تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ١٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عائشة ، عن أبي بكر الصّدّيق ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا صلى الغداة يقول : «مرحبا بالنهار الجديد ، والكاتب الشهيد ، اكتب : بسم الله الرّحمن الرحيم ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّدا رسول الله ، وأشهد أن الجنة حقّ ، والنّار حقّ ، والقبر حقّ ، وأن الله يبعث من في القبور» [٣٣٣٣].

١٤٧٢ ـ الحسن بن أبي نعيم بن الأصم

أبو علي

حدّث بصيدا عن بكر بن سهل.

روى عنه ابن جميع.

أخبرنا أبو الحسن بن المسلم ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا أبو علي ـ وهو ـ الحسن بن أبي نعيم بن الأصم بصيدا ، أنا بكر بن سهل ، نا عمرو بن هاشم ، نا موسى بن وردان ، عن أبي هريرة ، قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنشد الله رجال أمتي لا يدخلوا الحمام إلّا بمئزر ، وأنشد الله نساء أمتي أن لا يدخلن الحمّام» [٣٣٣٤].

أخشى ـ والله أعلم ـ أن يكون هذا هو الحسن بن إبراهيم بن الأصبع العكّاوي (١) الذي حدّث بصيدا عن أبي الدرداء العكّي (٢) ، وحدّث عنه علي بن الحسن بن علّان الذي تقدم ذكره.

__________________

(١) هاتان النسبتان إلى عكا ، بلدة على ساحل بحر الشام ، والأشهر عند أهل الشام «العكاوي» (الأنساب).

(٢) هاتان النسبتان إلى عكا ، بلدة على ساحل بحر الشام ، والأشهر عند أهل الشام «العكاوي» (الأنساب).

٤٠١

حرف الواو

في آباء من اسمه الحسن

١٤٧٣ ـ الحسن بن الوليد بن موسى

ابن سعيد بن راشد بن يزيد بن عبد الله

أبو محمّد الكلابي المعدل

والد عبد الوهاب يعرف بابن الأبرش الدمشقي

روى عن أبي زرعة (١) ، ويوسف بن محمّد الجمحي ، وبكّار بن قتيبة ، وأبي حفص عمر بن محمّد النسائي ، وأبي أسامة عبد الله بن محمّد الحلبي ، وأبي صالح القاسم بن الليث الرّسعني ، وعبد الرّحمن بن أبي طالب.

روى عنه ابنه عبد الوهاب ، وأبو شعيب صالح بن عبد الله المستملي ، وكتب عنه أبو الحسين الرازي.

أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه ، نا عبد العزيز التميمي ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الرّحمن بن الحسن ، حدّثني أبي ، نا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا سفيان الثوري ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرّحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة» (٢) [٣٣٣٥].

أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو محمّد عبد الله بن

__________________

(١) اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري ، أبو زرعة الدمشقي له ترجمة في سير الأعلام ١٣ / ٣١١.

(٢) مرّ الحديث بهذا السند في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

٤٠٢

محمّد ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، نا أبو نعيم ، نا سفيان ، عن يزيد ، عن ابن أبي نعم مثله (١).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبو مصعب صالح بن عبد الله الأنصاري القاضي مستملي ابن خريم ، حدّثني الحسن بن الوليد بن موسى بن راشد الكلابي ، نا يوسف بن محمّد الجمحي ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، نا الهيّاج (٢) بن بسطام ، عن روح بن القاسم (٣) ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أم هانئ : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهش من كتف ثم صلّى ولم يتوضأ [٣٣٣٦].

قرأت بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق : أبو محمّد الحسن بن الوليد بن موسى المعدّل من مربّعة العسر (٤) ويعرف بابن الأبرش.

١٤٧٤ ـ الحسن بن وهب بن سعيد أبو علي الكاتب (٥)

أخو سليمان بن وهب ، كان يذكر أنه من بني الحارث بن كعب.

روى عنه محمّد بن موسى بن حمّاد البربري.

وورد دمشق عاملا على بعض أعمالها.

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (٦) ، نا محمّد بن يحيى الصّولي ، نا محمّد بن موسى البربري ، قال : كتب رجل إلى الحسن بن وهب يستمنحه (٧) وكان مضيقا ، فكتب إليه الحسن :

__________________

(١) ذكره أحمد في مسنده من طرق مختلفة انظر ٣ / ٣ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٨٢.

(٢) بفتح أوله والتحتانية المشددة ، ثم جيم ، كما في تقريب التقريب ، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ، وسير الأعلام ٦ / ٤٠٤.

(٤) كذا رسمها بالأصل ولم أجدها ، وفي ياقوت : «مربعة الفرس ، جمع فارسي ، بغداد» كذا.

(٥) ترجمته في الفهرست لابن النديم ص ١٨٣ وفوات الوفيات ١ / ٣٦٧ والوافي بالوفيات ١٢ / ٢٩٧ ونسبه فيه : الحسن بن وهب بن سعيد بن عمرو بن حصين بن قيس بن قنان بن متى الحارثي.

