تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

١٣٢٠ ـ الحسن بن الحسن بن علي

ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم

أبو محمد الهاشمي المدني (١)

روى عن أبيه الحسن ، وفاطمة بنت الحسين ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

روى عنه : ابنه عبد الله بن الحسن ، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية ، وإبراهيم بن الحسن ، وسهيل بن أبي صالح ، وأبو بكر [عبد الله](٢) بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وحميد بن أبي زينب ، وسعيد بن أبي سعيد مولى المهري ، وإسحاق (٣) بن يسار والد محمد بن إسحاق ، والوليد بن كثير.

وقدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا محمد بن هارون الحضرمي ، نا محمد بن صالح بن النطاح ، نا المنذر بن زياد ، نا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه» [٣٠٥١].

أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا إسماعيل بن عبد الله العبدي ، نا سعيد بن الحكم بن أبي مريم ، أنا محمد ـ هو ـ ابن جعفر ، حدّثني حميد بن أبي زينب ، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «حيث ما كنتم فصلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني» [٣٠٥٢].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا محمد بن الحسن بن علي ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي ، نا ابن أبي داود ، نا عبد الملك بن

__________________

(١) ترجمته في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٦ طبقات ابن سعد ٥ / ٣١٩ المعارف ص ٢١٢ تهذيب التهذيب ١ / ٤٨٠ الوافي بالوفيات ١١ / ٤١٦ بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣١٦ سير أعلام النبلاء وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) زيادة عن تهذيب التهذيب.

(٣) بالأصل : «وإسماعيل» خطأ والصواب عن سير الأعلام وبغية الطلب.

(٤) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣١٩.

٦١

شعيب بن الليث ، حدّثني أبي ، عن جدي ، حدّثني ابن عجلان ، عن سهيل ، وسعيد (١) بن أبي سعيد مولى المهري عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال : ورأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو له ويصلّي عليه ، فقال حسن للرجل : لا تفعل فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلّوا عليّ حيث ما كنتم فإن صلاتكم تبلغني» (٢) [٣٠٥٣].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي ، أنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز ، نا أبو محمد المدائني وهو عبد الله بن إسحاق ـ إملاء ـ نا الحسن بن عرفة ، نا يوسف الباهلي ، عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، عن شيبان ، عن مسعر ، عن أبي بكر بن حفص ، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ، قال : لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها قال : فقلت : ومني؟ قال : نعم ، ومنك قال : فلما قضى حاجته إليها عطفت عليها لتخبرني بما قال لها ، قالت : قال لي إذا نزل بك ركب أو أمر فظيع من أمر الدنيا فاستقبليه بأن تقولي : لا إله إلّا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا حسن بن موسى ، نا حمّاد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسن ، عن فاطمة (٣) عليهما‌السلام قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأكل عرقا (٤) ، فجاء بلال بالأذان ، فقام ليصلي فأخذت بثوبه فقلت : يا أبة ألا تتوضّأ؟ فقال : «ممّا أتوضأ يا بنية» فقلت : مما مسّت النار ، فقال لي : «أوليس أطيب طعامكم مما مسته النار» [٣٠٥٤].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر

__________________

(١) بالأصل «وسهيل» والصواب ما أثبت عن سير الأعلام ، وقد تقدم ألد الذي يروي الحسن هو سعيد بن أبي سعيد.

(٢) الحديث في مصنف عبد الرزاق (٦٧٢٦) من طريق سهيل بن أبي سهيل ونقله الذهبي بهذا الإسناد في سير الأعلام ٤ / ٤٨٤.

(٣) كذا ، وثمة انقطاع في السند.

(٤) العرق : العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم (النهاية : عرق).

٦٢

أحمد بن الحسن ، ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا ـ : أنا محمّد بن الحسن ، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (١) : حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أمّه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار من بني فزارة.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا محمد بن أحمد بن محمد ، أنا محمد بن عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال : فولد الحسن بن علي بن أبي طالب الحسن بن الحسن وأمه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار بن عمرو بن جابر بن عقيل (٢) بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان ، وأمها مليكة بنت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان ، وأمها تماضر بنت قيس بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض.

وأخوته لأمّه : إبراهيم ، وداود ، وأم القاسم بنو محمد بن طلحة بن عبيد الله ، وكان الحسن بن [علي](٣) خلف على خولة بنت منظور حين قتل محمد بن طلحة. قال : ونا الزبير ، حدّثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحرامي ، عن أبيه قال : زوجه إياها عبد الله بن الزبير وكانت عنده أختها لأمها وأبيها تماضر بنت منظور بن زبّان وهي أم بنيه : خبيب ، وحمزة وعباد ، وثابت بني عبد الله بن الزبير. فبلغ ذلك منظور بن زبّان فقال : مثلي يفتات عليه بنيّته ، فقدم المدينة فركز راية سوداء في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يبق قيسي بالمدينة إلّا دخل تحتها فقيل لمنظور : أين يذهب بك ، تزوجها الحسن بن علي وزوّجها (٤) عبد الله بن الزبير ، وملّكه الحسن أمرها ، فأمضى ذلك التزويج. وفي ذلك يقول خفير (٥) العبسي :

إنّ النداء من بني ذبيان قد علموا

والجود في آل منظور بن سيّار

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤١٧ رقم ٢٠٤٥.

(٢) سقطت من عمود نسبها في ابن العديم ٥ / ٢٣١٧.

