شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي

شرح طيّبة النّشر في القراءات العشر

المؤلف:

شهاب الدين أبي بكر بن أحمد بن محمّد بن محمّد ابن الجزري الدمشقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٤

في شركاء يتبعوا كالظّلّة

بالخفّ والفتح (ا)تل يبطش كله

قوله : (يتبعوا كالظلة) يعني الشعراء ، يريد قوله تعالى (لا يتبعوكم) وفي الشعراء (يتبعهم الغاوون) بتخفيف التاء وفتح الباء نافع ، والباقون بالتشديد والكسر وهما لغتان ، فمن الأول فمن تبعني ، ومن الثاني قوله تعالى (واتّبع هواه) قوله : (يبطش كله) يعني كلما وقع من لفظ يبطش وهو (يبطشون) هنا (ويبطش بالذي) في القصص (ونبطش البطشة الكبرى) بالدخان بضم الطاء منها كما سيأتي أبو جعفر ، والباقون بالكسر وهما لغتان.

بضمّ كسر (ثـ)ـق وليّي احذف

بالخلف وافتحه أو اكسره (يـ)ـفي

يريد قوله تعالى (إن وليّ الله الذي) قرأه بياء واحدة مشددة وحذف الباء الأخرى السوسى بخلاف عنه ، وإذا حذف الياء هل يفتح الياء المشددة أو يكسرها على خلاف أيضا بين أهل الأداء عنهم ، وقد بين ذلك في النشر.

وطائف طيف (ر)عى (حقّا)وضم

واكسر يمدّون لضمّ (ثـ)ـدى (أ)م

أي وقرأ « طيف » موضع طائف الكسائي وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون طائف وقد لفظ بهما جميعا قوله : (وضم) يعني قوله (وإخوانهم يمدونهم في الغي) بضم الياء وكسر الميم ، من أمدّ أبو جعفر ونافع ، والباقون بفتح الياء وضم الميم فيقال (١) هما لغتان.

سورة الأنفال

ومرد في افتح داله (مدا)(ظـ)ـمى

رفع النّعاس (حبر)يغشى فاضمم

أي وقرأ (من الملائكة مردفين) بفتح الدال نافع وأبو جعفر ويعقوب ، والباقون بكسرها قوله : (رفع النعاس) يعني قوله تعالى : (إذ يغشاكم النّعاس أمنة منه) قرأه ابن كثير وأبو عمرو يغشاكم بفتح الياء والشين والنعاس بالرفع ، وهذا خرج من ضد قوله : فاضمم واكسر لباق : أي لغير حبر ، فيبقى مدلول حبر بضد الضم في الياء وهو فتحها وبضد الكسر في الشين وهو الفتح ، وإذ انفتحت الشين

__________________

(١) كلمة يقال تدل على تضعيف القول ووهنه وإنما أراد المؤلف منه الوجهة النّحوية لا الإسناديّة للقراءة فتنبّه.

٢٤١

انقلبت الياء ألفا ضرورة ، والباقون الذين هم غير مدلول حبر بنصب النعاس وبضم الياء وكسر الشين ، وإذا انكسرت الشين انقلبت الألف ياء فتصير يغشيكم ، وشدد الشين منهم يعقوب والكوفيون وابن عامر ، وهذا معنى قوله : واشدد مع موهن الخ كما سيأتي في البيت الآتي :

واكسر لباق واشددن مع موهن

خفّف (ظـ)ـبى (كنز)ولا ينوّن

أي الشين فيصير يغشيكم لمدلول ظبا كنز ، ثم أضاف إلى تشديد يغشيكم تخفيف موهن يعني (موهن كيد الكافرين) اختصار بليغا ، لأن من شدد يغشّيكم خفف موهن فضم إلى موهن يغشيكم لذلك ، فأما « موهن » فخففها يعقوب وابن عامر والكوفيون ، والباقون بالتشديد ، وكلهم نوّنوا موهن ونصبوا كيد إلا حفصا فإنه لا ينونه ويخفض كيد فيصير فيه ثلاث قراءات.

مع خفض كيد (عـ)ـد وبعد افتح وأن

(عمّ)عـ)ـلا ويعملو الخطاب (غـ)ـن

أي وبعد (موهن كيد ، وأن الله مع المؤمنين) بفتح الهمزة نافع وأبو جعفر وابن عامر وحفص على إضمار حرف الجر : أي ولأن الله مع المؤمنين ، والباقون بالكسر على الاستئناف ، واحترز بقوله وبعد عن (وأن الله عنده أجر عظيم) فإنه لا خلاف في فتحه ، وقوله : ويعملو ، يريد قوله تعالى (فإن الله بما يعملون بصير) بالخطاب رويس حملا على قوله تعالى (وقاتلوهم) قبله ، وعلى قوله (وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم ، واعلموا أنما غنمتم) والباقون بالغيب حملا على قوله تعالى (فإن انتهوا) وغيره.

بالعدوة اكسر ضمّه (حقّا)معا

وحيي اكسر مظهرا (صـ)ـفا (ز)عا

يريد قوله تعالى (إذا أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى) بكسر العين فيهما ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بضمها وهما لغتان قوله : (وحي) أي وقرأ من حي بكسر الياء الأولى مع الإظهار على وزن عمى خلف وشعبة ونافع وقنبل بخلاف عنه والبزى وأبو جعفر ويعقوب كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بالفتح مع الإدغام وهما لغتان من حي وحي.

٢٤٢

زد خلف (هـ)ـب (ثوى)ويحسبنّ (فـ)ـي

(عـ)ـن (كـ)ـم (ثـ)ـنا والنّور (فـ)ـاشيه (كـ)ـفي

زد من الزيادة ؛ وفيه إشارة إلى زيادة وجه الإظهار لقنبل عن الشاطبية وغيرها قوله : (ويحسبن) يعني قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا) حمزة وحفص وابن عامر وأبو جعفر بالغيب كما لفظ به على تقدير ولا يحسبن الرسول أو حاسب ، والباقون بالخطاب على أنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوله : (والنور) والموضع الذي في النور وهو قوله تعالى : (ولا تحسبن الذين كفروا معجزين) حمزة وابن عامر أيضا ، والباقون بالخطاب ، ووجههما ما تقدم هنا.

وفيهما خلاف إدريس اتّضح

ويتوفّى أنّث أنّهم فتح

يعني واختلف عن إدريس في الموضعين هنا والنور على ما أوضحه الناظم في النشر قوله : (ويتوفى) يعني قوله تعالى (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا) قرأ ابن عامر بالتأنيث وأنهم بفتح الهمزة ، يعني قوله تعالى : (أنهم لا يعجزون) بفتح الهمزة ، ابن عامر كما سيأتي في أول البيت الآتي ، والباقون يتوفى بالتذكير وإنهم بالكسر.

