علي عليهالسلام ، ولذلك يقول في حقّهم : « والذي فلق الجنة وبرأ النسمة واصطفى محمّداً بالنبوّة إنّهم لأصحاب هذه الآية ، وما قوتلوا منذ نزلت ». (١)
ومن العجب أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي سمّى هذا النوع من القتال ـ حسب ما ورد في الرواية ـ تأويلاً في مقابل التنزيل ، فقال مخاطباً عليّاً عليهالسلام : « تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلتَ معي على تنزيله ، ثمّ تُقْتَل شهيداً تخضبّ لحيتُك من دم رأسك ». (٢)
فهذا هو عمّار قاتل في صفّين مرتجزاً بقوله :
نحن ضربناكم على تنزيله |
|
فاليوم نضربكم على تأويله (٣) |
فوصف جهاده في صفين مع القاسطين تأويلاً للقرآن الكريم.
الجري والتطبيق هو التأويل في مقابل التنزيل
إنّ القرآن الكريم ليس كتاباً طائفياً ، بل هو كتاب عالمي نزل لهداية الناس عبر القرون ، ومع ذلك نرى أنّ قسماً كبيراً من الآيات القرآنية فسّرت بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام حتّى أنّ قوله سبحانه : ( إِهْدِنَا الصِّراط المُسْتَقيم ) في سورة الفاتحة فسر بصراط النبيّ والأئمّة القائمين مقامه.
وهناك من يجهل أهداف هذه الروايات وكيفية تفسيرها للآيات فينسب الشيعة إلى الطائفية. (٤)
__________________
١. نور الثقلين : ٢ / ١٨٩ ؛ البرهان في تفسير القرآن : ٢ / ١٠٦.
٢. بحارالأنوار : ٤٠ / ١ ، الباب ٩١.
٣. الاستيعاب : ٢ / ٤٧٢ ، المطبوع في حاشية الإصابة ؛ مجمع البيان : ١ / ٢٨.
٤. انظر نظرية الإمامة عند الشيعة الاثنا عشرية : ٥٠٤.