قال لي : إنك من أهل النار ، فقال : كان لك من جراب النورة (١)؟ قلت : وما جراب النورة؟ قال : عمل معك بالتقية (٢) وهذه الرواية ساقطة ، فان زرارة يخالف ابن السماك في فكرته وعقيدته فكيف يكلفه بسؤال الامام إنه من أهل النار أم من أهل الجنة؟ مضافا إلى أن زرارة من أعلام الفكر والعلم في الاسلام ، فكيف يسأل عن هذه المسألة التافهة ، لأن الانسان على نفسه بصير فهو يعرف مصيره بمقتضى عمله في دار الدنيا ومدى إخلاصه وإنابته إلى الله تعالى.
٢ ـ روى الكشي بسنده عن مسمع كردين بن سيار قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : « لعن الله بريدا ، ولعن الله زرارة » (٣).
٣ ـ روى الكشي بسنده عن ليث المرادي قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : « لا يموت زرارة إلا تائها » (٤) وهذه الرواية كالرواية السابقة إمّا موضوعة أو إنها صدرت للحفاظ على حياة زرارة من السلطة الأموية التي لم تتحرج في سفك دماء شيعة أهل البيت (ع) بغير حق ، ويدلل على هذه الجهة ما رواه عبد الله بن زرارة قال : قال لي أبو عبد الله (ع) اقرأ مني على والدك السلام ، وقل له : إني إنما أعيبك دفاعا
__________________
(١) جاء في مجمع البحرين في مادة ( نور ) أن قوله (ع) : أعطاك من جراب النورة لا من العين الصافية على الاستعارة والأصل فيه أنه سأل سائل محتاج من حاكم قسي القلب شيئا فعلق على رأسه جراب نورة عند فمه وأنفه كلما تنفس دخل في أنفه منها شيء ، فصار مثلا يضرب لكل مكروه من غير رضى.
(٢) الكشي.
(٣) الكشي.
(٤) الكشي.