(كـ)ـفل وترهبون ثقله (غـ)ـفا

ثاني يكن (حما كفى)بعد (كفا)

« أي وقرأ (ترهّبون » بتشديد الهاء رويس ، والباقون بالتخفيف وهما لغتان كما تقدم في أنزل ونزل ، وقيل رهبته أفرقته ، وأرهبته أدخلت عليه الفرق قوله : (ثاني يكن) يعني قوله تعالى (وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا) هذا هو الثاني ، قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به أبو عمرو ويعقوب والكوفيون قوله : (بعد) أي بعد الحرف الثاني المذكور آنفا ، يريد قوله تعالى (وإن يكن منكم مائة صابرة) قرأه بالتذكير أيضا الكوفيون.

ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ (ثـ)ـب

والضّمّ فافتح (نـ)ـل (فتى)والرّوم (صـ)ـب

يريد قوله تعالى : (وعلم أن فيكم ضعفا) قرأه أبو جعفر ضعفاء جمع ضعيف مثل كريم وكرماء وشريف وشرفاء ، وهذا معنى وحرك : أي أن العين بالفتح ولا تنون ومد ، وفهم من المد الهمزة على القاعدة ، وأما ضم الضاد فذكره بعد ذلك ، وفهم قراءة الباقين من لفظه أول البيت ، ثم قال والضم فافتح : أي فتح

٢٤٣

الضاد عاصم وحمزة وخلف ، والباقون بالضم ودخل فيهم أبو جعفر ، والضم والفتح لغتان ، ووجه قراءة أبي جعفر علم أن فيكم قويا وضعيفا أو أن بعضكم ضعيف ، وقيل إنه أوضح من قراءة الجماعة ، لأن قراءتهم تحتاج إلى تأويل : أي ضعفاء في النفوس فإنهم كانوا أقوى الأقوياء ، نفعنا الله بهم قوله : (والروم) يعني ضعفا الذي في الروم وهو قوله تعالى : (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا) قرأه بفتح الضاد من الثلاثة : شعبة وحمزة وحفص في أحد الوجهين كما ذكره في النشر ، والباقون بالضم.

(عـ)ـن خلف (فـ)ـوز أن يكون أنّثا

(ثـ)ـبت (حما)أسرى أسارى ثلّثا

أي وقرأ « أن يكون له » بالتاء على التأنيث أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ، والباقون بالياء على التذكير وتقدم وجههما في غير موضع قوله : (أسرى أسارى) أي وقرأ « أسارى » موضع « أسرى » ، يعني من قوله تعالى : (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) أبو جعفر وتلفظ هنا بالقراءتين ولم يكتف بلفظ قراءة أبي جعفر كما فعل في غيره لغرابتها بالنسبة إلى من لا يعرف غير السبعة ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

من الأسارى (حـ)ـز (ثـ)ـنا ولاية

فاكسر (فـ)ـشا الكهف (فتى)(ر)واية

أي وقرأ (في أيديكم من الأسارى) أبو عمرو وأبو جعفر ، والباقون من الأسرى ، وكلهم على أصولهم في الفتح والإمالة وبين اللفظين ، وتقدم الكلام في البقرة على وجه أسرى وأسارى قوله : (ولاية) يريد قوله تعالى : (من ولايتهم) بكسر الواو حمزة ، والباقون بفتحها ، فقيل هما لغتان ، وقيل الكسر بمعنى ما لكم من توليتهم : أي في الميراث والفتح ما لكم أن تكونوا موالي لهم وكسر الواو من موضع الكهف في قوله تعالى : (هنا لك الولاية لله الحق) حمزة والكسائي وخلف على معنى الملك والسلطان ، والباقون بالفتح على مراد النشر والغلبة لقوله تعالى : قبل (ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله).

سورة التوبة

وكسر لا أيمان (كـ)ـم مسجد (حق)

الأوّل وحّد وعشيرات (صـ)ـدق

أي قرأ (لا أيمان لهم) بكسر الهمزة عن ابن عامر ، والباقون بالفتح قوله :

٢٤٤

(مسجد) يعني قوله تعالى : (ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد الله) قرأه ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (مسجد الله) على التوحيد ، والباقون بالجمع قوله : (الأول) مفعول وحد ، واحترز عن قوله تعالى : (إنما يعمر مساجد الله) فإنه لا خلاف في جمعه قوله : (وعشيرات) أي وقرأ (وعشيرات) من قوله تعالى : (وأزواجكم وعشيرتكم) بالألف على الجمع شعبة ، والباقون على التوحيد ، وأشار بقوله : صدق ، إلى ثبوت هذه القراءة وردّا على من أنكرها ، فإن الأخفش زعم أن عشيرة لا يجمع إلا على عشائر ، وهذه القراءة الصحيحة ترد عليه ، وإنما قيده بقوله : أول البيت الآتي : جمعا ، ولم يكتف باللفظ لما تقدم من توحيد مساجد لئلا يتوهم أنه عطف عليه.

جمعا عزير نوّنوا (ر)م نـ)ـل (ظـ)ـبى

عين عشر في الكلّ سكّن (ثـ)ـعبا

يريد قوله تعالى : (وقالت اليهود عزير ابن الله) بالتنوين الكسائي وعاصم ويعقوب ، والباقون بغير تنوين قوله : (عين عشر) يعني قوله تعالى : (اثني عشر ، وإحدى عشر) بإسكان العين فيهما أبو جعفر ، والباقون بالفتح.

يضلّ فتح الضّاد (صحب)ضمّ يا

(صحب)ظـ)ـبى كلمة انصب ثانيا

يريد قوله تعالى : (يضلّ به الذين كفروا) قرأه بفتح الضاد حمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بكسرها ، وقرأه بضم الياء حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وحفص فتصير ثلاث قراءات : يضل بضم الياء وفتح الضاد لمدلول صحب على ما لم يسم فاعله ، ويضل بضم الياء وكسر الضاد ليعقوب ، ويضل بفتح الياء وكسر الضاد للباقين قوله : (كلمة انصب ثانيا) أي الحرف الثاني ، يعني قوله تعالى : (وكلمة الله هي العليا) بالنصب يعقوب كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بالرفع ؛ واحترز بقوله ثانيا عن الأولى (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى).