(٣) زيادة لازمة.

(٤) بالأصل «وتزوجها» والمثبت بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣١٧.

(٥) في مختصر ابن منظور ٦ / ٣٣٠ «حفير» وفي ابن العديم كالأصل ، والأبيات فيه وفي المختصر.

٦٣

الماطرين بأيديهم ندى ديما

وكل غيث من الوسمي (١) مدرار

تزور جارتهم وهنا هديتهم

وما فتاهم لها وهنا بزوّار

ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم

وهم رضا لبني أخت وأصهار

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري وثابت بن بندار ، قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن الحسن ، قالا : نا الوليد بن بكر ، نا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال (٢) : وابنه (٣) حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وأمّه بنت أبي مسعود الأنصاري ، كذا قال أحمد بن صالح العجلي. وبنت أبي مسعود أم أخيه زيد بن الحسن [وأما الحسن بن الحسن فأمه](٤) فهي خولة بنت منظور كما تقدم.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن ، عن الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا حارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد قال (٥) : في الطبقة الثالثة من أهل المدينة حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وأمّه خولة بنت منظور بن زبّان بن سيّار (٦) بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سميّ بن مازن بن فزارة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ ، قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد ابن خيرون وأبو الحسين ، قالا ـ : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٧) : الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، عن أبيه الحسن ، روى عنه الحسن بن محمد (٨) وإبراهيم بن الحسن (٩) ، وروى خالد ، عن سهيل بن [أبي](١٠)

__________________

(١) الوسمي : مطر الربيع الأول (القاموس).

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ١١٧.

(٣) يعني الحسن بن علي ، وتقدمت ترجمته فيه. ولم ترد هذه اللفظة في ثقات العجلي.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن بغية الطلب ٥ / ٢٣١٨.

(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٣١٩.

(٦) بالأصل : «سيله» والمثبت عن ابن سعد.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ٢ / ٢٨٩.

(٨) وهو الحسن بن محمد بن علي (ابن الحنفية).

(٩) يعني ابنه ، وقد صرح ابن حجر في تهذيب التهذيب روى عنه أولاد : إبراهيم وعبد الله والحسن.

(١٠) الزيادة عن البخاري.

٦٤

صالح ، عن حسن بن حسن ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسل.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو (١) جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٢) : وكان الحسن بن الحسن وصيّ أبيه ، وولي صدقة علي بن أبي طالب في عصره ، وكان حجاج بن يوسف قال له يوما وهو يسايره في موكبه بالمدينة ـ وحجاج يومئذ أمير المدينة ـ أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي ، فإنه عمك وبقية أهلك ، قال : لا أغير شرط علي ، ولا أدخل فيها من لم يدخل ، قال : إذا أدخله معك ، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج ، ثم كان وجهه إلى عبد الملك حتى قدم عليه ، فوقف ببابه يطلب الإذن ، فمرّ به يحيى بن الحكم ، فلما رآه يحيى عدل إليه فسلّم عليه وسأله عن مقدمه وخبره وتحفى به ثم قال : إني سأنفعك عند أمير المؤمنين ـ يعني عبد الملك ـ فدخل الحسن على عبد الملك ، فرحّب به وأحسن مساءلته ، وكان الحسن بن الحسن قد أسرع إليه الشيب ، فقال له عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب ويحيى بن الحكم في المجلس ، فقال له يحيى : وما يمنعه يا أمير المؤمنين شيّبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه ركب يمنونه الخلافة ، فأقبل عليه الحسن بن الحسن فقال : بئس والله الرفد رفدت ، وليس كما قلت ، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب ، وعبد الملك يسمع ، فأقبل عليه عبد الملك فقال : هلم ما قدمت له؟ فأخبره بقول الحجاج ، فقال : ليس ذلك له ، اكتبوا له كتابا لا يجاوزه ، فوصله ، وكتب له ، فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره ، وقال : ما هذا الذي وعدتني ، فقال له يحيى : إيها عنك ، والله لا يزال يهابك ، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة ، وما ألوتك رفدا.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي المقرئ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ، نا عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدّثني محمد بن الحسن (٣) ، حدّثني

__________________

(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.

(٢) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٦ ـ ٤٧ وبغية الطلب ٥ / ٢٣١٩ وسير الأعلام ٤ / ٤٨٥ وفيها مختصرا.

(٣) في ابن العديم ٥ / ٢٣٢٠ الحسين.

٦٥

محمد بن سعد ـ وصوابه : سعيد ـ نا شريك ، عن عبد الملك بن عمير قال : كتب الوليد بن عبد الملك إلى عثمان بن حيّان (١) المرّي : انظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة (٢) ، وقفه للناس يوما ، ولا أراني إلّا قاتله قال : فبعث إليه فجيء به والخصوم بين يديه قال : فقام إليه علي بن حسين ، فقال : يا أخي تكلم بكلمات الفرج يفرج الله عنك ، لا إله إلّا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ، ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ، قال : فقالها قال : فانفرجت فرجة من الخصوم ، فرآه فقال : أرى وجه رجل قد قرفت (٣) عليه كذبة خلّوا سبيله ، أنا كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره فإن الشاهد يرى ما لا ير الغائب.

