن ذكوان بغير خلاف ، وقطعها الباقون قوله : (الله ربكم ورب آبائكم) بنصب الأسماء الثلاثة مدلول صحب ويعقوب جعلوا ذلك بدلا من (أحسن الخالقين) أو عطف بيان ، والباقون برفعها جعلوا مبتدأ وخبره قوله : (غير صحب) أي قرأ بالرفع غير المذكورين ، والله أعلم.

وآل ياسين بالياسين (كـ)ـم

أتى (ظـ)ـبى وصل اصطفى (جـ)ـد خلف (ثـ)ـم

أي قرأ ابن عامر ونافع ويعقوب (سلام على آل ياسين) كما رسمت مكان قراءة غيرهم إلياسين قوله : (وصل اصطفى) يريد (أصطفى البنات على البنين) قرأه بوصل الهمزة ورش بخلاف عنه ، وأبو جعفر بغير خلاف ، والباقون بقطعها مفتوحة على الاستئناف ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

٣٠٣

ومن سورة ص إلى سورة الأحقاف

فواق الضّمّ (شفا)خاطب وخف

يدّبّروا (ثـ)ـق عبدنا وحّد (د)نف

يريد (ما لها من فواق) قرأه بضم الفاء مدلول شفا ، والباقون بفتحها وهما لغتان قوله : (وخف يدبروا) يريد قوله (ليدّبروا آياته) قرأه بالخطاب مع تخفيف الدال أبو جعفر ، والباقون بالغيب والتشديد قوله : (عبدنا وحد) أي قرأ ابن كثير (واذكر عبدنا إبراهيم) بالتوحيد ، والباقون جمعا.

وقبل ضمّا نصب (ثـ)ـب ضمّ اسكنا

لا الحضرمي خالصة أضف (لـ)ـنا

يريد (بنصب وعذاب) قرأه بضم النون والصاد أبو جعفر قوله : (ضم اسكنا. لا الحضرمي) أي باقي القراء قرءوا بالضم والإسكان إلا الحضرمي قرأ بفتحهما قوله : (خالصة) أي قرأه هشام بخلاف عنه ، والمدنيان (خالصة ذكرى الدار) بالإضافة ، والباقون بالتنوين.

خلف (مدا)ويوعدون (خـ)ـز (د)عا

وقاف (د)ن غسّاق الثّقل معا

يريد (هذا ما توعدون ليوم الحساب) قرأه أبو عمرو وابن كثير بالغيب ، والباقون بالخطاب ؛ فوجه العيب أن قبله (وعندهم) والخطاب للمؤمنين ، وفي ق (هذا ما يوعدون لكل أواب حفيظ) لم يقرأه بالغيب إلا ابن كثير وحده لأن قبله (وأزلفت الجنة للمتقين) قوله : (غساق) يريد قوله تعالى (حميم وغسّاق) هنا وفي سورة النبأ (إلا حميما وغسّاقا) قرأهما بالتشديد مدلول صحب ، والباقون بالتخفيف.

(صحب)وآخر اضمم اقصره (حما)

قطع اتّخذنا (عمّ نـ)ـل (د)م أنّما

يريد قوله تعالى (وآخر من شكله أزواج) قرأه أبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة ولا مد بعدها ، والباقون بالمد والفتح قوله : (قطع اتخذنا) أي قرأ مدلول عم وعاصم وابن كثير بقطع همزة (أتخذناهم سخريا) مفتوحة ، والباقون بوصلها قوله : (أنما. فاكسر) في أول البيت الآتي ، يريد قوله (أنما أنا نذير مبين) قرأه أبو جعفر بكسر الهمزة ، والباقون بفتحها ، والله أعلم.

فاكسر (ثـ)ـنا فالحقّ (نـ)ـل (فتـ)ـى أمن

خفّ (ا)تل (فـ)ـز (د)م سالما مدّا اكسرن

٣٠٤

أي قرأ « فالحقّ » بالرفع عاصم وحمزة وخلف ، والباقون بالنصب ، ولا خلاف في نصب « والحقّ أقول » قوله : (أمن) يريد « أمن هو قانت » قرأه بالتخفيف نافع وحمزة وابن كثير ، والباقون بالتشديد قوله : (سالما) يريد « سلما لرجل » قرأه بالألف وكسر اللام مدلول حق كما في أول البيت الآتي ، والباقون بغير ألف وفتح اللام ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

(حقّا)وعبده اجمعوا (شفا ثـ)ـنا

وكاشفات ممسكات نوّنا

قوله : (وعبده) يريد « أليس الله بكاف عبده » قرأه بالجمع (١) مدلول شفا وأبو جعفر ، والباقون بالإفراد للجنس وجمع الجمع ظاهر به قوله : (وكاشفات) يريد « كاشفات ضره ، وممسكات رحمته » بالتنوين فيهما لمدلول حمى بعد قوله : وبعد فيهما انصبا : أي انصب « ضرّه ، ورحمته » والباقون بغير تنوين والخفض ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

وبعد فيهما انصبن (حما)قضى

قضي والموت ارفعوا (روى فـ)ـضا

أي قرأ مدلول روى وحمزة قضي على عالم ما لم يسم فاعله مكان قراءة غيرهم قضى ، والموت بعده بالرفع ، وقراءة الباقين على بناء الفعل للفاعل ونصب الموت ، والله تعالى أعلم.

يا حسرتاي (ز)د (ثـ)ـنا سكّن (خـ)ـفا

خلف مفازات اجمعوا (صـ)ـبرا (شفا)

أراد الياء في قوله « يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله » لأبي جعفر ، واختلف عن ابن وردان في الفتح والإسكان ، والباقون بغير ياء ، وقوله : « مفازات » اجمعوا ، يريد « وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم » قرأه بالجمع أبو بكر ومدلول شفا ، والباقون بالإفراد.