رفعا ومدخلا مع الفتح لضمّ

يلمز ضمّ الكسر في الكلّ (ظـ)ـلم

يريد قوله : أو مدخلا بهذا اللفظ الذي لفظ به من تخفيف الدال وإسكانها مع فتح ضم الميم يعقوب ، وإنما قيده لأن الوزن يقوم بالضم فلا بد من بيانه ، والباقون بضم الميم وتشديد الدال مفتوحة قوله : (يلمز) من (الذين يلمزون

٢٤٥

المطوعين) من هذه السورة (ولا تلمزوا أنفسكم) بضم الميم في الكل يعقوب ، والباقون بالكسر ، فقد جمع الناظم أمده الله تعالى ثلاث مسائل ، وهي كلمة ومدخلا ويلمز برمز واحد وهو ظلم.

يقبل (ر)د (فتى)ورحمة رفع

فاخفض فشا يعف بنون سمّ مع

يعني بالياء على التذكير الكسائي وحمزة وخلف قوله : (ورحمة) يعني قوله تعالى : (ورحمة للذين آمنوا منكم) بالخفض حمزة عطفا على خير ، والباقون بالرفع عطفا على « أذن » أو على تقدير وهو رحمة وهو واضح قوله : (يعف) يريد قوله تعالى : (إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) قرأ يعف بالنون على تسمية الفاعل فيضم النون ويكسر الذال ، وبنصب طائفة عاصم ، والباقون بالتاء على التأنيث وعلى ما لم يسم فاعله فيهما ورفع طائفة.

نو (لـ)ـدى أنثى تعذّب مثله

وبعد نصب الرّفع (نـ)ـل وظلّه

أي ظل القارئ وهو يعقوب ، قرأ (وجاء المعذرون) بتخفيف الذال من أعذر : أي بألف التماس المعذرة ، والباقون بالتشديد.

المعذرون الخفّ والسّوء اضمما

كثان فتح (حبر)الانصار (ظـ)ـما

قرأ ابن كثير وأبو عمرو (عليهم دائرة السوء) هنا وفي ثاني الفتح بضم السين ، والباقون بفتحها ، واحترز بثان الفتح عن الأول ، و (الظانين بالله ظن السوء) فلا خلاف في فتحهما قوله : (الأنصار) يريد (والأنصار والذين اتبعوهم) قرأه يعقوب بالرفع ، والباقون بالخفض.

برفع خفض تحتها اخفض وزد

من (د)م صلاتك لـ(ـصحب)وحّد

يعني تحتها من قوله تعالى : (وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار) قرأه ابن كثير بزيادة « من » قبلها وبخفضها بمن وكذا رسمت في المصحف المكي ، والباقون بحذف من ونصب تحتها وكذا في مصاحفهم قوله : (صلاتك) يعني قوله : (إن صلاتك سكن لهم) وقوله تعالى : (أصلاتك تأمرك) قرأهما حمزة والكسائي وخلف وحفص بالتوحيد وفتحوا التاء من هذا الموضع في هذه السورة كما يجيء في البيت الآتي بعده ، والباقون بالجمع وكسر التاء هنا على النصب بأن.

٢٤٦

مع هود وافتح تاءه هنا ودع

واو الّذين (عمّ)بنيان ارتفع

أي اترك يعني احذف الواو من قوله تعالى : (والذين اتخذوا مسجدا) لنافع وأبي جعفر وابن عامر وكذا كتبت في مصاحف المدينة والشام بغير واو ، والباقون والذين بالواو وكذا هو في سائر المصاحف قوله : (بنيان) يعني قوله تعالى : (أفمن أسس بنيانه على تقوى ، أم من أسس بنيانه على شفا) الموضعين قرأهما بضم الهمزة من أسس ، وكسر السين على ما لم يسم فاعله ، ورفع بنيانه نافع وابن عامر ، والباقون بفتحها على تسمية الفاعل ونصب بنيانه.

مع أسّس اضمم واكسر (ا)علم (كـ)ـم معا

إلاّ إلى أن (ظـ)ـفر تقطّعا

قرأ إلى أن تقطع موضع (إلا أن تقطع) يعقوب على أنها حرف جر ، (١) والباقون إلا بتشديد اللام على أنها حرف استثناء قوله : (تقطع) يعني قوله (تقطع قلوبهم) بضم التاء على ما لم يسم فاعله نافع وشعبة وابن كثير وأبو عمرو وخلف والكسائي ، والباقون بفتحها على البناء للفاعل.

ضمّ (ا)تل (صـ)ـف (حبرا)(روى)يزيغ (عـ)ـن

(فـ)ـوز يرون خاطبوا فيه (ظـ)ـعن

يعني (كاد يزيغ قلوب) قرأه بالياء على التذكير كما لفظ به حفص وحمزة ، والباقون بالتاء على التأنيث قوله : (يرون) يريد قوله تعالى : (أفلا يرون) بالتاء على الخطاب حمزة ويعقوب ، والباقون بالغيب.

سورة يونس عليه‌السلام

وإنّه افتح (ثـ)ـق ويا يفصّل

(حقّ)(عـ)ـلا قضى سمّى أجل

أي وقرأ (إنه يبدأ الخلق) بفتح الهمزة أبو جعفر ، والباقون بالكسر قوله : (يا يفصل) يريد قوله تعالى : (يفصل الآيات) بالياء ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحفص ، والباقون بالنون قوله : (قضى) يريد قوله تعالى : (لقضى إليهم أجلهم)

__________________

(١) أي « إلى أن تقطع ».

٢٤٧

قرأه على تسمية الفاعل : أي بفتح القاف والضاد أجلهم ابن عامر ويعقوب وسيأتي بيانه ، والباقون بضم القاف وكسر الضاد على ما لم يسم فاعله ورفع أجلهم.

في رفعه انصب (كـ)ـم (ظـ)ـبى واقصر ولا

أدرى ولا أقسم الاولى (ز)ن (هـ)ـلا

يعني قوله تعالى : (ولا أدراكم به)(ولا أقسم بيوم القيامة) (١) بحذف الألف من لا فيها قنبل ، والبزي بخلاف عنه على جعل اللام هي الواقعة في جواب لو ، والباقون بإثبات الألف في لا في الموضعين ، واحترز بقوله الأولى عن قوله تعالى : (لا أقسم بهذا البلد) ولا يرد قوله تعالى : (فلا أقسم بمواقع النجوم) لوقوعها بعد الفاء والناظم جردها منها ولفظ بهما كذلك.

خلف وعمّا يشركوا كالنّحل مع

روم (سما نـ)ـل (كـ)ـم ويمكر و(شـ)ـفع

يريد قوله تعالى : (عما يشركون) هنا وفي الموضعين من النحل وموضع الروم بالغيب على لفظه نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب وعاصم وابن عامر ، والباقون بالخطاب قوله : (ويمكرو) يعني قوله تعالى : (إن رسلنا يكتبون ما تمكرون) بالغيب أيضا على ما لفظ به روح ، والباقون بالخطاب.

