تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١٣٢٩ ـ الحسن بن الحسين أبو علي التّفليسي

سمع بدمشق : أبا عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان ، وأبا علي الأهوازي ، وبمصر : أبا الحسن عبد الملك (١) بن عبد الله بن محمد بن مسكين ، وأبا الحسن محمد بن الحسين بن الطّفّال وغيرهما.

وحدّث بصور سنة ثمان وخمسين وأربع مائة فسمع منه أبو طالب عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن الشيرازي الصوفي نزيل صور.

ووجدت بخط أبي الفرج غيث بن علي : حدّثني الأمين أبو محمد ان أبا علي التفليسي هذا سافر مع نجا العطار وسمع من شيوخ المصريين فسألته عن وفاته فقال بعد الستين ، وحدّثني أنه رآه.

١٣٣٠ ـ الحسن بن حفص بن الحسن

أبو علي البهراني الأندلسي

رحل إلى المشرق فسمع أبو محمد الحمويي (٢) ، وأبا حامد أحمد بن محمد بن رجاء بن سرخس ، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مهران الصّيدلاني ـ باصطخر ـ وأبا محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد بن إبراهيم بن زياد الأسلمي الفسوي ـ بها ـ وأبا محمد بن أبي شريح ـ بهراة ـ وأبا بكر أحمد بن جعفر البغدادي ، وأبا حامد أحمد بن الخليل ، وأبا (٣) بكر أحمد بن عبيد الله ، وأبا حاتم حامد بن العباس الهروي ، والحسن بن رشيق ـ بمصر ـ وأبابكر أحمد بن منصور الشيرازي.

وقدم دمشق فروى عنه من أهلها : تمام بن محمد ، ومن غيرها : أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي ، وسمع منه بنيسابور ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرّحمن القرّاب (٤) الحافظ الهروي.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا

__________________

(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.

(٢) بالأصل «الحموي» والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى الجد ، «حمويه» واسمه عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي ذكره السمعاني وترجم له ، وله ترجمة في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٢.

(٣) بالأصل «وأبو».

(٤) ضبطت عن التبصير ٣ / ١٠٦٨ وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٧٠.

٨١

عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا تمام بن محمد ، أخبرني أبو علي الحسن بن حفص بن الحسن البهراني الأندلسي ـ بدمشق ـ أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السّرخسي ، نا أبو علي الحسين بن محمّد بن مصعب السّنجي ، نا يحيى بن حكيم المقوّم (١) ، نا عثمان بن عمر ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألا إنكم وفيتم سبعين أمّة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله» [٣٠٥٩].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة (٢) وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو علي الحسن بن حفص القضاعي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله البزّاز البصري ، نا أبو إسحاق الأبزاري ، نا هارون ، أنا سيار ، نا جعفر ، نا مالك بن دينار ، قال : قرأت في التوراة : ردوا أبصاركم عليكم ولا تمدوها إلى غيركم ، فإن لكم فيها شغلا.

ونا أبو علي الحسن بن جعفر القضاعي ، أنا الحسن بن رشيق ـ بمصر ـ نا الفضل بن محمد الجندي ، نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري ، قال : سمعت مالك يقول : لا تحمل العلم عن أهل البدع كلهم ، ولا تحمل العلم عن من لم يعرف بالطلب ومجالسة أهل العلم ولا يحتمل العلم عن من يكذب في حديث الناس وإن كان في حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صادقا ، لأن الحديث والعلم إذا سمع من العالم فإنما قد جعل حجة بين الذي سمعه وبين الله تعالى.

١٣٣١ ـ الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمدان بن ذكوان

أبو علي بن أبي فجة البعلبكي العطار

حدّث عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن بندار الشيرازي ، وسمع منه ببعلبك ، وسمع بدمشق علي بن محمد الحنّائي.

روى عنه : أبو بكر محمد بن علي بن محمد السّلمي الحداد.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : توفي أبو علي الحسن بن حمزة العطّار البعلبكي في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ويعرف بابن أبي فجة.

وذكر الحداد : أنه رجل صالح ثقة.

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٤ / ١٣١٣ و ١٣٨٩ ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٩٨.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٦٠.

٨٢

حرف الخاء فارغ

حرف الدّال

[في آباء من اسمه الحسن](١)

١٣٣٢ ـ الحسن بن داود

أبو محمد الثقفي

حدّث عن أبي بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح الحرّاني.

روى عنه : عبد الغني بن سعيد الحافظ وهو الحسن بن محمد بن داود يأتي فيما بعد.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن حزم الأندلسي ـ قراءة عليه ـ ، نا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمّد الوراق المصري ، نا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري ، نا أبو محمد الحسن بن داود الثقفي بدمشق ، نا أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح بحديث ذكره.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وزيادتها لازمة للإيضاح.