زد تأمروني النّون (مـ)ـن خلف (لـ)ـبا

و (عمّ)خفّه وفيها والنّبا

يريد « أفغير الله تأمروني » قرأه بنونين ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان على الأصل وخففها مدلول عم ، والباقون بالتشديد قوله : (وفيها والنبا) أي هذه السورة وفي سورة النبأ ، قرأ الكوفيون « فتحت » بالتخفيف ، والباقون بالتشديد.

__________________

(١) « عباده ».

٣٠٥

فتّحت الخفّ (كفا)وخاطب

يدعون (مـ)ـن خلف (إ)ليه (لـ)ـازب

يريد قوله « والذين يدعون من دونه » قرأه بالخطاب ابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان ونافع بغير خلاف ، والباقون بالغيب.

ومنهم منكم (كـ)ـما أو أن وأن

(كـ)ـن (حـ)ـول (حرم)يظهر اضمم واكسرن

أراد أن ابن عامر قرأ منكم مكان قراءة غيره منهم قوله : (أو أن) يريد أن ابن عامر وأبا عمرو ومدلول حرم قرءوا « وان يظهر » مكان قراءة غيرهم « أو أن » بزيادة ألف قوله : (يظهر) يريد « يظهر في الأرض » قرأه بضم الياء وكسر الهاء وبنصب الرفع في « الفساد » حفص والمدنيان والبصريان ، والباقون بفتح الياء والهاء ورفع « الفساد » والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

والرّفع في الفساد فانصب (عـ)ـن (مدا)

(حما)ونوّن قلب (كـ)ـم خلف (حـ)ـدا

قوله : (ونوّن قلب) يريد « على كل قلب » قرأه ابن عامر بخلاف عنه ، وأبو عمرو بتنوين الباء ، والباقون بغير تنوين ، والله أعلم.

أطّلع ارفع غير حفص أدخلوا

(صـ)ـل واضمم الكسر (كـ)ـما (حبر صـ)ـلوا

أي كل القراء قرءوا « فأطلع » بالرفع غير حفص قرأ بالنصب ، ثم قال « أدخلوا » بوصل الهمزة وضم الخاء والابتداء بضم الهمزة ، والباقون بقطعها مفتوحة وكسر الخاء ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما يتذكّرون (كـ)ـافيه (سما)

سواء ارفع (ثـ)ـق وخفضه (ظـ)ـما

أي قرأ ابن عامر ومدلول سما « قليلا ما يتذكرون » بالغيب ، والباقون بالخطاب قوله : (سواء للسائلين) قرأه برفع الهمزة أبو جعفر وبخفضها يعقوب ، والباقون بالنصب.

نحسات اسكن كسره (حقّا)(أ)با

ويحشر النّون وسمّ (ا)تل (ظـ)ـبا

أي أسكن كسر الحاء من « نحسات » لمدلول حق ولنافع قوله : (ويحشر)

٣٠٦

يريد قوله « ويوم يحشر أعداء الله » بالنون وتسمية الفاعل أعداء الله بالنصب مفعول به لنافع ويعقوب ، والباقون بالرفع مبنى لما لم يسم فاعله ، والله تعالى أعلم.

أعداء عن غيرهما اجمع ثمرت

(عمّ)(عـ)ـلا وحاء يوحى فتحت

قوله : (عن غيرهما) أي غير نافع ويعقوب قوله : (أجمع ثمرت) يريد « من ثمرات من أكمامها » قرأه بالجمع مدلول عم وحفص ، والباقون بالإفراد ، وقوله : وحاء « يوحي » يريد « كذلك يوحي » قرأه ابن كثير بفتح الحاء ، والباقون بكسرها ، والله تعالى أعلم.

(د)ما وخاطب يفعلوا (صحب غـ)ـما

خلف بما في فبما مع يعلما

أي « ويعلم ما تفعلون » قرأه بالخطاب مدلول صحب ورويس بخلاف عنه ، والباقون بالغيب قوله : (بما في فبما) أي قرأ مدلول عم بما بحذف الفاء موضع قراءة غيرهم فبما ، وقوله بالرفع : أي في « يعلم الذين » والباقون بالفاء والنصب ، والله أعلم.

بالرّفع (عمّ)وكبائر معا

كبير (ر)م (فتى)ويرسل ارفعا

أي قرأ الكسائي ومدلول فتى « كبير الإثم » موحدا وفي النجم موضع قراءة غيرهم كبائر بالجمع قوله : (ويرسل) يريد « أو يرسل رسول رسولا فيوحى » أي ارفع الفعلين لابن ذكوان بخلاف عنه ونافع بغير خلاف إلا أن « يوحى » لما كان لا تظهر فيه علامة الرفع أشار إليه بقوله فسكن كما في أول البيت الآتي ، والباقون بنصبها بإضمار أن ، والله أعلم.

يوحي فسكّن (مـ)ـاز خلفا (أ)نصفا

أن كنتم بكسرة (مدا شفا)

أي قرأ المدنيان ومدلول شفا بكسر همزة « إن كنتم » على لفظ الشرط والباقون بفتحها وهو ظاهر : أي « لأن كنتم ».