و (كـ)ـم (ثـ)ـنا ينشر في يسيّر

متاع لا حفص وقطعا (ظـ)ـفر

يعني وقرأ ابن عامر وأبو جعفر (هو الذي ينشركم) في موضع يسيركم من النشور ، والباقون يسير من التسيير ، وقرأ كل القراء غير حفص (متاع الحياة الدنيا) بالرفع وقرأ هو بالنصب ، وقوله وقطعا : يعني قوله تعالى : (قطعا من الليل) بالإسكان يعقوب والكسائي وابن كثير كما يأتي أول البيت الآتي ، والباقون بفتح الطاء.

(ر)م (د)ن سكونا باء تبلو التّا (شفا)

لا يهد خفهم ويا اكسر (صـ)ـرفا

(هنالك تبلو) بالتاء موضع الباء ، فيصير « تتلو » : من التلاوة ، أو من التلو : وهو الإتباع حمزة والكسائي وخلف ، والباقون تبلو من الاختبار ، وقوله لا يهدي ، يعني قوله تعالى : (لا يهدّي) اختلف فيها على ست قراءات : فخفف الدال حمزة والكسائي وخلف ، والباقون بالتشديد ، وهذا معنى قوله خفهم ،

__________________

(١) « لأدراكم به ، لأقسم بيوم القيامة ».

٢٤٨

وكسر الياء منهم شعبة وإلى ذلك أشار بقوله : ويا اكسر صرفا : أي واكسر الياء من يهدي ، والباقون بفتحها وكسر الهاء عاصم ويعقوب ، وهذا فهم من قوله : والها نل ظلما ، وهو معطوف على اكسر ، وسكن الهاء ابن جماز وقالون بخلاف عنهما ، وحمزة والكسائي وخلف يخفون الدال كما تقدم أوّلا ، وهذا معنى قوله : لا يهد خفهم وقوله :

.... وأسكن ذا بدا

خلفهما شفا خذ الإخفا حدا

يعني أخفى فتحة الهاء : أي اختلس أبو عمرو بخلاف عنه ، وقالون وابن جماز في الوجه الآخر ، ويكون الوجه الآخر الاتباع.

والهاء (نـ)ـل (ظـ)ـلما وأسكن (ذ)ا (بـ)ـدا

خلفهما (شفا)(خـ)ـذ الإخفا (حـ)ـدا

تقدم شرحه في البيت قبله :

خلف (بـ)ـه (ذ)ق تفرحوا (غـ)ـث خاطبوا

وتجمعوا (ثـ)ـب (كـ)ـم (غـ)ـوى اكسر يعزب

أي قرأ رويس (فبذلك فلتفرحوا) بالخطاب ، والباقون بالغيب قوله : (وتجمعوا) يريد قوله تعالى : (هو خير مما يجمعون) قرأه بالخطاب أبو جعفر وابن عامر ورويس التفاتا إلى الكفار ، والباقون بالغيب إخبارا عنهم على جهة الغيب قوله : (واكسر يعزب) أي قرأ الكسائي (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة) هنا (ولا يعزب عنه مثقال ذرة) في سبأ بكسر ضم الزاي في الموضعين كما سيأتي في البيت الآتي ، والباقون بضمها وهما لغتان.

ضمّا معا (ر)م أصغر ارفع أكبرا

(ظـ)ـلّ (فتى)صل فاجمعوا وافتح (غـ)ـرا

أي وقرأ (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالرفع فيهما يعقوب وحمزة وخلف عطفا على محل مثقال ، والباقون بالفتح عطفا على لفظ مثقال قوله : (صل الخ) يريد قوله تعالى : (فأجمعوا أمركم) قرأه رويس بخلاف عنه كما سيأتي في البيت الآتي بوصل الهمزة وفتح الميم أمر من جمع ، والباقون بفتح الهمزة والميم من أجمع.

٢٤٩

خلف و(ظـ)ـنّ شركاؤكم وخف

تتّبعان النّون (مـ)ـن (لـ)ـه اختلف

يعني قوله تعالى : (وشركاؤكم) بالرفع على لفظه يعقوب عطفا على ضمير فأجمعوا ، والباقون بالنصب عطفا على أمركم بتقدير مضاف قوله : (وخف) أي خفف النون من قوله تعالى : (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعملون) لابن عامر ، بخلاف عن هشام من طريق الحلواني ، قيل هي نون التوكيد الشديدة خففت ، وقيل أكد بالخفيفة على مذهب يونس والقراء ، والباقون بالتشديد.

يكون (صـ)ـف خلفا وأنّه (شفا)

فاكسر ويجعل بنون (صـ)ـرفا

يعني قوله تعالى : (وتكون لكما الكبرياء) قرأه أبو بكر بالتذكير كما لفظ به بخلاف عنه ، والباقون بالتأنيث قوله : (« وأنه ») يريد قوله تعالى : (آمنت أنه) بكسر الهمزة حمزة والكسائي وخلف على الاستئناف أو على آمنت ، والباقون بالفتح بتقدير باء يتعلق بآمنت قوله : (ويجعل) أي قرأ أبو بكر « ويجعل الرجس » بالنون (١) على أنه مسند إلى اسم الله.

سورة هود عليه‌السلام

إنّي لكم فتحا (روى)(حقّ)(ثـ)ـنا

عمّيت اضمم شد (صحب)نوّنا

أي قرأ الكسائي وخلف وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وأبو جعفر : بأني بفتح الهمزة بتقدير بأني : أي متلبسا بأني ، والباقون بالكسر : أي فقال إني قوله : (عميت) يريد قوله تعالى : (فعمّيت عليكم) بضم العين وتشديد الميم حمزة والكسائي وخلف وحفص متعديا بالتضعيف مبنيا للمفعول والفاعل ضمير ربي ، والباقون بفتح العين والتخفيف لازم مبني للفاعل وفاعله ضمير تثنية قوله : (نونا) أي نونا من كل كما سيأتي في البيت الآتي :

من كلّ فيهما (عـ)ـلا مجرى اضمما

(صـ)ـف (كـ)ـم (سما)ويا بنيّ افتح (نـ)ـما

أي قرأ حفص قوله : (من كلّ زوجين اثنين) هنا وفي المؤمنين بتنوين كلّ على تقدير مضاف : أي من كل جنس ، والباقون بحذفه بإضافة كل إلى الزوجين

__________________

(١) « ونجعل الرجس ».