كذا في كتابي ، والصواب محمد بن سعيد وهو ابن الأصبهاني ، وقد أخبرنا بالحكاية على الصواب أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بتبريز : أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن بن يونس ، نا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد بن حيّان ، نا أبو علي بن إبراهيم ، نا عبد الله بن محمد ، نا محمد بن الحسن (٤) ، نا محمد بن سعيد فذكرها إلّا أنه قال : عثمان بن سعيد المرّي ، وذلك وهم ، والصواب عثمان بن حيّان كما تقدم ، وكان والي الوليد على المدينة. ورويت من وجه آخر عن عبد الملك فزيد في إسنادها رجل ، وذكر أن الوالي كان هشام بن إسماعيل (٥).

أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ومحمد بن موسى قالا : أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الحسن بن علي بن عفان ، نا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، حدّثني أبو مصعب أن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل : أنه بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق فإذا جاءك كتابي هذا فابعث إليه فليؤت به قال : فجيء به. إليه وشغله شيء قال : فقام إليه علي بن حسين فقال : يا ابن عم ، قل كلمات الفرج : لا إله إلّا الله الحليم الكريم

__________________

(١) بالأصل «حبان» والصواب ما أثبت ، وكان واليا للوليد على المدينة ولاه بعد عزل أبي بكر بن حزم ، وبقي واليا عليها حتى مات الوليد ، انظر تاريخ خليفة ص ٣١١ في تسمية عمال الوليد بن عبد الملك.

(٢) بالأصل «جلدة» وقد شطبت وفوقها كلمة تحويل ، وعلى هامش الأصل «ضربة» وهو ما أثبتناه.

(٣) القرف : التهمة (القاموس).

(٤) من ابن العديم ٥ / ٢٣٢ الحسين.

(٥) الخبر نقله عن ابن عساكر ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٢٠ ـ ٢٣٢١.

٦٦

لا إله إلّا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين. قال : فخلا للآخر وجهه ، فنظر إليه وقال : أرى وجها قد قشب (١) بكذبة ، خلّوا سبيله وليراجع فيه أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المقرئ ، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا إبراهيم بن حمّاد ، نا عباس بن أبي طالب ، نا وضاح بن حسان ، نا فضيل بن مرزوق ، قال : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله إن قتلك لقربة إلى الله عزوجل (٢).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، نا أبو محمد الحسن بن علي ـ إملاء ـ ، أنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي ، نا الفضل بن سهل ، نا أبو أحمد الزبيري ، نا فضيل بن مرزوق ، قال : سمعت حسن يقول لرجل من الرافضة : والله لئن أمكن الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولا تقبل لكم توبة (٣).

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد الزهري ، نا عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا الحسن ، نا يزيد بن هارون ، عن فضيل ، قال : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : إنّ قتلك لقربة إلى الله عزوجل ، فقال له الرجل : إنك تمزح فقال : والله ما هذا بمزاح ، ولكنه مني الجدّ (٤).

أخبرنا أبو الحسن بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، قال : وحدثني عمي مصعب بن عبد الله (٥) ، قال : كان الفضيل بن مرزوق يقول : سمعت

__________________

(١) القشب : الخلط ، والإصابة بالمكروه ، والافتراء واكتساب الحمد أو الذم (القاموس).

(٢) الخبر نقله ابن العديم ٥ / ٢٣٢١ ونقله الذهبي في سير الأعلام عن عبد الملك بن عمير ٤ / ٤٨٥.

(٣) بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣٢٢.

(٤) سير الأعلام للذهبي ٥ / ٤٨٦ وبغية الطلب ٥ / ٢٣٢٢ ـ ٢٣٢٣.

(٥) نسب قريش ص ٤٩ ونقله عنه الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٤٨٦ ونقله عن الفضيل ابن سعد في طبقاته ٥ / ٣١٩ ـ ٣٢٠.

٦٧

الحسن بن الحسن يقول لرجل يغلو فيهم : ويحكم أحبونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا ، فإن عصينا فابغضونا فلو كان الله نافعا أحدا بقرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغير طاعة الله لنفع بذلك أباه وأمّه ، قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى به منكم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير ، قال (١) : وكان عبد الملك بن مروان قد غضب (٢) غضبة له ، فكتب إلى هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة وهو عامله على المدينة ، وكانت بنت هشام بن إسماعيل زوجة عبد الملك ، وأم ابنه هشام ، فكتب إليه : أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب ، وأقم آل عبد الله بن الزبير ، وكتبوا وصاياهم ، فركبت أخت لهشام إليه ، وكانت جزلة عاقلة فقالت : يا هشام أتراك الذي يهلك عشيرته على يده ، راجع أمير المؤمنين ، قال : ما أنا بفاعل ، قالت : فإن كان لا بد من أمر فمر آل علي يشتمون آل الزبير ومر آل الزبير يشتمون آل علي ، قال : هذه أفعلها ، فاستبشر الناس بذلك ، وكانت أهون عليهم ، وكان أول من أقيم إلى جانب المرمر الحسن بن الحسن وكان رجلا رقيق البشرة عليه يومئذ قميص كتان رقيقة ، فقال له هشام : تكلم بسبّ آل الزبير فقال : إن لآل الزبير رحما أبلها ببلالها وأربها بربابها (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)(٣) فقال هشام لحرسي عنده : اضرب ، فضربه سوطا واحدا من فوق قميصه ، فخلص إلى جلده فشرخه حتى سال دمه تحت قدمه في المرمر ، فقام أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي ، فقال : أنا دونه أكفيك أيها الأمير ، فقال في آل الزبير ، وشتمهم. ولم يحضر علي بن الحسين ، كان مريضا أو تمارض ، ولم يحضر عامر بن عبد الله بن الزبير ؛ فهمّ هشام أن يرسل إليه ، فقيل له : إنه لا يفعل أفتقتله؟ فأمسك عنه ، وحضر من آل الزبير من كفاه ، وكان عامر يقول : إن الله لم يرفع شيئا فاستطاع الناس خفضه ، انظروا إلى ما يصنع بنو أمية يخفضون عليا ويغرّون بشتمه وما يزيده (٤) الله بذلك إلّا رفعة.