وينشأ الضّمّ وثقل (عـ)ـن (شفا)

عباد في عند برفع (حـ)ـز (كفا)

أي « وينّشأ في الحلية » قرأه بضم الياء وتشديد الشين حفص ومدلول شفا ، والباقون بالفتح والتخفيف بمعنى يربي وينشأ وكلاهما ظاهر قوله : (عباد في عند)

٣٠٧

أي قرأ « عباد الرحمن » موضع قراءة الغير عند أبو عمرو والكوفيون قوله : (برفع) أي رفع الدال ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

أشهدوا اقرأهء أشهدوا (مدا)

قل قال (كـ)ـم (عـ)ـلم وجئنا (ثـ)ـمدا

أي قرأ المدنيان « أءشهدوا خلقهم » بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مضمومة سهلة بين بين وإسكان الشين وهما في الفصل وعدمه على قاعدتهما ، والباقون بهمزة واحدة مفتوحة وفتح الشين قوله : (قل قال) أي قرأ ابن عامر وحفص قال خبر موضع قراءة الغير « قل » أمر قوله : (جئنا) أي قرأ أبو جعفر « قل أو لو جئناكم » والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

بجئتكم وسقفا وحّد (ثـ)ـبا

(حبر)ولمّا اشدد (لـ)ـدا خلف (نـ)ـبا

أي قرأ أبو جعفر ومدلول حبر سقفا بالتوحيد ، والباقون بالجمع قوله : (لما) أي « لمّا متاع الحياة الدنيا » قرأه بتشديد الميم هشام بخلاف عنه وعاصم وحمزة وابن جماز ، والباقون بالتخفيف ، والله تعالى أعلم.

في (ذا)نقيّض (يـ)ـا (صـ)ـدا خلف (ظـ)ـهر

وجاء فا امدد همزه (صـ)ـف (عمّ د)ر

يريد قوله تعالى (نقيض له شيطانا) قرأه أبو بكر بالياء (١) بخلاف عنه وعاصم وحمزة وابن جماز ، والباقون بالنون ، ثم أراد أن أبا بكر ومدلول عم وابن كثير قرءوا « حتى إذا جاءنا » بألف بعد الهمزة تثنية ، والباقون بغير ألف إفراد (٢).

أسورة سكّنه واقصر (عـ)ـن (ظـ)ـلم

وسلفا ضمّا (رضى)يضدّ ضم

يريد « أسورة من ذهب » قرأه حفص ويعقوب بإسكان السين من غير ألف ، والباقون بفتح السين وألف بعدها (٣) قوله : (وسلفا ضما) يريد ضم السين واللام من « سلفا ومثلا للآخرين » لمدلول رضى ، والباقون بفتحهما ، فسلفا جمع سليف كرغف جمع رغيف وبالفتح جمع سالف قوله : (يصد) يريد « إذا قومك منه يصدون » ضم كسر الصاد منها مدلول روى ومدلول عم كما في أول البيت الآتي ، والباقون بالكسر.

__________________

(١) « يقيّض ».

(٢) « حتى إذ جاءنا ».

(٣) « أساورة ».

٣٠٨

كسرا (روى عمّ)وتشتهيه ها

زد (عمّ ع)لم ويلاقوا كلها

يريد « وفيها ما تشتهي الأنفس » بزيادة هاء ضمير بعد الياء (١) لمدلول عم وحفص ، والباقون بحذفها وهي ثابتة في مصحف أهل المدينة والشام محذوفة في غيرهما قوله : (ويلاقوا كلها) يريد « حتى يلاقوا » هنا وفي الطور والمعارج ، قرأ بفتح الياء وإسكان اللام وفتح القاف أبو جعفر موضع قراءة غيره « يلاقوا » (٢) والله أعلم.

يلقوا (ثـ)ـنا وقيله اخفض (فـ)ـي (نـ)ـموا

ويرجعوا (د)م (غـ)ـث (شفا)ويعلموا

قوله : (وقيله) يريد « وقيله يا رب » قرأه حمزة وعاصم بخفض اللام والهاء ، والباقون بالنصب قوله : (ويرجعوا) أي قرأ ابن كثير ورويس ومدلول شفا « وإليه يرجعون » بالغيب ، والباقون بالخطاب قوله : (ويعلموا حق كفا) كما في أول البيت الآتي : أي قرأ « فسوف يعلمون » بالغيب لمدلول حق ومدلول كفى ، والباقون بالخطاب ، والله تعالى أعلم.

(حقّ كفا)ربّ السّماوات خفض

رفعا (كفى)يغلي (د)نا (عـ)ـند (غـ)ـرض

أي قرأ « ربّ السموات » بخفض الرفع مدلول كفا ، والباقون بالرفع قوله : (يغلي) يعني « في البطون » بالتذكير ابن كثير وحفص ورويس ، والباقون بالتأنيث.

وضمّ كسر فاعتلوا (إ)ذ (كـ)ـم (د)عا

(ظـ)ـهرا وإنّك افتحوا (ر)م ومعا

يريد قوله تعالى « خذوه فاعتلوه » بضم الكسر نافع وابن عامر وابن كثير ويعقوب ، والباقون بالكسر وهما لغتان ، وهو القود بعنف قوله : (وانك افتحوا) أراد أن الكسائي قرأ « ذق أنك » بفتح الهمزة ، والباقون بالكسر قوله : (ومعا) أي في الموضعين كما في أول البيت الآتي ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

آيات اكسر ضمّ تاء (فـ)ـي (ظـ)ـبا

(ر)ض يؤمنون (عـ)ـن (شدا)(حرم)(حـ)ـبا

__________________

(١) « تشتهيه ».

(٢) « يلقوا ».

٣٠٩

يعني « آيات لقوم يوقنون ، آيات لقوم يعقلون » بكسر ضم التاء فيهما حمزة ويعقوب والكسائي ، والباقون بالضم قوله : (يؤمنون) يريد « آياته يؤمنون » قرأه بالغيب كما لفظ به حفص وروح ومدلول حرم وأبو عمرو ، والباقون بالخطاب.