٢٥٠

قوله : (مجرى) يريد قوله تعالى : (بسم الله مجراها ومرساها) بضم الميم أبو بكر وابن عامر والمدنيان وابن كثير والبصريان على أنه مصدر أجرى ، والباقون بفتحها على أنه مصدر جرى مجرى قوله : (ويا بني) يعني قوله تعالى : (يا بني اركب معنا) قرأه عاصم بفتح الياء هنا وكسرها الباقون.

وحيث جا حفص وفي لقمانا

الاخرى (هـ)ـدى (عـ)ـلم وسكّن (ز)انا

أي فتح حفص الياء من (يا بنيّ) حيث جاء مضموم الأول ، وهو في ستة مواضع : (يا بني اركب معنا) في هذه السورة ، (ويا بني لا تقصص) في يوسف ، و (يا بني لا تشرك) و (يا بني إنها ، يا بني أقم الصلاة) بلقمان (يا بني إني أرى في المنام) في الصافات ، ووافقه البزي على فتح آخر لقمان ، وسكنها مخففة قنبل ، وسكن الأول من لقمان ابن كثير كما في البيت الآتي وهو (يا بني لا تشرك بالله) والباقون بالكسر في الجميع.

وأوّلا (د)ن عمل كعلما

غير انصب الرّفع (ظـ)ـهير (ر)سما

يريد قوله تعالى : (إنه عمل غير صالح) بكسر الميم وفتح اللام بغير تنوين ، ونصب غير على الإخبار بالفاعلية يعقوب والكسائي ، والباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع غير على الإخبار بالاسمية.

تسألن فتح النّون (د)م (لـ)ـي الخلف

واشدد (كـ)ـما (حرم)و(عمّ)الكهف

أي قرأ ابن كثير وهشام بخلاف عنه (فلا تسئلن) بفتح النون ولهشام وجه ثان عن الحلواني كسر النون ، والباقون بكسرها ، وشددها هنا ابن عامر والمدنيان وابن كثير قوله : (وعم الكهف) أي وشدد النون في الكهف من قوله تعالى : (فلا تسئلنّي عن الشيء) المدنيان وابن عامر ، والباقون بإسكان اللام وكسر النون فيهما ، وعلم إسكان اللام من لفظه وفتحهما من النظير.

يومئذ مع سال فافتح (إ)ذ (ر)فا

ثق نمل كوف سدن نوّن (كفا)

أي فتح الميم من قوله تعالى : (ومن خزى يومئذ) هنا و (من عذاب يومئذ) يسأل نافع والكسائي وأبو جعفر على البناء لإضافته لمبنى وحرك للساكنين وبالفتح تخفيفا ، والباقون بالكسر لاستصحاب المتمكن للانفصال وجر بالكسر للإضافة

٢٥١

قوله : (نمل كوف) أي وفتح الميم من قوله تعالى : (وهم من فزع يومئذ آمنون) بالنمل الكوفيون والمدنيان قوله : (نون كفا) أي ونون الكوفيون (من فزع) فيها كما في أول البيت لتمكنه وفتح الميم مع علامة النصب على الظرف بفزع أو بصفته أو آمنون ، والباقون بحذف التنوين لإضافته للظرف أو على تأويله بالمفعول.

فزع واعكسوا ثمود هاهنا

والعنكبا الفرقان (عـ)ـج (ظـ)ـبى (فـ)ـنا

أي قرأ حفص ويعقوب وحمزة قوله تعالى : (ألا إن ثمود) في هذه السورة (وثمود وقد) في العنكبوت (وعادا وثمود) في الفرقان بعكس ما قرأه الكوفيون في فزع ، فحذفوا التنوين في الثلاث.

والنّجم (نـ)ـل (فـ)ـي (ظـ)ـنّه اكسر نوّن

(ر)د لثمود قال سلم سكّن

أي وحذف التنوين أيضا من قوله تعالى : (وثمود فما أبقى) في عاصم وحمزة ويعقوب ، والباقون بالتنوين في الأربعة والصرف وعدمه لغتان قوله : (اكسر) أي كسر الدال منونة الكسائي من قوله تعالى : (ألا بعدا لثمود) وفتحها الباقون من غير تنوين قوله : (قال سلم) يريد قوله تعالى : (قال سلام) كما سيأتي في البيت الآتي :

واكسره واقصر مع ذرو (فـ)ـي (ر)با

يعقوب نصب الرّفع (عـ)ـن (فـ)ـوز (كـ)ـبا

يعني قوله تعالى : (قال سلام فما لبث) هنا (وقال سلام) بالذاريات بكسر السين وإسكان اللام بلا ألف (١) كلفظه حمزة والكسائي ، والباقون بفتح السين واللام وألف بعدها فيهما ، والسلام والسلم لغتان قوله : (يعقوب الخ) يريد قوله تعالى : (ومن وراء إسحاق يعقوب) نصب الباء حفص وحمزة وابن عامر على أنه مفعول لمقدر من معنى « بشرناها » والباقون بالرفع للابتداء عند سيبويه ، وللظرف عند الأخفش.

وامرأتك (حبر)أن اسر فاسر (صـ)ـل

(حزم)وضمّ سعدوا (شفا)(عـ)ئدل

يريد قوله تعالى : (امرأتك) برفع التاء على لفظه ابن كثير وأبو عمرو ، والباقون بالنصب قوله : (أن اسر فاسر) قرأ المدنيان وابن كثير (فأسر بأهلك) هنا

__________________

(١) أي في الموضعين : « سلم ».

٢٥٢

والحجر وفي الدخان (فاسر بعبادي) وفي طه والشعراء (أن اسر بعبادي) بوصل الهمزة وكسر النون لالتقاء الساكنين وصلا من قوله : (أن اسر ، فاسر) وابتدأ الهمزة بالكسر المدنيان وابن كثير ، والباقون بقطع الهمزة وفتحها في الكل قوله : (وضم) أي ضم السين من قوله تعالى : (وأما الذين سعدوا) حمزة والكسائي وخلف وحفص ، والباقون بفتحها.

إن كلاّ الخفّ (د)نا (ا)تل (صـ)ـن وشد

لمّا كطارق (نـ)ـهى (كـ)ـن (فـ)ـي (ثـ)ـمد

يريد قوله تعالى : (وإن كلا) قرأه بتخفيف النون وإسكانها ابن كثير ونافع وأبو بكر ، والباقون بالفتح والتشديد قوله : (وشد « لما ») يريد قوله تعالى : (لمّا ليوفينهم) هنا (ولما عليها) في الطارق ، قرأه بتشديد الميم عاصم وابن عامر وحمزة وأبو جعفر.