(٦) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٢٢٦.

(٧) الجليس الصالح : يستميحه.

٤٠٣

الجود طبعي ولكن ليس لي مال

فكيف يحتال من بالرهن يحتال؟؟

وشهوتي في العطايا وانبساط يدي

وليس ما أشتهي يأتي به الحال

فهاك خطي فزرني حيث لي نشب

وحيث يمكن إحسان وإفضال

زاد غيره :

وسوف يأتيك بري بعد ثالثة

فاقبل وللمرء حال بعدها حال

وهاك خطي فزرني حيث لي نشب

وحيث يمكن إحسان وإجمال

إلى دمشق ففيها إن قصدت غنى

وثم يأتي سوى الجاه والمال

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر الخرائطي ، حدّثني أبو موسى عمران بن موسى ، قال : كتب الحسن بن وهب إلى أخ له شافعا لرجل : كتابي هذا بعد أن جمعت له ذهني. فما ظنك بحاجة هذا موقعها مني؟ فإن أحسنت لم أغفل الشكر ، وإن أسأت لم أقبل العذر.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو بكر أحمد بن علي وعبد المحسّن بن محمّد البغداذيان ، قالا : أنا أبو محمّد الحسين بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أنا محمّد بن عبد الرحيم المازني ، نا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو علي محرز ، قال : اعمل (١) أبو علي الحسن بن وهب من حمى نافض وصالب وطاولته ، فكتب إليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي :

يا حليف الندى ويا توأم الجود

ويا خير من حموت القريضا

ليت حمال بني وكان لك الآجر

فلا تشتكي وكنت المريضا (٢)

أخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عبيد الله المرزباني ، قال : وجدت بخط أبي بكر بن السراج للحسن بن وهب :

يا عمرو قد أينع البهار

واعتدل الليل والنهار

واكتست الأرض كلّ شيء

وكل نور له ازهرار

__________________

(١) كذا.

(٢) البيتان ليسا في ديوانه ط بيروت.

٤٠٤

وغرّدت كل ذات شجو

واستكملت حولها العفار

أخبرنا أبو القاسم النسيب الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا محمّد بن علي بن مخلد الوراق ، أنا أحمد بن محمّد بن عمران ، نا محمّد بن يحيى ، نا محمّد بن موسى البربري (١) ، قال : كان الحسن بن وهب عند محمّد بن عبد الله بن طاهر (٢) فعرضت سحابة فبرقت ورعدت ومطرت فقال كل من حضر فيها شيئا ، فقال الحسن :

هطلتنا السماء هطلا دراكا

عارض المرزبان فيها السماكا

قلت للبرق إذ توقد فيها

يا (٣) زناد السماء من أوراكا

أحببت (٤) ثانية فجفاكا

فهو العارض الذي اشتكاكا (٥)

أم تشبهت بالأمير أبي العباس

في جوده فلست هناكا

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الله بن السّمرقندي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب بدمشق ، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني (٦) ، أخبرني محمّد بن يحيى ، نا الحسين بن يحيى الكاتب ، قال : كنا عند الحسن بن وهب ونبات (٧) جارية محمّد بن حمدان وكان الحسن يحبها حبا شديدا ، فابتدأ الحسن يسكر في أول شربة ، فقلنا له في ذلك فجذب الدواة وكتب :

من كان لا يزعمني عاشقا

أحضرته أوضح برهان

إني على رطلين أسقاهما

أروح في أبواب سكران

وكنت عليّ لا أسكر من سبعة

يتبعها رطل ورطلان

فصار لي من سكران الهوى

والراح سكران عجيبان

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ٢٤٣.

(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٤١٩ في ترجمة محمد بن عبد الله بن طاهر.

(٣) عجزه غير واضح وغير مقروء بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد : أحببت نأيته.

(٥) تاريخ بغداد : استبكاكا.

(٦) ترجمته في تاريخ بغداد ٣ / ١٣٥.

(٧) رسمها غير واضح بالأصل وقد تقرأ : «ويبان» والمثبت عن الوافي بالوفيات ١٢ / ٢٩٨.

٤٠٥

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن أبي القاسم علي بن الحسن بن علي العلوي ، أنا جدي لأمي قاضي القضاة أبو علي الحسن بن إسماعيل بن صاعد ، نا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين بن موسى السلمي. أنشدنا الحسين بن أحمد بن موسى ، أنشدنا الحسن بن وهب لبعضهم :

ليس يعتاض باذل الوجه في

الحاجة من بذل وجهه عوضا

وكيف يعتاض من أتاك وقد

صار للذلّ وجهه عرضا

لا أخال الحسن بن وهب المذكور في هذه الحكاية صاحب الترجمة فإن كان هو هو فقد سقط من إسنادها وحل بعد الحسين بن أحمد ، والله أعلم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم البصري ، أنا محمّد بن أحمد بن عمر العدل فيما كتب إليّ ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ـ إجازة ـ أخبرني محمّد بن يحيى ، نا عون بن محمّد ، قال : كان الحسن بن وهب يلي أعمالا بدمشق ونواحيها ، فمات هناك في آخر أيام المتوكل فقال البحتري يرثيه (١) :