لنجزي اليا (نـ)ـل (سما)ضمّ افتحا

(ثـ)ـق غشوة افتح اقصرون (فتى)(ر)حا

يريد « ليجزي قوما » قرأه بالياء عاصم ومدلول سما ، والباقون بالنون قوله : (ضم افتحا) أي ضم الياء وافتح الزاي لأبي جعفر ، والباقون بالفتح والكسر قوله : (غشوة) يريد « وجعل على بصره غشاوة » بفتح الغين وإسكان الشين من غير ألف لمدلول فتى والكسائي (١) والباقون بكسر الغين وألف بعد الشين لغتان.

ونصب رفع ثان كلّ أمّة

(ظـ)ـلّ وو السّاعة غير حمزة

يريد « كلّ أمة تدعى » بنصب رفع اللام يعقوب ، والباقون بالرفع ، ولا خلاف في نصب الأول ؛ ثم أراد أن غير حمزة قرأ « والساعة لا ريب فيها » بالرفع ، وقرأها بالنصب عطفا على لفظ « إن وعد الله حق » والرفع عطف على الموضع أو على الابتداء ، والله أعلم.

سورة الأحقاف وأختيها

وحسنا احسانا (كفا)وفضل في

فصال (ظـ)ـبي نتقبّل يا (صـ)ـفي

أي قرأ الكوفيون « ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا » موضع قراءة غيرهم « حسنا » كما لفظ بالقراءتين معا قوله : (وفصل في فصال) أراد أن يعقوب قرأ « وفصله ثلاثون شهرا » موضع قراءة غيره « فصاله » وقوله « يتقبل » أي قرأ « يتقبل عنهم » بالياء أبو بكر وابن عامر ومدلول سما كما في أول البيت الآتي.

(كـ)ـهف (سما)مع نتجاوز واضمما

أحسن رفعهم و(نـ)ـل (حقّ)لـ)ـما

يعني مع يتجاوز بالياء وضمها قوله : (أحسن) بالرفع ، والضمير في رفعهم عائد على ابن عامر وشعبة ومدلول سما المتقدم ذكرهم ، والباقون بالنون فيهما

__________________

(١) « غشوة ».

٣١٠

مفتوحة « وأحسن » بالنصب قوله : (ونل حق لما) يريد « وليوفينهم » بالياء كما في أول البيت الآتي ، قرأه بالياء عاصم ومدلول حق وهشام بخلاف عنه ، والباقون بالنون ، والله أعلم.

خلف نوفّيهم اليا وترى

للغيب ضمّ بعده ارفع (ظـ)ـهرا

يريد قوله « لا يرى » قرأ بياء الغيب مضمومة يعقوب وعاصم وحمزة وخلف قوله : (بعده) أي ارفع لهم الذي بعده وهو قوله « إلا مساكنهم » والباقون بالتاء مفتوحة ونصب « مساكنهم ».

(نـ)ـصّ (فتى)وقاتلوا ضمّ اكسر

واقصر (عـ)ـلا (حما)وآسن اقصر

يريد « والذين قتلوا في سبيل الله » قرأ بضم القاف وكسر التاء من غير ألف حفص ومدلول حمى ، والباقون بفتحهما وألف بينهما قوله : (وآسن) أي قرأ ابن كثير كما في أول البيت الآتي « غير آسن » بقصر الهمزة ، والباقون بالمد ، والله تعالى أعلم.

(د)م آنفا خلف (هدا)والحضرمي

تقطّعوا كتفعلوا أملى اضمم

أي روى البزى بخلاف عنه « قال أنفا » بقصر الهمزة ، والباقون بالمد قوله : (والحضرمي) أي قرأ الحضرمي « وتقطعوا أرحامكم » بفتح التاء وسكون القاف وفتح الطاء مخففة على وزن تفعلوا ، والباقون بضم التاء وبفتح القاف وكسر الطاء مشددة قوله : (أملى اضمم) يعني قوله تعالى « وأملى لهم » قرأه بضم الهمزة وكسر اللام مدلول حمى ، وفتح الياء أبو عمرو ، والباقون بفتح الهمزة واللام.

واكسر (حما)وحرّك الياء (حـ)ـلا

أسرار فاكسر (صحب)يعلم وكلا

قوله : (إسرار) أي كسر الهمزة من قوله تعالى « والله يعلم إسرارهم » مدلول صحب ، والباقون بالفتح قوله : (يعلم) يريد قوله « ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم » بالياء في الثلاثة أبو بكر ، والباقون بالنون قوله : (سكن) أي سكن الواو في الثاني رويس ، والباقون بالفتح.

يبلو بيا (صـ)ـف سكّن الثّاني (غـ)ـلا

ليؤمنوا مع الثّلاث (د)م (حـ)ـلا

قوله : (ليؤمنوا) مع الثلاث أي الثلاثة بعده ، يريد « لتؤمنوا بالله ورسوله

٣١١

وتعزروه وتوقروه تسبحوه بكرة وأصيلا » قرأه بالغيب في الأربعة ابن كثير أبو عمرو ، والباقون بالخطاب ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

نؤتيه يا (غـ)ـث (حـ)ـز (كفا)ضرّا فضم

(شفا)اقصر اكسر كلم الله لهم

يريد « فسيؤتيه أجرا عظيما » قرأه بالياء رويس وأبو عمرو والكوفيون ، والباقون بالنون قوله : ((ضرا) يعني قوله تعالى « إن أراد بكم ضرا » قرأه بضم الضاد حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بفتحها قوله : (اقصر اكسر) أي اللام من غير ألف للمذكورين من قوله تعالى « كلام » والباقون بألف بعد اللام « كلم ».