يس (فـ)ـي (ذ)ا (كـ)ـم (نـ)ـوى لام زلف

ضمّ (ثـ)ـنا بقية (ذ)ق كسر وخف

أي وشدد الميم من قوله تعالى : (لمّا جميع) في يس حمزة وابن عامر وابن جماز وعاصم على أنها بمعنى إلا وإن نافية ، والباقون بالتخفيف في الثلاثة قوله : (لام زلف) أي ضم اللام من قوله تعالى : (وزلفا من الليل) أبو جعفر ، والباقون بفتحها ، وقرأ ابن جماز قوله تعالى : (أولوا بقية) بكسر الباء وسكون القاف وتخفيف الياء كلفظه ، والباقون بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء.

سورة يوسف عليه‌السلام

يا أبت افتح حيث جا (كـ)ـم (ثـ)ـطعا

آيات افرد (د)ن غيابات معا

أي قرأ ابن عامر وأبو جعفر بفتح تاء (يا أبت) حيث جاء وهو في ثمانية مواضع ، والباقون بكسرها قوله : (آيات) يعني قوله تعالى : (آيات للسائلين) قرأه ابن كثير بالإفراد (١) فجعل شأن يوسف وأخواته آية واحدة ، ووجه الجمع أن كل قصة من قصصهم آية ، والباقون بالألف جمعا قوله : (غيابات) يعني قوله تعالى : (فألقوه في غيابة الجب ، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجب) قرأهما

__________________

(١) « آية للسائلين ».

٢٥٣

المدنيان بالألف جمعا كما في البيت الآتي والجمع يجعل كل اسم من الغيابة غيابة ، والباقون بغير ألف إفرادا لأن يوسف لم يجعل إلا في غيابة واحدة (١).

فاجمع (م)دا يرتع ويلعب نون (د)ا

(حـ)ـز (كـ)ـيف يرتع كسر جزم (د)م (م)دا

يعني قوله تعالى : (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) قرأه بالنون فيهما ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ، والباقون بالياء وكسر العين من يرتع ابن كثير والمدنيان ، والباقون بإسكانها ، فالمدنيان بالياء والكسر في الحالين ، وابن كثير بالنون والكسر ، ولقنبل وجه بياء بعد العين في الحالين ، وأبو عمرو وابن عامر بالنون فيهما وسكون العين ، والكوفيون ويعقوب بالياء والإسكان.

بشراى حذف اليا (كفى)هيت اكسرا

(عمّـ)ـوضمّ التّا (لـ)ـدى الخلف (د)رى

أي حذف الياء من قوله تعالى : (يا بشراى هذا غلام) الكوفيون على أنه نادى البشرى مجازا : أي أقبلى ، فإن جعلته منادى مقصودا كان في الألف ضمة مقدرة ؛ وإن جعلته غير مقصود كان في الألف فتحة مقدرة ، وإنما لم ينون لأن الألف للتأنيث فمنعت الصرف ، الباقون بالياء مفتوحة لأنه أضاف البشرى لنفسه فتكون منصوبة على المنادى المضاف نحو يا عبد الله قوله : (هيت اكسرا) أي قرأ المدنيان وابن عامر (وقالت هيت لك) بكسر (٢) الهاء وياء بعدها ساكنة إلا هشاما فإنه همز الياء كما سيأتي ، والباقون بالفتح والياء ، وضم التاء ابن كثير وهشام بخلاف عنه ؛ فنافع وأبو جعفر وابن ذكوان بكسر الهاء وفتح التاء وترك الهمز ، وابن كثير بفتح الهاء وضم التاء وترك الهمز ، وهشام بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء وفتحها ، (٣) والباقون بفتح الهاء والتاء ؛ فالقراءات في هذه الكلمة لغات.

واهمز (لـ)ـنا والمخلصين الكسر (كـ)ـم

(حقّ)ومخلصا بكاف (حقّ)(عم)

أي قرأ ابن عامر والبصريان وابن كثير لام المخلصين حيث جاء معرفا باللام مجموعا نحو (إنه من عبادنا المخلصين) وكسرها في مريم وهو مراده بكاف من

__________________

(١) المدنيان قرآ : « غيابات » في الموضعين.

(٢) « هيت ».

(٣) « هئت ».

٢٥٤

قوله تعالى : (إنه كان مخلصا) البصريان وابن كثير ، والمدنيان وابن عامر على أنه اسم فاعل : أي أخلص الرجل دينه لله (وأخلصوا دينهم لله) والباقون بالفتح فيهما على اسم مفعول به : أي أخلص وأخلصوا ، وقول الناظم رحمه‌الله : ومخلصا بكاف ، احترز به من قوله تعالى : (قل الله أعبد مخلصا ، ومخلصين له الدين) فإنه لا خلاف في كسرهما.

حاشا معا صل (حـ)ـز وسجن أوّلا

افتح (ظـ)ـبى ودأبا حرّك (عـ)ـلا

أي قرأ أبو عمرو (وقلن حاش لله ما هذا ، وقلن حاش لله ما علمنا عليه) بالألف بعد الشين في الوصل وحذفها في الوقف ، والباقون بحذفها في الحالين اتباعا للرسم ، واختلف في « حاش » في هذه السورة هل هي اسم أو فعل؟ والظاهر أن حاش اسم منصوب على المصدرية : أي تنزيها لله ، وفيه ثلاث لغات : حذف الألف الأخير للحجازيين ، وعنهم حذف الأولى أيضا ، ومن العرب من يتمها قوله : (وسجن) يعني قرأ قوله تعالى : (قال رب السّجن) بفتح السين يعقوب ، والباقون بكسرها على أنه اسم مصدر ، واتفقوا على كسر غيره لعدم صحة إرادة المصدر قوله : (ودأبا) أي قرأ حفص بفتح الهمزة من قوله تعالى : (سبع سنين دأبا) وعلم فتح الهمزة من إطلاقه ، والباقون بالإسكان وهما لغتان.

ويعصر وخاطب (شفا)حيث يشا

نون (د)نا وياء يرفع من يشا

يريد قوله تعالى : (وفيه يعصرون) قرأه بتاء الخطاب حمزة والكسائي وخلف حملا على (تزرعون ، وتأكلون) والباقي بالغيب ، وقرأ ابن كثير نشاء من (حيث نشاء) بالنون ، والباقون بالياء ، واحترز بحيث يشاء من (نصيب برحمتنا من يشاء) فإنه بالنون بلا خلاف قوله : (وياء يرفع) أراد قوله تعالى : (نرفع درجات من نشاء) قرأه يعقوب بياء الغيبة فيهما كما في أول البيت الآتي :

(ظـ)ـلّ ويا نكتل (شفا)فتيان في

فتية حفظا حافظا (صحب)وفي

أي قرأ حمزة والكسائي وخلف « يكتل » بياء الغيبة على إسناده لضمير الأخ. والباقون بالنون على إسناده لضمير الإخوة قوله : (فتيان) أي قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص فتيان موضع فتية : أي قوله تعالى (قال لفتيانه) والباقون بتاء

٢٥٥

مكسورة بعد الياء من غير ألف (١) ، ثم أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا « حافظا » موضع « حفظا » بفتح الحاء وكسر الفاء وألف بينهما (٢) والباقون حفظا بكسر الحاء وإسكان الفاء وحذف الألف ، واتفق للمصنف رحمه الله تعالى الجمع بين فتيان وحافظا برمز واحد.