٨٣

حرف الذال فارغ

حرف الرّاء

[في آباء من اسمه الحسن](١)

١٣٣٣ ـ الحسن بن رجاء بن أبي الضّحّاك

أبو علي الحصاري الكاتب (٢)

أصله من جرجرايا (٣) ، شاعر جيّد الشعر قليله ، وولي أبوه إمرة دمشق في أيام المعتصم ، فوثب عليه علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ فقتله. وكان الحسن مع أبيه إذ ذاك ففر عنه فذكر ذلك البحتري في شعره ، وذكر محمد بن داود بن الجرّاح هذه الأبيات وذكر أنها لأبي الفضل بن الحسن بن سهل في الحسن بن رجاء فالله أعلم.

حكى عن بكر بن النّطّاح بن أبي عمار (٤) بن أبي وائل الحنفي البصري الحنفي الشاعر.

روى عنه أبو العباس المبرد.

ذكر ابن الجراح أن ابن أبي خيثمة أنشده عن دعبل للحسن بن رجاء (٥) :

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة للإيضاح.

(٢) ترجمته في الوافي بالوفيات ١٢ / ٩ وترجم له ابن العديم ٥ / ٢٣١٥ باسم الحسن بن الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك ، وفي ٥ / ٢٣٣٢ باسم الحسن بن الحسين ، قال ابن العديم : والصحيح أن اسم أبيه الحسن.

وفي ابن العديم : الحضاري.

(٣) بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد (معجم البلدان).

(٤) كذا بالأصل وفي تاريخ بغداد ٧ / ٩٠ بكر بن النطاح بن أبي حمار الحنفي ، أبو وائل.

وانظر أخباره في الأغاني ١٩ / ١٠٦ وفوات الوفيات ١ / ٢١٩.

(٥) الأبيات في الوافي بالوفيات ١٢ / ١٠.

٨٤

مستشعر الهمّ (١) له جنّة

تقيه من عادية الدهر

ما ذا ينال الدهر من ماجد

له عليه عدّة الصبر

هل هو إلّا فقد خلّانه

وفقد ما يملك من وفر

ما سرّحوا حظه في الغنى

من حظه في الحمد والأجر

وذكر له أيضا (٢) :

قد يصبر الحرّ على السّيف

ويأنف (٣) الصّبر على الحيف

ويؤثر الموت على حالة

يعجز فيها عن قرى الضّيف

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الأزهري ، نا محمد بن حميد اللّخمي ، نا الصّولي ، نا محمد بن يزيد المبرّد ، قال : سمعت الحسن بن رجاء يقول : حضرت بكر بن النّطاح ومعه جماعة من الشعراء وهم يتناشدون فلما فرغوا من طوالهم أنشدهم :

ما ضرّها لو كتبت بالرضا

فجفّ جفن العين أو غمّضا

شفاعة مردودة عندها

في عاشق تندم لو قد قضا

يا نفس صبرا واعلمي إنما

نأمل منها مثل ما قد مضا

لو تمرض الأجفان من قاتل

بلحظة (٥) إلّا لأن أمرضا

قال : فابتدروه يقبلون رأسه.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، ذكر أبو عبد الله محمد بن عبدوس ، قال : حكى العباس بن الفرات ، عن محمد بن علي بن يونس ، عن علي بن يونس ، قال : كنت أكتب لرجاء بن أبي الضحاك وان علي بن إسحاق لما قتل رجاء أمر بحبسي ، قال : فحبست في يدي سجّان كان جارا لي ، فكان يجيئني بالخبر ساعة ، وساعة فدخل إليّ وقال : قد أخرج رأس صاحبك على قناة ، ثم جاءني فقال : قد قتل متطببه ، ثم قال : قد قتل ابن

__________________

(١) الوافي : الصبر.

(٢) البيتان في الوافي ١٢ / ١١.

(٣) الوافي : ولا يرى صبرا.

(٤) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٧ / ٩١ في ترجمة بكر بن النطاح.

(٥) تاريخ بغداد : بلحظه.

٨٥

عمه ثم قال : قد قتل كاتبه فلان ، ثم قال : والساعة يدعى بك. فنالني جزع شديد ، وغشيني نعاس ودعي بي ، فقال السجّان ليدفع عني : المفتاح مع شريكي ، وبعث ليطلبه ، ورأيت في سامي : كأني ارتطمت في طين كثير ، وكأني قد خرجت منه وما بلّ قدمي منه شيء ، فاستيقظت وتأولت (١) الفرج ، وسمعت حركة شديدة فدخل السجّان بعقبها ، فقال : أبشر ، قد أخذ الجند علي بن إسحاق فحبسوه ، ولم ألبث أن جاءوني فأخرجوني ، وجاءوا بي إلى مجلس علي بن إسحاق ، إلى الفرش الذي كان جالسا عليه وقدامه دواة ، وكتاب كتبه إلى المعتصم في تلك الساعة يخبره بقتل رجاء ويسميه المجوسي والكافر ، فأبطلته وكتبت أنا بالخبر ، ولم أزل أدبر أمر العمل إلى أن تسلم مني ، وحمل علي بن إسحاق إلى حضرة المعتصم فأظهر الوسواس إلى أن تكلم فيه ابن أبي دواد (٢) فأطلق.