ما يعملوا (حـ)ـط شطأه حرّك (د)لا

(مـ)ـز أزر اقصر (مـ)ـاجدا والخلف (لـ)ـا

يريد « بما يعملون بصيراهم الذين كفروا » قرأه أبو عمرو وحده بالغيب ، والباقون بالخطاب ، ولا خلاف في الذي قبله « بما يعملون خبيرا بل ظننتم » أنه بتاء الخطاب قوله : « شطأه » قرأه بتحريك الطاء الذي هو الفتح ابن كثير وابن ذكوان ، والباقون بسكونها وهما لغتان قوله : (أزر اقصر) أي الهمزة لابن ذكوان وهشام بخلاف عنه ، والباقون بالمد ، والله تعالى أعلم.

ومن سورة الحجرات إلى سورة الرحمن عزوجل

تقدّموا ضمّوا اكسروا لا الحضرمي

إخوتكم جمع مثنّاة (ظـ)ـمي

يعني قوله تعالى « لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله » قرأه بضم التاء وكسر الدال كل القراء إلا الحضرمي فقرأ بفتح التاء والدال قوله : (إخوتكم) أي قرأ يعقوب « فأصلحوا بين إخوتكم » بجمع المثنى ، والباقون بالتثنية ، والله أعلم.

والحجرات فتح ضمّ الجيم (ثـ)ـر

يألتكم البصري (ويعملون)(د)ر

يريد « إن الذين ينادونك من وراء الحجرات » قرأه أبو جعفر بفتح ضم الجيم قوله : (يألتكم) أي قرأ أبو عمرو ويعقوب « لأيالتكم من أعمالكم شيئا » بهمزة ساكنة بين الياء واللام كما لفظ به ، وأبو عمرو على أصله في الإبدال ، والباقون بحذف الهمزة قوله : (ويعملون) يريد آخر « الحجرات » « والله بصير بما يعملون » قرأه ابن كثير وحده بالغيب ، والباقون بالخطاب.

نول يا (إ)ذ (صـ)ـحّ أدبار كسر

(حرم فتى)مثل ارفعوا (شفا صـ)ـدر

٣١٢

يريد « يوم يقول الجهنم » قرأ بالياء نافع وأبو بكر ، والباقون بالنون قوله : (كسر) أي كسر الهمزة من قوله تعالى « وأدبار السجود » مدلول حرم المدنيان وابن كثير ومدلول فتى حمزة وخلف ، والباقون بفتحها قوله : (مثل ارفعوا) يريد « مثل ما أنكم تنطقون » قرأه حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر بالرفع لأنه صفة لحق وما زائدة. والباقون بالنصب ؛ ووجه النصب أنه في موضع رفع ولكنه فتح فتحة بناء لإضافة إلى غيره متمكن.

صاعقة الصّعقة (ر)م قوم اخفض) (ن)

(حـ)ـسب (فتى ر)اض وأتبعنا (حـ)ـسن

أي قرأ الكسائي « الصّعقة » موضع قراءة غيره « الصاعقة » كما لفظ بهما قوله : (قوم) يريد « وقوم نوح » بالخفض أبو عمرو ومدلول فتى والكسائي عطف على « وفي موسى ، وفي عاد ، وفي ثمود ، وقوم نوح » الآيات ، والباقون بالنصب على فأهلكنا « قوم نوح » واذكر « قوم نوح » قوله : (وأتبعنا) أي قرأ أبو عمرو « والذين آمنوا وأتبعناهم » موضع قراءة غيرهم « واتبعتهم » كما في أول البيت الآتي ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

باتّبعت ذرّيّة امدد (كـ)ـم (حما)

وكسر رفع التّا (حـ)ـلا واكسر (د)ما

قوله : (ذرية) يريد « ذرياتهم » بالمد أي قرأه بالألف جمعا ابن عامر والبصريان ، والباقون بغير ألف قوله : (وكسر رفع التاء) أي كسر رفع التاء أبو عمرو وحده ، وأما « ذرياتهم » فذكر في الأعراف ، قوله واكسر : أي اكسر اللام من قوله « وما ألتناهم » لابن كثير ، والباقون بفتحها ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

لام ألتنا حذف همز خلف (ز)م

وإنّه افتح (ر)م (مدا)يصعق ضم

قوله : (حذف همز) يريد حذف الهمزة من « ألتناهم » لقنبل ، والباقون بإثباتها قوله : (وإنه افتح) يريد قوله تعالى « إنا كنا من قبل ندعوه إنه » قرأ بفتح الهمزة الكسائي والمدنيان على تقدير لأنه ، والباقون بكسرها على الابتداء قوله : (يصعق ضم) أي قرأ ابن عامر وعاصم « الذي فيه يصعقون » بضم الياء ، والباقون بفتحها ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

(كـ)ـم (نـ)ـال كذّب الثّقيل (لـ)ـي (ثـ)ـنا

تمروا تماروا (حبر عمّ نـ)ـصّنا

أي قرأ هشام وأبو جعفر « ما كذّب الفؤاد » بتثقيل الذال ، والباقون بالتخفيف

٣١٣

قوله : (تمرو) يريد قوله تعالى « أفتمارونه » قرأه بضم التاء وألف بعد الميم مدلول حبر ومدلول عم وعاصم موضع قراءة غيرهم « تمرونه بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

تا اللاّت شدّد (غـ)ـر مناة الهمز زد

(د)ل مستقر خفض رفعه (ثـ)ـمد

أي روى رويس تشديد التاء من قوله تعالى « أفرأيتم اللاتّ والعزى » والباقون بتخفيفها قوله : (مناة) يريد « ومناة) (١) (الثالثة الأخرى » قرأه ابن كثير بهمزة بعد الألف ، والباقون بغير همز قوله : (مستقر) قرأ بخفض رفع الراء أبو جعفر ، والباقون برفعها.