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٢١ ـ ٢٣٢٢ ونسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٧ ـ ٤٨.

(٢) سقطت من الأصل وكتبت بين السطرين بخط مغاير.

(٣) سورة غافر ، الآية : ٤١.

(٤) في نسب قريش : وما يريد الله بذلك إلّا رفعه.

٦٨

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، نا محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن رزقوية ، نا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي ، نا بشر بن موسى ، نا عبد الله بن صالح ، نا فضيل يعني ابن مرزوق عن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال : سمعته يقول لرجل من الرافضة : والله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم ثم لا نقبل منكم توبة. فقال رجل : لم لا يقبل منهم توبة؟ قال : نحن أعلم بها ولا منكم إن هؤلاء إن شاءوا صدقوكم ، وإن شاءوا (١) كذبوكم ، وزعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية ، ويلك إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم إذا اضطر إليها وخاف من ذي سلطان أعطاه غير ما في نفسه يدرأ عن ذمة الله عزوجل وليس بباب فضل ، إنما الفضل في القيام بأمر الله وقول الحق وأيم الله ما بلغ من التقية أن يجعل بها لعبد من عباد الله أن يضل عباد الله.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا محمد بن عبد الوهاب ، نا جعفر بن عون ، أنا فضيل بن مرزوق ، قال : سمعت الحسن بن الحسن وسأله رجل ألم يقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه؟» [٣٠٥٥].

قال لي : بلى ، والله لو يعني بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الإمارة والسّلطان لأفصح لهم بذلك ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان أنصح للمسلمين لقال : يا أيها الناس هذا ولي أمركم ، والقائم عليكم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ، والله لئن كان الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وجعله القائم للمسلمين من بعده ، ثم ترك علي أمر (٢) الله ورسوله لكان علي أول من ترك أمر الله وأمر رسوله.

قال البيهقي : ورواه شبابة بن سوار ، عن الفضيل بن مرزوق ، قال : سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يتولاهم ، فذكر قصّة ، ثم قال : ولو كان الأمر كما يقولون إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن كان علي لأعظم الناس خطيئة وجرما في ذلك [إذ] ترك أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني فلم يمض لما أمره أو يعذر فيه إلى الناس ، قال : فقال له الرافضي :

__________________

(١) بالأصل : شاء.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامش الأصل وبجانبه كلمة صح.

٦٩

ألم يقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ فقال : أما والله إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لو كان [يعني ب] ذلك الإمرة والسلطان ، والقيام على الناس بعده لأفصح لهم بذلك ، كما أفصح لهم بالصّلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ، ولقال لهم : إنّ هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيء ، فإن أفصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

قال البيهقي وأخبرناه أبو بكر أحمد بن الحسن ، نا أبو العباس الأصم ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا شبابة بن سوار ، أنا الفضيل بن مرزوق فذكره [٣٠٥٦].

حدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي ، أنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه ، وأبو سعد محمد بن علي بن محمد السرفوتح (٢) ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، وجدي أبو القاسم غانم بن محمد ح.

وأخبرنا أبو طالب محمد بن محفوظ بن الحسن الثقفي ، أنا أبو علي الحداد وأجازه لي أبو علي وغانم ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني ، نا أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني ، نا شبابة ، نا الفضيل بن مرزوق قال : سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم : ويحكم [أحبونا](٣) لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا الله فأبغضونا قال فقال له الرجل : إنكم ذو قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأهل بيته ، فقال : ويحكم لو كان الله نافعا بقرابة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمّه ، والله إني لأخاف أن يضاعف الله للعاصي منا العذاب ضعفين ، والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ، ثم قال : لقد أساء أباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون من دين الله [حقا] ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه ، فنحن والله كنا أقرب منهم قرابة منكم ، وأوجب عليهم حقا ، وأحق بأن يرغبوا فيه منكم ، ولو كان الأمر كما تقولون : إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده ، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن

__________________

(١) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٢٣ والزيادة منه.

(٢) كذا.

(٣) استدركت على هامش الأصل.

٧٠

يقوم فيه ، كما أمره ، ويعذر (١) فيه إلى الناس. فقال له الرافضي : ألم يقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «من كنت مولاه فعلي مولاه»؟ قال : أم والله ان لو يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك ، كما أفصح لهم بالصّلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ، ولقال لهم : أيها الناس إن هذا ولي أمركم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا فما كان من وراء هذا فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني عمي مصعب ، قال (٢) : وتوفي الحسن بن الحسن فأوصى إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة وهو أخوه لأمّه (٣).

١٣٢١ ـ الحسن بن الحسن الهاشمي الدمشقي

قرأ القرآن على أبي بكر محمد بن الخليل الأخفش الصغير وهو الذي لقنه القرآن ، وانتقل إلى المغرب.

