بهوياتها مع ما ينطبق ويصدق عليها من مفاهيمها إلى واحد بالحقيقة وليت شعري هل يلتزم بذلك بالنسبة إلى جميع الحقائق أو خصوص الإيجاديات مطلقا أو يخصّه بما يكون الحروف وما يجري مجراها ، أدوات إيجادها بما يفرق حينئذ بين الإشارة إلى زيد بطرف العين مثلا أو يقول هذا في ذلك.
ثم ان ذلك الواحد الذي أفيد أنه مفهوم كلا اللفظين وضعا واستعمالا ، هل هو من سنخ الإخطاريات وينقلب هو بعينه بلحاظ الاستعمالي إيجاديا ، أو بالعكس ، وهل هو مستقل أو لا مستقل بالمفهومية ، وينقلب بما ذكر من اللحاظ أو أنه لا تحصّل بشيء من ذلك إنما هي ماهيّة مبهمة جنسيّة يلحقها التحصّل بلحوق فصولها بها في طرف الاستعمال ومرجع الجزء الثاني منها وهو إخراج الاستقلال ، وبالمفهوميّة وعدمه عن حريم المعنى وإرجاعها إلى لحاظه في ظرف الاستعمال مضافا إلى ما عرفت وتعرفه من رجوعه إلى سلب ما هو عنوان ذات المعنى عن حقيقتها التي عرفت أنها عبارة عن محض إيراد المعاني في قوالب وتضمينها لما هو من وظائف الوضع أيضا وتكفيله لأمرين مترتّبين ، أحدهما تحديد المعنى باللحاظ التوجيه لأحد ما تقدّم من الانقلاب أو تحصّل الجنس المبهم بالحاق فصله به والآخر إيراد ذلك المعنى المتحصّل باللحاظ المذكور في قوالب الألفاظ على جهة الاخطار أو الإيجاد ، ولا يخفى ما في كل واحد منها من وجوه الاستحالة فلا نطيل ، اللهم إلا أن يراد بذلك الواحد الذي أفيد أنه المعنى لكل من اللفظين النتيجة الصالحة لأن يعبّر عنها