وخاشعا في خشّعا (شفا حما)

سيعلمون خاطبوا (فـ)ـصلا (كـ)ـما

أي قرأ مدلول شفا ومدلول حما « خاشعا أبصارهم » موضع قراءة غيرهم « خشّعا » قوله : (فصلا كما) أي قرأ حمزة وابن عامر « سيعلمون غدا » بالخطاب ، والباقون بالغيب ، والله أعلم.

سورة الرحمن عزوجل

والحبّ ذو الرّيحان نصب الرّفع (كـ)ـم

وخفض نونها (شفا)يخرج ضم

أي قرأ ابن عامر « والحبّ ذو العصف والريحان » بنصب (٢) رفع الثلاثة ، والباقون برفعها قوله : (وخفض نونها) أي خفض نون « الريحان » حمزة والكسائي وخلف ، ولا خلاف في خفض « العصف » قوله : (يخرج ضم) أي قرأ نافع والبصريان وأبو جعفر « يخرج منهما » بضم الياء وفتح الراء كما في أول البيت الآتي ، والباقون بفتح الياء وضم الراء ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

مع فتح ضمّ (إ)ذ (حما ثـ)ـق وكسر

في المنشئات الشّين (صـ)ـف خلفا (فـ)ـخر

قوله : (وكسر) أي كسر شعبة بخلاف عنه وحمزة بغير خلاف الشين من

__________________

(١) « ومناءة ».

(٢) الثلاثة هي : « الحبّ » وذا والريحان.

٣١٤

قوله تعالى « وله الجوار المنّشئات » والباقون وفتح الشين وكسرها (١) نعت للجواري : وهي السفن.

سنفرغ الياء (شفا)وكسر ضم

شواظ (د)م نحاس جرّ الرّفع (شـ)ـم

أي قرأ مدلول شفا « سيفرغ لكم » بالياء ، والباقون بالنون قوله : (وكسر ضم) أي كسر الضم من قوله « شواظ من نار » ابن كثير ، والباقون بالضم وهما لغتان قوله : (نحاس) يريد قوله تعالى : (نحاس فلا تنتصران) قرأه بجر الرفع روح ومدلول حبر ، والباقون بالرفع ، والله تعالى أعلم.

حبر كلا يطمث بضمّ الكسر (ر)م

خلف ويا ذي (آخرا)واو (كـ)ـرم

يريد قوله تعالى : (لم يطمثهن) قرأه بضم الميم في الموضعين الكسائي بخلاف عنه ، والباقون بالكسر قوله : (ويا ذي) يريد « ذو الجلال والإكرام » آخر السورة ، قرأه ابن عامر بالواو مكان الياء ولزم ذلك كسر الذال قبلها ، فلهذا لم ينبه عليه وهو بالياء نعت لرب وبالواو نعت للاسم ، لأن المراد بالاسم هو المسمى ، وقد رسمت بالواو في المصحف الشامي ، والله أعلم.

ومن سورة الواقعة إلى سورة التغابن

حور وعين خفض رفع (ثـ)ـب (رضا)

وشرب فاضممه (مدا)(نـ)ـصر (فـ)ـضا

أي قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي « وحور عين » بخفض رفع الاسمين ، والباقون بالرفع والخفض عطف على « فاكهة ، ولحم طير » معطوفان إما على الأكواب ، وإما على « جنات النعيم » ؛ وأما وجه الرفع فعلى تقدير « ولهم حور عين » أو على ولدان قوله : (وشرب) أي قرأ « شرب الهيم » بضم الشين المدنيان وعاصم وحمزة ، والباقون بفتحها ، والله تعالى أعلم.

خفّ قدرنا (د)ن فروح اضمم (غـ)ـذا

بموقع (شفا)اضمم اكسر أخذا

يعني « نحن قدرنا بينكم الموت » قرأه ابن كثير بتخفيف الدال ، والباقون بالتشديد وهما لغتان قوله : (وروح) أي روى رويس « وروح وريحان » بضم الراء ،

__________________

(١) « المنشآت ».

٣١٥

والباقون بفتحها قوله : (بموقع) يريد قوله تعالى : (بمواقع النجوم) قرأه مدلول شفا « بموقع » بإسكان الواو من غير ألف كما لفظ به ، والباقون بألف بعد الواو فهو من باب الإفراد والجمع قوله : (اضمم اكسر) أي اضمم الهمزة واكسر الخاء من قوله تعالى : (وقد أخذ ميثاقكم) بالرفع لأبي عمرو لأنه مفعول أخذ لم يسم فاعله ، والباقون بفتح الهمزة والخاء والنصب لأنه مفعول أخذ المبني للفاعل ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ميثاق فارفع (حـ)ـز وكلّ (كـ)ـثرا

قطع انظرونا واكسر الضّمّ (فـ)ـرا

أي « وكلا وعد الله الحسنى » قرأه برفع اللام (١) كما لفظ به ابن عامر وكتب كذلك في مصحف الشام ، وهو في الأصل مفعول وعده ، ولكن إذا تقدم المفعول على الفعل ضعف عمله فيه فيجوز رفعه ، وقرأ الباقون بالنصب على الأصل ، وقد أجمعوا على نصب الذي في سورة النساء قوله : (انظرونا) أي قرأ حمزة وحده « انظرونا نقتبس من نوركم » بقطع الهمزة وفتحها وكسر الظاء : (٢) بمعنى أمهلونا ارفقوا بنا كي ندرككم ، وقرأ الباقون بوصل الهمزة وضم الظاء بمعنى انتظرونا ، أو التفتوا إلينا ، يقال نظرته : إذا انتظرته ، أو نظرته : إذا أمهلته وأخرته ، والله أعلم.