ألا أيها الفلك المدار

أذهب ما تطرف أم جمار (٢)

ستفنى مثل ما نفنى وتبلى

كما تبلى فيدرك منك ثار

تناب النائبات إذا تناهت

وتدمر في تصرّفه الدّمار

وما أهل المنازل غير ركب

منايا هنّ (٣) روح وابتكار

لنا في الدهر آمال طوال

نرجّيها وأيام (٤) قصار

نزلنا منزل الحسن بن وهب

وقد درست مغانيه القفار

أصاب الدهر دولة آل وهب

ونال الليل منهم (٥) والنهار

أعارهم رداء العزّ حتى

تقاضاهم فردّوا ما استعاروا

وقد (٦) كانوا وجوههم بدور

لمختبط وأيديهم بحار

__________________

(١) الأبيات في ديوان البحتري ٢ / ٢٨١ من قصيدة قالها في الحسن بن وهب عند السخطة.

(٢) البيت في ديوانه : أناة أيها .. أنهب ما تطرق أم جبار.

والجبار من الحروب ما لا قود فيها ، وعليه وقولهم : فلان جرحه جبار أي لا يطالب به.

(٣) الديوان : مناياهم رواح وابتكار

(٤) الديوان : وأعمار.

(٥) الديوان : منها.

(٦) الديوان : وما كانوا فأوجههم بدور

٤٠٦

حرف الهاء

في آباء من اسمه الحسن

١٤٧٥ ـ الحسن بن هارون بن عيسى

هو الحسين بن هارون يأتي ذكره في باب من اسمه الحسين.

١٤٧٦ ـ الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجرّاح بن وهيب

ويقال : الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح

أبو علي الحكمي ، المعروف بأبي نواس الشاعر

مولى الجرّاح بن عبد الله الحكمي (١)

سمع حمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، وعبد الواحد بن زياد ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى القطان ، وأزهر بن سعد السّمّان.

روى عنه محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ، وروى عنه عبيد الله بن محمّد العبسي ، ومحمّد بن جعفر غندر ، وأحمد بن حمزة بن زياد الرّبعي ، وعمرو بن بحر الجاحظ ، ويعقوب بن زيد الفارسي ، ومحمّد بن إدريس الشافعي وجماعة سواهم.

وقدم دمشق ، وخرج منها إلى مصر ، وقال في قصيدته التي مدح بها الخصيب والي مصر (٢) :

أجارة بيتينا

أبوك غيور (٣)

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٦ الشعر والشعراء ص ٥٠١ وفيات الأعياء ٢ / ٩٥ الوافي بالوفيات ١٢ / ٢٨٣ سير أعلام النبلاء ٩ / ١٨٠ وانظر بالحاشية فيها ثبتا بأسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت.

(٢) الأبيات من قصيدة في ديوانه تحت عنوان «رحلة إلى مصر» ط بيروت ص ٤٨٠.

(٣) مطلع القصيدة ، وعجزه :

وميسور ما يرجى لديك عسير

٤٠٧

يذكر فيها المنازل.

ووفين إشراقا (١) كنائس تدمر

وهنّ إلى رعن المدخّن صور

يؤممن أهل الغوطتين كأنما

لها عند أهل الغوطتين بدور (٢)

فأصبحن بالجولان يرضخن صخرها

ولم يبق من إجرامهن (٣) شطور

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا عبد الله بن علي أبو القاسم الخزاعي ـ ببغداد ـ نا محمّد بن إبراهيم بن كثير ، نا أبو علي الحسن بن هانئ ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموتنّ أحدكم حتى يحسن ظنّه بربّه ، فإنّ حسن الظنّ بالله تعالى ثمن الجنة» [٣٣٣٧].

أظن ابن جميع حفظ كنية الخزاعي ولم يحفظ اسمه فسماه عبد الله ، وهو عندي إسماعيل بن علي ، وقد ذكر أبو بكر الخطيب أن ابن جميع روى عن إسماعيل هذا ، فلعل الوهم ممن خرّج المعجم لابن جميع لا منه ، والله أعلم.

أخبرناه أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك ، أنا سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو محمّد عبد الله بن حامد الأصبهاني ، أنا أبو محمّد القاسم بن صالح الهمداني ، نا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي ، نا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الواسطي ـ إملاء ، ببغداد ـ نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصوفي (٤) ، نا أبو نواس ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموت أحدكم حتى يحسن ظنّه بالله عزوجل ، فإنّ حسن الظنّ بالله عزوجل ثمن الجنة» [٣٣٣٨].