وقد ذكر الجاحظ : أن علي بن إسحاق كان موسوسا على الحقيقة ، لأنه ذكر أنه قال : أرى الخطأ قد كثر في الدنيا ، والدنيا كلها في جوف الفلك وإنما تؤتى منه ، وقد تخرم وتخلخل وتزايل ، واغترته عوادي الهرم ، وسأحتال إلى الصعود إليه ، فإني إن نجرته ورندجته وسويته انقلب هذا الخطأ كله إلى الصواب.

وكان الحسن بن رجاء مع أبيه بدمشق فأفلت من علي بن إسحاق ، فقال البحتري فيه ينسبه إلى ترك معاونة أبيه (٣) :

غطا (٤) عليّ ابن إسحاق بفتكته

على غرائب تيه كنّ للحسن

أنسته تعقيدة (٥) في اللفظ نازلة

لم تبق منه سوى التسليم للزمن

أبا علي عليك الغوث إن ذكر

الإدراك من طالبي الأوتاد والإحن

لما رثيت رجاء خلت أنك قد

ثأرته ببكا القمريّ في الفتن (٦)

دعاك والسيف يغشاه من بدن

بغير رأس ومن رأس بلا بدن

__________________

(١) عن مختصر ابن منظور ٦ / ٣٣٥ وبالأصل «ناولت».

(٢) بالأصل : «داود» خطأ والصواب ما أثبت.

(٣) الأبيات في ديوان البحتري ط بيروت ٢ / ١٥٥ من قصيدة يهجو الحسن بن رجاء.

(٤) الديوان : عفّى.

(٥) الديوان : تفقيعه.

(٦) الديوان : الفنن.

٨٦

فقمت عنه ولم تحفل بمصرعه

لا يمتع الله تلك العين بالوسن (١)

بل ما يسرك مليء الدار من ذهب

وإنّ ما كان يوم الدار لم يكن

حرصا على إرث شيخ ظل مضطهدا

بالشام يكبو على العرنين والذقن

ولم تكن كابن حجر حين صال (٢) ولا

أخا كليب ولا سيف بن ذي يزن

يريد امرأ القيس بن حجر ، ومهلهل بن ربيعة التغلبي ، وهذان وسيف ممن أدرك ثأره (٣) في الجاهلية.

قال : ووجدت بخط محمد بن داود يقول : أنشدني جعفر بن محمّد للحسن بن رجاء يرثي أباه :

أليس من أعجب القضاء

وثوب أرض على سماء

قلّ بمثل الحصاة طود

ضاقت به عرصة الفضاء

وانقطع اليوم من رجاء

رجاء من كان ذا رجاء

فالحمد لله على كل شيء

عمّا قليل إلى فناء

فأجابه به علي بن إسحاق :

هنا وقفنا على السّوافي

محكم الفصل للقضاء

من كان منا يكون أرضا

وأيّنا كان كالسماء

أمّا دم العلج يوم ولّى

فكا من أيسر الدماء

لم أر للداء حين يبدو

كالحسم بالسّيف من دواء

أخبر [نا] أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الشخير ، نا أبو بكر أحمد بن إسحاق الملحمي (٤) ، حدّثني أحمد بن محمد الدمشقي ، عن أبيه قال : دخل المأمون يوما الديوان فرأى الحسن بن رجاء واقفا (٥) على أذنه قلم فقال له : من أنت؟ فقال : الناشئ في دولتك ، المتقلب في

__________________

(١) الوسن : النوم.

(٢) الديوان : يوم ذاك.

(٣) بالأصل : داره.

(٤) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى الملجم ، وهي ثياب تنسج بمرو من الإبريسم قديما.

(٥) بالأصل : واقف.

٨٧

نعمتك ، المؤمّل لخدمتك ، الحسن بن رجاء جاء لخدمتك فقال المأمون : أحسنت يا غلام ، وبالإحسان في البديهة تفاضلت العقول.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن منصور بن بكر بن محمد بن حية ، أنا جدي أبو منصور ، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس الحيري ـ إملاء ـ أنا أبو محمد الحسن بن محمد الأزهري الإسفرايني ، نا محمد بن زكريا الغلّابي ، نا مهدي بن سابق ، قال (١) : دخل المأمون يوما ديوان الخراج ، فمرّ بغلام جميل على أذنه قلم ، فأعجبه ما رأى من حسنه فقال : من أنت يا غلام؟ قال : أنا الناشئ في دولتك ، وخريج أدبك ، والمتقلب في نعمتك ، والمؤمّل لخدمتك (٢) ، الحسن بن رجاء. فقال له المأمون : يا غلام ، بالإحسان في البديهة تفاضلت العقول ، ثم أمر أن يرفع عن مرتبة الديوان ، وأمر له بمائة ألف درهم.