حكى عنه أبو عمر عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ الداني.

١٣٢٢ ـ الحسن بن أبي الحسن صافي مولى حسين بن الأرموي التاجر

بو نزار البغدادي ، المعروف بملك النحاة (٤)

ذكر لي أنه ولد ببغداد سنة تسع وثمانين وأربعمائة في الجانب الغربي في محلة تعرف بشارع دار الرقيق ، ثم نقل إلى الجانب الشرقي من بغداد إلى جوار حرم الخلافة المعظمة ، وهناك قرأ العلوم (٥) وسمع الحديث من الشريف أبي طالب الزينبي ، وقرأ

__________________

(١) ابن العديم : يعدل.

(٢) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص ٤٩.

(٣) ذكر الذهبي في سير الأعلام أنه مات سنة تسع وتسعين ، وقيل سنة سبع وتسعين ، وانظر الوافي بالوفيات ١١ / ٤١٨ وتهذيب التهذيب ١ / ٤٨١.

(٤) ترجمته في بغية الوعاة ١ / ٥٠٤ وإنباه الرواة ١ / ٣٤٠ معجم الأدباء ٨ / ١٢٢ بغية الطلب لابن العديم ٥ / ٢٣٩٠ وانظر بحاشية إنباه الرواة ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) في معجم الأدباء : قرأ العلم وتخرج.

٧١

علم المذهب (١) على الشيخ أحمد الأشنهي ، وقرأ علم أصول الدين على الشيخ أبي عبد الله المغربي القيرواني ، وقرأ أصول الفقه على الشيخ أبي الفتح بن برهان ، وقرأ علم الخلاف (٢) على الشيخ الإمام أسعد الميهني (٣) ، وقرأ النحو على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي زيد الأسترابادي الفصيحي ، وقرأ الفصيحي على عبد القاهر الجرجاني ، وفتح له الجامع ودرّس فيه ثم سافر إلى بلاد خراسان وكرمان وغزنة ، ثم دخل إلى الشام ، وقدم دمشق ثم خرج منها ثم عاد إليها ، واستوطنها إلى أن مات بها ، وذكر لي أسماء مصنفاته : الحاوي في علم النحو مجلدتان ، العمد في علم النحو مجلدة ، المنتخب في علم النحو وهو كتاب نفيس مجلدة ، المقتصد في علم التصريف مجلدة ضخمة ، أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر ، وشيء من الشواذ مجلدتان ، التذكرة السّفرية انتهت إلى أربعمائة كراسة ، العروض مختصر محرر ، مصنف في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان ، مختصر في أصول الفقه ، مختصر في أصول الدين ، ديوان مجموع من شعره (٤).

من جملة ما أنشدني لنفسه يمدح سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) :

لله أخلاق مطبوع على كرم

ومن به شرف العلياء والكرم

أغرّ أبلج يسمو عن مساجلة

إذا تذوكرت الأخلاق والشيم

سمت علاك رسول الله فارتفعت

عن أن يشير إلى إثباتها قلم

لا من رأى الملأ الأعلى فراعهم

وعاد وهو على الكونين يحتكم

يا من له دنت الدنيا وزخرفت

الأخرى ومن بعلاه تفخر النسم

يا من [به](٦) عاد وجه الحق متّضحا

من بعد أن ظوهرت بالباطل الظلم

ومن تواضع جبريل الأمين له

ودون حق نهاه هذه القسم

__________________

(١) في معجم الأدباء نقلا عن ابن عساكر : وقرأ الفقه على أحمد.

(٢) قال صاحب كشف الظنون : علم الخلاف : هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ، ودفع الشبه ، وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية ، وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق ، إلّا أنه خص بالمقاصد الدينية.

(٣) هذه النسبة إلى ميهنة ناحية بين أبيورد وسرخس.

(٤) زيد في معجم الأدباء ٨ / ١٢٣ كتاب المقامات ، حذا حذو الحريري.

(٥) الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٩٢.

(٦) الزيادة للوزن والمعنى ، عن ابن العديم.

٧٢

علوت عن كل مدح يستفاض

فما الحلال إلّا الذي تنحوه والعظم

على علاك سلام الله متصلا

ما شئت والصلوات [الغرّ](١) تبتسم

وأنشدني في مدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا

أن يستجير بعلياء خاتم الرسل

خذ من أخيك مقالا إن صدعت (٣)

به مدحت في آخر الاعصار والأول

قل يا من الفخر موقوف عليه فإن

تذوكر الفخر لم يصدف ولم يمل

صيت إذا طلبت غاياته خرقت

سبعا طباقا فبذت كل ذي أمل

علوت وازددت حتى عاد ممتدحا (٤)

جبريل عماله قد كان لم يطل

وعدت والكبر قد نافى علاك فما

عدوت (٥) شيمة سبط الخلق مبتهل

أتتك غرّ قوافي المدح خاضعة

لديك فاقبل ثناء غير منتحل

ثناء من لم يجد وجناء تحمله

إليك أوصد بالإقتار عن جمل

صلّى عليك إله العرش مشتملا

عليك يا خير ما حاف ومنتعل (٦)

وأنشدنا يمدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٧) :

من حامل عن أخيه بسبط مألكة

يهزها أن أفيض القال والقيل

يقول والحجرات الغرّ تسمعه

والوفد كل بما يعنيه مشغول

هل سامع يا رسول الله أنت

لمن ولاؤه لك مروي ومنقول

بلغت من غاية الإكرام منزلة

عنها أعيد الأمين الروح جبريل

فعاد من رام كفوا من مدائحه

يزهى ومقوله بالعجز مفلول

فأقبل إليك اختصارا عذر قائله

إن حقّ مدحك لم يبلغه تطويل

ولترضك الصّلوات الغرّ دائمة

يزين أمراطها ما شئت ترفيل

وأنشدنا في مدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) الزيادة للوزن والمعنى ، عن ابن العديم.