أخبرناه عاليا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور (٥) ، أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالوية الصوفي ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي ، نا إسماعيل بن علي الواسطي ،

__________________

(١) إعجامها غير واضح والمثبت عن الديوان.

(٢) الديوان : ثؤور.

(٣) الديوان : أجراجهن.

(٤) مرّ في بداية الترجمة ، وفي مختصر ابن منظور ٧ / ٧٧ «الصيرفي».

(٥) بالأصل «مروز» والمثبت عن ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٠.

٤٠٨

نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ، نا أبو نواس الحسن بن هانئ ، نا حمّاد ـ يعني ابن سلمة ـ ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموتنّ أحدكم حتى يحسن الظنّ بالله تعالى فإنّ حسن الظنّ بالله تعالى ثمن الجنة» [٣٣٣٩].

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا سعيد بن أحمد ، أنا أبو محمّد عبد الله بن حامد الأصبهاني ، أنا أبو محمّد القاسم بن صالح الهمداني ، نا أحمد بن محمّد بن الحسن الرازي ، نا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الواسطي ـ إملاء ببغداد ـ ، نا محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ، قال : دخلنا على أبي نواس الحسن بن هانئ في مرضه الذي مات فيه فقال له صالح بن علي الهاشمي : يا أبا علي أنت اليوم في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، وبينك وبين الله هنّات ، فتب إلى الله من عملك قال : فقال : إياي تخوّف بالله؟ فقال : أسندوني. حدّثني حمّاد بن سلمة ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لكلّ نبيّ شفاعة ، وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي يوم القيامة». أفترى لا أكون منهم [٣٣٤٠].

وقد جمع هلال الحفار ، عن أبي القاسم الحديثين ووقعا لنا بعلو من حديثه.

أخبرنا بهما أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر أحمد بن علي (١) ، أنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، نا إسماعيل بن علي بن علي أبو القاسم الخزاعي ، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب (٢) الشام سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، نا أبو نواس الحسن بن هانئ ، نا حمّاد بن سلمة عن (٣) يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنّه بالله تعالى ، فإنّ حسن الظنّ بالله تعالى ثمن الجنة» [٣٣٤١].

قال (٤) : وأنا هلال بن محمّد ، نا إسماعيل بن علي ، نا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن كثير قال : دخلنا على أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقال له

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ٣٩٦ في ترجمة محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي.

(٢) بالأصل «باب» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) عن تاريخ بغداد وبالأصل «بن».

(٤) القائل : الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١ / ٣٩٦ أيضا.

٤٠٩

عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وبينك وبين الله هنّات فتب إلى الله.

قال أبو نواس : أسندوني ، فلما استوى جالسا ، قال : إياي تخوّف بالله؟ وقد حدّثني حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ نبيّ شفاعة وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة» أفترى لا أكون منهم [٣٣٤٢].

قال أبو بكر الخطيب : لم يرو عن محمّد بن إبراهيم هذا ، ألّا (١) إسماعيل بن علي الخزاعي ، وإسماعيل غير ثقة.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة.

وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي عبد الله ، قال لنا أبو سعيد بن يونس : الحسن بن هانئ مولى الحكميين يكنى أبا علي الشاعر المعروف بأبي نواس بصري سكن بغداد ، قدم مصر على الخصيب أمير مصر وامتدحه وحمل عنه ديوانه جماعة من أهل مصر ، وحفظت عنه حكايات.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، وأبو الحسن بن سعيد ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : الحسن بن هانئ أبو علي الحكمي الشاعر المعروف بأبي نواس. ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة واختلف في طلب الحديث ، فسمع حمّاد بن زيد ، وعبد الرّحمن (٣) بن زياد ، ومعتمر بن سليمان ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأزهر بن سعد السّمّان ، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي ، واختلف إلى أبي زيد النحوي فكتب الغريب والألفاظ ، وحفظ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أيام الناس ، ونظر في نحو سيبويه ، وانتقل إلى بغداد فسكنها إلى حين وفاته. وهو الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجرّاح بن هنب بن ددة (٤) بن غنم بن سليم (٥) بن حكم بن سعد

__________________

(١) عن تاريخ بغداد ، وبالأصل «أن».

(٢) تاريخ بغداد : ترجمته ٧ / ٣٤٦.

(٣) تاريخ بغداد : عبد الواحد.

(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) الأصل : سلهم ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٤١٠

العشيرة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طيّىء بن أدد بن شبيب بن عمرو (١) بن سبيع بن الحارث بن زيد بن عديّ بن عوف بن زيد بن هميسع بن عمرو (٢) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ، ذكر نسبه هذا عبد الله بن أبي سعد الوراق.

قال : وحدّثني أبو القاسم الأزهري ، نا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا ابن أبي سعد بذلك.