قرأت بخط أبي الحسن بن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أخبرني أبو القاسم عبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، حدّثني ابن الجعابي ، حدّثني جحظة أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك ، قال : كان أبو الصقر إسماعيل بن بلبل يهوى جارية من القيان قبل وزارته وكان الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك ينافسه فيها ، وكانت تؤثر الحسن بن رجاء لصباحته وأفضاله وتشنا إسماعيل لقبحه وخلته ، فلما تقلد الوزارة لم يقدم شيئا على ابتياعها فملأ عينيها من الأعراض وواعدها ليوم عزم فيه على الصحبة ، فأمر أن يفرش له وتعبّى الأواني الفضة والذهب وأصناف الطيب والبلور والزجاج المحكم الذي له القدر والقيمة ، فلما أخذ منه الشراب قال لها : رأيت أحسن من مجلسنا هذا؟ قالت : نعم ، قال : وما هو؟ قالت : قدح مورد كنت أشرب فيه عند الحسن بن رجاء ، فوقّع ، إلى أبي بكر الفتى كاتبه وقريبه وكان رسمه أن يجلس في دار أبي الصقر التي للعامة إلى آخر وقت ، ولا ينصرف حتى يستأذنه : بلغني أن عند الحسن بن رجاء قدحا موردا وقد أحببت أن أراه وهو صديقك ، فاكتب إليه في الحضور فإذا حضر فتقدم إليه بإحضار هذا القدح.

__________________

(١) الخبر في الوافي بالوفيات ١٢ / ١٠.

(٢) الوافي : بخدمتك.

٨٨

ففعل أبو بكر ذلك ، فجاءه الحسن فأقرأه توقيع أبي الصقر إليه في أمر القدح فقال : قد كان عندي القدح وانكسر. فكتب أبو بكر إلى أبي الصّقر بذلك ، فأجابه أن مثل هذا القدح إذا انكسر. لم يرم بزجاجه فليحضره مكسّرا على أني أعلم أن هذا القول إخبار منه فعده عني الإحسان إن أحضره وتواعده بالإساءة إن أخره ، فأقرأه التوقيع وما كتب فيه ، وقال له : والله يا ابن أخي ما أرى لك أن تمنعه من ولد لك لو طلبه منك فضلا عن عرض لا قدر له سيما مع هذا الوعيد ، فقال : أنا أحضر القدح على شرط قال : وما هو؟ قال : اكتب معه أبياتا من الشعر تنفذها مع القدح إليه ، قال : فافعل ، فأخذ دواة وكتب إلى منزله وأنفذ له القدح وكتب :

سلّم على أربع بالكرح نقلاها

من أجل جارية فيهن نهواها

تمكنت نوب الأيّام منك بها

والدهر إن أسلف الحسنى تقضاها

يا بؤس قلبك ما أقصى مراميه

وشجو نفسك ما أدنى بلاياها

وحليب عيش مضى ما كان أنعمه

أيام أيامنا فيه نملاها

أشكو إليك أبا بكر شجي بهوى

أطعته من صبا نفسي فعاصاها

فأسعد الصب إن كنت امرأ غزلا

وأعطف على ذي البلا إن كنت أوّاها

قد جاءك القدح المسلوب بهجته

مذ حيل دون التي أدنت له فاها

حكى تورد خديها وتفضله

لعجز ما صنعه أن يحكي الله

عهدي به في يد (١) حسناء قد نظمت

عليه من لؤلؤ سمط ثناياها

فالكف حمراء مما قد تخطّفها

والراح عرى مما قد تلقاها

خذه إليك عزيزا أن يجاد به

لو أن أخرى ليالينا كأولاها

لكن ضلة رأي أن أرى كلفا

بغادة نشبت في الغدر كفّاها

أو صائنا قدحا مسّته ريقتها

وقد ترشّفها غيري وفداها

فإن تفتنا بها الأيام مرغمة

عمدا ويسعد فيها الدّهر مولاها

فقد جرى بيننا ما ليس نذكره

إلّا تنغص دنياه ودنياها

وجاء بهذا الشعر إلى أبي بكر فلما قرأه قال : أين يذهب بك والله لأوقف الوزير عليه ولأنفذنه إليه وجيء بالقدح وكتب إلى أبي الصقر رقعة جميلة يقول فيها إن الحسن

__________________

(١) الأصل : يدي.

٨٩

أحضرني القدح ممتثلا لأمر الوزير أيّده الله ومنقادا إلى طاعته ، وقد أنفذته مع رقعتي هذه. فأجابه أبو الصقر : قد وصل القدح وحسن موقعه منا فليفت الحسن متنجزا ما وعدته أفي له بذلك إن شاء الله ، فلقيه الحسن فصرفه وأحسن إليه.

