( والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) (١) مبين من حيث الفعل ( القطع ) ، مجمل من حيث المتعلّق ، فإنّ اليد يطلق على أُصول الأصابع والزند والمرفق والمنكب.
٣. ما هو منشأ الإجمال؟
إنّ منشأ الإجمال غالباً أحد الأمرين التاليين :
أ. إجمال المفردات.
ب. إجمال الهيئة التركيبية.
فالأوّل كاليد في آية السرقة كما مرّت ، وآية التيمم ، أعني قوله : ( فَامْسَحُوا بِوُجوهِكُمْ وَأَيديكُمْ مِنْه ). (٢)
وأمّا الثاني كقوله : « لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب » أو « لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد » لتردّد الهيئة بين نفي الحقيقة أو نفي الصحة أو نفي الكمال.
٤. ذكر نماذج من المجملات
أ. قال سبحانه : ( وَإِنْ طَلَّقْتُموهنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرْضتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاح ). (٣)
فإنّ الإجمال في قوله : ( الَّذي بيده عقدة النكاح ) حيث إنّه مردّد بين كون المراد منه وليّ الزوجة أو نفس الزوج ، فلو أُريد الأوّل فمعنى ذلك أنّ الزوجة المطلّقة ووليّها يعفوان نصفَ المهر الواجب بالطلاق قبل المسّ ، فيُفرضُ الكلام فيما إذا لم يدفع المهر لا كلاً ولا جزءاً.
__________________
١. المائدة : ٣٨.
٢. المائدة : ٦.
٣. البقرة : ٢٣٧.