وقيل هو الحسن بن هانئ بن الصباح مولى الجرّاح بن عبد الله الحكمي (٣) والي خراسان.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : أما الحكمي ـ بالحاء المهملة والكاف ـ أبو نواس ـ أوله نون مضمومة ثم واو مخففة ـ أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الشاعر ، بصري كان يعرف بذاك مشهور.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٥) ، حدّثني الأزهري ، أنا عبيد (٦) الله بن عثمان بن يحيى ، نا محمّد بن إبراهيم الكاتب ، أنا ميمون بن هارون الكاتب ، حدّثني عمر بن شبّة أبو زيد قال : قال أبو عبيدة : كان أبو نواس للمحدثين من مثل امرئ القيس للمتقدمين. قال ميمون : وحدّثني الجريري عن إسحاق بن إسماعيل ، قال : قال أبو نواس : ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى ، فما ظنّك بالرجال؟ وقال ميمون : سألت يعقوب بن السّكّيت عما يختار لي روايته من أشعار العرب الشعراء فقال : إذا رويت من الجاهليين لامرئ القيس (٧) ، والأعشى ، ومن الإسلاميين لجرير والفرزدق ومن المحدثين لأبي نواس ، فحسبك.

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو القاسم

__________________

(١) تاريخ بغداد : عمر.

(٢) تاريخ بغداد : عمر.

(٣) الحكمي بفتح الحاء المهملة والكاف (قاله في الوافي بالوفيات).

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٧٥ و ٧٦.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٧.

(٦) تاريخ بغداد : عبد الله.

(٧) بالأصل «الأعشى» شطبت وكتبت فوقها «القيس».

٤١١

إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمّد بن سويد المعدّل ، نا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو عكرمة الضّبّي ، حدّثني الحمار (١) قال كان أبو نواس يجلس معنا في حلقة يونس فينتصف منا في النحو. قال أبو عكرمة : قال أبو عمرو الشيباني : لو لا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار لاحتججنا به في كتبنا.

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن المأمون ، نا محمّد بن القاسم بن بشار ، نا أبي قال : قال أبو الحسن بن حمدان ، سمعت أبا تمام الطائي يقول بخراسان : أشعر الناس وأسهبهم في الشعر كلاما بعد الطبقة الأولى : بشّار ، والسيد ، وأبو نواس ، ومسلم بن الوليد بعدهم.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الحسين بن علي الصيمري [حدّثنا] أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، حدّثني الحكيمي ، حدّثني ميمون بن هارون الكاتب ، عن أبي عثمان الجاحظ ، قال : ما رأيت أحدا كان أعلم باللغة من أبي نواس ، ولا أفصح لهجة ، مع حلاوة ، ومجانبة الاستكراه.

قال (٣) : وأخبرني الصيمري ، أنا المرزباني ، أخبرني محمد بن العباس ، نا محمد بن يزيد النحوي ، حدّثني الجاحظ ، قال : سمعت النّظّام يقول : ـ وقد أنشد شعرا لأبي نواس في الخمر (٤) ـ هذا الذي جمع له الكلام فاختار أحسنه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر ، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، نا الأنباري ، نا أبو علي الغنوي ، نا علي ، عن عمرو الأنصاري ، نا الأصمعي ، قال : قال لي الفضل بن الربيع : من أشعر أهل زمانك يا أصمعي؟ فقلت : أبو نواس حين يقول :

أما ترى الشمس حلّت الحملا

وقام وزن الزمان فاعتزلا (٥)

__________________

(١) كذا.

(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٧.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٧.

(٤) في تاريخ بغداد : في الجبر!؟.

(٥) البيت في ديوانه ط بيروت ص ٦٣ برواية : فاعتدلا. واعتدال الزمان بين الحر والبرد ، وحلول الشمس في برج الحمل إشارة إلى بدء فصل الربيع.

٤١٢

فقال : والله إنه لشاعر فطن ذهن ، ولكن أشعر منه الذي يقول في قصر عيسى بن جعفر بالخريبة :

يا وادي القصر نعم القصر والوادي

من منزل حاضر إن شئت أو بادي

ترى قراقيره والعيش وافقه

والضّب والنون والملاح والحادي

قال : والشعر لمحمّد بن أبي أمية.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، نا أحمد بن محمّد بن عمران الكاتب ، حدّثني صالح بن محمّد ، عن أخيه صدقة بن محمّد بن صالح ، قال : اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال : أيكم القائل :

فلما تحسّاها وقفنا كأننا

نرى قمرا في الأرض يبلع كوكبا

قالوا : أبو نواس (٢) ، قال فالقائل :

إذا نزلت دون اللهاة من الفتى

دعا همّه عن صدره برحيل

قالوا : أبو نواس (٣) ، قال : فالقائل :

فتمشّت في مفاصلهم

كتمشّي البرء في السّقم

قالوا : أبو نواس (٤) ، قال : هو أشعركم إذا.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عثمان الصابوني ، أنا أبو الحسن الماسرجسي الفقيه ، أنا محمّد بن العباس بن الفضل البزاز ، بحلب ، نا الحسن بن عبيد الله بن الخصيب ، حدّثني إبراهيم بن سعيد ، قال : كنت واقفا على رأس المأمون فقال بيتا شعر ما سبق قائلهما أحد ولا يلحقه أحد ، قال : قلت : ما هما يا أمير المؤمنين؟ قال : ما قال أبو نواس ، وما قاله شريح ، قال : فتبسمت ، قال : كأنك تبسمت من أبي

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٥.