قال رشأ : أخبرنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي ، نا محمد بن يحيى الصولي ، نا عون بن محمد ، نا إسماعيل بن العباس ، قال : كان الحسن بن رجاء الكاتب يهوى جارية من القيان وكان إسماعيل بن بلبل يهواها فذكر معنى هذه الحكاية وذكر الأبيات بأسرها وقال بعد الأبيات : فلما قرأ إسماعيل بن بلبل الأبيات وأخذ القدح رق له فقلّده أصبهان وأخرجه إليها (١).

__________________

(١) ذكر في الوافي أنه توفي بفارس سنة أربع وأربعين ومائتين وهو يتولى حرب فارس والأهواز وخراجهما.

٩٠

حرف الزاي

[في آباء من اسمه الحسن](١)

١٣٣٤ ـ الحسن بن زيد

أبو علي الكازروني (٢) الصوفي

حدّث عن أحمد بن العباس بن حوي ، وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الشرابي ، وعلي بن محمّد بن إبراهيم الحنّائي. وأبا الحسن أحمد (٣) بن محمد بن سلامة الستيتي (٤).

كتب عنه نجا بن أحمد العطار.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد بن عمر ، وأنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عنه ، أنا أبو علي الحسن بن زيد الصّوفي المعروف بالكازروني ، أنا أبو العباس أحمد بن العباس بن حوّي ، ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الحسين علي بن الفضل أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة ـ بقراءتي عليه في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة ـ نا محمد بن تمام البهراني ، نا عمرو بن عثمان ، نا أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) هذه النسبة إلى كازرون مدينة بين البحر وشيراز (معجم البلدان) وضبطها السمعاني بسكون الزاي وضم الراء ، (والمثبت ضبطه عن ياقوت).

(٣) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٣٥٨.

(٤) الذي ذكره ياقوت : أبو الحسين بن علي الكازروني الصوفي حدث أحمد بن العباس بن حوّى ، وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عتيق الشيرازي ، وعلي بن محمد بن إبراهيم الحربي الستيتي ومات سنة ٤٥٤ ، قال ياقوت : ذكره أبو القاسم.

كذا فيه ، وانظر ترجمة علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي في سير الأعلام ١٧ / ٥٦٥.

٩١

عن أبيه : أنه كان يجمع بنيه فيقول : يا بنيّ تعلموا فإن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبار (١) آخرين.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قال : توفي الحسن بن زيد الصّوفي الكازروني في يوم الخميس لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة حدث عن ابن حوّي.

__________________

(١) بالأصل : كبارا.

٩٢

حرف السين

[في آباء من اسمه الحسن](١)

١٣٣٥ ـ الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل

أبو العباس العبّاداني (٢) المقرئ (٣)

رحّال ، سمع علي بن عبد الله بن علي بن السّقا ببيروت وحدّث عنه ، وعن أبي خليفة ، والحسن بن المثنى ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، وجعفر بن محمد الفريابي ، وأبي غانم محمد بن زكريا الأضاخي النجدي ، وأبي أيوب سليمان بن الحسن البصري ، وأبي (٤) مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجّي ، وزكريا بن يحيى السّاجي.

روى عنه : أبو نعيم الحافظ ، وأبو الفضل محمد بن جعفر بن بديل الخزاعي ، والقاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي ، وأبو الحسن علي بن بشري السّجزي الصوفي ، وأبو زرعة أحمد بن يحيى بن أحمد بن جعفر الشيرازي الخطيب.

كتب إليّ أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم (٥) ، نا الحسن بن سعيد بن جعفر ، نا أبو خليفة ، نا عثمان بن الهيثم المؤذن ، نا عاصم ، عن زيد (٦) ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [٣٠٦٠].

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح.

(٢) العباداني بتشديد الباء ، هذه النسبة إلى عبادان موضع تحت البصرة قرب البحر الملح.

(٣) ترجمته في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧١ غاية النهاية ١ / ٢١٣ الوافي بالوفيات ١٢ / ٢٩ سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٦٠ وانظر بالحاشية فيها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) بالأصل «وأبو».

(٥) ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧٢.

(٦) كذا بالأصل ، وفي أخبار أصبهان : «زرّ» وسينبه المصنف إلى هذا.

٩٣

قال أبو نعيم : كذا حدّثناه وإنما هو عثمان ، عن أبيه عن : المكر والخداع. كذا في الأصل ، وقد سقط منه ذكر الهيثم والد عثمان وهو وهم كذا ذكر أبو نعيم من حديث زرّ عن عبد الله فأما هذا المتن فيرويه عثمان بن الهيثم بإسناد آخر.

