بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (٧٧)
____________________________________
بِكُمْ رَبِّي) أي ما يبالي بكم الله ، يقال لم يعبأ به أي لم يبال به ، فكان وجوده وعدمه سواء (لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) أي توجّهكم إلى الله سبحانه فإن البشر هيّن في جنب الله لا شأن له لو لا أن يتوجه إليه سبحانه فتكون له قيمة بهذا الترفع الذي يحصّله من جراء توجهه إلى الله تعالى (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) أيها الكفار ما أخبرتكم به من المبدأ والعقيدة والمعاد (فَسَوْفَ يَكُونُ) التكذيب ، أي جزائه المترتب عليه من النار والنكال (لِزاماً) أي ملازما لكم لا يفارقكم ، ولا يخفى أن من مصاديق «دعاؤكم» هو الدعاء المعتاد الذي ندعو الله به لقضاء حوائجنا ، ولذا جيء بهذه الآية هنا ، حيث تقدم دعاء المؤمنين ، وإن كان الظاهر أن قوله : «لو لا دعاؤكم» يراد به التوجه إلى الله سبحانه بالإيمان والعمل الصالح والدعاء وغيرها ـ بصورة عامة ـ كما يناسب ذلك «فقد كذبتم» ، ومن هذا يعرف ما للدعاء من الأهمية ، فقول بعض المنحرفين : إن الدعاء لا ثمره له إذ لو قدّر شيء يكون ، ولو لم يقدّر لا يفيد الدّعاء ، هو غلط ، إذ التقدير : أن يكون ذلك الشيء بالدعاء كما أن التقدير أن يأكل الإنسان الشيء ويحصّل على الشيء بالعمل والطلب ، والله الهادي.