أعلام الشيعة في الصحابة.
قال سماحة المغفور له السيد علي خان المدني : « حكم الصحابة عندنا في العدالة حكم غيرهم ، ولا يتحتم الحكم بالايمان والعدالة بمجرد الصحبة ، ولا يحصل بها النجاة من عقاب النار وغضب الجبار إلا أن يكون مع يقين الايمان ، وخلوص الجنان فمن علمنا عدالته وإيمانه ، وحفظه وصية رسول الله (ص) في أهل بيته ، وانه مات على ذلك كسلمان الفارسي وأبي ذر وعمار واليناه ، وتقربنا إلى الله تعالى بحبه ، ومن علمنا انه انقلب على عقبه وأظهر العداوة لأهل البيت عاديناه لله تعالى ، وتبرأنا إلى الله منه ، ونسكت عن المجهولة حاله » (١).
وهذا الرأي وثيق للغاية فليس الحب لخيار الصحابة والتقدير لهم إلا حبا لله وتقربا إليه ، كما أن بغض المنحرفين منهم عن الحق إنما هو بغض للباطل وتقربا إلى الله تعالى الذي أمرنا بالابتعاد عن الباطل.
قال الامام شرف الدين : « إن من وقف على رأينا في الصحابة علم أنه أوسط الآراء إذ لم نفرط فيه تفريط الغلاة الذين كفروهم جميعا ، ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثقوهم جميعا ، فان الكاملية ، ومن
__________________
(١) الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ( ص ١١ ).