أخبرنا بالحديثين على الصواب : أبو القاسم هبة الله بن محمد وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد الوراق (١) ، قالا : أنا أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، نا عثمان بن الهيثم ، نا أبي ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من غشّنا فليس منا والمكر والخداع في النار» [٣٠٦١].

قال : ونا أبو خليفة ، نا عثمان بن الهيثم المؤذن ، نا أبي ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [٣٠٦٢].

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي ، نا الشيخان أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الأديب ، وأبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشروطي ، قالا : نا الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر ، نا علي بن السّقا ببيروت بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه ، أنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن الحسين ، نا القاضي والدي أبو عمر محمد بن الحسين إملاء ح.

وأخبرنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر ، وأبو بكر محمد بن هبة الله بن محمد بن بيوزمرد ـ بطابران (٢) ـ وأبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي ـ بنوقان (٣) ـ قالوا : أنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفرخزادي ـ بنوقان ـ نا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي ، نا أبو العباس الحسن بن

__________________

(١) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٥٨٦.

(٢) طابران إحدى مدينتي طوس. وهي الكبرى.

(٣) نوقان : إحدى مدينتي طوس.

٩٤

سعيد البصري ـ برامهرمز ـ ، نا محمد بن زغبة ـ بمصر ـ قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشافعي يقول : من حفظ القرآن عظمت قيمته ، ومن تفقه نبل قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن نظر في اللغة والعربية رق طبعه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه. وفي رواية السيدي : عظمت حكمته ، وهو وهم.

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، قال : قال لنا أبو نعيم الحافظ (١) : الحسن بن سعيد بن جعفر الفضل المقرئ أبو العباس العبّاداني قدم أصبهان سنة خمس وخمسين ـ يعني ـ وثلاثمائة وأقام بها سنين ثم انتقل إلى إصطخر (٢) وتوفي بها (٣). يروي عن الحسن بن المثنى ، وإدريس بن عبد الكريم والمصريين ، وغيرهم. وكان رأسا في القرآن (٤) وحفظه ، في حديثه وروايته لين.

١٣٣٦ ـ الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم

أبو القاسم القرشي الحافظ

حدّث عن أبي عبد الله الهروي ، وأبوي العباس : بن ملّاس ، وعبد الله بن عتاب الزّفتي (٥) ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسي (٦) ، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان ، وأبي بكر الجواربي الأصبهاني ، وأبي الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر السّلمي ، وأبي محمد عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة ، وأبي جعفر محمد بن إسحاق ، وأبي الحسين عثمان بن محمد الذهبي ، وأبي يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي.

روى عنه : الميداني.

__________________

(١) ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧١.

(٢) اصطخر بالكسر ، مدينة وسطة وسعتها مقدار ميل ، من أقدم مدن فارس وأشهرها ، بينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخا (معجم البلدان).

(٣) زيد في أخبار أصبهان : بعد السنين (يعني وثلاثمائة) ، وفي الوافي بالوفيات : توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وقد قارب المائة. وفي العبر وميزان الاعتدال والشذرات : عاش مائة سنة وسنتين.

وانظر سير الأعلام ١٦ / ٢٦٠ والتذكرة ٣ / ٩٥٠ وميزان الاعتدال ١ / ٤٩٢.

(٤) كذا بالأصل ومعجم البلدان (عبادان) ، وفي ذكر أخبار أصبهان : «القراءات».

(٥) إعجامها بالأصل غير واضح وتقرأ بالأصل «الرقي» أو «الدقي» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٦٤.

(٦) كذا رسمها.

٩٥

قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر ، نا أبو القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي ، نا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي من كتابه ، نا محمد بن عوف الطائي الحمصي ، نا حيوة بن شريح ، نا بقية ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد بحديث ذكره.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، حدّثني أبو الحسن بن الميداني ، قال : توفي الحسن بن سعيد القرشي يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وثلاثمائة. قال عبد العزيز : حدث عن ابن الزرقي ، عن هشام بن عمّار وغيره ، حدّثنا عنه ابن الميداني.

١٣٣٧ ـ الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار

أبو علي الدّيار بكري الشاتاني (١)

قلعة من ديار بكر.

ذكر أنه سمع ببغداد : أبا القاسم بن الحصين ، وأبا بكر بن صهر هبة ، وأبا منصور بن زريق ، وأبا الحسن بن عبد السّلام الكاتب ، وأبا البركات الأنماطي وأبا الفضل بن ناصر ، وأبا بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري.