يؤخذ أنّث (كـ)ـم (ثوى)خفّ نزل

(إ)ذ (عـ)ـن (غـ)ـلا الخلف وخفّف (صـ)ـف (د)خل

يريد « لا يؤخذ منكم فدية » قرأه ابن عامر ومدلول ثوى بالتأنيث ، والباقون بالتذكير لأن تأنيث الفدية غير حقيقي قوله : (خف نزل) يعني قوله تعالى : (وما نزل من الحق) قرأه بتخفيف الزاي نافع وحفص ورويس بخلاف عنه ، والباقون بالتشديد ، والتشديد والتخفيف ظاهران لأن ما أنزل الله تعالى فقد نزل قوله : (وخفف) أي خفف الصاد من قوله تعالى : (إن المصدقين والمصدقات) لأبي بكر وابن كثير ، والباقون بالتشديد والتخفيف بمعنى صدقوا الله ورسوله والتشديد بمعنى التصديق وأدغمت التاء في الصاد ، (٣) والله سبحانه وتعالى أعلم.

__________________

(١) « وكل ».

(٢) « أنظرونا ».

(٣) لأنها في الأصل « المتصدقين » فأدغمت التاء بالصاد وعوّض عنها بالصاد المشددة كما هو مرسوم في المصحف.

٣١٦

صادى مصدّق ويكونوا خاطبا

(غـ)ـوثا أتاكم اقصرن (حـ)ـز واحذفن

أي روى رويس « ولا تكونوا » بالخطاب ، والباقون بالغيب قوله : (أتاكم) يريد « ولا تفرحوا بما آتاكم » قرأه أبو عمرو بقصر الهمزة بمعنى جاءكم ، والباقون بالمد بمعنى أعطاكم الله قوله : (واحذفن. قبل الغنى) كما في أول البيت الآتي ، يريد قوله تعالى : (إن الله هو الغني) بحذف هو قبل الغنى (١) لمدلول عم ، والباقون بإثباتها كما هو محذوف في مصاحف المدينة والشام ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

قبل الغنيّ هو (عمّ)وامدد

وخفّ ها يظّهّروا (كنز ثـ)ـدى

أي خفف الهاء من قوله تعالى : (الذين يظاهرون ، والذين يظهرون) لمدلول كنز وأبي جعفر وضم الياء وكسر الهاء ، وخفف الظاء عاصم قوله : (معا) أي في الموضعين ، وقرأ الباقون بتشديد الظاء والهاء من غير ألف ، والله أعلم.

وضمّ واكسر خفّف الظّا (نـ)ـل معا

يكون أنّث (ثـ)ـق وأكثر ارفعا

يريد « ما يكون من نجوى ثلاثة » قرأه أبو جعفر بالتأنيث ، والباقون بالتذكير قوله : (وأكثر ارفعا) يريد « ولا أكثر إلا هو معهم » قرأه يعقوب بالرفع ، والباقون بالنصب ، والله أعلم.

(ظـ)ـلاّ وينتجوا كينتهوا (غـ)ـدا

(فـ)ـز تنتجوا (غـ)ـث والمجالس امددا

يعني قوله تعالى : (ويتناجون بالإثم والعدوان) قرأه رويس وحمزة « ينتجون » مثل « ينتهون » وكذلك قرأ رويس الذي بعده « فلا تنتجوا » والباقون بتاء ونون مفتوحين وألف وفتح الجيم قوله : (والمجالس امددا) يريد « تفسحوا بلا ألف إفرادا ، (٢) والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

(نـ)ـل وانشروا معا فضمّ الكسر (عم)

(عـ)ـن (صـ)ـفّ خلف يخربون الثّقل (حـ)ـم

__________________

(١) أي بدون رسم هو فتصبح « إن الله العني الحميد ».

(٢) « المجلس ».

٣١٧

يريد « وإذا قيل انشزوا فانشزوا » معا : أي في الموضعين بضم الشين فيهما مدلول عم وحفص وشعبة بخلاف عنه ، والباقون بكسرها ، وهما لغتان قوله : (يخرّبوا) قرأ بتشديد الراء أبو عمرو ، والباقون بالتخفيف وهما أيضا لغتان ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

يكون أنّث دولة (ثـ)ـق (لـ)ـي اختلف

وامنع مع التّأنيث نصبا (لـ)ـووصف

يعني قوله تعالى : (كيلا يكون دولة) قرأه أبو جعفر وهشام بخلاف عنه بالتأنيث ودولة بالرفع كما لفظ به ، والباقون بالتذكير والنصب ، (١) وتوجيه القراءتين ظاهر ؛ فمن رفع « دولة » جعل كان تامة ، ومن نصب قدر كيلا يكون الفيء دولة قوله : (وامنع) أي امنع مع تأنيث يكون النصب في دولة ولو وصف وذكر عن هشام.

وجدر جدار (حبر)فتح ضم

يفصل نل ظبى وثقل الصّاد (لـ)ـم

أي قرأ مدلول حبر ابن كثير وأبو عمرو « من وراء جدار » بكسر الجيم وفتح الدال إفرادا موضع قراءة غيرهم جدر بضم الجيم والدال جمعا قوله : (فتح ضم) أي فتح الضم من قوله تعالى : (يفصل بينكم) عاصم ويعقوب قوله : (وثقل الصاد) أي وقرأ بثقل الصاد هشام بخلاف عنه ومدلول شفا وابن ذكوان وفتح الصاد مخففة مدلول عم وأبو عمرو وابن كثير ؛ ففيها أربع قراءات : عاصم ويعقوب بفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة ، وحمزة والكسائي وخلف بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد مشددة ، والمدنيان وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وإسكان الفاء وفتح الصاد مخففة ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

خلف (شفا)منه افتحوا (عمّ)(حـ)ـلا

(د)م تمسكوا الثّقل (حما)متمّ لا

قوله : (تمسكوا) يعني « ولا تمسّكوا بعصم الكوافر » قرأه البصريان بالتشديد ويشهد لقراءتهما « والذين يمسّكون بالكتاب » شددها الأكثر ، والباقون بالتخفيف قوله : (متم) أي لا تنون « نوره » بالخفض لمدلول صحب وابن كثير ، والباقون بالتنوين والنصب وهو الأصل مثل مكرم عمرا ، ومن أضاف حذف التنوين وخفض المفعول للتخفيف ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

__________________

(١) « كي لا يكون دولة ».

