في آية أخرى : (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(١).
قال : «ثكلتك أمك يا بن الكواء ، هذا المشرق وهذا المغرب ، [وأما] قوله : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) فإن مشرق الشتاء على حدة ، ومشرق الصيف على حدة ، أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ وأما قوله : (بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) فإن لها ثلاثمائة وستين برجا ، تطلع كل يوم من برج تغيب في آخر ، فلا تعود إليه إلا من قابل في ذلك اليوم» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : المشارق : الأنبياء ، والمغارب : الأوصياء (صلوات الله عليهم أجمعين)» (٣).
* س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٤٢) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (٤٤)) [سورة المعارج : ٤٢ ـ ٤٤]؟!
الجواب / ١ ـ أقول : هذه الآيات والتي هي آخر آيات سورة المعارج جاءت لتنذر وتهدد الكفار المعاندين والمستهزئين والمتعنتين ، يقول سبحانه : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)(٤) لا يلزم الاستدلال والموعظة أكثر من هذا ، فإنهم لا يتعظون وليس لهم الاستعداد للاستيقاظ ، دعهم يخوضون في أباطيلهم وأراجيفهم كلعب الأطفال ولهوهم ،
__________________
(١) الشعراء : ٢٨.
(٢) الاحتجاج : ص ٢٥٩.
(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٧٢٥ ، ح ٦.
(٤) يَخُوضُوا : من أصل خوض على وزن حوض وتعني في الأصل الحركة في الماء ، عندئذ تأتي بصيغة الكناية فتستعمل في موارد يغطس فيه الإنسان في الباطل.