وتفقه على أبي علي الحسن بن سلمان ، وأبي منصور بن الرزاز ببغداد ، وعلى أبي علي (٢) الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي ، وتأدّب على الشريف بن الشّجري ، وأبي منصور بن الجواليقي. وقال الشعر ، وأنشأ الرسائل ، وقدم دمشق في سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة وعقد مجلس الوعظ ، وعاد إلى وطنه ، ثم انتقل إلى الموصل وخدم دولة أتابك زنكي وولده رحمه‌الله ، وروسل إلى الخليفة المقتفي وإلى عدة أطراف ، وعاد إلى دمشق سنة ثمان وستين وخمس مائة. وذكر لي أن مولده سنة عشر (٣) وخمس مائة بقلعة

__________________

(١) ترجمته في وفيات الأعيان ٢ / ١١٣ والروضتين ١ / ١٧١ وبغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣٥١ والوافي بالوفيات ١٢ / ٢٨ و ١٢ / ١٧٥.

والشاتاني بالشين المعجمة وبعد الألف الأولى تاء ثالثة الحروف وبعد الألف الثانية نون نسبة إلى شاتان ، في الوافي : قلعة من ديار بكر ، وفي وفيات الأعيان شاتان : بلد بنواحي ديار بكر.

(٢) بالأصل : «وعلي بن علي» والمثبت عن بغية الطلب ٥ / ٢٣٥٣ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) نقل ابن العديم عن ابن باطيش أنه ولادته سنة خمس عشرة وخمسمائة.

وذكر في الوافي ولادته سنة عشر وخمسمائة ، وفي موضع : سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

٩٦

شاتان فمما أنشدني لنفسه مما كتب به إلى خطيب خوارزم أحمد بن مكي وكان مشهورا بالفضل جوابا له عن أبيات كتبها إليه :

سلام كنشر الروض يسري به الصبا

فتعبق من أنفاسه وتطيب

على من يراه القلب مع بعد داره

قريبا ويدعو وده فيجيب

إمام له في الفضل أشرف رتبة

إذا رامها خلق سواه يخيب

وقور إذا طاش الحليم حياؤه

على نفسه فيما يروم رقيب

يفلّ غرار السيف حدة عزمه

فيرتاع منها الروع وهو مهيب

إذا ما علا صدر الأئمة منبرا

فقس عليه بالبيان خطيب

حبيب حباني من جواهر لفظه

بما قلّ عندي جرول (١) وحبيب

فحلى بها جيدي وقد كان عاطلا

وجدد بردا أبهجته خطوب

وصفي لي العيش الذي هو دائما

بتكرير أحداث الزمان مشوب

يلقح أبكار القرائح فكره

نسيب لأرواح الأنام نسيب

ألا هل أرى نادي نداه فارتوي

فقد كدت من برح الغرام أذوب

والأبيات التي كتب بها خطيب خوارزم ابتداء (٢) :

هدى علم الدين المفخم شأنه

له في عظامي والعروق دبيب

تشوقني الذكرى إليه فأنثني

وأيسر ما بين الضلوع لهيب

أحنّ إليه حنة كلما دعت

شآبيب دمع العين فهي تجيب

يعيد إذا قلبت طرفي ناز

ح وإن لحظته فكرتي فقريب

يشيم لكشف الغامضات مهنّدا

يطبق في أوصالها ويطيب (٣)(٤)

١٣٣٨ ـ الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد أبو علي العطار الشاهد

كان مقدم الشهود بدمشق ، سمع أبا عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل ،

__________________

(١) يعني الحطيئة الشاعر ، وأبا تمام حبيب بن أوس.

(٢) الأبيات في بغية الطلب ٥ / ٢٣٥٤.

(٣) في ابن العديم : «ويصيب» وذكر بعده ثلاثة أبيات.

(٤) ذكر في الوافي ١٢ / ١٧٧ أنه توفي في شعبان سنة تسع وسبعين وخمسمائة ، وقيل إنه تغير آخر عمره.

٩٧

وأبا الحسن أحمد بن محمد العتيقي ، وأبا الحسن بن السّمسار ، وأبا علي أحمد بن عبد الرّحمن بن أبي نصر ، وعثمان بن أبي بكر السّفاقسي.

روى عنه : الفقيه نصر المقدسي ، وحكى لنا عنه أبو محمد بن الأكفاني.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، نا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا أبو علي الحسن بن سعيد بن محمد الدمشقي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ، نا عبد الله بن محمد ، نا خلّاد بن أسلم المحاربي ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي (١) ، عن عبد الله بن زيد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيأتي على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بمثل حذو النعل بالنعل ، وإنهم تفرقوا على ثنتين وسبعين ملّة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملّة ، كلها في النار غير واحدة» فقيل : يا رسول الله وما تلك الواحدة؟ قال : «هو ما نحن عليه اليوم وأصحابي» [٣٠٦٣].

كذا قال ، والصواب عبد الله بن يزيد وهو أبو عبد الرّحمن الجبلي.

