التنبيه الثالث
تداخل الأسباب والمسببات
وقبل الدخول في صلب الموضوع نقدّم أُموراً :
الأوّل : قد جعل المحقّق الخراساني عنوان البحث في التنبيهين : الثاني والثالث أمراً واحداً ، وهو قوله : « إذا تعدّد الشرط واتحد الجزاء » وجعل وجه التمايز بينهما الغرض والجهة المبحوثة عنها ، فكأنّ الغاية من عقد التنبيه الثاني معالجة التعارض الواقع بين مفهوم كلّ قضية مع منطوق القضية الأُخرى ، ولكن الغرض من عقد التنبيه الثالث البحث عن تداخل الأسباب في مقام التأثير وعدمه ، وعلى فرض عدم التداخل ، البحث عن تداخل المسببات في مقام الامتثال وعدمه ، وعلى ذلك فالبحث في التنبيه الثاني لفظي وفي الثالث عقلي حيث يقع البحث تارة في أنّ كلّ سبب هل يقتضي مسبباً مستقلاً أو لا؟ فإذا قال : إذا بلت فتوضأ ، وإذا نمت فتوضأ ، فهل يقتضي كلّ من البول والنوم مسبباً مستقلاً ، أي إيجاباً متعدّداً أو لا؟ وعلى فرض اقتضائه وجوباً متعدداً ، يقع الكلام في كفاية الوضوء الواحد لامتثال الوجوبين أو لا ، فيعبر عن الأوّل ( اقتضاء كلّ سبب وجوباً مستقلاً وعدمه ) بعدم التداخل في الأسباب وتداخله كما يعبر عن الثاني ( كفاية وضوء واحد عن امتثال وجوبين أو لا ) بالتداخل في المسببات وعدمه.
والأولى تغيير العنوان ، ولذلك جعلنا العنوان عند تعدّد الشرط تداخل