« فإن قلت : قد ورد في بعض الأخبار (١) : أن ليس المراد بأهل الذّكر علماء اليهود ، ورد الإمام عليهالسلام على من زعم ذلك بأنّ الله تعالى كيف يأمرنا بمسألتهم؟ مع أنّهم لو سألوا لأمروا بالأخذ بشريعتهم فيبطل التّفسير المذكور.
قلت : الظّاهر أنّ الزّاعم المذكور زعم وجوب مسألتهم مطلقا أو في حقّيّة هذه الشّريعة كما يظهر من الرّد المذكور ، وإلاّ فهو بحسب الظّاهر لا يتم بناء على تخصيص المسألة بما ذكرناه.
سلّمنا لكن أهل الذّكر في الرّواية المذكورة وغيرها من روايات أهل الذّكر مفسّر بأهل البيت عليهمالسلام ، وعلّل ذلك في بعضها بأنّ الله تعالى سمّى نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكرا في قوله تعالى : ( قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً* رَسُولاً ) (٢) فأهل الذّكر هم أهل الرّسول.
والتّحقيق : أنّ مساق الآية لا يأبى عن الحمل على ذلك ، كما لا يخفى. وكيف كان : فلا بدّ من تنزيلها عليه ؛ لصراحة تلك الأخبار فيه ، فيختصّ أهل الذّكر بالأئمة فلا يتناول غيرهم من المحدّثين والمجتهدين ، فلا يتم الاحتجاج بالآية أيضا.
__________________
(١) انظر البرهان في تفسير القرآن : ج ٤ / ٤٥٢ ـ ح ١٣ « ط دار المجتبى » والخبر في عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ / ٢١٦ باب ٢٣ ـ ح ١.
(٢) الطلاق : ١٠ و ١١. لكنّها في الأصل كتبت هكذا : « إنّا أرسلنا إليكم ذكرا رسولا » وهو خطأ واضح والعصمة لمن عصمة الله عز وجل.