(٢) البيت ليس في ديوانه ، وفيه ص ٢٢ :

إذا عبّ فيها شارب القوم خلته

يقبّل في داج من الليل كوكبا

(٣) البيت في ديوانه ص ١٦ برواية : إذا ما أتت دون .. من صدره.

(٤) البيت في ديوانه ص ٤١ من قصيدة تحت عنوان «قصة الأمم» مطلعها :

يا شقيق النفس من حكم

نمت عن ليلي ولم أنم

٤١٣

نواس ومن شريح ، قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فخذ ما قاله أبو نواس (١) :

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت

له عن عدوّ في ثياب صديق

قلت : حسن والله يا أمير المؤمنين ، فما قال شريح؟ فقال : قال :

تهون على الدنيا الملامة أنه

حريص على استخلاصها من يلومها

قلت : حسن والله يا أمير المؤمنين.

قال : أحسن من ذاك ما سمعته أنا : كنت أسير في موكبي إذ ألجأني الزحام إلى دكان عليه كهل ، وعليه أسمال من ثياب ، فنظر إليّ نظر من قد رحمني مما أنا فيه : فأومأ إليّ بيده ، وقال :

أرى كلّ مغرور تمنّيه نفسه

إذا ما مضى عام سلامة قابل

قال : قلت : حسن يا أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثني الأزهري ، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا عبد الله بن أبي سعد ، نا أبو ثابت حبيب بن النعمان الحميري ، قال : سمعت كلثوم بن عمرو العتابي يقول لرجل : ـ وتناظرا في شعر أبي نواس ـ فقال : لو أدرك الخبيث الجاهلية ما فضل عليه أحد ، وقال ابن أبي سعد : حدّثني أحمد بن العباس بن الحكم ، حدّثني محمّد بن يزيد النحوي ، حدّثني عبد الله بن يعقوب بن داود ، قال : كنا عند سفيان بن عيينة فجاءه ابن مناذر فتحدث وأنشد ، فقال له سفيان : يا أبا عبد الله ظريفكم هذا أشعر الناس ، قال : كأنك عنيت أبا نواس؟ قال : نعم ، قال : يا أبا محمّد فيما استشعرته؟ قال في شعره في هذه القصيدة (٣) :

يا قمرا أبصرت في مأتم (٤)

يندب شجوا بين أتراب

أبرزه المأتم لي كارها

برغم دايات وحجّاب

__________________

(١) البيت في ديوانه ص ٦٢١.

(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨.

(٣) ديوانه ص ٢٤٢ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٣٨.

(٤) في الديوان :

يا قمرا أبرزه مأتم

٤١٤

يبكي فيذري الدرّ من عينه (١)

ويلطم الورد بعناب

لا زال موتا دأب أحبابه

ولا تزل رؤيته دابي

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله المقرئ ، قالا : أنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حمدان الخطيب الشوكي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن جعفر بن محمّد الرافقي المعروف بالخالع ، أنا عمي أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمّد بن الحسين الجواليقي ، نا أبو مقاتل محمّد بن العباس بن أحمد بن مجاشع ، أنشدني أحمد بن يحيى ، قال ابن الأعرابي : أشعر الناس أبو نواس في قوله (٢) :

تغطّيت من دهري بظلّ جناحه

فعيني ترى دهري وليس يراني

فلو تسأل الأيام ما اسمي؟ فما درت

وأين مكاني؟ ما عرفن مكاني

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنا الحسن بن الحسين النعالي ، أنا أحمد بن نصر الذارع ، نا منصور بن اليمان الضرير ، نا أبو هفان (٤) ، حدّثني خالي مسلمة بن مهدي قال : لقيت أبا العتاهية فقلت : من أشعر الناس؟ فقال : أجاهليا أو إسلاميا أو مولدا؟ فقلت : كل ، فقال : الذي يقول في المدح (٥) :

إذا نحن أثنينا عليك بصالح

فأنت كما تثني وفوق الذي نثني

وإن جرت الألفاظ منا بمدحة

لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني

والذي يقول في الزهد (٦) :

وما الناس إلّا هالك وابن هالك

وذو (٧) نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت

له عن عدوّ في ثياب صديق

__________________

(١) الديوان : من نرجس.

(٢) البيتان في ديوانه ص ٤٦٩.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٣.

(٤) في تاريخ بغداد : أبو سفيان.

(٥) البيتان في ديوانه ص ٤١٥ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٤٣.

(٦) البيتان في ديوانه ص ٦٢١ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٤٣.

(٧) في الديوان :

أرى كل حي هالكا وابن هالك

وذا نسب.

