« إبطال الاستحسان » وردّ عمل
المالكيّة بعمل أهل المدينة ، وأبطل العمل بالمصالح المرسلة ، وأنكر الأخذ بقول
الصحابي لأنّه يحتمل أن يكون عن اجتهاد أخطأ فيه ، ورفض الحديث المرسل ، إلاّ
مراسيل ابن المسيّب لأنّه يرى أنّ القوم متّفقون على صحّتها .
و « إنّ الذي
أملاه الإمام الشافعي على تلاميذه بمسجد عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر وقدم له
برسالة في أصول الفقه ، وقد عرف هذا الكتاب باسم « الام » وكانت الرسالة هي أول ما
كتب ودوّن في علم الأصول كما يروي ذلك ابن خلدون وغيره ، وكما ينبئ عنه الواقع ،
وأنّه كان ابن النديم في الفهرست يقول : إنّ أبا يوسف الفقيه الحنفي سبق الشافعي
في هذا ، والشيعة الإمامية يقولون أيضا أنّهم أول من كتب فيه » .
ويحكى عن الغزالي
في إحياء العلوم ، وعن أبي طالب المكي في كتاب قوت القلوب أنّ كتاب الام لم يصنّفه
الشافعي وإنّما صنّفه تلميذه أبو يعقوب البويطي ، ثمّ زاد عليه الربيع بن سليمان
وتصرّف فيه وأظهره بهذه المظهر .
وله في الفقه
مذهبان قديم وهي آراؤه المذكورة في كتبه نحو : الأمالي ، ومجمع الكافي ، وعيون
المسائل ، والبحر المحيط وجديد ، وهي : الأم ، والمختصرات والرسالة ، والجامع
الكبير ، والإملاء ، فالقديم ما عليه أهل مصر ، والجديد ما عليه أهل العراق ، وقيل
: له مذهب ثالث بين المذاهب كما هو الظاهر من كتاب المجموع للنووي في نقله للأقوال
في موارد متعددة.
المذهب
الحنبلي : ينتسب إلى أحمد
بن حنبل الشيباني المروزي المولود ببغداد سنة ١٦٤ ه والمتوفّى بها سنة ٢٤١ ه.
درس الحديث على
هيثم بن بشير وعلى الشافعي.
وصنّف المسند الذي
يحتوي على نيف وأربعين ألف حديث ، رتّبه حسب
__________________