وأخيراً في أجهزة تسجيل الصوت.
وعلى ذلك فلو كان العنوان المأخوذ في الخطابات من العناوين المنطبقة على الأفراد عبر الزمان وكان للخطاب بقاء وثبات ، فلا مانع من توجيه الخطاب الحقيقي إلى الغائب والمعدوم بهذا الطريق.
ولأجل ذلك نرى أنّه سبحانه يخاطب قاطبة البشر في نسل بني آدم إلى من يأتي إلى يوم القيامة بالآيات التالية :
١. ( يا بَني آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيكُمْ لِباساً يُواري سوءاتِكُم وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقوى ذلِكَ خَيرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون ). (١)
٢. ( يا بَني آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخرجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الجَنَّة ). (٢)
٣. ( يا بَني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد ). (٣)
٤. ( يا بَني آدَمَ إِمّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَن اتَّقى وَأَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون ). (٤)
والحاصل : انّ الخطاب الحقيقي يدور على وجود الخطاب بنحو من الأنحاء ووصوله إلى المخاطب وكون المخاطب موجوداً ، والشرطان موجودان في عامة الخطابات الشفاهية.
فظهر ممّا ذكرنا إمكان خطاب المعدوم والغائب كما ثبت صحّة تكليفهما ، كلّ ذلك على نحو القضايا الحقيقية أوّلاً ، وبقاء الخطاب ثانياً.
__________________
١. الأعراف : ٢٦.
٢. الأعراف : ٢٧.
٣. الأعراف : ٣١.
٤. الأعراف : ٣٥.