٤١٥

قال مسلمة : ولقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد عليّ مثل ذلك.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي ، أنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ـ إجازة ـ أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي ، أنا أبو محمّد الأنصاري ، حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسن الدهان ، حدّثني محمّد بن بريد عن أبيه ، قال : لقيت أبا العتاهية ، فقلت : من أشعر الناس؟ قال : الشاب العاهر أبو نواس حيث يقول (١) :

أزور محمّدا فإذا التقينا

تعاتبت (٢) الضمائر في الصدور

فأرجع لم ألمه ولم يلمني

وقد قبل (٣) الضمير من الضمير

ثم لقيت أبا نواس فقلت : من أشعر الناس؟ قال : الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول :

الناس في غفلاتهم

ورحا المنية تطحن (٤)

فقلت : من أين أخذ هذا جعلني الله فداك؟ قال : من قول الله عزوجل : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ)(٥).

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال : اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين الجازري ، نا المعافى بن زكريا الجريري (٦) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا أحمد بن يحيى قال : قال بعض أصحاب العتّابي : رأيت العتابي ينظر في كتاب ويلتفت إليّ ويقول : هو والله أشعر الناس ، فقلت : ومن هو؟ قال : أوما تعرفه هو الذي يقول :

إذا نحن أثنينا عليك بصالح

فأنت الذي تثني وفوق الذي نثني

وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة

لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني

__________________

(١) البيتان في ديوانه ص ٣٦٣.

(٢) الديوان : تكلمت.

(٣) الديوان : رضي.

(٤) ديوان أبي العتاهية ط بيروت ص ٤٢٩.

(٥) سورة الأنبياء ، الآية الأولى ، وبالأصل «واقترب».

(٦) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٨٧.

٤١٦

فقلت له : من هو؟ قال : أوما تعرفه؟ هو الذي يقول :

تستّرت من دهري بظلّ جناحه

فصرت (١) أراه وليس يراني

فلو تسأل الأيام ما اسمي؟ لما درت

وأين مكاني؟ ما عرفت مكاني

ويروى :

فلو تسأل الأيام بي ما عرفتني

ويروى : ما درين بي ، فقلت : من هو؟ قال : الذي يقول :

إن السحاب لتستحي إذا نظرت

إلى يداك فقاسته بما فيها

حتى تهمّ باقلاع فيمنعها

خوف العقوبة من عصيان منشيها

فقلت : لمن هو؟ فقال : لأبي نواس.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو العباس مكرم بن عبد الصمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن أحمد بن مكرم البزّاز ، أنا أبو محمّد الحسن بن الحسين بن علي (٣) بن إسماعيل النوبختي ، نا أبو العباس أحمد بن محمّد بن بسام (٤) الضبعي النحوي ، نا أبو محمّد القاسم بن (٥) بشار الأنباري ، نا مسعود بن بشر قال : لقيت ابن مناذر بمكة وكان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا ، قد أقام بمكة فقلت : من أشعر [الناس](٦)؟ قال : من إذا شبب لعب ، وإذا أخذ فيما قصد له جدّ ، قلت : مثل من؟ قال : مثل جرير (٧) إذ يقول (٨) :

إنّ الذين غدوا بلبّك غادروا

وشلا بعينك لا يزال معينا

غيّضن من عبراتهن وقلن لي :

ما ذا لقيت من الهوى ولقينا؟

__________________

(١) في الجليس الصالح : فصرت أرى دهري وليس يراني.

(٢) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤.

(٣) قوله : «بن علي» سقطت من تاريخ بغداد.

(٤) تاريخ بغداد : سام.

(٥) تاريخ بغداد : القاسم بن محمد بن بشار.

(٦) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٧) بالأصل «جراذ» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٨) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٤٣٨ من قصيدة يهجو الأخطل وتاريخ بغداد ٧ / ٤٤٤.

٤١٧

ثم قال حين جدّ :

إنّ الذي حرم الخلافة (١) تغلبا

جعل الخلافة والنبوة فينا

مضر أبي وأبو الملوك فهل لكم

يا جرو (٢) تغلب من أب كأبينا

هذا ابن عمي في دمشق خليفة

لو شئت ساقكم إليّ قطينا

ومن هؤلاء المحدثين هذا الحبيب الذي يتناول الشعر من كمه ـ يعني أبا العتاهية ـ إذ يقول (٣) :

الله بيني وبين مولاتي

أبدت لي الصدّ والملامات

منحتها مهجتي وخالصتي

فكان هجرانها مكافاتي

لا تغفر الذنب إن أسأت ولا

تقبل عذري ولا موالاتي (٤)

أقلقني حبها وصيّرني

أحدوثة في جميع جاراتي

ثم قال حين جدّ (٥) :

ومهمه قد قطعت طامسه

قفر على الهول والمخافات (٦)

بحرّة (٧) جسرة عذافرة

حوصاء عيرانة علندات

تبادر الشمس كلما طلعت

بالسير تبغي بذاك مرضاتي

يا ناق حثي (٨) بنا ولا تعدي

نفسك مما ترين راحات

حتى تناخي بنا إلى ملك

توّجه الله بالمهابات

عليه تاجان فوق مفرقه

تاج جلال وتاج أخبات

يقول للريح كلما نسمت (٩)

هل لك ، يا ريح ، في مبارات

__________________

(١) في الديوان : المكارم.