أخبرناه عاليا على الصواب أبو بكر محمد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو حفص بن شاهين أصلا ، نا عبد الله بن محمد البغوي ، نا خلّاد بن أسلم ، نا عبد الرّحمن بن محمد المحاربي ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، عن عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكره.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : سنة ست وأربعين وأربعمائة فيها توفي الحسن بن سعيد بن محمد بن سعيد العطار في صفر الثالث عشر منه في يوم الجمعة ، وكان قد حدّث عن أبي علي الحسن بن عبد الرّحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيره بشيء يسير ، وحدث بكراريس من غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي ، عن عثمان بن أبي بكر السّفاقسي.

وقرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني ـ ولم أسمعه منه ـ قال : وكان قد ولي شيئا من أمور البلد ، فكان الثناء عليه سيئا ، والذكر له قبيحا في ظلمه وتعدّيه ، وتجاوزه الحدّ فيما يليه.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٤١١.

٩٨

١٣٣٩ ـ الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز

ابن النعمان بن عطاء

أبو العباس الشيباني النّسوي (١) الحافظ صاحب المسند (٢)(٣)

سمع بدمشق هشام بن خالد ، ودحيما. وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى ، وصفوان بن صالح ، وهشام بن عمار وإبراهيم بن أيوب الحوراني ، وعباس بن الوليد الخلّال ، والعباس بن عثمان المعلم.

وروى عنهم وعن هدبة بن خالد ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وحبان بن موسى ، وإسحاق بن راهوية ، وعمرو بن زرارة ، وقتيبة ، وإبراهيم بن يوسف البلخي ، وعلي بن حجر ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعمرو الناقد ، وسويد بن سعيد ، وأبي خيثمة ، والقواريري ، وإبراهيم بن الحجاج ، وأبي الربيع الزهراني ، وسهل بن عثمان العسكري ، وعبد الرّحمن بن سلام الجمحي ، وأبي كامل الجحدري ، وشيبان بن فرّوخ ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي (٤) ، وأبي مصعب ، وهارون بن سعيد ، وعيسى بن حماد ، ومحمد بن رمح ، وأبي الطاهر ، وحرملة ، والمسيّب بن واضح.

روى عنه : محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ ، والحسين بن علي أبو علي الحافظ ، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو من أقرانه ، وجعفر بن محمد بن سوار ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي ، وأبو الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر الرازي ، وأبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ ، وأبو حامد بن الشرقي ، وأبو عمرو بن حمدان ، وأبو بكر محمد بن جعفر البشتي (٥) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي

__________________

(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن الوافي ١٢ / ٣٢ النسوي بالنون.

(٢) بالأصل «الحسنة» والمثبت عن الوافي وميزان الاعتدال ، وبغية الطلب نقلا عن ابن عساكر.

(٣) ترجمته في بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣٦٤ والوافي بالوفيات ١٢ / ٣٢ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ١٥٧ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى حزام بن خويلد بن أسد ، ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٦٨٩ تاريخ بغداد ٦ / ١٧٩.

(٥) كذا بالشين المعجمة ، وفي ابن العديم ـ نقلا عن ابن عساكر ـ البستي بالسين المهملة. ومثله في سير الأعلام.

٩٩

الجرجاني ، وأبو جعفر محمد بن علي الجوسقاني ، وأبو حاتم محمد بن حبان البستي ، وإبراهيم بن إسماعيل القاري ، وعلي بن بندار الزاهد ، وابنا ابنيه إسحاق بن سعد بن الحسن (١) ، وأبو محمد سفيان بن محمد بن الحسن بن سفيان.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا صفوان بن صالح ، نا الوليد ، نا ابن جريج ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «في بيضة نعام صيام يوم ، وإطعام مسكين» [٣٠٦٤].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، نا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن سفيان النّسوي ، حدّثني جدي ، نا عبد الله بن محمد بن أسماء ، نا جويرية [نا](٢) نافع ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أعتق شركا له في مملوكه فقد وجب عليه أن يعتق [ما بقي](٣) منه ، إن كان له من المال ما يبلغ ثمنه مقام في ماله قيمته قيمة عدل فيدفع إلى أصحابه حصتهم ويخلي سبيل المعتق» [٣٠٦٥].

أخرجه أبو داود عن عبد الله بن محمد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشّحامي ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان بن عامر ، نا محمد بن عبد الله بن عمّار الموصلي ، نا عيسى بن يونس ، عن ابن علاثة ، حدّثني الحجاج بن فرافصة ، عن أبي عمر ، عن سليمان (٤) ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها في الله ائتلف ، وما تناكر منها في الله اختلف ، إذا ظهر القول وخزن العمل ، فائتلفت الألسن وتباغضت القلوب ، وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم» [٣٠٦٦].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو الحسن علي بن محمد ، أنا علي بن

__________________

(١) بالأصل «الحسين» خطأ.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) استدركت على هامش الأصل.

(٤) كذا بالأصل والصواب «سلمان» انظر مختصر ابن منظور ٦ / ٣٣٩.

١٠٠