فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (٥٢) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ

____________________________________

ينذرهم ولكن توحيد الناس تحت لواء واحد بما في ذلك من فوائد التعاون اقتضى أن يرسل رسولا واحدا ، ثم ينتشر البلاغ منه إلى سائر الناس ، وهذا بالنسبة إلى وقت إرسال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينافي قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) (١) وهذه الآية أنسب إلى كون الضمير في «صرفناه» للقرآن لا للمطر.

[٥٣](فَلا تُطِعِ) يا رسول الله (الْكافِرِينَ) فيما يدعونك من المداهنة والإجابة إلى بعض رغباتهم وترك التبليغ مدة من الزمان (وَجاهِدْهُمْ) والمراد الكفاح معهم (بِهِ) أي بالقرآن (جِهاداً كَبِيراً) فإن صبر الأعزل على الأذى أكبر من قتال المسلح مع الكفار في ميدان الحرب.

[٥٤] ثم يرجع السياق إلى عدّ الآيات الكونية (وَهُوَ) الله (الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) بحر المياه المالحة ، وبحر المياه الحلوة فإن مياه البحار مالحة ، والمياه التي تنزل من السماء فتسكن في أجواف الأرض كالبحار حلوة حتى تخرج من النفق الموجودة في الجبال ، والله سبحانه حيث جعل بحيث يتلاقى هذين البحرين إذ مياه الأنهر تصبّ في البحار المالحة ، في جميع أطراف الأرض ، حتى كان بعضها مختلط ببعض ومع ذلك لا يطغى البحر المالح على البحر العذب ، حتى يفسده ويسقطه عن الانتفاع في الزرع والشرب.

(هذا) يعني أحد البحرين (عَذْبٌ فُراتٌ) أي طيب شديد الطيب

__________________

(١) فاطر : ٢٥.