(٢) الديوان : خرز تغلب.

(٣) الأبيات في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٤ ، ولم أجدها في ديوانه طبع بيروت.

(٤) تاريخ بغداد : ملاماتي.

(٥) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ١٠٣ من قصيدة يمدح المهدي.

(٦) الديوان : والمحاماة.

(٧) الديوان : بجسرة.

(٨) الديوان : خبي.

(٩) الديوان : عصفت.

٤١٨

من مثل عمه الرسول ومن

خاله (١) أكرم الخئولات

فقلت لابن مناذر : أنا أنشدك أحسن مما أنشدتني ، قال : هات ، فأنشدته (٢) :

ذكرتم من الترحال أمرا فغمّنا

فلو قد فعلتم صبّح الموت بعضنا

زعمتم بأن البيت يحزنكم ، نعم

سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا

تعالوا نقارعكم ليحنق عندنا

من أشجا قلوبا أم من أسخن عيونا (٣)

أطال قصير الليل يا رحم عندكم

فإن قصير الليل قد طال عندنا

وما يعرف الليل الطويل وهمه

من الناس إلّا من يحم أو أنا

خليون من أوجاعنا يعذلوننا

يقولون (٤) لم لم تهو قلنا بذنبنا

فلو شاء ربّي لابتلاهم بما به

ابتلانا فصاروا لا علينا ولا لنا

يقومون في الأكفاء (٥) يحكون فعلنا

ضيافة أبشار وسخرية بنا

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد

هواكم لعل الفضل يجمع بيننا

أميرا رأيت المال في نعماته

مهانا مذل النفس بالضيم قد فنا

وللفضل أجرا مقدما من ضياغم (٦)

إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى

إليك أبا العباس من بين من مشى

عليها امتطينا الخضرمي الملسنا

قلائص لم تحمل حنينا على طلا

ولم تذر ما فرع العتيق (٧) ولا لهنا

فقال : أحسن والله صاحبك في التشبيب وأغربت علينا في صفة النعال ، وتصييره إياها مطايا ، من هذا؟ قلت : أبو نواس ، فقال : لعن الله أبا نواس ، وندم على ما مدح من شعره.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسين بن سعيد ، نا أبو بكر

__________________

(١) الديوان : من مثل من ساد أعماما ثم من أخواله.

(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٥.

(٣) كذا بالأصل ، وكتب فوقها : «أعينا» والبيت في تاريخ بغداد :

تعالوا نقارعكم لنعلم أينا

أمضّ قلوبا أم من أسخن أعينا

(٤) تاريخ بغداد : يقولون لم تهوون؟.

(٥) تاريخ بغداد : الأقوام ... صفاقة أبشار.

(٦) تاريخ بغداد : ضيارم.

(٧) تاريخ بغداد : ولم تدر ما قرع الفنيق.

٤١٩

الخطيب (١) ، أنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أنا المعافى بن زكريا الجريري ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا أبي ، نا الحسن بن عبد الرّحمن الرّبعي ، نا محمّد بن إسحاق ، عن محمّد (٢) بن مظهر الكوفي قال : قال أبو العتاهية قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد وددت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس (٣) :

يا نواسي توقر أو تعزا وتصبر

إن يكن ماءك دهر

فلما سرّك أكثر

يا كبير الذنب عفو

الله من ذنبك أكبر

قال الحسن بن عبد الرّحمن : قال أبو مسلم : كانت هذه الأبيات مكتوبة على قبر أبي نواس فزادني ـ أبي فيها ـ بغير هذا الإسناد :

أعظم الأشياء في

أصغر عفو الله تصغر

ليس للإنسان إلّا

ما قضى الله وقدّر

ليس للمخلوق تد

بير بل الله المدبر

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد العلاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن جعفر الخرائطي قال : سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول :

كتب أبو نواس إلى الفضل بن الربيع بن الحسن (٤) :

يا من يد في الناس واحدة

إلّا (٥) أبو العباس مولاها

نام الثقات على مضاجعهم

وتسرى إلى نفسي فأحياها

قد كنت خفتك ثم أمنتني

من أن أخافك خوفك الله

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٦ والجليس الصالح الكافي ١ / ٣٨٥.

(٢) تاريخ بغداد : أحمد بن مطهر.

(٣) الأبيات في ديوان أبي نواس ص ٦٢٠ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٤٦.

(٤) الأبيات في ديوانه ص ٤٥٩.

(٥) الديوان : «كيد» بدل «إلّا».

٤٢٠