٣١٨

تنوّن اخفض نوره (صحب د)دي

أنصار نوّن لام لله زد

قوله : (أنصار) يريد قوله تعالى : (أنصار الله) نون أنصار وزد لام الجر على اسم الله لمدلول وأبي عمرو ، (١) والباقون بالإضافة ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

(حرم حـ)ـلا خفّف لووا (إ)ذ (شم أ)كن

للجزم فانصب حز ويعملون (صـ)ـن

يريد « لووا رؤوسهم » قرأه نافع وروح عن يعقوب بتخفيف الواو ، والباقون بالتشديد قوله : (أكن) يريد « أكن من الصالحين » قرأه أبو عمرو بالواو ونصب النون ، (٢) والباقون بالجزم وحذف الواو قوله : (ويعملون) أي (والله بصير بما يعملون) آخر السورة رواه أبو بكر بالغيب ، والباقون بالخطاب.

ومن سورة التغابن إلى سورة الإنسان

يجمعكم نون (ظـ)ـبا بالغ لا

تنوّنوا وأمره اخفضوا (عـ)ـلا

يعني (يجمعكم ليوم الجمع) قرأه بالنون يعقوب ، (٣) والباقون بالياء قوله : (لا تنونوا) يريد قوله تعالى : (بالغ أمره) رواه حفص بغير تنوين وأمره بالخفض ، والباقون بالتنوين والنصب. (٤)

وجد اكسر الضّمّ (شـ)ـذا خفّ عرف

(ر)م وكتابه اجمعوا (حما عـ)ـطف

أي روى روح (من وجدكم) بكسر الواو ، والباقون بالضم قوله : (خف عرف) أي قرأ الكسائي (عرف بعضه) بتخفيف الراء ، والباقون بالتشديد قوله : (« وكتابه ») أي قرأ مدلول حمى وحفص (وصدقت بكلمات ربها وكتبه) بالجمع ، والباقون بالإفراد ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ضمّ نصوحا (صـ)ـف تفاوت قصر

ثقّل (رضا)وتدّعوا تدعوا ظهر

يعني (توبة نصوحا) رواه أبو بكر بضم النون ، والباقون بالفتح قوله : (تفاوت) أي قرأ مدلول رضى وحمزة والكسائي (ما ترى في خلق الرحمن من

__________________

(١) « أنصار لله ».

(٢) « أكون ».

(٣) « نجمعكم ».

(٤) « بالغ أمره ».

٣١٩

تفوّت) بتشديد الواو من غير ألف كما لفظ به ، والباقون بالألف والتخفيف قوله : (وتدعوا) يريد قوله تعالى : (وقيل هذا الذي كنتم به تدّعون) قرأه يعقوب (تدعون) بإسكان الدال مخففة موضع قراءة غيرهم (تدّعون) بفتحها مشددة ، والله تعالى أعلم.

سيعلمون (مـ)ـن (ر)جا يزلق ضم

غير (مدا)وقبله (حما رس)م

أي قرأ الكسائي (فسيعلمون من هو) بالغيب كما لفظ به ، والباقون بالخطاب قوله : (يزلق) يريد (ليزلقونك بأبصارهم) قرأه المدنيان بفتح الياء ، والباقون بضمها قوله : (وقبله) يعني قوله تعالى : (وجاء فرعون ومن قبله) بكسر القاف وفتح الباء البصريان والكسائي ، والباقون بفتح القاف وإسكان الياء.

كسرا وتحريكا ولا يخفى (شفا)

ويؤمنوا يذّكّروا (د)ن (ظـ)ـرفا

أي قرأ مدلول شفا (لا يخفي منكم خافية) بالياء ، والباقون بالتاء قوله : (ويؤمنوا) يريد (قليلا ما يؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما يذكرون) قرأه بالغيب فيهما كما لفظ به ابن كثير ويعقوب وابن عامر بخلاف عن ابن ذكوان ، والباقون بالخطاب ، والله سبحانه تعالى أعلم.

(مـ)ـن خلف (لـ)ـفظ سال أبدل في سأل

(عمّ)ونزّاعة نصب الرّفع (عـ)ـل

أي قرأ مدلول عم سأل بإبدال الهمزة ألفا (١) موضع قراءة غيرهم سأل بهمزة مفتوحة قوله : (ونزاعة) أي قرأ حفص (نزاعة للشوى) بنصب الرفع على الاختصاص أو على الحال المؤكد ؛ وأما وجه الرفع فعلى أن (نزاعة) خبر لإن بعد خبر ، أو هي خبر لظى والضمير في إنها ضمير القصة ، والله أعلم.

تعرج ذكّر (ر)م ويسأل اضمما

(هـ)ـل خلف (ثـ)ـق شهادة الجمع (ظـ)ـما

أي قرأ الكسائي (يعرج الملائكة) بالتذكير ، والباقون بالتأنيث قوله : (ويسأل) يريد (ولا يسئل) بضم الياء ، قرأه البزي بخلاف عنه ، وأبو جعفر بغير خلاف ، والباقون بفتحها قوله : (شهادة) يريد قوله تعالى : (بشهادتهم قائمون) قرأه بالجمع يعقوب وحفص ، والباقون بالإفراد ، والله أعلم.

__________________

(١) كما في المتن « سأل ».

٣٢٠