يوحى إليه النّون والحاء اكسرا

صحب ومع إليهم الكلّ (عـ)ـرا

أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا بالنون وكسر الحاء من قوله تعالى (من رسول إلا يوحي إليه) بالأنبياء على الإسناد إلى الله تعالى على وجه التعظيم ، وكذلك قرأ حفص يوحي الذي مع إليهم حيث وقع وهو هنا (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم) وفي النحل وفي الأنبياء ، والباقون بالياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله.

وكذّبوا الخفّ (ثـ)ـنا (شفا)(نـ)ـوى

ننجي فقل نجّي (نـ)ـل (ظـ)ـلّ (كـ)ـوى

يعني قرأ قوله تعالى : (وظنوا أنهم قد كذبوا) أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وعاصم بالتخفيف ، والباقون بالتشديد وهو من التكذيب : أي وظن الرسل أن قومهم كذبوهم فيما وعدوهم به فيعود الضميران على الرسل ، ووجه التخفيف أن يقال إن الضميرين يعودان على المرسل إليهم ؛ ومعناه وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر قوله : (فنجّى) أي قرأ عاصم ويعقوب وابن عامر « فنجّي من » بحذف النون الثانية وتشديد الجيم وفتح الياء كلفظه ، فالفعل في قراءتهم ماض مبني المجهول من نجي وسلمت الياء لانكسار ما قبلها فظهرت الفتحة فيها ، والباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة وتخفيف الجيم وإسكان الياء ، فالفعل في قراءتهم مضارع مبني للفاعل.

سورة الرعد وأختيها

زرع وبعده الثّلاث الخفض (عـ)ـن

(حقّ)ارفعوا يسقى (كـ)ـما (نـ)ـصر (ظـ)ـعن

__________________

(١) « لفتيته ».

(٢) « حافظا ».

٢٥٦

يعني قوله تعالى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان) قرأه حفص وابن كثير والبصريان برفع الخفض في الأربعة عطفا على قطع ، وصنوان نعت لنخيل أيضا قوله : (يسقى) أي قرأ عاصم وابن عامر ويعقوب (يسقى بماء واحد) بياء التذكير حملا على معنى يسقى المذكور ، والباقون بتاء التأنيث حملا على معنى هذه الأشياء.

يفضّل الياء (شفا)ويوقدوا

(صحب)وأم هل يستوى (شفا)(صـ)ـدوا

يريد قوله تعالى (يفضل بعضها على بعض) بياء الغيب حمزة والكسائي وخلف على إسناده لضمير اسم الله تعالى في قوله تعالى (الله الذي رفع السموات) والباقون بالنون على إسناده إلى ضمير التعظيم قوله : (ويوقدوا) أي وقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص (مما يوقدون عليه) بياء الغيب مناسبة لقوله (أم جعلوا) والباقون بتاء الخطاب مناسبة لقوله (قل أفتخذتم) وحذف فاء الفعل للاختصار (١) قوله : (وأم هل يستوي) يعني قرأ قوله تعالى (أم هل تستوي الظلمات والنور) بالتذكير حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر لإسناده للظلمات المسوغ لتذكيره وتأنيثه ، والباقون بتاء التأنيث ، وقيد المصنف رحمه الله تعالى (هل يستوي) بأم ؛ ليخرج الأول فإنه متفق على تذكيره.

يثبت خفّف (نـ)ـصّ (حقّ)واضمم

صدّوا وصدّ الطّول كوف الحضرمي

يعني قرأ قوله تعالى (ما يشاء ويثبت) بتخفيف الباء عاصم والبصريان وابن كثير ، والباقون بتشديدها ؛ ثم أراد أن الكوفيين ويعقوب الحضرمي قرءوا (وصدّ عن السبيل) هنا وفي الطول بضم الصاد في الموضعين على ما لم يسم فاعله.

والكافر الكفّار (شـ)ـد (كنزا غـ)ـذي

و (عمّ)رفع الخفض في الله الّذي

يريد قوله تعالى (وسيعلم الكفار) بضم الكاف ، وتقديم الفاء وفتحها على الجمع يعقوب والكوفيون وابن عامر ، والباقون بفتح الكاف ، وتأخير الفاء وكسرها على الإفراد (٢) قوله : (وعم) أي قرأ المدنيان وابن عامر قوله تعالى (الله الذي)

__________________

(١) « أتخذتم ».

(٢) « الكافر ».

٢٥٧

أول إبراهيم برفع خفض الجلالة أنه مبتدأ خبره الموصول أو خبر هو ، والباقون بالجر على أنه بدل من (العزيز الحميد).

والابتداء (غـ)ـر خالق امدد واكسر

وارفع كنور كلّ والأرض اجرر

أي وافق المذكورين رويس على رفع الجلالة في الابتداء خاصة وفي الوصل بجرها قوله : (خالق) يريد قوله تعالى (ألم تر أن الله خلق السموات والأرض) هنا (وخلق كل دابة) في النور بألف بعد الخاء وكسر اللام ورفع القاف كلفظه حمزة والكسائي وخلف كما في أول البيت الآتي وجر السموات والأرض هنا وكل ثم ، والباقون بفتح اللام والقاف بغير ألف ، فوجه المد جعله اسم فاعل ، ووجه القصر جعله ماضيا والسموات مخفوضة بالإضافة في قراءة خالق ومفعول به في قراءة خلق ، ووجه جر كل والأرض لإضافة اسم الفاعل إلى كل ولعطف الأرض على السموات والسموات في قراءة غيرها نصب بخلق.

(شفا)ومصرخيّ كسر اليا (فـ)ـخر

يضلّ فتح الضّمّ كالحجّ الزّمر

قرأ بكسر الياء (مصرخيّ) حمزة ، والباقون بفتحها قوله : (يضل) يريد قوله تعالى (ليضلوا عن سبيله) هنا (ليضل عن سبيل الله) في الحج (وجعل لله أندادا ليضل) بالزمر بفتح ضم الياء ابن كثير وأبو عمرو ورويس كما سيأتي في البيت على أنه مضارع فعل اللازم.