(٢) الأبيات في معجم الأدباء ٨ / ١٢٤ وبغية الطلب ٥ / ٢٣٩٢.

(٣) أي جهرت به.

(٤) معجم الأدباء : منتزحا.

(٥) بالأصل «عددت» والمثبت عن المصدرين السابقين.

(٦) سقط من معجم الأدباء.

(٧) الأبيات في بغية الطلب ٥ / ٢٣٩٣.

٧٣

يا خاتم الأنبياء قاطبة

أتاك لفظ الثناء يستبق

كنت نبيا وطين آدم مجبول

وتلك الأنوار تأتلق

وعدت فينا تهدي (١) إلى سبل الحق

فقد أوضحت بك الطرق

فارق عليك السّلام مرقبة

مصبحها في العلاء يغتبق

واشفع لمن عاد في ولائك مشفوع

القوافي تتلى فتتّسق

ملك (٢) أليفاظه التي انتظمت

يطيب علياك في الورى عبق

تضوع من مجدك الأثيل إذا

استفيض ذكر أطيب فينتشق

وأنشدنا في مدحه صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

رأى البرق غوري الوميض فأنجدا

وأصدر (٣) ركب في بالعقيق فاوردا

وما برحت أبناء ميّة غضّة لديه

إلى أن جار بالعقل واعتدى

رأى الشيخ ممطورا فمال بظله

ومدّ إلى أطراف طرّته يدا

أمال إلى خفق النسيم بجانبي

عطالة لما مرّ واستنزل الندا

لشبعته مقلاق الوضين يهزه

إلى البان وجد لا يزال مؤبدا

تذكر عهدا كاظميا وطال ما

تذكر مجهول المعارف معهدا

ولكنه ممن إذا انتسب احتبا

لفخر وان حاشاه (٤) ذو القوة انتدا

إذا ذكرت أيام أدواء قومه

صحا يجعل راح للفخر أو غدا (٥)

وموّار رحل النضو منتصب (٦) القرا

تراه كما أمضيت سهما مسددا

تناقضه معروفة كلما ونت

أراها ملوّى الجانبين مقدّدا

يهزّ إلى أعلام يثرب همّة

كما هزّ زمر يوم حرب مهندا

إذا زار مفتون بدنياه مالكا

يؤمله زار النبي محمّدا

ألا ديّموا موق الهدا باهر العلى

كريم العرى طلق النقيبة أوحدا

__________________

(١) في ابن العديم ٥ / ٢٣٩٣ «تدعو».

(٢) ابن العديم : مرط.

(٣) عجزه في ابن العديم ٥ / ٢٣٩٤ وأصدر ركب بالعقيق فانجدا.

(٤) ابن العديم : جاثاه.

(٥) سقط من بغية الطلب.

(٦) ابن العديم : أفضيت.

٧٤

إذا الملأ الأعلى تناجوا بذكره

وراموا هداه كان منه لهم هدى

إليك رسول الله يمّمت ناظما

قوافي ما يممن غيرك مقصدا

تقاوض عن من لم يزل متقربا

إليك بمدح لا يزال مخلّدا

وحاشاك يا رب العلا أن ترده

بغير الذي ساما له وترددا

وقد وأبيك الخير شرفت منطقي

بذكرك واستيقنت مجدا وسؤددا

فصلّى عليك الله ما شئت هاديا

ومنا وما استضرفت عن مؤمن ردا

وأنشدنا لنفسه من قصيدة :

لمن النار على مرفوعة

في يفاع جبل عاليها مغار

دونها الامي تناقلن الخطا

والعدا تتحاماها الشرار

لأناس كرمت أعراقهم

وسما في ندوة الحيّ البخار

لهم البذخة إن جاثاهم

شامخ طاغ له الكبر شعار

كلما نادوا أبا ذا شرف

في الوغا نار فلبّاه نزار

غزوة ما انجد الركب بما

طاب من أخبارها إلّا وغاروا

قصرت بالأفوه الأودي عن

رتب ذاوده عنها العثار

يا بني قحطان أنتم ليلة

ذات أسداف وعدنان النهار

ألكم أم لهم بالمصطفى

شمخة في الحي إن جد الحوار

بشهير في السموات العلى

صيته يعلا له فيها المنار

ولعمري إنكم في نسب

غير أن الخوض في الباطل عار

لكم الفخر إذا حاثثكم

في لؤي أسلم يوما أو غفار

فدعوا للقوم ملكا في العلا

والمعالي لكم ثوب معار

ويمينا بالمهاري شربا

يأخذ القيصوم منها والعرار

فوقها كل طليح همّه

أن يرى الكعبة يعلوها الستار

لو رآني ناطقا أفوهكم

لا نثنى منخذلا فيه انكسار

وأنشدنا يفتخر للعرب على الأعاجم :

