وقال جابر بن عبد الله الأنصاري :
كنت ذات يوم عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : «ألا أبشرك يا أبا الحسن؟» قال : «بلى ، يا رسول الله».
قال : «هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والأنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ، والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل الناس ، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم» (١).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٩)) [سورة التّحريم : ٩]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) قال : «هكذا نزلت ، فجاهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الكفّار ، وجاهد علي عليهالسلام المنافقين جهاد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
وقال ابن عباس : لمّا نزلت (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لأجاهدن العمالقة» يعني الكفّار والمنافقين ، وأتاه جبرئيل عليهالسلام قال : أنت أو عليّ (٣).
أقول : الجهاد ضد الكفار قد يكون مسلحا أو غير مسلح ، أما الجهاد ضد المنافقين فإنه بدون شك جهاد غير مسلح ، لأن التاريخ لم يحدثنا أبدا عن أن الرسول خاض مرة معركة مسلحة ضد المنافقين. لهذا ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام : «إن رسول الله لم يقاتل منافقا قط إنما يتألفهم» (٤).
__________________
(١) الخصال : ص ٤٠٢ ، ح ١١٢.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٧٧.
(٣) الأمالي : ج ٢ ، ص ١١٦.
(٤) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٣٣١.