(حبر)(غـ)ـنا لقمان (حبر)وأتى

عكس رويس واشبعن أفئدتا

أي قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم (ليضل عن سبيل الله) في لقمان قوله : (وأتى عكس رويس) أي ورد عن رويس روايتان الأولى ما تقدم ، والثانية عكس ذلك بفتح الياء في لقمان وبالضم في الثلاث ، والباقون بضم الأربعة على أنه مضارع أضل قوله : (واشبعن أفئدة) أي قرأ هشام بخلاف عنه كما في أول البيت الآتي (فاجعل أفئدة من الناس) بإشباع الهمزة (١) وهو عبارة عن تمكين الحركة فتولد منها حرف يجانسها وهذا وجه مسلم عند العرب ، والباقون بغير ياء بعد الهمزة ،

__________________

(١) « أفئيدة ». بالإشباع.

٢٥٨

لـ)ـي الخلف وافتح لتزول ارفع (ر)ما

وربّما الخفّ (مدا)(نـ)ـل واضمما

يعني قرأ قوله تعالى (لتزول منه) بفتح اللام الأولى وبرفع الثانية الكسائي على أنها مخففة من الثقيلة ، والباقون بكسر الأولى ونصب الثانية لاحتمال كونها نافية واللام للجر لأنها بعد كون منفي قوله : (وربما الخف) أي قرأ المدنيان وعاصم (ربما يود الذين كفروا) أول الحجر بتخفيف الباء ، والباقون بالتشديد وهما لغتان قوله : (واضمما) أي التاء من تنزل كما في أول البيت الآتي :

تنزّل الكوفي وفي التّا النّون مع

زاها اكسرا (صحبا)وبعد ما رفع

أي الكوفيون (ما ننزل الملائكة) بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة وكسر الزاي والملائكة بالنصب إلا أبا بكر فقرأها بالتاء مضمومة وفتح الزاي على ما لم يسم فاعله ، فقوله : واضمما ، تنزل الكوفى فهم منه ضم الأولى خاصة وهو كذلك ، وخصصه بعد صحب بالنون والزاي المكسورة فتعين لأبي بكر التاء ، وقد تقرر له ضمها وتعين له فتح الزاي لأنه ضد الكسر ، والباقون بالتاء مفتوحة من جعله الضم للكوفيين وزاي مفتوحة (١) من جعله الكسر لصحب أيضا قوله : (وبعد ما رفع) أي الملائكة الواقع بعد ما ننزل ما رفعها صحب بل نصبها ، والباقون رفعوها ، فوجه نون ننزل بناؤه للفاعل ويلزم منه ضم النون وكسر الزاي وإسناده إلى الله تعالى بنون العظمة ، ووجه الفتحتين بناؤه للفاعل وإسناده للملائكة فاعله.

وخفّ سكرت (د)نا ولا ما

علىّ فاكسر نوّن ارفع ظاما

أي قرأ ابن كثير (إنما سكرت) بتخفيف الكاف ، من سكرت النهر : حبست ماءه ، والباقون بتشديد الكاف مبالغة فيه ، ثم أراد أن يعقوب بكسر اللام ورفع الياء منونة من قوله تعالى (عليّ مستقيم) على أنه صفة لصراط ، والباقون بفتح اللام والياء مشددة.

همز ادخلوا انقل اكسر الضّمّ اختلف

(غـ)ـيث تبشّرون ثقل النّون (د)ف

يريد قوله تعالى (وعيون أدخلوها) قرأه رويس بخلاف عنه بضم النون وكسر الخاء على ما لم يسم فاعله ، فهي همزة قطع نقلت حركتها إلى ما قبلها ، والباقون

__________________

(١) كما هي مضبوطة في المتن أول البيت. أي « تنزّل ».

٢٥٩

بضم الخاء على أنه فعل أمر والهمزة همزة وصل قوله : (تبشرون) يعني قوله تعالى (فبم تبشرون) قرأه بتشديد النون ابن كثير على أن أصله تبشرونني أدغمت الأولى وحذفت الياء تخفيفا وبقيت الكسرة تدل عليها ، والباقون بتخفيفها

وكسرها (ا)علم (د)م كيقنط اجمعا

(روى)(حما)خفّ قدرنا (صـ)ـف معا

أي يكسر النون من قوله تعالى (فبم تبشرون) نافع وابن كثير ، فقرأ ابن كثير بالتشديد والكسر ؛ ونافع بالتخفيف والكسر (كيقنط) أي قرأ الكسائي وخلف والبصريان (ومن يقنط) هنا (إذا هم يقنطون) بالروم (ولا تقنطوا) بالزمر بكسر النون ، والباقون بفتحها ، ووجه القراءتين أن الماضي في هذه المادة فيه لغتان : قنط بالفتح وهو أكثر وأفصح فجاء مضارعه مكسورا ، وقنط بالكسر مضارعه يقنط بالفتح ، وفيه لغة ثالثة يقنط بالضم ورويت شاذة قوله : (خف قدرنا) أي قرأ أبو بكر (إلا امرأته قدرنا إنها) هنا و (قدرناها) في النمل بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان بمعنى التقدير لا القدرة أي قدرناه وكتبناه.

سورة النحل

ينزل مع ما بعد مثل القدر عن

روح بشقّ فتح شينه (ثـ)ـمن

أي قرأ روح عن يعقوب (تنزل الملائكة بالروح) بتاء مفتوحة وفتح الزاي مشددة مثل (تنزّل) المجمع عليه في سورة القدر على أنه مضارع تنزل ثم خفف بحذف التاء ، والباقون بياء مضمومة وكسر الزاي ، وهم في تشديد الزاي على أصولهم على أنه مضارع أنزل ونزل على القراءتين قوله : (مع ما بعد) أي ما بعد (تنزل) وهو (الملائكة) بالرفع فهم من إطلاقه ، والباقون بالنصب قوله : (بشق) يريد قوله تعالى (إلا بشق الأنفس) قرأه بفتح الشين أبو جعفر على أنه مصدر ، والباقون بكسرها.

ينبت نون (صـ)ـحّ يدعون (ظـ)ـبا

(نـ)ـل وتشاقّون اكسر النّون (أ)با

أراد أن أبا بكر قرأ (ينبت لكم) بالنون مراعات للالتفات ، والباقون بالياء على إسناده لضمير اسم الله تعالى المتقدم لمناسبة وهو قوله : (يدعون) يريد قوله تعالى (والذين يدعون) بالغيب ، قرأه يعقوب وعاصم مراعاة لقوله تعالى (وبالنجم هم يهتدون) والباقون بالخطاب مراعاة لقوله تعالى (والله يعلم ما تسرون وما

٢٦٠