أتنكرين الحق أخت دارم

إذا أصخت لمقال عالم

سألتني عن العلا وأهلها

فلم أكن يا هنتا بكاتم

٧٥

للعرب الفخر القديم في الورى

فأعرضي عن نبأ الأعاجم

هم الذين سبقوا إلى الندى

فهو لديهم قائم المواسم

أشذ عن سمعي أحاديث ندا

كعب الندا وفرط جود حاتم

وإنهم إن نهضوا لغارة

شدوا على أسد الشرا الضراغم

ثلّوا عروش الفرس في إملاقهم

وكفرهم بكلّ ضرب صارم

وزحزحوا كسراهم عن ملكه

بالمشرفيات وباللهازم

فنكس التيجان عن رءوسها

ما راع من بطش ذوي العمائم

فقل لمهيار انتبه من رقدة

أضغاثها هازية بحالم

بالعرب استوضح نهج سؤدد

وهم فدى العالم في المكارم

أعطاهم الله العلا لأنهم

قوم النبي المصطفى من هاشم

فخرهم باق على الدهر به

إن [كان] فخر دارس المعالم

خصّت خوافي العجم عن علاهم

وخذلوا بقصر القوادم

أثنى على بيانهم رب العلى

فهل لهذا المجد من مقاوم

وكل من يحتال لانتقاصهم

يرفل في مرط حسود ظالم

فليبق من عاداهم مضللا

فما لداء حاسد من حاسم

توفي أبو نزار يوم الثلاثاء ودفن في يوم الأربعاء التاسع من شوّال سنة ثمان وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الباب الصغير ـ رحمه‌الله ـ وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس (١).

١٣٢٣ ـ الحسن بن الحسين بن إبراهيم

أبو محمد البانياسي

روى عنه : غيث بن علي.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وقرأته بخطه ، أنشدني أبو محمد الحسن بن الحسين بن إبراهيم البانياسي ـ بها ـ لبعضهم :

بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم

سوى من غدا والبخل ملء ثيابه

__________________

(١) نقله عن ابن عساكر في بغية الطلب ٥ / ٢٤٠٠ وإنباه الرواة ١ / ٣٤٣.

٧٦

فجردت من سيف القناعة مرهفا

قطعت رجائي منهم بذبابه

فلا ذا يراني واقفا في طريقه

ولا ذا يراني جالسا عند بابه

١٣٢٤ ـ الحسن بن الحسين بن عبد الله بن الحسين

ابن عبد الله بن حمدان بن حمدون

أبو محمد التغلبي الأمير المعروف بناصر الدولة وسيفها (١)

[ولي](٢) امرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر بعد أمير الجيوش الدّزبري (٣) في جمادى الآخرة (٤) سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فلم يزل واليا بها إلى أن قبض عليه وسير إلى مصر مستهل رجب سنة أربعين وأربعمائة وولي بعده طارق الصّقلبي المستنصري.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني : الأمير المظفر ذو المجدين حسن بن حسين بن حمدان أبو محمّد وصل إلى دمشق في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة في يوم الأربعاء السادس عشر منه ، ووصل معه الشريف القاضي نقيب الطالبيين (٥) أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العباس وقبض الأمير منير الدولة بدمشق في يوم الجمعة مستهل رجب سنة أربعين وأربعمائة.

١٣٢٥ ـ الحسن بن الحسين بن علي بن عبد الله بن محمد

أبو علي الرّهاوي المقرئ

حدّث عن أبي محمد بن أبي نصر.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، قال : توفي الحسن بن الحسين الرّهاوي المقرئ في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة وكان فيه

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ١١ / ٤١٩ وذكر اسم أبيه «الحسن» بدل «الحسين» وانظر النجوم الزاهرة ٥ / ٩٠ وورد ذكره في الكامل لابن الأثير في حوادث سنة ٤٦٥ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢٠ وبغية الطلب ٥ / ٢٣٢٩.

(٢) زيادتها لازمة للإيضاح عن الوافي.

(٣) بالأصل «الدريري» والصواب «الدزبري» كما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥١١ وضبطت بكسر الدال عن وفيات الأعيان ٢ / ٤٨٧ وهذه النسبة إلى «دزبر» القائد الذي اشتراه واسمه : نوشتكين بن عبد الله التركي.

(٤) ورد في سير الأعلام أن الدزبري مات في جمادى الأولى ـ في أوله.

(٥) بالأصل «الطالبين».

٧٧

تخليط عظيم ، كان يحدّث بما لم يسمع ، ويركّب على الشيوخ بغير معرفة ، فإذا قيل له أنكر ذلك ، حدث عن محمد بن أبي نصر ، عن القاضي أبي الحسن بن صخر برسالة أبي بكر وكلّ واحد منهما لم يلق الآخر ، وتوفي أبو الحسن بن صخر بعد الأربعين وأربعمائة ـ قال ابن الأكفاني : في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ـ وقد وجدت أنا نسخة الرّهاوي بهذه الرسالة وقد كتب فيها سماعه عن أبي محمّد بن أبي نصر سنة عشر وأربعمائة وذكر أن سماعه بقراءتي بخط أبي نصر بن الجبّان وليس الخط خط ابن الجبّان إلى غير أبيه فإنه قال : وكتب أبو نصر عبد الوهاب بن إبراهيم المعروف بابن الجبّان بحضرة الشيخ ، وابن الجبّان اسم أبيه عبد الله بن عمر بن أيوب لا يعرف [في نسبه](١) من اسمه إبراهيم ، وهذا أدل دليل على تخليطه وافتضاحه. والله يعصمنا من الكذب والتزوير برحمته ومنّه.

