المراد بالصحابة : هم الذين صحبوا النبي (ص) وآمنوا به ، وماتوا على هديه ودينه ، وليس المراد بالصحابي كل من رأى النبي (ص) فان هذا التحديد يوجب دخول الأطفال والكفار الذين رأوا النبي (ص) في إطار الصحابة مع أنه لا أشكال في خروجهم عنه ، كما أنه بناء على اعتبار الرؤية تخرج بعض الصحابة عن هذا التعريف ممن فقدوا بصرهم كابن أم مكتوم ونحوه.
ولصحبة النبي (ص) منزلة عظيمة ، وكريمة عند الله ، ولكن الصحبة لا توجب العصمة عن الخطأ ولا توجب النجاة من النار إلا بالعمل الصالح الذي هو المقياس الصحيح عند الله فمن آمن واهتدى وعمل صالحا فان الجنة هي المأوى ، ومن انحرف عن الحق بعد ما تبين له الهدى فان مصيره إلى النار هذا هو حكم الاسلام في قرآنه يقول الله تعالى ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ) وقال تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) فقد أناط تعالى ثوابه بالعمل الصالح وأناط عقابه بالعمل السيئ ، والصحابة وغيرهم سواء ، وليس لأحد عند الله منزلة خاصة فجميع البشر عنده سواء ، وأقربهم عنده المطيع له ، وأبعدهم عنه العاصي له ، وهذه آراء بعض