١٣٢٦ ـ الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين

أبو محمد الأستراباذي القاضي (٢)

سمع بدمشق : القاضي أبا بكر الميانجي ، وبجرجان : أبابكر الإسماعيلي ، وأبا أحمد بن عديّ ونعيم بن إبراهيم الأسترابادي ، وبخراسان : محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج ، وبشر بن أحمد الإسفرايني ، وخلف بن محمد البخاري الخيّام ، وأبا عبد الله بن الحسن بن سلموية الكرابيسي ، وأبا عمرو إسماعيل بن نجيد ، وسمع بالبصرة : الحسن بن إبراهيم بن يزيد الفسوي ، وأحمد بن عبيد النّهرديري (٣) ، وببغداد : أبا بكر بن مالك وسكنها إلى أن مات بها.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني ، وأبو الحسين طاهر بن أحمد القايني الفقيه ـ نزيل دمشق ـ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن الحسين بن سعيد ، قالا : نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) : أنا القاضي أبو محمد الحسن بن

__________________

(١) «في نسبه» استدركت على هامش الأصل.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٣٠٠ الوافي بالوفيات ١١ / ٤٢٦ وبحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) هذه النسبة إلى نهر الدير ، وهي قرية على اثني عشر فرسخا من البصرة (الأنساب).

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ١٠ / ١٦٦ في ترجمة عبد الله بن المبارك.

٧٨

الحسين بن رامين الأستراباذي ، قال : سمعت القاضي أبابكر يوسف بن القاسم الميانجي بدمشق يقول : سمعت القاسم بن محمد بن عبّاد بالبصرة قال : سمعت سويد بن سعيد يقول : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة فقال : اللهم إن ابن أبي الموّال حدثنا عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ماء زمزم لما شرب له» وهذا أشربه لعطش يوم القيامة ثم شربه [٣٠٥٧].

أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين ، أبو محمّد القاضي الأستراباذي نزل بغداد وحدث بها عن خلف بن محمد الخيّام البخاري ، ومحمد بن الحسن (٢) بن إسماعيل السّراج النيسابوري ، وبشر بن أحمد الإسفرايني ، ونعيم بن أبي نعيم الأستراباذي ، وعبد الله بن عدي الجرجاني ، وأبي بكر الإسماعيلي ، وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ، ويوسف بن القاسم الميانجي ، والحسن بن إبراهيم بن يزيد الفسوي ، وأحمد بن عبيد (٣) النّهرديري وغيرهم. كتبت عنه وكان صدوقا فاضلا صالحا ، سافر الكثير ، ولقي شيوخ الصوفية ، وكان يفهم الكلام على مذهب الأشعري ، والفقه على مذهب الشافعي. ومات ببغداد في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

١٣٢٧ ـ الحسن بن الحسين بن محمد أبو محمد بن الصّوفي الكلابي (٤)

رئيس دمشق.

سمع أبا الحسن بن عوف ، وجدث بشيء يسير.

سمع منه شيخنا أبو محمد بن صابر وكان أصله من حلب سكن أبوه دمشق وكان يقصر ثيابه فلقب الصوفي.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٣٠٠.

(٢) تاريخ بغداد : «الحسين» خطأ ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ١٦١.

(٣) تاريخ بغداد : عبيد الله.

(٤) ترجمته في بغية الطلب ٥ / ٢٣٣٣ سماه الحسن بن الحسين بن محمد بن عجل المعروف أبوه بالصوفي ، قال وإنما لقب أبوه بالصوفي لأنه كان يقصر ثيابه.

٧٩

بلغني أن الرئيس أبا محمّد (١) توفي في سنة سبع وتسعين وأربعمائة يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رجب ، ويقال : سنة ست.

١٣٢٨ ـ الحسن بن الحسين بن يحيى بن زكريا

ابن أحمد بن يحيى خت (٢) بن موسى

أبو محمد بن البلخي

روى عن جده يحيى بن زكريا.

روى عنه عبد العزيز بن الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد الحسين بن الحسن البلخي نا جدي يحيى بن زكريا ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت ، نا زكريّا بن يحيى بن أسد المروزي ، نا سفيان بن عيينة ، عن مصعب ، سمع أنسا يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يهل بالحج والعمرة جميعا [٣٠٥٨].

أخبرناه عاليا عاليا أبو بكر عبد الغفار بن محمد في كتابه ، وحدّثني أبو محمد هبة الله بن طاوس وأبو بكر محمد (٣) بن عبد الله بن حبيب العامري وغيرهما عنه ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العبّاس الأصم ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي ، نا سفيان بن عيينة فذكر بإسناده مثله سواء. مصعب هو ابن مسلم.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، قال : توفي صديقنا أبو محمد الحسن بن الحسين (٤) بن يحيى البلخي القاضي في هذه السنة يعني سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، حدّث عن جده بشيء يسير ، كتبت عنه ، قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : توفي أبو محمد الحسن بن الحسين بن يحيى البلخي القاضي في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، حدّث عن جدّه بشيء يسير.

__________________

(١) بالأصل «الحسن» خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٢) كذا ضبطت بالأصل. وفي التبصير ٢ / ٥٢٥ بالفتح وتثقيل المثناة.

(٣) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.

(٤) بالأصل «الحسن».

٨٠